أستغفر اللهَ من ذنبٍ أبوءُ بهِ
خشيتُ منهُ عقابَ اللهِ والهُونا

ولستُ أسترهُ بل توبتي جُعلت
مني علانيةً فِعلَ المنيبينا

وتوبةُ الجهرِ قد تُرضي الإلهَ إذا
أرادَ صاحبُها وعظًا وتبيينا

مَضَت ثلاثةُ أيامٍ مُجَرَّمةٍ
وما لعنتُ بها أبناءَ صهيونا!

فلا رجعتُ لهذا الذنبِ إنَّ لهُ
شؤمًا يُصيِّرُ عبدَ اللهِ ملعونا

عرفنا الخوف،
حفظناه، حفر عميقًا في صدورنا، عرفناه في جفافنا وارتجافنا، في نبضنا المنفلت كأنه زلزال، وفي توسلاتنا ودعائنا الممتلئ بالدموع، وفي تحسسنا صدور أطفالنا فنجد نبضهم تغير وتسارع، في نظرتهم إليك بظنهم أنك تستطيع حمايتهم من كل شيء، بظنهم أنك المرفئ الآمن، فيجدونك عاجزًا جدا، وحائرا تخاف على نفسك، أم على من تُحب؟

عرفنا الخوف
في أبشع صوره، في الموت المنهال من فوقنا في كل حين وفي كل صوب، في تسليمك أنك هالكٌ لا محالة، وأنك فاقدٌ أو مفقود، وأنك اذا نجوت ستكون بلا طرفٍ من أطرافك، وربما بإعاقة للابد، واذا نجوت كاملا، تكون مشوهًا نفسيًا ، بندوبٍ لاتُرى، ولا تُشفى.

عرفناه تحت وابل الرصاص المنصبّ كالمطر، وفي القذائف بتصفيرها والانتظار الذي يسحب الروح، ويقبض القلب، والانفجار الذي تكتشف بعده أنك لازلتَ على قيد الحياة، وأن بيتًا آخر كان من نصيبه الموت والفقد والألم.

وهذا كله لايصف شيئًا، ولا يوفى ما عشناه حقه.

"بكيت
بكاء التائه
الذي لا يعرف أين يذهب
وكل الأماكن لا تألفه
حتى جدران غرفته ملّت من سماع شكواه
أعنّي عليّ
على ضعفي وقلة صبري
وضيق نفسي وطاقتي
والدنيا"

{ سَيُهزمُ الجَمعُ }

فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)

✏️
سُبحان الله وبحمده..
نستغفره ونتوب إليه..

أمَّا بعد: يقينٌ عظيمٌ ينبغي أن يسْتَصْحِبه أبناء غزة رغم الجوع والقتل والتهجير والتحريض، فحينما قال الذين اسْتُضْعِفوا في الأرض: "إنا لمدركون"!!
يُجيبُ موسى بكلِّ ثباتٍ وعزمٍ: "كلاَّ؛ إنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ"، فكانت الإجابة وكان المددُ والإمداد، في أضخم عَمليةِ إنقاذٍ ونجاةٍ شهدتها البشريةُ، كان مُنطَلَقُهَا الأَوحد اليَقِينُ باللَّٰهِ وبنصر الله..

فـ يارب أفرِغ علينا صبرًا، وثبِّت أقدامَنَا، وانصُرنا على القومِ الكافرين

وختامًا: "كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ"

‏"هذا الطريق يخيفني
‏وأخافُ أن لا أسلكهْ
‏كل احتمالات المسافة
‏مُهلِكة
‏فتشتُ أسمائي
‏لعل قصاصةً منسيةً
‏حفظت تعاويذ السماء
‏أنا لم أكن كاليوم
‏أحتاج السماء
‏لاشئ غير الصمت ملء أصابعي
‏الصمتُ أليقُ مايكونُ
‏لنملكه
‏غيبٌ يهز حبالك الملقاة في روحي
‏وأسقطُ في انتباهتكَ العليّةِ واهمًا
‏أن أُمسكه.."

"تعددَت الجراحُ فلَستُ أدري
‏أضمِّدُ أيّ جُرحٍ في فُؤادي!"

"أنا وقَلبي، وعَقلٌ لم يَسَع حُلُمي
يا ربّ هيِّئْ لنا من أَمرنا رَشَدا."

- حذيفة العرجي.

هذه الحرب أنتجت في نفوسنا آلامآ غير قابلة للشفاء ، أنتجت آلامآ علينا أن نتعايش معها ونقبل ملازمتها لنا حتى مماتنا ، آلامآ تحتم علينا دومآ أن نوفي العهد لكل من سبقونا فيما تبقى لهم في هذه الدنيا ، وأن نكمل المسيرة ونمتلك أسباب القوة ، وأن نكون خير سند ..

"إنّها الأيام التي يحاول فيها المرء بكل ما يملك من جهدٍ ألّا يفقد صوابه."

عمل الوسطاء كفريق واحد بدلًا من محاولة التوازن والاستقلالية سابقًا، هو ضمنيا اصطفاف كامل بجانب "إسرائيل"، ومعناه أن المقاومة وحدها في جهة، وحتى الوسطاء والاحتلال وأمريكا في جهة أخرى، وأن واشنطن تتلاعب بالجميع، حتى بمن يظنون أنفسهم وسطاء في هذه المعركة.

الله وحده هو وكيل غزة.

”دُلَّني إليك
‏كما تدلُّ قمرًا تائهًا
‏إلى مداره
‏و طيرًا مُهاجرًا
‏إِلى بلاده
‏و عَبدًا عاصيًا
‏إلى إيمانه
‏و ليلًا طويلًا
‏إلى نهاره.“