Telegram Web Link
فالقول بأنَّ العبرة بالمعاني، وأنَّ الألفاظ وسيلةٌ، وأنَّ جزءًا من النزاع في الألفاظ هو نزاعٌ اصطلاحيٌّ لا مشاحَّة فيه لا يعني التفريط في المصطلحات مطلقًا، خصوصًا حين لا تكون مجرَّد ألفاظٍ بريئةٍ، بل معبَّأة بمعانٍٍ، ولها حمولةٌ فكريَّةٌ، وتحمل امتدادًا ثقافيًّا يسحب معه معاني ومفاهيم من حيث لا يشعر الإنسان، فيجب على المسلم أن يكون واعيًا بخطورة هذه الحمولة الثقافية.

والعناية بهذه الحمولة هو من العناية في واقع الحال بالمعاني، وليس من جنس التدقيق في الألفاظ، فالمشكلة ليست في هذا اللفظ، بل لأنَّه أصبح عربةً تجرُّ خلفها معاني فاسدة كثيرة، فلا بد في التعامل معها من أمرين:

١ - تجنُّب التعامل معها ما أمكن، واستبدال الألفاظ الصحيحة بها.

٢ - التنبيه على ما تحمله من معانٍ فاسدةٍ، وكثرة الإشارة إليها، والاستفسار عنها حتى تكون بارزة ظاهرة لا تخفى.

فعندما تأتي فتاةٌ متعلمةٌ وتريد الدعوة إلى حقوق المرأة الشرعية المكفولة في كتاب الله وسُنَّة رسوله ﷺ، ووفق النظم التي لا تعارض هذين الأصلين، ثم تكرر في خطابها أنَّها «نسوية» وتدعو إلى «تمكين المرأة» وإلى «المساواة» و«الصحة الإنجابية» و«مكافحة التمييز» ونحو ذلك، وافترضنا أنَّها صادقة في ضبط هذه المفاهيم بما لا يخالف الشرع، فإنَّ هذه الطريقة ساذجةٌ وغارقةٌ في الغفلة عن خطورة هذه المصطلحات وما تحمله من حمولةٍ ثقافيةٍ لا تملك إزاحتها بمجرد أن تعيد تعبئة المفهوم بمعان تراها صحيحة.

وهو أسلوبٌ قد يقع فيه بعض الناس جهلًا وغفلةً وتقصيرًا، كما قد يتعمَّده
آخرون خبثا ومكرًا لتمرير هذه المفاهيم الباطلة دون النص عليها، والتورُّط في مصادمة قطعيات الشريعة مصادمة صريحة.

(العواصم.. المقولات الضامنة من الانحرافات الفكرية المعاصرة، د. فهد بن صالح العجلان، آفاق المعرفة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٤٥هـ - ٢٠٢٤م، ص٢٨٧-٢٨٨)
وإذا رضي الربّ تبارك وتعالى فكل خير في رضاه، كما أنَّ كل بلاء ومصيبة في غضبه.

ابن القيم رحمه الله (تـ ٧٥١هـ)
قناة عمر الشاعر
من صور التوفيق التي قد يُغفل عن شكرها= توفيق الله لطالب العلم إلى استدامة سعيه في العلم تحصيلًا وتصنيفًا وإفادةً إلى الممات.. ولولا هذا التوفيق الربّاني لانقطع عن الرّكب، كما انقطع غيره ممن كان في يوم من الأيام يَخِبّ ويضع في هذا السبيل، ثم عاقته عوائق، وصرفته…
كان من دعاء بعض العلماء: اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانع.

كم هو صعب وشاق على طالب العلم الذي قضى من عمره سنين عددًا في الطلب والتحصيل، فجأة ويجد الدنيا قد شغلته بظروفها وصروفها عن العلم وتحصيله وأهله وطلبته.
شعور ثقيل على النفس!

نسأل الله تعالى بمنه وفضله وكرمه وجوده وإحسانه أن لا يعيقنا عن العلم بعائق، ولا يمنعنا عنه بمانع، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل به، وأن لا يحرمنا من شرف الدعوة إليه، والدلالة عليه، والبلاغ عنه، وأن يستعملنا ولا يستبدلنا، اللهم امين.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم كن لأهلنا وإخواننا في فلسطين، وانصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا
"جزى الله خيرا الشيخ محمد محمود آل خضير على كتابه العمدة "الإيمان عند السلف" فقد رأب صدوعًا ورتق فتوقًا تدسس منها إرجاءٌ فاح من مواضع في الجزيرة ومصر والشام على أيدٍ لا علاقة لها بتخصص العقيدة فبدد أوهام أهلها بكتابه وحطم شبهاتهم وذراها هشيما"

ماهر أمير، مؤلف كتاب (الانتصار للتدمرية)

الصورة من النت.
ومن العجب العجيب أنَّ الفقهاء المُقلِّدين يقفُ أَحَدُهم على ضَعْفِ مَأْخَذِ إمامه، بحيث لا يجدُ لضعفه مَدْفَعا، وهو مع ذلك يقلِّدُه فيه، ويتركُ من شَهِدَ الكتابُ والسُّنَّة والأقيسةُ الصحيحةُ لمذهبه، جُمودًا على تقليد إمامه، بل يتحيَّلُ لدفع ظواهر الكتاب والسُّنَّة، ويتأولها بالتأويلات البعيدة الباطلة نضالًا عن مُقلِّده.

وقد رأيناهم يجتمعون في المجالس، فإذا ذُكر لأحدهم خلافُ ما وَطَّنَ نفسه عليه، تعجَّب منه غاية العجب، من غير استرواح إلى دليل، بَلْ لما ألفه من تقليد إمامه، حتى ظنَّ أنَّ الحقَّ منحصرٌ في مذهب إمامه، ولو تَدبّرهُ لكان تعجُّبه من مذهب إمامه أولى من تعجُّبه من مذهب غيره، فالبحث مع هؤلاء ضائعٌ، مُفضٍ إلى التقاطع والتدابر من غير فائدة يُجديها.

وما رأيتُ أحدًا منهم رجع عن مذهب إمامه إذا ظهر له الحقَّ في غيره، بل يُصرُّ عليه مع علمه بضعفه وبُعْدِه. فالأولى تَرْكُ البحث مع هؤلاء الذين إذا عجز أحدهم عن تمشية مذهب إمامه قال: لعلّ إمامي وَقَفَ على دليل لم أقفْ عليه، ولم أهتدِ إليه. ولا يعلمُ المسكينُ أنَّ هذا مقابلٌ بمثله، ويَفْضُلُ لخصمه ما ذكره من الدليل الواضح والبرهان اللائح.

فسبحانَ الله ما أكثر من أعمى التقليدُ بصرهُ، حتى حمله على مثل ما ذكرتُه.
وفقنا الله لاتباع الحقِّ أينما كان، وعلى لسان مَنْ ظَهَرَ.

وأين هذا من مناظرة السلف ومشاورتهم في الأحكام، ومسارعتهم إلى اتباع الحقِّ إذا ظهر على لسان الخصم.

العز بن عبد السلام رحمه الله (تـ ٦٦٠هـ)

https://www.tg-me.com/o_alshair/1064
قناة الشيخ بدر آل مرعي (حفظه الله) من أنفس القنوات وأميزها على التليقرام.
احرصوا على متابعتها والإفادة منها ونشرها

https://www.tg-me.com/badrth313
ما عرف طيب الحياة من كان يقيّم الأشياء بمعيار الأجود والأسوأ فقط؛ ثمة أمور تقاس من زاوية الأنسب، نعم؛ قد لا تكون الأفضل لكن بالنظر إلى إمكاناتي/احتياجي أستطيع وصفها بالمناسبة لي وهذا يكفي لتسكين الرغبة وتسيير الأيام.
فضل غض البصر.pdf
1.3 MB
فضل غض البصر | الشيخ محمد براء ياسين
تحصيل_المرام_في_علاج_مشكلة_الشهوات_والنظر_الحرام.pdf
4.2 MB
تحصيل المرام في علاج مشكلة الشهوات والنظر الحرام | محمد بن محمد الأسطل
ومن قال: إن العمل من الإيمان ثم زعم أنَّ العمل كمال للإيمان، وليس أصلًا فيه، وظنَّ مع ذلك أنَّه يقول بقول أهل السُّنَّة فقد خالف أهل السُّنَّة، ووقع في التناقض؛ لأنَّ أهل السُّنَّة قد نصّوا على أنه لا بد في الإيمان من العمل، وأنَّ هذا هو معنى قولهم: الإيمان قول وعمل، وأمَّا التناقض في ذلك فلأنه لا يمكن اعتبار العمل من الإيمان إلَّا مع القول بأنّه أصل فيه، بحيث لا يتحقق الإيمان دونه، وأمَّا إذا كان العمل كمالًا للإيمان فإنَّ الإيمان يمكن أن يتحقق مع انتفاء العمل، وإن كان الإيمان حينئذٍ ناقصًا، فتكون المخالفة بترك العمل من جنس المعاصي التي ينقص بها الإيمان ولا ينتفي بالكلية.

والذي يقول: إن العمل من كمال الإيمان لا بد أن يلتزم بأنَّ من أقرّ بالشهادتين وعزم على أن لا يأتي بشيء من شرائع الدين، وأصرّ على ذلك حتى مات أنه مؤمن، وإن كان إيمانه ناقصًا، وأنه يدخل الجنة؛ لأنه إنما خالف فيما هو من كمال الإيمان، وإذا لم يكن العمل في حقه مما يشترط لدخول الجنّة أمكن أن يكون الإيمان بلا عمل، وهذا مناقض لما قرّره أهل السُّنَّة من أنَّ الإيمان قول وعمل.

وقد نص العلماء في تفسير قول أهل السُّنَّة بأنَّ الإيمان قول وعمل على ثلاثة أمور تلزم عن هذا الأصل:
أولها: أنه لا بد في الإيمان من العمل؛ لأنه أصل فيه.
والثاني: كفر التارك للعمل؛ لأنَّه قد ترك ركنًا في الإيمان.
والثالث: أنَّ من ترك العمل لم يكن من أهل الجنة.

(أصول المخالفين لأهل السُّنَّة في الإيمان.. دراسة تحليلية نقدية، د. عبد الله بن محمد القرني، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ، ص١٢٦)

https://www.tg-me.com/o_alshair/1070
في كثير من البيوت، تحوّلت تربية البنات من أمانةٍ ومسؤوليةٍ إلى مشروعٍ للتفاخر، أو وسيلة لتحقيق طموحات الأهل، ولو كان الثمن هو كسر قلب البنت وروحها.

منذ الصغر، تُحمّل الطفلة فوق طاقتها: يجب أن تكون متفوقة دائمًا، وتدخل الكلية التي ترفع رأس العائلة، وإن قصّرت قليلاً، نالت اللوم بدل الفهم والاحتواء.

وإن أرادت الحجاب، قيل لها: “ما زلتِ صغيرة”، وكأن الطاعة لا وقت لها إلا حين يرضى الناس.

وإن بدأت العمل، فالمطلوب أن تُسهم في البيت ولو على حساب راحتها، وإن رفضت بيئة مختلطة أو شكت من التعب، قيل لها: “كلنا تعبنا!”.

وإذا تأخر زواجها، أُغرقت بالعتاب والاقتراحات غير المناسبة، ويُنظر لها كعبء، لا كروحٍ تبحث عن الطمأنينة والتوافق.

وإن اقتربت من ربها، قيل عنها: “تشدّدت”، كأن الطاعة غريبة، والاستقامة تهمة!

ثم يُطلب منها أن تكون بارة، ناجحة، سعيدة… فكيف تنبت زهرة لم تُسق بالحب والفهم والرحمة؟

النفقة ليست كل شيء.
البر الحقيقي أن تزرع في ابنتك حب الله، وعزة النفس، والحياء، وتعلّمها أن رضا الله هو الأصل، لا رضا الناس.

ليست الشهادة ولا المال ولا المنصب هو الهدف، بل أن تعرف من هي، وأين طريقها، وكيف تصون نفسها وتُكرمها.

وإذا جاءها خاطب، فلا تجعلوا السؤال عن المال أول سؤال، بل اسألوا: هل يُكرمها؟ هل يصونها؟ هل يعاملها كشريكة عمر، لا كعامل إضافي في مصروفات الحياة؟

إلى كل أب وأم:
إن ربيتما ابنتكما ليرضى الناس عنها… فلن ترضى يومًا عن نفسها.

أما إن ربيتماها ليرضى الله عنها… فستبقى مطمئنة، عزيزة النفس، حتى لو خذلها الناس جميعًا.

الشيخ محمد سعد الأزهري
ابن تيمية.. المتكلم! والفيلسوف!
..
حَظِيَ ابن تيمية -رحمه الله- باهتمامٍ واسعٍ من كثيرٍ من الأطياف العلميَّة والفكريَّة، وكان له حضورٌ بارزٌ في شتى مناحي العلم، وتعدَّدت التوصيفات التي أُلصقت به، حتى وُجِد من ينسبه إلى علم الكلام، فيَعُدُّه: مُتكلِّمًا! بل وُجِد من ينسبه إلى الفلسفة، فيعُدُّه: فيلسوفًا!
ومَن يُدَقِّق النَّظر في مثل هذه النِّسبة المتعجِّلة، سيُدرك تمامًا كم هي بعيدة كل البُعد عن الموضوعية العلمية، إذ مثل هذه النِّسبة تحمل في مضمونها تغافلًا واضحًا عن الفَرْق الجوهري بين: مَن ينتمي إلى سياقٍ منهجي أو نسقٍ معرفي، وبين: مَن يُحسن نقده ويُفَكِّك بِنيَتَه الفكرية، فليس كل مَن تصدَّى للمتكلمين ونقض أصولهم صار مُتكلِّمًا، ولا كل من ردَّ على الفلاسفة وأجاب عن السُّؤالات التي احتاروا فيها عُدَّ فيلسوفًا، وذلك أنَّ الخوض في علمٍ ما بالرَّدِّ والنقض لا يُكسب الخائض صفة اعتبارية تعود إلى ذلك العلم المردود عليه، فيكون منسوبًا إليه! فإنَّ هذا مِن أعجب العجب.
ولذلك؛ ينبغي على مَن يَعُدُّ ابن تيمية -رحمه الله- متكلِّمًا أو فيلسوفًا أن يُحَدِّد لنا ما هو الاعتبار المعياري الذي مِن أجله وَصَفَه بذلك؟
..
ولتحديد الموقف من هذه النِّسبة، يلزمنا تحرير جملة من المحدِّدات المعيارية التي يصح بها نسبة شخصٍ ما إلى الكلام أو الفلسفة.
ويُمكننا أن نُجمل هذه المحدِّدات في عدة نقاط:


🔹 الأولى: الانتماء إلى نسقٍ معرفي في ذلك العلم:
فلا يكفي مجرَّد الخوض في تناول موضوعات ذلك العلم، أو الرد على بعض مسائله، بل لا بُدَّ في نسبة الشخص إليه أن ينتمي إلى المبادئ المركزية فيه، وأن يشتغل بالبِنية المنهجية فيه، فالمتكلم هو من ينطلق من قواعد النَّظَر الكلامي في إثبات العقائد لنفسه ولغيره، ويتبَنَّى أصول المتكلمين، والفيلسوف هو الذي يتبَنَّى الطرح الفلسفي في فروع الفلسفة الكبرى: كالوجود، والمعرفة، والأخلاق، والمنطق..، ونحو ذلك.
وبناء على هذا المعيار: هل يُمكن لمن يَعُدُّ ابن تيمية -رحمه الله- متكلِّمًا أن يذكر لنا الأصول الكلامية التي بنى عليها ابن تيمية اعتقاده؟! وهل يُمكن لمن يصفه بالفيلسوف أن يُبيِّن لنا أيُّ نسقٍ من أنساق الفلسفة ونظريَّاتها قد تبنَّاه ابن تيمية -رحمه الله-؟!
..
🔹 الثانية: الاشتغال التأسيسي داخل ذلك العلم:
إذ من الخصائص المميِّزة لأصحاب العلوم والمنتسبين إليها أن يشتغلوا بتأصيل أُسُس ذلك العلم، وتحرير مفاهيمه، وتجاوز الإشكالات الواردة على أدلته، وهذا المعيار من الوضوح بمكان، فإنَّ عاقلًا لا يُخطئ في نسبة الرازي والآمدي والإيجي ونحوهما إلى علم الكلام، لاشتغالهما الحقيقي بتقعيد مسائل هذا العلم، وتقديم البراهين لتثبيته والدلالة على صحته، وكذلك الفارابي وابن سينا ونحوهما، فإنَّهما قد تناولا موضوعات الفلسفة تناولًا تأسيسيًّا، وعالجَا كثيرًا من التصوُّرات وفق الرؤية الفلسفية، كما هو واضح في المسائل المتعلِّقة بالفيض والصدور، والعلة والمعلوا، والوحدة والكثرة، ونحوها.
وبناء على هذا المعيار: هل اشتغل ابن تيمية -رحمه الله بتأصيل قواعد النَّظَر الكلامي وتحرير أصوله؟ وهل دخل ابن تيمية في معالجة المسائل الفلسفية بمنهج الفلاسفة ومفاهيمهم التصوُّريَّة؟
..
🔹 الثالثة: تبَنِّي مرجعيَّة ذلك العلم:
فإنَّه من المعايير الظاهرة في نسبة شخصٍ ما إلى علم هو: اعتماد مصادره في التلقي، وتبَنِّي المرجعيَّة المعرفية فيه، والتي يُعتمد عليها في بناء التصوُّر، وكلا العلمَيْن: الكلام والفلسفة يعتمدان على العقل في الاستدلال على القضايا العقلية -على تمايز معروف بينهما-، ولم يكن ابن تيمية -رحمه الله- لا مع هؤلاء ولا مع أولئك البتة، بل كانت مرجعيَّته: سلفيَّة، وقد أكَّد في عامَّة كتبه على مرجعيَّة الوحي بفهم سلف الأمَّة.
فهل يُمكن أن يكون من هذه مرجعيَّته: مُتكلِّمًا أو فيلسوفًا؟
..
🔹 الرابعة: الموقف من ذلك العلم:
فإنَّ من الأمور الأساسية في انتساب شخصٍ ما إلى علم هو: موقفه من ذلك العلم، هل هو مُقِرٌّ له ذابٌّ عنه؟ أم هو ناقد له معترض على أصوله ومسائله؟
وإذا تأمَّلنا بأدنى تأمُّل لعرفنا أن موقف ابن تيمية -رحمه الله- من هذَيْن العلم هو الذَّمُّ والنَّقد والاعتراض، والرَّفض التَّام لهذه الأصول، وكان يقول عنها: «ولهذا كان يقال في أصولهم: ترتيب الأصول في ‌تكذيب ‌الرسول، ويقال أيضًا هي: ترتيب الأصول في مخالفة الرسول والمعقول، جعلوها أصولًا للعلم بالخالق وهي أصول تناقض العلم، فلا يتم العلم بالخالق إلا مع اعتقاد نقيضها».
..
فهذه المعايير -ويُمكن استنباط غيرها- تُؤكِّد بوضوح أنَّه لا يُمكن اعتبار ابن تيمية -رحمه الله- متكلِّمًا ولا فيلسوفًا إلا بنوع من الخروج عن مقتضيات التوصيف العلمي المنضبط، والتغافل عن المعايير والمحدِّدات الموضوعية التي تُبنَى عليها نسبة الأشخاص إلى العلوم والمعارف.
..
https://www.tg-me.com/nader_bawazir
يستند إجماع أهل السُّنَّة على أنَّ الإيمان يزيد وينقص إلى نصوص كثيرة يصعب حصرها، وتدل تلك النصوص على هذا الأصل من وجوه متعددة، والمقصود هنا بيان أهم وجوه دلالات النصوص على هذا الأصل.

١- أظهر وجوه دلالات النصوص على التفاوت في الإيمان التصريح بزيادة الإيمان، كما جاء في نصوص كثيرة، وهو يقتضي بالضرورة إثبات النقص في الإيمان أيضًا؛ لأنَّ ما قَبِلَ الزيادة فبالضرورة يقبل النقصان، من حيث إنه كان قبل الزيادة ناقصًا، ومع نقصانه فقد كان متحققًا، ثم بعد الزيادة يمكن أن ينقص، ولا يلزم من نقصه أن ينتفي.

٢- ومن وجوه دلالات النصوص على التفاوت في الإيمان، وأنه يزيد وينقص ما دلت عليه نصوص كثيرة من أن الإيمان شُعَب، وأن شعب الإيمان تتفاوت. وشعب الإيمان هي الدين كله، فكل دليل على شعبة من شعب الإيمان فهو دليل على تعدد شعب الإيمان، وكل دليل على التفاوت بين تلك الشعب فهو دليل على التفاوت في الإيمان، وأنه يزيد وينقص.

٣- ومن وجوه دلالات النصوص على التفاوت في الإيمان ما جاء في النصوص من وصف الإيمان بأنه قد يكون كاملًا وقد يكون ضعيفًا، وأنَّ من المؤمنين من يستكمل الإيمان ومنهم من يضعف إيمانه، ونحو ذلك مما يدل على هذا المعنى، مما يدل دلالة قاطعة على أنَّ حقيقة الإيمان تتفاوت بين الكمال والنقص، والقوة والضعف، وأنَّ المؤمنين بناء على ذلك لا يمكن أن يستووا في إيمانهم.

٤- ومن وجوه دلالات النصوص على التفاوت في الإيمان ما ورد في أحاديث الشفاعة لمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وأن النبي ﷺ يشفع في المؤمنين بحسب إيمانهم.

٥- ومن وجوه دلالات النصوص على التفاوت في الإيمان ما ورد في بعض النصوص من الحكم على من فعل بعض الكبائر بالكفر أو الشرك أو أنه لا إيمان له، ونحو ذلك، ثم دلت الأدلة على أنه لا يقصد بتلك النصوص ما يقتضي الحكم على فاعل ذلك بأنه قد كفر الكفر المخرج من الملّة، أو أنَّ إيمانه قد انتفى بالكلية.

(أصول المخالفين لأهل السُّنَّة في الإيمان.. دراسة تحليلية نقدية، د. عبد الله بن محمد القرني، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ، ص٦٢-٧١) بتصرف.

https://www.tg-me.com/o_alshair/1075
قناة عمر الشاعر
فإذا رأيت إمامًا قد غلّظ على قائل مقالته أو كفّره فيها؛ فلا يُعتبر هذا حكمًا عامًا في كل من قالها؛ إلّا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له. ابن تيمية رحمه الله (تـ ٧٢٨هـ)
وحقيقة الأمر في ذلك: أنَّ القول قد يكون كفرًا، فيُطلق القول بتكفير صاحبه، ويُقال: من قال كذا فهو كافر؛ لكن الشخص المُعيّن الذي قاله لا يُحكم بكفره؛ حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها.

ابن تيمية رحمه الله (تـ ٧٢٨هـ)
هذه العقيدة حققها المحقق الماهر عبدالله السليمان - جزاه الله خيرًا-
وتميّز التحقيق بضبط النص، وعدم حشو الحواشي، مع جودة الإحالات الكاشفة والمتعقبة،
فيحيل إلى كلام البغوي في كتبه الأخرى، وقد ذكر المحقق أنه لم يقف على من أشار إلى هذه العقيدة أو نقل منها، لذا حرص على عرضها على كتب البغوي.
وعند وجود خطأ أو إجمال يحيل للكتب التي تبيّن ذلك، خاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.

ومن أقوال صاحب العقيدة:
- "أول ما يجب على العبد التوحيد"
- "ولا يتفحص عن كيفيته [سبحانه]، لئلا يقع في التشبيه والتعطيل"
- "من حيث الدين: من كان تقياً فهو من آل الرسول".
- "علم الكلام محدث؛ لأن علماء السلف من أهل السنة بالغوا في الإنكار على من اشتغل به".
من لم ينفعه قليل علمه ضره كثيره.

ابن عبد البر رحمه الله (تـ ٤٦٣هـ)
2025/07/04 04:57:44
Back to Top
HTML Embed Code: