أنا
المنسي لا في دفاتر الغياب ، بل في تفاصيل الحياة المنسي في زحام الوجوه ، في أحاديث لا يُذكر فيها اسمي ، في مناسبات
لا يُسأل فيها عن حضوري ، وكأن وجودي صار ظلاً بلا صوت ، وكأنني عبرت هذا العالم بخفة لم تترك أثرًا ، أنا المنسي حين تُوزّع الحكايات ، ولا تكون لي واحدة حين تُروى اللحظات ، ولا يُقال كان هنا وحين يتحدث الجميع عن الجميع ، ولا أكون أحدًا. لست غائبًا ، لكنني غير مرئي أتواجد كالصدى ، يُسمع للحظة ثم يُمحى ، كالماء حين يتبخر ، لا أحد يسأل أين ذهب؟
لكن السؤال الحقيقي ليس لماذا نسوني؟ بل لماذا سمحت لهم أن ينسوني؟
المنسي لا في دفاتر الغياب ، بل في تفاصيل الحياة المنسي في زحام الوجوه ، في أحاديث لا يُذكر فيها اسمي ، في مناسبات
لا يُسأل فيها عن حضوري ، وكأن وجودي صار ظلاً بلا صوت ، وكأنني عبرت هذا العالم بخفة لم تترك أثرًا ، أنا المنسي حين تُوزّع الحكايات ، ولا تكون لي واحدة حين تُروى اللحظات ، ولا يُقال كان هنا وحين يتحدث الجميع عن الجميع ، ولا أكون أحدًا. لست غائبًا ، لكنني غير مرئي أتواجد كالصدى ، يُسمع للحظة ثم يُمحى ، كالماء حين يتبخر ، لا أحد يسأل أين ذهب؟
لكن السؤال الحقيقي ليس لماذا نسوني؟ بل لماذا سمحت لهم أن ينسوني؟
حين تصبح الأسئلة وطنًا
عزيزي القارئ ،
هل تعلم ما فائدة الكلمات التي لا تُقال؟ تلك التي تبقى عالقة بين القلب والعقل ، تتردد في الصدر لكنها لا تجد طريقها للخروج؟ هل فكرت يومًا في فائدة الانتظار حين لا يكون هناك ما يستحق الصبر ، أو فائدة الذكريات التي تعود لتفتح جراحًا حسبناها
اندملت؟
نحن نعيش بين أشياء لم تكتمل ، وأخرى انتهت قبل أن تبدأ نحمل أسئلة لا إجابات لها ، ونحاول أن نفهم المغزى ، إن كان هناك مغزى أصلًا. نبحث عن معنى لكل ما حدث ولم نجد له تفسيرًا ، نحاول
الوصول إلى يقين ، لكن كل ما نجده هو المزيد من الحيرة.
ربما لم نخلق لنصل ، بل لنظل نبحث نتساءل ، ونتوه بين المعاني. ربما الأمان الذي نطارده ليس مكانًا ، بل شعور نصنعه رغم الضياع. ربما الراحة ليست في الفهم ، بل في القبول بأننا لن نفهم كل شيء.
لكن أخبرني، عزيزي القارئ، إن وجدت كل الإجابات ، إن لم يعد هناك ما تبحث عنه ، هل ستكون أكثر سعادة ، أم أنك ستفتقد هذا التيه الذي اعتدته؟
عزيزي القارئ ،
هل تعلم ما فائدة الكلمات التي لا تُقال؟ تلك التي تبقى عالقة بين القلب والعقل ، تتردد في الصدر لكنها لا تجد طريقها للخروج؟ هل فكرت يومًا في فائدة الانتظار حين لا يكون هناك ما يستحق الصبر ، أو فائدة الذكريات التي تعود لتفتح جراحًا حسبناها
اندملت؟
نحن نعيش بين أشياء لم تكتمل ، وأخرى انتهت قبل أن تبدأ نحمل أسئلة لا إجابات لها ، ونحاول أن نفهم المغزى ، إن كان هناك مغزى أصلًا. نبحث عن معنى لكل ما حدث ولم نجد له تفسيرًا ، نحاول
الوصول إلى يقين ، لكن كل ما نجده هو المزيد من الحيرة.
ربما لم نخلق لنصل ، بل لنظل نبحث نتساءل ، ونتوه بين المعاني. ربما الأمان الذي نطارده ليس مكانًا ، بل شعور نصنعه رغم الضياع. ربما الراحة ليست في الفهم ، بل في القبول بأننا لن نفهم كل شيء.
لكن أخبرني، عزيزي القارئ، إن وجدت كل الإجابات ، إن لم يعد هناك ما تبحث عنه ، هل ستكون أكثر سعادة ، أم أنك ستفتقد هذا التيه الذي اعتدته؟