السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عايزة انقل تجربتي لكل أحد حتى يعلم أنه لاعذر لترك القرآن وأن من جاھد في الله فسيھديھ وييسر أمرھ ...

بدأت الحرب عندنا في السودان وكنت بدأت في ختمة برواية الإمام عاصم رحمه الله براوويھ وكنت وقتھا في الجزء الخامس ..مع مرور أيام وأسابيع في الحرب بدأت الخدمات تتدھور لاكھرباء ولاحتى إنترنت..

فعزمت بفضل الله أن لا أترك القرآن حتى ولو لم أجد طريقة للتسميع على معلمتي كنت يوميا أراجع حتى ولو أقل من النصاب المھم أن لا أتوقف مع إشتداد الحرب قدر الله أن نخرج من بيتنا مع أسرتي إلى إحدى مدن السودان وھناك إزددت قربا من القرآن أصبحت أراجع مع زيادة في الكم..

بعدھا قدر الله أن نسافر إلى الريف في غرب السودان بفضل الله كانت أجمل الفترات مع القرآن إزددت تمسكا بوردي وزادني الله من فضله وكرمھ أن يسر لي أن أكمل وردي مع حفظ متن في العقيدة في جلسة الفجر..

وسبحان الله فتح الله لي أبواب لم تكن على بالي رزقني الله واخوتي مالا كثيرا ورزقني حلقات ودروس ورزقني مزرعة أھدتھا لي والدة صديقة لي ھناك قمنا بزراعتھا مع أسرتي..

بعدھا قدر الله لنا السفر خارج السودان وسبحان الله العظيم سخر الله لي من خلقھ من أدخلتني في معسكر أكملت فيه ختمتي بفضل الله في أقل من شھرين ختمت قبل رمضان بشھر وبعدھا سخر الله لي من فضله ختمة لتثبيت القرآن وحاليا بفضل الله أنعم بھا وأسأل الله أن يرزقني شكر ھذھ النعم ...

وسبحان الله كتب الله لي أن أفقد شخصين عزيزين علي من أسرتي لكن الحمد لله رزقني ثباتا وقوة يقين وعلمت أن الثبات أولا من الله عز وجل ثم بالحفاظ على الورد القرآني ...

وصيتي لكل مسلم ومسلمة التمسك بالقرآن..فھو والله ھو جنة الله في الأرض وبركات وخيرات.

لما كنت بالصف الثالث الثانوي كنت بفضل الله محافظةً على وردي طيلة العام وكان هو أول أولويات يومي حتى وإن كنت متأخرة في إنجاز مهام دروسي كنت أبدأ به
فسبحان الله كنت في البداية غير ملتزمة بالورد واليوم الذي لا يقرأ فيه الورد يضيع هباءً ولا أنجز فيه شيئا
وسبحان الله العظيم اليوم الذي كنت أقرأ فيه كنت أجدني أكثر التزاما ونفسي مطمئنة وأجد بركة كبيرة في يومي والله
حتى أني لم أكن أذاكر قدر الساعات التي يذاكرها زملائي إلا أنا الله رزقني البركة في القليل..
ولا أحدثك عن تيسير الأمور، فسبحان الله أكون متأخرة في إنجاز واجبات دروسي أحيانا وليس لدي وقت فأجد رسالة أننا أخذنا أجازة من الدرس، وكانت تُرَتب لي مواعيد الدروس من حيث لا أدري بفضل الله وبفضل القرآن

وأما عن الرضا واليقين والصلابة النفسية فلم أجد أحدا يملكهم سوى من لازم القرآن، كانت تقابلني مشكلات كثيرة سواء في الدراسة أو في البيت فسبحان الله منَّ الله على بتقبلها وأنزل السكينة علىَّ، فلم تكن ترهقني تلك المشكلات والحمدلله
منّ علي الله بأن جعلني لا أيأس والحمدلله، فكنت كلما وجدت أنه لا طائل من محاولاتي تذكرت قوله" ولا تيأسوا من روح الله" فكنت مهما أصابني أعود وأحاول مرة أخرى، فكانت الاستمرارية نتاج العودة والمحاولة وهذه من أهم النجاح بفضل الله.

والحمدلله كان القرآن خير مؤدبا لخلقي ف والله لم أجدا مهذبا للخلق مثل القرآن، وكان كلام الله معينا لي على عدم مد العين إلى ما أعطى الله عباده، فلم تكن تشغلني المقارنات ولا من حصّل ومن لم يحصّل والحمدلله

سبحان الله العظيم لم أكن من ذوى الذكاء العالي ولكن الله وفقني بفضله وبفضل القرآن وكنت الأولى على مدرستي بالرغم من أنه كان هناك كثير من زملائي يذاكرون ساعات كثيرة وهم أيضا تبارك الله أذكياء ورغم ذلك أكرمني بفضله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردي من القرآن الكريم عادة عندي منذ الصغر.. والبركة في أبي حبيبي رحمه الله تعالى كان متعاهدًا للقرآن لا يترك ورده أبدًا كثير الذكر كثير القيام مقيم الصلاة حبيبي رحمه الله وأدخله الفردوس.
فأنا ورثت ذلك عنه ومن صغري ولله الفضل والمنة لا أترك وردي إلا طبعا في الانتكاسات اسأل الله أن يثبتنا وإياكم
وحقيقة، الأمور دائمًا صعبة لابد أن نكابد ونجاهد، فأنا كلما فترت واستثقلت أتذكر أقوال السلف أن جاهدت نفسي في القيام عشرين سنة واستمتعت به عشرين سنة.. اللهم حاله يا رب

فكل شيء لابد وأن نجاهد فيه حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده.. وسيأتي الفتح يقينًا..
عندما يضيع وردي أشعر أني ميتة والعكس صحيح أشعر أني حية لأني استوفيت اورادي ولا أجد تعبيرًا أدق من هذا ..
في فترات الإمتحانات كنت دائمًا أترك حفظ القرآن بحجة الوقت وهكذا، لكن في العام الماضي سنة التخرج ما تركت حلقة القرآن وأقسم بالذي نفسي بيده رأيت توفيقًا عجيبًا جدا ونجاحًا بتقدير وأنا كنت أقول أني لا بد أن أخرج بمادة أو مادتين على أقل تقدير..

حتى أذكر أن كان هناك امتحانًا شفويًا وأنا أقلق كثيرًا من هذا ولم أكن مستعدة ولا أعلم شيء.. وبفضل الله والقرآن والصلاة على النبي دخلت إلى الدكتور فقال لي سمعي آية الكرسي حتى نهاية الربع!!!!! وسورة البقرة كام آية! ومن فضل ربي أن هذا الربع تحديدًا كنت أراجعه ليلتها!! ثم أعطاني الدرجة كاملة وخرجت!! أسأل الله أن يعطيه الدرجات العلى في الفردوس الأعلى

موقف آخر وهذا عجب العجاب بالنسبة لي والله
بعد التخرج بحثت عن عمل _ معلمة لغة عربية _ وقدمت في معهد أزهري أول مرة ولم أقبل..
قدمت في معهد آخر وقالوا لي أني سأكون احتياطي لغة عربية لأن الأماكن ممتلئة.. قلت لا يهم المهم أني أحاول وأكتسب خبرة لأنه أول عمل لي

المهم.. وأنا أملئ الورقة كتبت في الخبرات أني كنت أقيم حلقات قرآن في منزلنا..
كنت أحاول تحفيظ الصغار بعض من القرآن.. لا أدري لماذا كتبت هذا وأنا أقدم على لغة عربية!
وسبحان الله الكريم العظيم.. المشرف العام قرأ هذا ونادى مشرف القرآن الكريم وقال له وظفها، ثم اختبرني ولم أكن جاهزة لأي اختبار قرآن ولم أكن مراجعة أي سورة أبدا والله لكن سبحانه وفقني!
وتعينت معلمة أساسية ليس احتياطية لفصلين
شعرت أن الله يجرني لكتابه جرًا
سعادتي كانت لا توصف والله حتى بعد الاستقالة كلما تذكرت أسعد

سبحانه الكريم السميع المعطي والله سبحانه ما عبدناه حق عبادته لكنه يعطينا ويفتح علينا وييسر علينا

والله ما كتبت هذا إلا للدعاء لأبي بالرحمة والمغفرة، والصبر لقلبي فإني أشعر بالغربة من بعده.. لكن مبادراتكم تهون الكثير علي الحمدلله الذي وفقني لقناتكم.
ولأقول اتقين الله في أنفسكن وأولادكن واختاروا لهم أبًا صالحًا

اللهم ارزقني وبنات المسلمين بأزواج صالحين وأصلحنا وشباب المسلمين يارب العالمين واهدنا سبلنا ووفقنا يارب ودلنا عليك.