Telegram Web Link
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*"مهم جداً"*
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹دروس من وحي عاشوراء🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله رب العالمين، الحمـد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين، لينقذ الأمة من الطغيان، والشرك، والجهالة ويخرجهم من الظلمات إلى النور، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين نهجوا نهجه، وسلكوا طريقه، وحملوا رايته، ونصحوا لأمته.
في هذا اليوم، يوم عاشوراء، في هذا اليوم، يوم العاشر من محرم وقعت فاجعة عظيمة ومأساة كبرى في تاريخ هذه الأمـة، الأمـة التـي دينها الإسلام، وسماها الله ونبيها: المسلمين. تلك الفاجعة كان المفترض ألا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه ألا تكون في عصر الإسـلام، وفـي ساحـة الإسـلام، وعلـى يـدي من يسمون، أو يحسبـون علـى الإسـلام، فمـا الـذي حصل؟
لم نسمع في تاريخ الجاهلية بحادثة كهذه! ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحاً لمثل هذه المآسي؟ لمثـل هـذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفذون مثل هذه الكارثة؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة! وضد من؟ ضد من؟ هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافراً يعبد الأصنام، ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقاً ومكراً وخداعـاً وظلمـاً وجبروتاً؟ كان هذا هو المفترض لأمـة كهـذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق. لكنَّا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ هو واحد من سادة شباب أهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب، علي بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمـة الإسلاميـة؟ أن يكـون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟ إنه حدث - أيها الإخوة - مليء بـالـدروس، ملـيء بالعبـر. ومـا أحوجنـا نحـن فـي هـذا الزمـن إلـى أن نعود إلى تاريخنا من جديد، إلى أن نعود إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فنتطلع في سيرته وحركته الرسالية، منذ أن بعثه الله رسولاً إلى أن صعدت روحه الشريفة للقاء ربه، إلى أن نعود إلى علي (عليه السلام) لنقرأ سيرته وحركته في الحياة، إلى أن نعود إلى الحسن وإلى فاطمة الزهراء وإلى الحسين، إلى الحسين الذي نجتمع هذا اليوم لنعزي أنفسنا بفقد مثله، وإلى أن نستلهم في هذا اليوم بالذات ما يمكننا أن نفهمه من دروس وعبر من تلك الحادثة التي كان هو وأهل بيته ضحيتها. حادثة كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت هي نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة، انحراف في ثقافة هذه الأمة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمـة مـن اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة للقاء ربه؟
إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتـاج لذلـك الانحـراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن، من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوأ من يزيد.
إن الحديث عن كربلاء هو حديـث عن الحق والباطل، حديث عن النور والظلام، حديـث عـن الشر والخير، حديث عن السمو في أمثلته العليا، وعن الانحطاط، إنه حديـث عـن مـا يمكن أن تعتبره خيراً، وما يمكن أن تعتبره شراً، ولذا يقول البعض: إن حادثة كربلاء، إن ثورة الحسين (عليه السلام) حدث تستطيع أن تربطه بـأي حـدث فـي هذه الدنيا، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أيٍّ من المتغيرات والأحـداث فـي هذه الدنيا، لذا كان مدرسة، كان مدرسةً مليئة بالعبر، مليئةً بالدروس لمن يعتبرون، لمـن يفقهـون، لمـن يعلمـون.

الإمـام علي (عليه السلام) عندما آلت الخلافة إليه كان أمامه عقبة كؤوداً، شخص معاوية في الشام. أول قرار اتخذه الإمـام علـي (عليه السـلام) هو أنه يجب عزل هذا الرجـل ولا يمكن أن يبقى دقيقة واحـدة فـي ظـل حكم علي، يحكم منطقة كالشام باسم علي، وباسم الإسلام. البعض نصح الإمام علياً (عليه السلام) بأنه ليس الآن وقت أن تتخذ مثل هذا القرار، معاوية قد تمكن في الشام، انتظـر حتـى تتمكـن خلافتـك ثـم بإمكانـك أن تعزله.
يبدو هذا عند من يفهمون سطحية السياسة، وعند من لا يصل فهمهم إلى الدرجـة المطلوبـة بالنسبـة للآثار السيئة، والعواقب الوخيمـة لأن يتولى مثل ذلك الرجل على منطقة كَبُرَت أو صَغُرَت، على رقاب المسلمين، كمعاوية، تبدو هذه فكرة صحيحة.
دعه حتى تتمكن ثم بإمكانك أن تغيره بعد. الإمام علي (عليه السلام) قال: لا يمكن. واستشهـد بقـول الله تعالـى: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (الكهف:51) عوناً ومساعداً، لأن من تعينه والياً على منطقة، أو تقرُّه والياً على منطقة مـا، يعنـي ذلـك أنك اتخذته ساعداً وعضـداً، يقـوم بتنفيـذ المهـام التـي هـي مـن مسؤوليتك أمام تلك المنطقة أو تلك. عندما نعود إلى الحديث مـن هنا هو من أجل أن نعرف ما الذي جعل الأمور أن تصل إلى هذه الدرجة فنرى الحسين صريعاً في كربلاء، إنها الانحرافات الأولى. الإمـام علي لم يقرّ أبداً معاوية والياً على الشام وعندما استشهد بقول الله تعالى: {وَمَا كُنْـتُ مُتَّخِـذَ الْمُضِلِّيـنَ عَضُـداً} (الكهـف:51) إن معاوية رجل مضل، يضل أمة، ومعنى أن تُضِل أمـة بعـد أن جاء هدي الله، بعد أن جاء نور القرآن، بعد أن بعث الله محمداً (صلوات الله وسلامه عليه) ماذا يكون إضلالك؟ هل يكون إلا صرفاً للأمة عن القرآن، صرفاً للأمة عن محمد، صرفاً للأمة عن دين الله، عن الإسلام، عن هدي الله. إن معاوية مضل، وقد بقي فترة طويلة على بُعدٍ من عاصمة الدولة الإسلامية، أضل أمة بأسرها، أقام لنفسه دولة في ظل الخلافة الإسلامية. وعندما حصل الصراع بين الإمام علي (عليه السلام) وبين معاوية وجاءت معركة [صفين] استطاع معاوية أن يحشد جيشاً كثير العدد والعدة أكثر من جيش الخليفة نفسه! أكثر عدداً وأقوى عدة من جيش الخليفة نفسه! وكان ذلك الجيش الذي حشده إلى ساحة [صفين] مجاميع من تلك الأمـة التـي أضلهـا معاويـة. لمـا أضلها معاوية انطلقت تلك الأمة لتقف في صف الباطل، لتقف في وجـه الحـق، لتقف في وجه النور، لتقف في وجه العدالة، في وجه الخير، تقف مع ابن آكلة الأكباد، مع ابن أبي سفيان، ضد وصي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ضد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((أنـت منـي بمنـزلـة هـارون مـن موسـى)). إنـه الضلال، وما أخطر الضلال، ما أخطر الضلال وما أسوأ آثار ونتائج وعواقب الضلال! وما أفظع خسارة المضلين عند الله، ما أشد خسارتهم، وما أفظع خسارتهم في هذه الدنيا ويوم يلقون الله سبحانه وتعالى، وقد أضلوا عباده! الإمام علي (عليه السلام) هو يعلم أن أخطر شيء على الأمة، أن أخطر شيء على البشرية هو الضلال والمضلون، لذلـك وهـو مـن يعـرف واجب السلطة في الإسلام، ويعرف مهمة الدولة في الإسلام، ويعرف مهمة الخلافة الإسلامية، يرى أنه لا يمكن بحال أن يقرَّ شخصاً مضلاً على منطقة في ظل دولته وإن كانت النتيجة هي تَقْويض خلافته واستشهاده. كان يقول: ((إن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شـراك نـعـلـي هـذا إلا أن أقيـم حقــاً أو أميـت باطلاً)). لماذا؟ قد يستغرب أي شخص منا عندما يسمع كلاماً لأمير المؤمنين (عليه السلام) كهذا. أنت حريص على أن تزيل معاوية من موقعه حتى لو كان الثمن هو تقويض خلافتك، إزاحتك عن هـذا المنصـب، استشهـادك! الإمـام علـي (عليـه السلام) يرى كل هذا سهلاً، ولا أن يبقى معاوية دقيقة واحـدة على رقاب الأمة، لأن علياً لم يكن من أولئك الذين يحرصون على مناصبهم، وليكن الثمـن هـو الديـن، وليكن الثمن هو الأمة، ومصالح الأمـة، ومستقبـل الأمـة، وعـزة الأمة وكرامتها. الإمام علي يعرف أن من يعشق السلطة، أن من يعشق المنصب هو نفسه من يمكن أن يبقي مثل معاوية على الشام، هو نفسه من يمكن أن يبيع دين الأمة، أن يبيع الدين الإسلامي، هو نفسه من يمكن أن يبيع الأمـة بأكملهـا مقابـل أن تسلم له ولايته، وأن يسلم له كرسيه ومنصبه. وهل عانت الأمـة من ذلك اليوم إلى الآن إلا من هذه النوعية من الحاكمين! هذه النوعية التي نراها ماثلة أمامنـا على طـول وعرض البلاد الإسلامية لما كانوا من هذا النوع الذي لم يتلق درساً من علي (عليه السلام) الذي كان قدوة يمكن أن يحتذي به من يصل إلى السلطة، قدوة للآباء في التربية، قدوة للسلاطين في الحكم، قدوة للدعـاة فـي الدعوة، قدوة للمعلمين في التعليم، قدوة للمجاهدين في ميادين القتال، قدوة لكل مـا يمكـن أن يستلهمه الإنسان من خير ومجد وعز.

أولئك الذيـن لـم يعيشوا هذه الروحية التي عاشهـا الإمـام علـي (عليه السلام) في اليوم الأول من خلافته، فأرى الجميع أن خلافته عنده لا تساوي شراك نعله إذا لم يقم حقاً ويمت باطلاً. مـا قيمتها إذاً!؟ ما قيمة دولة تحكم باسم الإسلام، ويتربع زعيمهـا على رقـاب المسلمين، وعلى عـرش البلـد الإسلامي، ثم لا يكون همه أن يحيي الحق ويميت الباطل؟ لا قيمة لها، ليس فقط لا قيمة لها، بل ستتحول قيمتها إلى شيء آخر، ستتحول الأمور إلى أن يكون قيمتها هو الدين، إلى أن يكون قيمتها هو الأمة.
عندمـا نسمع - أيها الإخوة - زعماء العـرب، زعمـاء المسلمين كلهم يسرعون إلى الموافقة على أن تكون أمريكا حليفة، على أن تكون أمريكا هي من يتزعم الحلف لمحاربة مـا يسمـى بالإرهـاب، وعندمـا نراهم جميعاً يعلنون وقوفهم مع أمريكا في مكافحة ما يسمونه بالإرهاب، لأنهم جميعاً يعشقون السلطة، لأنهم جميعاً يحرصون على البقاء في مناصبهم مهما كان الثمن، لكنهم لا يمكن أن يصرحوا بهذا، هم يقولون: من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن! أو يقولون: خوفاً من العصا الغليظة، العبارة الجديـدة التـي سمعناهـا من البعض: الخوف من العصا الغليظة! وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم، ومن الخزي في الدنيا؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا؟ الإمام علي (عليه السلام) أراد أن يعلم كل من يمكن أن يصل إلى موقع السلطة في هذه الأمة أنه لا يجوز بحال أن تكون ممن يعشق المنصب، لأنك إذا عشقت المنصب ستضحي بكل شيء في سبيله، وألا تخاف من شيء أبداً فإذا ما خفت من غير الله فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصا غليظة أمامك. سترى معاوية. هل معاوية، والـذي كان موقعه فعلاً في الأيام الأولى لخلافة الإمام علي (عليه السلام) بل في أيام عثمان كانت دولته أقوى في الواقع من محيط الخليفة نفسه، كان في تلك الفترة حكمه مستقراً، ويمتلك جيشاً كثير العدد، هو كان أقوى في الواقع من المجتمع الـذي جاء ليبايع علياًً (عليه السلام)، من مجتمـع المدينـة ومـا حولها. كان هناك استقرار لدى معاوية. سنين طويلة من أيام عمر، من أيام الفاروق، الفاروق الذي جعل هذه الأمـة تفارق علياً، وتفارق القرآن، وتفارق عزها ومجدها من يوم أن ولىَّ معاوية على الشام، وهو يعلم من هو معاوية، هو يعلم من هو معاوية. إذاً كل بلية أصيبت بها هذه الأمة، كل انحطاط وصلت إليه هذه الأمـة، كل كارثة مرت في هذه الأمة بما فيها كربلاء، إن المسؤول الأول عنها هو عمر، المسؤول عنها بالأولوية هو عمر قبل أبي بكر نفسه، قبل أبي بكر نفسه، عمـر الـذي ولـى معاويـة علـى الشـام سنيناً طويلة.
نجد الفاروق الحقيقي، الذي يفرق بين الحق والباطل لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية دقيقة واحدة على الشام، ومن هو الشخص الـذي قـال عنـه الرسـول (صلوات الله عليه وعلى آله): أنه مع القرآن؟ هل عمر أم علي؟ ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)) أم قال عمر مع القرآن والقرآن مع عمر؟ وعندما نجد أن علياً لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية لحظة واحدة على الشام، فإنه يتحرك باسم القرآن، وأنه منطـق القـرآن، وموقـف القرآن. إذاً فالموقف الآخر الذي سمح لنفسه أن يبقي معاوية سنيناً طويلة لا يحاسبه على شيء من أعماله، ويقول عنه: [ذلك كسرى العرب] هو الموقف الذي لا ينسجم مع القرآن بحال، هو الموقف المفارق للقرآن، هو الموقف الذي ضرب القرآن، وأمـة القـرآن، وقرناء القرآن. فهنيئاً لفاروق هذه الأمة، هنيئاً يوم يلقى الله فيُسأل عن كل حادث حدث في هذه الأمة.

*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★هااام جداً★*
*تعميممم من إدارة مكتب التربية والتعليم في محافظة الضالع*

*★الاخوة/مدراء مكاتب التربية والتعليم في مديريات محافظة الضالع....المحترمون*

*الموضوع/تنظيم الموارد المالية لإسهامات المجتمع وفقاً للائحة التنظيمية لمجالس الآباء والأمهات.*
*بالإشارة إلى الموضوع أعلاه... واستناداً للائحة مجلس الآباء والأمهات الصادر بالقرار الوزاري رقم (٢٦٣) لسنة ٢٠٠٩م، ووفقاً لدليل تنظيم الموارد المالية لمجالس الآباء والأمهات من المساهمات الطوعية المجتمعية والصادر بالقرار الوزاري رقم (١٣٧)لسنة ٢٠٢٠م، وتعقيباً لتعاميم السابقة بهذا الخصوص.★*

*★لذا يتم العمل بموجب التعاميم الوزارية المذكورة أعلاه... ونؤكد على أهمية التزام الإدارات المدرسية بالتالي.*
*١-ان لا يتم ربط عملية القيد والتسجيل لأبنائنا الطلبة بدفع المساهمة المجتمعية من قبل الآباء على الاطلاق.*
*٢-ان تكون بشكل طوعي وليست إجبارية.*
*٣-ان يكون جمع المساهمات من اختصاص مجالس الآباء والأمهات وعدم تدخل الإدارات المدرسية بذلك وعدم أثقال كاهل أولياء الأمور بتجميع المساهمة المجتمعية لفصل دراسي أو عام دراسي كامل.*
*٤-العمل على إعفاء الفئات التي وضحتها لائحة مجالس الآباء والأمهات (أبناء الشهداء - أبناء التربويين - أحفاد بلال).*
*★"وعليه"★*
*يتم الالتزام بما ذكر أعلاه..وستتخذ كافة الإجراءات القانونية المخالفة لما ورد...*
*★"وتقبلوا تحياتنا"★*
صادر عن مكتب التربية والتعليم في محافظة الضالع أ/محسن عبدالله محسن.

*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*★الضالع:الشغدري يدّشن العام الدراسي الجديد بالضالع★*

★السبت، 03 محرم 1447هـ الموافق 28 يونيو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.

*★دّشن محافظ محافظة الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، اليوم العام الدراسي الجديد 1447هـ‍.★*

*★وفي التدشين الذي حضره رئيسا جامعة الضالع الدكتور/علي الطارق وفرع هيئة رفع المظالم الشيخ/عبدالرحمن الوجيه ومسؤول قطاع التعليم بالمحافظة الأستاذ/محسن سفيان، أكد المحافظ الشغدري، أهمية استشعار الجميع للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في استمرار العملية التعليمة وغرس قيم العلم والأخلاق في نفوس الطلاب وتأصيل الهوية الإيمانية.*

*وشدد على ضرورة تلافي سلبيات العام الماضي لتجويد التعليم بالمحافظة، مؤكدا استعداد قيادة المحافظة تذليل الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية.*

*★كما أكد محافظ الضالع، أهمية انتظام التعليم، بما يسهم في تجويد الأداء التربوي، ما يستدعي تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لإنجاح العام الدراسي الجديد، لافتاً إلى ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية بتفعيل حملة العودة إلى المدرسة.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*"مهم جداً"*
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹دروس من وحي عاشوراء🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
لا تنظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها. من الذي حرك الجيوش لتواجه الحسين في كربلاء؟ من الذي أرسل ابن زياد إلى الكوفة ليغري زعماء العشائر بالأمـوال، ويرغّـب ويرهـب حتـى يجيشهـم، حتـى يحولهم إلى جيش يتوجه لضرب الحسين بعد أن كانوا قد بايعوا الحسين، من هو؟ إنه يزيد. من الذي جعل يزيداً خليفة على رقاب المسلمين؟ إنه معاوية، من الذي جعل الأمـة - تلك الأمة - تقبل مثـل يزيد؟ من الذي جعل ليزيد سنداً قوياً وقاعدة قوية؟ إنه معاوية، من الـذي ولـى معاوية على الشام؟ إنه عمر، من الذي ولى عمر؟ هو أبو بكر. أبو بكر وعمر كانا يتحركان كما قال الإمـام علـي (عليه السلام) لعمر: (أحلب حلباً لك شطره، شدّها لـه اليوم يردها عليك غداً). حركة واحدة كانت على هذا النحو ممن يعشقون السلطة، ممن يعشقون المنصب، ممن يعشقون الوجاهـة. يقـول البعض: لو كان أولئك ممن يعشقون السلطة لرأيناهم مترفين، لأننا نشاهد أن من يعشقون السلطة هم عادة إنما من أجل أن تتوفر لهم الأموال، وتتوفر لهم الملذات. إلى آخر ما قيل في هذا الموضوع.
يقول أحد العلماء الآخرين - وهو محمد باقر الصدر -: ليس صحيحاً كل هذا، بل وجدنا في التاريخ من ظهروا بمظهر المتقشفين الزهاد من أجل أن يصلوا إلى السلطة.
إن هناك من يحب السلطة فتبدوا لديـه ألـذ مـن كل مطايب العيش، ألذ من كل ملذات الدنيا كلها، فمن أجل الوصول إلى السلطة يتقشف، ومن أجل الوصول إلى السلطة يبدو زاهداً. وقد وجدنا في اليمن نفسه [علي بن الفضل]، علي بن الفضل عندما وصل إلى اليمـن جلـس فـي وادٍ يتعبـد زاهـداً ويتركّـع، يقبل الشيء اليسير مما يُعطى، زاهد متقشف متعبد.
إن هناك نوعيات في البشر يعشقون المنصب، يعشقون الوجاهة فتبدو كل لذة أخرى من ملذات الطعام والشراب والنكاح والبنيان وغيره، تبدو كلها لا تساوي عنده شيئاً، سيضحي بها جميعاً من أجل أن يصل إلى المنصب. هو يجيب على من يحاول أن يقدم أبا بكر وعمر بأنهم لم يكونوا عشاق مناصب، لو لم يكن عمر يعشق المنصب لكان أول من يستجيب يوم قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في يوم من أيام مرضه: ((ائتوني بقلم ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده)) عمر اعترض، هو يعرف ماذا سيعمل، هو يعرف أنه سيكتب علياً (عليه السلام).
إذا كان قد تحدث عن علي طيلة حياته، وأعلن ولايته على رقاب الأمـة يوم الغدير فماذا يتوقع أن يكتب الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلا أن يشد الأمة إلى علي فيكون قد استخدم كل الوسائل، فضج عمر، وقال: الرسول قد غلب عليه الوجع! وقال: إن الرسول ليهجر!؛ لأنـه - كما قـال الإمام علي (عليه السلام) - ((أشددهـا لـه اليـوم يردهـا عليك غداً)). لا ننظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها، ونتحدث عن ابن زياد وحده، أو نتحدث عن يزيد وحـده، إذا كنا على هذا النحو، إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات، ننظر إلى بدايات الانحراف، ننظر إلى الأسباب الأولى، النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمـة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الانحراف، إنما هي تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتـاج ذلـك الانحراف، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها، وسنكون نحن جزءاً من الأسباب التي جعلت الحسين صريعاً في كربلاء، وجعلت عليَّ  اً قبله، والحسن قبله يسقطون شهداء.
من خلال موقف الإمـام علـي (عليه السلام) الذي لم يسمح أن يبقي معاوية لحظة واحدة نعرف خطورة ما يمكن أن يعمله معاوية، ومن خلال هذا الشاهد نفسه نعرف عِظم مـا جنـاه عمر على الأمة يوم ولَّى معاوية على الشام، وجاء من بعده عثمان ليبقي معاوية، وهو بالطبع ابن عمه، ليبقيه ملكاً على الشام، وليس فقط والياً. الإمام علي كأنه يحذر الأمة إذا ما بقي هذا الشخص ولو لحظة واحدة والياً على منطقة فيها فإن التاريخ سيتحول إلى تاريخ مظلم، وإن الدين ستُطمس أعلامه، هذا هو ما حدث بالذات، هذا هو ما حدث بالذات.

ويعطي - كما أسلفنا - درساً لنا نحن، لنفهم نظرة أهل البيت إلى السلطة، لأن أكثر ما يقوله المنحرفون عن أهل البيت والمضللون على الناس: أن ذلك إنما تحرك لأنه يريد أن يحكم، إن هذا إنما ثار لأنه يريد أن يصل إلى السلطة! إن من يتأمـل تاريـخ أهـل البيـت سيجد أنه ليس فقط مجرد حالة بل مبدأ لديهم ثابت أنـه يجـب ألَّا يكـون للسلطـة عنـدك قيمة تساوي شراك نعلك؛ لماذا؟ هل لأنك تبدو زاهداً، أن هذا هو مظهر من مظاهر الزهد، وأنه لا يهمك أمر الأمـة؟ أن يحكمها من يحكمها؟ لا.
إن علياً يوم قال هذه العبارة لا يعنـي أنـه لا يهمـه أمـر الأمـة (أن يحكمهـا مـن يحكمها، وأنا لا أرغب أن أحكمكم، أنا زاهد متقشف، أنا لا أرغب أن أحكمكم حتى وإن استطعت أن أحيي الحق وأميت الباطل). ليس هذا منطق علي، إن علياً يقول لا يجوز أن يحكم المسلمين بحال من يعشق السلطة، من يعشق المنصب. والذي فهم هذا الإمام الخميني - رحمة الله عليه - يوم قال لابنه وهو يوصيه: ((لا يجوز أن تبحث عن منصب، لا يجوز أن تجري وراء الحصول على المنصب حتى وإن كان منصباً دينياً)). أنت تريد أن تصل إلى أن تصبح [آية الله العظمى]، أو أن تصل إلى لقب [حُجة الإسلام والمسلمين]، أو عناوين من هذه. إن عشق المناصب هو ما يمكن أن يضحي بالدين، ويضحي بالأمة، ويضحي بكل شيء. إن علياً (عليه السلام) ترك شاهداً حياً على أنه فعلاً لم يكن يعشق السلطة لهذا الاعتبار، لهذا الاعتبار الذي ذكرناه. يوم أن رفض أن يبقي معاوية، واسأل أي زعيم من هؤلاء الزعماء، واسأل أي خليفة من أولئك الخلفاء. أليس أي واحد منهم سيرى أن من مصلحته، ولا يرى في ذلك ضيراً، بل يراه من الحكمة، ويراه من السياسة، أن يبقي مثل معاوية، وأسوأ من معاوية، أن يبقيه والياً ولو إلى الأبد، من أجل أن يبقى له منصبه، ويحتفظ له كرسي سلطته.
الإمام علي (عليه السلام) ترك مثالاً حياً لنا، ونحن - أيها الإخوة - بحاجة إلى أن نعرف تاريخ أئمة أهل البيت لنستطيع أن نفضح كل من يقول: إنهم كانوا يلهثون وراء السلطة. الكل يلهثون وراء أن يقوم حكم الله في أرضه على عباده، أن تقوم شريعته فتكون هي التي تحكم عباده، أن يسود هديـه كـل المعمورة التي يعيش عليها عباده.
هذا مبدأ إسلامي: أن الدولة الإسلامية، أن الحكومة الإسلامية هي جزء لا يتجزأ من هذا الدين. ولكنهم يرون أنه لا يجوز بحال أن يكون لدى حتى علي أو الحسن أو الحسين أو زيد أو الهادي أو أي شخص من تلك النوعية أن يكون لديه عشق للسلطة، عشق للمنصب. ألسنا نرى أننا أصبحنا نُواجَه وتُواجَه الأمة بكلها بأن يضحى بها على يـد زعمائهـا. أليـس هذا ما هو حاصل؟ وكل ما نسمعه من أجل الحفاظ على المصلحة وعناوين أخرى، إن السر الحقيقي هو أن أولئك يعشقون السلطة.
يجب أن نفهم هذا حتى نميز بين أساليب من يعشقون السلطة، وكيف ستكون العواقب الوخيمة حتى ولو انطلق باسم الإسلام، حتى ولو حكم تحت عنوان إسلامي، حتى ولو حمل لقب [خليفة أو أمير المؤمنين!] أو غير ذلك. ألم ينهزم [أميـر المؤمنيـن محمـد بـن عمر] في أفغانستان وهو باسم خليفة المسلمين؟ هل انهزم علي أو انهزم الحسن أو انهزم الحسين أو انهزم زيد؟ أو انهزم الهادي أو انهزم قبلهم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ لا. لا يجوز لأمير المؤمنين أن ينهزم، إذا انهزم فإنه من يعشق السلطة، من يعشق الحياة، من يعشق المنصب، هو يريد أن يتمتع أياماً متتالية بلقب [أمير المؤمنين]، ونحوه من الألقاب.
عودوا - أيها الإخوة - إلى تاريخ أهل البيت، ادرسوه دراسة حقيقية واقعية حتى تجدوا أنـه ليـس هنـاك مكان لتلـك المقولـة: بأنهم كانوا إنما يثورون من أجل أن يصلوا إلى السلطة، وأنهم كانوا عشاق سلطة. هم عشاق حق، هم من قال لهم جدهم - وهو يوصي الحسن - ((وخُض الغمرات للحق حيث كان)) خُض غمرات الموت مـن أجـل الحـق حيـث كـان. هـذه هـي طريقتهم.
وعندمـا نعـرف أن الإضـلال الذي تبناه معاوية طيلة أيـام إمارتـه، ثـم بعـد أن أصبـح يحمـل لقب خليفة يحكم البلاد الإسلامية بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، ثم من بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) رأينا كيف حول ذلك المجتمع إلى مجتمع يناصر الباطل، ويقف في صف الباطل.
ورأينا أيضاً - أيها الإخوة - كيف يكون الجانب الآخر - وهو ما كنا نقوله أكثر من مرة-: إن الجرائم ليست في العادة هي نتيجـة عمـل طـرف واحد فقط، المجرمون مـن جهـة، المضلـون مـن جهـة يجنـون، والمفرِّطـون والمقصِّرون والمتوانون واللائباليون هم أيضاً يجنون من طرف آخر.

فالجريمة مشتركة، الجريمة مشتركة من أول يوم حصل الانحراف بمسيرة هذه الأمة عن هدي القرآن، وهدي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكيف يمكن أن يسمع الناس منطق الحق ثم نراهم في يوم من الأيام يقفون في وجه الحق، في صف الباطل، هذا هو الذي حصل بالنسبة لأهل العراق. معاوية أضل أهل الشام فكانوا قاعدة لإمارتـه وخلافتـه، وقاعدة لخلافة ابنه يزيد، وكانوا جيشاً قوياً يتحركون لتنفيذ أهدافه، وأهل العراق من جانـب آخر. ما الذي حصل؟ ألم يعش علي (عليه السلام) بينهم سنين خلافته ماعدا الأيام الأولى منها كانت في العراق؟ وعلي ببلاغته. علي بمنطقه. علي بحجـته. علي بمعرفته وعلمه الواسع ((باب مدينة العلم)) هو من كان دائماً يتحـدث مع أهل العراق، من كان دائماً يوجه ويتحدث ويرشد ويعلِّم ويحذِّر وينذر من عواقب الأمور.
فلماذا رأينا أهل العراق يقفون هم قبل أهل الشام في صف يزيد في مواجهة الحسين نفسه؟ إنه التفريط، ليـس فقـط التفريـط أمـام الحـدث، بـل التفريط يوم تسمع التوجيهات فلا تعطيها أهميتها. أن تحصل حادثة معينة، فتتقاعس، تقاعسك، قعودك، إنما هو نتيجة لتفريطك الأول يوم كنت تسمع توجيهات علي، يوم كنت تسمع إنذار علي، يوم كنت تسمع الحِكَمَ تتساقط من فَم علي كالدرر، فتنظر إليها وكأنها بَعَر، لا تهتم بها. التفريط. التفريط إنما هذا منبعه: يوم أن يسمع الناس الكلام، ويسمعون التوجيهات ويسمعون منطق الحق ثم لا يهتمون ولا يبالون، ولا يعطون كـل قضيـة مـا تستحقه من الأهمية.
لماذا تربع أبوبكر على الخلافة بعد أن سمع المسلمون ما قاله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في يوم الغدير وما سمعوه قبل ذلك وبعده؟ سمعوا علياً، وسمعوا محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله)، وسمعوا كل شيء، لكن [وأبو بكر لا بأس المهـم واحـد]، حالة اللامبالاة. من هنا بدأ التفريط، فتربع أبو بكر على الخلافة، ولولا أبو بكر لما كان عمر - كما قال عبد الله بن حمزة - [ولولا عمر لما كان عثمان، ولولا عثمان لما كان معاوية، ولولا معاوية لما كان يزيد]. لولا تفريط أولئك لما كان أبو بكر من البدايـة، ولولا تفريط أهل العراق يوم كانوا يسمعون علياً يتحدث، ومن أبلغ من علي بعد القرآن وبعد الرسول؟! ومن أبلغ من منطقه، ومن أعظم أثراً - إن كان هناك مـا يمكـن أن يترك أثراً - بعد القرآن وبعد كلام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آلـه) مـن مثـل كـلام علـي؟! ذلـك التفريط هو الـذي جعـل أهـل العـراق قبل أهل الشام يصلون إلى كربلاء فيحاصرون الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وجعلهم قبل أهل الشام يوجهون النبال إلى صدره، وهم من عاش بينهم علي (عليه السلام) سنين يحدثهم ويعظهم ويرشدهم، لماذا؟ ما الذي أوصلهم إلى هذا الحد؟ هم فرّطوا، وعندمـا يفـرّط الإنسـان فيما يسمع ستأتي البدائل المغلوطة، إما أن يتلقاها من أمثالـه ممـن يفهمـون الأمـور فهمـاً مغلوطـاً، ممـن لا يعرفون عواقب الأمور، أو من جهة نفسه هو فيكون هو من يحلل، ومن يحـاول أن يضع لكـل قضيـة حـداً معيناً، يظن أنها لا تتجاوزه. ربما كانوا يتصورون أن الحسين هو المشكلة. يمكن أن يُصفى الحسين وتبقى الأجواء طبيعية. بعد أن قُتل الحسين. (عليه السلام) هل بقيت الأجواء طبيعية؟ هل استقر وضع أهل العـراق؟ أم بـدأ العـراق يغلـي، أم بـدأت النكبـات، والكوارث تتابع على أهل العراق جيلاً بعد جيل إلى هذا العصر الذي نحن فيه. لم يسلم أهل العراق، لم يسلم لهم دينهم، لم تسلم لهم دنياهم، لم تسلم أنفسهم. ما أسوأ الإنسان أن يسمع كلمة الحق ثم يرى نفسه في يوم من الأيام يقف في وجه الحق يضربه بسيفه! إنه أسوأ من ذلك الذي تربى على الضلال من يومه الأول، إنه أسوأ من أولئك؛ ولذلـك تجـد مثـلاً واضحاً على هذا. أليس تاريخ العراق أسوأ من تاريخ سوريا؟ أليس العراقيون في كل عصر لا تجد شعباً من الشعوب في البلاد العربية أكثر نكبات، وأكثر مآسٍ من شعب العراق نفسه؟ لأن شعب العراق هو الذي سمع عليّاً أكثر من أي شعب آخر. علي خرج أياماً معدودة إلى اليمن، وبقي أيامـاً معـدودة فـي المدينـة بعد خلافته، وكان في المدينة لا يتفوَّه بكلمة في ظل الخلفاء الثلاثة، لا يريدون أن يتفوَّه بكلمة، لكن معارفه وتوجيهاته وحكمته انصبت في الكوفة على آذان ومسامع أهل العراق ففرطوا. ففرطوا فكانت عواقبهم أسوأ من عواقب أهل الشام أنفسهم.
وعندما يكون الإنسان من هذه النوعية فقد يصحو في يوم من الأيام لكن في الوقت الذي لا ينفع. أهل العراق ندموا بعد، وتاب الكثير من تفريطهم في الإمام الحسين إذ لم ينصروه وخرجوا ثائرين، وقتلوا مَنْ قتلوا الحسين (عليه السلام) وثاروا، ثأروا لقتله لكن بعد فوات الأوان، بعد فوات شخصية عظيمة كالحسين.

لو كانت تلك التضحية، لو كان ذلك الصمود، لو كان ذلك التفاني، لو كان ذلك الاهتمام، لو كان ذلك الوعي في وقته، يوم كان الحسين متوجهاً إلى الكوفة لاستطاعوا أن يغيروا وجه التاريخ بأكمله، وليس فقط وجه العراق، لاستطاعوا أن يعيدوا الأمة إلى ما كان يريد لها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تكون عليه.
قتلوا الآلاف، وقُتل منهـم الآلاف لكـن بعـد فـوات الأوان، بعد فوات شخصية كالإمام الحسين. وأعظم ما تتعرض لـه الأمـة أو من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماء كالحسين وعلي وزيد والحسن وأمثالهم من أعلام الهدى، خسارة عظيمة.

*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹دروس من وحي عاشوراء🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*10/1/1422هـ | 23/3/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
فنحن - أيها الإخوة - عندما نتحدث عن كربلاء لا نتحدث عنها فقط من الجانب العاطفي، الجانب العاطفي مثير لكن قد يجعل القضية تتجمد في عصرها، ويجعلنا نحن لا نستطيع أن نستلهم منها الدروس والعبر، ولـذا حاولنـا أن يكون إحياؤنا لهذه الذكرى هو فعلاً حديـث عـن مـا حـدث فيها من مآسي كشفت عن وحشية أولئك الظالمين، وخشونة طباعهم، وخبث أنفسهم. ونعرف أيضاً الأسباب التي أدت لمثل تلك؛ لأنها أسبابٌ الناس يعيشونها في كل عصر، نحن نعيش - فيما أعتقد - الأمة المسلمة هي تعيش الحالة، الحالة نفسها، الأسباب نفسها التي هيأت الظروف لأن يسقط بين أيديها مثل علي والحسن والحسين وزيد ومحمد بن عبد الله النفس الزكية وغيرهم من عظماء أهل البيت، الحالة نفسها واحدة.
سنظل دائماً نئن ونتوجع من الأحداث ولا نهتدي لحل، ولا نعرف من الذي وراء ذلك، إذا لم نعد إلى دراسة أسباب الأشياء من أولها، نعود إلى دراسة الأسباب الأولى للأحداث حتى نعرف ما إذا كان هناك في واقعنا شيء من هذه الأسباب متوفر، شيء من هذه الحالة التي أدت إلى تلك النتائج السيئة تعيش عليها الأمة، فإذا ما وجدنا أنفسنا نعيش نفس الشعور، نعيش نفس الحالة فاعرف بأنك إنما ستكون مثل أهل العراق، مثل أهل الشام الذين ظلوا دائماً يتوجعون، مثل هذه الأمة من أولها إلى حاضرها، تتوجع من الأحداث، تتوجـع مـن الكـوارث، وتئـن وتصرخ ولا ترى مخرجاً، ولا تعرف حلاً.
وحتى نعرف، وحتى يعرف كل واحد منا أنه يعيش نفسية الشخص الذي أغمض عينيه يوم صعد أبوبكر على كرسي الخلافة، وأنك تعيش نفسية ذلك العراقي الذي كان يسمع علياً يتحدث بمسجد الكوفة، وتحمل نفسية ذلك العراقي يوم خرج الحسين متجهاً إلى الكوفة، ويـوم دخـل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، حتى تعرف أنك لا تختلف عن أولئك، إذا ما وجدت نفسك أمام أي قضية، أمام أي حدث، تجد هناك من يذكرك بمسئوليتك، ويذكرك بخطورة عواقب تلك الأحداث يذكرك بعقوبة تفريطك ثم لا تهتم، فإنك من قد تجد نفسك في يوم من الأيام ليس فقط ضحية لتفريطك، بل تجد نفسك في موقف أسوأ من ذلك الموقف، تجد نفسك في صف الباطل تقف في وجه الحق، تساق إلى مواقف الباطل.
وهذا لم يكن فقط ما حصل للعراقيين وحدهم في التاريخ، لقد حصل للكثير من البشر على امتداد التاريخ، تاريخ هذه الأمة، كم من الأشخاص ممن هم يُحسبون على جانب الحق، ممن سمعوا توجيهات الحق، وسمعوا صوت الحق ودعوا إلى الحق ففرطوا فرأوا أنفسهم يساقون إلى ميادين نصر الباطل!
نحن - أعتقد - إذا لم ننطلق في مواجهة الباطل، في هذا الزمن فإننا من سنرى أنفسنا نساق جنوداً لأمريكا في ميادين الباطل في مواجهة الحق.
لا يجوز بحال إذا كنـا نحـن من نلوم أولئك، أي واحد منا يلوم أهل الكوفة أليس كذلك؟ يلوم أهل العراق، يلوم ذلك المجتمع الذي لم يصغ لتوجيهات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بعد أن ولى علياً، يلوم أهل المدينة، يلوم أهل البصرة، يلوم أهل الشام، يلوم. إذا كنا فقط إنما نلوم الآخرين، ولا نعرف على ماذا نلومهم، أنت تلومهم لأنهم قتلوا الحسين، أليس كذلك؟ فعلاً يلامون على أنهم قتلوا الحسين، لكن ما الذي جرّهـم إلـى أن يقتلـوا الحسيـن؟ أنـت تعيـش النفسية، تعيش الحالة التي جرتهم إلى أن يخرجوا ليواجهوا الحسين، فَلُمْ أنت نفسك، ولمُهم أنت على تفريطهم يوم كانوا يسمعون علياً، واحذر أنت أن تكون ممن يفرط وهو يتكرر عليك هدي علي، وهدي القرآن الكريم الذي هو فوق كل هدي.
أوليس القرآن الكريم حياً بين أظهرنا؟ أولسنا نقرأه؟ أولسنا نحاول أن نعرض الأحداث على القرآن الكريم لنستلهم من خلال القرآن ما هو الموقف المطلوب منا؟ بـل لنحصـل من خلال القرآن على وعي وبصيرة نفهم من خلالها ما يدور حولنا؟ فمن يُعرض، من يُفرط، من لا يهتم، من لا يبالي إنه يعيش نفسية من يلومهم قبل ألف سنة وأكثر من ألف سنة.

بل أرى أن اللوم علينا أشد. لماذا؟ عادة الناس إذا تحدث معهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحذرهم من عواقب الأمور، الكثير من الناس هو يكون من أولئك الذين يريدون أن ينظروا إلى الأشياء متجسدة أمامهم حتى يصدقوا، وحتى يستشعروا الخطـورة، وحتـى يهتمـوا، أو يكـون لهـم موقـف، يريدون كما قال بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (الأعراف: من الآية138) بعد أن خرجوا من البحر، بعد تلك الآية العظيمة، الآية الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى.
وهم مؤمنون بالله، لكنهم مـا زالـوا يريدون أن يروا إلهاً متجسداً أمامهم، حتى قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (البقرة: من الآية55) ألم يقولوا هكذا؟ {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} هذه الروحية: [لن نصدقك حتى نرى الأحداث ماثلـة] هذا هو الغباء، هذا هو الخطأ، هذه هي الأمية الحقيقية، هذه هي الجهالة، هذه الروحية هي التي تؤدي إلى ضرب الأمة في كل عصر. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آلـه) عندمـا كـان يتحـدث. القرآن الكريم ((فيه نبأ مـا قبلكـم وخبر ما بعدكم)) يتحدث هو أيضاً عن عواقب الأمور، عن عواقب التفريط، عن عواقب اللامبالاة، عن أضرار الضلال والباطل عليكم في الدنيا قبل الآخرة. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آلـه) أيضـاً تحـدث لكـن لم تكـن هناك أحـداث واسعـة بسعـة مـا يسمعونـه مـن حديثـه، وهـم مـن نوعيـة مـن يقول في واقعه - من حيث لا يشعر - [لن نؤمن لك حتى نرى عواقب الأمور جهرة!]. الإمام علي (عليه السلام) تحدث مع الناس، وكانت أيضاً قد عرضت في الحياة أحداث كثيرة، فكان من المفترض أن يكون من يعيشون في عصر علي - لأن منطق علي هو منطق القرآن، ومنطق محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) - أن يكونوا أكثر وعياً، لأنهم من قد شاهدوا الأحداث الكثيرة والمتغيرات من بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى أن قام علي، ورأوه فوق منبرهـم فـي الكوفـة يتحـدث معهـم ويوجههم. كذلك من جاء بعدهم، نحن في هذا العصر مـن أمامنـا رصيـد هائل من الأحداث، أمامك كربلاء، وأمامـك يـوم الحـرة، وأمامـك ضرب الكعبة، وأمامك استشهاد زيد، واستشهاد أصحاب [فَخْ]، وأمامك الأحداث تلو الأحداث الرهيبة التي تكشف لك عواقب التفريط والضلال والتقصير والجهل، أصبحت مثلاً شاهداً من واقع الحياة تستطيع أن تضربه مثلاً أمام كل قضية تتحدث عنها. إذا ما كنا نحن لا نفهم بعد ولا نعي وأمامنـا رصيـد مـن هذه الأحداث، أمامنا كربـلاء التـي نحـن فـي هـذا اليـوم نتحـدث عنها، ونستلهم العبر منها. هذا الحدث نفسه إذا لم تكن أنـت، وأنـت فـي هذا العصر من يفهم الأمور - وأمامك هذا الرصيد - فإنك أسوأ ممن خرج يقاتل الحسين، أنت أسوأ ممن خرج يقاتل الحسين. وإذا كان أولئك لتفريطهم هيئوا الساحـة لأن يتولـى يزيد فأنت هنا لتفريطك ستهيئ الساحة لأن يحكمها [بوش]، ولتحكمها إسرائيل، فيحكمها اليهود، أوليس اليهود أسوأ من يزيد؟ إن من يهيئ الساحة لتحكمها أمريكا، من يهيئ الساحة لتحكمها إسرائيل، من يهيئ الساحة لتحكمها ثقافة الملعونين من اليهود والنصارى بدل ثقافة القرآن هم أسوأ ممن شهروا سيوفهم في وجه الحسين. لأنها كلها حالـة عربيـة واحـدة، كلنـا نحن العرب حالة مترسخة لدينا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} ((حَـذْوَ بنـي إسرائيل)) هم قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَـكَ حَتّـَى نَـرَى اللَّهَ جَهْـرَةً} (البقرة: من الآية55) لن نؤمن لك يا علي عندما تقول: ((والله إني لأخشى أن يُدَال هؤلاء القوم منكم، لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)) لن نؤمن لـك حتى نرى معاوية جهرة فوق منبرنا فنعلم أنه فعلاً أنه قد أُدِيْلَ منا.

لن نؤمن لك يا حسين، لن نؤمن لك يا علي إلا بعد أن نرى يزيد فوق منبرنا، لن نؤمن لـك إلا بعـد أن نرى سيف يزيد مشهوراً على رقابنا، لن نؤمن لك حتى نرى أمريكا ونرى الأمريكي يوجه بندقيته إلى صدورنا، لن نؤمن لك حتى نرى نساءنا يخرجن متبرجـات كالأوربيـات في شوارعنا، لن نؤمن لك حتى نرى القرآن تُمَزَّق صفحاته في مساجدنا، لن نؤمن. لن نؤمن. هي الحالة العربية التي ضربت العرب، وضربت القرآن، وضربت الدين، نحن نعيشها [لن نؤمن لك حتى نرى.] نحن - أيها الإخوة - يجب أن ننسف هذه الكلمة من مشاعرنا، ومن عقولنا، ومن أذهاننا [أنني لا أصدق إلا عندما أرى الأشياء ماثلة] إذا كنت من هذا النوع إذاً أمامـك علـى طاولة التاريخ الشواهد الحية لهذه، ألا يكفيك شواهد حية على مدى [1400 عام]؟ ألا تكفيك شواهد إذا كنت ممن يريد أن يرى الأشياء أولاً ها هي أمامـك كربـلاء، هـا هي أمامـك [الحَـرَّة]، ها هي أمامك ضرب الكعبة، ها هي أمامـك الأحداث، تلك الأحداث، هي مثلٌ على كل مـا نحدثـك عنـه. إذا كنـت لا تريد أن تكتفي بهذه الشواهد - التي هي شواهد حية، أحداث تجسدت في التاريخ بل تريد [موديلاً] جديداً من الأحداث - فأنت أيضاً أسوأ ممن قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} أولئك الذين خرجوا ليشهروا سيوفهم في وجه الحسين هو ملعونون، ألسنا نلعنهم. نعتبر أنهم ارتكبوا جريمة من أفظع جرائم البشرية على طول تاريخها، لكنهم في الواقع لم يكن أمامهم رصيد من الأحـداث، والأمثلـة الحية، وهم كمثلنا نحن وهم عرب ممن يعيشون في أنفسهم وتترسخ في أنفسهم [لن نؤمن لك حتى نرى مـا تحدثنـا عنـه ماثـلاً أمام أعيننا].
2025/07/12 18:55:13
Back to Top
HTML Embed Code: