لكن المفارقة الصادمة هي أن أقصى ما يمكننا الوصول إليه لا يتجاوز 4% فقط من حجم الكون المرئي.
فما السبب؟ ما الذي يمنعنا من بلوغ باقي أركانه رغم أننا نسير بسرعة الضوء؟
الكون الذي نرصده اليوم يحتوي على ما يقارب 3 تريليون مجرة، إلا أن 96% منها قد خرجت بالفعل خارج نطاق ما يُعرف بـ"الأفق الكوني".
أي أن هذه المجرات تبتعد عنا بسرعة تفوق سرعة الضوء – ليس لأنها تنطلق في الفضاء، بل لأن الفضاء نفسه يتمدد بسرعة مهولة. ولهذا، فإن الضوء الصادر عنها الآن لن يتمكن من الوصول إلينا… ليس اليوم، ولا بعد مليار سنة… بل أبدًا.
الأمر لا يتوقف عند عجزنا عن الوصول إليها؛ بل إننا حتى لن نستقبل ضوءها مستقبلًا، لأن التمدد الكوني يسابق هذا الضوء ويبعده عنا. نحن لا نراها كما هي الآن، بل نشاهد صورتها القديمة، ضوءًا انطلق منها قبل ملايين وربما مليارات السنين، لكن موقعها الحقيقي اليوم قد اختفى تمامًا من مجال رؤيتنا.
بعبارة أخرى: نحن نعيش داخل "بانوراما كونية" تُعرض علينا من الماضي، لا من الحاضر. ومع مرور كل ثانية، آلاف النجوم والمجرات تخرج من الأفق الكوني إلى الأبد. وإن انتظرنا طويلاً، فلن تبقى أي مجرة مرئية خارج حدود "المجموعة المحلية" التي ننتمي إليها. سيبدو الكون حينها خاليًا، ساكنًا، وكأن شيئًا لم يكن، ولن يتبقى أي دليل على أنه كان يومًا ما بهذا الاتساع.
المجموعة المحلية تلك تضم مجرتنا "درب التبانة"، ومجرة "أندروميدا"، وبعض المجرات القزمة المحيطة، وتمتد على مساحة قُطرها نحو 10 ملايين سنة ضوئية. هذه هي المنطقة الوحيدة التي لا تزال مترابطة بالجاذبية. أما كل ما هو خارجها، فيتباعد عنا بسرعة متزايدة، لا يخضع لأي قوة جذب تُبقينا على صلة به.
ولأن هذا التمدد لا يتباطأ، بل يتسارع، اضطر العلماء لصياغة مفهوم جديد يُعرف بـ"الطاقة المظلمة" – قوة غامضة وغير مرئية تُسرّع من تمدد الكون، وتأخذ معها كل شيء إلى البُعد… بعيدًا عنا، وخارج حدود الأبد.
فما السبب؟ ما الذي يمنعنا من بلوغ باقي أركانه رغم أننا نسير بسرعة الضوء؟
الكون الذي نرصده اليوم يحتوي على ما يقارب 3 تريليون مجرة، إلا أن 96% منها قد خرجت بالفعل خارج نطاق ما يُعرف بـ"الأفق الكوني".
أي أن هذه المجرات تبتعد عنا بسرعة تفوق سرعة الضوء – ليس لأنها تنطلق في الفضاء، بل لأن الفضاء نفسه يتمدد بسرعة مهولة. ولهذا، فإن الضوء الصادر عنها الآن لن يتمكن من الوصول إلينا… ليس اليوم، ولا بعد مليار سنة… بل أبدًا.
الأمر لا يتوقف عند عجزنا عن الوصول إليها؛ بل إننا حتى لن نستقبل ضوءها مستقبلًا، لأن التمدد الكوني يسابق هذا الضوء ويبعده عنا. نحن لا نراها كما هي الآن، بل نشاهد صورتها القديمة، ضوءًا انطلق منها قبل ملايين وربما مليارات السنين، لكن موقعها الحقيقي اليوم قد اختفى تمامًا من مجال رؤيتنا.
بعبارة أخرى: نحن نعيش داخل "بانوراما كونية" تُعرض علينا من الماضي، لا من الحاضر. ومع مرور كل ثانية، آلاف النجوم والمجرات تخرج من الأفق الكوني إلى الأبد. وإن انتظرنا طويلاً، فلن تبقى أي مجرة مرئية خارج حدود "المجموعة المحلية" التي ننتمي إليها. سيبدو الكون حينها خاليًا، ساكنًا، وكأن شيئًا لم يكن، ولن يتبقى أي دليل على أنه كان يومًا ما بهذا الاتساع.
المجموعة المحلية تلك تضم مجرتنا "درب التبانة"، ومجرة "أندروميدا"، وبعض المجرات القزمة المحيطة، وتمتد على مساحة قُطرها نحو 10 ملايين سنة ضوئية. هذه هي المنطقة الوحيدة التي لا تزال مترابطة بالجاذبية. أما كل ما هو خارجها، فيتباعد عنا بسرعة متزايدة، لا يخضع لأي قوة جذب تُبقينا على صلة به.
ولأن هذا التمدد لا يتباطأ، بل يتسارع، اضطر العلماء لصياغة مفهوم جديد يُعرف بـ"الطاقة المظلمة" – قوة غامضة وغير مرئية تُسرّع من تمدد الكون، وتأخذ معها كل شيء إلى البُعد… بعيدًا عنا، وخارج حدود الأبد.
هذه الصورة التقطت سنة 1964 وعندما كانت المهندسة كارين ليدلاي تعمل وسط شبكة هائلة من الأسلاك داخل قسم الفضاء في شركة General Dynamics. هذه الحواسيب التماثلية كانت تُبرمج يدويًا لحساب المسارات الفضائية بدقة مذهلة، في زمن لم تكن فيه الحواسيب الرقمية قد وُجدت بعد. كل سلك كان يمثل جزءًا من معادلة، وكل اتصال كان خطوة نحو الفضاء.
هل كنتم تتخيلون أن هذا التعقيد كان يُدار يدويًا وبكل هذه الدقة !
هل كنتم تتخيلون أن هذا التعقيد كان يُدار يدويًا وبكل هذه الدقة !