🤍.

"لا أعرف إن كنت أقتل أيامي أم أنَ أيامي تقتُلني،
في الحالتين هناكَ جريمة تحدُث."

- دوستويفسكي.

نحن الذين لم ينظر أحداً في أعيننا ليعرف كم حرباً فيها ، و كم دمار ...
نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجباً .

لدي رغبة مُلحة في المُغادرة
في ترك كُل شيئ خلفي وأمضي ..
ترك أحلامي ، عائلتي  ، اصدقائي
ومن أحب .. رغبة عارمة في الإنسحاب عن هذا العالم ، ومحو اسمي ، و وجودي أن أتبخر .. وكأنني لم أكن 🖤.

أتمنّى أن أكون ممّن يشبهون الوسائد التي تستكين إليها الأرواح المتعبة ، يُريحون لا يتعبون ، يُطمئنون لا يقلقون ، يمنحون مَن حولهم لحظة هدوء صادقة في عالم ضجيجُه لا ينتهي .. أريد أن أمرّ بخاطر أحدهم بعد غياب ، فيبتسم قلبُه دون أن يدري ، فقط لأنّه تذكّر أنّي كُنت يومًا سندًا لا عبئًا وأنّي كُنت صادقًا حين لم يكُن الصّدق شائعًا ..

أتمنّى أن أعيش على قدر ما كُتب لي ،
برضا لا ينطفئ ، ويقين لا يتزعزع
لا أطلب من الدنيا أكثر ممّا وهبني الله ، ولا أجزع ممّا فاتني ، لأنّي أعلم أنّ كلّ شيءٍ يمضي لحكمة ، وأنّ كلّ لحظة كتبها الله لي ، ستمرّ وتمضي .. حتى إذا جاء يوم وانتهت هالرحلة !
بتمنى تكون نهايتي خفيفة على القلوب ، وذكراي طيبة في الأرواح .

" لم يعد الحزن مجرد شعور عابر، بل أصبح وطني الذي لا أملك سواه، وكل محاولة للبحث عن فرح هي خيانة لأرضي"

‏"كنت أبدو وكأنني أستطيع حمل العالم كله على كتفي وأنا بالكاد أحمل نفسي"

نزوح آخر ، وَموتٌ آخر 💔

‎هكذا هو حالنا منذ بداية الحرب ، كلما نقول انتهت يصفعوننا من جديد، من نزوح الى نزوح وكُل الأحداث تُعاد .
‎الحمل بات ثقيلاً ، ثقيلاً جدًا.

يتردد السؤال ذاته في أذهاننا كل لحظة :
"‎إلى أين نذهب؟"

‎غزّتنا الجميلة ، من شمالها الى جنوبها بكل زواياها وازقتها ممتلئة . لا مكان آمن ينام فيه الهاربون من الموت والجحيم، ولا مأوى للأيتام والمساكين الفاقدين والمفقودين.
أضحى شعبنا الصامد المرابط يتمنى الموت بدلاً من العيشة الذليلة هذه ، أصبح كل شيء غريب ، لكننّا ابتلينا بلعنة حب هذه البلاد .

نحبها ولن يحبها أحداً كما أحببناها ، بالرغم من الموت الذي ملئ أرجاءها ، والنزوح المستمر ، والتشرد في العراء ، والفقد الذي طال بيوتنا وقلوبنا جميعاً ؛ إلا أنّ غَزّة أماً لقلوبنا ، ومسكناً لأرواحنا .
يا غزّة الفخر . يا شموخ كل الأوطان.


‎كيف يمكن أن نتخلى عنها وهي من علمتنا الحُب والصمود؟
‎ كيف يمكن أن نتخلى عن من علمنا الصبر؟

‎أحبها بكل ما تحمل لنا من أسى وحزن.

‎ يشعر الغزّي أحياناً انه قد أُصيب بشيء ما ك ابتلاء مثلاً أو يشعر انه وقع في جورة كبيرة لا يمكنه إنقاذ نفسه منها وكلما حاول التحرك تتوسع الجورة فيه ويدخل اكثر في عمق الارض.

‎كلما حاولنا أن نتعايش ونصلح ما تم تدميره من جيش الاحتلال ونحاول إستصلاح اي شيء يبقينا على قيد الحياة ،و أيّ شيء يأوينا ولو دون سقف لانه أصبح لا يهُم، المهم أنهُ يوجد أربع جدران حولك أو بالأصح أربع جدران من النايلون او من خيمة قماش المهم انه يستر أجسادنا.
يقوم الاحتلال بهدم كل محاولاتنا ، وتحطيم الأمل في حنايا أرواحنا .

‎العالم باكمله استكثر علينا العيش بخيمة حتى! ليس بسقف بيت أو بباطون ، بلّ بشيء رقيق من قماش .
لا بأس على الأقل يحمينا من أنظار الناس، ولكن أيضاً وللمرة الثالثة على التوالي قامو برمي المناشير علينا لنقوم ب إخلاء مدينة كاملة! يتواجد بها عدد جنوني من الناس بعد ما فقدوا الشغف وقرروا الرجوع ليتعايشوا فوق رُكام المنازل!
يزعجهم حتى ركام منازلنا، وصمودنا في العراء.

‎لا أدري ماذا أقول. كل الكلام متحجر في حُنجرتي.
مرة اُخرى نُصبح ونُمسي على المشهد الفلسطينيّ ذاتِه، أكثرُه في غزة، وأقله في الضفة، والعالم أخرس لا يحرِّك ساكنًا، وكأنهُ يتلذذ بمشاهد دماء الفلسطينيين.
أصبحت صور جثامين الشُهداء وأشلائهم المُتقطعة موضع للفُرجة.
سُحقاً لعصر الصورة الذي شيَّأ الإنسان وجعله مستهلِكا لألم غيره، سحقاً لهذا العالم الأحمق، الذي لا يعلم أن دماءنا المقدّسة ستكون عليه لعنة أبدية ترافقُ تاريخه المسموم بالدناءة المليئ بالحثالة.
يتردد كل وقت على مسمعي قوّل: ان الفلسطينيين خلقوا لمهنة الاستشهاد!

‎ولكن لا بأس يا غزتنا يا ملاذ الأحلام، وأرض الكرامة ، ومهد الأبطال ، ومنبع المقاومة .
سيهون القصف والموت والقهر وسيتبدد الحزن والظلام لا ريب .

ستبقين فينا حبيبة ورفيقة وروحاً.
و سنعمرك ِحتماً.

ₗₐₘₐ

أتعافى بك كلما أصابتني الحياة.

أدعوك
دُعاءَ الغريق
ألّا أشقى
أعلم أن كلَّ ما عِندكَ خير
لكنّي ضعيف
أنساب خلف فكري المحدود
أمّا إيماني الواسع
فيقوديني إليك
في كلّ مرة أرى شتات نفسي فيها
أدعوك تحت أزقّة فكري
يا واسع
وسع لي برحمتك ما أرجو
أنك أنتَ الله
وأنا
العائد إليك دائماً ♥️

‏من جهتي لا أفعل شيئاً مدهشاً،ولكني أحاول وسط هذه العزلة، أن أجعل الحياة ممكنة التحمل.

أجلس وحدي،
بعيدةً عن ضجيج العالم،
لا هربًا!
بل محاولةٌ خجولةٌ للعودة إلى ذاتي
تلك التي لم تعد تُشبهني.

أطوِي رأسي بين يديّ
كأنني أرجو لحظة خفاء
أشتهي أن أختفي..
حتى عن نفسي.

لا أحد يسمع هذا الضجيج الساكن داخلي
ولا أحد يدرك كم أتهاوى بصمتٍ
كجدارٍ قديم يأكله الوقت.

الحياة تمضي
وأنا أتعفّن في مكاني،
عالقة بين
وجع الحاضر
وقلق المستقبل...
لا أملك القوة لأمضي
ولا السكينة لأبقى.

يضيقُ عليّ أن أشرحَ تعبي من الطريقِ، ويأسي من الأحلامِ، وخوفي من المحاولةِ

كيف أشرحُ أنَّ العمرَ يمرُّ ولا أمتلكُ شيئًا واحدًا أتَّكئ عليه، وأنَّ شبابي يذبلُ أمام القلقِ من المجهولِ!

كيف أقولُ أنَّه لم يتبقَّ لي مني إلا قلبٌ مُرتجِفٌ، ويدٌ مُرتبِكةٌ، وعينان تحاولان الهربَ من رؤيةِ العالمِ المؤلمِ!

محضُ البوحِ يؤلمُني كما يفعلُ العالمُ معي.

‏أنت قلق جداً..
‏جرب أن تترك كل شيء للقدر
‏صدقني المقود ليس في يدك
‏كلنا نقاد تلقائياً إلى مصائرنا.

- ليسَ لصُراخي صَوت
فأنا أكتُم النَبرة،
لحينما يخرجُ مني بُركان،
ليسَ لبُكائي دمُوع
فأنا أذرفُ الحبرَ،
ومناديلي وَرقٌ ذبلان .

تراودنِي أوقات أشعر فيهَا أنِّني أدرِك حال
سَيّدنا موسى، كمَا وصفَها بقولهِ:

"وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي"

‏"إنها مشاعر غريبة هذا المساء ، كمن يمشي في طريق ظنًا منه أنها طريقه وفجأة،
تختفي تلك الطريق من تحت قدميه، و يجد نفسه مجبرًا على التقدم في فراغ ليس فيه شيء سوى الظلام ، و لا يعرف اتجاه السير، و من دون أي مساعدة ،نسيتُ شيئاً في طريقي القديم ، ولا أنوي تَذكّرَهُ!
أو إِنني أنكِرَهُ يؤَلمنيِ ذكرى كل يوماً مضى .
أنا إِمرأه مَحا الطوفانُ بلدتها ،
ومحت الألام ملامحيِ ،
يأسي عميقُ،
كأنَّ الأرض قد ذهَبَت إلى سوايَ،
ولا شيءً لأخسَرَهْ
إننيِ أنطفئَ كأنّني ما كنتَ نجمًا، شعاعًا، شعلةً، نارًا وأُنْسًا يتسامرُ الأحبابُ حولَي وفي حضرةِ الأيام الجميله لروحِي ومرحِيِ ،
لا يمكنني أن أكون آخرى،
تاركهَ خلفي كلّ الذي كُنته يوماً ، إنَني أذكرُ كم سنةً مضت، وكم دقيقةَ حتى ،جل ما أعرفه هو أن الذكرى ستعيشُ فيّ أعناقنا عمراً ،نذكُر لقمةٌ مثاليةٌ مغلفةٌ من ماضٍ حلو، مسحة فرشاةٍ ملونةٌ في اللوحة الرمادية الجرداء التي صارت عليها حياتنا الأن
، كُنا نطرق الأبواب ونهرب ، تركنا الطرق والأبواب ركاماً وظللنا نَهرُبْ.
وحدي تماماً ، وأصحابي قد فرقتهم الحجاره وجعلت منهم رماداً متراكماً على ما كنا عليه، الأن يفرقنا جميعاً الموت يا الله، هذا الموتُ لا يشبهُ أيَّ موتٍ آخر في أي مكان في بقاع هذه الأرضْ ،
ليس في فراشٍ وثيرٍ قربَ نافذةٍ ممطرة، كما يموتُ عجوزٌ نرويجي.
ولا عن مرضٍ عضال، كما يموتُ الأفارقةُ على أعتابِ المستشفيات.
ولا فجأةً، كما تموتُ الأرانبُ والطيور،
ولا ببطءٍ، كما تحتضرُ الأشجار.
ليسَ موتًا وديعًا
ولا على ركبةِ الحبيب
ولا في صدرِ الأمِّ وعيونِ الأصدقاء.
ولا يتركُ فرصةً للعزاء.
ليس فيه فرصةٌ لكفنٍ أنيق،
أو لقبرٍ موحشٍ ومرتّب.
أدعوك يا الله بموتٍ متكامل،
تكونُ فيه الرقبةُ مع الصدر،
والكتفانِ مع الظهر أن أشيعَ شامخهَ كما عشتُ شامخة رغم ثقل الألم !
ولي دعوةٌ خاصّة، خصّني بها عن غيري من الموتى أريدُ أن تبقى عينايَ شاخصتين،
وفمي ضاحكًا،
لعلَّ صحفيًا بارعًا يلتقطُ نهايتي،
فتكونَ الابتسامةُ الساخرةُ رمزًا لهذه الإبادة،وتكونَ عينايَ الشاخصتان
دليلًا على أنني لم أبكِ لأجلِ الحياةِ أمامَ قاتلي ."

أشعر بخمودٍ في الروح،
كأنني أتدحرج على حافة النجاة،
لا أنتظر شيئًا..
لكنني ما زلتُ أتوقُ للهروب من هذا كلّه.

ثمّة ثقلٌ لا يغادر صدري،
وكلُّ محاولاتي للوصول
انهارت في منتصف الطريق!

كلُّ ما فيّ ساكن،
صامت
ويرجو البكاء.

أفتّش في داخلي عن سبب،
عن وجعٍ أعرفه،
عن أملٍ تاه في غياهب الأحلام،
عن كربةٍ لم يخنقها الوهم
وعن خيبةٍ أمل .

كلُّ طريقٍ يأخذني إلى الفراغ،
ولإرهاقٍ هامدٍ تمدّد بي
حتى ابتلعَ كلَّ لحظاتِ الفرح.

ما عدتُ أذكر شكل الهناء
ولا لونه..
غدوتُ كبقايا من حطامٍ بما أردتُ ولم أنل،
نسخةٌ باهتة،
تجلس بصمت
وتنتظر النهاية.

‏أخشى أن تمر حياتي وأنا أتجاوز فترات مختلفة من الضغط والتعب والتفكير، أخشى أن يمر ربيع شبابي دون أن أقول لنفسي "أخيرًا، لقد انتهى كل شيء"