Telegram Web Link
قال السمعاني: "فِيهِ مَعْنيانِ:
أَحدهمَا: وَلَا تطغوا فِي الاسْتقَامَة، يَعْنِي: لَا تَزِيدُوا على مَا أمرت ونهيت، فتحرموا مَا أحل الله، وتكلفوا أَنفسكُم مَا لم يشرعه الله وَلم يَفْعَله الرَّسُول وَأَصْحَابه.
وَالْمعْنَى الثَّانِي: الطغيان هُوَ البطر لزِيَادَة النِّعْمَة.
وَقيل: الطغيان وَالْبَغي بِمَعْنى وَاحِد".
في آية: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ}
قال تعالى: {وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}
أمر الله بالتكبير في العيد، واستدل الإمام أحمد بهذه الآية على أنّ التكبير في الفطر آكد من الأضحى.
وختم الله الآية بذكر الشكر.
قال البقاعي:"﴿ولَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ أيْ ولِتَكُونُوا في حالَةٍ يُرْجى مَعَها لُزُومُ الطّاعَةِ واجْتِنابُ المَعْصِيَةِ.
وقالَ الحَرالِيُّ: فِيهِ تَصْنِيفٌ في الشُّكْرِ نِهايَةً كَما كانَ فِيهِ تَصْنِيفٌ لِلتَّقْوى بِدايَةً، كَما قالَ: ﴿لَعَلَّكم تَتَّقُونَ﴾ فَمَن صَحَّ لَهُ التَّقْوى ابْتِداءً صَحَّ مِنهُ الشُّكْرُ انْتِهاءً
وفي إشْعارِهِ إعْلامٌ بِإظْهارِ نِعْمَةِ اللَّهِ وشُكْرِ الإحْسانِ الَّذِي هو مَضْمُونُ فَرْضِ زَكاةِ الفِطْرِ عَنْ كُلِّ صائِمٍ وعَمَّنْ يُطْعِمُهُ الصّائِمُ، فَكانَ في الشُّكْرِ إخْراجَهُ فِطْرَهُ بِخَتْمِ صَوْمِهِ واسْتِقْبالِ فِطْرِهِ بِأمْرِ رَبِّهِ وإظْهارِ شُكْرِهِ بِما خَوَّلَهُ مِن إطْعامِ عَيْلَتِهِ، فَلِذَلِكَ جَرَتْ فِيمَن يَصُومُ وفِيمَن يَعُولُهُ الصّائِمُ".
قال ابن بطة: "وكذلك يتلاقى الناس عند انقضاء شهر رمضان، فيقول بعضهم لبعض: قبل الله منا ومنك. بهذا مضت سنة المسلمين، وعليه جرت عادتهم، وأخذه خلفهم عن سلفهم".

الأحبة الكرام:
كل عام وأنتم بخير وأمن وإيمان وسلامة وإسلام، وتوفيق لمحاب الرحمن

• أظهروا الفرح، ووسّعوا على الأهل -خاصة النساء والأطفال-، وانشروا البهجة، فهذا من أعظم المقاصد، وهو يكسر تشوّف النفوس للأعياد البدعية والشركية، التي أصبح إحياء كثير من أبناء المسلمين لها، وفرحهم بها، أشد من الفرح بالعيد الشرعي!.
يقول ابن تيمية: "لكن يُحال الأهل على عيد الله ورسوله، ويقضي لهم فيه من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره".

• يُسن الجهر بالتكبير من ليلة العيد، وفي عيد فطر آكد
قال أحمد في مسألة ابن هانئ: "هو [ التكبير ] في الفطر أوجب"
وفي مسألة عبدالله قال: "يوم الفطر أشد؛ لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ}".
الاهتمام بأمر المسلمين، ورحمتهم، والحزن لمصابهم، وانشغال القلب به، والدعاء لهم، من علامات الإيمان.
وفي الحديث: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
فمن لم تحصل له هذه الحالة فلضعف إيمانه.
كما أنّ ذلك من أسباب نجاة الداعي المهتم بأمر المسلمين، ومن نصرة إخوانه.
وقد روى ابن بطة وغيره عن عون بن عبد الله قال: بينا رجل في بستان بمصر في فتنة آل الزبير جالس مكتئب ينكت بشيء معه في الأرض, قال له رجل صالح: ما لي أراك مهموماً حزيناً…
فقال: اهتماما بما فيه المسلمون
قال: فإن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين, واسأل, فمن ذا الذي يسأل الله فلم يعطه, أو دعا الله فلم يجبه, وتوكل على الله فلم يكفه, أو وثق به فلم يجده.
فدعا الرجل، فسلم من الفتنة ولم تصبه.
"الرافضة أسوأ أثراً في الإسلام من أهل الكفر من أهل الحرب"

حرب الكرماني (صاحب الإمام أحمد) توفي ٢٨٠
قال شريح: "كانت الفتنة سبع سنين ما خبرت فيها ولا استخبرت، وما سلمت
قيل: وكيف ذاك يا أبا أمية؟
قال: ما التقت فئتان إلا وهواي مع أحدهما".
[رويدك بالشهادة، تجزئك المعرفة]

قال حرب الكرماني: "والولاية بدعة، والبراءة بدعة، وهم يقولون نتولى فلاناً، ونتبرأ من فلان، وهذا القول بدعة فاحذروه".
أبرز مثال لهؤلاء في كلام السلف: الروافض
فقد روى الخلال عن أبي طالب أنه قال: "سألت أبا عبد الله -يعني: الإمام أحمد- البراءة بدعة، والولاية بدعة، والشهادة بدعة؟ قال: البراءة: أن تتبرأ من أحد من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والولاية: أن تتولى بعضًا وتترك بعضًا، والشهادة: أن تشهد على أحد أنه في النار".

ولكن الأمر لا يقتصر عليهم، بل يشمل كل من غلى في هذا.
قال ابن بطة: "والشهادة بدعة، والبراءة بدعة، والولاية بدعة.
والشهادة أن يشهد لأحد ممن لم يأت فيه خبر أنه من أهل الجنة أو النار
والولاية أن يتولى قوماً ويتبرأ من آخرين
والبراءة أن يبرأ من قوم هم على دين الإسلام والسنة".

وقد جاء عن غالب بن القطان أنه قال: "لقيني الأشياخ من عبد القيس فقالوا لي: ما شهادتك على مالك بن المنذر، وعلى يزيد بن المهلب، وعلى الحجاج بن يوسف إن لم نشهد عليهم أنهم منافقون براء من الإيمان، من أهل النار، فإنك شكاك في كتاب الله.
قال: فأتيت الحسن فأخبرته بمقالة الأشياخ
فقال الحسن: ابن أخي رويدك بالشهادة، تجزئك المعرفة، إنك من أهل دين لا يحل لأحد أن يشهد عليك أنك من أهل النار...
إلى أن قال: فأتيت بكر بن عبد الله المزني فأخبرته بمقالة الأشياخ
قال: لو أنّ الناس اجتمعوا يوم الجمعة فقالوا لي: أتعرف أفضل هؤلاء رجلًا واحدًا؟
لقلت: أتعرفون أنصحهم لهم؟
فلو قيل له: إنه هذا.
فعرفت أنه كذلك لقلت: هذا أفضلهم
ولو قيل: أتعرف أشرهم رجلًا واحدًا؟
لقلت: أتعرفون أغشهم لهم؟
فلو قيل له:هذا، فعرفت أنه كذلك لقلت: هذا أشرهم.
ولو قيل لي: اشهد لأفضلهم أنه من أهل الجنة لم أشهد، ولو قيل لي: اشهد على أشرهم أنه من أهل النار لم أشهد، فإذا كان رجائي لشرهم فكيف رجائي لخيرهم؟ وإذا خشيتي على خيرهم فكيف خشيتي على شرهم".
قال الطحاوي: "والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء، ولا ينقضهما".
والدعوة إلى إبطال شعائر الله بحجة وقوع الفساد من الولاة وصرف الأموال في غير حلها، ونحو ذلك، دعوة قديمة أقامها أهل البدع والأهواء.
وهي ناتجة من عدم تعظيم شعائر الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قصدوا الحج والعمرة حين كان المشركون في مكة، وأصنامهم حول الكعبة.
وسُئل الإمام أحمد عن الرجل يقول: أنا لا أغزو ويأخذه ولد العباس، إنما يوفر الفيء عليهم، فقال: (( سبحان الله، هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، مثبطون جهال، فيقال: أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم، من كان يغزو؟ أليس كان قد ذهب الإسلام؟ ))
والعجب أنّ مثل هؤلاء لا ينكرون الإقامة في بلاد الكفر، ودفع الأموال والضرائب لأهل الكفر المحاربين، والتعاون معهم، بزعم تحقيق المصلحة، ودفع الضرر الأشد بالأدنى.
ثم يُلقون الدعاوى ويزعمون أن أموال الحج تذهب في المفاسد، ولا يعتبرون مصلحة إظهار الشعائر والتوحيد ومغفرة الذنوب، وغير ذلك من مقاصد الحج العظيمة.
والطعن في الولاة بغرض التثبيط عن الحج والجهاد وغيرها من شعائر الإسلام من مكائد الشيطان، وقد سُئل إبراهيم النخعي عن الغزو مع بني مروان وذُكر له ما يصنعون من فساد، فقال: "إن عرض به إلا الشيطان ليثبطهم عن جهاد عدوهم".
وكان الحسن وابن سيرين يقولان: "لك أجره وذخره وشرفه وفضيلته، وعليهم مأثمهم".
وروي عن ابن عمر أنه قال: "اغز معهم، وليس عليك من إحداثهم شيء".
فهذا في حق من تبيّن حاله، فكيف بدعاوى كاذبة لا أصل لها، كالقول بأنّ مال الحج يُصرف لقتل المسلمين؟!.
وقد قال رجل لطاووس حين سأله عن دفع الزكاة للأمراء: "أما هؤلاء الأمراء فقد أخذوها، ولكن يضعونها في غير حقها فلا أدري يقضي ذلك عني أم لا؟
فقال طاووس: وما يدريك؟!، بل تقضي عنك، إياك والبدع".
هذه العقيدة حققها المحقق الماهر عبدالله السليمان - جزاه الله خيرًا-
وتميّز التحقيق بضبط النص، وعدم حشو الحواشي، مع جودة الإحالات الكاشفة والمتعقبة،
فيحيل إلى كلام البغوي في كتبه الأخرى، وقد ذكر المحقق أنه لم يقف على من أشار إلى هذه العقيدة أو نقل منها، لذا حرص على عرضها على كتب البغوي.
وعند وجود خطأ أو إجمال يحيل للكتب التي تبيّن ذلك، خاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.

ومن أقوال صاحب العقيدة:
- "أول ما يجب على العبد التوحيد"
- "ولا يتفحص عن كيفيته [سبحانه]، لئلا يقع في التشبيه والتعطيل"
- "من حيث الدين: من كان تقياً فهو من آل الرسول".
- "علم الكلام محدث؛ لأن علماء السلف من أهل السنة بالغوا في الإنكار على من اشتغل به".
كلام هام عن حقيقة العلم والاعتقاد
قناة ناصر آل متعب
" الشباب ألحدوا وهذه فتاويكم ! " " كرّهتم الناس في الدين " " ياخي الدين يسر " " ياخي لا تنفر الناس أو النساء من الدين" مثل هذه الجمل ونحوها، يطلقها أقوامٌ موبخين بها المصلحين و العلماء الذين يحكمون أو يفتون بفتوى ( معتبرة) . ومع ما فيها من تعميمات غير مقبوله…
قال يحيى بن سلّام: "ولا تطع المنافقين حتى تكون ولِيجَة في دين الله. والوليجة: أن يُدخل في دين الله ما يُقارب به المنافقين"
وقال ابن عطية:"نهي له عن السماع منهم في أشياء كانوا يطلبونها مما لا يجب، وفي أشياء كانوا يُدخلونها مدخل النصائح وهي غش، إلى نحو هذا المعنى".
وقال: "وسبب الآية أنهم كانوا يُلحّون على رسول الله ﷺ بالطلبات والإرادات، ربما كان في إرادتهم سعي على الشرع، وهم يدخلونها مدخل المصالح، فكان رسول الله ﷺ: بخلقه العظيم وحرصه على استئلافهم ربما لا ينههم في بعض الأمور، فنزلت الآية بسبب ذلك، تحذيراً له منهم، وتنبيهاً على عداوتهم، والنوازل في طلباتهم كثيرة محفوظة".
لماذا قال سبحانه (يتنازعون)؟ فهذه الكلمة تدل على جذبٍ وشدٍّ بقوّة، والموطن موطن نعيم، فلماذا لم يقل (يتناولون) أو (يتداولون) أو (يتعاطون)؟

بعد الرجوع لتفاسير أهل العلم، ظهر أن في كلمة (يتنازعون) دلالات لا تحصل بغيرها، منها:
١- الدلالة على كمال اللذة والاشتياق لها، وشدّة الرغبة فيها، فمن لذة النعيم يجذب الكأس بقوة شوقاً واندفاعاً.
قال أبو السعود: "يَتَعاطَوْنَ فِيها هم وجُلَساؤُهم بِكَمالِ رَغْبَةٍ واشْتِياقٍ كَما يُنْبِئُ عَنْهُ التَّعْبِيرُ عَنْ ذَلِكَ بِالتَّنازُعِ".
٢- الدلالة على ما يصاحب الشرب من تمتّع يكمّل لذة الشرب، وهو: وجود المحبوب الذي يطرح معه التكلّف، ويشاركه مشاركة الواثق في ودّه.
قال الرازي: "تَجاذُبُهم تَجاذُبَ مُلاعَبَةٍوفِيهِ نَوْعُ لَذَّةٍ"
وقال البقاعي: "يَشْرَبُونَ مُتَجاذِبِينَ مُجاذَبَةَ المُلاعَبَةِ، لِفَرْطِ المَحَبَّةِ والسُّرُورِ وتَحْلِيَةِ المُصاحَبَةِ".
وقال ابن عثيمين: "ينازع بعضهم بعضًا على سبيل المداعبة وعلى سبيل الأنس والانشراح".
قال الحسن: "هُما طائِفَتانِ مِنَ الأنْصارِ هَمَّتا أنْ تَفْشَلا فَعَصَمَهُما اللَّهُ، فَهَزَمَ اللَّهُ عَدُوَّهم".
صاحب الولاية الخاصة من حب الله له يصرفه عن المعاصي، لأن الولي لا يترك محبوبه يبتعد عنه.
وتأمل ثقة الزبير -رضي الله عنه- بمولاه لمّا خشي أن لا يرد حقوق الناس
قال عبدالله بن الزبير: "فَجَعَل يُوصِينِي بدَيْنِهِ وَيَقُول: يَا بُنَيَّ، إِنْ عَجَزْتَ عنْ شَيءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بمَوْلايَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَريْتُ مَا أرادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّه. قَالَ: فَواللَّهِ مَا وَقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزبَيْرِ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيَهُ".
لمّا قرر القاضي أبو يعلى طريقة الجبرية في باب القدر، حاول أن يتهرّب من لزوم الجبر
ثم قال:
"وهب أنّا مجبّرة، أيش قال الله في المجبرة؟، وأيش قال النبي صلى الله عليه وسلم في المجبرة؟ وأين أجمعت الأمة على ذم المجبرة؟، فلا تضرنا هذه التسمية".

كأنه شعر بأنه لا مهرب من الإلزام، فحاول تهوينه، وكلام السلف في ذم الجبر مشهور.
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ}

دلت الآية على أن من علامات قرب تحقّق وعد الله -كالنصر واستجابة الدعاء- : الثبات وبقاء التعلق بالله عند انقطاع الأسباب، وظهور أسباب المكروه.
وبهذا جرت سنة الله
قال الحسن: "وذلك أنّ اللَّه وعدهم النصر والظهور، فاستبطأوا ذلك؛ لما وصل إليهم من الشدَّة، فَأخْبر الله النبي -عليه السلام-والمؤمنين؛ بأنّ من مضى قبلكُمْ من الأنبياء والمؤمنين؛ كَانَ إِذا بلغ البلاء منهم هذا، عجّلت لَهُم نصري؛ فَإِذا ابتُليتم أَنْتُم بذلك أَيْضاً، فأبشروا؛ فَإِن نصري قريب".
فلا تيأس ولو رأيت ظواهر الأمور تجري خلاف المراد
اثبت وابقى مترقّباً الفرج، ولا تهوي بك حُرقة الترقّب، وما تراه من ظواهر الأمور، فتقع في العجلة واليأس.
قال البقاعي: "فكأنهم في مثل ترقّب المتلدد الحائر الذي كأنه وإن وعد بما هو الحق يوقع له التأخير صورة الذي انبهم عليه الأمر، لما يرى من اجتثاث أسباب الفرج، ففي إشعاره: إعلامٌ بأن الله سبحانه وتعالى إنما يفرّج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه، ليمتحن قلوبهم للتقوى، فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده… وعلى ذلك جرت خوارق العادات للأولياء وأهل الكرامات، لا يكاد يقع لهم إلا عن ضرورة قطع الأسباب".
قناة ناصر آل متعب
في قوله تعالى: ( وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ، قُلۡ أَمَرَ رَبِّی بِٱلۡقِسۡطِۖ) في الآية إثبات التحسين والتقبيح، فهناك فواحش في ذاتها لا…
في صيغة الاستفهام الدالة على النفي والإنكار والاستبعاد، دلالة على أنّ الكفر في نفسه قبيح، ويستحيل عقلاً أن يأمر الله به.
وفي قوله (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) دليل على أنّ قبح الكفر وحسن الإسلام ليس لمجرد الأمر والنهي، بل الإسلام في نفسه حسن، لذا أمر الله به، والكفر في نفسه قبيح، لذا نهى الله عنه.
فلا يمكن عقلاً أن يأمر الشرع بالكفر القبيح، لنترك الإسلام، فكمال الله يمنع ذلك.
وفي ذلك رد على نفاة التحسين والتقبيح.
2025/05/31 06:17:08
Back to Top
HTML Embed Code: