Telegram Web Link
*وقت إحياء ليالي العشر الأواخر من رمضان*


📝 *_الســؤال :_*


*إذا أردت أن أحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان متى أبدأ؟ جزاكم الله خيرًا.*


🔴 *_الجــواب :_*


*بعد صلاة العشاء، كان النبي ﷺ يحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره" هذا هو الأفضل إذا تيسر له ذلك، وإن نام بعض الشيء ليتقوى فلا بأس، أما من قواه الله على إحيائها؛ فذلك سنة وقربة. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا.*

*الشيخ: يعني بالصلاة والقراءه، بالصلاة والقراءة والدعاء والاستغفار. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا. هل تتفضلون بذكر التاريخ لعلها تقصد هذا سماحة الشيخ؟*

*الشيخ: ........ بالتاريخ.*

*المقدم: ليلة واحد وعشرين.. ليلة عشرين.. أو كذا؟*

*الشيخ: هذه الأفراد، هذه يقال لها: أفراد، لكن السنة، السنة إحياء ليالي العشر كلها هذا السنة، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار: كإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين.. سبع وعشرين.. تسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء وهي متأكدة؛ لأنها أرجى لليلة القدر.*

*النبي عليه السلام قال: التمسوها في كل وتر وفي بعض الروايات: التمسوها في العشر الأواخر يعني: الليلة، لكن الأوتار أرجى الليالي: إحدى وعشرون.. ثلاث وعشرون.. خمس وعشرون.. سبع وعشرون.. تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة.. السابعة والعشرون. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا.. إذًا العشر الأواخر تبدأ من تاريخ؟*

*الشيخ: من إحدى وعشرين.*

*المقدم: بارك الله فيكم.*



https://binbaz.org.sa/fatwas/15594/%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان*


📝 *_الســؤال :_*


*فضل سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك عن بقية الأشهر، ولياليه العشر الأخيرة عن ليالي العام، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، هل ليلة القدر محددة التاريخ؟ أم أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*ليلة القدر أخبر النبي ﷺ أنها في العشر الأخيرة من رمضان، وبيَّن عليه الصلاة والسلام أن أوتار العشر آكد من أشفاعها، فمن قامها جميعًا أدرك ليلة القدر، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه[1] والمعنى أن من قامها بالصلاة وسائر أنواع العبادة: من قراءة ودعاء وصدقة وغير ذلك إيمانًا بأن الله شرع ذلك واحتسابًا للثواب من عنده لا رياء ولا لغرض آخر من أغراض الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه.*

*وهذا عند جمهور أهل العلم مقيد باجتناب الكبائر، لقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر[2] خرجه الإمام مسلم في صحيحه.*

*فنسأل الله أن يوفق المسلمين جميعًا في كل مكان بقيامها إيمانًا واحتسابًا إنه جواد كريم[3].*

________________


*1- رواه البخاري في (الصوم) باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا برقم 1901، ومسلم في (صلاة المسافرين) باب الترغيب في قيام رمضان برقم 7060.*

*2- رواه مسلم في (الطهارة) باب الصلوات الخمس والجمعة على الجمعة برقم 233.*

*3- من ضمن أسئلة مقدمة من جريدة (عكاظ) أجاب عنها سماحته في 24/9/1407هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 430).*



https://binbaz.org.sa/fatwas/12972/%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*فضل ليلة القدر ووقتها*


📝 *_الســؤال :_*


*يقول: قرأت أقوالاً متعددة عن ليلة القدر، حدثونا عنها جزاكم الله خيراً، وعن وقتها إذا أمكن تحديده، جزاكم الله خيراً؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*ليلة القدر هي أفضل الليالي، قد قال فيها النبي ﷺ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] وقال فيها: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3-4].*

*فهي ليلة مباركة وهي ليلة القدر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، ومن ذلك كتابة الأعمال والحوادث في ذلك العام، تكتب في ليلة القدر تفصيلاً بالقدر السابق، ومنها أنها أفضل من ألف شهر، أي: أن العمل فيها والاجتهاد فيها خير من العمل والاجتهاد في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم.*

*وهي تكون في العشر الأواخر من رمضان، هكذا أخبر النبي ﷺ قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان والأوتار آكد: واحد وعشرين.. ثلاث وعشرين.. خمس وعشرين.. سبع وعشرين.. تسع وعشرين.. هذه آكد أفضل من .. أحرى من غيرها، لقوله ﷺ التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان وفي الأحاديث الأخرى الدلالة على أنها تلتمس في العشر كلها، لكن الأوتار أحراها، وأحرى الأوتار ليلة سبع وعشرين، هذا أحرى الأوتار. نعم.*
*المقدم: جزاكم الله خيراً.*


https://binbaz.org.sa/fatwas/8637/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D9%88%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*هل ليلة القدر للناس كلهم؟*


📝 *_الســؤال :_*


*حدثونا لو سمحتم عن ليلة القدر، وهل هي للناس كلهم؟ أو لكل واحد على حدة؟ جزاكم الله خيرًا.*


🔴 *_الجــواب :_*


*ليلة القدر ليلة عظيمة، بين الله شرفها سبحانه في كتابه العظيم، حيث قال : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وقال سبحانه في سورة الدخان: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3-4]، هي ليلة عظيمة، وأخبر النبي ﷺ أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها ﷺ، وكان يقوم العشر الأواخر من رمضان يتحرى هذه الليلة ويقول: التمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر يعني الأوتار أرجى وأحرى، إحدى وعشرين، ثلاث وعشرين، خمس وعشرين، سبع وعشرين، تسع وعشرين، مع أنها تلتمس في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أحرى، وأحراها ليلة سبع وعشرين.*

*والسنة للمسلمين رجالًا ونساء أن يتحروها في العشر كلها، وأن يجتهدوا في قيام هذه الليالي بالصلاة والقراءة والدعاء تأسيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام وطلبًا لهذه الليلة، والله يقول فيها سبحانه: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] يعني العمل فيها والاجتهاد فيها بالأعمال الصالحات أفضل من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم، هل هي للناس كلهم أم لأشخاص دون أشخاص؟*

*الشيخ: للناس كلهم من تقبل الله منه ووفقه للعمل فيها حصل له هذا الأجر، سواء كان عربيًا أو عجميًا، حضريًا أو بدويًا، رجلا أو امرأة في أي مكان من الأرض، إذا اجتهد في هذه الليالي وهو مسلم ويرغب في الخير، اجتهد وعمل الصالحات فالله يعطيه أجره سبحانه وتعالى. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا، كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؟*

*الشيخ: أخبر النبي ﷺ أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب رضي الله عنه الصحابي الجليل قد راقب ذلك سنوات كثيرة فرآها تطلع صباح يوم سبع وعشرين ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة سبع وعشرين بسبب هذه العلامة، ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة سبع وعشرين، وقد تكون في سنوات أخرى في إحدى وعشرين أو في ثلاث وعشرين أو في خمس وعشرين أو في غيرها، فالاحتياط والحزم الاجتهاد في الليالي كلها. نعم.*

*المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.*


https://binbaz.org.sa/fatwas/15467/%D9%87%D9%84-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3-%D9%83%D9%84%D9%87%D9%85



https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*علامات ليلة القدر*


📝 *_الســؤال :_*


*كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*أخبر النبي ﷺ أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب  الصحابي الجليل قد راقب ذلك سنوات كثيرة، فرآها تطلع صباح يوم سبعة وعشرين ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة سبعة وعشرين بسبب هذه العلامة.*

*ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة سبعة وعشرين، قد تكون في سنوات أخرى في إحدى وعشرين، أو في ثلاثة وعشرين، أو خمسٍ وعشرين، أو في غيرها، فللاحتياط والحزم الاجتهاد في الليالي كلها.*

*المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.*



https://binbaz.org.sa/fatwas/27442/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*حول رؤية ليلة القدر*


📝 *_الســؤال :_*


*سؤال: هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة؟ حيث أن بعض الناس يقولون إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماء ونحو هذا، وكيف رآها رسول الله ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر؟ وهل ينال الإنسان ثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل.*


🔴 *_الجــواب :_*


*جواب: قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه، وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة  يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي ﷺ طلبا للأجر والثواب فإذا صادف قيامه إيمانا واحتسابا هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال ﷺ: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.*

*وقد ثبت عن النبي ﷺ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا.*

*والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[1].*


_________

*1- مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 500).*


https://binbaz.org.sa/fatwas/1883/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*ليلة القدر هي أفضل الليالي*


📝 *_الســؤال :_*


*بمناسبة ليلة القدر نود من سماحتكم التحدث لعامة المسلمين بهذه المناسبة الكريمة؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*ليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: حم ۝ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ۝ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ۝ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ۝ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۝ [الدخان:1-6].*

*وقال سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ۝ [القدر:1-5] وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه[1] متفق على صحته. وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير.*

*وقد دلت هذه السورة العظيمة أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، فجدير بالمسلمين أن يعظموها وأن يحيوها بالعبادة، وقد أخبر النبي ﷺ أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر[2].*

*وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ: أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع. فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها.*

*وقد كان النبي ﷺ يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول. قالت عائشة رضي الله عنها، كان النبي ﷺ: يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. وقالت: كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر وكان يعتكف فيها عليه الصلاة والسلام غالبًا، وقد قال الله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:31].*

*وسألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني[3].*

*وكان أصحاب النبي ﷺ ، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير.*

*فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسوا بنبيهم ﷺ وبأصحابه الكرام  وبسلف هذه الأمة الأخيار، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر والعبادة، إيمانًا واحتسابًا، حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب، وحط الأوزار، والعتق من النار، فضلًا منه سبحانه وجودًا وكرمًا.*

*وقد دل الكتاب والسنة أن هذا الوعد العظيم مما يحصل باجتناب الكبائر، كما قال سبحانه: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31].*

*وقال النبي ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر[4] خرجه الإمام مسلم في صحيحه.*

*ومما يجب التنبيه عليه أن بعض المسلمين قد يجتهد في رمضان ويتوب إلى الله سبحانه مما سلف من ذنوبه، ثم بعد خروج رمضان يعود إلى أعماله السيئة، وفي ذلك خطر عظيم. فالواجب على المسلم أن يحذر ذلك، وأن يعزم عزمًا صادقًا على الاستمرار في طاعة الله، وترك المعاصي، كما قال الله  لنبيه ﷺ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102] وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ۝ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ۝ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ۝ [فصلت:30-32].*

*ومعنى الآية أن الذين اعترفوا بأن ربهم الله وآمنوا به وأخلصوا له العبادة واستقاموا على ذلك تبشرهم الملائكة عند الموت بأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن مصيرهم الجنة من أجل إيمانهم به سبحانه، واستقامتهم على طاعته، وترك معصيته، وإخلاص العبادة له سبحانه،
والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب الثبات على الحق، والاستقامة عليه، والحذر من الإصرار على معاصي الله . ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ۝ [آل عمران:133-136].*

*فنسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين في هذه الليالي وغيرها لما يحبه ويرضاه، وأن يعيذنا جميعًا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، إنه جواد كريم[5].*


______________

*1- رواه البخاري في (الصوم) باب من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا برقم 1901، ومسلم في (صلاة المسافرين) باب الترغيب في قيام رمضان برقم 7060.*

*2- رواه البخاري في (الاعتكاف) باب الاعتكاف في العشر الأواخر برقم 1986، 1992، والترمذي في (الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) باب ما جاء في ليلة القدر برقم 792.*

*3- رواه الترمذي في (الدعوات) باب في عقد التسبيح برقم 3513.*

*4- رواه مسلم في (الطهارة) باب الصلوات الخمس والجمعة على الجمعة برقم 233.*

*5- من ضمن أسئلة موجهة لسماحته من مندوب صحيفة (الجزيرة) بالطائف بتاريخ 24/9/1407هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 425).*



https://binbaz.org.sa/fatwas/12965/%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%8A


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*فضل العشر الأواخر من رمضان*


📝 *_الســؤال :_*

*شيخ محمد، في العشر الأواخر فضل عظيم، ومنزلة كبيرة، العشر الأواخر من رمضان، المستمع عبد الله آل حمد يقول فيه: نرجو من شيخ محمد بيان فضل هذه العشر الأواخر؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، هذه العشر الأواخر من رمضان، هي أفضل شهر رمضان، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر، وكان فيها ليلة القدر التي قال الله عنها: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله، فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل، ويطيل فيها القراءة والركوع والسجود، وإذا كان مع الإمام فليلازمه حتى ينصرف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة». وفي آخر هذه الأيام أو قرب انتهائها يكون تكبير الله عز وجل، ويكون زكاة الفطر لقوله تعالى: ﴿ولِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر: «قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة»، وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى قبل الصلاة، أي: يوم العيد.*


📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [154]*

*الصيام > الاعتكاف والقيام*


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*فضل العشر الأواخر من رمضان*



📝 *_الســؤال :_*


*بارك الله فيكم شيخ محمد. العشرة الأواخر من شهر رمضان مزية عظيمة، حبذا لو تحدثتم عن هذا وكيف يكون شد المئزر الوارد في الحديث وما المقصود به؟*

🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: نعم. العشر الأخيرة من رمضان فيها فضل عظيم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالاعتكاف، ويخصها بالقيام كل الليل، ويوقظ أهله فيها، وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها بالتجول في الأسواق هنا وهناك، أو بالسهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف أول الشهر، العشرة الأولى منه، ثم اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر، ثم قيل له: إنها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة. وإني أحث إخواني على اغتنام الصلاة فيها مع الإمام، وألا ينصرفوا حتى ينتهي الإمام من صلاته؛ لأنهم بذلك يكتب لهم قيام ليلة، والناس في مكة يصلون أول الليل بإمام وأخر الليل بإمام، والإمام الذي يصلون به في آخر الليل يوتر، ويكون من الناس من يحب أن يصلي قيام الليل في آخر الليل مع الإمام الثاني، فإذا أوتر مع الإمام الأول فإنه إذا سلم الإمام أتى بركعة ليكون الوتر شفعاً ولا حرج عليه في ذلك، فإن هذا نظير صلاة المقيم خلف الإمام المسافر، إذا سلم الإمام المسافر عند الركعتين قام فصلى ما بقي، هكذا هذا الرجل الذي دخل مع الإمام الأول الذي يوتر أول الليل وهو يريد أن يقوم مع الإمام الثاني الذي يقوم أخر الليل، فإنه ينوي إذا قام الإمام الأول إلى الركعة الأخيرة الوتر ينوي أنه يريدها شفعاً فيصليها ركعتين، ليكون إيتاره مع الإمام الثاني في أخر الليل. نعم.*



📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [172]*

*الصيام > الاعتكاف والقيام*


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*عدة مسائل في ليلة القدر*



📝 *_الســؤال :_*


*جزاكم الله خيراً. هذه الرسالة من الأخت منى عبد العزيز من مكة المكرمة تقول: ما هي الليالي التي تتحرى فيها ليلة القدر؟ وما هو أفضل دعاء يقال فيها؟ وما هي علاماته؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: آخر الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، ولكنها ليست هي ليلة قدر جزماً، بل هي أرجاها، ومع ذلك فإن القول الراجح عند أهل العلم أن ليلة القدر تتنقل تارة تكون في ليلة إحدى وعشرين، وتارة تكون في ليلة ثلاثة وعشرين، وفي ليلة خمسة وعشرين، وفي ليلة سبعة وعشرين، وفي ليلة تسعة وعشرين، وقد تكون في الأشفاع أيضاً. وقد أخفاها الله عز وجل على عباده لحكمتين عظيمتين: إحداهما أن يتبين الجاد في طلبها الذي يجتهد في كل الليالي لعله يدركها ويصيبها، فإنها لو كانت ليلة معينة لم يجد الناس إلا في تلك الليلة فقط. والحكمة الثانية أن يزداد الناس عملاً صالحاً يتقربون به إلى ربهم، ينتفعون به. أما أفضل دعاء يدعى فيها فسؤال العفو كما في حديث عائشة أنها قالت: يا رسول الله، أريت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني. فهذا من أفضل الأدعية التي تقال فيها. وأما علامتها فإنها أن تخرج الشمس صبيحتها صافية لا شعاع فيها، وهذه علامة متأخرة، وفيها علامات أخرى كزيادة النور فيها، طمأنينة المؤمن وراحته وانشراح صدره، كل هذه من علامات ليلة القدر.*



📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [111]*

*الصيام > الاعتكاف والقيام*


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*بيان معنى قوله تعالى : "ليلة القدر خير من ألف شهر"*


📝 *_الســؤال :_*


*بارك الله فيكم، المستمع من كلية الهندسة جامعة بغداد، فائز فرج عبد الرزاق، يقول: في الآية الكريمة ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ لا أفهم كيف تكون ليلة القدر خير من ألف شهر، أرجو التوضيح لهذا المعنى؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: توضيح قوله تعالى: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ أن الله سبحانه وتعالى بفضله وكرمه جعل هذه الليلة في فضلها وكثرة ثواب العمل فيها خيراً من ألف شهر، بمعنى أن الإنسان لو عمل عملاً صالحاً ألف شهر، ليس فيه ليلة القدر، كانت ليلة القدر خيراً منه، لما فيها من الثواب العظيم الجليل والخير والبركات.*


📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [154]*

*القرآن وعلومه > التفسير*


https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*متى تكون ليلة القدر*



📝 *_الســؤال :_*


*بارك الله فيكم، من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان، المستمع له مجموعة أسئلة، يقول: أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، سؤاله الأول يقول فيه: هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام، أم أنها تنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر، نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾، وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان، فقال عز وجل: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان؛ يرجو ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأواسط، ثم رأى صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان، ثم تواطأت الرؤيا على عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان، فقال: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». وهذا أقل ما قيل فيها، ولحفظها في زمن معين، أقول: هذا أقل ما ورد فيها، أي: من الحرص فيها بزمن معين، وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر، تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى، وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر، أو أوري ليلة القدر في المنام، وأنه يسجد في صبيحتها ماء وطين، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين، وقال عليه الصلاة والسلام: «التمسوها في ليالي متعددة من العشر»، وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة، وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من الليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر، وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً، سواء علم بها أم لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». إذا علم أنه قامها، فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بأي حال، ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر، أم في وسطها، أم في آخرها.*


📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [161]*

*الصيام > الاعتكاف والقيام*



https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
*قيام ليلة القدر إلى طلوع الفجر وتوزيع المأكولات والمشروبات*



📝 *_الســؤال :_*


*جزاكم الله خيراً. من الجزائر السائل ع ع يقول: في بلدتنا نحيي ليلة القدر، وذلك بالقيام بعد صلاة المغرب بدقائق، وتوزيع الأكل والشراب في المسجد، ويستمر القيام إلى طلوع الفجر فما حكم هذا العمل؟*


🔴 *_الجــواب :_*


*الشيخ: هذا العمل غير صحيح؛ أولاً: لأن ليلة القدر لا يعلم عنها، فلا يدرى أهي ليلة سبع وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو تسع وعشرين، أو إحدى وعشرين، أو ليلة الثنتين وعشرين، أو أربع وعشرين، أو ثماني وعشرين، أو ثلاثين لا يعلم بأي ليلة هي، أخفاها الله تبارك وتعالى، أخفى علمها عن عباده من أجل أن تكثر أعمالهم في طلبها، وليتبين الصادق ممن ليس بصادق، والجاد ممن ليس بجاد، فهي ليست ليلة سبع وعشرين، بل هي في العشر الأواخر من ليلة إحدى وعشرين إلى ليلة الثلاثين، كل ليلة يحتمل أن تكون ليلة القدر فتخصيصها بسبع وعشرين خطأ هذا واحد. ثانياً: الاجتماع على هذا الوجه الذي ذكره السائل ليس من عمل السلف الصالح، وما ليس من عمل السلف الصالح فهو بدعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من البدعة وقال: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار »، فعلى المسلمين في آخر الأمة أن ينظروا ماذا صنع أول الأمة؟ وليتأسوا بهم فإنهم على الصراط المستقيم. وقد قال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها). فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن لا يتعبوا أنفسهم ببدعة سماها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضلالة، وأن ينفرد كل منهم بعبادته من ليلة إحدى وعشرين إلى ثلاثين تحرياً لليلة القدر، وأن يجتمعوا مع الإمام على ما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعله، وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يزيد على إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غيره، كما قالت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي هي من أعلم الناس بحال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان؟ قالت:« كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهنثم يصلي ثلاثاً»، وهذه الأربع يصليها على ركعتين ركعتين، يعني الأربع الأولى بتسليمتين، والأربع الثانية بتسليمتين، وليس كما توهمه بعض الناس أنه يجمع الأربع بتسليمه واحدة، فإن حديث عائشة نفسه ورد مفصلاً من طريق آخر أنه كان يصلي ركعتين ركعتين، ومجمل حديثها يفسر بمفسره، وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى». والأصل أن فعله لا يخالف قوله، ولذلك نبين لإخواننا، ونعتقد أنه واجب علينا أن نبين أن الذين ظنوا أن معنى الحديث أنه يصلي أربعاً بتسليمه واحدة ثم يصلي أربعاً بتسليمه واحدة لم يصيبوا في ظنهم، بل صلاة الليل مثنى مثنى في رمضان وفي غيره، فإذا قال قائل: كيف قالت: يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن؟ فالجواب أن الأربع الأولى متشابهة في الطول في القراءة والركوع والسجود والقعود متشابهة، ثم يستريح بعدها قليلاً كما يفيده العطف بثم، لأن ثم تدل على المهلة، ثم يصلي أربعاً قد تكون مثل الأولى وقد تكون أقل منها وقد تكون أكثر يعني في التطويل، ثم يستريح، ثم يصلي ثلاثاً هي الوتر. نعم.*

*وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أنبه إخواننا الأئمة على مسألة قد يفعلها بعض الناس، وهي أنه يصلي في رمضان بالناس القيام، ثم يجعل القيام كله وتراً، فيصلي تسع ركعات فرداً، لا يجلس إلا في الثامنة، يتشهد ويقوم ويصلي التاسعة ويتشهد ويسلم، محتجاً بأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفعل ذلك، ونحن نؤيده على أنه ينبغي نشر السنة، لكن نشر السنة كما وردت، فهل قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه بهذا العدد، إن كان هناك حديث فليرشدنا إليه ونحن له إن شاء الله متبعون وداعون، ولكن لا يستطيع أن يثبت هذا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه هذا العدد بتسليم واحد، وإذا لم يكن كذلك فإن الإنسان إذا صلى لنفسه غيره إذا صلى لغيره، ولهذا زجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أطال الصلاة في الناس وقال: «إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء». ولا يخفى على إنسان أن مثل هذا القيام يشق على الناس، من يبقى طول هذا القيام لا يحتاج إلى نقض الوضوء، يعني إلى البول أو الغائط أو غير ذلك، قد يكون في الجماعة من يحتاج إلى هذا، وقد يكون في الجماعة من له شغل يريد أن يصلي مع الإمام تسليمتين وينصرف، وقد يكون أشياء أخرى، فيدخل هذا الفعل في ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من التطويل، ثم إن الناس إذا جاءوا بعد أن كبر لهذا الوتر ماذا ينوون؟ أكثر الناس ينوي أنه تهجد لا وتر فيفوت الإنسان الذي دخل معه تفوته نية الوتر ويبقى حيران، فأنا أشكر كل إنسان يحب أن يطبق السنة بقوله وفعله، وأرجو ا
لله لي وله الثبات على ذلك، لكن كوننا نطبق السنة على غير ما وردت فهذا خطأ، فنقول لإخواننا: من صلى الوتر تسعاً على هذا الوصف في بيته كما فعل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد أصاب السنة، وأما من قام به في الناس فقد أخطأ السنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يفعله أبداً، والعاقل البصير يعرف أن هذا الدين يسر سهل، فكيف نشق على الناس بتسع ركعات ونشوش عليهم نيتهم ويبقى الناس بعد هذا متذبذبين أن أنوي الوتر أو أنوي التهجد أم ماذا؟! سبحان الله! أسأل الله أن يوفقني وإخواني المسلمين لاتباع الهدى واجتناب الهوى وأن يهدينا الصراط المستقيم.*




📚 *المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [345]*

*العقيدة > البدع والمحدثات*
*الصيام > الاعتكاف والقيام*



https://www.tg-me.com/mokhtarat_fekheya
2025/10/01 22:37:32
Back to Top
HTML Embed Code: