-
صلاحُ الذُريّة نَعيمُ الأباء 🤎.

-
الله أكبر، ولله الحمد
سلامٌ عليكم بما صبرتم يا أهلنا فِي غَزة .

-
نُفَتشُ في مكانكَ لا نراكَ .

في هذه الساعة المُباركة أسأل الله تعالىٰ أن يتقبلكَ وجميع شُهداء غزّة في عليين .

-
نأمَل أنْ يُشرق الغدُ بوجهِ المُلثَّمِ، فيُسلِّم علينَا قائلاً: سلامٌ عليكُم بمَا صَبرْتُم يا أَهلنَا فِي غَزَّة.

-
بَعْدَ زيارتِي للطّبيبَة وإجرائي لجَميع الفُحوصات، أخبرتني بأنّ كلّ شيءٍ علىٰ ما يرام.
نظرتُ إليها باستغراب وقلت: كيفَ ذلك وأنا أعاني هَذا الألم في معدتي ؟
وحِين أخبَرتُ أَهلي، كان أوّل ما قالوه لي:
"بسبب مُتابعتكِ الدائمة للأخبار! سنتان مِنَ الانغماسِ التام بكُلّ طاقتكِ وعَاطفتكِ، حانَ الوقت -رغماً عنكِ - أن تتركِيها قليلاً."
أستَطِيع الآن أنْ أقول لأهلي: نعم، آنَ الأوان أنْ تستريح غزّة، وتستريح قُلوبُنا معَها.

لا تنسُوني من صَالحِ دُعائكُم .

-
الإذلالُ الحقيقيّ للمغضُوبِ عليهم بَعْدَ حولينِ كاملينِ، هُو حين يُخرَج الأسرىٰ من تحت أقدامهم، مشهدٌ تتكسّر فيه أوهامُ العلوّ والزهوّ. لقَدْ احتشدت لهُم أممُ الأرض، وجُيِّشَت لهُم أمدادُ الكونِ، فمَا أغنَتْ عنهُم شيئًا؛ خانهم العجز، وتبدّد رجاؤهم، حتَّىٰ خرّوا علىٰ رُكبِ الخنوع، يسترحمُون مِنْ وعدٍ قد نُطق بِه مِنْ قبل، فصدق المُلثّم، وخاب النتن ياهو ومَنْ عاونه ووَالاه.

-
بَعْدَ عامينِ مِنَ الحرب والتهجير، ومن ليلٍ طويلٍ أثقلتهُ المجاعةُ والقَتل والدمار، وبعد أَنْ ارتقىٰ أَزيد مِنْ ستين ألف شهِيد، يخرج علينا اليوم مَنْ يتحدّث عن "الفضل"!

أيُّ فضلٍ يُدَّعىٰ، وأيُّ منّةٍ تُقال، وغزةُ وحدها من وقفت في وجه الإعصار؟
كفىٰ تزييفًا للحقائق، فَالتضحيّة والبطولة والبذل لهم وحدهم، لأهل غزة ومُقاومتِها، وما سواها فليس إلاَّ وقاحةً يُجملها العجز.

-
مَنْ يسِير فِي طريقِ إحياءِ منهَاج النُبوة فَلا بُد أَنْ يكونَ لرسُولِ الله ﷺ فِي قلبِه شَأنٌ خَاص؛ فَلا يُحب أحداً مِنَ الناسِ كحُبّه، ولاَ حتَّىٰ نَفسه، ولاَ يفتر مِنَ الصلاةِ والسّلامِ عليهِ ﷺ، ويكُون لَهُ ارتبَاط وَثيق بسُنَّتِه وَميراثِه عِلماً وعَملاً.

‏- الشَّيخ أحمَد السيد.

-
اللّٰهُمَّ اجْعَلهُ انسِحاباً لَا عَودة بعْدَه.

-
إلىٰ أولئك الَّذِينَ ضاقوا ذرعًا بكلماتي عَنْ السيسي ومُطبّليه.

أَبدَأ فأَقُول: يشهد الله الَّذِي يعلم خائنة الأَعيُنِ وما تُخفي الصدور أنّي ما كتبت حرفًا في ذمّ الطغاة إلا وفي قلبي لمصر وأهلها مَودةٌ خالصة، واحترامٌ عظيم، وتقديرٌ لا يُغيّره خلافُ رأيٍ ولا بعدُ مسافة.
ولكنّني أشفقُ - حقًا - علىٰ مَنْ استبدلوا نورَ البصيرة بظلام التّطبيل، وعمُوا عَنْ رؤية الحقّ، وأدعو لنفسي ولهُم أن يهدينا الله سواء السّبيل، قَبل أَنْ يُغلق علينا باب الرجُوع.

كيف يُحتمل السُكوت، وقَدْ رأينا الدِّماء الزكيّة تُسفك في رابعة والنهضة، وسمعنا أنين المظلُومين تحت بطش الحديد والنار؟ كيف لا يتفطر القلب، وقد أُقصيَ رئيسٌ صادقٌ ببيعةٍ ثم قُتل مظلومًا؟ كيف يُغمد القلم عن قول الحق، وقد حُكم علىٰ شبابٍ غضٍّ بالإعدام والمؤبّد، وسُلبت مِنْ الأمهات فلذات أكبادهن؟
ثم جاءت حربُ غزّة، فبان القُبحُ كلّه، وانكشفت الأقنعة، وظهر الولاء لمَنْ باعُوا الدم والعقيدة بثمنٍ بخسٍ من رضَا المغضُوب عَليهم.

وقد يقول قائل: “وما شأنكِ وأنتِ مغربية؟”
فأقول له مطمئنةً: أنا مسلمة، تتسع عاطفتي لآلام الأمة كلّها، يوجِعني الجرح في القاهرة كما يوجِعني في غزّة، وأبكي المقهور في تونس كما أبكي الشهيد في الشام.
لم أرَ في الإسلام جُغرافيا، بل رأيت فيه انتماءً للحقّ، وميثاقًا لا يقطعه اختلافُ لهجةٍ ولا لونٍ ولا علم.

غرّبتني الحياة، ولكنّ الغُربة كشفت لي الوطن الأكبر: دينٌ يجمعُني بكُلّ منْ يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ مُحمدًا رسول الله.
علّمتني أنّ الولاء لا يكُون للأرض، بلْ لمَا قامَتْ به السماوات وَالأرض: العَدل والحقّ.

فليغضب مَنْ يشاء، لكنّني ما نطقت إلا بما يُرضي ربّي ثمَّ ضميري، وما دعوت إلاَّ علَىٰ من تلطّخت يداه بدماء الأبرياء، وما تمنّيت إلاّ أن يُطهّر الله القلوب من عبادة الأشخاص، ويُعيد للأمة وعيها قبل فوات الأوان.

-
هُدنة بينَ مدينة صَغيرة والعَالم أجْمَع، فمَا أصغر العالم ومَا أكبركِ يا غَزة !

‏سَلامٌ عليكُم بمَا صبَرتُم.

-
قد تلوحُ للشيخ سمير مُصطفىٰ اليوم -بعد العصرِ- أنوارُ الفرج، فابتهلوا إلىٰ الله أَنْ يُتمّ له حريته بنورِ السُّرور ورضَا اليقين.

-
بلغني للتوّ أن جلسة الشيخ أُجِّلت، فأكرِموه بدعواتٍ صادقةٍ في ظهر الغيب، فحسبُنا الله ونعم الوكيل.

-
« إيّاك واستنزاف عُمرك الثمين في دروبٍ لا تؤدّي لغاياتٍ واضحة، أو أماكِن تأخذ منك فقَط ولا تعطيك، أوْ علاقات مُربكة وسامّة، أو اختيارات خاطئة ومُتعثّرة دُونَ سعي لِتصحيحِها، أو خطوات جاهدة ليست في مسارِها السَّليم؛ فإنّ فُرصة الحياة ثمينة، والعاقِل يستثمرها أعظَم استثمار ».

-
إلىٰ العلياء الصحفي صالح الجعفراوي ..
تقبلكَ الله، ولعنَ قاتليك .

-
عُملاء الاحتلال المجرمين خطفُوا صالح وأعدموه بسبع رصاصات .

حسبُنا اللهُ ونعم الوكيل.

-
لطالما عبّر صالح الجعفراوي عبرَ حساباتهِ عن شوقه لأخيه الأسير، ودعا لهُ كثيرًا، لكن القدر حال دُون لقائهما، فاستُشهد قبل أن يراه… اللهُمَّ تقبّلهُ، وفكّ أسرَ أخيه .

-
وكأني بروحَيهما الآن قدْ التقت فِي جنّاتِ النعيم، يبتسِم كلٌّ منهُما للآخر ابتسامة لاَ يعرفُها الفقد، وصَالح يُخبرُ أنس بأنَّ الحرب علىٰ غـ زة قَدْ ولّت، وأنَّ الناسَ عادُوا إلىٰ منازلهم، وأنَّ السلام قدْ أسكن القُلوب وزهرت الأرض مِنْ جديد، فلَا خوفَ ولا حُزن بَعْدَ اليوم، ولا دموع سوىٰ دمُوع الفرح، بإذن الله.

-
جميعُنا، كأنّ الفقدَ باغتنا في لحظةٍ واحدة، كأنّ الموتَ مرَّ الليلةَ على كلّ بيتٍ، وتركَ فيه وجعًا لا يُحتمل.
عاد أخي من عمله، وخطواتُه تعلو السُّلَّم مسرعةً، كأنّه يهرب من خبرٍ يثقُل قلبه، حتى وقف عندَ باب غُرفتِي، وصوته يتهدّج كأنّه يخرج من صدرٍ مثقوبٍ بالحزن: "هل سمعتِ ؟... صالحٌ استشهَد!"

رأيتُ في عينيه غيمةً منْ حُزنٍ صامت.
أخِي لم يكن يعلم أنّ صالحًا لمْ يقتُله الاحتلال، بل غُدر به علىٰ أيدي المنافقين من أبناء بلده، اختُطف، وعُذّب، ثمّ اخترقت جسدَه سبعُ رصاصاتٍ غادرة، أطلقها من باعوا ضمائرهم، من باعوا آخرتهم في سوقٍ رخيصٍ، أولئك الذِين لاَ يعرفون مِنَ الدينِ، ولا مِنَ الشرف، ولا من الكرامة، ولا من الوطن، إلَّا الاسم.

اللهُمَّ تقبل صالحاً، وانتقم مِنْ قاتِليه.