🌹#ماذا_بعد_رمضان🌹
الهمسة (21): العزيمة في الطاعة... لا تتنازل عن مستواك الإيماني
القارئ الكريم، ونكمل معك في الهمسة (❶❷) من سلسلة #ماذا_بعد_رمضان؟ وهذه المرة مع وصيةٍ لكل من ذاق حلاوة الإيمان، وصعد مراتب الطاعة في رمضان، ثم بدأ يشعر بتراجع… نقول له:
العزيمة في الطاعة... لا تتنازل عن مستواك الإيماني
في رمضان عشتَ أجمل أيامك،
صليتَ بخشوع، وذكرتَ بقلبٍ حاضر، وبكيتَ في السجود،
فهل تظن أن الله أراد لك أن تكون في تلك الحال فقط ثلاثين يومًا؟
هل تظن أن القرب من الله لا يصلح لك إلا موسمًا؟
بل تلك الأيام كانت "نموذجًا" لمستواك الحقيقي... فارفع نفسك إليه، وتمسّك به، ولا تتنازل.
📖 الآية المختارة: ﴿وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69).
🔹 المجاهدة تعني: لا ترضَ بالقليل، لا تتراجع عن مستواك،
🔹 العزيمة لا تسكن في قلوب المتكاسلين… بل في قلوب أهل الإرادة.
💬 حديث يشحذ العزيمة:
قال رسول الله ﷺ: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز" 📚 رواه مسلم (2664)
🔸 لا تعجز عن الحفاظ على مستواك،
🔸 ولا تُفرّط في عزيمتك التي بنَيتها طوال رمضان.

🕯 قصة من نور: همّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول:
"إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة!"
🔖 العزيمة لا تعني التوتر… بل أن تكون عبدًا لله في كل لحظة، تعمل، وتجتهد، وتسابق، ولا ترضى بالتراجع.

🌟 لماذا يجب ألا تتنازل عن مستواك الإيماني بعد رمضان؟
❶ لأن ما وصلتَ إليه من صفاء وخشوع لم يكن خيالًا… بل هو حقيقتك إذا أردت.
❷ لأن التراجع عن الطاعة يُذهب لذّتها ويؤدي إلى الانتكاس.
❸ لأن النفس إن لم تُلزمها بالعزيمة، سحبتك إلى التراخي.
❹ لأن الله يحب "المجتهدين الثابتين" لا "الموسميين المتقلبين".

🎯 كيف تحافظ على العزيمة في الطاعة بعد رمضان؟
❶ اربط عزيمتك بالجنة لا بالموسم.
❷ سجل مستواك الإيماني في رمضان: كم كنت تختم؟ كم ركعة كنت تقوم؟ كم ذكرًا تردد؟ واجعلها معيارًا لا تنزل عنه.
❸ راجع نيتك دائمًا: سَل نفسك: هل كنت في رمضان أعبد الشهر؟ أم ربّ الشهر؟
❹ جالس أهل العزائم: الهمة تنتقل… كما ينتقل الفتور!
🕊 رسالة محبة:
أيها الحبيب…
لا ترضَ بالهبوط بعد أن حلّقت، ولا تقبل بالدون بعد أن ذقت لذة القرب، ما بُني في رمضان… استعن بالله كي يستمر لسان حال ابن القيم: "إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك، فانظر في مقام الله في قلبك"
🤲
اللهم ارزقنا همّة عالية في طاعتك،
اللهم لا تجعلنا من المتراجعين بعد التقدّم،
اللهم اجعلنا من المجاهدين في سبيلك بالنفس والطاعة، ولا تجعلنا ممن خذل نفسه بعد أن هديته. آمين.

✍️ د. إسماعيل السَّلْفي
🔚 #ماذا_بعد_رمضان
🔗 https://www.tg-me.com/nh607

🌹#الطريق_إلى_القمة (٣٩)🌹
الناجح لا يُكثر الالتفات… لأنه مشغول بالوصول، وكلما زادت شواغلك قلَّ تركيزك، فاختر معاركك، ولا تُهدر طاقتك في الردود، قال الشافعي: “لو كلّمتُ مائة عالم لغلبتُهم، ولو ناظرني جاهل لغلبني جهله”.

✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
📲 للمتابعة على الوتس
https://whatsapp.com/channel/0029VbAIyowGJP8IAGO0PN3g

🌹#ماذا_بعد_رمضان🌹
الهمسة (22): تجديد الإيمان في القلب... ليبقى مشتعلاً
أخي القارئ الكريم، وها نحن في الهمسة (❷❷) من سلسلة #ماذا_بعد_رمضان؟ نقف مع سرّ البقاء في الطريق، ومع وقودٍ لا ينطفئ إذا جُدّد:
تجديد الإيمان في القلب… ليبقى مشتعلاً
الإيمان ليس حالة ثابتة، بل نبضٌ يحتاج إلى إنعاش دائم،
ففي رمضان قلوبنا اشتعلت… بالقرآن، بالصلاة، بالبكاء،
لكنها بعد رمضان قد تبرد… وقد تنطفئ إن لم نُجدد إيماننا.

فكما يُشحَن الهاتف… كذلك الإيمان يحتاج إلى شحنٍ مستمر، وتغذية دائمة.
والمؤمن الصادق لا يرضى بأن يرى قلبه يضعف، بل يسارع إلى تجديد الإيمان قبل أن يُسلب.

📖 الآية المختارة: ﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌۭ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِۦٓ إِيمَـٰنًۭا ۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فَزَادَتْهُمْ إِيمَـٰنًۭا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ (التوبة: 124)
🔸 أهل الإيمان الحقيقي هم من يفرحون بزيادة الإيمان، ويحرصون على تجديده دومًا.
💬 حديث يحيي القلب:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الإيمان ليَخلق في جوف أحدكم كما يَخلق الثوب، فاسألوا الله أن يُجدّد الإيمان في قلوبكم". 📚 رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1585).

🔹 نعم… الإيمان يَخلَق كما يَبلى الثوب،
🔹 فإن لم تُجدده، اهترأ قلبك، وضعف يقينك، وذهب خشوعك.
🕯 من حياة الصحابة:
كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول لأصحابه: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة"
أي: نُجدّد الإيمان، نراجع أنفسنا، نحيي القلوب… فهم يدركون أن الإيمان يضعف إن لم يُغذّى.

🌟 لماذا نحتاج إلى تجديد الإيمان باستمرار؟
❶ لأن الحياة تستهلك القلوب وتغمرها بالشواغل.
❷ لأن الذنوب تُطفئ نور الإيمان إذا لم تُستدرك بالتوبة.
❸ لأن الغفلة تأتي تدريجيًا حتى تُميت القلب.
❹ لأن التجديد هو الوسيلة للثبات على الطاعة بعد رمضان.

🎯 وسائل عملية لتجديد الإيمان في القلب:
❶ القرآن… كلما قرأته ازداد قلبك نورًا، اجعل لك وردًا يوميًا لا يُقطع.
❷ الصحبة الصالحة… تذكّرك بالله وتحيي فيك الهمة.
❸ ذكر الله… يغسل القلب من الصدأ ويشرح الصدر.
❹ استحضار الموت والآخرة بصدق.
❺ دعاء دائم بتجديد الإيمان. "اللهم جدّد الإيمان في قلوبنا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"

🕊 رسالة محبة:
أيها الحبيب…
قلبك جوهرة، لكنّه يصدأ… إن لم تُلمعه بذكر الله، ويبرد إن لم تُشعله بالقرآن.
فلا تعش بعد رمضان بقلب خامل…
بل اجعل كل يوم ساعة تجديد إيمان، واستعادة حرارة الطاعة.
🌹كما نجدد العهد في العمل، فلنجدد العهد مع الله؛ حتى لا نضيع الطريق.
🤲
اللهم اجعل قلوبنا عامرة بالإيمان،
اللهم جدد الإيمان في قلوبنا،
ولا تجعلنا من الذين غفلوا بعد التذكير، ولا من الذين بردت قلوبهم بعد أن اشتعلت،
اللهم نوّر صدورنا بنور الإيمان، وزدنا يقينًا بك حتى نلقاك. آمين.

✍️ د. إسماعيل السَّلْفي
🔚 #ماذا_بعد_رمضان
🔗 https://www.tg-me.com/nh607

بهذه التغريدة تختم الدفعة الثانية من السلسلة:
🌹#الطريق_إلى_القمة (٤٠)🌹
ليس التحدي أن تصل… بل أن تبقى ثابتًا بعد الوصول! فكم بلغ القمة ثم سقط لأن قلبه غفل، أو نيته فسدت… قال ﷺ: "إنما الأعمال بالخواتيم"، فاجعل من قمتك بداية لا نهاية.

✍️ د.إسماعيل السَّلْفي
📲 للمتابعة على الوتس
https://whatsapp.com/channel/0029VbAIyowGJP8IAGO0PN3g

🌹#ماذا_بعد_رمضان🌹
الهمسة (23): المداومة على العمل الصالح... ولو قليلًا
أخي القارئ الكريم نسأل الله أن يكتب لك القبول والثبات، ونكتب لك اليوم الهمسة (❸❷) من سلسلة #ماذا_بعد_رمضان؟ عن قاعدة نبوية عظيمة في السير إلى الله، هي مفتاح الاستمرار الحقيقي بعد رمضان، وميزان الصدق في العبودية:
المداومة على العمل الصالح… ولو قليلًا
رمضان علّمنا الطاعة بجرعة مكثفة:
• ختمات من القرآن
• قيام طويل
• صدقات متتابعة
🌹 لكن… بعد رمضان، يتراجع البعض، بل ينقطع!
والحقيقة أن الله لا يريد منك طاعة كبيرة مؤقتة،
بل يريد منك طاعة مستمرة… ولو صغيرة!
🌹 المقياس الحقيقي بعد رمضان: هل واصلت؟ لا كم أنجزت؛ فثبات العمل هو علامة الإخلاص، ودليل حب العبد لربه.

📖 الآية المختارة: ﴿وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلكِتَٰبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجرَ ٱلمُصلِحِينَ ﴾ (الأعراف: 170).
🔹 "يمسّكون" لا تعني مجرد قراءة أو عمل عابر،
🔹 بل تعني: المداومة والثبات… وهؤلاء هم المفلحون.
💬 حديث عظيم الميزان: قال رسول الله ﷺ: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
📚 رواه البخاري (6464) ومسلم (782).
🔸 فالمداومة أحب إلى الله من كثرة منقطعة؛ لأنها دليل صدق، ورغبة حقيقية في القرب.
🕯 من حياة النبوة: كان النبي ﷺ إذا عمل عملًا أثبته، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". 📚 رواه البخاري (43) ومسلم (782).
🔖 فليس المطلوب أن تكون كل يوم في قمّة الأداء، بل أن تكون دائم الصلة بالله في النوافل، ولو بركعتين أو 100 استغفار.

🌟 لماذا المداومة على العمل الصالح مهمة؟
❶ لأنها علامة حب الله، فلا يقطع من أحب.
❷ لأنها تبني إيمانك تدريجيًا… فالإيمان يزيد بالأعمال المتراكمة.
❸ لأنها تربّي النفس على الانضباط الروحي.
❹ لأنها وسيلة للاستمرار حتى الممات… كما قال تعالى: ﴿ وَٱعبُد رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأتِيَكَ ٱليَقِينُ ﴾ (الحجر: 99).
🎯 كيف تداوم على العمل الصالح بعد رمضان؟
❶ حدّد وردًا يوميًا ثابتًا من القرآن والذكر... وصدقة أسبوعية، ومحاسبة شهرية...
❷ اجعل العبادة عادة:
• صلة الأرحام – ابتسامة – دعاء – ذكر في الطريق
• لا تجعلها مرتبطة بموسم فقط.
❸ ربط الطاعات بالوقت:
• بعد الفجر – بعد العشاء – قبل النوم
• ثبّت وقتًا لوردك، لتثبت في قلبك.
❹ ذكّر نفسك بالأجر العظيم في القليل:
• تسبيحة واحدة تُغرس بها نخلة في الجنة.
• ركعتا ضحى تُكفّر عن 360 مفصلًا.
• آية واحدة تعادل قيام الليل لمن تأملها.

🕊 رسالة محبة:
أيها الحبيب…
قليلٌ دائم، خير من كثير منقطع…
لأن العمل الصغير إذا تكرر، صار جبلاً من الحسنات.
وأعظم أهل الجنة… لم يبلغوها بكثرة، بل بثبات:
قال ﷺ عن امرأة دخلت الجنة في كلبٍ سقته ماء. فلا تحقرنّ من المعروف شيئًا…
🤲
اللهم اجعلنا من عبّادك الذين يديمون القرب،
اللهم لا تجعلنا موسميين في عبادتك،
اللهم ارزقنا الثبات على العمل الصالح، ولو قلّ، واجعل لنا فيه بركةً ونورًا وزيادة،
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا، وثبّتنا على طاعتك حتى نلقاك. آمين.

✍️ د. إسماعيل السَّلْفي
🔚 #ماذا_بعد_رمضان
🔗 https://www.tg-me.com/nh607