"‏الرحلةُ طويلةٌ، و الزادُ قليلٌ، و الصحبُ يرحلون تِباعًا،

وأنا أتألمُ
يؤلمُني الطريقُ مرةً،
وتأكلُني الوَحشةُ مراتٍ."

‏الأيَّام شاقّة
والحِملٌ ثقيل
والخطوات أصبحت مصيريّة
وتعب الطَّريق يزداد
آهٍ يا ربّ..
لو كانت الدُّنيا أخف!

"ما نعرفه عن الجنة ليس كل شيء..

الجنة ليست مجرد حقيقة قادمة فقط.. لا.. إنها المواعيد التي تم تأجيلها رغمًا عنا، والأماكن التي لم تستطع الأرض منحنا إياها.. إنها الحب الذي بخلت به الدنيا، والفرح الذي لا تتسع له الأرض.. إنها الوجوه التي نشتاقها، والوجوه التي حُرِمنا منها.. الجنة موت المحرَّمات، وموت الممنوعات.. الجنة موت السلطات، وموت الملل.. الجنة موت التعب، وموت اليأس.. الجنة موت الموت.. اللهم اجلعنا من أهلها!"

مشهد سريالي!
أنفخ في النار، لا تشتعل، الحطب مبتل من مطر خفيف، رجلان على شرفة منزل جارنا المهدّم أمامي، يضعون الطوب فوق بعضه، يلصقونه بالطين، يبنون جدارًا في ثغرة كبيرة، صوت القـصف مستمر، المدفـعية تضرب، أنا أنفخ النار، لا تشتعل، يكملان هما البناء، يستعدان للشتاء، يريدان بيتًا له جدار، جدار واحد يكفي، نسيت أنا النار، لماذا يضحكان بصوت مرتفع!
يقول الرجل الكبير لصاحبه الذي يكمل البناء، ويبادله الضحك" ولك تخيّل، كل عمّالي استشـ&دوا، إلا انت ضليت عايش، ضليت معي تبني الحيط"!
تركت النار، لم أضحك، لم أبكِ، تساءلت"من يطفىء نار قلوبنا!"

أمل حبيب

"يورِّثني
‏أبي دَمَهُ
‏ومجدَ جبينهِ
‏وأساهْ
‏وأرفضُ أنْ أشابههُ
‏وأمعنُ في دمي
‏فأراه
‏كذلك عِشتُ
‏نصفَ أبي ونصف أنا
‏لنصف حياةْ!"

الحياة هنا ثقيلة كأنها تحمل أوزان الكون على كتفيها، كل خطوة تأخذ معها جزءًا من الروح،
وكل نفس يأتي بصعوبة كأنه يمر عبر هواءٍ مثقل بالذكريات.
الساعات تنسحب ببطء قاتل، كل دقيقة تمر وكأنها دهورٌ تحمل في طياتها ألم الانتظار.
كل حركة، كل نظرة، تعيدنا إلى ذاك المكان البعيد، حيث كان البيت والدفء، حيث كنا نحلم بسلامٍ لن يأتي.
الحنين يزاحم الأنفاس، يقسو على القلب،
يُذكّرنا بما خسرناه، وبما لن يعود أبدًا.
وفي كل لحظة نخطو نحو المستقبل، نعود في القلب إلى الماضي، نبحث عن ظلٍ من أملٍ كان، وعن أحلامٍ تبعثرت في الريح.

قُصَي طارِق

رَحِمَ اللهُ فؤادي رحمةً
لا يُرى من بعدها مُستَنزَفا
.
جرَّأ الناسَ على تجريحهِ
كُثرَ ما عن شانئيهِ قد عفا!
.
#حذيفة_العرجي

يحدثُ هكذا أن أتعب من قدميّ ومن أظافري، ومن شعري، وظلّي
يحدثُ هكذا أن أتعب من كوني إنساناً .

• بابلو نيرودا .

‏"أفتشني
‏ وأبحثُ فيَّ عني
‏أخافُ تشردي والخوفُ جارح
‏أُصادفُني
‏وأسألُ في عبوري :
‏كأنّ الشخصَ مألوفُ الملامح !
‏قليلٌ مُشتهى الإنسان
‏ لكنْ
‏يُضخّمُ يأسُنا
‏عجزَ المطامح
‏أريدُ من الحياة غطاءَ قلبي
‏تٌعرّيني .. وهذا البردُ فاضح
‏أكافحُ بالتماسك رجْف روحي
‏ويبدو في عيوني ما أكافح."

هانت.

يا أهلَنا في لـِبنان، يا إخوة الـدم والجُرح والنزف..هذا واعـلموا أني أكتُب لكم هذه الكلماتُ من فَوقَ جِراحـنا وأخطُها لكم بمدادٍ من النزيف.

إن هذا العـدو لا يمت للإنسانيةِ بأية صِلة، ولا يرقى فينا رحمةً ولا شفقة، ولا يخاف في ذبـحنـا لومة لائم، لأن أيادٍ على كراسي عربية إما مكبلة أو مصفقةً له..وأيادٍ غربية ضاغطةً على زنـاده.

إن العِلاج لا يُحـارب الجسد إنما يُحـارب المرض، ولا يقـتل الجسد انما ما استشرى فيه ليهتكه..إياكم وأن تغفلوا عن المرضِ وتُحـاربوا علاجه مهما آلامكم..فطعم العِلاجُ دومًا علقمًا حتى وإن كان عسل.

إياكم ألا تودعوا بيوتكم جيدًا، ألا تقبلوا الجُدران والنوافذ والأبواب..أو ألا تحقبو ذكرياتكم معكم أو ألا تأخذوا كل ما يلزمكم وكل ما تقدرون على حمله لأنه قد يكون خروجكم منه آخر عهدكم فيه، لأن الدمار والخراب غِذاء هذا العـدو الذي لا يرقى فينا إلًّا ولا ذمة.

نازِح

"للجنوبي صوت تألفه أذني.. في حزنه، وغضبه. ووجه تعرفه عيني؛ تصطخب الكرامة في قسماته، مثلما تصطخب الماء في المجرى.أثر يده على قلبي الذي يعيش أيام قحط، أثر الغيث في الأرض الجدب، فامسح يا رب بيدك؛ يد المرحمة والقوة على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرهم."

نحنُ ننظر إلى العالم من عينِ الجرح؛ "الفوّهة الوحيدة التي نعرفها" ..

‏سيحدث، لا تتوقف عن الانتباه.

جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن !

نذكرك في المسرّات لنُباركها، وفي الحُزن لينجلي، وفي الدعوات لتُستجاب، وفي لحظات الخوف لنطمئن، وفي مسارات الحياة لننجو، هلّ الهنا وانجلى الحُزن وانزاح الهم بذكرِك ..

"فالصلاة والسلامُ عليكَ حيًا فينا لا تموتُ أبدًا، نُحبكَ ونُحب من يُحبكَ والموعدُ الحوض كما أخبرتنا، وإنّا لنُصدقك"

"فأطوف سبعاً، وأسعَي سبعاً، وأبكي ألفاً وأُناجي وأُناجي حتى تَطيب نفسي هُناكَ،
اللهم مكّة، اللهم عُمرة، اللهم حَجّة."

"‏ربُّوا على الثأر الدماءَ فإنها
‏إنْ تنسَ طعمَ القتل تُقتلْ ثانية!"