Telegram Web Link
اللهم اشف صدور قوم مؤمنين
يَا أَيُّهَـا الرَّجُـل النَّبيـل |
اللهم اشف صدور قوم مؤمنين
لنتعاهد بأن تكون هذه الدعوة ديدننا في ساعة الإجابة اليوم، فقد مسنا الضر في أمتنا، وتهالك جسدنا؛ لوجع أعضائه، وبلغ أنينا عنان السماء، والله حسبنا ونعم الوكيل ..
اللهم إن الظلمة نامت عيونهم ، وأنت الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
فأهلكم في عقر دارهم ، واجعلهم شذر مذر ولا تبقي منهم أحد ، يا قوي يا متين يا واحد يا أحد .
قال ربي جل وعلا :{ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد (8)}

وقال أيضًا :{وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ۖ وإن يك كاذبا فعليه كذبه ۖ وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ۖ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب (28)}

آيات تختصر لك الحكاية !
أن الإيمان العميق العظيم يزلزل أركان الظلمة ؛ لأنهم باختصار شديد أعوان الشياطين،، فحربهم لا تكون إلا إذا برز صدق هذا الإيمان حركيًا؛ للذود عن الإسلام الذي جاء به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والذود عن أهل الإيمان !

فاللهم اشف صدور قوم مؤمنين لمصاب الأمّة العظيم !
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم !!

وعند الله تجتمع الخصوم !
فاللهم اجعلهم تحت أقدامنا يا حي يا قيوم !

فيثوبون ما كانوا يعملون !
قال ربي جل وعلا :{ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد (8)}

وقال أيضًا :{وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ۖ وإن يك كاذبا فعليه كذبه ۖ وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ۖ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب (28)}

هنا الحكاية وكل الحكاية ..
هنا تختصر فعلًا الحقيقة العميقة للصراع بين الحق والباطل عبر التاريخ: أن المؤمن الصادق لا يُحارب لذنب اقترفه، وإنما يُحارب لأن نوره يُبدد ظلامهم، ولأن صدق إيمانه يفضح زيفهم ويقض مضاجعهم.

هاتان الآيتان ترسمان هذا المعنى بدقة ربانية:
• الأولى في سورة البروج تبيّن أن السبب الوحيد لبطش الطغاة بأهل الإيمان هو “أن يؤمنوا بالله”. فالإيمان وحده يُعد عندهم جريمة، لأنه لا يخضع لهم بل يسجد لله.

• والثانية من سورة غافر تبرز صوت العقل والعدل، الذي نطق به مؤمن آل فرعون، متحديًا بطش الظالمين: كيف يُقتل من يقول “ربي الله” وقد جاء بالحق؟

نعم،

“إن الإيمان العميق العظيم يزلزل أركان الظلمة.”

وكلما تحوّل هذا الإيمان من مشاعر ساكنة إلى حركة صادقة، أصبح أخطر عليهم؛ لأنه يهدد عروشهم القائمة على الظلم والهوى؛ لهذا كان واجب الوقت في كل وقت؛ الذود عن الإسلام و نصرة المظلومين فهذا من صلب الإيمان، كما فعل الصحابة والتابعون ومن سار على نهجهم إلى يومنا هذا..

اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، وثبتنا على طريق أهل الإيمان، واجعلنا ممن لا يخافون فيك لومة لائم..
لكل مكلوم ومحزون لحال الأمّة الشريفة اليوم ..
حزنك صادق، ووجعك مفهوم… وأنت لست وحدك.

ما تشعر به هو شعور كل قلب حي، كل ضمير لم يخمده التعود ولا خدّره الترف.

وبالمقابل تجد من بني جلدتنا متواطئين مع العدو، لا يعرفون المقاطعة، ولا ينصرون القضية في الوقتٍ الذي يُباد فيه أهل غزة والضفة ليلًا نهارًا

فهذا أقسى من أن يُحتمل.

وأن ترى الميادين الغربية تضجّ بنصرة فلسطين، بينما العواصم التي يُرفع فيها الأذان، ساكنة، خرساء فهذا يكشف لك عن أيّ خذلانٍ نعيشه، وأيّ عار يُوشك أن يسجله التاريخ فينا.

إن شريط الأحداث الذي يمر أمام عينيك كل ليلة هو شريط جراح الأمة، وكل من له قلب لن ينام وهي تنزف.

لكن لا تيأس…

“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”
— آل عمران: 139

هذه المعركة قديمة، لكنها ليست عبثية. والحق لا يُقاس بكثرة المناصرين، بل بثبات القلة المؤمنة. لا بأس عليك وواجبك أن تُبقي قلبك حيًا، ودعاءك مرفوعًا، وصوتك شاهدًا، ونيّتك صادقة، وربك لن يضيع هذا أبدًا.
من يرفع راية الإيمان فينا؟
في زمن اختلطت فيه الرايات، وعلت أصوات الشعارات على حساب الدين…

في زمن كمّمت فيه أفواه الصادقين… وباتت فيه الخطب أكثر من الأفعال،

فمن يرفع راية الإيمان؟

يرفع راية الإيمان من لم يساوم، ولم يتلون، ولم يبع دينه بعرض من الدنيا ولو كان قليلًا.
يرفعها كل من بقي ثابتًا على الحق، مهما زأرت حوله العواصف.
يرفعها طفل يخرج من تحت الركام وهو يهتف “الله أكبر”.
ترفعها أم تزف ولدها شهيدًا وتقول “الحمد لله”.
يرفعها أسير خلف القضبان لا يساوم على حقّه ولا دينه.
يرفعها عالم ربّاني لا يخشى في الله لومة لائم.
يرفعها شاب أو شابة في أقصى الأرض يقطعون من قوتهم لينصروا إخوانهم بالدعاء، بالكلمة، بالمال، بالوعي…

الراية لم تسقط، وإن سقط من حملوها عن ضعف أو خذلان.
والله وعد:

“وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم” — محمد: 38

فكن ممن يرفعها، ولا تنتظر من يرفعها عنك.
فربما كُتب لك أن تكون ممن قال الله فيهم:

“رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه…"
الذين استجابوا لله ولرسوله في لحظات الخوف والجراح، استحقوا وسام الإيمان والثناء الرباني:

“الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم”
ــ آل عمران: 172

هذه الآية نزلت في غزوة أحد، بعد أن ذاق الصحابة مرارة الجراح والفقد. ومع ذلك، حين دعاهم رسول الله ﷺ للخروج مجددًا ليلتقي بعدوٍ قد يعود، لم يترددوا، بل قاموا يلبون النداء .

كانوا يسارعون ويتسابقون إلى الميدان متى ما دُعوا، بغض النظر عن توقعاتهم لنتائج المعركة أو اختلافهم في الرأي وتقدير الموقف، (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)

وقد جاء في الحديث الصحيح في مدح المسارع إلى الميدان؛ (رجل مُمسِكٌ عِنانَ فَرَسِهِ في سبيل اللهِ، يطيرُ على مَتْنِهِ، كلَّما سَمِعَ هَيْعَةً، أوْ فَزْعَةً طارَ عليه، يَبْتَغِي القتلَ والموتَ مظانَّه)

لم يكونوا منتصرين ماديًا في تلك اللحظة، لكنهم كانوا منتصرين في ميزان الله.

فـالاستجابة لله ورسوله بعد القرح، بعد الانكسار، بعد الخيبة، هي ميدان التمحيص الحقيقي، وهي التي تمايزت فيها الصفوف، وظهرت المعادن.

واليوم، في محنة غزة والضفة، وفي كل ميدان حق وكلمة وصدق من يستجيب لنداء الإيمان ؛ هم ورثة أولئك الذين استجابوا يوم أحد

وقد سقطت الكثير من الأقنعة ..
وبقيت راية الإيمان خفاقة !
من ارتدى ثياب الخذلان، ذاق خذلان الله في مواطن تُنتهك فيها حرمته.

كلمات تحمل في طيّاتها معنى ثقيلًا لا يدركه إلا من عرف حرمة هذا الدين، وقدر الله حق قدره.

هذه ليست عبارة مؤثرة تدندن فيها على الأطلال، بل هي قانون إلهي لا يحابي أحدًا!

فمن خذل دين الله، خذله الله.
من اعتذر بالصمت حين وجب البيان، أذله الله يوم لا ينفع الندم.
من آثر الدنيا على نصرة المظلومين، بُلي في دنياه قبل آخرته.

قال النبي ﷺ:

“ما من امرئ يخذل امرأً مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته.”
ــ رواه أبو داود (4884)

ويا له من وعيد…

في الأمّة اليوم، تُنتهك حرمات الله.
وتُسفك الدماء، ويُقتل الأطفال، وتُستباح المساجد.
فمن خذل دينه خذل في أعزّ ما يملك: في دينه، أو عرضه، أو أهله، أو حياته.

و بالمقابل،

“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.”
ــ محمد: 7

فاثبت، وذكّر، وادعُ، وساهم، واكتب لله، فكل ذلك في ميزانك، والله لايضيع أجر من أحسن عملًا!
2025/07/10 05:38:26
Back to Top
HTML Embed Code: