ولو أنّ دينًا لقي من الأذى والمقاومة عُشر ما لقي الإسلام لتلاشى واندثر، ولم تبق له عينٌ ولا أثر، وإنّ من أكبر الدلائل وأصدق البراهين على حقّيّة الإسلام بقاءه مع هذه الغارات الشعواء من الخارج ومع هذه العوامل المخرّبة من الداخل.

البشير الإبراهيمي | عيون البصائر (٨٢)

‏"الحمد لله الذي ما قطع رجاء أحد به قطّ، مهما قطع العبد حبال القُرب، ومهما تطاولت أيام الغفلة، الله يفتح بابه كل يوم وكل لحظة.. يفرح بك متى عُدتّ!"

من عظيم فعل العبد أن يوطن قلبه عند ربه، فيحصل له السكن والراحة، فالله جل جلاله المستحق للتعظيم والمنزه عن المثل.. وياسعد من استجار خوفه بأمان الله.

الدنيا لا تتسع لمؤمن.. ورضا الله هو السعة، وقضاء الله خير، والتوكل عليه نعيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يارب أنت خلقتَ هذا القلب، وأنت زرعتَ فيه الشعور، وأنت تضعُ فيه ما تشاء، وتنزعُ منه ما تشاء، وتُقلبه على الوجه الذي تشاء.. فبرحمتك لا تتركه يتخبط هائمًا لا إلى قرار أو إلى استقرار، وبحكمتك أنِر له الظلمة، وبَصّره بالعلامات، وأسكِنه وطَمئنه وألقِ عليه محبة منك..

قال ﷺ في عشر ذي الحجة: ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى.
فمن استطاع أن يختم القرآن فيها فليفعل.
ومن استطاع صيامها فليفعل.
ومن استطاع بذل المعروف بماله ونفسه فليفعل.
ومن استطاع ألا يسبقه إلى الله أحد فليفعل.
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

وسِّعوا طمعكم فيمن خزائنه ملأى لا تنفد، لكن ما قُدِر عليكم من ذلك فاحمدوا الله عليه قابضًا حكيمًا، غيرَ منقلبين على أعقابكم تكفرون نعماءه؛ إن ربكم الله.

حمزة أبو زهرة

لك الحمد في منع وفي عطاء، ولك الحمد في حزن وفي فرح، ولك الحمد علي جميل تدبيرك وعجيب اقدارك ولك الحمد ياربنا أنك ربنا مالك امرنا وململم شعثنا ومستقر دعاءنا وملجأنا وملاذنا الأوحد.

يا باسط يا واسع يا حيي يا كريم يا جميل! يا رب، سبحانك وبحمدك لا شريك لك.

رب أعوذ بك أن أفتقر في غناك أو أضل في هداك، أو أذل في عزِّك، أو أُضام في سلطانك، أو أُضطهد والأمر إليك.

أوصى ابن قدامة أحد إخوانه قائلًا:
واعلم أن من هو في البحر على اللوح؛ ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه؛ ممن هو في بيته بين أهله وماله؛ فإذا حققت هذا في قلبك، فاعتمد على الله، اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله.

اسبِق بحبك وأكثر من اللهج بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ ترقَ إلى أنوار اليقين، وأسرار التطمين، وعطاءات الكرم، وعظائم الغايات والنعم!

‏عن عائشة رضي الله عنها أنها عندما سُئلت كيف كان رسول الله ﷺ، قالت:

"كان ألينَ الناسِ، وأكرمَ الناسِ، وكان رجلًا من رجالكم، إلا أنّهُ كان بَسَّامًا".

في صحيح البخاري: سُئِل البراء: أكان وجه النبي ﷺ مثل السيف؟ قال: لا بَلْ مِثْل القَمَر.

كان هند بن أبي هالة رجلا وصافا، فسُئل مرة عن صفة النبي ﷺ فبدأها بقوله: «كان رسول الله ﷺ فَخمًا مُفَخَّما، يَتلألأ تَلألؤ القمر ليلة البدر..».

وأنت يا هذا.. أكلما دعاك هواك أجبت.. ترفع عن المذلة لهواك وأطلب العزة بجناب الله، دع عنك براثن الهوى وأسر الشهوات.

يا مسكين.. داؤك هواك

إن كانت لي دعوة، وإن كنتُ أثِق في إجابة؛ فلن أستعيذَ بهِ من الردِّ إلى أرذلِ العمرِ، لكني سأدعوهُ بألا يصيرَ العمرُ رذيلًا قبل آنِه.

قال لها الملَك: لا تخافوا الضَّيْعة.. إنّ اللهَ لا يُضيِّعُ أهله.

(صحيح البخاري)

ما رأيت في حياتي مبطلات للهموم مثل ذكر الله عز وجل، يدخل العبد بها محراب ربه مهموما ذليلا يلبس عباءة الفقر والمسكنة، يلزم الذكر ويديم التسبيح، فيتكفّل ﷲ له بهموم دنياه، ويجمع عليه شمله، ويأتيه بالدنيا وهي راغمة، فالذكر للعبد رجوع بعد غيبة، وراحة بعد كد، وسكون بعد وحشة.

اللّهم عالم الغيْب وَالشهادة فاطر السماوات والأرْض رب كلِّ شيء ومليكه، أَشْهد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْت وحدك لا شريك لك، سبحانك وبحمدك.

إن منعك شيئا فكم منحك، وإن أخذ منك فكم أعطاك، وفضل الله واسع، ولعل ما سيأتيك خير مما ذهب عنك، فلا تكثر التفكير في المفقود فتفقد الموجود.

-أنس السطان.

يا مسكين، الهموم مزايا، ومرآة للنفس متى تكبرت وارتفعت عن شأنها، الله يختار ويبتلي، الله خالق الشعور ونازعه، يفرج بعد كرب، و يفرح بعد حزن، ‏وكل المخارج دون الرجوع إلى الله والقيام في محراب العبودية مغلقة، وما فرّ أحد من همومه ومضايق حياته إلى غير ربه فرأى فرجا، فمن طرق غير طريق الله رآه غير سالك، وألفى كل بابٍ دونه موصود.

ربنا يا واسع الفضل والرحمة تول أمرنا وأحسن خلاصنا، كن لنا وليا ومعينا وظهيرا ونصيرا، اللهم لا تحرمنا من نبيك الشفاعة، واجعل التقوى لنا أربح بضاعة، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك وبحمدك لا شريك لك.

"السَّلام على مَن كسَر الجمود على حدود البلاد الجنوبية، على فارِس زمانه، وأعظم من حمل أمانة شرف العسكرية العربية.

٣ يونيو ٢٠٢٣| الشهيد الفدائي محمد صلاح.