" لكي تغيروا المجتمع ينبغي أولاً أن تغيروا العقليات السائدة فيه عن طريق التعليم والتثقيف والتهذيب ".
- إيمانويل كانط
- إيمانويل كانط
" لا تبحثوا عن اشباع كامل رغباتكم وميولكم، بل امتلكوا في داخلكم شيئاً من الكرامة التي تجعل الإنسان أكثر نُبلاً من سائر المخلوقات الأخرى كلها ".
- إيمانويل كانط .
- إيمانويل كانط .
يرتبط اسم الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي يعتبره البعض بمثابة أكبر فيلسوف عرفته أوروبا منذ قرنين على الأقل، ارتباطا وثيقاً بندائه الشهير الذي استهله بعبارة "اعملوا عقولكم أيها البشر."، التي يعد من أهم شعارات حركة التنوير الأوروبية التي أعادت الاعتبار إلى سلطة العقل وأوليته، علاوة على تأكيدها على ضرورة احترام فردية كل إنسان واستثمار تنوع المواهب البشرية بعيداً عن الإرث الجماعي التقليدي. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الصيحة الكانطية عبرت بشكل واضح عن النقلة النوعية التي شهدتها أوروبا آنذاك في القرن الثامن عشر في عصر التنوير. وعلى هذا النحو ساهم كانط في تبديد غياهب ظلام العصور الوسطي المحيطة بالعقول.
أجاب كانط عن السؤال الجوهري الذي يستكشف ماهية عصر التنوير بقوله:" إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد." كما عرَّف القصور العقلي على أنه "التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا." ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: "اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر. فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها. لكن كانط لم يفهم التنوير نقيضاً للإيمان أو للاعتقاد الديني، وإنما شدد على أن "حدود العقل تبتدئ حدود الإيمان". كما حذر من الطاعة العمياء للقادة أو لرجال الدين كما حصل في دولة بروسيا لاحقاً.
بلور كانط مفهوما جديداً من نوعه لطبيعة العلاقات بين الدول على أرضية تقوم على القانون الدولي، كما سعى إلى إقامة السلام الدائم بين الشعوب عن طريق عدم اتخاذ الإنسان وسيلة وإنما دائماً غاية، وهو ما يعني إحترام الكرامة الإنسانية لدى الآخر بأي شكل كان. وانطلاقا من هذا المفهوم الذي يرى أن تحقيق السلام لن يتم إلا عبر تغيير الإنسان وتربيته أخلاقياً بهدف جعل الحرب أمراً مستحيلاً. يذكر أن هذه النظريات الفكرية المثالية أدت لاحقاً إلى تشكيل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى من أجل حل الصراعات بين الدول على أساس القانون الدولي. وفي النهاية أدت أطروحاته التي لم تفقد أهميتها حتى الوقت الحاضر إلى تطوير عصبة الأمم لتتحول إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
أجاب كانط عن السؤال الجوهري الذي يستكشف ماهية عصر التنوير بقوله:" إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد." كما عرَّف القصور العقلي على أنه "التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا." ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: "اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر. فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها. لكن كانط لم يفهم التنوير نقيضاً للإيمان أو للاعتقاد الديني، وإنما شدد على أن "حدود العقل تبتدئ حدود الإيمان". كما حذر من الطاعة العمياء للقادة أو لرجال الدين كما حصل في دولة بروسيا لاحقاً.
بلور كانط مفهوما جديداً من نوعه لطبيعة العلاقات بين الدول على أرضية تقوم على القانون الدولي، كما سعى إلى إقامة السلام الدائم بين الشعوب عن طريق عدم اتخاذ الإنسان وسيلة وإنما دائماً غاية، وهو ما يعني إحترام الكرامة الإنسانية لدى الآخر بأي شكل كان. وانطلاقا من هذا المفهوم الذي يرى أن تحقيق السلام لن يتم إلا عبر تغيير الإنسان وتربيته أخلاقياً بهدف جعل الحرب أمراً مستحيلاً. يذكر أن هذه النظريات الفكرية المثالية أدت لاحقاً إلى تشكيل عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى من أجل حل الصراعات بين الدول على أساس القانون الدولي. وفي النهاية أدت أطروحاته التي لم تفقد أهميتها حتى الوقت الحاضر إلى تطوير عصبة الأمم لتتحول إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
الكوميدي و البذيء والتافه اصبح هو من يؤثر على العامة ويلفت انتباههم ..
يتسائل نيتشه في الصفحة 156 من كتاب (العلم المرح) بترجمة (محمد الناجي) حيث يقول :
ألا ينبغي لمن يريد أن يؤثر على العامة أن يكون كوميدي ؟
وأن يُعبر عن نفسه اولاً بصورة ذات دقة مضحكة و يمثل كل شخصيته وكل قضيته بهذا الشكل البذيء والمبسط ؟
يتسائل نيتشه في الصفحة 156 من كتاب (العلم المرح) بترجمة (محمد الناجي) حيث يقول :
ألا ينبغي لمن يريد أن يؤثر على العامة أن يكون كوميدي ؟
وأن يُعبر عن نفسه اولاً بصورة ذات دقة مضحكة و يمثل كل شخصيته وكل قضيته بهذا الشكل البذيء والمبسط ؟
Forwarded from الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا
لماذا نفتقد الأشخاص والأشياء؟ الأمر لا يتعلق بالحب فقط :
- بول هادسن
يتساءل الكاتب إن كنت لا تتذكر سوى الأوقات الطيبة ولحظات السعادة، على الرغم من الطريقة السيئة التي عاملك بها أحدهم، ويقول: إذًا أنت تفتقد للعاطفة في حياتك، للشعور بوجود أحدهم بجوارك. هذا بالطبع مفهوم بامتياز. نحن لا نُفضِّل أن نكون وحيدين.
نعم يستطيع بعضنا أن يُسيّر أموره بصورة أفضل نسبيًا من الآخرين – يقول هادسن – لكن في النهاية هذا فقط يحدث لأنَّ الضرورة تُحتِّم ذلك، لا أحد يختار بإرادته الحرة أن يكون وحيدًا، إلا إذا كانت لديه بعض المشاكل النفسية العالقة التي تدفعه نحو الوحدة، بالطبع كلنا يُفضِّل أن يُترك وحده من حين إلى آخر، لكن ليس طوال الوقت، حتمًا سنشعر بالوحدة عند نقطة ما وسنريد أن نحظى بشخص ما في حياتنا، نأنس له ونسكن إليه،هذا أمرٌ طبيعي، ولا يدعو أبدًا لأن نتنصَّل منه.
في بعض الأحيان، الصورة التي نتذكر بها شخصًا ما تكون هي حقيقته فعلًا، أو على الأقل ما كان عليه، «لكن نحن نميل دومًا إلى الرومانسية» بحسب هادسن، إذ نفضل دومًا أن نتذكر الأشخاص من منظور رومانسي حالم، بتركيزنا على الطريقة التي نتخيلهم بها، وعلى مشاعرنا التي كونَّاها عنهم، بغض النظر عن حقيقتهم أو الطريقة التي عاملونا بها.
مرة أخرى، في أحيان كثيرة يكون هذا هو الواقع فعلًا، وتكون الذكرى والافتقاد في محلهما، يمكن أن يكون لدينا كل الحق لافتقاد أحدهم، لكن ولسوء الحظ العكس أيضًا صحيح: ففي أحيان أخرى أنت لا تفتقد الشخص، وإنما فكرتك ومفهومك عنه.
أن البشر بطبيعتهم متمركزون حول ذواتهم، هذه هي فطرتنا ولا يجب أن نخجل منها. بل يجب أن نعتنقها ونتفهمها، والأفضل أن نتحكم بها. فنحن غير قادرين على تذكر من أحببناهم بشكل واقعي حقًا. فنحن لا نتفاعل أبدًا مع البشر كأشخاص، إنما نتفاعل مع مشاعرنا ومفاهيمنا عنهم. والمشاعر والمفاهيم في حقيقتها متغيرة ويمكن تشكيلها، يمكننا أن نعدل في كيفية شعورنا تجاه شخص أو أمر ما؛ مما يؤدي إلى تغيير مفاهيمنا عنهم.
بغض النظر عن هذا كله يقول الكاتب، تبقى الحقيقة أن الأشياء أو الأشخاص الذين نهتم بهم ونحبهم، هم في حقيقة الأمر من أثَّروا بنا على نحو عميق.
كثير من الناس يغضّون النظر عن هذه الحقيقة: نحن نتذكر الطريقة التي أثَّر بها الأشخاص في حياتنا، وليس الأشخاص أنفسهم. بالطبع نتذكر الأشياء التي فعلوها من أجلنا وجعلت شعورنا بهم على هذا النحو، لكن في الحقيقة دائمًا ما نركز طاقاتنا حول المشاعر، وليس الفعل ذاته.
بعد كل ما قيل يستطرد الكاتب: ما نفتقده حقًا ليس الشخص نفسه، إنما الواقع الذي خلقناه بأنفسنا نتيجة وجود هذا الشخص في حياتنا. نحن نفتقد الطريقة التي شعرنا بها، وما كنا نحن عليه فيما مضى حين كان هذا الشخص يمثل شيئًا ما في حياتنا. نحن نفتقد الشخص الذي كناه؛ لأنه كان نسخة أفضل منا. نسخة أكثر انطلاقًا، وأكثر حيوية وأكثر حبًا للحياة.
—جزء من مقالة لبول هادسن نُشرت في موقع Elite Daily..
- بول هادسن
يتساءل الكاتب إن كنت لا تتذكر سوى الأوقات الطيبة ولحظات السعادة، على الرغم من الطريقة السيئة التي عاملك بها أحدهم، ويقول: إذًا أنت تفتقد للعاطفة في حياتك، للشعور بوجود أحدهم بجوارك. هذا بالطبع مفهوم بامتياز. نحن لا نُفضِّل أن نكون وحيدين.
نعم يستطيع بعضنا أن يُسيّر أموره بصورة أفضل نسبيًا من الآخرين – يقول هادسن – لكن في النهاية هذا فقط يحدث لأنَّ الضرورة تُحتِّم ذلك، لا أحد يختار بإرادته الحرة أن يكون وحيدًا، إلا إذا كانت لديه بعض المشاكل النفسية العالقة التي تدفعه نحو الوحدة، بالطبع كلنا يُفضِّل أن يُترك وحده من حين إلى آخر، لكن ليس طوال الوقت، حتمًا سنشعر بالوحدة عند نقطة ما وسنريد أن نحظى بشخص ما في حياتنا، نأنس له ونسكن إليه،هذا أمرٌ طبيعي، ولا يدعو أبدًا لأن نتنصَّل منه.
في بعض الأحيان، الصورة التي نتذكر بها شخصًا ما تكون هي حقيقته فعلًا، أو على الأقل ما كان عليه، «لكن نحن نميل دومًا إلى الرومانسية» بحسب هادسن، إذ نفضل دومًا أن نتذكر الأشخاص من منظور رومانسي حالم، بتركيزنا على الطريقة التي نتخيلهم بها، وعلى مشاعرنا التي كونَّاها عنهم، بغض النظر عن حقيقتهم أو الطريقة التي عاملونا بها.
مرة أخرى، في أحيان كثيرة يكون هذا هو الواقع فعلًا، وتكون الذكرى والافتقاد في محلهما، يمكن أن يكون لدينا كل الحق لافتقاد أحدهم، لكن ولسوء الحظ العكس أيضًا صحيح: ففي أحيان أخرى أنت لا تفتقد الشخص، وإنما فكرتك ومفهومك عنه.
أن البشر بطبيعتهم متمركزون حول ذواتهم، هذه هي فطرتنا ولا يجب أن نخجل منها. بل يجب أن نعتنقها ونتفهمها، والأفضل أن نتحكم بها. فنحن غير قادرين على تذكر من أحببناهم بشكل واقعي حقًا. فنحن لا نتفاعل أبدًا مع البشر كأشخاص، إنما نتفاعل مع مشاعرنا ومفاهيمنا عنهم. والمشاعر والمفاهيم في حقيقتها متغيرة ويمكن تشكيلها، يمكننا أن نعدل في كيفية شعورنا تجاه شخص أو أمر ما؛ مما يؤدي إلى تغيير مفاهيمنا عنهم.
بغض النظر عن هذا كله يقول الكاتب، تبقى الحقيقة أن الأشياء أو الأشخاص الذين نهتم بهم ونحبهم، هم في حقيقة الأمر من أثَّروا بنا على نحو عميق.
كثير من الناس يغضّون النظر عن هذه الحقيقة: نحن نتذكر الطريقة التي أثَّر بها الأشخاص في حياتنا، وليس الأشخاص أنفسهم. بالطبع نتذكر الأشياء التي فعلوها من أجلنا وجعلت شعورنا بهم على هذا النحو، لكن في الحقيقة دائمًا ما نركز طاقاتنا حول المشاعر، وليس الفعل ذاته.
بعد كل ما قيل يستطرد الكاتب: ما نفتقده حقًا ليس الشخص نفسه، إنما الواقع الذي خلقناه بأنفسنا نتيجة وجود هذا الشخص في حياتنا. نحن نفتقد الطريقة التي شعرنا بها، وما كنا نحن عليه فيما مضى حين كان هذا الشخص يمثل شيئًا ما في حياتنا. نحن نفتقد الشخص الذي كناه؛ لأنه كان نسخة أفضل منا. نسخة أكثر انطلاقًا، وأكثر حيوية وأكثر حبًا للحياة.
—جزء من مقالة لبول هادسن نُشرت في موقع Elite Daily..
قواعد منهج ديكارت
أربعة قواعد مؤسِّسة في منهج الفيلسوف والعالِم الفرنسي رينية ديكارت René Descartes للمعرفة، وهي كالتالي:
1️⃣ لا أقبل شيئاً على أنّه حقٌّ، ما لم أعرف بوضوحٍ أنّه كذلك، أي يجب أن أتجنَّب التسرُّع وألّا أتشبث بالأحكام السابقة، وألّا أدخل في أحكامي إلّا ما يتمثَّل لعقلي في وضوحٍ وتميُّزٍ يزول معهما كلَّ شكٍّ.
2️⃣ أن أُقَسِّم كلَّ واحدةٍ من المشكلات التي أبحثها إلى أجزاء كثيرة بقدر المستطاع، وبمقدار ما يبدو ضرورياً لحلِّها على أحسن الوجوه.
3️⃣ أن أرتِّب أفكاري، فأبدأ بالأمور الأكثر بساطةً وأيسرها معرفةً، حتى أصل شيئاً فشيئاً، أو بالتدريج، إلى معرفةٍ أكثرها تعقيداً، مفترضاً ترتيباً، حتى لو كان خياليَّاً، بين الأمور التي لا يسبق بعضها بعضاً.
4️⃣ أن أعمل في جميع الأحوال من الإحصاءات الكاملة والمراجعات الشاملة ما يجعلني على ثقةٍ من أنّني لم أُغفِل شيئاً.
أربعة قواعد مؤسِّسة في منهج الفيلسوف والعالِم الفرنسي رينية ديكارت René Descartes للمعرفة، وهي كالتالي:
1️⃣ لا أقبل شيئاً على أنّه حقٌّ، ما لم أعرف بوضوحٍ أنّه كذلك، أي يجب أن أتجنَّب التسرُّع وألّا أتشبث بالأحكام السابقة، وألّا أدخل في أحكامي إلّا ما يتمثَّل لعقلي في وضوحٍ وتميُّزٍ يزول معهما كلَّ شكٍّ.
2️⃣ أن أُقَسِّم كلَّ واحدةٍ من المشكلات التي أبحثها إلى أجزاء كثيرة بقدر المستطاع، وبمقدار ما يبدو ضرورياً لحلِّها على أحسن الوجوه.
3️⃣ أن أرتِّب أفكاري، فأبدأ بالأمور الأكثر بساطةً وأيسرها معرفةً، حتى أصل شيئاً فشيئاً، أو بالتدريج، إلى معرفةٍ أكثرها تعقيداً، مفترضاً ترتيباً، حتى لو كان خياليَّاً، بين الأمور التي لا يسبق بعضها بعضاً.
4️⃣ أن أعمل في جميع الأحوال من الإحصاءات الكاملة والمراجعات الشاملة ما يجعلني على ثقةٍ من أنّني لم أُغفِل شيئاً.
لم ينشر أنطونيو غرامشي أيّ كتابٍ في حياته، إلا أنّه ترك مقالات صحفيّة ودفاتر مكتوبة بخطّ اليد (3000 صفحة) حوَت ملاحظات في التّاريخ، والفلسفة، والاقتصاد والاستراتيجيّة الثّوريّة، كتبها أثناء فترة اعتقاله، من الذّاكرة، بدون الاستعانة بالمراجع، وهو تحت المراقبة الفاشيّة.
كانت تلك الكتابات كافيةً لتجعل منه أحد ألمع المفكرين الماركسيين، نظرًا لإسهاماته القيّمة التي أعطت بعدًا جديدًا للنظرية الماركسية، وتمحورت حول دور الثقافة والمثقفين في إنهاض المجتمع، وتغيير التاريخ.
كره غرامشي اللامبالين، المتراخين الذين يثقلون كاهل التاريخ باستسلامهم، ثم يكتفون بالسّخط والتذمّر، معلّقين على القدر أسباب معاناتهم التي لا تنتهي.
«أكره اللّامبالين، لأنّ أنينهم كضحايا أزلييّن يزعجني». ولم يتعاطف معهم «من حقي أن أكون حازمًا، وألّا أهدر تعاطفي مع هؤلاء وألّا أشاركهم دموعي.»
دعا إلى الانحياز، وإلى تحمّل المسؤولية تجاه الحياة، وعدم الاتكال على قلّةٍ ممّن يضحون بأنفسهم وعدم الاكتفاءِ بمراقبة تضحياتهم عن بعد. «أن تحيا يعني أن تكون منحازًا.»
تمحورت أبرز نظرياته حول ”الهيمنة الثّقافيّة“، فشرح من خلالها كيفية سيطرة الطبقات الحاكمة على الجماهير، وتسخير الوسائل الإيديولوجية والثقافية لهذه الغاية (المدارس، وسائل الإعلام، المنابر الدينية..)، مستندًا بذلك إلى مقولة كارل ماركس «أفكار الطبقة الحاكمة، هي الأفكار الحاكمة في كلّ عصر».
أثناء محاكمته، في عام 1928، قال المدّعي العام: «يجب أن نمنع هذا الدّماغ من العمل لمدة 20 عامًا».
أمضى غرامشي في السجن 11عامًا، وتوفي جراء التّعذيب في 27 نيسان/ إبريل 1937.
كانت تلك الكتابات كافيةً لتجعل منه أحد ألمع المفكرين الماركسيين، نظرًا لإسهاماته القيّمة التي أعطت بعدًا جديدًا للنظرية الماركسية، وتمحورت حول دور الثقافة والمثقفين في إنهاض المجتمع، وتغيير التاريخ.
كره غرامشي اللامبالين، المتراخين الذين يثقلون كاهل التاريخ باستسلامهم، ثم يكتفون بالسّخط والتذمّر، معلّقين على القدر أسباب معاناتهم التي لا تنتهي.
«أكره اللّامبالين، لأنّ أنينهم كضحايا أزلييّن يزعجني». ولم يتعاطف معهم «من حقي أن أكون حازمًا، وألّا أهدر تعاطفي مع هؤلاء وألّا أشاركهم دموعي.»
دعا إلى الانحياز، وإلى تحمّل المسؤولية تجاه الحياة، وعدم الاتكال على قلّةٍ ممّن يضحون بأنفسهم وعدم الاكتفاءِ بمراقبة تضحياتهم عن بعد. «أن تحيا يعني أن تكون منحازًا.»
تمحورت أبرز نظرياته حول ”الهيمنة الثّقافيّة“، فشرح من خلالها كيفية سيطرة الطبقات الحاكمة على الجماهير، وتسخير الوسائل الإيديولوجية والثقافية لهذه الغاية (المدارس، وسائل الإعلام، المنابر الدينية..)، مستندًا بذلك إلى مقولة كارل ماركس «أفكار الطبقة الحاكمة، هي الأفكار الحاكمة في كلّ عصر».
أثناء محاكمته، في عام 1928، قال المدّعي العام: «يجب أن نمنع هذا الدّماغ من العمل لمدة 20 عامًا».
أمضى غرامشي في السجن 11عامًا، وتوفي جراء التّعذيب في 27 نيسان/ إبريل 1937.
« على مدى سنوات، كان العلماء يبحثون عن حلقة مفقودة بين الإنسان والحيوان. وربما تكون هذه الحلقة المفقودة هي العقلية المعادية للفهم »
الفيلسوفة والروائية ٱين راند من كتابها: الفلسفة من الذي يحتاج إليها ؟
الفيلسوفة والروائية ٱين راند من كتابها: الفلسفة من الذي يحتاج إليها ؟
الفيلسوف الجديد
كليمون روسي : التفكير في المأساوي (التراجيدي) يجعلنا أكثر فرحا حاورته : لويزة يوسفي ترجمة : يوسف اسحيردة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الفيلسوف الجديد
كليمون روسي : التفكير في المأساوي (التراجيدي) يجعلنا أكثر فرحا حاورته : لويزة يوسفي ترجمة : يوسف اسحيردة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الإنسان العادي ليس مهيأ للمعرفة الفلسفية، ولن تكون الفلسفة أبداً من نصيبه. أما الذين يقولون إن ثمة حقائق يجب حجبها عن العوام فليسوا بحاجة إلى التنبيه إلى أن العوام لا يقرأون، فهم يعملون ستة أيام في الأسبوع، وفي السابع يذهبون إلى الحانة.
باختصار، لا تُكتَب الأعمال الفلسفية إلا للفلاسفة، وعلى كل إنسان نزيه أن يحاول أن يُصبح فيلسوفاً، دون أن يتباهى بأنه فيلسوف.
فولتير
كتاب: قاموس فولتير الفلسفي
باختصار، لا تُكتَب الأعمال الفلسفية إلا للفلاسفة، وعلى كل إنسان نزيه أن يحاول أن يُصبح فيلسوفاً، دون أن يتباهى بأنه فيلسوف.
فولتير
كتاب: قاموس فولتير الفلسفي
▪︎"بليز باسكال" يعمق العجز البشري
العام بوضع العجز المعرفي أيضا، قائلا:
- و الذي يكمل عجزنا عن معرفة الأشياء هو أنها بسيطة بذاتها و أننا مركبون من طبيعتين متناقضتين و مختلفتي التنوع: النفس و الجسد. و الواقع أنه يستحيل أن يكون الجزء المفكر فينا إلا روحانيا، و متى زعموا أننا جسديون فحسب، فهذا مما ينفي عنا أكثر فأكثر معرفة الأشياء، إذ ليس ما ينافي المعقول كالقول إن المادة تعرف نفسها، فليس باستطاعتنا أن نعرف كيف تعرف نفسها."
- من كتاب "خواطر بليز باسكال".
العام بوضع العجز المعرفي أيضا، قائلا:
- و الذي يكمل عجزنا عن معرفة الأشياء هو أنها بسيطة بذاتها و أننا مركبون من طبيعتين متناقضتين و مختلفتي التنوع: النفس و الجسد. و الواقع أنه يستحيل أن يكون الجزء المفكر فينا إلا روحانيا، و متى زعموا أننا جسديون فحسب، فهذا مما ينفي عنا أكثر فأكثر معرفة الأشياء، إذ ليس ما ينافي المعقول كالقول إن المادة تعرف نفسها، فليس باستطاعتنا أن نعرف كيف تعرف نفسها."
- من كتاب "خواطر بليز باسكال".
▪️ العودة إلى الفلسفات القديمة
▪️ لوك فيري
▪️ ترجمة يوسف اسحيردة
- نشهد اليوم عودة قوية لكل من علم النفس الايجابي ونظريات التنمية البشرية إلى الحِكم القديمة، لا سيما البوذية والرواقية باعتبارها نماذج من فلسفات السعادة. فلكي نتحدث عن السعادة الحقيقية، لابد من توفر شرطين أساسين سبق وأن تطرقت إليهما الفلسفات القديمة بإفاضة : يجب،أولا، أن يكون هناك تطابق تام بين رغباتنا والواقع، بين طموحاتنا الأكثر تجدرا والكوسموس (le cosmos) . لكن يجب أيضا، وهذا هو الشرط الثاني، ألا يكون هذا التطابق عابرا فقط، كما هو حال الرغبات المؤقتة كالشرب والنوم والأكل، بل متماسكا وحتى مستمرا لغاية آخر يوم في حياتنا إذا ما تمكنا من الاشتغال، بما فيه الكفاية، على تحديد رغباتنا الأساسية حتى نصل إلى هذا الانسجام المستمر في الزمن.
غير أن الرياح لا تجري دائما بما تشتهيه السفن، فمن البديهي أن رغباتي والواقع ليسا دائما على وفاق، هذا أقل ما يمكن قوله، وعلى كل حال، ليس هناك أي سبب ليكونا كذلك. هذا ما يجعل الرواقيين لا يكلون من دعوة الناس إلى تغيير رغباتهم بدلا من نظام العالم، وذلك عن طريق ممارسة نوعين من التمرينات الحكيمة، والتي قام علم النفس الايجابي، في السنوات الأخيرة، بإحيائها.
التمرين الأول يتعلق بتعلم الاستمتاع بالحاضر، بممارسة ما يعرف باللاتينية ب"carpe diem" أي انتهاز الفرصة، حب ما هو كائن، هنا والآن. الماضي يجرنا إلى الوراء من خلال شعور قوي، هو الحنين إلى الزمن الجميل، في حين أن المستقبل يسرقنا من اللحظة الراهنة عن طريق شعور لا يقل قوة، هو الأمل. لكن، في حقيقة الأمر، لا وجود للماضي، والمستقبل لم يحن بعد، وحده الحاضر يُوجد، وكما يقول سنيكا، بكثرة ما نهرب منه، " نضيع فرصة العيش". من هذا المنظور، يتوجب على المرء تعلم قول "نعم" للواقع، كيفما كان. يُحكى أن ابيكتيتيوس كان يدعي القدرة على تحمل كافة أنواع التعذيب. وعندما صار، في يوم من الأيام، عبدا مملوكا لسيد غليظ القلب، قرر هذا الأخير، ومن أجل اختبار مدى صحة الفلسفة الرواقية، بتعذيبه عن طريق كسر رجله بمهل. يقال أن ابكتيتوس صمد حتى النهاية في وجه الألم دون أن يشتكي – من هنا المعنى المتداول لكلمة "رواقي"، باعتبار الرواقي هو ذلك الشخص الذي لا ينحني في وجه نوائب الزمن.
أما التمرين الثاني، فيحث على " عدم التَّعَلُّق". الرواقيون والبوذيون يعتبرون أنه من واجب المرء تعلم عدم التعلق، سواء بالكائنات أو بالأشياء، سواء بالممتلكات المادية أو بالأشخاص الذين يحبهم من قبيل الزوجة والأبناء، أي الأقارب بصفة عامة. التعلق هو الجنون بعينه، إذا ما اعتبرنا أن حقيقة الكون تكمن في زوال كل شيء وانقطاعه. ألم يقل الفيلسوف الإغريقي هرقلطيس : " كل شيء يمضي ولا شيء يبقى إلى الأبد"؟ إذا حدث وارتبطتُ بشيء ما أو بشخص معين، سيأتي زمن تنتهي فيه هذه العلاقة مخلفة وراءها كافة أنواع الأحزان. علم النفس الايجابي، ومن خلال استلهام هذه الفلسفات القديمة، ينصحنا، في نهاية المطاف، بإتباع نفس خطوات الاشتغال على الذات من أجل الوصول إلى انسجام تام مع الواقع، كنوع من رد الاعتبار للقدماء في مواجهة المجتمع الحديث. من هنا تلك النصائح التي يعرضها هذا النوع من علم النفس في المجلات والكتب الأكثر مبيعا : الاستمتاع باللحظة الراهنة، تعلم فن اللامبالاة، الحذر من الارتباط والتعلق، الإقامة في الجسد، القيام ببعض التصرفات الجيدة كل يوم، التوقف عن اجترار الماضي، الابتعاد عن الأمل الذي يبعدنا عن الحاضر باعتباره الحقيقة الوحيدة لصالح مستقبل غير متوقع، تعلم حب الذات والاكتفاء به، الاستغراق في الـتأمل..
هل أتوفر على الجرأة اللازمة التي تجعلني أعترف بأن هذه الدعوات من أجل العودة إلى الفلسفات القديمة لا تقنعني أبدا؟ أولا، لأنني شخص يحب التاريخ والمشاريع المستقبلية، الذكريات والآمال الجميلة. ثانيا، كما سبق أن اعترف الدالاي لاما نفسه بذلك، لأن حياة الرهبان وحدها توفر إمكانية التحرر من كافة العلاقات والارتباطات، والتي تظل أمرا لا مفر منه ما دمنا نعيش وسط مجتمع ونملك أصدقاء وأحبابا. ولكي أكون صريحا معكم، فأنا لست مستعدا لكي أصبح راهبا.
المصدر : Le Figaro Magazine, 2 juillet 2017, Ces sages qui nous aident à vivre
▪️ لوك فيري
▪️ ترجمة يوسف اسحيردة
- نشهد اليوم عودة قوية لكل من علم النفس الايجابي ونظريات التنمية البشرية إلى الحِكم القديمة، لا سيما البوذية والرواقية باعتبارها نماذج من فلسفات السعادة. فلكي نتحدث عن السعادة الحقيقية، لابد من توفر شرطين أساسين سبق وأن تطرقت إليهما الفلسفات القديمة بإفاضة : يجب،أولا، أن يكون هناك تطابق تام بين رغباتنا والواقع، بين طموحاتنا الأكثر تجدرا والكوسموس (le cosmos) . لكن يجب أيضا، وهذا هو الشرط الثاني، ألا يكون هذا التطابق عابرا فقط، كما هو حال الرغبات المؤقتة كالشرب والنوم والأكل، بل متماسكا وحتى مستمرا لغاية آخر يوم في حياتنا إذا ما تمكنا من الاشتغال، بما فيه الكفاية، على تحديد رغباتنا الأساسية حتى نصل إلى هذا الانسجام المستمر في الزمن.
غير أن الرياح لا تجري دائما بما تشتهيه السفن، فمن البديهي أن رغباتي والواقع ليسا دائما على وفاق، هذا أقل ما يمكن قوله، وعلى كل حال، ليس هناك أي سبب ليكونا كذلك. هذا ما يجعل الرواقيين لا يكلون من دعوة الناس إلى تغيير رغباتهم بدلا من نظام العالم، وذلك عن طريق ممارسة نوعين من التمرينات الحكيمة، والتي قام علم النفس الايجابي، في السنوات الأخيرة، بإحيائها.
التمرين الأول يتعلق بتعلم الاستمتاع بالحاضر، بممارسة ما يعرف باللاتينية ب"carpe diem" أي انتهاز الفرصة، حب ما هو كائن، هنا والآن. الماضي يجرنا إلى الوراء من خلال شعور قوي، هو الحنين إلى الزمن الجميل، في حين أن المستقبل يسرقنا من اللحظة الراهنة عن طريق شعور لا يقل قوة، هو الأمل. لكن، في حقيقة الأمر، لا وجود للماضي، والمستقبل لم يحن بعد، وحده الحاضر يُوجد، وكما يقول سنيكا، بكثرة ما نهرب منه، " نضيع فرصة العيش". من هذا المنظور، يتوجب على المرء تعلم قول "نعم" للواقع، كيفما كان. يُحكى أن ابيكتيتيوس كان يدعي القدرة على تحمل كافة أنواع التعذيب. وعندما صار، في يوم من الأيام، عبدا مملوكا لسيد غليظ القلب، قرر هذا الأخير، ومن أجل اختبار مدى صحة الفلسفة الرواقية، بتعذيبه عن طريق كسر رجله بمهل. يقال أن ابكتيتوس صمد حتى النهاية في وجه الألم دون أن يشتكي – من هنا المعنى المتداول لكلمة "رواقي"، باعتبار الرواقي هو ذلك الشخص الذي لا ينحني في وجه نوائب الزمن.
أما التمرين الثاني، فيحث على " عدم التَّعَلُّق". الرواقيون والبوذيون يعتبرون أنه من واجب المرء تعلم عدم التعلق، سواء بالكائنات أو بالأشياء، سواء بالممتلكات المادية أو بالأشخاص الذين يحبهم من قبيل الزوجة والأبناء، أي الأقارب بصفة عامة. التعلق هو الجنون بعينه، إذا ما اعتبرنا أن حقيقة الكون تكمن في زوال كل شيء وانقطاعه. ألم يقل الفيلسوف الإغريقي هرقلطيس : " كل شيء يمضي ولا شيء يبقى إلى الأبد"؟ إذا حدث وارتبطتُ بشيء ما أو بشخص معين، سيأتي زمن تنتهي فيه هذه العلاقة مخلفة وراءها كافة أنواع الأحزان. علم النفس الايجابي، ومن خلال استلهام هذه الفلسفات القديمة، ينصحنا، في نهاية المطاف، بإتباع نفس خطوات الاشتغال على الذات من أجل الوصول إلى انسجام تام مع الواقع، كنوع من رد الاعتبار للقدماء في مواجهة المجتمع الحديث. من هنا تلك النصائح التي يعرضها هذا النوع من علم النفس في المجلات والكتب الأكثر مبيعا : الاستمتاع باللحظة الراهنة، تعلم فن اللامبالاة، الحذر من الارتباط والتعلق، الإقامة في الجسد، القيام ببعض التصرفات الجيدة كل يوم، التوقف عن اجترار الماضي، الابتعاد عن الأمل الذي يبعدنا عن الحاضر باعتباره الحقيقة الوحيدة لصالح مستقبل غير متوقع، تعلم حب الذات والاكتفاء به، الاستغراق في الـتأمل..
هل أتوفر على الجرأة اللازمة التي تجعلني أعترف بأن هذه الدعوات من أجل العودة إلى الفلسفات القديمة لا تقنعني أبدا؟ أولا، لأنني شخص يحب التاريخ والمشاريع المستقبلية، الذكريات والآمال الجميلة. ثانيا، كما سبق أن اعترف الدالاي لاما نفسه بذلك، لأن حياة الرهبان وحدها توفر إمكانية التحرر من كافة العلاقات والارتباطات، والتي تظل أمرا لا مفر منه ما دمنا نعيش وسط مجتمع ونملك أصدقاء وأحبابا. ولكي أكون صريحا معكم، فأنا لست مستعدا لكي أصبح راهبا.
المصدر : Le Figaro Magazine, 2 juillet 2017, Ces sages qui nous aident à vivre
▪️ " لا شيء خارِج النَّص "
▪️ مدخلٌ إلى فلسفةِ "جاك دريدا "
- لا يزال "جاك دريدا" الفيلسوف الأكثر إثارة للجدل في القرن العشرين وفي قرننا الحالي. يقترن اسمه في المقام الأول بالنظرية التفكيكية. وهي نظرية ذات نهج مُعقَّد ودقيق لكيفية قراءة وفهم طبيعة النصوص المكتوبة. والمقولة الأشهر لدريدا : "لا شيء خارج النص". ولنفهم ما تعنيه هذه العبارة لابُدّ من نظرة فاحصة عن نهج دريدا التفكيكي بشكل عام.
- يرى دريدا أنّنا عندما نختار كتاباً ما لمطالعته ، ككتاب فلسفة أو رواية مثلاً ، فإننا نتخيّل أن مابين أيدينا موضوع يمكن أن نفهمه وأن نُفسِّره كعمل متكامل قائم بحدِّ ذاته. فعلى سبيل المثال : تخيّل أنك ذهبت إلى المكتبة وحصلت على كتاب "في علم الكتابة" لمؤلِّفه "جاك دريدا" ، فإنك تتوقع بأنه سيكون لديك فكرة عامة وشاملة بمجرد قراءتك لهذا الكتاب. والواقع - برأي دريدا نفسه - أن النصوص لا تعمل على هذه الشاكلة بما في ذلك النصوص البديهية والبسيطة. لأنه - أي دريدا - يعتقد بأن كل النصوص تحتوي على ثغرات وتناقضات ، ولذا فإن مهمة التفكيكية هي إيجاد تلك الثغرات والتناقضات ، ومن خلال اكتشاف هذه الثغرات يتم توسيع دائرة فهمنا لتلك النصوص.
- النظرية التفكيكية إذن هي طريقة لقراءة النصوص وإظهار المفارقات والتناقضات الخفية إلى العلن ، أو بعبارة أخرى ( قراءة مابين السطور ). ويجب الأخذ في الاعتبار أنها - أي التفكيكية - ليست مجرد طريقة لقراءة الفلسفة والأدب ، فنظرية دريدا تثير التساؤل حول العلاقة بين اللغة والفكر والأخلاق.
- ومن المصطلحات التقنيّة المهمة التي تدور حولها نظرية دريدا : مصطلح "الإرجاء" أو "التأجيل" ، ومصطلح "الاختلاف". لنبدأ بفكرة "التأجيل" : نقول مثلاً ( رأى صديقي ) و نضيف ( سيارة بيضاء ) ثم نكمل ( في الشارع ) ونتابع الحديث (.....). مع كل كلمة نضيفها يطرأ تغييراً على معنى العبارة ، ويتغيّر معنى كلمة ( سيارة ) ، وبالتالي فإن كل معلومة تُضاف تؤدي إلى تأجيل المعنى الكامل للعبارة. وهناك أمر آخر يجب أخذه في الاعتبار : حيث أن كلمة ( سيارة ) لا يرتكز معناها على السيارة الحقيقية الموجودة في العالم الخارجي ، لأن الكلمة تأخذ معناها من خلال موقعها في نسق اللغة ونظامها. ولذلك فكلمة ( سيارة ) لا تكتسب معناها بسبب الرابط الخفي بينها وبين السيارة الحقيقية بل تكتسب معناها من اختلافها عن كلمة ( دراجة ) أو ( عربة ) مثلاً ، وذلك ما يسميه دريدا ( الاختلاف ).
- النتيجة التي نتوصّل إليها من خلال مفهومي "التأجيل"
و "الاختلاف" : إن معنى أي شيء نقوله دائماً مؤجَّل لأنه يعتمد على ما سنضيفه ، والأمر الذي سنضيفه يعتمد معناه على ما سنضيفه لاحقاً ؛ وهكذا. ثم إن أي كلمة نقولها يعتمد معناها على الأمور الأخرى التي لا تعنيها أيضاً.
- لقد اعتاد الفلاسفة منذ القدم على اعتبار الكتابة انعكاس شاحب للكلمة المنطوقة. وتلك الأخيرة كانت تعدّ الوسيلة الأساسية للتواصل آنذاك. لكن دريدا يرى عكس ذلك : إذ عنده أن الكلمة المكتوبة تُظهِر أموراً لا يمكن للكلمة المنطوقة أن تكشفها. حتى أنه يُعتقد في الماضي أن المعنى يأتي من خلال الحضور ، ذلك أننا حين نتكلّم مع شخص ما بشكل مباشر ، وحصل التباس معين أثناء الحديث ، فإننا نستطيع أن نطلب من هذا الشخص أن يوضِّح ويزيل الالتباس ، وهذا أدى إلى الاعتقاد بأن المعنى بشكل عام يظهر من خلال هذا الحضور ؛ أي حضور الشخص بشكل مباشر. لكن دريدا يرى أننا حين نتعامل مع النص المكتوب ، فإننا نتحرِّر من طغيان هذا الحضور ، فمثلاً عندما نقرأ نصّاً لا يكون مؤلِّفه حاضراً ، فإننا نتخلّص من تفسيراته وأعذاره ، ونبدأ بملاحظة التناقضات والطرق المسدودة في النص.
- فعندما يقول دريدا "لاشيء خارج النص" فهو لا يعني أن كل ما يهم هو عالم الكتب والكتابة ، وأن العالم الحقيقي ليس مهماً ، إذ أنه لا يُقلِّل من أهمية القضايا الاجتماعية الكامنة وراء النص. بل إن ما يرفضه دريدا هو القراءة التقليدية والتاريخية وتقسيم العصور ، لأنها تبحث في مؤثرات غير لغوية وتبعد الباحث عن الاختلافات اللغوية في النصوص. فكل شيء يوجد في المغايرة والتأجيل وسلسلة الاختلافات. أي أن النص يخلق واقعه ويفرض نفسه ويُكوِّن مجاله.
▪️ مدخلٌ إلى فلسفةِ "جاك دريدا "
- لا يزال "جاك دريدا" الفيلسوف الأكثر إثارة للجدل في القرن العشرين وفي قرننا الحالي. يقترن اسمه في المقام الأول بالنظرية التفكيكية. وهي نظرية ذات نهج مُعقَّد ودقيق لكيفية قراءة وفهم طبيعة النصوص المكتوبة. والمقولة الأشهر لدريدا : "لا شيء خارج النص". ولنفهم ما تعنيه هذه العبارة لابُدّ من نظرة فاحصة عن نهج دريدا التفكيكي بشكل عام.
- يرى دريدا أنّنا عندما نختار كتاباً ما لمطالعته ، ككتاب فلسفة أو رواية مثلاً ، فإننا نتخيّل أن مابين أيدينا موضوع يمكن أن نفهمه وأن نُفسِّره كعمل متكامل قائم بحدِّ ذاته. فعلى سبيل المثال : تخيّل أنك ذهبت إلى المكتبة وحصلت على كتاب "في علم الكتابة" لمؤلِّفه "جاك دريدا" ، فإنك تتوقع بأنه سيكون لديك فكرة عامة وشاملة بمجرد قراءتك لهذا الكتاب. والواقع - برأي دريدا نفسه - أن النصوص لا تعمل على هذه الشاكلة بما في ذلك النصوص البديهية والبسيطة. لأنه - أي دريدا - يعتقد بأن كل النصوص تحتوي على ثغرات وتناقضات ، ولذا فإن مهمة التفكيكية هي إيجاد تلك الثغرات والتناقضات ، ومن خلال اكتشاف هذه الثغرات يتم توسيع دائرة فهمنا لتلك النصوص.
- النظرية التفكيكية إذن هي طريقة لقراءة النصوص وإظهار المفارقات والتناقضات الخفية إلى العلن ، أو بعبارة أخرى ( قراءة مابين السطور ). ويجب الأخذ في الاعتبار أنها - أي التفكيكية - ليست مجرد طريقة لقراءة الفلسفة والأدب ، فنظرية دريدا تثير التساؤل حول العلاقة بين اللغة والفكر والأخلاق.
- ومن المصطلحات التقنيّة المهمة التي تدور حولها نظرية دريدا : مصطلح "الإرجاء" أو "التأجيل" ، ومصطلح "الاختلاف". لنبدأ بفكرة "التأجيل" : نقول مثلاً ( رأى صديقي ) و نضيف ( سيارة بيضاء ) ثم نكمل ( في الشارع ) ونتابع الحديث (.....). مع كل كلمة نضيفها يطرأ تغييراً على معنى العبارة ، ويتغيّر معنى كلمة ( سيارة ) ، وبالتالي فإن كل معلومة تُضاف تؤدي إلى تأجيل المعنى الكامل للعبارة. وهناك أمر آخر يجب أخذه في الاعتبار : حيث أن كلمة ( سيارة ) لا يرتكز معناها على السيارة الحقيقية الموجودة في العالم الخارجي ، لأن الكلمة تأخذ معناها من خلال موقعها في نسق اللغة ونظامها. ولذلك فكلمة ( سيارة ) لا تكتسب معناها بسبب الرابط الخفي بينها وبين السيارة الحقيقية بل تكتسب معناها من اختلافها عن كلمة ( دراجة ) أو ( عربة ) مثلاً ، وذلك ما يسميه دريدا ( الاختلاف ).
- النتيجة التي نتوصّل إليها من خلال مفهومي "التأجيل"
و "الاختلاف" : إن معنى أي شيء نقوله دائماً مؤجَّل لأنه يعتمد على ما سنضيفه ، والأمر الذي سنضيفه يعتمد معناه على ما سنضيفه لاحقاً ؛ وهكذا. ثم إن أي كلمة نقولها يعتمد معناها على الأمور الأخرى التي لا تعنيها أيضاً.
- لقد اعتاد الفلاسفة منذ القدم على اعتبار الكتابة انعكاس شاحب للكلمة المنطوقة. وتلك الأخيرة كانت تعدّ الوسيلة الأساسية للتواصل آنذاك. لكن دريدا يرى عكس ذلك : إذ عنده أن الكلمة المكتوبة تُظهِر أموراً لا يمكن للكلمة المنطوقة أن تكشفها. حتى أنه يُعتقد في الماضي أن المعنى يأتي من خلال الحضور ، ذلك أننا حين نتكلّم مع شخص ما بشكل مباشر ، وحصل التباس معين أثناء الحديث ، فإننا نستطيع أن نطلب من هذا الشخص أن يوضِّح ويزيل الالتباس ، وهذا أدى إلى الاعتقاد بأن المعنى بشكل عام يظهر من خلال هذا الحضور ؛ أي حضور الشخص بشكل مباشر. لكن دريدا يرى أننا حين نتعامل مع النص المكتوب ، فإننا نتحرِّر من طغيان هذا الحضور ، فمثلاً عندما نقرأ نصّاً لا يكون مؤلِّفه حاضراً ، فإننا نتخلّص من تفسيراته وأعذاره ، ونبدأ بملاحظة التناقضات والطرق المسدودة في النص.
- فعندما يقول دريدا "لاشيء خارج النص" فهو لا يعني أن كل ما يهم هو عالم الكتب والكتابة ، وأن العالم الحقيقي ليس مهماً ، إذ أنه لا يُقلِّل من أهمية القضايا الاجتماعية الكامنة وراء النص. بل إن ما يرفضه دريدا هو القراءة التقليدية والتاريخية وتقسيم العصور ، لأنها تبحث في مؤثرات غير لغوية وتبعد الباحث عن الاختلافات اللغوية في النصوص. فكل شيء يوجد في المغايرة والتأجيل وسلسلة الاختلافات. أي أن النص يخلق واقعه ويفرض نفسه ويُكوِّن مجاله.
Forwarded from روائع الأدب الساخر
إذا تزوجتَ فستندم، وإذا لم تتزوج فستندم أيضًا؛ سواء تزوجتَ أو لم تتزوج فستندم في الحالتين... صدِّق امرأة فستندم، لا تصدِّقها فستندم أيضًا؛ سواء صدَّقتَ امرأة أو لم تصدقها فستندم. اشنق نفسك فستندم، لا تشنق نفسك فستندم أيضًا؛ سواء شنقتَ نفسك أو لم تشنقها ستندم في الحالتين. هذا، يا سادة، هو ملخَّص وفحوى الفلسفة برُمَّتها. الأمر ليس أنني أرى، في بعض الأحيان، كل شيء من وجهة نظر أبدية، مثلما يقول سبينوزا، بل أنا أعيش في حالة الأبدية على الدوام.
يعتقد كثيرون أنهم يعيشون في هذه الحالة لأنهم بعد أن يقدِموا على فعلٍ أو آخر، يجمعون النقيضين أو يتوسَّطوا بينهما. لكنَّ هذا فَهْم خاطئ؛ لأن الأبدية الحقيقية لا تقع بعد اختيار إما/أو، بل قبله. لهذا، تكون أبديتهم تتابُعًا مؤلمًا للحظاتٍ عابرة؛ لأنهم يُستهلَكون بندمٍ ثنائي. إن فلسفتي، على الأقل، يسهُل فهمها؛ إذ إن لديَّ مبدأً واحدًا، وحتى إنني لا أتزحزح عنه... أنا لا أتزحزح عن أي مبدأ؛ لأنني إذا فعلتُ هذا فسأندم، وإذا لم أفعل فسأندم أيضًا. لذا، إذا بدا لأيٍّ من مستمعيَّ الأجلاء أن ثمة شيئًا فيما أقوله، فهذا يُثبت فقط أنه لا يمتلك مهارةَ الفلسفة؛ وإذا بدا أن حجَّتي تحرِز أيَّ تقدُّم، فهذا يُثبت أيضًا الفكرة نفسها. لكن أولئك القادرين على متابعةِ ما أقوله، مع أنني لا أحرِز أيَّ تقدُّم، فيمكنني أن أكشف لهم الآن عن الحقيقة الأبدية التي بفضلها تظل هذه الفلسفة داخل حدودها، ولا تعترف بفلسفةٍ أعلى منها. لأنه إذا ما زُحزِحتُ عن مبدئي فسيصبح من المستحيل أن أتوقَّف؛ لأنني إذا توقَّفت فسأندم، وإذا لم أتوقَّف فسأندم أيضًا، وهكذا. لكن لأنني لا أبدأ أبدًا، لا يمكن أن أتوقف أبدًا؛ فتحرُّكي الأبدي يتماثل مع توقُّفي الأبدي.
لقد أظهرت التجربة أن البداية ليست شيئًا صعبًا على الإطلاق بالنسبة إلى الفلسفة. على النقيض تمامًا، تبدأ الفلسفة بلا شيء ومن ثَم يمكنها دائمًا أن تبدأ. ما يشكِّل صعوبةً، بالنسبة إلى الفلسفة والفلاسفة، هو التوقف. تتفادى فلسفتي هذه الصعوبةَ؛ لأنه إذا ما اعتقد أيُّ شخص أنني عندما أتوقَّف الآن أنني أتوقف فعلًا، فهو يبرهن على نقص قدرته على الاستبصار التنبؤي. فأنا لا أتوقَّف الآن، بل توقفت في اللحظة التي بدأت فيها. لهذا، تتسم فلسفتي بالإيجاز، كما أنه من المستحيل دحضها؛ لأنه إذا ما ناقضني أي شخص فلي الحق في أن أدعوَه بالمجنون. لذا، يبدو أن الفيلسوف يعيش في حالة الأبدية على الدوام وليس لساعاتٍ محدَّدة فقط مثل سينتينيس ذي الذكرى المحمودة.
سورين كيركجارد،
«إما/أو».
ترجمة: دعاء شاهين.
يعتقد كثيرون أنهم يعيشون في هذه الحالة لأنهم بعد أن يقدِموا على فعلٍ أو آخر، يجمعون النقيضين أو يتوسَّطوا بينهما. لكنَّ هذا فَهْم خاطئ؛ لأن الأبدية الحقيقية لا تقع بعد اختيار إما/أو، بل قبله. لهذا، تكون أبديتهم تتابُعًا مؤلمًا للحظاتٍ عابرة؛ لأنهم يُستهلَكون بندمٍ ثنائي. إن فلسفتي، على الأقل، يسهُل فهمها؛ إذ إن لديَّ مبدأً واحدًا، وحتى إنني لا أتزحزح عنه... أنا لا أتزحزح عن أي مبدأ؛ لأنني إذا فعلتُ هذا فسأندم، وإذا لم أفعل فسأندم أيضًا. لذا، إذا بدا لأيٍّ من مستمعيَّ الأجلاء أن ثمة شيئًا فيما أقوله، فهذا يُثبت فقط أنه لا يمتلك مهارةَ الفلسفة؛ وإذا بدا أن حجَّتي تحرِز أيَّ تقدُّم، فهذا يُثبت أيضًا الفكرة نفسها. لكن أولئك القادرين على متابعةِ ما أقوله، مع أنني لا أحرِز أيَّ تقدُّم، فيمكنني أن أكشف لهم الآن عن الحقيقة الأبدية التي بفضلها تظل هذه الفلسفة داخل حدودها، ولا تعترف بفلسفةٍ أعلى منها. لأنه إذا ما زُحزِحتُ عن مبدئي فسيصبح من المستحيل أن أتوقَّف؛ لأنني إذا توقَّفت فسأندم، وإذا لم أتوقَّف فسأندم أيضًا، وهكذا. لكن لأنني لا أبدأ أبدًا، لا يمكن أن أتوقف أبدًا؛ فتحرُّكي الأبدي يتماثل مع توقُّفي الأبدي.
لقد أظهرت التجربة أن البداية ليست شيئًا صعبًا على الإطلاق بالنسبة إلى الفلسفة. على النقيض تمامًا، تبدأ الفلسفة بلا شيء ومن ثَم يمكنها دائمًا أن تبدأ. ما يشكِّل صعوبةً، بالنسبة إلى الفلسفة والفلاسفة، هو التوقف. تتفادى فلسفتي هذه الصعوبةَ؛ لأنه إذا ما اعتقد أيُّ شخص أنني عندما أتوقَّف الآن أنني أتوقف فعلًا، فهو يبرهن على نقص قدرته على الاستبصار التنبؤي. فأنا لا أتوقَّف الآن، بل توقفت في اللحظة التي بدأت فيها. لهذا، تتسم فلسفتي بالإيجاز، كما أنه من المستحيل دحضها؛ لأنه إذا ما ناقضني أي شخص فلي الحق في أن أدعوَه بالمجنون. لذا، يبدو أن الفيلسوف يعيش في حالة الأبدية على الدوام وليس لساعاتٍ محدَّدة فقط مثل سينتينيس ذي الذكرى المحمودة.
سورين كيركجارد،
«إما/أو».
ترجمة: دعاء شاهين.
- لماذا يُطلق على درجة الدكتوراه "دكتوراه الفلسفة" بصرف النظر عن التخصص :
- تعني "دكتوراه الفلسفة " Doctor of Philosophy والتي يرمز لها " PhD "
- أن الشخص الذي يحملها قد وصل إلى الدرجة العلمية الأعلى في تخصصه ، هذه الدرجة العلمية هي امتلاك فلسفة ذلك التخصص، أي امتلاك القدرة على التفكير والإبداع بمنهج ذلك التخصص، والقدرة على التنظير له، والوصول إلى النظرية العلمية الخالصة والمجردة للتخصص، هذا المستوى النظري الأعلى لعلم ما، يسمى فلسفة ذلك العلم ، وكلمة فلسفة هنا ليس لها علاقة بالتخصص الأكاديمي للفلسفة ، فعندما تحصل على دكتوراه الفلسفة في الطب أو الهندسة أو الرياضيات أو الأدب أو التاريخ أو علم النفس أو الصيدلة أو أي تخصص آخر، فهذا يعني أنك امتلكت ناصية ذلك العلم وأصبحت حكيماً فيه (بالمعنى اليوناني القديم للحكمة وهي امتلاك المعرفة من أجل ذاتها)، وامتلكت أصوله ومناهجه وقواعده النظرية.
- أما كلمة "دكتور" فهي ترجع إلى أصل لاتيني Doctor، وهي تعني عالم لاهوتي لديه القدرة على عرض المذهب الديني الرسمي للديانة الكاثوليكية Doctrine وتعليمه للناس والدفاع عنه، وهي قريبة في معناها من الفقيه والأصولي في الحضارة الإسلامية.
- وكانت درجة الدكتوراه تمنحها الكنيسة لرجال الدين المتخصصين في اللاهوت منذ العصور الوسطى، ثم تحولت إلى الدرجة العليا التي تمنحها الجامعات في التخصصات غير الدينية في العصور الوسطى المتأخرة؛ وكي يتم التمييز بين الدكتوراه الأصلية التي كانت تعني درجة في علم اللاهوت المتخصص، والدكتوراه في التخصصات الأخرى غير الدينية، سميت الأخيرة بدكتوراه الفلسفة، تمييزاً لها عن دكتوراه اللاهوت، لأن العلمين الأساسيين في أوروبا آنذاك كانا العلم الديني المسمى اللاهوت، والعلم الدنيوي أو المدني وهو الفلسفة وما تشمله من كل العلوم الفرعية الأخرى؛ وقد كانت الفلسفة تضم كل العلوم، حتى بدأ الانفصال التدريجي بينهما ابتداءً من القرن السابع عشر للميلاد.
- تعني "دكتوراه الفلسفة " Doctor of Philosophy والتي يرمز لها " PhD "
- أن الشخص الذي يحملها قد وصل إلى الدرجة العلمية الأعلى في تخصصه ، هذه الدرجة العلمية هي امتلاك فلسفة ذلك التخصص، أي امتلاك القدرة على التفكير والإبداع بمنهج ذلك التخصص، والقدرة على التنظير له، والوصول إلى النظرية العلمية الخالصة والمجردة للتخصص، هذا المستوى النظري الأعلى لعلم ما، يسمى فلسفة ذلك العلم ، وكلمة فلسفة هنا ليس لها علاقة بالتخصص الأكاديمي للفلسفة ، فعندما تحصل على دكتوراه الفلسفة في الطب أو الهندسة أو الرياضيات أو الأدب أو التاريخ أو علم النفس أو الصيدلة أو أي تخصص آخر، فهذا يعني أنك امتلكت ناصية ذلك العلم وأصبحت حكيماً فيه (بالمعنى اليوناني القديم للحكمة وهي امتلاك المعرفة من أجل ذاتها)، وامتلكت أصوله ومناهجه وقواعده النظرية.
- أما كلمة "دكتور" فهي ترجع إلى أصل لاتيني Doctor، وهي تعني عالم لاهوتي لديه القدرة على عرض المذهب الديني الرسمي للديانة الكاثوليكية Doctrine وتعليمه للناس والدفاع عنه، وهي قريبة في معناها من الفقيه والأصولي في الحضارة الإسلامية.
- وكانت درجة الدكتوراه تمنحها الكنيسة لرجال الدين المتخصصين في اللاهوت منذ العصور الوسطى، ثم تحولت إلى الدرجة العليا التي تمنحها الجامعات في التخصصات غير الدينية في العصور الوسطى المتأخرة؛ وكي يتم التمييز بين الدكتوراه الأصلية التي كانت تعني درجة في علم اللاهوت المتخصص، والدكتوراه في التخصصات الأخرى غير الدينية، سميت الأخيرة بدكتوراه الفلسفة، تمييزاً لها عن دكتوراه اللاهوت، لأن العلمين الأساسيين في أوروبا آنذاك كانا العلم الديني المسمى اللاهوت، والعلم الدنيوي أو المدني وهو الفلسفة وما تشمله من كل العلوم الفرعية الأخرى؛ وقد كانت الفلسفة تضم كل العلوم، حتى بدأ الانفصال التدريجي بينهما ابتداءً من القرن السابع عشر للميلاد.