Telegram Web Link
التطبيق الكامل الحقيقي لدعاء اللهم أهلك الظالمين بالظالمين
عيد الأضحى جاي السنة دي بالفشار بتاعه ❤️
حضانة (المجتمع العالمي) لرياض الأطفال
من ينتقدون ويتقززون من مظاهر السلخ والذبح والدماء والأحشاء في الطرقات العامة أو بجوار مساكن الناس لديهم كامل الحق. بشرط ألا يكون بذلك تعريضًا بالمناسك نفسها أو كرهًا لها.

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ، فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ.

ومن إحسان الذبحة ألا تكون بطريقة تؤذي الناس بمنظرها أو رائحتها.

هذا غير أن هذا يتطلب أن يرى الحيوان التالي الدم والذبح، وقد نهينا عن إظهار السكين له فما بالك بالدم؟!

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لذابح: "أتشحذ شفرَتك أمامها؟! أتريد أن تميتها موتات؟!"
— أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (رقم 8609).

ومراعاة الذوق العام والنظافة العامة من صلب الشريعة، وقد قالت بذلك في ذلك المذاهب الأربعة جميعها. حيث نصوا على كراهة إظهار الدماء، أو تركها في العلن، أو الذبح أمام الحيوانات أو الناس، أو في المساجد والطرقات.

فعند الشافعية:

"ويُكره الذبح في المساجد وفي الطريق، لما فيه من تلويث الموضع وتضييق الطريق، ومراعاةً للأدب."
— روضة الطالبين، النووي، ج3، ص234

وعند المالكية:

"ويُكره الذبح حيث يُرى الدم أو يُشم النتن أو تُراه البهائم."
— شرح الخرشي على مختصر خليل، ج3، ص41

وعند الحنفية:

"ويُكره الذبح في المسجد، ولو لم يتنجس، لأن فيه إهانة له."
— رد المحتار على الدر المختار، ابن عابدين، ج6، ص385

وعند الحنابلة:

> "ويُكره الذبح في المسجد، وفي الطريق، لما فيه من الأذى والتلويث."
— كشاف القناع عن متن الإقناع، البهوتي، ج6، ص221

وكانت المدن الإسلامية في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية تقسم الأسواق إلى:

- سوق العطارين قرب المسجد الكبير لأنه يبث رائحة طيبة.
- سوق الخياطين بجوار السكن حيث لا ضوضاء ولا دم.
- سوق الجزارين في أطراف السوق أو على ضفاف مجاري الماء بعيدًا عن المساجد والبيوت، لتصريف الدم والروائح.

وفي كتاب خطط المقريزي عن القاهرة الفاطمية:
"وكانت ذبائح الجزارين تُذبح خارج باب النصر وباب زويلة، ثم يُؤتى باللحم إلى السوق."
— الخطط المقريزية، المقريزي، ج2، ص 203

وفي وصف بغداد للخطيب البغدادي:
"وكانت سوق القصابين عند دجلة، لصب الدم في النهر، وإبعاد الرائحة عن المدينة."

والعديد من المدن الإسلامية كانت تُنشئ قنوات خاصة لصرف دماء الذبائح من المسالخ.
في فاس مثلًا (المغرب)، كانت هناك شبكات مغلقة تصل بين سوق الجزارين ونهر فاس لتصريف الدم.

لو اضطررت لذلك لعدم القدرة فيجب توضيح أنه تطبيق غير محمود لظروف لا نملك التحكم بها، ولكن لا تخلط الأمور ببعضها بالله عليك.

خير ما نفعل في يوم النحر هو إراقة الدماء نعم، ولكن المفترض أن يكون في أماكنها المخصوصة حيث لا يُخدش الذوق، ولا تُؤذى النفس، ولا تتألم الأنف، ولا تتنجس العين.
لماذا نحب اللحم المشوي؟

في ١٩١٢ وصف الكيميائي الفرنسي لويس كامييه مايلارد التفاعل الذي سُمِّيَ باسمه: تفاعل مايلارد Maillard Reactin.
وهو ما يحدث بين السكر المختزل والأحماض الأمينية في الغذاء حين يتفاعلان معًا عند ملاقاة درجة حرارة عالية (حوالي ١٤٠ درجة سيليزيوس).
هذا التفاعل لا يمكن أن يحدث في درجات حرارة عند المئة أو أقل، وهي الدرجة التي لا يتجاوزها الماء المغلي، وهو السبب الذي يجعل الطعام المشوي والمقلي له نكهات أغنى كثيرًا وأكثر اختلافًا عن الطعام المسلوق.
اللحم المشوي، سطح الرغيف المخبوز الذهبي، الجبن المقلي أو السائح والمحمر، أو حتى حبوب البن المحمصة.. ما يجعل كل هذه النكهات محببة بالنسبة لك هو تفاعل مايلارد حين يتفاعل السكر مع الأحماض الأمينية لينتج مركبًا يسمى Schiff base، ثم يتحول إلى Amadori Compuond، والذي يتحلل إلى مركبات أبسط ثم يعاد دمجها مرة أخرى في صورتين أساسيتين: مركب غير عطري يعطي اللون البني المميز للمشويات والمقليات يسمى Melanoidines ومركبات عطرية متطايرة Volatile هي المسئولة عن النكهة.

ولكن ما علاقة العطر بالنكهة؟
هل نشعر بمذاق الطعام بالأنف أم اللسان؟!

المفاجأة أن اللسان لا يستطيع إلا التمييز بين خمسة مذاقات مختلفة ودرجتي حرارة! يستطيع تمييز الحلو والحادق واللاذع والمر وأومامي (طعم البروتين). ويشعر بالأشياء الحارة مثل الفلفل (تأثير الكابسيسين) والباردة مثل حلوى النعناع (تأثير المنتول).
لكن فيما عدا ذلك، كل المذاقات المختلفة للنكهات نشعر بها بأنوفنا!
يدفع اللسان هذه المركبات العطرية إلى مؤخرة الحلق لتصعد إلى الأنف من الخلف أثناء المضغ أو البلع لتدركه المستقبلات الشمية Olfactory bulbs.

لا تشعر بذلك بالطبع. لا تشعر حين تتذوق مذاقًا جميلًا لقطعة مشوية من اللحم أنك تدرك طعمها الجميل بأنفك وليس لسانك، والسبب أنك تشم من الداخل وليس من الخارج، لا تستنشق رائحة ولكن تتذوق رائحة!

تُعرف هذه الظاهرة باسم الشمّ الرجعي Retronasal Olfaction.

من يفقد حاسة الشم Anosmia يفقد من ٨٠ إلى ٩٠% من النكهة، ويدرك فقط النطاقات العامة للطعم، مثل أن يميز بين الحلو والحادق فقط.

الذين يفقدون حاسة شمهم ولو بشكل مؤقت مثلما حدث مع الكورونا لم يستطيعوا أن يتذوقوا أي شيء. فقط إدراك عام، هذا حلو وهذا حادق وهذا مر وهذا بارد، لكن فيما عدا ذلك فالطعام يبدو لا روح له. لا طعم ولا نكهة حقيقية له!

ولكن كم رائحة يمكننا تذوقها؟ كم نكهة طعام يمكننا إدراكها؟

بحسب دراسة شهيرة في ٢٠١٤ ونشرت في مجلة Science بقيادة Leslie Vosshall فالإنسان نظريًا يستطيع التمييز بين تريليون رائحة!
عمليًا، فالإنسان العادي يستطيع التمييز بين ١٠ آلاف و١٠٠ ألف رائحة مختلفة.

ولكن الرائحة جزء من النكهة، هناك الطعم (خمسة أنواع)، والحرارة (كمية الكابسيسين أو المنتول)، والقوام (مقرمش، كريمي، ناعم، لزج...).

يعني ذلك أن عدد النكهات المختلفة التي يمكن أن يميزها الإنسان عن بعضها البعض تقدر بالآلاف والملايين!

وللعودة إلى اللحم المشوي تحديدًا الذي بدأنا به كلامنا. فمذاق شريحة اللحم المشوية هي نتاج مجموع كل من تفاعل ميلارد + جزيئات هيم الموجودة في ال Myoglobin في عضلات الحيوانات + الدهون المشبعة + حرارة عالية تولد مركبات عطرية مثل Pyrazines وSulfur compounds.

هذا الطعم الرائع الذي يكرمنا الله به خصوصًا في هذه الأيام لم يكن نتاج نعمة مفردة واحدة من الله: قطعة لحم.

بل هو مجموع من النعم المعقدة والتركيبات البيولوجية والكيميائية الفريدة التي خلقها الله عز وجل في الأشياء من حولنا كي تأكل شيئًا، بل أشياء، بل آلاف وملايين الأشياء، فتشعر بالمتعة، بالانتشاء، باللذة، بالشبع المعنوي قبل المادي، ولا يريد الله منك شيئًا سوى أن تتملظ هذا الطعام من حلال، وتستمتع به، ويطلع على قلبك ليراه شاكرًا حامدًا على لقمته، فيرضى عنك بذلك.

هل هذا إله يريد أبداً قسوةً بعباده؟!
مهاب السعيد
Video
ولماذا نحب اللحم أصلًا؟

في كل عام يذبح البشر سبعين مليارًا من الحيوانات لا يشمل الأسماك.
10% من سكان العالم هم فقط من يستهلكون اللحوم بشكل أساسي، في مقابل 90% من الفقراء الذين لا يأكلون اللحوم بالقدر ذاته.
لو أصبح الجميع يستهلك اللحوم بنفس مقدار استهلاك الدول الغنية لها لكان هذا معناه أن كل متر مربع من وجه الأرض بأكمله يجب أن يتحول لمزرعة حيوانات تكفي لإطعام الحيوانات. لن يبقى مكان في الأرض لزراعة مكونات طبق السلطة ولا للسكن ولا للجلوس وتناول الكباب على كل حال.

وصلنا إلى إنتاج مكثف من اللحوم، ثم بدأنا نتفنن في تقديمها بطريقة مختلفة، فاخترعنا في الثلاثينات أول لحم معبأ (Spam)، وفي الأربعينات شاع البرجر، وفي الثمانينات صنعنا الناجتس.
ابتعد الناس أكثر وأكثر عن مصدر اللحم الحقيقي، لم يعد اللحم يقدم لهم بشكل يذكرهم بالحيوان الخارج منه!
كانت الموائد في القرون الوسطى في أوروبا تحتفظ برأس الخنزير المطهو على صينية الطعام!
صرنا الآن نأكل اللحم المفروم، شرائح البفتيك، البرجر بالجبنة، وجبة البروست.

يسبب هذا ردة الفعل الغريبة لدى العاطفيين الذين يفزعون في كل عيد أضحى من الطريقة التي نعامل بها الحيوان على حد زعمهم.
لقد اعتادوا أن يأكلوا الستيك في المطاعم الفاخرة ولكنهم لم يكونوا يظنون أن الأمر بكل هذه الفوضى والدماء والأحشاء والرائحة الكريهة وصوت احتضار الحيوان وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

يكون الأمر أسهل كثيرًا كلما اعتبرت أن شرائح اللحم التي تأكلها نزلت من حيوان سعيد يُرعى في المزرعة لتظهر بجانبه شريحة اللحم فتضغط عليها وتبيعها في السوق لتأخذ Coin كما يحدث في ألعاب الكمبيوتر!

غزت مطاعم الوجبات السريعة العالم مغيرة الطريقة التي يأكل بها كل سكان العالم من الثقافات المختلفة.

زاد الطلب على اللحوم بطريقة غير مسبوقة، وصلنا إلى أقصى حدود الإنتاج ولا يوجد القدرة على المزيد، نخاطر بصحة كوكبنا ذاته في سبيل هذه المزرعة الضخمة غير السعيدة التي دأبنا عليها خلال القرن السابق!

نهلع الآن بخصوص التغير المناخي. وهو عمومًا من الأمور التي أظن أن جميع الناس على اختلاف مستويات تعليمهم وثقافتهم سيشعرون بها فعلًا في حياتهم في غضون عدة سنوات قليلة، وقد بدأنا نرى آثارها بالفعل في الإسكندرية، وهي واحدة من أكثر خمس مدن في العالم مهددة بالغرق الكامل خلال السنوات السبعين القادمة بسبب التغير المناخي.

استئناس هذا الكم الكبير من الحيوانات -وتكدسها في المزارع بطريقة لم تعهدها الكرة الأرضية من قبل- مسئول عن 65% من أكسيد النيتروز من الزراعة الحيوانية. والذي له تأثير على الاحتباس الحراري بمقدار 296 ضعف ثاني أكسيد الكربون.

على الأرض الآن مليار ونصف بقرة، بمعدل بقرة لكل خمسة أشخاص على قيد الحياة، هناك تسع ولايات أمريكية عدد البقر فيها أكبر من عدد السكان من البشر، كل بقرة منها تنتج من 250 إلى 500 لتر من غاز الميثان كل يوم بسبب التخمر المعوي كما في الفيديو، وبصفة عامة، فحيوانات الماشية في المزارع مسئولة عن 40% من انبعاث غاز الميثان، أحد المسببات الأساسية للاحتباس الحراري.

تربية الحيوانات وحدها مسئولة عن 15% من كل أسباب التغير المناخي الذي نعيشه ويتهددنا بالخطر، وهو أكثر من الناتج المسئول عنه كل وسائل المواصلات المعتمدة على الوقود الحفري مجتمعة!

فكر العلماء في أنه لا بد هناك بديل بطريقة ما!

ربما الحل في البدائل النباتية.

فقراء دول آسيا اخترعوا البدائل النباتية للّحوم تدعى Seitan.
وهي عبارة عن جلوتين القمح مغسول جيدًا ومنقوع في الماء لإزالة كل الـ Starch به وتبقى فقط كتلة مطاطية لا تذوب، تعطي إحساس اللحم في الشد والمطّ.
تبنى النباتيون في دول العالم هذا الاختراع، وانتشر الـ Seitan في الثقافة الشعبية العالمية، ولكن ليس لدواعي الفقر هذه المرة، ولكن لدواعي أخلاقية تفضيلية.
بالمناسبة رأيت مرة فيديو لسيدة مصرية تصنعه في المنزل باعتباره بديلًا للحوم بعد ارتفاع سعرها، وكان عنوان الفيديو: عملنا اللحمة في البيت. وأكدت السيدة أنها (تشدّ) مثل اللحم تمامًا.

ولكن تبقى كل هذه البدائل بعيدة فعلًا عن تفضيل الإنسان العادي المحب للّحوم، لأنها لا تشبه بأي حال طعمها فعلًا. تؤكد لي السيدة المنزلية أنها تشد مثل اللحم، ولكن اللبان يشد اكثر، أنا أريد أكثر من مجرد شيء يتمطط بين أسناني!

فكر العلماء، ربما الحل إذن في الوصول إلى سبب ما يجعل اللحم شهيًا بالنسبة للإنسان أصلًا؟
يحفز طعم اللحم مستقبلات جسية خاصة على اللسان (الأومامي) هو الطعم المعدني المميز للّحم الأحمر وهو أحد المذاقات الرئيسية الخمسة بجانب الحلو والحادق والمر واللاذع.
فما الذي يثير هذا الأومامي؟!

وهو السؤال الذي بدأنا به هنا؟
لماذا نحب اللحم؟!
لماذا يشتهي الإنسان اللحم بكل هذا الشغف؟!

والإجابة كانت ببساطة أننا في الأصل مصاصو دماء!
أو شيء من هذا القبيل عمومًا.
مهاب السعيد
Video
بتقنية تكثيف الأبخرة عند تحلل اللحوم واختبار تأثيرها على حاسة شم الإنسان توصلنا إلى أن السبب الذي يعطي اللحم مذاقه المميز هو مكون الـ Heme.

لهذا يفضل بعض الناس أن يأكلوا اللحم نصف مطهي، لعصارته الشهية.
هم في الحقيقة يشتهون العصارة الدموية الملطخة والمتغلغلة في عضلات الحيوانات!

الـ Heme موجود بشكل أساسي في دماء الحيوانات في صورة الهيموغلوبين، وعضلات الحيوانات في صورة الميوغلوبين، وجذور فول الصويا مثل الليغيموغلوبين leghemoglobin.

جزيء الحديد الهيمي يدخل في تكوين هيموجلوبين الدم عندنا لتخزين وتوصيل الأكسجين لجميع أنحاء الجسد. الحديد النباتي غير الهيمي مثل الموجود في السبانخ والعدس ضعيف ويتأثر في هضمه وامتصاصه بعوامل متعددة ويحتاج إلى فيتامين سي ليعمل جيدًا.

بينما الحديد الخارج من اللحم الحيواني بمثابة جائزة اليانصيب الكبرى للإنسان المحتاج إلى هيموجلوبينه، والباحث عن الشبع والشعور بالانتشاء والامتلاء.

الإنسان لا يريد أن يأكل شيئًا يشبه اللحم، بل يريد أن يذوق عصارة اللحم وبقايا الدماء حرفيًا من عليه!

اعتبرت شركة Impossible Foods -الرائدة في صناعة اللحوم النباتية- أن الهيم (heme) المكوّن الأساسي الذي يمنح منتجاتها النباتية نكهة اللحم المميزة.

بدلاً من أن تقوم الشركة باستخراج الليغيموغلوبين مباشرة من جذور نباتات الصويا، تقوم بإنتاجه باستخدام عملية تخمير تعتمد على خميرة معدلة وراثيًا. تم إدخال الجين المسؤول عن إنتاج الليغيموغلوبين من الصويا إلى هذه الخميرة، والتي تُزرع بعد ذلك في خزانات تخمير. بعد التخمير، يتم استخلاص وتنقية الليغيموغلوبين، الذي يحتوي على الهيم، ويُضاف إلى منتجات الشركة لإضفاء نكهة اللحم المميزة.

خلال الطهي، يُحفّز الهيم تفاعلات كيميائية تُنتج مركبات عطرية تُشبه تلك الموجودة في اللحم الحقيقي، مما يجعل تجربة تناول هذه المنتجات قريبة جدًا من تناول اللحم التقليدي.

بالفعل في 2015 توصلت شركة Impossible foods لصنع حديد الـ Heme في المعمل وإضافته للبرجر النباتي.

وفي 2019 كانت شركة Beyond Meat هي أول شركة مصنّعة للّحم البديل تطرح أسهمها في البورصة، وبحلول نهاية ذات اليوم الذي أعلنت فيه ذلك وصل سعر سهمها إلى 163% وهي طفرة استثنائية.
قدمت ماكدونالدز ودانكن دونتس بدائل من Beyond meat لزبائنها بالفعل.

والتوقعات الحالية لمستقبل صناعة اللحوم النباتية ترجح أن الاستثمار في مثل هذه الشركات سيزيد من 14 مليار دولار حاليًا إلى 140 مليار دولار بحلول عام 2029.

انتشرت في الثقافة الأمريكية مثلًا هذه البدائل النباتية المعتمدة على الـ Heme ليزداد معدل الإنفاق عليها في الأسواق الأمريكية من 800 مليون دولار في 2018 إلى 1,4 مليار دولار في 2020.

ولكن للمفارقة، فإن استهلاك اللحوم الطبيعية لم يتأثر في ذات الأسواق وفي ذات الفترة. بل في الواقع قد ازداد أيضًا! من 40 مليار دولار في 2018 إلى 50 مليار دولار في 2020.

حتى من تقبل أن يأكل البدائل النباتية الممتازة للّحوم لم يتوقف بسببها عن أكل اللحوم الطبيعية، لقد اعتبرها إضافة جديدة للـ Menu، ليس أكثر!

ولكن هل نجحوا في إرضاء متذوق اللحم فعلًا؟!

في أحد التجارب عُرِضَت على مجموعة من الأطفال -باعتبارهم الجيل الجديد الذي سيعيش بالفعل في هذه الأزمة ويجب أن يعتاد على البدائل- ثلاثة قطع من اللحم، الأولى من مصدر حيواني مذبوح، والثانية من شركة Impossible foods والثالثة من شركة Beyond Meat.
اختار معظمهم أن أفضل مذاق وأقربه للّحم فعلًا كان برجر شركة Impossible foods.

بعد أن أخبروهم بأن هذا الذي اختاروه هو في الحقيقة برجر نباتي، قال بعضهم: حسنًا، لن آكل هذا الشيء مرة أخرى في حياتي أبدًا!

لا يمكن للثقافة البشرية بسهولة أن تتخلى -بإرادتها- عن اللحم، عن الحيوان، لصالح النباتات حتى لو كانت بذات الطعم!

وفي 2018 كانت ولاية ميزوري الأمريكية أول ولاية تصدر قانونًا بمعاقبة من يبيع أي منتج تحت اسم (لحم) لمدة سنة، إلا لو كان هذا المنتج خرج مباشرة من حيوان مذبوح.

في ذات الفترة ناقش الاتحاد الأوروبي قوانين شبيهة، بمنع استخدام الكلمات الدالة على اللحم في بيع هذه المنتجات، مثل Beef أو Burger.

السؤال الذي لا بد وأن نسأله: هل يستحق اللحم هذا كله؟

ماذا في اللحم يجعل الإنسان يشتهيه بكل هذا الشغف ويرغب فيه لدرجة تسخيره معظم مساحة الأرض الزراعية في العالم لزراعة طعام للحيوانات، لينفق 10 جرامات من البروتين النباتي لإنتاج 4 جرامات من البروتين الحيواني فقط؟

لماذا يحتاج الإنسان إلى مذاق اللحم بكل هذه القوة؟ ثم يحتاج إلى التأكد بعد أن يحصل على ذات المذاق تمامًا أنه لحم فعلًا وليس شيئًا شبيهًا به!
مهاب السعيد
Video
الإنسان عمومًا من الـ Omnivores وهي الكائنات التي تأكل كل شيء تقدر عليه من نبات أو حيوان آخر، ولذلك تسمى أحيانًا ب opportunistic eaters باعتبار أنها تستغل الفرصة وتأكل المتاح.
تشمل الإنسان والدب والراكون والخنزير وكثير من أنواع الطيور التي تأكل الحشرات أو الديدان وكذلك الحبوب. وبعض الحشرات. واستثناءات من بعض عائلات الحيوانات الأخرى مثل arctic ground squirrel أو سنجاب الأرض القطبي.
بعض الناس تعتبر الكلب وأحيانًا الدجاجة من هذا النوع.
تمتلك هذه الحيوانات قدرة هضمية على أكل كثير من منتجات النوعين النباتي والحيواني. وتتهيأ أسنانها لذلك أيضًا.

الدراسات الأنثربولوجية المقارنة بين الإنسان والقردة العليا المنقردة توضح أن الفرق الأساسي الذي ساعد البشر على امتلاك أدمغة أكبر، هو قدرتها على صيد الحيوانات واستهلاك اللحم بكمية أكبر.

جعلها هذا تحصل على طاقة أكبر من كتلة أقل من الطعام، فبالتالي معدة أصغر وأمعاء أصغر، ودم أكثر يُنفَق على المخ، وحجم أصغر يهيئه لأن يسير منتصبًا على قدمين.

أقرب الكائنات النباتية للإنسان هي الغوريلا، قرد ضخم ذكي نسبيًا من القردة العليا Apes ولكن يأكل النبات فقط. حجم جهازه الهضمي 25% من حجم جسده بالمقارنة ب 10% فقط لدى الإنسان. حجم دماغه 0.3% من حجم جسده بالمقارنة ب 2.3% لدى الإنسان. وقت الهضم الذي يحتاج إليه بعد كل وجبة هو 10 ساعات في المتوسط مقارنة ب 4 ساعات فقط لدى الإنسان!

تناول اللحم بشكل منتظم وإضافة الإنسان له إلى قائمة غذائه بسبب تطوير أدوات الصيد والذبح والطهي بعد ذلك ساعد الإنسان على أن يحتل مكانته الراقية في الكوكب والتي خلقه الله عليها.
هيأ الله عز وجل الإنسان ببنية أحسن تقويمًا من كل ما خلق على الأرض وذلل له كل شيء لصالحه كي يقدر على ذلك.

(فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)!
مهاب السعيد
Photo
إذا بكيتَ حين ترى ذبح حيوان أمامك فهذا شعور عاطفي جميل، ولكن الحقيقة يجب عليك أن تفرح لأسباب كثيرة، من ضمنها الرحمة أخيرًا بهذا الحيوان المسكين الذي عاش حياته كلها متعذبًا في ظل النظام الرأسمالي التجاري الحديث!

تعتبر معاناة الحيوان عند الذبح، حتى لو قتلناه أبشع القتلات الممكنة وآلمها، لا تقارن بمعاناة تربيته في المزارع الصناعية الحديثة Factory Farming والتي توفر ٧٠% من إنتاج اللحوم الكلي في العالم خصوصًا في الدول الغربية.

تعيش الحيوانات في أقفاص صغيرة جدًا، للدجاج البيّاض هناك أقفاص البطاريات Battery Cages حيث تكون المساحة المتوفرة للدجاجة الواحدة هو مساحة ورقة A4 (حوالي ٢٠ × ٣٠ سم) بحيث لا تستطيع فرد أجنحتها ولا الدوران حول نفسها! مع ارتفاع ٤٠ سم بحيث لا تستطيع الدجاجة حتى الوقوف على قدميها.
٩٨.٩% تقريبًا من الخنازير في الولايات المتحدة تُربَّى في مزارع صناعية، حيث تعيش الخنازير الأم في أقفاص ولادة Farrowing Crates تحبس فيها لمدة أسابيع متواصلة بحيث -ومن ضيق القفص- لا تستطيع أن تلتفت للوراء أصلًا كي ترى صغارها التي ولدتها!
٧٤.٩% من الأبقار في الولايات المتحدة تخرج أيضًا من المزارع الصناعية حيث تُحتَجز في أماكن ضيقة، مكتظة وقذرة.
وفي إنتاج كبد البط المُسمّن Foie Gras يُحبَس البط في أقفاص ضيقة تجبره على البقاء ثابتًا وتتم تغذيته قصرًا باستخدام أنابيب حتى ينتفخ كبده!

بالطبع هذه الظروف شديدة الصعوبة سوف تؤثر في نفسية الحيوان وسلوكه، سوف يتزايد العنف والنقر بين دجاج لا يكاد يملك مساحة للتنفس يعيش حياته كاملة في عذاب من الأسر والقيد والضيق وينتظر حتى يُذبَح، أو من خنزيرة أجبروها على الولادة في مكان ضيق لا تستطيع حتى أن تلتفت للوراء لترى من أنجبته.

لذلك فأصحاب رأس المال من المزارع الصناعية وجدوا الحل الرائع.
في أول أسبوع من حياة صوص الدجاج يقومون بقطع ثلث إلى نصف المنقار Debeaking! تتم العملية بشفرة حادة ساخنة بدون تخدير، وهي منطقة حساسة مليئة بالنهايات العصبية مما يجعلها عملية مؤلمة جدًا لأيام وأسابيع طويلة.
وبالنسبة للخنازير: يقطعون ذيولها Tail Docking، لأنها لما تصاب بالملل والإجهاد تعض ذيول بعضها البعض.
تفصل العجول عن أمهاتها لأجل الألبان، وتزال قرون الماشية Dehorning، وتُسمّن جميع الأنواع بطريقة سريعة إجبارية.

كيف وصلنا إلى هذا الواقع المرعب الجدير بأسوأ أفكار الخيال العلمي؟ كيف صار البشر بهذه الوحشية التي تتعلق بإيذاء متعمد ممنهج كامل لكل كائن هو أضعف منها على الأرض؟

فلا تبكي يا صديقي حين يذبح حيوان أمامك. غالبًا كان هذا أرحم ما تم فعله معه منذ أن جاء إلى دنيانا البشعة في قرنها الحادي والعشرين!

منذ بداية القرن العشرين، وخصوصًا في العشرينات تطور إنتاج أعلاف الحيوانات المركبة، بدأ حبس الدجاج في أقفاص لأول مرة بدلًا من طرق الرعي التقليدي، تم استخدام المضادات الحيوية بعد اختراعها في الحيوانات ليس عند الحاجة ولكن كوقاية غير ضرورية وكتحفيز للنمو، والآن ٨٠% من المضادات الحيوية التي يصنعها البشر تستخدم في مزارع الحيوانات.

1923: أول تجربة لتربية دجاجات البيض في أقفاص معدنية مغلقة في أمريكا. الخمسينات: بدأت الشركات باستنساخ النموذج في تربية الخنازير والأبقار. الستينات: انتشار مزارع تسمين جماعية Feedlots للأبقار في الولايات المتحدة. ومنذ السبعينات: أصبحت المزارع الصناعية المصدر الرئيسي للحوم في الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا.

صارت الحيوانات الآن وحدات من البروتين، وأعداد من البيض، ومكاييل من اللبن.

لم يكن الأمر كذلك من قبل.

عاش البشر آلاف السنين يتعاملون مع الحيوانات بطريقة آدمية رحيمة، يرعى في أماكن مفتوحة، حيث في المجتمعات الرعوية البدوية كان الحيوان المُستَأنس كفرد من العائلة، وله سلوكيات وأخلاقيات معروفة، وقد يُبكَى عليه عند موته.

في البديات الزراعية كانت الأبقار والأغنام تُربّى حتى في البيوت، كانت تُساهم حتى في إرضاع الأطفال عند الحاجة!

كان الحيوان يمارس حقه واحتياجاته في الحركة والضوء الطبيعي والاستلقاء والتمدد والتنظيف الذاتي والتعشيش والتحمم بالغبار والنقر والاستكشاف ورعاية نسلها بنفسها.

منظمات حقوق الحيوان في العصر الحديث لم تنشط لأجل أننا صرنا أكثر رقة، بل هي صرخة فزع حين لاحظ بعض من تبقت لديهم إنسانية أن ما صرنا نقوم به مع الحيوانات لم يكن البشر أبدًا يقومون به من قبل.

بينما في الإسلام نؤمن أن كل البهائم والدواب والطيور من فصائل الحياة على الأرض أمم أمثالنا. لها حق يراعى.

مرَّ النبي ﷺ على جمل قد لصق بطنه بظهره من الجوع فقال:
مهاب السعيد
Photo
"اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة".
وسأله الصحابة مرة: "يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟" قال: "في كل ذات كبدٍ رطبة أجر".
وأخبر أنه "من قتل عصفورًا عبثًا عجّ إلى الله يوم القيامة، يقول: يا رب، إن فلانًا قتلني عبثًا ولم يقتلني لمنفعة!"
وأخبر عن المرأة التي دخلت النار: "حبست هرة لا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض".
ونهى عن ضرب الوجه ولعن من وسم حيوانًا في وجهه.

لم يكن الأمر في الإسلام أبدًا يتعلق بالحيوانات كشطائر من البرجر أو أطباق من الأومليت. هذا فعل الرأسمالية التجارية الجشعة الباحثة عن المزيد من المال على حساب أي شيء آخر، أما النبي ﷺ فحين دخل حائط رجل من الأنصار فرأى جملًا، فلما رأى النبي ﷺ حَنَّ وذرفت عيناه. فمسح رسول الله ﷺ سراته وذفراه، فسكن. فقال: من رب هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار، فقال: لي يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه!

ورأى النبي ﷺ ناسًا وهم قعود على دواب لهم يتحدثون، فقال: "إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم كراسي؛ فإن الله إنما سخّرها لكم لتبلغكم حاجتكم، وجعل لكم الأرض، فاقضوا عليها حاجاتكم".

ينهانا النبي ﷺ أن نقطع شيئًا من البهيمة وهي حية فيُؤكل، وقال ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة.

وكان ﷺ يرشد أصحابه أن يبدئوا بحق الدابة في الحركة والرعي في الأرض قبل قضاء حوائجهم فلا تترك محملة ولا مقيدة: "إذا نزلتم منزلاً فابدؤوا بحوائجكم من البهائم، فخلوا عنها، فإنها خلقت من الأرَض".
وعن أنس بن مالك: "كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى تُحَلّ الرحال" يعني لا يبدئون بصلاة السنة قبل أن يفكوا حمل وقيد البهائم أولًا.

يخبرنا النبي ﷺ بضرورة عدم التعجل في السفر لو كنا نسافر على إبل في أرض خصيبة، لماذا؟ لحق الإبل في أن تأكل من رزق الله عز وجل لها في الأرض الخصيبة! "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض".

ورأي ابن عمر نفرًا قد نصبوا دجاجة للرمي، فتفرق النفر عنه خائفين من غضبه وقال: من فعل هذا؟ إن النبي ﷺ قد لعن من فعل هذا.

وعن ابن مسعود: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرَةً معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرَةُ فجعلت تَعْرِشُ فجاء النبي ﷺ فقال: «من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها!».

وسأل طبيب النبي ﷺ عن ضفدع يجعلها في دوائه، فنهاه عن قتلها.
من أعطاك الحق أن تسلب من الضفدع حياته كي تتداوى أنت أيها الإنسان؟!

وحين كان ﷺ يدعو للاستسقاء على المنبر كان يقول: اللهم اسق عبادك وبهائمك!

كان للحيوانات وجود يعترف به عند النبي بل وحتى أسماء، وكان من نوق النبي ﷺ القصواء والعضباء والجدعاء والبخراء. ومن خيوله ﷺ المُرتَجَز واللحيف واللزاز. ومن بغاله ﷺ الدُلدُل ومن حميره ﷺ اليعفور.

هذا العالم سم، وترياقه في شريعة رب رحيم وجميل قد أوفت بكل الحقوق، حتى حق رطوبة الكبد.
مهاب السعيد
Photo
هناك ذبح ديني خاص لدى السيــخ، يتضمن قطع رأس الحيوان مباشرة بضربة واحدة بشرط ألا يكون الحيوان مذعورًا. ولكن انتشاره محدود لأن السيــخية أصلًا محدودة في العالم، ولدى العالم كامل الحق في عدم أخذ هذه الديانة التلفيقية الغريبة بجدية.

لكن، فيما عدا ذلك، لا يوجد ذبح ديني له تقاليد معينة سوى الذبح الإسلامي، والذبح اليــهـودي. فالهندوس والبوذيون لا يذبحون، والمسيحيون لا يشترطون دينيًا عند الذبح.

يُعرف الطعام الإسلامي الحلال في العالم كله بلفظ Halal، ويُعرَف الطعام اليــهـودي الجائز لديهم بلفظ (كوشر) Kosher. وكلمة كوشر تعني في العبرية: مناسب أو طاهر، وهي النظام الشامل في الشريعة اليــهـودية لما يُسمَح بأكله.

يشمل الكوشر معرفة أنواع الحيوانات المسموح بأكلها، طريقة ذبح الحيوان (الشيخيتا) Shechita، طريقة طهي الحيوان وتخزينه، أدوات الطهي المستخدمة، بل وحتى طريقة تناول الطعام نفسه.

في حين أن الأصل في المأكولات الجواز ما لم يأتِ نص بتحريمه، فاليــهـود لديهم العكس: الأصل في المأكولات الحُرمة ما لم تنص التوراة على تحليله، واللائحة المعتمدة لدى الحاخامات.

كل أنواع المأكولات المحرمة في الإسلام محرمة في اليــهـودية وتعرف باسم Tameh مثل الخنزير والميتة والدم، ويزيدون عليها أن يكون للحيوان حافر مكتمل غير مشقوق مثل الخيل والجمل والأرنب والنعام. وهو ما عبر عنه القرآن الكريم في سورة الأنعام: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر. وفي التوراة: "كل ما يشق الظلف ويجتر من البهائم فإياه تأكلون" (لاويين 11:3). "لكن لا تأكلوا ممّا يجتر وممّا يشق الظلف" (تثنية 14:7).

علاوة على ذلك، يجب أن تكون الأسماك ذات زعانف وقشور فقط. السبيط، الروبيان، الكابوريا، بلح البحر، المحار وثعبان البحر.. كل هذه محرمات لدى اليــهـود. ومن الطيور يَحرم الإوز، مع خلاف عند طوائف اليــهـود في البط والحمام البري.

أما الشيخيتا فهي الاسم العبري لطريقة الذبح اليــهـودية وهي مجموعة من الاشتراطات بالغة التعقيد فيما يخص عملية الذبح ومن يقوم بها والآلة المستخدمة وفحوصات ما قبل وما بعد الذبح.

يقوم بالشيخيتا فقط شخص معين يسمى (شُوخِط) Shochet. يشترط له أن يكون يــهـوديًا بالغًا تقيًا، يجب أن يكون مدربًا على الشيخيتا جيدًا، يجب أن يتم اعتماده من قبل الحاخامات بعد التأكد من كونه حافظًا للأحكام الدينية.
يعني أقرب لرخصة مزاولة مهنة لها شروط ومؤهلات كي يُسمَح بمزاولتها.

السكين المستخدم في الشيخيتا ليس سكينًا عاديًا. بل سكين مخصوص يسمى Chalaf، وهو طويل جدًا، حاد جدًا، غير مسموح بأن يكون عليه أي نتوء. ويجب أن يخلو من أي خدش. ويجب فحصه جيدًا قبل وبعد الذبح.

موضع الذبح في الشيخيتا هو العنق كما في الإسلام: قطع الودجين والقصبة الهوائية والمريء. ولكن، وعلى خلاف الشريعة الإسلامية فيجب أن يتم هذا بدون توقف أو تردد أو قطع غير متصل. ويُمنع تمامًا استخدام الصعق الخفيف أو التخدير Stunning لإفقاد الحيوان وعيه قبل الذبح. وفي النهاية فهناك ذلك الشرط الغريب بعدم جواز الذبح ليلًا أو في الظلام التام.

هل انتهى التعقيد بعملية ذبح الحيوان إذن؟
في الواقع نحن قد بدأنا فقط للتوّ!

تبدأ الآن عملية الـ Bedikah وهي أن يتم فحص الذبيحة داخليًا وفحص أعضائها بعد الذبح. فيجب فحص الرئتين للتأكد من سلامتها وعدم وجود أي ثقوب أو التصاقات فيها. يجب فحص الغشاء البلوري والتأكد من عدم وجود أي فقاقيع أو ندوب فيه. أو أي مرض داخلي في الجسد عمومًا، وهذا ليس في الأضاحي والقرابين فقط ولكن في أي شيء يجوز أكله. وإذا وُجِد خلل في اللحم أو أدنى عيب داخلي تُرمى الذبيحة كاملة ولا يجوز أكل شيء منها ويسمونها تريفة Treifah: טרפה برغم أن هذه العيوب الصغيرة الداخلية الدقيقة لو وجدت فهي طبيًا لا تؤثر في سلامة ولا جودة اللحم ذاته.

لو وصلنا إلى هذه المرحلة، وتجاوزت الذبيحة كل هذه الشروط، فهو منتج حلال لليــهـود ويختم بـ כשר أي أنه من منتجات الكوشر.

لنبدأ الآن مستوى أكبر من التعقيد!

عند الطهي فيحرم خلط اللحم بالحليب ولا منتجاته، لا يجوز طهيهما معًا ولا تناولهما معًا في نفس الوجبة، ويجب انتظار من 3-6 ساعات بعد أكل اللحوم قبل تناول أي منتجات من الألبان. ولو العكس: لحوم بعد حليب، فيجب غسل الفم أولًا، ولا يجوز تناول زبد أو جبن بعد اللحم مباشرة، ولا تقديم طعام واحد يحتوي على آثار من الاثنين.

الاختلاط في الشريعة اليــهـودية لا يتعلق بالذكور والنساء ولكن باللحم واللبن! وعملية فصلهما تتم بأكبر تقاليد (الحشمة) تشددًا يمكنك تخيلها.
يجب استخدام أدوات طهي منفصلة لكل من اللحم واللبن مدى الحياة! وأحيانًا حتى مغاسل منفصلة للأواني! بل ولا يحفظ اللحم والحليب في الثلاجة بجانب بعضهم البعض. والأطعمة النباتية التي تمس أواني طهي اللحوم تصبح (لحمية)، ويجب أن تختار المطاعم تصنيفًا واحدًا من الإثنين: إما لحمي أو لبني. ولا يجوز الطبخ في أفران أو شوايات (مختلطة)!
مهاب السعيد
Photo
لا يجوز لديهم أيضًا تناول اللحم دون غسله وتليينه وتمليحه Kashering لإزالة كل الدماء، يغسل اللحم أولًا بالماء ثم يغمر في الملح الخشن لمدة ساعة، ثم يغسل ثلاث مرات من الدم والملح، ويجب أن يتم هذا في خلال 72 ساعة من الذبح.

أما الكبد فيجب شيّه لأن فيه دم أكثر. ولا يجوز أكل بيضة لو وجدت بداخلها نقطة واحدة من الدم. ولا يجوز أكل عظم نُزع منه نخاعه إلا بشروط.

عند الطهي، فأي أوان استخدمت في طعام غير الكوشر، يجب أن تحصل على تطهير شرعي أولًا قبل طهي الكوشر بها. الأواني الزجاجية تحتاج إلى تطهير خاص، ويجب تطهير الأسطح التي تلامس الطعام.

لا يجوز شرب نبيذ لم يُنتج تحت إشراف يــهـودي (حتى لو خالٍ من الكحول). يجب أن تكون كل المكونات من النكهات والمواد الحافظة كوشير أيضًا. المأكولات المعلبة تحتاج شهادة كوشير. كل الأطعمة المصنعة تمر من إشراف حاخامي. ويجب فحص الخضروات والفواكه من الحشرات.

وفي عيد الفصح Pesach توجد قائمة إضافية من المحرّمات فلا يجوز تناول أي منتج يحتوي على خميرة. يجب أن تكون الأواني خالية من أي خمير سابق. وبعض الطوائف تحرم أيضًا في هذا العيد الفول والعدس.

سبعون قاعدة تقريبًا في الكوشر اليــهـودي، طقوس شديدة التعقيد وأمور شديدة الصعوبة لأن يتم اتباعها بشكل يومي معتاد.

فهل هذا كله في التوراة؟ هل ذُكِرَ كل ذلك في الأسفار الخمسة؟ هل هذا كله كان من عند الله؟

كل الأشياء الزائدة عن شريعة الإسلام، مما لم يُذكر في القرآن فعلًا أنه كان محرمًا على بني إســرائـيل كعقوبة تغليظ عليهم بسبب بغيهم، غير موجودة في التوراة الموجودة بين أيديهم اليوم فعلًا باستثناء تحديد الأسماك الطاهرة بما لديه زعانف وحراشيف: "كل ما له زعانف وحرشف من جميع المياه تأكلونه" (لاويين 11:9).

وهناك استثناء آخر يتعلق بخلط اللبن واللحم في أثناء الطهي، حيث أنه موجود بالفعل في التوراة: "لا تطبخ جديا بلبن أمه" (الخروج 23:19، 34:26، التثنية 14:21).

ولكن هل ذكرت التوراة الفصل بين "الجنــسين" [اللحم واللبن] بكل هذا الحماس؟ يحرم اجتماعهما في المعدة أو في الثلاجة أو في الفرن أو في الشواية أو على المائدة!

وماذا عن بقية القواعد السبعين؟ ماذا عن اشتراط حفظ الأحكام الدينية لمن يقوم بالذبح؟ أو اشتراط طول السكينة؟ أو وجوب تمليح اللحم وغسله قبل أكله؟ أو فحص رئة الذبيحة بعد أن قتلناها بالفعل ثم إلقاءها في القمامة بكاملها لو وجدنا لديها التصاقات في الرئة؟

من أين جاءت كل هذه التعاليم المعقدة الغريبة؟

تستقى أغلب الأحكام التفصيلية في الشريعة اليــهـودية الحالية من التلمود Talmud وليس من التوراة فقط.

التلمود مكون من جزئين، الجزء الأول منها هي المِشْنَاه Mishnah، وهي القوانين الشفوية الأساسية التي زُعِمَ أن موسى عليه السلام تلقاها شفهيًا من الله بالإضافة للتوراة المكتوبة. لاحظ أن التوراة قد نزلت لموسى عليه السلام مكتوبة في الألواح.
هذه التعاليم الشفهية تحتوي على ست أقسام رئيسية، تسمى سداريم Sedarim، تغطي موضوعات من الطهارة، والعبادة، والأحوال الشخصية، والقانون المدني، والزراعة. كانت تتناقل شفهيًا عبر الأجيال لمئات السنين من شخص إلى شخص دون أي توثيق حقيقي خصوصًا بعد تشتت اليــهـود، حتى أتى يهوذا الناسي بعد مئات السنين ليكون أول من يدونها بعد مائتي سنة من ميلاد المسيح عيسى عليه السلام.

الجزء الثاني من التلمود هو الجِمَارَا Gemara، والتي تم تأليفها بعد المشناه بعدة قرون، وهي عبارة عن المناقشات والمناظرات والقصص والأمثلة والآراء المتناقضة للحاخامات في شرح وتحليل وتفسير المشناه.

معظم هذه التشديدات غير المعتادة التي ذكرناها عن الكوشر صٌنِعت في قلوب الرجال، وحكم بها الرجال، ونشرها الرجال.

ما هو من عند الله من هذا قليل جدًا، وائتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين.

ولكن ما نتيجة كل ذلك على الرجل اليــهـودي العامّي؟

كم يبلغ الوقت اللازم لرجل يــهـودي للقيام بكل هذه الخطوات المعقدة في كل مرة يأكل شيئًا من اللحم؟ وكم يبلغ السعر الذي يجب عليه دفعه للمؤسسات المخصوصة التي تقوم بكل ذلك تحت إشراف حاخامي كامل؟

في الولايات المتحدة، يباع الدجاج العادي بحوالي 1.17 دولار للرطل، بينما الكوشر يصل إلى 2.49 دولار للرطل. يعني ضعف السعر.
يكلف الكوشر أيضًا ضعف سعر الدجاج بالنسبة لسعر الدجاج الحلال (الإسلامي).
في اللحوم الحمراء، تتراوح زيادة سعر الكوشير عن اللحوم العادية بمقدار 40-79% الـ Ribeye ارتفع سعره للكوشير من 10 إلى 16 دولار للرطل. والـ Brisket ارتفع سعره من 4 إلى 22 دولار للرطل عبر السنوات.

حتى اللحوم الحلال (الإسلامية) والتي هي أغلى من اللحوم العادية في الدول الغربية لأنها تتطلب عناية خاصة فهي أرخص بمقدار من 20-50% من الكوشر في المعتاد.
مهاب السعيد
Photo
نتيجة لذلك، ولكل هذه التعقيدات في الطبخ والتناول أيضًا، وبحسب إحصاءات منشورة من مؤسسات بحثية أمريكية وإســرائـيلية مثل Pew Research وGuttman Center فنسبة من يلتزم باللحوم الجائزة في الشريعة اليــهـودية (الكوشر) في المجتمع اليــهـودي المتدين (إســرائـيل) من 20 إلى 30% وفي المجتمعات الغربية 17% فقط من اليــهـود فيها!

قارن هذا بتقارير Pew Research وHalal Market Insights والتي أوضحت أن نسبة من يلتزمون باللحوم الجائزة بين المسلمين (حلال) من 75-90% في المجتمعات المسلمة، وأكثر من 70% في المجتمعات الغربية!

رجال الدين اليــهـودي الذين تشددوا وتحمسوا بشدة للتحريم والمنع، كان من الأفضل لهم أن يكتفوا بفعل ذلك على أنفسهم فقط، بدلًا من أن يتسببوا بإفقاد 80% من المجتمع اليــهـودي القدرة على تتبع الطيب من الخبيث في مأكلهم!

لم يكن الطعام فقط هو ما أظهر هذا النمط المعتاد في التشريع الديني اليــهـودي المحرف.

فالتوارة قد أمرت بالراحة وعدم العمل يوم السبت بصراحة: "في اليوم السابع سبتٌ للرب إلهك. لا تعمل فيه عملًا ما" (خروج 20:10).

ولكن ما هو العمل؟
لم تفصل التوراة معنى العمل.
ولكن من الواضح أنه عمل الكسب الدنيوي لأجل التفرغ للعبادة.

لكن رجال التلمود أتوا لاحقًا وذكروا 39 نوعًا من الأعمال المحرمة يوم السبت تسمى ملخت (Melachot)، ومنها الخياطة، والطهي، والكتابة، وإشعال النار (ومنها الكهرباء)، بل وحتى حمل شيء من مكان لمكان!

ذكرت التوراة أيضًا أن المرأة الحائض لا يجوز قربها: "وإذا كانت امرأة في طمثها ... كل من لمسها يكون نجسًا إلى المساء" (لاويين 15).

ولكن حاخامات التلمود منعوا زوجها من أن يجلس بجانبها على نفس الكرسي، واشترطوا عليها أن تنتظر 7 أيام للطهارة بعد انقطاع الدم، وممنوعة من أن تنام في نفس الفراش أو أن يلمسها أحد، وحين تتطهر يجب عليها أن تغتسل في مغطس طقسي خاص يسمى المِكْفَاه (Mikveh).

وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: إن اليــهـود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ويسألونك عن المحيض الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا كل شيء إلا النكاح " فبلغ ذلك اليــهـود. فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه!

من جديد.. هل أثر هذا على رجل الشارع العادي؟

نعم.. فتذكر الإحصائيات أن 15-25% فقط من يلتزمون بالشكل الكامل لراحة السبت، و 10-15% فقط من نساء اليــهـود من تلتزم بالشكل المذكور للطهارة من الحيض.

يحب الإنسان عمومًا أن يتحكم بأخيه الإنسان، يحب أن يكون هو الأعلى فيأمر وينهى، ويعدل ويبدل، ويتحوّط ويتسلّط.

لدهشتنا، نجد أن الإنسان حين يضع لنفسه حق التشريع فإنه (يُقيد) أكثر بكثير مما (يسمح)!

يجادلونك بضرورة توسيع نطاق الحريات الشخصية تحت مظلة الأديان، فتظن أن الأمر واضح هنا.. أنت صاحب دين فبالتالي لديك مجموعة كبيرة من المحرمات، ولو تركت هذا الدين فستكون المساحات أكبر، والفراغات أوسع، والأمور أيسر، ويمكنك فعل ما تشاء.

وضعوك في خانة (الشرير المقيّد للأمور)، وهم في خانة الطيب المتسامح الـ (فريش).

لكن الحقيقة فالليبرالية الحديثة لا تكتفي فقط بـ[تحرير] ما قيدته الأديان، بل تقيد أيضًا ما أباحته الأديان! وفقًا لمعاييرها الخاصة من الحقوق الفردية والكرامة كما تراها، حتى لو تعارض ذلك مع نصوص مقدسة أو أعراف تقليدية.

سوف يخبرونك أن التعدد والحجاب في الأماكن العامة والزواج من ابنة عمك والذبح الإسلامي والتعبير عن المعتقدات فيما يخص التحول الجنــسي مثلًا، فكل هذا من أشد الحرام ومن أكبر الكبائر وتهتز له عرش المنظمات الحقوقية.

في أي مكان إداري فعدد القواعد الخاصة به من المحرمات والمحظورات أكبر من القواعد العامة التي تحكم المؤسسة الأكبر، وهي أكبر من القواعد الخاصة بالمدينة، وتلك أكبر من القواعد الخاصة بالمحافظة.

القواعد العامة هي خطوط عريضة شاملة، وكلما نزلنا في مستوى إداري أو مكاني أصغر احتجنا قواعد مفصّلة أكثر لتناسب ظروف ذلك المكان المحدد. الأماكن الأصغر أو الأكثر تحديدًا تفرض عادة قواعد أكثر تفصيلًا وتحديدًا مقارنة بالأماكن الأكبر أو الأكثر عمومية.

في المستشفى فقواعد منع العدوى والنظافة في غرفة العمليات أشد تحديدًا وتعقيدًا من قواعد المستشفى العامة، وهذه بدورها أشد تفصيلًا من القواعد الصحية العامة التي تضعها وزارة الصحة للشارع. في المصنع قواعد الأمن الصناعي في مناطق خطوط الإنتاج أكثر تفصيلاً وتقييدًا من القواعد العامة للشركة ككل، وهذه بدورها أدق وأكثر تعقيدًا من قوانين العمل الوطنية. وسوف يخبرك النادل باحترام في مطعم فاخر أن الـ "Rules" الخاصة بالمكان تقضي بأنه لا يجوز لك أن تتناول الطعام هنا بدون حبل قماشي مزخرف بمواصفات معينة مربوط بطريقة مخصوصة ومعقدة حول عنقك!
مهاب السعيد
Photo
تفنن الإنسان في إدارة شيء يعني المزيد من التضييقات والتقييدات وافعل ولا تفعل.

لا بأس بالإنسان أن يقوم بذلك في أمور الحياة العادية، وهو لن يتوقف عن عادته المحببة على كل حال.

لكن تخيل لو كانت الشريعة التي أتت من السماء تسمح للآخرين بأن يقوموا بوضع مفضلاتهم وعقدهم الخاصة فيها؟

لذلك، ومن صغري، كنت أتعجب من ختام هاتين الآيتين من سورة يونس: " قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)".

كنت أتعجب بعلاقة التفضل والشكر هنا بمعاقبة من يفتري الكذب على الله؟

هل معاقبة الله لمن يتدخل بالتحريم والتحليل في دينه هي من الأمور التي يجب عليك تذكرها حين تعدد نعم الله عليك؟!

يتفضل الله علينا بأن أعد العذاب والسعير لمن يفترون عليه الكذب فيحرمون ويحللون للناس كما يشاءون. يتفضل على الناس بذلك وعلى الناس أن تشكر ذلك!

على الناس أن تشكر الله أن اختص وحده بالتحريم والتضييق على عباده! ومنع كل الناس من أن يضيقوا على أي من الناس!

عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من ضارّ ضار الله به، ومن شاقّ شاق الله عليه"، وذكر عليه الصلاة والسلام عن أعظم المسلمين جرمًا! فكان من سأل عن شيء لم يُحَرَّم فحُرِّمَ لأجل مسألته"، ولما أثقلوا عليه في السؤال عن الحج إن كان واجبًا كل عام، قال: "لو قلتُ نعم لوجبت، ذروني ما تركتُكم!"

لماذا كل هذا؟

لأن تحريم الناس تضييق.
والله سبحانه هو الواسع!
صورة من حوالي ١٥ سنة
2025/07/12 15:48:54
Back to Top
HTML Embed Code: