الأحبَّة هاجرُوا.. أخَذوا المكَان وهاجَروا، أخذُوا الزَّمَان وهَاجرُوا.. وهاجرَ الْقلبُ الجَريح مَـعهم.
❤4
لم أَحرِص يومًا على إخفاء الجانِب المُظلم مني وإظهار محاسِني أبداً، لا تُخيفني فكرةُ أن يُساء الظنُ بي، لا أبحث عن الوِد ولا أهتمُ أن تُعجب بي، ولا تُقلقني كراهيتك أبداً.
❤5
كاتبة الرسائل
قصة قصيرة
في تلك الليلة الباردة كان الكاتب "بافيل شيروكوف" يتأمل بتباهٍ غرفته الممتلئة بالكتب، متنعّمًا بإحساس الراحة، متعافيًا من صداعه، متناسيًا قلقه الدائم ومتلذِّذًا بدفء المكان، ينتابه ذلك الزّهو والإحساس بالعظمة كلّما جلس في مكتبه المنزليّ، المكان الذي لا يدخله أحد سوى تلك الخادمة التي تتولى تنظيف وترتيب الكتب بعناية وألفة تنال إعجابه. كان يعتبر مكتبه كالثكنة العسكرية التي يجب ألّا يدخلها سوى القائد. أنهت الخادمة عملها وعندما همّت بالخروج ألقت عليه تحيّتها السريعة، وهي أقصى ما كان يحدث بينهما، ثمّ أغلقت الباب، بينما تفرّغ هو لقراءة رسائل القرّاء التي أحضرها ساعي البريد قبل فترة قصيرة، تلك الرسائل كانت المهمة الأولى التي يبدأ بها أعماله المكتبية:
-1-
(يعيش الإنسان عادةً في طمأنينة محاولًا تجنب المتاعب، يسلو عن كل ما يكدّر صفو حياته؛ لكنّك تعبث بي وتبعث أوجاعي من مرقدها، فكلّما قرأت قصصك يصيبني شعورٌ سيِّئ. إنني أكتب لك وأرجوك أن تفهم هذا الأذى. إنّك كاتب تملك الإحساس والمشاعر وتعرف معنى أن تقول لك امرأة تقرأ قصصك بانتظام، إنك تتسبّب لها في المزيد من الآلام والأوجاع).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما انتهى من قراءة تلك الرسالة التي لم تؤثّر فيه إطلاقًا قام بوضعها في درج مكتبه، اعتاد على هذا النوع من رسائل القراء التي كان يقرؤها باهتمام، مع أنه لم يكن يشعر بأي تعاطف معها. لديه اعتقاد أن القرّاء جيش من الوحوش، وأنهم لو استطاعوا لافترسوا الكاتب.
-2-
(ما كتبتَه في قصتك الأخيرة مؤلم إلى حدِّ شعوري أنّني عارية أمامك، وهذا أمر قاسٍ. لقد كتبتَ تفاصيلي التي لا يعرفها أحد، ودوّنت أفكاري التي كنت أخجل عندما أفكر فيها، سأخبرك أيّها الكاتب القاسي أنني قد اعتدت حياتي الهادئة، فلماذا تحاول أن تشعل النار في قلبي من جديد؟ توقف أيها الكاتب عن رسمي في قصصك، إنّه رجاء فقط وأتمنى أن تحقّقه).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما قرأ تلك الرسالة من ذات القارئة، ابتسم قائلًا: يا غرور القارئات! يعتقدن أنّ تلبسهنّ للشّخصيّاتِ المكتوبة في القصص، حيلة تنطلي على الكاتب!
أشعل سيجارته ثم وضع تلك الرسالة في الدرج.
-3-
(يبدو أنك لا تقرأ رسائلي، وإن قرأتها تقرؤها دون اهتمام، ويبدو أنك تعتقد أنّني قارئة فضولية تريد التطفل على حياة المبدعين، أو أنّها تخترع من خيالاتها أسبابًا تبرّر تواصلها معهم. سوف أخبرك بشيء مهم وخاص جدًا، إنّني امرأة متزوجة وبسببك أصبحت أخبِّئ نسخة المجلة الأسبوعية عن زوجي الذي يحب قصصك كما أحبها، وأنا على يقين لو أنه قرأ قصصك الأخيرة فسوف يظن بي الظنون وسوف تتولّاه الشكوك، سيظن أنك تعرفني وأن بيننا علاقة ما؛ فأنت تكتبني بتفاصيل دقيقة لا يعرفها سواه. أرجوك يا حضرة الكاتب توقف ودعني أعيش بسلام).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
قرأ تلك الرسالة أكثر من مرة وشعر بالضيق من تلك القارئة، إنّه يتذمر كثيرًا من القراء المهووسين الذين يمتلكون قدرة على الاستمرارية في كتابة الرسائل المحشوة بالخيالات الساذجة، كاد أن يرمي تلك الرسالة، لكنّه تذكر عادته في الاحتفاظ بالرسائل؛ فوضعها في الدرج.
-4-
(أنت لا تأخذ رسائلي على محمل الجد. عندما قرأت قصتك الأخيرة أدركت أنّك تقرأ رسائلي، ولكنك لا تفكر مطلقًا بجدّية فيما أكتبه لك، وربّما تقرأ وأنت تلهو بشيء ما، ثم إنني أريد أن أسألك: الحياة من حولك ممتلئة بالحكايات، فلماذا لا تكتب في موضوعات أخرى؟ لماذا تحبس قلمك في حكايات النساء وعوالمهنّ؟ هل تعاني مشكلة ما!).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما قرأ الرسالة أشعل سيجارته وشعر أن تلك القارئة تتمادى وتتجاسر في عباراتها، فأصبحت تقترح ماذا يكتب! بل وتغمز بلؤم إلى سرّ اهتمامه بحكايات النساء، "يا لها من امرأة وقحة!" قال، ثم وضع رسالتها في الدرج.
-5-
(لقد مرت فترة طويلة وأنت لم تنشر قصصك، وقد اتّصلت بالمجلة وسألت عن سر انقطاعك، فأخبروني أنك في إجازة، وبرغم غضبي مما تكتبه إلا أنني امرأة ودودة ومتسامحة، لذا فقد همّني السؤال عنك، ومع أنك لم تكتب عني هذه الخصال الطيبة في قصصك، إلّا أنّني غفرت لك. أرجو أن تكون بخير).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
ابتسم عندما قرأ تلك الرسالة، كان على يقين أنّ تلك المرأة غارقة في خيالاتها ولن تصحو، ثم لم يلبث أن وضع الرسالة في الدرج.
-6-
(عدت للاتصال بالمجلة مرة أخرى وأخبروني أنك بخير ولكنك مدَّدْت إجازتك، هل كنتُ السبب في انقطاعك؟ هل تسبّبتْ رسائلي في تأثير سلبي عليك؟ ألم تعد لديك أفكار لتكتبها؟ إذا كان الأمر كذلك فسأكتب لك الكثير من حكاياتي التي ستكون صالحة لقصصك، لكن، أرجوك أن تعود للكتابة).
المرسلة:ايرينا كاليتينا.
اعتاد قراءة تلك رسائل القارئة؛ لذا لم تحدث لديه أي ردة فعل سوى أنه وضع الرسالة هي الأخرى في الدرج.
قصة قصيرة
في تلك الليلة الباردة كان الكاتب "بافيل شيروكوف" يتأمل بتباهٍ غرفته الممتلئة بالكتب، متنعّمًا بإحساس الراحة، متعافيًا من صداعه، متناسيًا قلقه الدائم ومتلذِّذًا بدفء المكان، ينتابه ذلك الزّهو والإحساس بالعظمة كلّما جلس في مكتبه المنزليّ، المكان الذي لا يدخله أحد سوى تلك الخادمة التي تتولى تنظيف وترتيب الكتب بعناية وألفة تنال إعجابه. كان يعتبر مكتبه كالثكنة العسكرية التي يجب ألّا يدخلها سوى القائد. أنهت الخادمة عملها وعندما همّت بالخروج ألقت عليه تحيّتها السريعة، وهي أقصى ما كان يحدث بينهما، ثمّ أغلقت الباب، بينما تفرّغ هو لقراءة رسائل القرّاء التي أحضرها ساعي البريد قبل فترة قصيرة، تلك الرسائل كانت المهمة الأولى التي يبدأ بها أعماله المكتبية:
-1-
(يعيش الإنسان عادةً في طمأنينة محاولًا تجنب المتاعب، يسلو عن كل ما يكدّر صفو حياته؛ لكنّك تعبث بي وتبعث أوجاعي من مرقدها، فكلّما قرأت قصصك يصيبني شعورٌ سيِّئ. إنني أكتب لك وأرجوك أن تفهم هذا الأذى. إنّك كاتب تملك الإحساس والمشاعر وتعرف معنى أن تقول لك امرأة تقرأ قصصك بانتظام، إنك تتسبّب لها في المزيد من الآلام والأوجاع).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما انتهى من قراءة تلك الرسالة التي لم تؤثّر فيه إطلاقًا قام بوضعها في درج مكتبه، اعتاد على هذا النوع من رسائل القراء التي كان يقرؤها باهتمام، مع أنه لم يكن يشعر بأي تعاطف معها. لديه اعتقاد أن القرّاء جيش من الوحوش، وأنهم لو استطاعوا لافترسوا الكاتب.
-2-
(ما كتبتَه في قصتك الأخيرة مؤلم إلى حدِّ شعوري أنّني عارية أمامك، وهذا أمر قاسٍ. لقد كتبتَ تفاصيلي التي لا يعرفها أحد، ودوّنت أفكاري التي كنت أخجل عندما أفكر فيها، سأخبرك أيّها الكاتب القاسي أنني قد اعتدت حياتي الهادئة، فلماذا تحاول أن تشعل النار في قلبي من جديد؟ توقف أيها الكاتب عن رسمي في قصصك، إنّه رجاء فقط وأتمنى أن تحقّقه).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما قرأ تلك الرسالة من ذات القارئة، ابتسم قائلًا: يا غرور القارئات! يعتقدن أنّ تلبسهنّ للشّخصيّاتِ المكتوبة في القصص، حيلة تنطلي على الكاتب!
أشعل سيجارته ثم وضع تلك الرسالة في الدرج.
-3-
(يبدو أنك لا تقرأ رسائلي، وإن قرأتها تقرؤها دون اهتمام، ويبدو أنك تعتقد أنّني قارئة فضولية تريد التطفل على حياة المبدعين، أو أنّها تخترع من خيالاتها أسبابًا تبرّر تواصلها معهم. سوف أخبرك بشيء مهم وخاص جدًا، إنّني امرأة متزوجة وبسببك أصبحت أخبِّئ نسخة المجلة الأسبوعية عن زوجي الذي يحب قصصك كما أحبها، وأنا على يقين لو أنه قرأ قصصك الأخيرة فسوف يظن بي الظنون وسوف تتولّاه الشكوك، سيظن أنك تعرفني وأن بيننا علاقة ما؛ فأنت تكتبني بتفاصيل دقيقة لا يعرفها سواه. أرجوك يا حضرة الكاتب توقف ودعني أعيش بسلام).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
قرأ تلك الرسالة أكثر من مرة وشعر بالضيق من تلك القارئة، إنّه يتذمر كثيرًا من القراء المهووسين الذين يمتلكون قدرة على الاستمرارية في كتابة الرسائل المحشوة بالخيالات الساذجة، كاد أن يرمي تلك الرسالة، لكنّه تذكر عادته في الاحتفاظ بالرسائل؛ فوضعها في الدرج.
-4-
(أنت لا تأخذ رسائلي على محمل الجد. عندما قرأت قصتك الأخيرة أدركت أنّك تقرأ رسائلي، ولكنك لا تفكر مطلقًا بجدّية فيما أكتبه لك، وربّما تقرأ وأنت تلهو بشيء ما، ثم إنني أريد أن أسألك: الحياة من حولك ممتلئة بالحكايات، فلماذا لا تكتب في موضوعات أخرى؟ لماذا تحبس قلمك في حكايات النساء وعوالمهنّ؟ هل تعاني مشكلة ما!).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
عندما قرأ الرسالة أشعل سيجارته وشعر أن تلك القارئة تتمادى وتتجاسر في عباراتها، فأصبحت تقترح ماذا يكتب! بل وتغمز بلؤم إلى سرّ اهتمامه بحكايات النساء، "يا لها من امرأة وقحة!" قال، ثم وضع رسالتها في الدرج.
-5-
(لقد مرت فترة طويلة وأنت لم تنشر قصصك، وقد اتّصلت بالمجلة وسألت عن سر انقطاعك، فأخبروني أنك في إجازة، وبرغم غضبي مما تكتبه إلا أنني امرأة ودودة ومتسامحة، لذا فقد همّني السؤال عنك، ومع أنك لم تكتب عني هذه الخصال الطيبة في قصصك، إلّا أنّني غفرت لك. أرجو أن تكون بخير).
المرسلة: ايرينا كاليتينا.
ابتسم عندما قرأ تلك الرسالة، كان على يقين أنّ تلك المرأة غارقة في خيالاتها ولن تصحو، ثم لم يلبث أن وضع الرسالة في الدرج.
-6-
(عدت للاتصال بالمجلة مرة أخرى وأخبروني أنك بخير ولكنك مدَّدْت إجازتك، هل كنتُ السبب في انقطاعك؟ هل تسبّبتْ رسائلي في تأثير سلبي عليك؟ ألم تعد لديك أفكار لتكتبها؟ إذا كان الأمر كذلك فسأكتب لك الكثير من حكاياتي التي ستكون صالحة لقصصك، لكن، أرجوك أن تعود للكتابة).
المرسلة:ايرينا كاليتينا.
اعتاد قراءة تلك رسائل القارئة؛ لذا لم تحدث لديه أي ردة فعل سوى أنه وضع الرسالة هي الأخرى في الدرج.
❤4
ويبقى الوحيدُ هناك وحيداً،
فلا النَسرُ يَمشي ولا البشريُّ يَـطير،
فيا لكِ من قمَّة تشبه الهاوية..
أنتِ يا عزلة الجبل العالية.
— محمود درويش
فلا النَسرُ يَمشي ولا البشريُّ يَـطير،
فيا لكِ من قمَّة تشبه الهاوية..
أنتِ يا عزلة الجبل العالية.
— محمود درويش
وقد تبدو سعيداً كل يوم
وفي أعماقك الشيءُ النقيض
يلفُ الليل دربك..
أين تمضي؟
ولا نورٌ يشع ولا وميض!
وفي أعماقك الشيءُ النقيض
يلفُ الليل دربك..
أين تمضي؟
ولا نورٌ يشع ولا وميض!
😢2
غريبٌ ولا يُصدق،
كيف تهرب الحياة سريعًا من بين أيدينا؟
بينما يبقى الزمن واقفًا بالنسبة إلى القلب!
كيف تهرب الحياة سريعًا من بين أيدينا؟
بينما يبقى الزمن واقفًا بالنسبة إلى القلب!
لا الرحلة ُ ابتدأتْ، ولا الدربُ اُنتهى.
لم يَبْلغِ ِ الحكماءُ غربتَهُمْ
كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائق ِ النعمان ِ،
فلنذهب إلى أَعلى الجداريات:
أَرضُ قصيدتي خضراءُ عاليةٌ،
كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
وأَنا البعيدُ
أَنا البعيد..
— محمود درويش
لم يَبْلغِ ِ الحكماءُ غربتَهُمْ
كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائق ِ النعمان ِ،
فلنذهب إلى أَعلى الجداريات:
أَرضُ قصيدتي خضراءُ عاليةٌ،
كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
وأَنا البعيدُ
أَنا البعيد..
— محمود درويش
Everything has become dark around me, I feel like my life is no longer important, all I want is to disappear..
❤2
"ولكنني أخشى يا إلهي
أن أرحل
والكثير من الأشياء
التي حلمت بها
تبقى معلّقة
كانت الأحلام كبيرة
وكان هذا القلب يتسع
أما الآن
أخشى أنني بدأت أعرض
عيني عن الدنيا
يا إلهي
أن لا تموت الرجاءات الصغيرة بنا
ألا يفوت الأوان
ونجني على أنفسنا بالندم."
أن أرحل
والكثير من الأشياء
التي حلمت بها
تبقى معلّقة
كانت الأحلام كبيرة
وكان هذا القلب يتسع
أما الآن
أخشى أنني بدأت أعرض
عيني عن الدنيا
يا إلهي
أن لا تموت الرجاءات الصغيرة بنا
ألا يفوت الأوان
ونجني على أنفسنا بالندم."
👏1
رغم أننا نؤمن بأن العقل أكثر صوابًا،
إلّا أنه يصعب علينا التخلّي عن أشياء اختارتها قلوبنا..
إلّا أنه يصعب علينا التخلّي عن أشياء اختارتها قلوبنا..
❤2😢1
أعتقد أن
قلب الإنسان
لا يُشفى
حين يفقد
أحد أحبائه..
يبقى ناقصًا
للأبد!
قلب الإنسان
لا يُشفى
حين يفقد
أحد أحبائه..
يبقى ناقصًا
للأبد!
❤2
في مرحلةٍ ما من حياتك ستفضل أن يُساء
فهمك على أن تكتب إجابة طويلة تُبرر فيها موقفك.
فهمك على أن تكتب إجابة طويلة تُبرر فيها موقفك.
👏1
لا سماء هذا المساء، لا سهر، لا مدينة، لا بلد، أجلس متكئًا على وحدتي، شاردًا في لا أحد.
- فرانس كافكا.
- فرانس كافكا.
❤2