السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وعساكم من عواده أيُّها الأخوة والأخوات الأفاضل.
تأخرت بالمعايدة لوفاة عمي رحمه الله وغفر له، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة.

بارك الله لكم في عيدكم وفي أهليكم.
هناك أمر لفت انتباهي فيما يتعلق بأحداث سورية، وهو أن السلطة السياسية دائمة الحرص على منح مكانة للعلماء أو للسلطة الدينية بشكل عام، وهذه صورة محاكية للتراث.

هذا الأمر لا يقتصر على الرئيس الشرع كونه صاحب فكر إسلامي، بل حتى بشار، ذو التوجه البعثي الاشتراكي، كان مقربًا لعمائم السوء حوله، ولم يكن يظهر في لقاء إلا وهم بجانبه.

على سبيل المثال، قد يكون هذا الأمر نادرًا في العراق أو لبنان أو بلدان المغرب العربي، ربما نجد العكس، إذ هناك نفور أو حتى حرب ضد العلماء. وكذلك الحال في دول الخليج، لم يعد ذلك الحضور القوي للمشيخة كما كان سابقًا حول الملوك والأمراء مع حملات الملاحقة والتغييب في السجون التي طالت الفقهاء والمشيخة الربانيين.

ولا يمكن تقديم تفسير دقيق لهذه الظاهرة سوى أن طبيعة المجتمع الدمشقي/السوري/الشامي ما زالت تُولي أهل العلم قيمة واحترامًا، مما يجعل السلطات المتعاقبة تحرص على كسب رضاهم.
عمتي (هدى عبد الهادي الراوي) ختمت خلال رمضان المنصرم هذا أكثر من ٤٠ ختمة من القرآن الكريم!
وقد بلغت ٧٥ عامًا..!
وهي معلمة قديرة قديمة.. يعرفها أهل الفلوجة..

واشترطت على نفسها في هذه الختمات ثلاثة شروط:
١. أن لا تدع حرفًا إلا نطقته بصورة صحيح، فاذا اختل حرف عادت إليه فضبطته.
٢. أن تستذوق. (بحسب تعبيرها) وتعني أن تتكلف التذوق والاستشعار.
٣. أن تنتبه إلى الإعراب (هي قوية في اللغة العربية جدًّا).

ووعدتني أن تريني دفترًا سجلت فيه عجائب مما رأت هذه السنة من كنوز هذا الكتاب العظيم.

القصد:
بينما نحن منشغلون بمعارك الواقع، ينشغل آخرون ببناء قصورهم في الجنة.
وحين يفرّغ التدين من روحه ومقصده.. يتحول الى ظاهرة صوتية جوفاء بلا نور ولا أثر.

بقلم محمد نذير الراوي
مشهد قصير
قبل سنين أردت الدراسة الشرعية لغاية واحدة إلا وهي المنهجية الصحيحة في التفكير والاستدلال والاستنتاج فكان هذا الدافع لطلب مزيد ومختلف من العلوم.
ولم يكن لي شاغل سوى البحث العلمي الذي أود الاشتغال به مستقبلا.
اليوم بعد مضي شهور على تدريس الفقه الشافعي للنساء في المسجد والخطط التي أنوي العمل عليها مستقبلا معهن، أدرك أهمية هذا الدور وندرته في مجتمعنا نحن النسوة.وأننا نعاني جهلاً مركباً في أبسط الواجبات التعبدية.
وأن كان الانترنت قد قدم الفتوى للناس بسهولة لكنه ساهم بشتاتهم، وكرس فيهم العصبية والإنكار بجهل، وأوقعهم في التلفيق المركب المرفوض شرعاً عند كل المذاهب.

فالنساء اللاتي يحضرن للمسجد لا يتعلمن في غالبهن إلا مزيدا من التجويد فيستغرق العمر في الغنن والختمات وتجد إحداهن عاجزة عن التمييز بين الحيض والاستحاضة رغم كونها معتادة منذ سنين طوال، ولا يروي ضمأها كل ما تشاهده من ريلازات مشيخية.
درس واحد لساعة واحدة كان كفيلا بفك عقدة هذا السؤال الذي لا ينضب.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
(جاء في الحديث الصحيح: «إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» فَلَو وقعت هذه الأمور هَل عذب الميت بهذه الأفعال الجاهليّة ينظر إن أوصى بذلك كَما يَفْعَله بعض أهل الثروة وبعضُ أهل البوادي بأن يوصيهم بذلك ويقول : إذا مت فنوحوا عليّ يحزنهم بذلك فهذا يعذب؛ لأنّه أوصى بما جاءَ رَسول الله الله بتركه وإماتته . وإن لم يوص بل فَعَلَ أهله لا برضاه ولا باختياره فلا يعذب إن شاء الله تعالى والله أعلم).

-كتاب الجنائز ، الصلاة، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار في الفقه الشافعي، للإمام أبي بكر بن محمد الحصني الحسيني الدمشقي، طبعة دار الحديث، صـ٢٣٥
بشأن تعلم السباحة للنساء:

((بشأن تعلم السباحة للنساء في مكان مخصص لهن، التي تريد التعلم ستحافظ على حجابها وستر عورتها، ولكنها لا تضمن أن بقية النساء سيفعلن ذلك.
فهل يحرم عليها ذلك؟)).

—تكلم العلماء المتقدمون عن حكم دخول الحمام للنساء، وحكمه الكراهة في مذهبنا إلا لسبب.

أما المسابح النسائية.. ففيها من المحاذير الشرعية ما فيها، فلا اعتقد أن مفتيأ يجرؤ على الإفتاء بالجواز، فحتى لو فرضنا أن جميع المتعلمات يلتزمن الآداب الشرعية.. لكن من الذي يضمن أن المسابح ليس فيها كامرات وغرف مراقبة؟

-نعم كلامكم صحيح بارك الله فيكم
لكن يؤخذ بالأصل حيث أن المسابح اليوم تعمل وفق سمعة تبينها لثقة الزبائن.

—اذا كان المصر مصر سوء.. فحسن الظن لا ينفع.

المعايير اليوم ليست كما نفهمها نحن؛ فمثلا فندق لا يحصل على اعتراف خمس نجوم الا أن يكون فيه صالة خمر ليلية، وتجهز جميع ثلاجات النزلاء بالخمور، وهذا المنكر يعتبر سمعة عالمية في الفنادق.
بمعنى: أن ضوابط الاحترام المعمول بها شيء وضوابط الشرع وآداب الإسلام شيء آخر.

فهنا نرجع إلى الأصل وهو (قرن في بيوتكن) الا لحاجة العلم والتعلم والدواء وصلة الأرحام... وغيرها مما يقره الشرع.

-سؤال موجه للشيخ د.محمد الراوي، من فقهاء الشافعية في بلدنا.
«والنِّساءُ يَنصُر بَعضُهنَّ بَعضًا»
-عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه.
2023.pdf
449.9 KB
إعادة بناء المصطلح الجدلي للنسويّة الإسلامية.
التأَسِّي
Photo
في نقاشٍ امتد لفترات مع إحدى أستاذاتي في الحديث، سعينا فيه إلى عقد مجالس علمية متنوعة للنساء (في الفقه، والحديث، والتفسير، والآداب)، اقترحت إحدى الأخوات أن نولي الدروس الإلكترونية النسائية اهتمامًا خاصًا، إذ إن غالب النساء لا يقدرن على الحضور الواقعي إلى المراكز والمساجد.

فبيَّنت الأستاذة ـ حفظها الله ـ أن هذا الأمر قد جُرّب مرارًا، وغالبًا ما باء بالفشل. فالمرأة، إن لم تُجَرّ إلى العلم جَرًّا بيدي معلمةٍ حريصة، فلن تتعلم. تفتح الدرس ثم تنشغل بشؤون البيت، وتبقى اسمًا في المجموعة لا قلبًا، إلا أن تكون طالبةً مريدة، وذلك نادر جدًا.

وهنّ زاهداتٌ ـ غالبًا ـ في دروس العلم، إلا ما كان من دروس التجويد وأحكام التلاوة في المساجد، وأي درسٍ إضافي يُعدّ ترفًا علميًا لا وقت للانشغال به، حتى لو كانت إحداهن أجهل من أجهل القوم، فحسبها أن تُحسن التلاوة ـ هكذا أُفهمت، وهكذا تُريد أن تبقى.

فقلتُ معلقةً لشيختي: “حقيقةً، دكتورة، إنني لا ألوم النساء مطلقًا، ولا أتعجب من انصرافهن عن العلوم النافعة؛ فهذا طبيعي، فالعلم ـ بطبعه ـ ميدان ذكوري. أنتِ تشكين من أن طالبات الدراسات العليا لا يستطعن تجاوز مستوى البيقونية، بينما زملاؤهن يبلغون دروس العلل سريعًا ويمكثون فيها دهرًا! أنا، وأنت، وفلانة، لسنا إلا متطفلاتٍ على موائدهم، ساعيات إلى المثالية العلمية، والانضباط الدراسي، والتأمل الواسع في صناعة العالِمات.”

“هدفنا ـ في نظري ـ لا ينبغي أن يكون صناعة عالِمات، بل رفع الجهالة عن العاميات في حدود ما يحتجن إليه من فقه العبادات، فإن أتينا بعالِمة، فبها ونعمت، وإن لم نأتِ، فلا نكلفهن ما لا يقدرن عليه.”

فالحقيقة أن الرجال ليسوا هم من يسعون لإبعاد النساء عن العلم، فيُحزن على المسكينات، وإنما النساء هنّ الزاهدات من ذواتهن.
الإسلاموطوبيا
كثيرًا ما أسمع وأقرأ حديث الناس عن تعدد الزوجات، وغالبًا ما تُذكر فوائده من جهة النساء، فيُقال: إن الله شرعه للقضاء على العنوسة، أو لإدخال النساء في الإسلام، أو لإعالة الإرملة وستر المطلقة وهلم..
ودائمًا ما يُبرز أن في التعدد مصلحة للمرأة، وأنه باب من أبواب الرحمة بها.

لكن لأول مرة أقرأ نصًا يلفت النظر إلى وجه آخر من الحكمة، وهو: أن التعدد شُرع ليحمي الرجل الذي لا تكفيه زوجة واحدة، وهذا أمر فطري، فبعض الرجال قد يجرّهم الكبت أو الحاجة إلى ما لا يرضي الله، إن لم يكن هناك مخرج مشروع
. وذلك هو الفقه في الدين.

الورقة من كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله
الجزء الثاني صفحة٣١.
إعفاف الأب أو الجد
يجب على الولد سواء كان ذكراً أم أنثى، مسلماً أم كافرا، عفاف الأب، ومثله الجد، سواء كان من جهة الأب، أو من جهة الأم، وسواء كان مسلماً أم كافراً وذلك بأن يعطيه مهر امرأة حرّة، أو يقول له : تزوج وأنا أعطيك المهر.

لكن يشترط لوجوب ذلك على الولد ثلاثة شروط :

أ- أن يكون الولد موسراً بالمهر.

ب ـ أن يكون الأب ـ ومثله الجد ـ معسراً بالمهر.

ج - أن يكون الأب أو الجد محتاجاً إلى الزواج، وذلك بأن كانت نفسه تتوق إليه .

ووجهه : أن هذا الإعفاف للأب - أو الجد - من وجوه حاجاته المهمة: كالنفقة والكسوة.

ولئلا يعرضه للزنى المفضي إلى الهلاك، وذلك لا يليق بحرمة الأبوة، وليس هو من وجوه المصاحبة بالمعروف المأمور بها بقوله تعالى :
{وصاحبهما في الدنيا معروفاً }.[لقمان : ١٥] .

-الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، مج٢، ص٦٨
”وإنما جعل الإسلام الصداق على الزوج، رغبة منه في صيانة المرأة من أن تمتهن كرامتها في سبيل جمع المال، الذي تقدمه مهرًا للرجل“.
—الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، مج٢، ص٧٢


وأي خطب يطرأ على الموازيين التي أرادها الله لتنظيم حياتنا يعقبها ذل وخسارة.
وليس بعيد عنكم ما تفعله القائمة بالزواج في مصر، فإن كانت تضمن حقوقا للمرأة، فإنها تفرض عليها ما لم يفرض الشرع، بإن تكد هي وأهلها في سبيل تجهيز بيت الزواج بما جهزت به أختها وبنت عمها وجارتها، وقد تركت عوائل عالقة في الدين وجرتهم لشيء شبيه بما يحصل للأب الهندي عندما يريد تزويج ابنته.


عدّة النساء على غير أزواجهن

يحرم على النساء أن يُحدِدن على غير أزواجهن، سواء كان الميت من أقاربهن رجالًا أو نساءً. ويُعدّ هذا الإحداد البشع مظهرًا من مظاهر الجاهلية العتيقة، حيث تلتزم المرأة التي توفي لها قريب أو قريبة بلبس السواد، أو ما يشبهه، إعلانًا عن حزنها، وتمتنع عن حضور الأماكن العامة، والظهور في مواسم الأفراح ومناسباتها، وتستمر على هذا الحال عامًا أو أكثر.

وقد تكون هذه المرأة في غالب أيامها لا تشعر بأي حزن أو كرب، لكنها تتصنع ذلك أمام الناس، وتتكلفه، بل وتتفاخر به، وكأنها بذلك تُظهر وفاءها للميت.

وهذا كله معارضة صريحة لأمر رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح:

«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحدّ على ميّت فوق ثلاث ليالٍ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً».
رواه البخاري (1486 - 1489) عن أم حبيبة رضي الله عنها.

كما روى البخاري ومسلم عن زينب بنت أبي سلمة قالت:

“دخلت على زينب بنت جحش رضي الله عنها حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمست منه، ثم قالت: والله ما لي في الطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحدّ على ميّت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً».”

ولا فرق في هذا الحكم بين ما تفعله النساء من التصنّع المتكلّف الممجوج، وبين ما يفعله الرجال من الالتزام بشعارات الحزن، كربطة العنق السوداء ونحوها، وهو تقليد أجنبي بشع، مغموس في الجهل والإثم.

نسأل الله تعالى أن يحققنا بمعنى العبودية الخالصة له، وأن يُلبسنا كسوة الرضى بحكمه، والتجمل بشرعه، واتباع هدي نبيه ﷺ.

المرجع: الفقه المنهجي على المذهب الشافعي، المجلد الثاني، صفحة 160.


بتصرف يسير
حدود الطاعة الزوجية في المسائل الفقهية الخلافية "دراسة تأصيلية تطبيقية".

مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور العدد الرابع الجزء الأول ۲۰۱۹ م


”فيؤيد ذلك - أيضاً في قاعدة المعروف عرفا كالمشروط شرطًا والعادة محكمة- أننا في مسألة خدمة الزوجة لزوجها، مع شهرة اختلاف الفقهاء فيها، نقول: إنّ عليها خدمته؛ لأنها من المسائل التي للعرف فيها اعتبار، والغنم بالغرم، فإن توافقا على ما تقرر من وجوب نفقة علاج الزوجة في مال زوجها وإلا ترافعا إلى القضاء؛ لأن الحقوق التي لا يعلم مقدارها إلا بالعرف متى تنازع فيها الطرفان قدرها القضاء“.
2025/07/02 06:29:03
Back to Top
HTML Embed Code: