مُنذ أن ارتَقى إمامُنا مُحمّد الضّيف وأنا أتخيّلُ وجوهَ الصّحابة عندَما هجَرَها مُحمّد الرّسول الجَميل إلى الرّفيق الأعلى تاركًا خلفه أمانة الأُمّة بعدَ أن أتمّ لها الرّسالة، الآن يا أبا خالد وقد تركتَ أمانةَ السّلاح ورسالةَ المُقاومة ترحلُ إلى الرّفيق الأعلى يواسنا عظيم ما قالهُ أبا بكر -رضيَ اللهُ عنه- بعزّة المُؤمن: "من كانَ يعبُد مُحمّد فإنّ مُحمّد قد مات ومن كان يعبُد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت"، فلم يتوقّف المسير وكثُر السّالكين فإنّ الضيف مات وإنّ الدعوة الرّبانيّة لا تسقُط ولا تمُوت.

ولكنّي رجوت أن يعيش رسولُ الله حتى يُدبر أمرنا، حتَّى يكونَ آخرنَا

وحُزْني لِفقْدِهم كَنعيمِ أهلِ الجنَّة، كُلّما نَفِد جُدِّد

دمٌ طاهر ما يزال موَّارًا جاريًا، ليُنبتَنَّ عمَّا قليلٍ زقُّومًا وعلقمًا.
دمٌ طاهر ما يزال مسفوحًا، ليستحيلَنَّ عمَّا قليلٍ نارًا تلظَّى.
دم لا يغسله إلا الدم، ونار لا تطفئها غير النار، وحقد لا يسكّنه إلا غضْبَةٌ مؤمنة.


يا حقّنا يوم الحق.

وَكُنتُ إذا ما اشْتدَّ بيَ الشَّوقُ والجَوَى
‏ وكانت عُرَى الصَّبرِ الجَمِيلِ تَفَصَّمُ

‏أعَلِّلُ نَفْسِي بالتَّلاقِي وَقُرْبِهُ
‏وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ

‏وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بِها
‏ فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ

خصالٌ جَمَّلتهم طيباتٌ
كغرسٍ جادَهُ قطرُ الطلالِ
ثقاتٌ أعلنوا الإسلامَ دينًا
وداسوا فوقَ أهواءِ الضلالِ
ولم يرضوا بغيرِ اللهِ ربـًّا
فنالُوا العِزَّ من ربِّ الجلالِ
رِضَىٰ الرحمـٰنُ غايةَ مُبْتَغاهُم
بهِ شُمِلُوا ففازوا بالنَّوالِ
تَأَسَوْ بِالْمُشَفَّعِ يومَ حَشْرٍ
وسَاروا خَلْفَهُ في كلِّ حالِ

لطالما سقطتُ بكلّي لله، سائلًا إيَّاه موقفًا عظيمًا، أبدو فيه بانتصاراتي، وتُوارى انكِساراتي، إلَّا بين يدَيه. أجمعُ بهِ زادَ الآخرة، لأسعى إليه..

يا حبَّذا الجنَّة، وريحها، وأهلها الكِرام، نقصُّ عليهم ما لاقَينا في الدّنيا وكم جاهدنا في طريقِ تقليدِهم، وكم ثبّطتنا رذائل الذُّنوب، وعرقَلت مسيرةَ قوافلنا المعاصي..

غير أنَّه الله! يأبى إلا أن يُرجِعنا بالعفوِ إليه.

مَن يمُت منّا يبِت في جنّةٍ
وملاقونا يقيلون الجحيمْ

ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
‏حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
‏هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
‏الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
‏وكأنكما
‏ما تزالان طفلين!

لمهاجر غزّةَ الرّباط؛ مأوىً في عليّين
وجرى الذّكر على مصباح المهاجرين ﷺ

وجوهٌ ملثَّمة، وقِداد كأسدِ الغاب مهِيبة، لا مددَ لكتائب النصر المُظفر إلا من الإِله، فهذهِ البِحار جُعل لهم في لُجها الدرُّ، وهذي سمَاء الكونِ تُبارك شهُب الجندِ بعد أن رُفعت الأكف لها ضارِعة، في ليلةِ رباط على ثُغور عسقَلان، وصدقَ خل ربي وحبِيبه "إنَّ خير الرباطِ عسقلَان"

اللهم هوِّن علينا ثِقَلَ هذه الساعات، وأمضِها على خير، ورُدَّ كيدَ أعدائنا إلى نحورهم، واجعل تدبيرَهم في تدميرِهم يا ذا الجلال والإكرام ❤️‍🩹

وسنّةُ الله في القسّامِ أن لَهُم
زندًا يزيدُ شموخًا كلّما التَحَما.

‏وحيدًا يا أبا ذر.

يا طلقةً سطعَت من كفّه البطلُ، يا سورةَ الأنفال تعقُبُ وِرده، يا غايةَ الدّربِ الذّي بأكُفّه وبليله والصّبح ناورَ فيه كيّ يفديهِ.

مَن كانَ لم يذُقِ الهوَى أو ذاقَهُ
فلقَد أخذتُ مِن الهوَى بنَصيبِ

فرأيتُ أنَّ أشدَّ كلِّ بَليَّةٍ
قُضِيَت على أحدٍ: فِراقُ حبيبِ!

‏"وَمِنْ آيَاتِهِ"..كم ذا قُصِفنا
وناحَتْ من إبانا الطائراتُ

"وَمِنْ آيَاتِهِ"..أنَّا وقفنا
كما تقِفُ الجبالُ الشامخاتُ

"وَمِنْ آيَاتِهِ"..أنَّا صبرنا
وما ثقُلت علينا التضحياتُ"

يا حبّذا الجنّةُ واقتِرابُها
طيِّبَةٌ وبارِدٌ شرابُها
والرُّوم رومٌ قد دنا عذابُها
عليَّ إذ لاقيتُها ضِرابُها🫂

تهفو إليكَ جميلُ كُل نشيدة
‏وتعجزُ عن كتابتها البنان

‏فَفَقْدُكَ صار ثُلْمًا بسيفنا
‏وقد عجز اللسانُ عنِ البيان

القلبُ مقسوم بين الشمال والجنوب، يميل الفؤاد بين هذا وذاك كل ليلة، اللهم سدد! اللهم سدد!