فقد أمسيتُ غريبَ الحال، غريبَ اللَّفظ، غريبَ النِّحلة، غريبَ الخُلُق، مستأنسًا بالوحشة، قانعًا بالوحدة، مُعتادًا للصَّمت، مجتنِفًا على الحَيرة، مُحتمِلًا الأذى، يائسًا مِن جميع مَن ترى.

التوّابونَ أفقهُ الفقهاء.

‏أمقت المنافسة حد أنني لو مددت يدي إلى شيء ثم رأيت غيري ينظر إليه، كففت يدي وخاطري.

إنّ هذا الحُبّ بسُموِّه وعُمقه وطهارتِه، جعلَ كلًّا منهما يبحث عن اللهِ في قلبِ الآخَر!

سعيدة ليلتك:
«من أعلى دَرجات الجهاد؛ جهاد الحُزن، جهادك في التَّقبُل، جهادك في الحمد والشُكر وأنت في شِدّه!

أن تُسلّم أمرك لله حتى لو لم تفهم الحكمة أو تستوعب الأحداث، أن تلجأ وأنت متيقّن ألا ملجأ من الله إلا إليه، أن تستسلم وترضى حتى وإن خالف ذلكَ هَواك! صبرك وشُكرك وتقبلك= جهاد»

وامنُن عليَّ بهدأةِ الأنفاس وراحةِ القلب واستفاقةِ الضمير

وآتِني شغف المُحبّ وبصيرةَ الفؤاد واهدِ قلبي واسقِني الرِّضا.

‏تلاحظ اليوم الذي تفرط فيه بأورادك وأذكارك تضعف فيه عن العلم والعمل

﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾

فانظر كيف يتسلط الشيطان بنقص الذكر.

- الشيخ إبراهيم السكران.

مِن أفضَلِ مَا يتقرَّبُ بهِ العَبدُ من ربِّه استِعدادًا لِمواسِم الطَّاعات؛ التوبَة.

للّٰه ذلكَ القلبُ، الذي يعاني من كلِ شىء، وهو في أشد الفتراتِ احتياجًا لربهِ...

لكن تَحولُ بينهِ وبين ربهِ معصية يَغلِبُها مرة، وتَغلِبُه مرارًا، تَعِزُ عليه نفسهُ، يصرخُ بقلبهِ الباكي

إني إليكَ محتاج، وأنتَ عني غني حتى إذا خلى بنفسهِ، تذكرَ حاجتَهُ وضعفَهُ، فيرحم نفسَهُ فيبكي

آوي إليكَ من نفسِي ذليلًا ومفتقرًا أعوذُ بكَ من كل شىء، وألوذُ بكَ من كل شىء.

سل الله؛ تعط.

المُحبُّ إن عَفَّ جاء في بيان قلمه ما دلَّ عليه، فتلميحُه مُغنٍ عن تصريحه، وتأليفُه ناطِقٌ بتبرِيحه، فَوَا لَهْفي على قُلوبٍ أنفاسُها في قِرطاسِها.

ومحا بتوبةِ السّاعة خطايا السّنين.

- ابن قتيبة.

وإنَّها لرحلة طويلة، وكلما ظنَّ المرء أنَّه قد اقترب جاءته لحظةٌ صادقة أو صادمة
تكشف له أنه مازال بعيدًا؛ بعيدًا جدًا.

إنها رحلة الإخلاص.

- إِنَّ القرآنُ يُربِّى صَاحبَه دونَ أن يَشعُر..

فيقِلُّ مزاحُه ، وتظهر الفَصاحَةُ فى حَديثِه ، ويَخلو حَديثُه من الألفَاظِ التي لا تَليق ، وَيترُك مجالسَ اللَّغو وأمورًا كان يَفعَلها.

لشيءٍ أَضاءَ فى قَلبِه!

والأفضَل فِي أيّام عَشر ذِي الحِجة الإكثَار مِنَ العبادَة، لا سِيما التَّكبير والتهلِيل والتحْمِيد فهوَ أفْضَل مِنَ الجِهاد غَير المُتعين...

بدأت العشر وبدأ التكبير المطلق إلى آخر يوم في العيد

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

حسناء، حبيبتي، أول من أهداني ورد التخرج، وكأن فرحتي اكتملت بها! 💗

فَلَمْ أَجِدْ غَيْرَ دَرْبِ اللهِ، دَرْبَ هُدًى.

••

القادِماتُ اﻵن أيامٌ مُباركات، غراسهُن مُضاعَف، وسنبُلتهُنّ تغدو مائة سُنبلة، سريعات خفيفات كطرفةِ العَين، الذاكرُ فيهنّ محصولهُ بساتينُ غَنّاء فِي العلياء، والمُتصدِّق بالقليلِ ثوابه: ﴿وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء﴾، والتائبُ النائبُ مقبولٌ وحصادُ إنابتهِ القَبول، والرافعُ يديهِ ببابِه مرجوعٌ بالكرمِ والإجابة، وقلوبنَا عَطشى في تِيه صحراءِ التقصِير، والدُّنيا قاحِلة لولا وجودُ الله.. وَاحَتهُ تَروي الظمأ وتكسِر سِحر السراب فِي عيون المُنهكين.

الـحـمـدُ للـهِ؛

من عظيم لطف الله بالنفس البشرية وإعانته لنا في مسار هذه الدنيا أن ما إن يُخرجنا من موسم طاعات إلا ويُسلمنا لآخر.

فالنفس جُبلت على الفتور وعدم الاستمرارية على حالة واحدة فالفطن من يجعل نفسه مرنة تتقبل التغير ينشط في مواسم الطاعات ويشحن قلبه منها

ويستعين بهذا الزاد في الأيام الأخرى ولا بأس بفتور عابر ثم يتدارك سريعًا ويقف.

فالخاسر من يوقعه الشيطان في وهم الكمال والمثالية، فاستعن بالله ولا تعجز.

#عشر_ذى_الحجة

_ رُبَّ سائرٍ عاثر القَدمين، دامع العَينين
مُغبرّ الكفِّين، خطوُه في الأرض، وقلبهُ في السَّماء..

مازالَ يَعبُر فيعثر، ويكبُو فيقُوم حَتَّى يبلغ مِن السَّداد أَرشده، وتُنادي السَّماء للْأَرضِ

هذا عاثرُ الأمسِ عرجَ حَتَّى وصَل!