حين يكون المنع عين العطاء، والابتلاء طريق العافية.

قال العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-:

‏مَن ضارَّ مُسْلِماً ضارَّهُ الله، ومَن ضارَّهُ الله ترحّلَ عنه الخير، وتوجه إليه الشر، وذلك بِما كسبت يداه.

‏بهجة قلوب الأبرار - (ص٦٦)

-
أَسْرِجْ خُيُولكَ قَد كفاكَ تبَاطُؤاً
كُنْ كالشَّهيدِ وَقَدْ جَفاهُ المضْجَعُ!

‏لا بد أن يفهم الجميع ما الذي يجري في السودان، وأن يعرفوا إجرام عصابات الدعم السريع ومن وراءها، وأن يسعوا إلى تفعيل القضية إعلاميا في مختلف الأوساط، وأن يكون هناك توجه إغاثي كبير لسد الاحتياجات من جهة المؤسسات والمنظمات والأفراد
‏اللهم ارحم أهل السودان وفرج عنهم
‏⁧ #الفاشر_تموت_جوعاً⁩

السّودان العزيز منّا، جرحهم يؤلمنا، تشريدهم يقهرنا، والجوع الذي فيهم يُصيبنا، لا بارك الله قوات الدّعم السريع ومن يقف وراءها، ومن يدعمها، لا تجهلوا عنهم، فعّلوا قضيّتهم، تكلّموا عن الجرح كأنّه فيكم! لا حول ولا قوّة إلّا بالله.

#الفاشر_تموت_جوعًا

تاريخُ الأمم إنما يجري بقدرٍ من الله، على أيدي أفذاذٍ يسطّرون التاريخ بدمائهم، ويشيّدون أمجادَه بمواقفهم وصلابتهم. وإنّ أمجاد الأمم وحِصن عزِّها هي ما تحرص على كتابته عبر تاريخ أجدادها؛ لتربية جيلٍ مُقبل، وبناء الناشئة من أبنائها على القِيَم التي تُضَحّي من أجلها أبطالُها وقِمَمُها.
وإن أفضل طريقة لتربية الأجيال هي تدريسها تاريخ أمجادها من خلال سير مُصلحيها وأبطالها وقادتها. ونحن نتأسى برسول الله ﷺ وأصحابه، ونسير على هديهم، ونقتبس من النور الذي جاءوا به، ونقتفي أثرهم: أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده.

وكلما كانت الأمثلة شاخصة حيّة، أحداثُها ساخنةٌ جديدة، فإن وقعَها في القلوب يكون أعمق، وأثرَها في النفوس أوضح، وتوهّجها أشد وأقيم؛ وذلك لأن الشواهد الحاضرة دوافِع ومحركات للقلوب أن تتشابه وتُباري، لأن نداء الأعماق ينادي بقوة:
هذا شاب مثلكم، يعيش كما تعيشون، ولفّته البيئة التي لفّتكم، وأظلّه الجو الذي يظلّكم، فما باله قد سبقكم؟
أوَلَيس بإمكانكم أن تسلكوا كما سلك، وتسيروا كما سار؟

- مرابطة في ظلال الشهادة.

سل نفسك هل وجبت الهجرة ؟!
وهل هي إرغام للعدو؟
سل نفسك هل تخاف على أهلك ومالك وولدك؟!
هل تتيقن بكلا إن معي ربي سيهدين؟!
هل تؤمن أنك ستجد مراغمًا كثيرًا وسعة ؟
ما الذي أخرك؟

من قلب مدينتي التي أهوى وأحب أذقني برد عفوك وحلاوة نصرتك وقوة الحق في عقلي وروحي ووجداني وجوارحي وسقني مهاجرًا بعافية كما تحب ربنا وترضى يا الله .. يا حي يا قيوم ..
فلأنت أحب إليّ من كل شيء ..

والعافية لا يعدلها شيء، سقني وجميع أحبتي بعفو وعافية ورضى وهدى وتسديد وتوفيق وتأييد بجنود السماء والأرض.

قال الحافظ في الفتح مبينا حكم الهجرة ومتى تجب ومتى تستحب: فلا تجب الهجرة من بلد قد فتحه المسلمون، أما قبل فتح البلد فمن به من المسلمين أحد ثلاثة:
الأول: قادر على الهجرة منها لا يمكنه إظهار دينه ولا أداء واجباته فالهجرة منه واجبة.
 الثاني: قادر لكنه يمكنه إظهار دينه وأداء واجباته فمستحبة لتكثير المسلمين بها ومعونتهم وجهاد الكفار والأمن من غدرهم والراحة من رؤية المنكر بينهم.
 الثالث: عاجز بعذر من أسر أو مرض أو غيره فتجوز له الإقامة فإن حمل على نفسه وتكلف الخروج منها أجر. انتهى.
 وإن عجز عن إقامة دينه بالمعنى المتقدم في بلاد الإسلام وجبت عليه الهجرة إلا إن كان في إقامته مصلحة راجحة.
 قال في أسنى المطالب: وكذا كل من أظهر حقا ببلدة من بلاد الإسلام ولم يقبل منه ولم يقدر على إظهاره تلزمه الهجرة منها. نقله الأذرعي وغيره عن صاحب المعتمد، ونقله الزركشي عن البغوي أيضا، واستثنى البلقيني من ذلك ما إذا كان في إقامته مصلحة للمسلمين فيجوز له الإقامة، فإن لم يستطع الهجرة فهو معذور إلى أن يستطيع. انتهى.
 وأما الهجرة من بين أهل المعاصي سواء كانت معاصيهم كبائر أو صغائر فهي غير واجبة، بل على المسلم أن يغير المنكر ما استطاع وهذا الذي عليه العمل.
 قال في الفروع: ولا تجب الهجرة من بين أهل المعاصي، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: إن أرضي واسعة.  {العنكبوت: 56}. أن المعنى إذا عمل بالمعاصي في أرض فاخرجوا منها. وبه قال عطاء وهذا خلاف قوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده... الحديث وعلى هذا العمل. انتهى.