Telegram Web Link
‏"الحمد لله الذي ما قطع رجاء أحد به قطّ، مهما قطع العبد حبال القُرب، ومهما تطاولت أيام الغفلة، الله يفتح بابه كل يوم وكل لحظة.. يفرح بك متى عُدتّ!"
"وكفى بالله"!

سكينة النور، وفجر اليقين الذي يغسل بقايا ليل الشك والوساوس والهواجس!
وكفى بالله، ربا وإلها وسيدًا، وملجأً..
وكفى بالله حبيبًا ودودًا تذكره مشتاقًا مطمئنا به، موقنا في كرمه وجوده وقُربه!
سبحانك وبحمدك نلوذ بك ونعتصم بك، ونستجير بك لا إله إلا أنت!
أن يتبدل خوفك إلى أمن، ستحب الوجهة وإن عانيت.
‏لو تأمّلنا في الأحزان المستمرّة سنجِد أنّ غالبها إنما يستوطن النّفوس ويعكّر القلوب وصفاءها بسبب التدقيق والتحليل العميق في أمورٍ لا تتطلب سوى التجاوز بلا تفكير طويل.
قد يُطبَع بعض النّاس على القدرة علىٰ التجاوز بالمقابِل فإنّ الأكثر يحتاجون إلى اكتسابه تطبعاً؛ فعوّد قلبَك عليه.
من ثمرات الإيمان باسم ﷲ (الواسع) ألا يعلق العبد قلبه بالأسباب، بل يعلقه بمسببها، ولا يتشوش إذا انسد عنه باب منها، لأن ﷲ واسع عليم، وطرق فضله لا تعد ولا تحصى، ومهما انغلقت الأبواب فتح ﷲ سواها مما هو خير منها وأحسنُ عقبى!

‏«لا تيأسنَّ لبابٍ سُد في طلب
‏فالله يفتحُ بعد الباب أبوابًا»
ليغفرن الله يوم القيامة مغفرةً لم تخطر على قلب بشر.

سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
أحسنوا الظنّ بعبادِ الله، أحسنُوه ما وسِعكُم ذلك.
البغض كالنقطةِ السوداء في القلب، والحقدُ والحسدُ والغلّ كذلك، وجميعها تربُو كُلّما استغرقَ فيها حاملُها.. حتى يصبح القلب أسودَ مِربادا كالكوزِ مُجَخِّيا كما قال سيدنا رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرا إلا ما أُشرِبَ من هواه.
العز الأعظم والشرف الأكبر انكسارك بين يدي ربك وأنت ترتل أبجدية الثناء عليه حمدًا وتسبيحًا وتمجيدا، فتُفتح لك الأبواب، ويُرفع عن قلبك وروحك وبصيرتك الحجاب، وتشهد أنوار فضله تعالى فتحبه وتأنس به وتفرح بمعيته سبحانه وبحمده!

واعلم أن القلوب آنية، وكل الآنية إذا كُسِرت لا تُملأُ، إلا القلبَ؛ فإنه لا يمتلئ حتى ينكسر!
فاللهم أنت المنان، فاجعلنا من أهل ودك وحنانك وبرك وعافيتك!
صاحب الشَّريعة، رب العزة،
يقبل من الإنسان مجرد نزوعه للخير!

م. أيمن عبد الرحيم
‏وداعًا يا عهد الشَّباب!
.
في كِتابه "النظرات" أبدعَ المنفلوطي في رسالةٍ أسماها "الأربعون" كتبها بعد بلوغه سِن الأربعين، وهَذا آخرها.
يا ملك الملوك! فقراء مساكين مماليك! لا نأمن أنفسنا ولا نعلم حقائقها، ولا نملك من أمرنا شيئا!
فدبر لنا برحمتك، وامنن علينا بإحسانك، وكن لنا ولا تكن علينا! نحن أبناء التراب، وآنية الذنوب! وأنت ربنا نور السموات والأرض! الكريم الجميل! تعلم خبأنا وخفقنا وذلتنا وضعفنا وحاجتنا وفاقتنا! فاكفنا وأغننا، وأكرمنا بمعيتك والدخول في حضرة قدسك، ولا تذلنا لمخلوق، لا إله إلا أنت!
صديق لي توفاه الله اليوم، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة وأن يرزقنا الله الصبر والسلوان.
وفي بعض الأخبار المروية المسندة أنّ عبداً تشهد عليه أعضاؤه بالمعصية، فيتطاير شعره من جفن عينيه، فيستأذن جفن عينيه بالشهادة له فيقول الحق: تكلمي يا شعرة جفن عبدى واحتجّي عن عبدي!
فتشهد له بالبكاء من خوفه، فيغفر له، وينادى مناد: هذا عتيق الله بشعرة.

تفسير القشيري
نتَغلّب على مرارةُ الشوق بالصبرِ، ولا نقوى الإقتراب من الحَنين.. إلا الحَنين، يُعيي من يُداويه!
‏"ولا يرتق الروحَ إن فتقتها المواجع إلا الله، والمؤمن حين يحضره الهم يردُّه الإيمان إلى الله، ولا ييأس من روح الله عبدٌ وقر في قلبهِ الإيمان؛ والليل إذا طال وعسعس، أتبعه صبحٌ يتنفس، والحمدُ لله على كل حال"
‏اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا رسول الله، شرف البشرية، وسيدها المُقَدَّم، وإمامها المعظم، من رفع الله ذكره، وأجلَّ قدره، وجعل شانئه هو الأبتر..
‏صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
"كُنّا إذا حمي الوطيس واشتدّ البأس واحمرّت الحدق، اتّقينا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم!"
رب هموم عظيمة -أو هكذا نحسب- بتنا نعالجها ونقلبها أملًا في دفعها ورفعها.. ما كان بينها وبين قضائها إلا استجلاب رحمة الله وفضله بالصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سورة الضحى، سورة فيها من الحنان والسلوان مايكفى هم الدنيا والله، تجد فيها لطائف الود وهمسات الشفقة ونسائم الرحمة، تجدها يد حانية تمسح على الآلام والمواجع وتنسم بالروح والرضى، إنها كلها خالصة للنبي- صلى الله عليه وسلم-، كلها نجاء له من ربه، وتسرية وتسلية وترويح وطمئنة، كلها أنداء من كرم الله ولطفه وهدهدة للروح المتعبة، والخاطر القلق والقلب الموجوع.
يا عبد الله، إنه مَن خَوَّفَكَ حتى تلقى الأمن، خيرٌ ممن أمَّنَكَ حتى تلقى المخافة.

الحسن البصري
2025/07/07 05:13:44
Back to Top
HTML Embed Code: