Telegram Web Link
نهاية كرنفال البكالوريا

بعد انتهاء موسم البكالوريا وإعلان نتائج الثانوية العامة في عدد من البلدان دعوني أشارككم تجربتي الشخصية والعائلية والوظيفية بهذا الشأن.
لقد قررت مراقبة الامتحان الوزاري هذه السنة بصفتي مدرس لغة عربيّة، لسوء الحظ كانت على الطبقة المخملية، طالبات المدارس الأجنبية الأهلية، وطلبة المتمزيين والموهوبين(تدرج دراسي معمول به في العراق، يمثل الموهوبين نسبة 1٪؜ لمن يمتلك ذكاء مفرطًا ثم الأقل فالأقل حتى تصل للتعليم العام).
مرت عليّ نفوس مضطربة وبعقد وخوف شكلته سنوات طويلة بضرورة الحصول على مقعد في كلية الطب وكل امتياز غير هذا سيعني الخسارة والسقوط من عالية بالنسبة للمال والأحلام العائلية التي دفعت لتلك الفتاة وذلك الفتى.
من حولي مصابون بحمى الدروس والمعاهد الخصوصية، كل دعاء الأمهات لأولاد بعضهن ”يا رب الطبية“، وإن أحرز شيئًا من غيرها قيل ”يا خطية مسكين يلا أهم شيء الشهادة!“.

هذا جزء.
الثاني تجربة عائلية..
الوالدة امرأة حكيمة، درست درجة ذكائنا أني وأخواتي منذ الصغر، فكلما وصلنا لمرحلة الاختيار بين العلمي والأدبي، أقنعتنا بالأدبيات، وعللته بأمور كثيرة، أُجملها:

-ذكاؤكِ معنوي كأنثى أولاً وكذات خاصة ثانية، ودراسة العلميات تعني حربٌّ خاسرة للجميع بما فيهم سقف توقعاتك، كل من يدخلها يريد الطب، ولن تحرزيها، إذًا ستصيرين بفوبيا ثم لن يكون نصيبك إلا معهد رديء.

-الأدبيات بما فيها اللغات والتربيَّة متصلة بشكلٍ أو بآخر بالمعاني الإنثوية، بعضها ينمي ذوق المرأة وبعضه يعينها في تربية أبناءها، وإن أرادات العمل-وهو لم يعد خيارًا بل صار لازمًا في هذه العهود-ستكون مهنة التعليم مناسبة بدوامها الجزئي وعدم الاختلاط والمكان القريب، لن يؤثر خروجك من المنزل على زواجك أو أولادك بالصورة التي يفعلها لو صرتِ محامية أو طبيبة أو موظفة بصفة مهندسة.

-الأقسام العلمية والمنطقية تعني سحق الذات الأنثوية والتعامل مع العلوم الجامدة حتى تعجن المرأة بطابعها، ثم العمل بها، ساعات العمل الطويلة الأصل مع ضرورة توفر عيادات خاصة تعني أن تعيش المرأة كآلة تكدح وتركض لأجل إحرازها مقابل لتعب سنوات الدراسة تلك، فلن ترضى واحدة بدوام واحد وبراتب هزيل بعد شقاء سنوات الطب الستة مع الإقامة ثم التدرج الطبي والخفارة، ولن تحرز الكثير في أول عشرين عامًا إلا إذا اشتغلت بالتجميل أو غسيل الأموال كما يحدث الآن.

-ضرورة وجود طبيبة للمسلمات، مسألة مهمة، لا نجادل فيها، لكن غيرك سيظل ساعياً لخدمة المسلمات ولن يفرط بالأجر المرجو؛ أنت استقري : )


هذه السنة دخلت أختي الوسطى، منذ البداية عرفت هذه الكليشة، فعندها لم نضطر لأي درس خصوصي، ولا معهد تقنعه بها صديقة، ولا دخلت حالة من الفصام والتخبط لأجل مصيرها، عليها أن تتوكل على الله وتبذل ما بوسعها وأي نتيجة تحرزها ستكون خيرًا لها، المهم أن تخلصي من هذه المرحلة.
وفعلاً والحمدلله، درست أختي وحدها في غرفتها على محاضرات الإنترنت وأحرزت معدل 71٪؜، أعلى كلية أدبية ترحب بها من القانون والآداب واللغات والترجمة والتربية.
من دون تكاليف أو إرهاق نفسي وعائلي، وكلنا كلنا بحالة فرحة، هذا ذكاؤها، وهذا سعيها وهذا رزقها، وانتهى.

فالذي أريد إيصالها مما ذكرت:
بإمكان الفرد التميز وأن يكون ناجحًا وصالحًا في خيارات كثيرة تتناسب مع جنسه وهواياته ومهاراته وذكائه، عندما وزع ربنا أرزاق الذكاء لم يكلفنا إلا بالسعي المستطاع، ثم نأتي نحن ونفرض على أبناءنا قمم ما هم ببالغيها ثم نرهق أنفسنا بصعاب ما أنزل الله بها من سلطان ولم؟
امرأة أعرفها، أضطرت أن تدخل ابنتها كلية الصيدلة ودفعت لها قرابة 60 مليون عراقي، ثم قالت لن أزوجها حتى تعمل وترد دين دراستها لأني أصلاً بعت ما أملك وأخذت قروضا لأجله!
وأخرى ترفض الزواج وهي ما زالت طالبة لأن العريس لن يكون مستطيعًا تحمل قسط كلية الصيدلة الأهلية التي يلتزم فيها والدها.

دوامة ما لها غير الله مخلص وكاشف..
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون..).
جاء في مصنف عبدالرزاق الصنعاني حديث رقم 20713:

أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه..

”قال: كان عمر بن الخطاب إذا نهى الناس عن شيء دخل إلى أهله - أو قال : جمع - فقال: "إني نهيت عن كذا وكذا، والناس إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا ، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع في شيء مما نهيت عنه الناس، إلا أضعفت له العقوبة لمكانه مني، فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر".

لا حاجة لبيان كثير لـ{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.
”إنما أنجاني بالصدق“.
كعب بن مالك رضي الله عنه وحديثه الذي لا أعرف له وصفًا لشدة جماله وعبره، في تخلفه عن غزوة تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم

{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا(٢٨) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما(٢٩)}
-[سُورَةُ الأَحْزَابِ: ٢٨-٢٩]

نداءٌ إيماني لطيف للنساء صبرًا على ضيق ذات يد أزواجهن في أي فترة من الحياة، بدايتها، وسطها أو بعد ذلك.

إن أحببتن الرفاهية والمتعة والكماليات؛ فمتاعكن من الطلاق حاصل، وإن صبرتن واحتسبتن الأجر فقد أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا، وتشير لفظة المحسنات لصورة الصبر: صبر بلا جزع ولا قنوط ولا تأفف، صبر إيماني بالوعد الإلهي، وهي صورة مخالفة تمامًا لنصائح الفراق والهجر وحب الذات وتقديمها على ما عند الله التي تقدم للنساء الحديثة من قبل "خبراء الزواج وأطباء النفسية".
”استعن على نيل العلم بسكون طائر وخفض جناح“
لقد تعلم الإسلاميون خلال العهد الأخير من التعامل مع شبهات الملحدين والعلمانيين ما يجعلهم يثقون بدينهم ونصوصهم ويتوقفون عن أخذ موقف الدفاع والتبرير والتأويل لكلّ موقف يعيرون به، فأصبحنا نقف ندًا لند ونناقش كل المعارضين من دون خجل.

سواء تلك الشبهات الخاصة بالليبرالية أو المساواتية أو النسوية.
ولكن الوقف السني العراقي وعلماء المجمع كانوا مغيبين عن تجارب غيرهم، لقد تركوا رأي السنة بيد خطباء جهلة، وكُتّاب امتلئ جوف أحدهم بالحضارة الحديثة أكثر من امتلائه بالفقه والأصول يتحدثون بصفتهم الشخصية عن موقف أمة كاملة!
حتى أصبحت مسلمات عند العامة.
أعجزوا عن إيجاد طالب علم يتحدث بالحق من دون تأويل سخيف، وتبرير ضعيف، ومجاملات قبيحة؟
نفوض أمرنا لله مما يجري.
وحسبنا الله ونعم الوكيل على انتشار الكفر البواح على ألسنة الرعاع.
قال الحسن رحمه الله: ( لإن أتعلَّمُ باباً من العلم ، فأُعلمُهُ مسلماً أحبُّ إليَّ من أن تكون لي الدنيا كُلُّها ...)
-ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه 40
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة، فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة».
[حسن] - [رواه الحاكم]


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ذهب في أول النهار إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلم خيرا للناس كان له مثل أجر من اعتمر عمرة كاملة بواجباتها وسننها، ومن ذهب إلى المسجد آخر النهار لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلم خيرا للناس فله مثل أجر حاج حجته تامه كاملة، وهذا من فضل الله سبحانه على عباده، ولما كان آخر النهار وقت عودة من الأعمال وطلب للراحة كان أجر العالم والمتعلم فيه أكبر؛ لأنه آثر العلم على الراحة.
هنالك مسألتان تطرأ عليّ بشأن التعليم:

الأولى: لقد كافحت الدول المتعاقبة في كافة البلدان الطرق على مسألة الدراسة الحكومية وتجييش المجتمع للدخول بها، من خلال منظمات المجتمع، الإعلام، الأدب، حتى تكونت عقلية ترسم أن التسلق الاجتماعي السهل والجيد متمثل بالحصول على شهادة، ما بالك لو كانت الطب، فتراهم يتعجبون من اجتماع الفقر وتحصيل مقعد في كليات القمة.

=حتى ضاقت المدارس ولم تعد تستوعب الجيش الكامل، أُدرّس منذ ثماني سنين، الوضع يزداد بؤسًا يومًا بعد يوم، بلغ تعداد الصفوف خلال هذه السنوات بين 60 إلى 100 طالب تقريباً، هذا الوضع في أرقى مدن بغداد (الكرخ/ بلدية المنصور)، وكان أكثر جحيمًا في الرصافة حيث اجتمعت الأعداد مع انعدام الخدمات البيئية والتعليمية الأخرى، ولا تتوقف الحكومة عن فتح مدارس جديدة كل عام، ولكن تبدأ قليلة ثم تتضخم لتصل مدرسة ب12 صف إلى 1000 طالب!


الثانية:
في كل دائرة حكومية هناك قسم للمرأة، يختص بقضايا النساء، وأهمها التعليم، لقد نجحت هذه الأقسام والدعاية الحكومية بتعليم النساء ولكن مقابل ما؟
مقابل تقليل فرص تعليم الذكور، تقليل الاهتمام بمدارسهم وعددها ونوعية التعليم والتعامل مع مشاكل التهرب وترك المدارس، إضافة إلى الإهمال الذي نتج عنه تحول هذه المدارس إلى ثكنات للمخدرات واللواط والمشاكل المخيفة لهذه الأعمار.

الآن كل زميلة وصديقة وأخت عندما يصبح ابنها بمرحلة المتوسطة تبدأ حيرة ”أين يكمل؟ أي مدرسة نسجّله فيها؟ أي مكان فيه فرص أفضل؟"
تنعدم الحلول فتلجأ للمدارس الأهلية التي تكون مشاكلها أعقد، مشاكل الترف، والميوعة، والمراهقة المعجبة بالحضارة الغربية والتطلع العالي لحياة لن يجدها خارج أسوار هذه المدارس التي أنشئت لفئة السراق أصلا.
-محمد جواد مغنية، الفقه على المذاهب الخمسة.
في الحديث: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. رواه أبو داود وصححه الألباني، وفي الحديث: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي... رواه مسلم.
حدثتني الوالدة عن قريب في العائلة يَعيبُ عليه مديره في المدرسة الكلام بالفصحى، وينصحه بإن يتحدث بالعاميّة فإن الناس لا تفهم ويبتعد عن المثالية في التدريس.

فقلت لها: علّه حسنًا يفعل إذا أراد التعايش بظل هذه الأزمة الأخلاقية، فالمجتمع اليوم لم يعد ينظر للمعلم أو المدرسة كمثال يستجلب منه المعارف أو المبادئ، هو ينظر للمعلم كمُيسر ومؤشر للمهمات التي قد تأتي بالامتحان الوزاري، أو كمقص يقطع عنه همّ الدراسة بتحديد أي فصل يحذف وأي سؤال يأتي في الاختبارات النهائية، المعلم مهمته الأساسية أن يعطي الطالب درجة الإعفاء وأن تجرأ منح أقل من مئة لفلان ستحدث أزمة دولية، تبدأ بدموع التماسيح التي تصدرها الأمهات وتنتهي بشكوى على المعلم ومدرسته كلها.

المعلم ليس ترند على تيكتوك، وليس علامة موضة على إنستاغرام، وحتمًا ليس مشهورًا على البوبجي حتى يُنظر إليه كقيمة علمية أو أخلاقية.

لقد مررتُ بتجربة مماثلة، عزمتُ منذ بدأت التدريس-ومن الصغر أدرس- ألا أعطي إلا العلم، فأُقعد القواعد وأبني الفروع على أصول صحيحة، مع محافظتي على المفردة الفصيحة اليسيرة التي تصبح جزءًا من شخصيتك عندما يكون الكتاب نديمك وصاحبك على طول الدهر؛ اشتكت عليّ أمهات طلابي، لأني أشرح علم الصرف، بدلا عن الميزان الصرفي، وأتحدث عن القسمة العقلية في أبواب الفعل الثلاثي التسعة بدلاً من الستة!
وعُلل ذلك بكونها تتحدث الفصحى وتتوسع في المادة العلمية وأولادنا المتفوقين لا يجيدون إلا الترقي العلمي في الإنجليزي والفرنسي والكردي بينما العربيّة لغة صعبة ومعقدة والمُدرسة تعقِدُها عليهم.

أنتابني القلق لأيام طويلة، والتعجب، أيعقل أن ولدًا بسن الخامسة عشر لم يكن يفهم سبيستون؟ إذًا كيف استمر بمتابعة الكارتون والتفاعل معه عندما كان بعمر الرابعة؟

زاد عجبي أكثر عندما خبرتني زميلات العربيّة، بإن عليك تقليل الفصحى والتحدث معهم بعامية فمستواكِ عالٍ؛ فقلت: إن كان معلم العربيّة لا يتحدث بها إذًا من يفعل ذلك؟ هنيئًا للرطنة والعجمة والعامية.

ثم زادت أخرى: إياك أن تقحمي الدين في تعليم العربيّة، ابتعدي عن الآيات والأحاديث واكتفي بتعليم الأتيكيت والأخلاقيات العامة!

ثم زاد الحمل حملاً عندما خبرني مدير المدرسة: ست نور، إنّا نقدر علميتك، ونقدر مستواك الذي ينفع لتدريس الكليات لا طلبة الثانوية العامة، وكم كنا نتمنى أن يعطى لنا العلم كما تعطيه، لكن طلابنا لا يريدون هذا، اعطهم المهم الذي يأتي في الوزاري ولا تخرجي بحرف عن المنهج، ولا تنصحيهم بقراءة التعبير أو حفّظ الاقتباسات فهم يتعلمون حفظ مقدمة وخاتمة جاهزة ثم يحشونها بشخبطة، هكذا تعلموا وهكذا يريد آباءهم وهكذا يعمل مدرسيهم الخصوصيين.
ست نور سوف ننقلكِ لصف آخر نرجو منكِ ألا تعلمي العلم.
"يمكن أن تمثل أعياد الميلاد للكثير من العائلات مشكلة أكبر من عيد الميلاد. تذكروا لمن تقومون بأعياد الميلاد تلك فطفلكم البالغ عام واحد ليس مهتما إذا أقمتم له حفل عيد میلاد هائل فهو يريد فقط حفاضة جديدة ومعلقة صغيرة من كعكة عيد الميلاد. تميل عقلية الاحتفالات إلى التصاعد عاما بعد عام، فيحاول الآباء والأمهات فعل أكثر مما فعلوه في العام السابق - أو أسوأ من ذلك، محاولة فعل أكثر مما فعله الآخرون لأطفالهم. إنني مقتنعة تماما أن في معظم الأحيان تكون تلك الحفلات الضخمة من أجل الآباء والأمهات أنفسهم وليس الأطفال. في عالم مقارنة نمط الحياة، قد يصبح ذلك الوضع فخا، لذا يجب أن يبقى عيد ميلاد ابنكم أو ابنتكم احتفالاً له أو لها، ولا تحولوه إلى فرصة لكي تقوموا بأحسن مما قام به أحد أصدقائكم".
-وهم المقارنة، راتشيل كروز
"كثيرًا ما يقول لي الناس: «أكسب مالا جيدا، ولكني لا أعرف أين يذهب». يذكرني ذلك بمقولة جون ماكسويل، حين قال: «تقوم الميزانية بإخبار مالك إلى أين يذهب، بدلا من تركه يذهب حيث يريد». كم من الناس يصلون إلى نهاية الشهر ويتسائلون بجدية أين ذهب مالهم ؟ إنهم يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة تماما، وأن ليس لديهم أي هامش أمان في حياتهم. إنهم يدفعون الفواتير، ولكن يبدوا أنه لم يتبق ما يمكنهم الاستمتاع به أو إنفاقه على أي شيء يريدونه. إنهم يشعرون بالهزيمة لأنهم يعرفون أنهم يكسبون مبلغا محترما، ولكنهم ما زالوا يشعرون بالإفلاس".
-وهم المقارنة ، راتشيل كروز
رائحة تلك السيارة الجديدة

أؤمن باقتناع تام أن قروض السيارات أحد أغبى أنواع الديون التي يمكنكم أخذها. إذا قمتم بتفحص الأرقام فقط. فستكتشفون أنكم تستدينون مالا وتدفعون فائدة على شيء تقل قیمته مع الوقت. بصراحة شديدة، يعني ذلك أنكم تدفعون أكثر مقابل شيء ستقل قيمته بمجرد أن تقوده خارج المتجر، وستستمرون في خسارة الأموال كل شهر. إنها فكرة غير ذكية، بحساب الأرقام.

تكلفة الأشياء الصغيرة

كتبت ذات مرة تلك التغريدة: إن متوسط أقساط السيارات الشهرية في الولايات المتحدة يبلغ ٤٩٢ دولار، إذا قمتم باستثمار هذا المبلغ شهريا لمدة أربعين سنة قادمة، سيكون لديكم مبلغ<< ٥ مليون و ٨٤٦ ألف و ١٥٣ دولار نقدا». تحول الأمر كما لو أنني دهست كلب أحدهم، فقد خرج الناس من جميع الأركان يعترضون ويصرخون قائلين كم أنا مجنونة لاعتقادي بأنه من الممكن شراء سيارة نقدا. قال أحدهم: «ليس لديك أدنى فكرة عما يعنيه العيش في العالم الواقعي. إنني أحب سيارتي طراز ليكسوس، وأدفع قسط ٥٠٠ دولار شهريًا. إنني أفضل أن أكون في ذلك الموقف على أن امتلك سيارة خردة».

لحسن الحظ، يتفق آخرون معي في الرأي، ويخبرونني قصصهم عن تسديد أقساط السيارة، أخبرتني صديقة في العمل مؤخرًا أنها اشترت سيارة كانت تريدها منذ سنوات . مرسيدس بيضاء جميلة - بعد أن استأجرت واحدة قبل عشر سنوات تقريبا، وظلت تلك الذكرى عالقة في ذهنها كل تلك السنوات عندما حان الوقت لتغيير السيارة التي كانت تمتلكها، بدأت في البحث عن تلك السيارة المرسيدس. تخيلوا كم كانت متحمسة وهي تخبرني أنها وجدت تلك السيارة بالتحديد، وفي حالة ممتازة، وأن ثمنها ٦ آلاف دولار بالطبع كانت السيارة قد قطعت الكثير من الأميال، إلا أنها بدت في حالة ممتازة وكذلك حالة محركها. وهكذا تقود صديقتي تلك سيارة مرسيدس أشبه بالجديدة، لا تختلف كثيرا في الشكل أو الكفاءة عن أي سيارة فارهة قد ترونها.
_وهم المقارنة 92
2025/10/22 09:50:30
Back to Top
HTML Embed Code: