*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹سورة آل عمران - الدرس الثالث🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 11/1/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّـا وَأَنْتُـمْ مُسْلِمُـون * وَاعْتَصِمُـوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُـمْ مِنْهَـا كَذَلِـكَ يُبَيِّـنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 102-103).
عرفنا تفسير هذه الآيات [في الجلسة السابقة]. وصلنا إلى قولـه تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 103) هكذا يكون بيـان مـن الله سبحانه وتعالى لكم، من منطلق رحمته بكم، وأنـه لا يريـد لكـم أن تُظلموا، ولا يريد لكم أن تكونوا كافرين، ولا يريد لكم أن تعودوا على شفى حفرة من النار كما أنقذكم منها أول مرة فتعودوا إليها من جديد.
إذاً فالله سبحانه وتعالى عندمـا يبيـن لنـا فهـو يبين لأنـه رحيـم بنا، فمن منطلق رحمته، وهذا أهم ما رسخه القرآن الكريم هو: أن الله [رحمن رحيم]، وأن الله رحيم بعباده، فلأنه رحيم بعباده يهديهم، يبين لهم آياته، ويسميها آيات، لأنهـا علامـات علـى حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق لا يمكن أن تتخلف عن أن تحصل نتائجها سواءً كانت سلباً أو إيجاباً.
فمتى ما تفرقتم ستظلمون، متى ما توانيتم وقصرتم في مواجهة أهل الكتاب قد ترتدون بعد إيمانكم كافرين، وقد تعودون إلى شفا حفرة من النار.
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران:103) تهتدون إلى مـا أنتم بحاجة إلى أن تهتدوا إليه، أليس هناك حاجة ماسة ونشعر بأن لدينا حاجة ماسة إلى أن نهتدي إلى ما به نحافظ على أنفسنا أن نبقى مسلمين؟ إلى ما به نبتعد عن أن يحوّلنا أهل الكتاب إلى كافرين بعد إيماننا؟ نهتدي إلى مـا بـه نبتعد عن النار التي قد كنا على شفا حفرة منها، هل هناك حاجة إلى هذا أو لا؟ أقول: أنـا لسـت بحاجـة إلى أن أهتدي حتى لا أتحول إلى كافر! ما الذي سيحصل إذا أصبحت كافراً؟ هل الكفر مشكلة كبيرة أم لا؟
الناس فـي الدنيـا يـرون بعـض الأشياء مشكلة كبيرة جداً وغايتها مـا هـي؟ النتيجـة منها التي ترعبهم ما هي؟ قد يكون إمـا سجـناً، أو يخسـر قليـلاً من المال، أو وجعاً في رأسه، أو قليلاً من المغص في بطنه، أليس يعتبر هذه مشاكل في الدنيا؟ أو مشكلة كبيرة، لأنه قد يؤخذ عليه قطعة أرض، أو جزء من [مَشْرَب]، فتصبح مشكلة كبيرة عليه إذا لم يشاجر بعنف ويبذل كل أمواله في سبيل ألا تخرج من تحته، حتى وإن كانت حقاً للآخر. تصبح مشكلة لديه تشغله وهو يأكل، تشغله وهو يصلي، تشغله وهو متوجه إلى فراشه للنوم، تشغله وهو يمشي!
أليست الأمور تحصل هكذا بالنسبة للذين يشاجرون على جزء من [مَشْرَب] أو على أشياء من هذه؟ تصبح مشكلة لديه كبيرة! تشغل بَالَـه وتأخـذ كـل تفكيـره وكـل اهتمامه، فيعيش البعض في حالة تقشف، يتقشف يحاول عندما يذهب ويعود إلى المحكمة يحاول أن يصبر على أن يأكل أكلاً كيفما كان، ليستطيع أن يواصل شريعته، لكي [لا يربِّطه] غريمه - كما يقال - لأنها مشكلة كبيرة لديه! أليست مشكلة كبيرة؟
طيب: أليست مشكلة كبيرة أن تقع في حالة يمكن أن تؤدي بك إلى جهنم؟ أليست هذه مشكلة كبيرة؟ هل هناك شيء أشد من جهنم؟ هل هناك شيء أسوأ من جهنم؟ من عذاب النار؟ من عذاب الحريـق؟ {كَذَلِـكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 103) إذا كانت تهمكم أنفسكم فتبحثون عما يهديكم إلى ما فيه نجاتكم فلا تُظلمون في الدنيا، ولا تصيرون إلى ما تستوجبون به عذاب جهنم في الآخرة.
ثم أي طرف في الدنيا، أي جهة في الدنيا يمكن أن تكون أكثر رحمة بنا من الله سبحانه وتعالى؟ هل هنـاك أحـد؟ وإذا افترضنا أن هناك من هو رحيم بنا، فهل هناك من يستطيع أن يهدينا كما يهدينا الله سبحانه وتعالى؟ لا. قد ترحمك أمـك، قـد يرحمـك أبوك، قد يرحمك إخوانك، قد يكونون حريصين على نجاتك، حريصين على سلامتك، لكن لا يمتلكون علم الغيب، لا يمتلكون ما يستطيعون به أن يرسموا لك طريق الهداية التي تعتبر حقائق لا تتخلف.
بل قد يحصل العكس، قد توجهـك أمـك أو يوجهـك أبوك أو أخوك إلى الترك، ألا تتحرك في قضية يكون في الواقع سلامتك وهدايتك وعزتك ونجاتك في أن تتحرك فيها، فتنطلق أمـك من بـاب العاطفة من باب الرحمة بك.
أليست تتحدث من منطلق الرحمة؟ لكنها لا تستطيع أن ترسم لك الهداية الحقيقية، لا تستطيع مهما كانت رحيمة. فبالنسبة لله سبحانه وتعالى تجتمع أشياء كثيرة: رحمته العظيمة بنا، وعلمه، هـو الـذي يعلـم السـر فـي السمـاوات والأرض، يعلـم الغيـب والشهادة، علمه بكيـف يهدينـا ومـا هـو الـذي فيـه هدايتنا؟ ولهـذا يتحدث بأن ما يهدينا إليه هو آيات. معنى آيات: أعلام على حقائق، حقائق لا تتخلف، حقائق هي تمثل هدايتكم إذا سرتم عليها وفي طريقها ، فآياته أعلام على حقائق نسير وراء هذه الأعلام نهتدي بها، ولا بد أن تحصل - إذا مشينا مهتدين بها - لا بد أن تحصل تلك الحقائق من ورائها، سواء مـا كـان منهـا في الدنيا من عزة ومكانة وشرف ورفعة واستقامة، وبالنسبة للآخرة الفوز العظيم بالجنة، أليست هذه هي الهداية الحقيقية؟
عندمـا يهدينا هو يهدينا إلى ما نحن في أمس الحاجة إليه في الدنيا قبل الآخرة، هذا شيء مؤكد، لأن الثمرات كلها ليست مرتبطة بأن ثمرتها هي الجنة فقط لا شيء قبلها، بل يهدينا إلى ما نحن في أمس الحاجة إليه في الدنيا، كي لا نُظلم، لا نُذل، لا نُقهر، لا نصبح جنداً للشر والباطل، لا نصبح عبيداً للشيطان، أليست هذه أشياء تهمّ الإنسان ألا يقع فيها؟
وعلى الرغم من ذلك أيضاً يكتب لنا أجراً على كل ما نسير فيه ممـا نحـن في أمس الحاجة إليه فيكتب لنا أجراً عليه، ويكتب لنا الفوز بالجنة، وما أعظم الجنة، وما أعظم رضوان الله الذي هو أعظم من الجنة. أليست هذه هي منتهى الرحمة؟ ولهذا قال تعالى: {فَفِـي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107) كما سيأتي بعد في هذه الآيات، هذه هي الرحمة.
أمك، أبوك، خالك، جدتك، أي أحد من أقاربك أي شخص يهمه أمرك لو انطلق بكامل الإخلاص فلن يستطيع أن يهديك على هـذا النحـو، ومتـى مـا هـداك فإنـه لا يملك لك شيئاً من بعد، لا يملك جنة ولا يملك ناراً، وقد لا يملك فعلاً أنك متى ما سرت على النحو الذي هداك إليه أنه سيقف معك بكل ما يملك، قد يكون مجرد نصح فقط، أما الله فقد وعد أنك عندما تسير على مـا هـداك إليـه فإنـه سيقـف معك، وسيؤيدك، وسينصرك، وسيهديك، ويوفقك، ويرعاك، ويرشدك.
الإنسان إذا تأمـل لا يجـد أي طـرف إطلاقاً يمكن أن يهديـه كهدايـة الله، لا يمكـن أبداً، ولا أن يتحقق له من أي طرفٍ مهما كان ناصحاً له كما يتحقق له على يد الله سبحانه وتعالى.
ولأن الآيات هي في سياق الحديث عن أهل الكتاب وعن أعمالهم الخبيثة وخططهم الماكرة، بدأ التوجيه نحو الهداية من الأمر بتقوى الله حق تقاته، ثم الاعتصام بحبله، ثم ماذا؟ {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) في طريق أن تكونوا بمستوى أن تواجهوا أهل الكتاب لا بد أن تؤهلوا أنفسكم، لتتحركوا أولاً في مجال إصلاح المجتمع مـن الداخـل، لأن أهـل الكتاب سينفذون إلى داخلكم إلى أعماق بيوتكم، إلى أعماق نفوسكم. فلا بـد أن تكونـوا معتصميـن بحبـل الله جميعـاً، ثـم تنطلقون بشكل جماعي - بعد أن تؤهلوا أنفسكم وتجعلوا من أنفسكم أمة قادرة على أن تتحرك في الداخل أولاً - في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لا تتصور أبداً بأن معنى المسألة في مواجهة أهل الكتاب هو: أن تتجه بعينيك إلى [نيويورك] أو إلى إسرائيل أو إلى [لندن] أو [باريس] أو نحوها، من هنا، العمل يأتي في مواجهتهم من هنا من الداخل، لأنهم هم - وهم في مجال أن يضربوا الأمة - يتغلغلون إلى داخلها بمختلف وسائلهم الخبيثة، {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً} (المائدة: 33) فساداً ثقافياً، فساداً أخلاقياً، فساداً اقتصادياً، فساداً في البيئة، فساداً في كل مجالات الحياة.
إذاً فلا بد للأمة - وهي في طريقها إلى أن تؤهل نفسها لتكون بمستوى مواجهة أهل الكتاب، وفي مجال أن تحصّن نفسها من خبث أهل الكتاب حتى لا تتحول إلى أمـة كافـرة، إلـى أمـة مرتدة بعد إيمانها - سواء الأمة على مستوى الأمة أو أي مجتمع داخل هذه الأمة لا بد، لا بد أن تتحرك في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعـوة إلـى الخيـر، وإلا فماذا؟ قد تكون أنت تفكر بأن تجهز قطعاً عسكرية لتضرب [واشنطن]، وهم يضربونك في داخـل كـل بيـت مـن بيوت مجتمعك، هذا لا يتأتى، وهـذا هـو مـا حصـل، أليس هذا هو الحاصل؟
صفقات أسلحة للسعودية، لليمن، لمصر، لهذه الدولة، لهذه. صفقات أسلحة: طائرات دبابات، كل مرة نسمع بصفقة أسلحة، لكن من الذي سيحرك هذه الأسلحة؟ بـدءاً مـن الكبير، من الملك أو الرئيس إلى آخر شخص في المجتمع من هو؟ لقد ضُربت الأمة من الداخل.
وعندمـا غاب الأمر بالمعروف. الأمر بالمعروف لا يعني فقط أن تقول لفلان: يغطي ركبته فقط، بكل ما هو معروف، بكل مـا الأمـة بحاجة إليه أن تهتدي به، أن تتحلى به أن تسلكه، أن تعمل به، في مجال السياسة في مجال الاقتصاد، في مجال الأخلاق، في كل مجالات الحياة، في كل مجالات الدين، المعروف باب واسع جداً.
إن من المعروف أن نقول للآخرين: إن عليكم أن تهتموا بالجانب الاقتصادي فتجعلوا الشعوب قادرة على أن تقف على أقدامها مكتفية بذاتها فيما يتعلق بقوتها الضروري، لتستطيع أن تقف في مواجهة أهل الكتاب، أليس هذا من المعروف؟ ليس المعروف فقط هو فيما نتصور، حتى أصبح هذا المبدأ العظيم مبدأ الأمر بـالمعـروف والنهي عن المنكر يعني فيما يتعلق بأشياء بسيطة، بسيطة جداً [غلِّق المسجلة، غَطّ ركبتك]. أليست هكذا؟ تقريباً تنتهي إلى هذه (المعروف).
ولهذا نحتاج إلى أن تكون هناك أمة، أن يؤهل الناس أنفسهم إلى أن يصبحوا أمة قادرة على أن تدعو إلى الخير تحت عنوان (الخير) الواسع، وأن تكون أمـة تأمـر بالمعـروف تحت هذا العنوان الواسع، وتنهى عن المنكر بعنوانه الواسع، ثلاثة عناوين واسعـة جـداً، ثلاثـة عناويـن مهمـة هـي تشمـل كل مجالات الحياة، سواء ما كان من وجهة نظرنا لا نراه متعلقاً إلا بالدنيا، وما كان منها متعلقاً بالدين.
أليست هذه هي هداية حقيقية إذا أحـد تأمـل فعـلاً، تجعلك تثق بالله، يجعل الإنسان يثق بأنه يضع الخطط الحكيمة للأمـة لتسير عليهـا. وهو يعلم ما سيعمل أهل الكتاب، وكيف ستكون أساليبهم، وأنهم سيغزون الأمة من الداخل فيجعلون الأمة تقف مستسلمة أمامهم، طائعة لهم، متولية لهم، كبارها جنود لهم، وصغارها ضحية لفسادهم، فتتجمد وتتعطل كل وسائل القوة الأخرى.
البترول في الأرض يصبح لا يمثل ما يمكن أن يمثله من آلة ضغط عليهم، هذه الخيرات المنتشرة في معظم البلاد الإسلامية كذلك لم تعد تمثل وسيلة للضغط على دول الغـرب: اليهـود والنصـارى، هـذه الأسلحـة المتطورة التي يمتلكها هذا الشعب وهذه الدولة وهذه الدولـة وتلـك الدولـة هي أصبحت قطعاً متجمدة لا معنى لها لا قيمة لها، بل ستصبح قطعاً تتحرك بفاعلية في خدمة أمريكا وإسرائيل لضرب الشعوب نفسها! أليس هذا من الدهاء اليهودي؟ أليس هذا من الخبث اليهودي الشديد؟
وفعلاً كم وجدنا أن الأسلحة العربية والجيوش العربية تحركت لخدمة إسرائيل وأمريكا - سواءًً من حيث تشعر أو لا تشعر - عندمـا تحركـت جميعـاً فـي مواجهة [الثورة الإسلامية] في إيران ومواجهة [الإمام الخميني]، الذي برز كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقـة مـن القـرآن الكريـم فـي مواجهـة اليهـود والـنـصـارى، تتـحـرك جيـوش مـن مختلـف الـدول العربية، وقطع عسكرية من مختلف دول العالم، قطع أسلحة تتحرك في مواجهة هذه الدولة المسلمة وهذه الثورة الإسلامية! فتكون النتيجة في الأخير هي أنهم حموا إسرائيل من أخطر جهة كان يمكن أن تواجهها في هذا العصر، كان يمكن أن تقضي عليها فعلاً، كان يمكن أن تقضي على إسرائيل.
وكان [الإمـام الخمينـي] رحمة الله عليه يرفع شعار: ((أن إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل))، وكان فعلاً جاداً في أن يستأصل هذه الغُدّة، لكن العرب الذيـن يصرخـون الآن مـن إسرائيـل، العـرب الذين تحولوا إلى جنود لإسرائيل هم الذين وقفوا في وجه ذلك القائد العظيم، وذلك الشعب العظيم، والثورة العظيمة، لتقف إسرائيل محميّة دون أن تخسر شيئاً. ومتى ما انتهى خطر ذلك الشبح المخيف تستمر إسرائيل في عملها، لا تقدر - على أقل تقدير - لا ترعى جميلاً: أن هؤلاء خدموها فتتعامل معهم بوداعة وسلام، لم يحصل هذا.
{هَـا أَنْتُـمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُـمْ وَلا يُحِبُّونَكُـمْ وَتُؤْمِنُـونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُـمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} (آل عمران: 119) مهما عملتم لهم لن يقدروا لكم جهودكم، لن يرعوا لكم جميلاً، لن يكافئوكم بإحسان، وهذا ما حصل، وهذا الذي نشاهده الآن، أما كان من المفترض أن إسرائيل ترعـى ذلـك الجميـل لهـذه الـدول العربيـة التـي انطلقـت لتقـف بـدلاً عنهـا فـي مواجهـة [الثـورة الإسلامية] و[الإمـام الخمينـي] فتزيـح ذلك الخطر عن وجهها، أما كان من المفترض أن تتحول إسرائيل إلى دولة مسالمة؟ دولة تهتم بأمر العرب وشأنهم.
[لاحـظ العـرب] كانـوا يقولـون: لا بـد مـن تحرير فلسطيـن حتـى آخـر ذرة مـن تـراب أرض فلسطيـن؟ أصبحت المسألة بالعكس سيخدمون إسرائيل حتى آخر ذرة، وآخـر جنـدي مـن أبنـاء أوطانهـم، لكـن تحـت عناوين أخرى، اليهود هم يعرفون كيف يرسمونها، وكيف يشغّلون الأمة ويشغّلون الشباب في التحرك تحتها.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*🎥 | هذا المقطع يجب أن يصل إلى كل عربي ومسلم !*
-
*هذه حُجة أزحتها عن كاهلي.*

#أمة_واحدة
#مع_إيران_ضد_العدوان
#أمة_واحدة
#لن_نترك_غزة
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
لقاء موسع لعلماء اليمن بعنوان "وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة وتأييد إيران في مواجهة أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل"

عُقد بصنعاء اليوم، اللقاء الموسع لعلماء اليمن بعنوان "وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة وتأييد إيران في مواجهة أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل"، نظمته رابطة علماء اليمن.
#أمة_واحدة
#وكالة_سبأ
🔹 𝕏   |      |  
🔹 www.tg-me.com/SabaNewsyeMedia

https://www.saba.ye/ar/news3503977.htm
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹سورة آل عمران - الدرس الثالث🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 11/1/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكـن حـاول أن تغيـر مـن نفسك حتى تصبح إنساناً فاعلاً قادراً على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس - ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك - إلى مـا يخالـف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكراً؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هـو أرحـم الراحميـن، أتتنـا ممـن يعلـم السـر فـي السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنهـا هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحـد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندمـا يبـدو مشفقـاً يبـدو وكأنـه ناصـح لا ينبغي إطلاقاً أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقاً في واقع الأمر وناصحاً، نقول: أنت لا تفهم. شكراً لك على نصيحتك، وشكراً لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليـس بالإمكـان أن نقول لأي شخص؟
أمـا إذا كـان شخصـاً آخـر نـرى أنه ممن يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه فبالأولى أن نعرض عنه، بل أن نظهر في وعينا بالشكل الذي يحطم أعماق مشاعره بأن من المستحيل أن يؤثر علينا، كما قلنا لكم سابقاً عن نبي الله موسى عندما قال: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص: من الآية 17) أنه رسخ في نفسه نوعاً من المشاعر الواعية التي تجعل الطرف الآخر من المستحيل أن يقدم لموسى كلمة يتأثر بها، وما أعظم أن تصل إلى هذا المستوى بوعيك: أن يراك الآخر صخرة أمامـه لا يمكـن أن يؤثـر فيـك، وأن أي كلمة تنطلق من فمه نحوك ستتحول إلى شظايا، تتحول إلى فُتَات، إلى بخار لا تؤثر فيك بأي أثر.
عادةً مـن يتحول نحوك ليقدم لك هذه الكلمة أو هذه ويصبغها بصبغة أنه مشفق عليك وناصح لك إنما انطلق لأن لديه أمل في أن يؤثر عليك.
نحن بحاجة إلى أن نظهر في وعينا في سلوكنا في أعمالنا في جدنا في اهتمامنا إلى درجة تحطم معنويات المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مـرض، فييأسـون فيضْمَحِلُّـون ويتضاءلـون أمـام مـا يلمسونه من كل شخص منا، من جِدِّه واهتمامه ووعيه، فيرون الناس كتلاً من الصلب تتضاءل نفسياتهم وتضمحل ويتلاشون شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا في المجتمع لا قيمة لهم، وحتى يصل إلى درجة ألا يعرف ماذا يقول وبماذا يتفوه معي أو معك، تضطرب المسألة لديه، يتلَجْلَج الباطل في فمه، فلا يعرف ماذا يقول وماذا يعمل.
إذا وصلـت الأمـة إلـى وعي من هذا النوع فلو اتجهت عشرات المحطات والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة نحو مجتمع من هذا النوع كل ذبذباتها ستنطلق إلى الجو ولن تصل إلى أرض نفسيتك لن تؤثر فيك. كما وصل إليه الإيرانيون في أيام [الإمام الخميني] كانوا على هذا النحو حملوا وعياً رهيباً وعياً عالياً.
لكن المجتمع الذي يبدو أفراده حتى المتدينون فيه وطـلاب العلـم وحملـة العلـم يبـدو وكأنهـم أغبيـاء مساكين لا يفهمون شيئاً ولا يعرفون شيئاً فيتحرك هذا بنشاط، وهذا المنافق بنشاط، وهذا الذي في قلبه مرض بنشاط، وهذا المرجِف بنشاط، لأن الساحة تدفعهم نحو هذا، هم يأملون أن يغيروا يأملون أن يؤثروا، يرون الناس يتحركون أمامهم وهـم يمكن أن يكونوا ضحية كلمة واحدة فينشطون.
وهكذا عندما كان المجتمع في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فيه كثير من هذه النوعية أصبح للمنافقين فاعلية كبيرة جداً {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} (التوبة: من الآية 47) لأن فيكم سماعون لهم، متى ما أصبح المجتمع ليس فيه سماع للمنافقين، ليس فيه سماع للمرجفين، لأن من تقدم إليّ بثوب ناصح أو مشفق مهما كان - حتى وإن كان ناصحاً في واقع الأمر - فلا يمكن - إذا كنت عارفاً بالله - أن اعتقد أنه أنصح لي من الله أو أن أرى فيه أنه أنصح لي من الله وأرحم بي من الله، أليست هذه وحدها تكفي؟
عندمـا تقـول لـي: [بَطِّل مالك حاجة، با تكلف على نفسك] - العبارة المعروفة - أقول: لكن الله هو نفسه هو الذي دعاني إلى أن أتحرك، فإن كان أرحم الراحمين هو الذي دعاني إلى أن أتحرك فإن الله يعلم أن الحركة هي خير لي من القعود، أن العمل هو خير لي من الجمود، أن الحركة هي نفسها تجسيد لرحمة الله بي، أن العمل بما أرشدني إليه هو نفسه الذي سيحقق لي الرحمة في الدنيا والآخرة، الله هو أنصح لي منك، هو أرحم بي منك، هو أهدى لي منك. تكفينا هذه، والله إنها تكفينا. تكفينا هذه.
ولهذا نحن يجب أن نعمل فعلاً على أن نعرف كيف نكون معتصمين بالله بوعي، {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: من الآية 101).
هؤلاء الذين يتحركون بعد أن يصبحوا بشكل أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أليست أعمال تبدو أعمال صراع مع الآخرين؟ قد تصل إلى درجة صراع مع الآخرين مع من يصدر منهم المنكر، مع من نريد أن يمشوا ويأمـروا بالمعـروف، مع مـن نشجعهـم علـى الخيـر، ونحركهم إلى أن يكونوا فاعلين للخير وعاملين في إطار الخير. هل هذه خسارة أم أنها هي الفلاح؟ هي الفلاح، هي النجاح، هي الفوز {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} هكذا يقول الله سبحانه وتعالى في آخر هذه الآية: {وَأُولَئِكَ} [أولئك هم]، هذه العبارة التي تُشَخِّص وتُخصص من يتحركون على هـذا النحـو: أنهـم هـم وحدهـم المفلحون، لا أولئك الآخرون الذين يرسمون لأنفسهم طرقاً أخرى، يرون أن الحياة ستستقيم وأنهم سيصلون إلى الجنة بعيديـن عـن القيـام بأعمـال مـن هـذا النـوع، هـم الخاسرون، وليسوا مفلحين.
هـؤلاء وحدهـم عندمـا يقـول: {وَأُولَئِكَ} إشارة إلى من؟ إلى من يعملون على أن يكونوا بشكل أمـة مؤهلـة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على أرقى وسائله وفي أرقى نُظَمِه، من منطلق واحد، توجيهـاتٍ واحـدة، وخطة واحدة، هؤلاء هم المفلحون {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يقول علماء البيان بأن هذه هي من العبارات التي تفيد الاختصاص، بمعنى هم وحدهم لا غيرهـم المفلحـون، بكـل هـذه العبـارات الثـلاث: {أُولَئِكَ} اسم الإشارة الذي يفيد الاختصاص في الإشارة إلى شيء، الإشارة تفيد الاختصاص أولئك {هُمُ} الضمير نفسه {الْمُفْلِحُونَ} ثم اسمية طَرفَي الجملة، [هم المفلحون] بـ[ألـ]، بكل وسائل التخصيص والتشخيص للطرف المفلح وحده هو جاء في هـذه الآيـة: {أولئـك، هـم، ألـ، مفلحـون} مـاذا تعني؟ لا غيرهم، إذا كنـت أنت المفلح وحدك لا غيرك فغيرك ماذا يعني؟ هو الخاسر.
لو كان بالإمكان أن نتصور أن طرفاً آخر أيضاً سيُعد مفلـح لكنـا مكذبيـن بهـذه الآيـة: {أُولَئـِكَ هُـمُ الْمُفْلِحُونَ} أولئك هم وحدهم المفلحون في الدنيا وفي الآخرة.
هذه نفسها الآية مما تدعونا إلى أن ننظر لأنفسنا من جديد هـل نحن ممن يمكن أن يكونوا هم المفلحون أم لا؟ إن رضينا لأنفسنا أن نبقى علـى مـا نحـن عليـه، وتمشي علينا هذه الوضعيات والأحداث السيئة فلا نتحرك لديننا، ولا نتحرك للحفاظ على سلامة ديننا في أنفسنا على أن نبقى مسلمين، لا نتحرك في أن نكون أمة واحدة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلسنا مفلحين، إذاً نحن لسنا مفلحين لا في الدنيا ولا في الآخرة أليست هذه قضية خطيرة علينا جداً؟
إذا كنا نرى هذه الآية تتحدث عن ناس هنـاك مـدري منهم [مفلحين]، لكن واحنا أيضاً مفلحين! فهذا من التكذيب بآيات الله، هذا من التكذيب بآيات الله، وكأن الله يحكي لي عن ناس هناك مجموعين نراهم، نشاهدهم - سواء في ذهنيتنا أو على الشاشة - يتحركون يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عـن المنكـر، وأولئـك هـم المفلحـون، المفلحـون. لكن واحنا مفلحين! لا. لا. الآية جاءت بالتشخيص، بالتحديـد، بالاختصـاص {أُولَئِـكَ هُمُ} وحدهم، هم وحدهم {الْمُفْلِحُونَ} لا غيرهم.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*★الضالع.. مناقشة آلية تطوير العمل التعاوني والزراعي في مديرية جبن★*

★الأحد، 26 ذو الحجة 1446هـ الموافق 22 يونيو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.

*★ناقش لقاء في مديرية جبن بمحافظة الضالع اليوم، برئاسة محافظ محافظة الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، آلية تطوير العمل التعاوني والزراعي.★*

*★وفي اللقاء الذي حضره مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة العميد/احمد ثابت المراني، ومدير المديرية العميد/صالح الغرباني، وضم قيادات السلطة المحلية والتعبئة العامة وفرسان التنمية بالمديرية، أكد الشغدري ضرورة الاهتمام بتطوير العمل التعاوني وتعزيز جهود التنمية لإحداث نقلة نوعية في الجانب الزراعي والاقتصادي على مستوى العزل والقرى بالمديرية.*

*وتطرق إلى أهمية دور الجمعية التعاونية التنموية للنهوض بالقطاع الزراعي وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.*

*أشار الشغدري، إلى اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالجانب الزراعي والنهوض بالتنمية المحلية من خلال الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض، وتفعيل المبادرات المجتمعية لتسريع عجلة البناء والتنمية.*

*وأكد على ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لدعم مشاريع التمكين الاقتصادي من خلال المشاريع الصغيرة التي تسهم في خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
2025/06/25 00:33:30
Back to Top
HTML Embed Code: