﴿وَقاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]: وقاتلوا - ابتغاء رفع كلمة الله - الذين يُقاتلونكم من الكفار ليصدوكم عن دين الله، ولا تتجاوزوا حدود الله بقتل الصبيان والنساء والشيوخ، أو بالتمثيل بالقتلى ونحو ذلك، إنَّ الله لا يحب المتجاوزين لحدوده فيما شرع وحكم.
🔸️هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، القرشيَّة العدويَّة، أخت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تُكنَّى أم جميل، ولقبها أُميمة.
🔸اشتهرت أكثر بلقبها وكنيتها، وأمُّها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.
🔸️زوجها هو الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي رضي الله عنه.
🔸️إسلامها:
لقد كانت فاطمة رضي الله عنها من فواضل نساء عصرها ومن السابقات إلى الإسلام، فأسلمت قديمًا في فجر الإسلام مع زوجها سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأنجبت له عبد الرحمن. وقبل إسلام أخيها عمر رضي الله عنه، كما أنَّها بايعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فكانت من أول المبايعات.
🔸️وقد كان لها دور مهم في بداية الدعوة، فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة في الكتمان والسرية حفاظًا على الإسلام وعلى رسـول الله، وضربْت -كذلك- مثالا في الشجاعة, فحينما سألتها أم أبي بكر عن رسول الله قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، فهذا تصرف حذر سليم؛ لأن أم الخير لم تكن ساعتئذ مسلمة وأم جميل كانت تخفي إسلامها، ولا تود أن تعلم به أم الخير، وفي ذات الوقت أخفت عنها مكان الرسول مخافة أن تكون عينًا لقريش، وفي نفس الوقت حرصت أم جميل أن تطمئن على سلامة الصديق، ولذلك عرضت على أم الخير أن تصحبها إلى ابنها، وعندما وصلت إلى الصديق كانت أم جميل في غاية الحيطة والحذر من أن تتسرب منها أي معلومة عن مكان رسول الله، وأبلغت الصديق بأن رسول الله سالم صالح، ويتجلى الموقف الحذر من الجاهلية التي تفتن الناس عن دينهم في خروج الثلاثة عندما (هدأت الرجل وسكن الناس).
🔸️روت فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنه عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
🔸اشتهرت أكثر بلقبها وكنيتها، وأمُّها هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.
🔸️زوجها هو الصحابي الجليل وأحد العشرة المبشرين بالجنة، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي رضي الله عنه.
🔸️إسلامها:
لقد كانت فاطمة رضي الله عنها من فواضل نساء عصرها ومن السابقات إلى الإسلام، فأسلمت قديمًا في فجر الإسلام مع زوجها سعيد بن زيد رضي الله عنه، وأنجبت له عبد الرحمن. وقبل إسلام أخيها عمر رضي الله عنه، كما أنَّها بايعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فكانت من أول المبايعات.
🔸️وقد كان لها دور مهم في بداية الدعوة، فقد أعطتْ نموذجًا كريمًا للمرأة في الكتمان والسرية حفاظًا على الإسلام وعلى رسـول الله، وضربْت -كذلك- مثالا في الشجاعة, فحينما سألتها أم أبي بكر عن رسول الله قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، فهذا تصرف حذر سليم؛ لأن أم الخير لم تكن ساعتئذ مسلمة وأم جميل كانت تخفي إسلامها، ولا تود أن تعلم به أم الخير، وفي ذات الوقت أخفت عنها مكان الرسول مخافة أن تكون عينًا لقريش، وفي نفس الوقت حرصت أم جميل أن تطمئن على سلامة الصديق، ولذلك عرضت على أم الخير أن تصحبها إلى ابنها، وعندما وصلت إلى الصديق كانت أم جميل في غاية الحيطة والحذر من أن تتسرب منها أي معلومة عن مكان رسول الله، وأبلغت الصديق بأن رسول الله سالم صالح، ويتجلى الموقف الحذر من الجاهلية التي تفتن الناس عن دينهم في خروج الثلاثة عندما (هدأت الرجل وسكن الناس).
🔸️روت فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنه عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدعاء قُربةٌ عظيمةٌ إلى الله تعالى، بل هو العبادة؛ حيث قال ربنا سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:60] قال المفسرون: {عَنْ عِبَادَتِي} أي عن دعائي. وقال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» [صحيح أبي داود (1329)].
لكن هذه العبادة لها قواعد كي يتقبلها الله تعالى ويستجيب الدعاء:
أولًا: صِدق التوكل على الله والاعتقاد القلبي الجازم بأن الله تعالى قادر على كل شيء؛ وقد ورَدَت آيات وأحاديث كثيرة حثَّت على التوكل على الله؛ منها قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ﴾ [آل عمران:159]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق:3]، وقال النبي ﷺ: «وَاسْتَعِنْ بِاللهِ»، وقال أيضًا: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى الله تَعَالَى حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» [صحيح الجامع (5254)] «تَغْدُو خِمَاصًا» أي: تخرج من أعشاشها في أول النهار وبطونها فارغة، «وَتَرُوحُ بِطَانًا» أي: ترجع إلى أعشاشها في آخر النهار وبطونها ممتلئة. ويُمكِن تعريف التوكل بأنه: صِدق الاعتماد على الله في حصول المَنفعة أو زوال المَضَرَّة، مع فِعل الأسباب المأذون فيها (أي: الأسباب المَشروعة المُباحة غير المُحرَّمة).
أولًا: صِدق التوكل على الله والاعتقاد القلبي الجازم بأن الله تعالى قادر على كل شيء؛ وقد ورَدَت آيات وأحاديث كثيرة حثَّت على التوكل على الله؛ منها قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ﴾ [آل عمران:159]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق:3]، وقال النبي ﷺ: «وَاسْتَعِنْ بِاللهِ»، وقال أيضًا: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى الله تَعَالَى حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» [صحيح الجامع (5254)] «تَغْدُو خِمَاصًا» أي: تخرج من أعشاشها في أول النهار وبطونها فارغة، «وَتَرُوحُ بِطَانًا» أي: ترجع إلى أعشاشها في آخر النهار وبطونها ممتلئة. ويُمكِن تعريف التوكل بأنه: صِدق الاعتماد على الله في حصول المَنفعة أو زوال المَضَرَّة، مع فِعل الأسباب المأذون فيها (أي: الأسباب المَشروعة المُباحة غير المُحرَّمة).
ثانيًا: الأخذ بالأسباب؛ فالمسلم يبذل الأسباب تقرُّبًا إلى الله تعالى ووقوفًا عند أَمْره ونَهْيه؛ حيث قال تعالى: ﴿فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ﴾ [الجمعة:10]، وقال: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾ [المُلك:15]، وقال: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة:195]، وقال: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ﴾ [النساء:29].
فيجب على المسلم بعد دعائه أن يتحرَّك ويسعى إلى ما دعا به، وأن يبذل الأسباب ويتخذ الوسائل الصحيحة لذلك، وإلا سيُعَدُّ مُتواكِلًا لا مُتوكِّلًا؛ ولذلك قال سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لَا يَقْعُدُ أَحَدُكُمْ عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي؛ فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ السَّمَاءَ لَا تُمْطِرُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً".
ثالثًا: الدعاء نفسه وسيلةٌ لتيسير الأخذ الأسباب؛ ومثال ذلك: أن الطالب يدعو الله بالنجاح في دراسته، ويعلم أن هذا النجاح لا بُدَّ له من مذاكرة جادَّة، لكنه عندما يبذل الأسباب ويحاول المذاكرة يجد صعوبةً شديدةً ويجد أمورًا كثيرةً تعرقله، فيتوجَّه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يُيَسِّر له الأسباب ويُزيل ما يَحُول بينه وبين المذاكرة؛ وهنا أصبح الدعاء نفسه وسيلةً لتيسير الأخذ الأسباب.
رابعًا: الامتناع عن أكل الحرام؛ حيث أخبَرَنا رسول الله ﷺ أن: «الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ؛ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» [رواه مسلم (1015)].
خامسًا: أن يكون الدعاء خاليًا من الإثم وقطيعة الرَّحم؛ حيث قال رسول الله ﷺ: «مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ؛ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها؛ قالوا: يا رسول الله، إذًا نُكْثِر، فقال: اللهُ أَكثَرُ». [صحيح الأدب المفرد (547)].
﴿وَاقتُلوهُم حَيثُ ثَقِفتُموهُم وَأَخرِجوهُم مِن حَيثُ أَخرَجوكُم وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتلِ وَلا تُقاتِلوهُم عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ حَتّى يُقاتِلوكُم فيهِ فَإِن قاتَلوكُم فَاقتُلوهُم كَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾ [البقرة: ١٩١]: واقتلوهم حيث لقيتموهم، وأخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه، وهو مكة، والفتنة الحاصلة بصَدِّ المؤمن عن دينه ورجوعه إلى الكفر أعظم من القتل. ولا تبدؤوهم بقتال عند المسجد الحرام تعظيمًا له حتى يبدؤوكم بالقتال فيه، فإن بدؤوا بالقتال في المسجد الحرام فاقتلوهم، ومثل هذا الجزاء - وهو قتلهم إذا اعتدوا في المسجد الحرام - يكون جزاء الكافرين.
﴿فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [البقرة: ١٩٢]: فإن انتهوا عن قتالكم وكفرهم فانتهوا عنهم، إن الله غفور لمن تاب فلا يؤاخذهم بذنوبهم السابقة، رحيم بهم لا يعاجلهم بالعقوبة.
﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوانَ إِلّا عَلَى الظّالِمينَ﴾ [البقرة: ١٩٣]: وقاتلوا الكفار حتى لا يكون منهم شرك ولا صَدٌّ للناس عن سبيل الله ولا كفر، ويكون الدين الظاهر دين الله، فإن انتهوا عن كفرهم وصدهم عن سبيل الله فاتركوا قتالهم، فإنه لا عدوان إلا على الظالمين بالكفر والصد عن سبيل الله.
﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوانَ إِلّا عَلَى الظّالِمينَ﴾ [البقرة: ١٩٣]: وقاتلوا الكفار حتى لا يكون منهم شرك ولا صَدٌّ للناس عن سبيل الله ولا كفر، ويكون الدين الظاهر دين الله، فإن انتهوا عن كفرهم وصدهم عن سبيل الله فاتركوا قتالهم، فإنه لا عدوان إلا على الظالمين بالكفر والصد عن سبيل الله.
﴿الشَّهرُ الحَرامُ بِالشَّهرِ الحَرامِ وَالحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعتَدى عَلَيكُم فَاعتَدوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدى عَلَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقينَ﴾ [البقرة: ١٩٤]: الشهر الحرام الذي مكّنَكم الله فيه من دخول الحرم وأداء العمرة سنةَ سَبع، هو عِوَض عن الشهر الحرام الذي صدكم فيه المشركون عن الحرم سنةَ سِتٍّ، والحُرمات -كحرمة البلد الحرام والشهر الحرام والإحرام- يجري فيها القصاص من المعتدين، فمن اعتدى عليكم فيها فعاملوه بمثل فعله، ولا تتجاوزوا حد المماثلة، إن الله لا يحب المتجاوزين لحدوده، وخافوا الله في تجاوز ما أذن لكم فيه، واعلموا أن الله مع المتقين له بالتوفيق والتأييد.
﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [البقرة: ١٩٥]: وأنفقوا المال في طاعة الله من الجهاد وغيره، ولا تلقوا بأنفسكم إلى الهلاك، بأن تتركوا الجهاد والبذل في سبيله، أو بأن تلقوا بأنفسكم فيما يكون سببًا لهلاككم، وأحسنوا في عباداتكم ومعاملاتكم وأخلاقكم، إن الله يحب المحسنين في كل شؤونهم، فيعظم لهم الثواب، ويوفقهم للرشاد.