حادثةُ بناء الكعبة قبل بعثة رسول الله ﷺ

-الحقلة الأولى-

القاضي التنوخي رحمه الله تعالى

‏{فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ}


‏"كلما كان الناس إلى الشيء أحوج كان الرَّبُ به أجود"

ابن تيمية/النبوات/٦٨٤/٢



‏وأقرع أبواب السمـاوات راجيًا
‏عطاء كريمٍ، قطُّ ما خاب سائلُه
‏
‏ومنْ لي سوى الرحمن ربًّا وسيّدًا؟!
‏ومن غيره أُبديه ما الغير جاهلُه؟!
‏
‏إذا سُـدَّت الأبواب ألقيتُ حاجتي
‏إلى قاضيَ الحاجات غُـرٌّ نوائلُه
‏
‏فيا ليت شعري كيف ينساه عاقلٌ
‏ونعماؤه تترى، وتترى جمائلُه



https://www.tg-me.com/nasserhomaid

حادثة بناء الكعبة-الحلقة الثانية-


كان رسول الله ﷺ أرجح الناس رأياً






https://www.tg-me.com/nasserhomaid

"فلم يُكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يُحبه ويرضاه ويزيده مما يُقربه إليه ويرفع به درجته"

ابن تيمية/الفرقان/٣٥١




https://www.tg-me.com/nasserhomaid

واللبيب من فاز بعقول الناس







https://www.tg-me.com/nasserhomaid

وهذا شيخ العربية محمود شاكر في أحرف بالغة الحُزن يصف فيها ما نزل في صدره بعد فقد والدته بجملة لبست ثياب الأسى
يكتب جملته هذه ولوعة فراقها أذابَ قلبه إذ لو كان لهذا السطر عينا لصب الدم مَحل الدمع،
دوّنها وصورتها أمام عينه يذكر أيام صِباه كم بات في حجرها ونشأ فوق كفّيها،هي طبيبته في مرضه وفي حين وجعه،عاش شاباً في أعين الناس صغيراً في عينها يافعاً عند خلق الله مُدللاً في خَلدها،ما زالت الدنيا تمضي به وهو طِفلها الصغير وإن كان الشيب يُغطي عارضه،ابتسامتها المُشرقه كانت وقوده في في ساعات العُسرة.
كانت له من نعيم الله المُعجّل وفضل الله الكبير وخير ربنا الوافر.
وبعد عناء سكنت هي بطن الأرض وشابَ بعدها قلبه وأصاب داخله ما هَدّ أركانه،كلما جاهد نفسه أن يفوز بأُنسها غلبته مشاعر الفقد.
وكيف يُلام من سُراجه المُنير انطفأ وقمره الساطع خَسف وغادرته من كان يأوي إليها ويتفيأ ظلالها،فبعض الصبر يعجز عنه الصبر وبعض الفقد لو كنت صخرة صمّاء لأصبحت تُراباً سهلاً،هنا مُحمود يُخبر أن الوجع يغلبه ويقهره بقوله: "كلما نفدد جُدّد"فاللهم اجمعه بأمه في جنة الفردوس

في خاتمة هذه الخاطرة"السعيد من فاز بأمه وغَنِم رضاها"

وفي حياة الأنبياء عِبرة وهي حضورهم الشديد في حياة الناس

فأول كلمة قوّت بها خديجة قلب رسول الله بعد الوحي قولها:
"والله لا يُخزيك الله أبداً"

وهذا الحلف من أُمّنا رضي الله عنها دافعه تاريخ نبي الله ﷺ المُشرق "تحمل الكلّ وتُقري الضيف وتُكسب المعدوم..."


وهنا ابن القيم يصف حاله شيخه مع مجتمعه فيقول:


"‏كان شيخ الإسلام ابن تيمية
‏يسعى في حوائج الناس سعياً شديداً
‏لأنه يعلم أنه كلما أعان غيره أعانه الله"

‏روضة المحبين 1 / 168


وهذه صنعة الكِبار ومن فاز بعون الله فقد نال عظيماً ..




https://www.tg-me.com/nasserhomaid

ومن أشد جُند الشيطان فتكاً "الحزُن والقلق"

فيبقى المرء ميتاً وروحه في جسده حبيس الأوجاع وقتيل المخاوف يتنفّس النكدَ.



والحزن لم يأتِ في القرآن إلا منهياً عنه أو منفياً


والعاقل من استجلب لنفسه أسباب الطمأنينة.






https://www.tg-me.com/nasserhomaid

اللهم اهدنا وأصلح شأننا كله








https://www.tg-me.com/nasserhomaid

وفي يُتم النبي ﷺ حِكَم يذكرها العلماء كما ذكرها الرازي في تفسيره


ومع كون النبي ﷺ كان يتيماً غير أنه حُفظ من أدران الجاهلية لأن من تولّاه الله سَلِم وصُرف عن سُبل الشرّ






https://www.tg-me.com/nasserhomaid

في نَصّين مُشرقين لابن تيمية رحمه الله يُبين فيهما سبب العَود للمعصية والوقوع في شِباكها


يقول رحمه الله تعالى:


‏"إن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب"

‏جامع المسائل ٢٨٠/٧



وفي نص آخر يصبّ فقهاً يُبين فيه سبباً غاب عن كثير ممن تلوّع بنار الخطيئة


يقول رحمه الله:


‏"النفوس إذا اعتادت المعصية فقد لاتنفطم عنها انفطاما جيدا إلا بترك ما يقاربها من المباح"
‏
الفتاوى/١١٣/٢٩


فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان ..


https://www.tg-me.com/nasserhomaid

لم يعلم النبي ﷺ أن الله سيصطفيه للرسالة وسيختاره لهذه المُهة البالغة الشَرف




https://www.tg-me.com/nasserhomaid

سأضع تحت هذا المقطع كلاماً للإمام ابن القيم رحمه الله وهو يُسطر في جملٍ كماء الذهب عن السرّ الأعظم وهي التوبة والأوبة والرجوع لله تعالى

فبالله عليك طالع ما فتح الله به على هذا العالِم من أحرف تُخاطب قلبك ورُوحك وكيف




فاللهم ارزقنا الفوز بـ "نعم العبد إنّه أوّاب"