" لكيلَا تأسوا على ما فَاتكُم،
ولا تفرحُوا بِما آتاكُم .. "
عِماد أمَان العبد في هذه الدنيا.
ولا تفرحُوا بِما آتاكُم .. "
عِماد أمَان العبد في هذه الدنيا.
لمّا مات قيس بن الملوّح، حضر أهلُ حيِّ ليلى معزّين، وأبوها معهم، فكان أشد القوم جزعًا وبكاءً عليه، وجعل يقول:
”ما علمنا أنّ الأمر يبلغ كل هذا، ولكنّني رجلٌ عربيّ؛ أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخافه مثلي؛ فزوّجتها، وخرجت عن يدي، ولو علمت أن أمره يجري على هذا؛ ما أخرجتها عن يده، ولا احتملت ما كان عليّ في ذلك“
الأغاني
”ما علمنا أنّ الأمر يبلغ كل هذا، ولكنّني رجلٌ عربيّ؛ أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخافه مثلي؛ فزوّجتها، وخرجت عن يدي، ولو علمت أن أمره يجري على هذا؛ ما أخرجتها عن يده، ولا احتملت ما كان عليّ في ذلك“
الأغاني
إنْ ضعفتَ عن حمل بلائه؛ فاستغث به، وإنْ آلمَك كرب اختياره؛ فإنّكَ بين يديه!
ابن الجوزي
ابن الجوزي
اعلم أن الأمر جِدٌّ كله، فإن داخلهُ الهزل، خرجتَ منه صِفْرَ اليدين.. فإن استبان لك أول الطريق ولكن هِبتَ وترددت، فاستمع عندئذ لنصيحة الحسن البصري -رضي الله عنه - : "إن من يُخَوِّفُكَ حتى تلقى الأمن، أشفقُ عليك ممن يُؤَمِّنك حتى تلقى الخوف"، كان الله في عوني وعونك.
محمود شاكر.
محمود شاكر.
والشوق إلى الله وإلى لقائه نَسيم يهب على القلب يروح عنه وهجَ الدنيا، ومن وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومنْ ارسلهُ في الناس اشَتد به القلق.
- ابن القيم.
- ابن القيم.
وثمة خيطٌ رقيقٌ وغيرُ مرئي بين السماءِ والنفسِ لا ينفصمُ، وهذا الخيط له قدسية خاصة، وموقعه في الذاتِ أشبه بالكعبة في الوجدان، وبالمسجدِ في القلبِ، وفضيلةُ كلِّ نفسٍ أشبه بفتيلةِ كلِّ قنديلٍ، فلا قيمة للمصباحِ دون فتيلة، ولا قيمة للنفسِ دون فضيلة، ويظلُّ المرءُ يفتلُ هذا الخيط ويتعلق به ويسير على هديه حتى يتبينَ له عروجُ نفسه في كلِّ صلاةٍ، فيصبحُ دربُه بين السماءِ والأرضِ آمناً ومألوفاً ومسلوكاً، فما جاء مِن الغيبِ يرده إلى خالقِ الغيبِ، وكلُّ بلاءٍ يفتح له طريقاً عبر خيطه أو سبيله قوامه الصبر، لا يتبرم ولا يتضجر ولا يتأففُ، فتتنزلُ من السماء رحماتها ونفحاتها لنكتشفَ أن المصيبة ليست في المصيبة، إنما في ضعفنا وجهلنا وغفلتنا، وقد قيل لرجلٍ فقد ابنه لم لا تجزع؟ فقال: هذا أمر توقعناه ... فحين حدث استرجعنا ولا نفزع؛ ومن غاية الرضا أن تستمتعَ بما أنتَ فيه؛ فأيما رجل أُصِيبَ فحمد واطمأن... رضي فاستمتع، ولا يصح إسلامُ المرءِ إلا إذا شعر أن قطعة من السماء تحيا في أعماقه، والإسلامُ في حقيقته الحدُّ القائمُ والسور المضروب بين النفسِ وشهواتِها، وبقدرِ استقامتكَ في الدنيا تكون استقامتكَ على الصراطِ في الآخرة. فهل يستقيم الطاغوت أو يتوب؟ نسألُ الله الثباتَ والعافية.
"ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبيﷺ، وما شممت عنبرًا قط ولا مِسكًا ولا شيئًا أطيب من ريح رسول اللهﷺ."
أنس رضي الله عنه واصفًا النبيﷺ.
أنس رضي الله عنه واصفًا النبيﷺ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله ﷺ يقول في دعائه:
يا ولي الإسلام وأهله، مسِّكنِي به حتى ألقاك.
يا ولي الإسلام وأهله، مسِّكنِي به حتى ألقاك.
آمنتُ بكَ إيمانَ عبدٍ أنزل بكَ الحاجَات، وتوكَّل عَليكَ ملتجئًا لحَولِك وقوّتكَ في الحركَات والسّكنَات؛ إذعانًا وتيقُّنًا وَعلمًا وَتحقُّقًا بأنّ غيركُ لايضرّ ولا ينفَع، ولا يصلُ ولا يقطَع ولا يمنَع، بيدِك الخَير كلّه، إنَّك علىٰ كلِّ شيءٍ قَديرٍ"
{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا}
فقال الحبيب المُصطفى ﷺ فيما ذكر حين نزلت هذه الآية: لا تكلني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ.
-تفسير الطبري
فقال الحبيب المُصطفى ﷺ فيما ذكر حين نزلت هذه الآية: لا تكلني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ.
-تفسير الطبري
قال البرقي: رأيت امرأة بالبادية، و قد جاء البَرَد فذهب بزرع كان لها، فجاء الناس يعزّونها، فرفعت طرفها إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك التعويض عمّا تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك، و آمالنا مصروفة إليك.
قال: فلم أبرح، حتى جاء رجل من الأجّلاء، فحدّث بما كان، فوهب لها خمسمائة دينار.
الفرج بعد الشدة للتنوخي
قال: فلم أبرح، حتى جاء رجل من الأجّلاء، فحدّث بما كان، فوهب لها خمسمائة دينار.
الفرج بعد الشدة للتنوخي
رب أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك، أو أذل في عزِّك، أو أُضام في سلطانك، أو أُضطهد والأمر إليك.
كان طلحة بن عبد الرحمن بن عوف أجود قريش في زمانه فقالت له امرأته يوما: ما رأيت قوما أشدّ لؤْما منْ إخوانك.
قال: ولم ذلك؟
قالت: أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك، وإِذا افتقرت تركوك!
فقال لها: هذا والله من كرمِ أخلاقِهم! يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم.. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقهم..
علّق على هذه القِصة الإمام الماوردي فقال: انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا، وظاهر غدرِهم وفاء.. وهذا والله يدل على أن سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}
قال: ولم ذلك؟
قالت: أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك، وإِذا افتقرت تركوك!
فقال لها: هذا والله من كرمِ أخلاقِهم! يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم.. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقهم..
علّق على هذه القِصة الإمام الماوردي فقال: انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا، وظاهر غدرِهم وفاء.. وهذا والله يدل على أن سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}
وما من مُستغنٍ إلا اللَّه، وما من قويٍّ إلا اللَّه، وما من آمنٍ إلا عبد الله.
الحمد لله أن ربَّنا اللَّه.
الحمد لله أن ربَّنا اللَّه.
قد تظنّ-للوهلةِ الأولى-أنَّ المديحَ مبعثُ إسعادٍ و رضا؛ إلا أنَّه يَستبطِنُ شعورًا بالإرهاق إزاءَ الحجم الذي تُعطَاهُ وأنتَ دونه.. المَقام الذي تقاصَرَ عنه سَعيُك، وأبطَأتْ عن بلوغِه نفسُك؛ يحسبونك-لجميل ستر الله-أنكَ أوفيتَ على غايته..
ألا ينوءُ صدرَك حملُ هذا الثقل؟!
ألا ينوءُ صدرَك حملُ هذا الثقل؟!
جاء في تفسير البغوي:
قرأ رجلٌ عند يحيى بن معاذ هذه الآية: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} فبكىٰ يحيى، وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله، فكيف رفقك بمن يَقُولُ أَنْتَ الْإِلَهُ.
قرأ رجلٌ عند يحيى بن معاذ هذه الآية: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} فبكىٰ يحيى، وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله، فكيف رفقك بمن يَقُولُ أَنْتَ الْإِلَهُ.
﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾
بلغنا أنه ليسَ أحدٌ يصيبُه خَدْشُ عودٍ، ولا نَكْبة قدمٍ، ولا خَلجَانُ عِرْقٍ إلا بذنب، وما يعفو عنه أكثر.
تفسيرُ الإمامُ الطبَريّ -رحمهُ الله
بلغنا أنه ليسَ أحدٌ يصيبُه خَدْشُ عودٍ، ولا نَكْبة قدمٍ، ولا خَلجَانُ عِرْقٍ إلا بذنب، وما يعفو عنه أكثر.
تفسيرُ الإمامُ الطبَريّ -رحمهُ الله
فإن الله برحمته وطوله وقوته وحوله ضمن بقاء طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وجعل السبب في بقائهم بقاء علمائهم واقتدائهم بأئمتهم وفقهائهم ،وجعل هذه الأمة مع علمائها كالأمم الخالية مع أنبيائها، وأظهر في كل طبقة من فقهائها أئمة يقتدى بها وينتهى إلى رأيها، وجعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام ،وأوضح بهم مشكلات الأحكام، اتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، تحيا القلوب بأخبارهم وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم، ثم اختص منهم نفراً أعلى قدرهم ومناصبهم وأبقى ذكرهم ومذاهبهم، فعلى أقوالهم مدار الأحكام، وبمذاهبهم يفتي فقهاء الإسلام.
ابن قدامة.
ابن قدامة.
قال أبي سعيد رضي الله عنه:
«إذا سألتم الله تعالى فارفعوا في المسألة، فإنّ ما عند الله لستم مُنفِديه.»
«إذا سألتم الله تعالى فارفعوا في المسألة، فإنّ ما عند الله لستم مُنفِديه.»
نحن مساكين والله؛ لكل منَّا جانب تخفُّ فيه حكمته، ويغلب فيه طيشه؛ وما منَّا من أحد إلا وشيطانه واقف على باب نزواته يجرب مفاتيحها، يوشك أن يجدها.. لولا ستر الله!
- بدر الثوعي.
- بدر الثوعي.