This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جان كوكتو، ١٩٦٣م، كاتب وفنان فرنسي.
Forwarded from حبةُ الدُر
فيما لو انتهت الحرب في غزة وبُنيت المدارس والمنازل وعاد الاطفال لصفوفهم المدرسية، هل سيكون هناك داعٍ لدروس التاريخ والجغرافية والوطنية؟ أم ستكون هذه الدروس عبثًا ومجرد حبرٍ على ورق، مجرد وهمٍ وخيال، هل للتاريخ قيمة ونحن نُقـ،تل كما تقتل الأنعام؟ وهم أعز وأجل وأكرم، لكن فداحة الخطب أجبرتني بهذا التشبيه، وهل للحدود المرسومة على الورقة قيمة؟ من جار بلدنا ومن البعيد ومن القريب؟ فالجار المتغافل ليس أقل سوءً من القـ،اتل، والوطن، ما هو الوطن؟ هل هو حدود الأرض التي بها بيتي؟ أم حدود الجماعة التي تربطني بهم الهوية الشخصية والعلم؟ أم حدود القومية التي تربطني بهم اللغة؟ أم حدود المذهب الذي أعتقد به؟ أم حدود الديانة التي يعتنقها مليارٌ ونصف؟ ما هو الوطن؟ أم وأبي وأخي وأختي؟ الذي قـ،تل بعضهم بقصف المنزل الذي يمثل وطني وقـ،تل آخرون بالتجويع الذي مارسه مع العدو من يمثلون الوطن، بالحدود واللغة والعلم والديانة، كيف يمكننا أن نتقبل مثل هذه الدروس؟ أم إن شراء الوهم بالمجان؟ كيف يمكنني أن أثق بهذه المفاهيم؟ وطني، أنا، وطني سلاحي، وطني، أمي وأبي، وطني، المقـ،اوم الملثم، وطني، المجوع العطشان، وطني، التضحية وحياة بلا سلام، وطني، وطني هذا ما أتغنى به، لأنني ما زلت حيًا أمثل الهلع للكيان اللقيط وكل اعوانه، أما المرتزقة والخونة لا وطن لهم، هؤلاء عبيد الدنيا والدينار حتى لو أقنعوا انفسهم بأنهم يحتمون بمنزلٍ وأمان، فما لم يكن ضميره وطنه، لم يملك وطنًا أبدًا، وان يملك أبدًا، وأما نشيدي هو عنوان الروح والثبات ولو غفل العالم أجمع، سأبقى أصدح بهذا الصوت، كرمًا للسُعداء وكل من بذل دمه في سبيل هذا الطريق المُبارك الشريف.
كيف يمكن للإنسان أن ينسى؟ وهو يرى ذلك الانسان في كل شيء؟ في الكلمة والصوت والصورة والرسم، في الزهور والحقول والسهول والجبال، في الطفل والرجال والنساء، يحاول التغافل!، كيف ذلك وهو لا يغفل لحظةٍ عن هذه الرؤية؟ الأمر أبعد من ذلك وأعقد مما يتصور، كل ما يمكنني فهمه، بأن عجزي طبيعي أمام هذه الذاكرة، لذلك اتصالح مع نفسي ولا أحملها الكثير، فكل ما يرتبط بهذه الذكرى مهما كان مؤلمًا أو مبهجًا سيبقى ضمن سياق الحياة حتى لو بلا انتباه، سيؤثر وهذه هي سنة الحياة.
الماءُ في ناظِري وَالنارُ في كَبِدي
إِن شِئتِ فَاِغتَرِفي أَو شِئتِ فَاِقتَبِسي
الشريف الرضي.
إِن شِئتِ فَاِغتَرِفي أَو شِئتِ فَاِقتَبِسي
الشريف الرضي.
بَـوْح الرُّوحِ.
الماءُ في ناظِري وَالنارُ في كَبِدي إِن شِئتِ فَاِغتَرِفي أَو شِئتِ فَاِقتَبِسي الشريف الرضي.
كَم نَظرَةٍ مِنكَ تَشفي النَفسَ عَن عَرَضٍ
وَتُرجِعُ القَلبَ مِنِّ جِدَّ مُنتَكِسِ
تَلَذُّ عَيني وَقَلبي مِنكَ في أَلَمٍ
فَالقَلبُ في مَأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ
كِمُّ الفُؤادِ حَبيساً غَيرُ مُنطَلِقٍ
وَدَمعُ عَيني طَليقاً غَيرُ مُنحَبِسِ
عَلَّ الزَمانَ عَلى الخَلصاءِ يَسمَحُ لي
يَوماً بِذاكَ اللَمى المَمنوعِ وَاللَعَسِ
يَقولُ مُنّي كَأَنَّ الحُبَّ أَوَّلُهُ
فَكيفَ أَذكَرَني هَذا الضَنا وَنَسي
الشريف الرضي.
وَتُرجِعُ القَلبَ مِنِّ جِدَّ مُنتَكِسِ
تَلَذُّ عَيني وَقَلبي مِنكَ في أَلَمٍ
فَالقَلبُ في مَأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ
كِمُّ الفُؤادِ حَبيساً غَيرُ مُنطَلِقٍ
وَدَمعُ عَيني طَليقاً غَيرُ مُنحَبِسِ
عَلَّ الزَمانَ عَلى الخَلصاءِ يَسمَحُ لي
يَوماً بِذاكَ اللَمى المَمنوعِ وَاللَعَسِ
يَقولُ مُنّي كَأَنَّ الحُبَّ أَوَّلُهُ
فَكيفَ أَذكَرَني هَذا الضَنا وَنَسي
الشريف الرضي.
وأشكو في هذه الليالي المظلمة، شوقي وحبي واحزاني وبعد المسافاتِ ورؤية وجهك المشرق الذي يدفئ قلبي وينهي كل إرهاقِ، وعلى عينيك يمضي الوجع والحزنُ بابتهاج ابتسامةٍ على محياكِ، أيا حُزني ويا لمسة الحياة التي تنعش قلبي ويا روحًا أطوف بها العالم من شدة البهجةِ بالطيرانِ، تقربتُ فتقرب مني لأكون بين يديك وأنسى كل ما كان في قلبي من شوائب قد تعكر صفو ابتساماتي.
هلع شديد جدًا، من تأثير العلاقات المفروضة، علاقات الالتزامات الوظيفية والدراسية والعائلية، العلاقات التي لا تختارها إنما تفرض عليك بحكم الواقع الذي تعيشه فتجبر للتواصل والكلام والحوار والسفر وما إلى ذلك رفقة هذه العلاقات، مثل هذه البيئات تؤثر سلبًا دائمًا على الفرد وقد ينتهي به الحال باهمال المبادئ والأولويات التي يؤمن بها بسبب نسيانها والغفلة عنها بسبب هذه العلاقات التي لا تضع لها قيمة، ويكون يرى نفسه بعيدًا فيما اختلف معهم كثيرًا، لذلك يحاول تذويب كل اختلاف ليشابه هذه البيئة، خاصة فيما إذا كانت هذه البيئة نفعية أو استغلالية، سينزع جلد الملاك ويرتدي ثوب ابليس، لأنه يُشرع لنفسه ذلك بحكم العلاقة وكونه ثعلبًا بدل أن يكون حملًا وديعًا، لكن ينسى الإنسان بأنه يمكن له أن يكون ذئبًا أو أسدًا أو أي مفترسٍ شديد البأس دون مكرٍ أو خداع الثعالب وحيلتها، لكن حياة الغابة تغلب وتمضي روحه تذوب في هذه الأزمنة والمكان، ويهوى على الأرض بعدها كأي مخادعٍ يمتص دماء الآخرين وهو كان ذلك الطيب المتفاني في خدمة الآخرين.
الحياة مبنية على المظاهر والمادية والمنافع والمعارف والواسطة، أبدًا ولا شيء يمشي بشكل طبيعي، كل شيء في هذه الحياة لازم يكون وفق مبدأ المنفعة، وهذه مأساة يعيشها الإنسان بشكل فظيع.
