"حين يؤرِّق مضجعك طيفُ شهيد لا تُعيد شريط حياتِه وتبكِيه إنّما الشأنُ ألا يفتُر لسانكَ بالدُعاءِ له خاصةً في مواطِن الاستجابَة زمّل حبيبكَ في وحشَتِه فهذا والله يُغنيه ويبلُغه."

«ليتَ الحَنِينَ الذِي أضْنَاهُ أفْنَاهُ!»

‏هُمُ الأحِبَّةُ أدنَاهُم لأنَّهُمُ
عن خِدمةِ الصَّمَدِ المحبُوبِ ما غفَلُوا
سُبحانَ مَنْ خصَّهُم بالقُربِ حينَ قَضَوا
فِي حُبِّهِ وعلى مَقصُودهِم حَصَلُوا!

جاسوا وداسوا على النَّتنى كأنّهُمُ
صواعِقٌ أُرسِلَت من فوق جُلّاسي🔻

‏«ليوثُكِ الغرُّ في الهيجاء صولتُهم
رعدٌ وبرقٌ وسجيلٌ على الرأسِ

ردوا العدو فباتَ الليلَ منكسرًا
وجرَّعوه صُنُوفَ الموتِ بالكاسِ

جاسُوا وداسُوا على النَّتنى كأنهمُ
صواعقٌ أُرسِلَت من فوق جُلَّاسي

كتائبُ الموتِ في القسَّام قاصمةٌ
ظهرَ العدوِّ كقصمِ العودِ بالفاسِ».

تاهَت دروبي في الشَّوارعِ كلِّها
‏والضّوءُ عن قلبي الضعيفِ بعيدُ!

‏ما عُدتُ أعرفُ مَن أنا وأحِنُّ لي
‏يا ليتَ ماضِيَّ القديمَ يَعودُ

امتلأ فراشُ بلال بن رباح -رضيَ اللهُ عنه- بجسده وقد اشتدّ عليه ابتلاء الله فكأنّه يُصدر أنفاسه الأخيرة، فجاءته زوجتُه وقلبها يعتصرُ ألمًا فتقول أمامَ رأسه أمامَ أعظمَ ثباتٍ في الإسلام، تقول:يا حُزناه.
فيقول وقد كان عذابُ الفراق أشدّ وقعًا عليه من ذاكَ اليوم الّذي عُذّبَ فيه وسطَ الصحراء وأثقل من تلكَ الصّخرة الّتي اعتلَت جسده: بل يا فرحاهُ، غدًا نلقى الأحبّة مُحمدًا وصحبه.

‏﴿ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾

‏وقيلَ تقوَّ يا هذا بصبرِ
‏وإن الصبر يُضعف لا يُقوي

‏أَرنا في بني صهيون آياتٍ أَشد وأَعظَم مِما نزل فِي آبائهم الاولِين.

أتأمّلُك وأتساءَل:
هل هذا هو «رجل الظّل» الذي دوّخ «إسرائيل» وزلزلَ كيانها وجعلها تجافي النّوم؟
هل هو مَنْ يقودُ جيشا من المقاتلين الأكفاء؟
كيف استطاع أن يفصلَ بين رقّته المتناهية وعشقه الشفاف وبين حمله للسّلاح؟
أتأمّلُك وأقول:
كيف لرجلٍ [مثله] بنى عشرات الأنفاق الهجوميّة المفخّخة، والتي تتجاوز السياج إلى داخل «إسرائيل» أن يكون وردا ونارا في الوقت نفسه؟

[وداد عصفورة، مقتبَس من رواية قد شغفها حبّا]

وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ

يا مُرسلَ الرّيح في يومِ إنتِصار الأحزاب بعدَ أن جاؤوا النّبي من كُل حدبٍ وصوب يُريدون قتله والخلاص من دعوتِه، ياربّ أن تتشابه الأحداث وأن تكون سببًا لانتصار الطوفان بالنّار.

غَلبَ الشَّوقُ عَلَى مُصطَبرِي

وأنا مثلكَ غدا صبري
أسيرَ الشوقِ والضَّجرِ

كذلِكَ أرواحُ المُحِبِّينَ يا فتَى
تُهزِّزُها الأشواقُ للعالمِ الأسنَى

أنُلزِمُها بالصَّبرِ وهِيَ مَشُوقةٌ
وهل يستَطِيعُ الصَّبرَ مَنْ شاهَدَ المعنَى!

‏
اللهُمَّ مكِّنْ لجُندِكَ، ذادَةِ الحقِّ ودِينِكَ، حضَنَةِ الإسلامِ وحِزبِكَ، واجزِهْم عن جُرثُومةِ الإسلامِ خيرًا كثِيرًا،

اللهُمَّ ثبِّتْ قُلوبَنا أنْ تحِيدَ عنِ المبدَأ، وأقدامَنا أنْ تزُولَ عنِ المنهَج،

اللهُمَّ لا تحرِمْنا سبِيلَ الشُّهداءِ ومسلَكَهُم، أنْ نطَأَ مواقِعَ أقدامِهِم، ونتحَلَّى بحِليَتِهم، وأمِتْنا اللهُمَّ على مِناهجِهم وطريقتِهم،

اللهُمَّ أخمِدْ ضِرامَ حربِنا، وعجِّلْ لنا بالفَرَجِ والنَّصرِ والتَّمكينِ والفتحِ بعافِيةٍ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، لا ناصِرَ إلَّا أنتَ، لا مُثبِّتَ إلَّا أنتَ، أنتَ على كُلِّ شيءٍ قدِير..

.🤍

ما دروا أنّا بنو الموتِ وُلِدنا في رَحاه.

.