مانزال في الأشهر الحُرم المُعظّمة عند الله

(فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)

حديث “اغتنم خمساً قبل خمس” هو من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحمل معاني عظيمة في استثمار الوقت والفرص قبل فواتها.
وقد ورد في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال:

“اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.”

📌 شرح الحديث باختصار:
1. شبابك قبل هرمك:
الشباب هو وقت القوة والنشاط والقدرة على العمل والعبادة والعطاء، فلا تؤجّل الأعمال الصالحة حتى يأتي الكِبر والوهن.
2. وصحتك قبل سقمك:
في الصحة طاقة وهمة، أما المرض فيقيّد الإنسان. فاستغل صحتك في الخير قبل أن تُحرم منها.
3. وغناك قبل فقرك:
المال وسيلة لفعل الخير، كالصدقة والنفقة في سبيل الله. وقد لا يتوفر لاحقًا.
4. وفراغك قبل شغلك:
وقت الفراغ نعمة عظيمة، اغتنمه في التعلم، العبادة، البر، وتنمية النفس، قبل أن تزدحم الحياة بالمشاغل.
5. وحياتك قبل موتك:
الحياة هي الفرصة الوحيدة للعمل، فالموت يقطع العمل، فاستعد للقاء الله بما يرضيه💗🌱

ٰ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ:
﴿سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا: وما المُفَرِّدُون يا رسول الله؟، قال: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ﴾


-رواه مسلم.

قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه:

يا أبتِ، ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: يا بني: وتدري لم حلا؟
قال: لا.

قال: لأنهم أرادوا به الله تبارك وتعالى

"ما ذُكِر الله عز وجل على صعبٍ إلا هان، ولا على عسيرٍ إلا تَيسَّر، ولا مشقَّةٍ إلا خفَّت، ولا شِدَّةٍ إلَّا زَالت، ولا كُربةٍ إلا انفرجت، فذِكرُ الله تعالى هو الفرج بعد الشدة، واليُسرُ بعد العُسرِ، والفرج بعد الغم والهم"
- ابن القيّم

‏إذا خلوت بنفسك فتذكر آيتين:

‏-قوله تعالى: ﴿ألم يعلم بأن الله يرى﴾.
‏-وقوله تعالى: ﴿ليعلم الله من يخافه بالغيب﴾.

قبل أن تنام:

‏توضأ، صل الوتر، إقرأ آية الكرسي، إقرأ سورة الملك، ردد أذكار النوم، جدد التوبة، اضبط المنبة لصلاة الفجر

‏

طريقك وإن طال، وإن تعثّرت به، ما دام لله؛ فستصل.

‏﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾

‏أي: وقتًا لا يتعداه؛ فهو يسوقه إلى وقته الذي قَدَّرَه له، فلا يستعجل المتوكل ويقول: قد توكلت ودعوت فلم أر شيئًا، ولم تحصل لي الكفاية!
‏فالله بالغ أمره في وقته الذي قدر له.

‏• [ابن القيم: ٣/١٦٥]

ما أحسنها من منظومة!

كلُّ مُطيعٍ للهِ مُستأنِس، ولو كان وحيدًا، فأنسُه باللهِ يُغنيه، وطمأنينتُه في طاعتِه تُقرّبُه من الرحمةِ والسَّكينة. وكلُّ عاصٍ مُستوحِش، ولو كان بين الجموع، فإنّ الذنبَ يُثقِلُ القلب، ويُطفئ نورَه، ويزرع الوحشةَ في صدرِه مهما تظاهر بالقوة.

‏"أفوِّضُ أمري إلى الله، وأمضي مطمئنةً بأنَّ الخير كلّه بيده، وإن ضاق دربي يومًا، فسعة الله لا تضيق"