Telegram Web Link
‏ثُمَّ انْبَرَت أيَّامُ هَجْرٍ أردَفَتْ
‏نَحوي أسًى، فكأنَّها أعْوَامُ

‏ثمَّ انقضتْ تلك السنونُ وأهلُها
‏فكأنَّها وكأنَّهُم أحلامُ.
ولقد يَنالُكَ في الطريقِ مَشقّةٌ
‏لكنَّ أسقامَ الجهالةِ أوجَعُ!
أولى خطوات السلوك إلى الله هي اقتحام الطاعات...

أما أن تنتظر اللحظات المثالية التي يكون فيها قلبك حاضرًا لقيام الليل...

وجسدك نشيطًا للصيام، وذاكرتك صافية لحفظ القرآن، ووقتك متاحًا لتعلّم دينك فقد يطول انتظارك كثيرًا...

اعلم أنك في جهاد دائم مع نفسك والشيطان، وتذكّر أن بداية الطريق إلى الطاعة هو أن تقتحمها.
كل تأخيرٍ في حياتك هو بحكمةٍ من الله تعالى

قد تظنه حرمانًا، فلا تيأس فسيعقبه تحقيق لأمانيك بطريقة لم تخطر على بالك من شدة عظمتها...

فإن الكريم إذا منع بحكمة، فلا بد أن يُتبع المنع إكرامٌ أعظم.
لكن الأرض على رحبها لم تسعني!
كلما دخلتَ منزلك، فقل: الحمدُ لله؛

على المأوى بعد التيه، وعلى الماء البارد بعد الظمأ، وعلى الطعام بعد الجوع، وعلى دورة المياه حين الحاجة...

وعلى الاستحمام بعد تعب الجسد، وعلى وجود ملابس نظيفة للتبديل، وعلى حصير أو سجادة تجلس عليها، وسرير أو فراش تأوي إليه...

ومروحة أو مكيف يخفف عنك حرارة الهواء، وعلى عائلة تؤنس وحدتك، ومسجد يُرفع فيه الأذان ليذكّرك بميعادك مع الله، وعلى مصحفٍ يُثبّت فؤادك، وعلمٍ تطلبه فيملأ وقتك.

تأمل نعم الله، واذكرها، واشكره كثيرًا، لئلا تُسلب منك وأنت غافل.

الحمدُ لله على أن وفّقنا لحمده.
تَنثُرُنا الأقدَارُ، وتَجمَعُنا نَظرةٌ إلى السَّمَاء!
ولا يَزالُ قارئُ القُرآنِ فِي جنةٍ مِن الدُّنيا ما دامَ يَسقي قِلبهُ معينَ الآياتْ، ويَترنمُ بكلامِ ربِّ البريات إنَّه يَسير بين النَّاس فِي الأرض، أمَّا الروحُ فَسماويةٌ تُرفرفُ هناك!
دانٍ وما يَدنُو؛ بعيدٌ مَا نَأى
‏یا شدَّ مَا يُضني البَعيدُ الدَّانِي!

- الرافعي
الحمد لله الذي أوحى إلى عبده أن كل نَصَبٍ يُصيبنا، وكل تعبٍ يلمّ بنا، وكل همٍّ يعترينا، هو مكفّرٌ لذنوبنا ورحمةٌ بنا.
انظري إلى قلبك؛ هل هو صافٍ حقًا وهل تتمنين لإخوانك البركة ودوام النعمة بصدق؟ فقد ينطق اللسان بالدعاء، بينما يضمر القلب غير ذلك.

أما إذا كان قلبك صادقًا في محبته، ويتمنى لهم الخير والبركة، فقد وافق ذلك قدر الله، لا أكثر.

فأكثري من الدعاء لإخوانك دائمًا، ولا تنسي الدعاء لنفسك.
ما مضى من عمرك مرّ كلمح البصر وما بقي سيمُر أسرع!

‏فلا تستكثر أوقاتك، واملأ خزائنها حسنات، وزاحم على أبواب الطاعات.
لا يزالُ قلبي يتصدَّعُ مع أبياتِ فراقيَّةِ ابن زُريق، حتَّى أصلَ إلى خِتامها:

وإن يَدُم أبدًا هذا الفِراقُ لنا
فَما الذي بِقَضاءِ ﷲِ نَصنَعُهُ.
وَ مُنَّ عَلَيَّ بحُسنِ إجابَتك!
داوم على عبادتك، فكل طاعة تؤديها ترفعك درجة عند الله، وتقرّبك من جنةٍ لا نصب فيها ولا حزن، جنة النعيم المقيم، والطمأنينة الأبدية، ورضا الله الذي هو أعظم من كل نعيم.
أرزاقُ اللهِ لا تُنالُ بالمُنازعة،
بل يُجريها سبحانه من أوسعِ أبوابِ لطفه، وبرضاه وتيسيره لأسبابها.
يتمنى الإنسان أن يظلّ يُحاوِل ويخشى أن تخذله نفسه قبل أن يَصِل..
لن تظفرَ بشيءٍ من نعيم الدنيا أغلى من القرآن، فادْعُ اللّٰه أن يجعلكَ من أهله.
أثر الذنوب في حياتك...
أضرّ وأشدّ بلاء من العين والحسد.
لازِلـتُ أتحرى الوقت لإجابـة الدُعـاء؛ وآتيـك أسألك الأمـان والجبـر لكل خائف ولقلـبي!
2025/07/05 06:21:18
Back to Top
HTML Embed Code: