Telegram Web Link
Forwarded from فِطرَة
قال ﷺ: «أنا حظُّكم مِن الأنبياء، وأنتُم حظي مِن الأُمم».
نأخذ جولة هذا الأسبوع مع إمام الحرم المكي، الشيخ بدر التركي.
‏"الورد القُرآني نعيم المؤمن وراحته الأبدية، لا شيء يُعادل سكون النّفس وطمأنينة القلب بعد القرآن، كأن الحياة بأسرها تُصبح بداخله جنّة..
‏من لزم وردًا يوميًا يسير عليه فقد نال بذلك معنى الحياة المطمئنّة، الحياة التي لا شتات فيها ولا قلق. قال تعالى:
‏﴿ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب﴾".
‏"أنا صاحِبُك القرآن"🤍

جُملة تجعلُكَ تَحبُو نحو القُرآن بقلبٍ مُتعطّشٍ!

يوم القيامة سيهرب منك كل الأحبة، لن يبقى معك إلا صاحبًا واحدًا يؤنسك، فتسأله: من أنت؟ فيقول:
أنا صاحبك القرآن.

أدرِك عُمرك وكُن عظيم التمسك بالقرآن لترى اليوم طيب الحياةِ وفي الغد حُسن الشفاعةِ!
{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
[سُورَةُ يُونُسَ: ٥٤]

"ولو أن لكل مشرك بالله جمع ما في الأرض من أموال نفيسة لجعله مقابل فكاكه من عذاب الله لو أتيح له أن يفتدي به، وأخفى المشركون الندم على كفرهم لمَّا شاهدوا العذاب يوم القيامة، وقضى الله بينهم بالعدل، وهم لا يظلمون، وإنما يجزون على أعمالهم".
‏"سوء الإستمرار مع الورد اليومي والإنقطاع سببه عدم تعويد النّفس، فلو كُنت تتعامل مع الورد اليومي كمُعاملة الطعام والشراب لما استغنيت، لابُد أن تُلزم نفسك وتعوّدها، وهذا يسير، إن كُنت مبتدئ خُذ مايُقارب خمسة أوجه يومياً، تُلزم نفسك عليه إلزاماً، حتى يُصبح الورد أساساً لاتنفكّ عنه".
‏قال ابن القيم رحمه الله:

‏الأبرار في النعيم وإن اشتد بهم العيش، وضاقت عليهم الدنيا .

‏والفجار في جحيم وإن اتسعت عليهم الدنيا.

‏ -الداء والدواء
لأبنائي وبناتي، لإخواني وأخواتي، لآبائنا وأمهاتنا، لحُماة الفطرة وصُنّاع الأجيال.

أقولها لكم وبكل صراحة؛ طالب الأجازة لا يحفظ القرآن، طالب الأجازة لا يتربى بالقرآن!

الطالب أو الطالبة الذي يذهب إلى دور التحفيظ والكتاتيب ليحفظ القرآن، ثم يتوقف أثناء الدراسة، لن يحفظ القرآن، وإن حفظه -بعد سنوات- فحفظه لا يُعتبَر، لأنه حفظ بطيء متقطع لا يُورث رسوخًا ولا ثباتًا.

يا كرام، الاجازة لا تتعدى شهرين أو ثلاثة، بل حتى الشهر الثالث فيها تبدأ الدروس الخصوصية، ثم سرعان ما يُغلق الطالب مصحفه، ويتوقف عن الذهاب إلى أماكن الحفظ، فمتى يتم الحفظ إذن؟ ومتى يُراجع الطالب ما حفظه؟ أيُعقل أن ننتظر من شهرين قصيرين أن يُخرجوا حافظًا متين الحفظ، بينما باقي السنة تضيع في اللهو والانشغال؟!

لو قلنا أنّ الطالب يحفظ وجهًا واحدًا في اليوم، ويأتي الطالب شهرين من الأجازة للحفظ فقط، يعني سيحفظ ستّين صفحة، بمقدار ثلاثة أجزاء تقريبًا في السنة، يعني هذا الطالب يحتاج إلى عشر سنوات حتى يختم القرآن، مع العلم أنّه سينسى ما حفظه في الأجازة عندما يغيب عن القرآن باقي العام.

يا أبنائي، ويا بناتي، يا مَن أخاف أن تسرقكم الدنيا من كتاب ربكم؛ إنَّ القرآن لا يُعطَى لمن يقطع الوصل، بل لمن يثبُت على الطريق، ولو جعلتم لأنفسك في أيام الدراسة مقدارًا ثابتًا من الحفظ والمراجعة ولو قليل، لكان أثبت وأنفع لرحلتكم في حفظ كتاب الله.

لو فتَّشنا في الساعات لوجدنا متسعًا بين الحصة والحصة، وبين المدرسة والدروس، وبين الدرس والدرس، وفي أول النهار وآخره، لكن القلب تعلّق بالدنيا حتى استثقل القرآن، وفضَّل كل شاغل عليه، ألسنا نُحسن أن نقتطع ساعة للتسلية؟ فلماذا لا نقتطع دقائق لكتاب الله؟

وللأسف، أحيانا يكون هذا بمساعدة أولياء الأمور! وهذا والله من أعجب ما نرى!

فيا آباء أرجو صلاح أبنائكم، ويا أمّهات أرجو فلاحك بناتكم، كيف ترضون أن تُضيّعوا على أولادكم فرصة حفظ كتاب الله، وتقدّموا لهم دروس الدنيا على نور الوحي وهداه؟!

كيف لكم أن تحرموا أبناءكم من حلق القرآن، بحجّة الدروس والمدارس!
كأنّ دقائق القرآن هي التي ستُضَيِّع مستقبل أولادهم، لا الساعات الطويلة المهدَرة أمام الشاشات والهواتف!

أيّ عقلٍ هذا الذي يرى أنَّ الدنيا تُنال بترك كلام الله؟ وأيُّ قلبٍ ذاك الذي يرضى أن يكبر ابنه متقنًا الرياضيات واللغات، وهو جاهلٌ بكتاب ربّه، بعيدٌ عن نوره وهُداه؟.

إنّ أعظم ما يؤدّب البنت ويهذّب الولد هو القرآن، فهو كتاب تربية قبل أن يكون كتاب أحكام، ونحن في زمنٍ تكاثرت فيه الفتن، وانتشر فيه الفجور، وغاب الأدب، ولم يبقَ حصنٌ يحفظ أبناءكم كحصن القرآن، فاجعلوه رفيقًا لهم في صغرهم، ليكون حارسًا لهم في كبرهم، ولا تحرموا أولادكم من هذا النور بحجّة الدروس والدنيا؛ فالدنيا إلى زوال، والقرآن هو الباقي.

يا رعاةَ البيت، ويا حاضناتَ القلوب، يا من تُحبّون أبناءكم وتخشون عليهم، ويا من تسهرون على مستقبلهم، يا أهلَ القلوب الرحيمة، ويا أصحابَ الغيرة على أولادهم؛ والله إنَّ القرآن هو العاصم لأبنائكم وبناتكم، وهو الحصن الحصين في زمنٍ تموج فيه الفتن، وتكثر فيه أبواب الفجور، وتُفتح فيه الشاشات بما يفسد العقول ويُميت القلوب.

إنّ الولد إن لم يُؤدّبه القرآن، أدّبته الشوارع بما فيها من سوء، والبنت إن لم يحصّنها القرآن، كشفتها الفتن وعرّتها الشهوات، فلا تقدّموا دروس الدنيا على مدرسة القرآن، ولا تجعلوا حفظ كتاب الله مؤجَّلًا وراء الملهيات، فوالله ما ندم والدٌ ولا والدةٌ سلّما ولدهما للقرآن، ولكن الندم كلّ الندم أن يتركا أبناءهما نهبًا للهوى والشيطان.

ولقد شهدت بعيني شبابًا وفتياتٍ تعلّقوا بالقرآن، وقد كانوا قبل ذلك على حالٍ لا يُرضي، فما لبثوا أن تبدّلوا وتغيّروا، وإذا بهم أنقى الناس قلوبًا، وأقومهم خُلقًا، يشار إليهم بالبنان ويُضرَب بهم المثل في الأدب والحياء، وما ذاك إلا بما غيّر القرآن في نفوسهم. وعلى النقيض، رأينا من أعرض عن القرآن، فضاقت بهم الطرق، وتقاذفتهم الفتن، حتى ضاعوا في بحار الهوى والشهوات.

يا أرواحًا أحبها في الله، ويا فلذات أكبادٍ أحرص على صلاحها؛ هذه نصيحتي أضعها بين أيديكم، ولست بخيركم ولا أكبركم، ولكنني أعايش أبناءكم فأرى ما لا ترون، وألمس من حالهم ما قد يخفى عليكم، فاللهَ اللهَ في حفظهم بالقرآن، فإنه العاصم من الفتن، والحارس للأدب والإيمان.

أبو مسلم الرفاعي.
‏قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:

‏اعلم أن هذا القرآن العظيم أنزله الله لهداية الخلق وإرشادهم، وأنه في كل وقت وزمان ومكان يرشد إلى أهدى الأمور وأقومها، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
‏"كيف أتخلص من تسويف الوِرد:
‏-تخصيص وقت ثابت للقرآن وساعة ثابتة وهذا يحتاج إلى ضبط النّفس وإلزامها.
‏-الإقبال عليه مبكّرًا قبل الشروع في المهام الأخرى.
‏-التسويف لايأتي فجأة بل يسبق ذلك تهاون وتعذر بالظروف ثم فتور وترك.
‏-في حال أنك اضطررت للتأجيل لابُد أن تُعوّض ورد الأمس مع اليوم."
‏﴿ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺎﺕِ ﻳُﺬْﻫِﺒْﻦَ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺎﺕِ﴾


‏ﺍﺳﺘﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻚ لراحة قلبك⁩

#افتح_مصحفك
Audio
أول صلاة للشيخ بدر التركي في الحرم، ما شاء الله تبارك الله..

#ليالى_رمضان
بسم الله نُكرّم الطالبة المثالية في دارِنا لشهر صفر..

أدبٌ وخلق، علمٌ وحفظ، قدوة لغيرها ونور لدارها 🌿
فتدبر القرآن وآيات القرآن: هو النظر إلى مآلاتها وعواقبها في النفس وفي المجتمع. وذلك بأن تقرأ الآية من كتاب الله، فتنظر -إن كانت متعلقة بالنفس- إلى موقعها من نفسك، وآثارها على قلبك وعملك، تنظر ما مرتبتك منها؟ وما موقعك من تطبيقها أو مخالفتها؟

وما آثار ذلك كله على نفسك وما تعانيه من قلق واضطراب في الحياة الخاصة والعامة؟ تحاول بذلك كله أن تقرأ سيرتك في ضوئها، باعتبارها مقياسا لوزن نفسك وتقويمها. وتعالج أدواءك بدوائها، وتستشفي بوصفاتها.

فريد الأنصاري

#بالقرآن_نحيا
‏(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ۝ )[ق 18]

‏"لو علمتَ بمُخبِر يَرقُبُك ويتتبَّعك لأوجستَ منه خِيفة، وكنت منه على حذَر، فما بالُك بمَن يرقُب أعمالك، ويكتب أقوالك؟".
‏(مشاهير الفَلَس) الذين حظُّوا بشهرةٍ اكتسبوها من السَّفاهة والتَّفاهة يُمثِّلون وباءً فتَّاكًا، يحمل في طيَّاته مخاطر عظيمةً، يُميِّزها العاقل، وستُرى باديةً مع الأيَّام، فقوا أنفسكم وأهليكم شرَّهم، واحذروا خطرهم؛ فإنَّ (النَّظرة قد تغرس في قلبك الفكرة).

-صالح العُصيمى
2025/10/23 17:32:10
Back to Top
HTML Embed Code: