Telegram Web Link
يتبع..
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛

|الـقـسـ¹²ـم|

بعد كم يوم...

كان الطقس حلو، الشمس طالعة خفيفة، ونسمة الهوى عم تلعب بورق الشجر، هيدا اليوم كان غير شكل، لأنّو التدريب الإسعافي رح يصير بحديقة الضيعة، ومش بس هيك، كان في مفاجأة: مناورة حقيقية، مع مصاب فعلي تم التنسيق معه سلفاً ليحاكي حالة كسر بالحوض🤩

تجمّع الكل حول علي ، يلي بلّش يشرح التفاصيل.

علي: اليوم رح نتدرّب كيف نتعامل مع مريض عندو كسر بالحوض، كيف نثبّت الحركة، ناخد ضغطو، دقّات قلبو، وكيف نرفعو عالحمّالة وننقلو بأمان

المصاب تمّدد عالأرض، وهو عم يتأوّه بشكل واقعي

الصبايا بلّشوا يتحضّروا، كل وحدة شالت عدة: قياس الضغط، جهاز نبض، لِفافات، ولوح تثبيت

نرجس كانت ماسكة الميزان الحراري، إسراء عم تسجّل ضغط
حوراء ونور الزهراء عم يركّبوا الضماد، مريم عم تساعد بالتثبيت ، الاء عم تراقب تنفس ودقات القلب، الجو كان جدّي، بس كل شوي حدا يضحك بالغلط، أو يصير شوية توتر

بلال كان عم يراقب من بعيد وعم يضحك عالخفيف

وصلوا لمرحلة الحمّالة، شبين وصبيتين بدّن يرفعو "المصاب"

نرجس:
جاهزين؟ واحد، تنين، تلاتة، ارفع!

بس لحظة، فلت المصاب!
وقع على جنب، وكلن اتجمدوا من الصدمة، بس الضحك سبق ردة الفعل

بلال: ههههه يا لطيف، كأنكن عم تحملوا طاولة بوفيه مش إنسان!😂

عباس: (سكتو بصوت واطي بس حاسم)

خليل:ما في مشكلة، الواحد بيغلط، مش آخر الدنيا، منرجع منعيد ومنتعلّم

علي:ما تتوتّرو يا صبايا، مش من أول مرة بيمشي الحال


نرجس: يلا منرجع منعيد، وهاي المرة منضبّطها

رجعوا عملوا المحاولة من جديد، مع بعض الاساليب حملوا المصاب بهدوء، مشي الوضع، بس...

محمد: كأنو نسيتوا شي؟

خليل: (بابتسامة): خليهن يخلصوا يحملوه، بعدين منذكّرهن شو نسيوا

حسين:هلق لحالن بيتذكّروا

بعد دقيقة، إسراء صرخت:نسينا نشوف ضغط!

بلال: 😂😂

عباس: إنت يا بلال، حطينك بس عالضحك🙂


بعد هالشدّة والضحك، خليل أعطى أوامر باستراحة

قعدوا يرتاحو تحت الشجر، وشربوا مي، وبلّشوا سوالف خفيفة

علي: في شي مهم، حدا منكن بيعرف يسوق؟

الصبايا طلعوا ببعض، في تردّد، بس آلاء قالت بثقة: إيه، أنا! ليش؟

خليل: كرمال تسوقي سيارة الإسعاف شوي، من باب التدريب يعني

ضحك خفيف انتشر بين البنات

آلاء: ماشي، بس إذا خبطت السيارة ما حدا يلومني!😁

طلعت آلاء عالسيارة، طلع معا حسين كـ"مراقب سلامة"
ساقت شوي لقدّام، رجعت، طوّلت اللّفّة شوي

نزلوا

علي: كيف لقيتها بالسواقة؟😂

نرجس:إذا الميت كان عايش، بكون مات مرّة تانية!🤣

حسين: لازم نخفّف السرعة، عنجد إذا صار شي نحن والمصاب منتكل عند الله

بلال: ههههههههه هيدا مش إسعاف، هيدا Fast & Furious!😂

آلاء: توترت، بس مع الوقت بيمشي الحال

عباس: المهم إنو ما تتوتروا..
___

بعد شوي، الكل قعد يرتاح، وكان الجو ساكن بس مفعم بحيوية التمرين

خليل شاف إنو الوقت مناسب، فقرّب شوي من صبايا قعد معن، وسأل بنبرة هادية: بدي إسألكن عن ملك، كيف كانت بالدورة ببعلبك؟ ماشي حالها؟ مرتاحة؟

إسراء: ملك كانت جديّة متل العادة، ما بتحب تحكي كتير، بس بتنجز شغلها عالأصول

حوراء: تعبت شوي بأول الأيام، بس رجعت استقرت

نور الزهراء: دايمًا مركّزة، بس بتحسّ فيها شي بس المشكلة ما بتحكي

خليل: (بصوت خفيف): بصراحة، كنت حابب آخد رقمها إذا في مجال

العيون توسّعت، الوجوه طلعوا ببعض، والشباب من بعيد وقفوا، كلّن كانوا عم يراقبوا، والهمس بلّش:
سمعت شو قال؟
عم يطلب رقم ملك؟!

مريم: ما فينا نعطيك رقمها من دون ما نرجعلا ونسألها، إذا كانت ما عندها مشكلة او شي، منردلك خبر

خليل: أكيد، واحترامي إلها قبل كل شي

رجع خليل عند الشباب، بس شاف وجوههم، عرف إنو داخل على تحقيق رسمي

ـ خلص شباب، أول ما تخلص الحصة، بسمع التحقيق على راحتكن، ولا يهمكن

بلال:اخ، ل نحضّر ملفاتك من هلق😂

بس عيونه ما خبّت شي،
كان فيه شغف، كان فيه شي أكبر من مزحة، شي جدي عم يتكوّن.
___

بعد كم ساعة، خلال الاستراحة، كانت حوراء قاعدة مع باقي الصبايا والشباب، وساكتة شوي، مغمّسة بالتفكير
فجأة، رفعت راسها وقالت بصوت واثق: عنجد هلق، ليش ما مندرب مثلًا على حالات وقت بيصير فيها غ/ارة؟ أو اختناق من وراها؟

سكت الكل شوي

حوراء: يعني بالأيام الماضية كانت الحرب شغّالة، وصار في كتير حالات ما قدرنا نساعد فيها، جرحى بايجير، اختناق من ريحة البارود اللي بيطلع لما تكب إخرائيل شي، أو تسمم من الجو، ليش ما عم تعلمونا هول الأشياء؟

علي: (بهدوء): كل شي إلو وقت، خطوة بخطوة، مع الوقت بتتعلموا كل المهارات، لا تاكلوا هم

بلال: بس يعني جرحى بايجير؟ شو ح تعملولن؟

حوراء: (بنبرة جدية): منساعدهن، منعمل أي شي ممكن ينقذ حياة، حتى لو شي بسيط

بلال:كيف يعني؟ بس يشوفوكن بيرجعو بيقشعوا؟
حوراء: ما بيرجعوا بيقشعوا، بس إذا لقيناهن بطريق المصابين، ما منقعد نتفرّج، منحاول نعمل شي، يمكن نخليهن يصمدوا ليوصل حدا

بلال:انتي بنت، ما ح تقعدي تأسعفي شاب بنص المعركة!

إسراء: بس أوقات الوضع بيفرض عليك تساعد مين ما كان! ما بتقعد تتفرّج عحدا عم يموت، وإنت معك شوية علم بتقدر تنقذ فيه روح!

الجو بلّش يتغير، الكل حس بالتوتر عم يعلى، وكل كلمة كانت عم تحرّك شي جواهم

بلال: أنا نظرتي لهالموضوع غير، وغلط بغلَط

حسين:خلص، منسكّر الموضوع هون!

حوراء:  بس بدي إسأل، يا أخ بلال، لو كنت بموقف وشفت بنت عم تموت من النزيف، وعم تطلب مساعدة، بتقعد تضحك متل ما عم هلّق، ولا بتتحرك بضميرك وبتساعدها؟

بلال:😒

محمد: ما بدنا نخلط الدين بالمهنة، في حلال وحرام، بس كمان في ضرورة، والضرورة بتبيح المحظورات بحالات معينة

بلال: أني هيدا مقصدي، مش إنو ضد، بس عندي تحفظ

محمد:بس إذا اضطريت تسعف، مش نهاية الدنيا

علي: ولهيك قلنا من الأول إنو بدنا صبايا معنا، لأن كتير بنات مصابين ما عم نقدر نأسعفهن بشكل مناسب

خليل: معك كل الحق يا حوراء، كل شي رح نتعلّمه، بس بدو وقت، وهالأسئلة اللي طرحتوها اليوم؟ لازم ندرب عالمواقف الصعبة، نحن مش جايين نلعب

حسين:عنجد، شكلكن جاهزين للحرب أكتر من بعضنا😁

الجو رجع يهدى شوي شوي، وكل حدا غاص بأفكارو، في ناس كانت عم تعيد النظر، وفي ناس بعدها مصمّمة عرأيها، بس الأكيد، إنو الكل صار يفهم أهمية التدريب الحقيقي أكتر من قبل

الإسعاف ليس غريبًا عن إنسانيتنا، ولا يُعدّ أمرًا محظورًا طالما التزمنا بالحدود والأخلاق التي نؤمن بها، فإغاثة الملهوف، ومساعدة المصاب، لا تتطلّب سوى قلب نابض بالرحمة، وعقلٍ حاضر يُدرك حجم المسؤولية♥️

قد تختلف وجهات النظر بين شخص وآخر، وهذا طبيعي، فكل واحدٍ منا يرى العالم من زاوِيته الخاصة، لكن في لحظة الخطر، تسقط كل الجدالات، ويبقى السؤال الحقيقي: هل سنقف متفرّجين أمام إنسان يحتضر؟ أم سنكون بجانبه، ندعمه حتى وصول المسعفين؟
وإن استطعنا تقديم القليل، ولو فقط أن نُبقيه يقظًا أو نخفف ألمه، فذلك قد يصنع الفرق بين الحياة والموت

وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:
"﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا﴾"
[سورة المائدة، آية 32]

فكيف إذا كنا نحن، بأيدينا، نملك فرصة أن نُحيي روحًا، أن نكون سببًا في إنقاذها؟
ليس هناك أعظم من ذلك🤍

___

بعد ما خلصوا النقاش، ودّعوا بعض، وبلّش كل فريق يرجع على بيته، الصبايا كانوا راجعين سوا، وما إن مشيوا شوي، حتى بلشت التعليقات تطلع

نور الزهراء: شو صرلك يا حوراء، ع شوي كنتي بلّشتي تضربي بلال!😂

حوراء:وحيات الله مش طايقتو! ما تذكري اسمو قدامي🫥

نرجس: خلص، سكّروا الموضوع يا بنات، بلا ما نرجع نولّع السيرة من أول وجديد

مريم: بعدين كل واحد منّا عندو وجهة نظر، يا حوراء، مش ضروري نكون متفقين ع كل شي

الاء: وإنتِ يمكن ما فهمتي قصدو

حوراء: خلص بقى، سكّروا سيرتو!

مريم (بحماسة فجائية): طيب خلّونا نخبر ملك إنو خليل طلب رقمها!

نرجس: هيدا تاني! يا ألله!🤦🏽‍♀️😂

مريم: أنا بقول، بلّشت قصة حب عم تِتخبّى بين السطور!🌚😁

إسراء: أنا من جهتي ما ح ادخل...

أما الشباب، فاتّجهوا صوب روضة الشـ ـهداء
جلسوا هناك، بهدوء، عم يتأملوا الصور والأسماء على الحيطان، وكل واحد فيهم غرق بأفكارو، بعدين، بلشوا يحكوا

عباس: أول دورة، كان بلال ع شوي ح يغرق بحدا.

حسين:واليوم، علق معو ع الآخر!

محمد:بيقولوا: ما بعد الخناق، بيجي الحب!

أما بلال، فكان ساكت، بس مبين عليه عم يسمع كل كلمة، ما كان عم يرد

____

رجعو البنات عالبيت، وبلشوا يحكوا مع ملك على المجموعة

نرجس: كيفك يا ملك؟ كيف كان يومك؟

ملك: الحمد لله، تعبت شوي من التدريب، بس كل شي تمام وإنتو؟

مريم: نحنا كان عندنا تدريب، تعبنا كمان، بس كان حلو

إسراء: أخدنا شوي عن حالات الطوارئ ودربناا

نور الزهراء: إي ملك، نرجس بدها تقلك شي

نرجس: في حدا طلب رقمك اليوم!😁

ملك (بدهشة): مين؟ شو؟ ليه؟
الكل صار يتزانخ ويمزح، وملك مش عم تستوعب شي

مريم:خليل، طلب رقمك

إسراء: بس نحن ما عطيناه الرقم، حبّينا نسألك بالأول

حوراء: وهو وافق ينتظر جوابك!

الاء (بابتسامة): إي، شو؟ بدك تعطيه الرقم ولا لأ؟

سكتت ملك للحظات. الكل ناطر جوابها.

ملك: بس، ما قالكن ليش بدو الرقم؟

نور الزهراء (ضاحكة): بلكي بس بدو يطمن عليكِ!

مريم: أو بلكي ما كان يرتاح بس يسألنا عنك ، فحب يسألك مباشر

نرجس: يمكن بكون في قصة حب عم تتحضر، مين بيعرف؟

الاء:كل شي وارد بهالدنيا


ملك بتسكت شوي، بتفكر، بعد كم دقيقة بتقول:

ملك: ماشي، ما في مشكلة، أعطوه رقمي

نرجس: الله وأكبر عليكي يا ملك!😂

الاء: هالقد أخدتي وقت تفكير؟

نور الزهراء:ع شوي حسّيتو طلب زواج مش رقم!🙂

مريم:المهم، خلص قبلت!

ملك: يا الله منكن، ما فيكن شي طبيعي😂
وهكذا انتهت هذه الحلقة على وقع الضحكات الخفيفة والهمسات المتردّدة، تاركة خلفها إشارات خفيّة بأنّ شيئًا ما بدأ ينمو في القلوب بصمت، ولعلّ الحكاية لم تبدأ بعد، بل كتبت سطرها الأول فقط♥️🥰

يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....

_سحر صالح
_مريم أحمد

⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
2
يتبع..

• 02h » براق الله
• 09h » عشاق الإمام علي
• 01h » قناة ياحجة الله مددد
• 03h » | ضبابي
• 02h » روايات
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 01h » محبي الامام الخامنئي
• 01h » شباب العراق الثقافي الاكاديمي
• 01k » نشر القصائد الحسينية لجميع الشعراء
• 05h » حيدر علي ️³¹³
• 03h » على خطى الزهراء
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 01h » MEDIA 313
• 04h » أولي البأس
• 01k » لمسة حب
• 06h » لحن ♡ الرصاص
• 07h » عبق الشهادة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 07h » نشر القصائد مع الالحان
• 02k » غيمﮫ 𓂆
• 02h » أنصار الحجة ♡
• 01h » خربشات قلم.
• 05h » اقاجون|سيدي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 04h » ريحانة ♡ مجاهد️
• 04h » حبر الإبداع | س
• 04h » قناة بنات الزهراء للعلم والمعرفة ونشر تسبيحات وأعمال قضاء الحوا
• 01h » المحفل القراني
• 01h » عاشوراء الحسين
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 01h » تصاميم اهل البيت
• 03h » ممهدات .
• 01h » عالمنا
• 01h » مداد العاشقين
• 05h » نرجس
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
• 01h » ولاية أمير المؤمنين 𝟑𝟏𝟑.
• 02h » أثر
• 01h » قلادة جندية
• 01h » ل فاطم
• 03h » الاء
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛

|الـقـسـ¹³ـم|

في تلك الليلة، تواصل علي مع محمد عبر الهاتف، واتفقا على السهر سويًّا عند خليل، مرّ محمد إلى بيت علي كي يذهبا معًا، وهناك لمح إسـراء في باحة المنزل، رمقها بنظرة سريعة، ثم حوّل نظره عنها بسرعة، وكأنّه ضبط نفسه متلبّسًا

همس لنفسه: ليه عم اطلع هيك؟ أنا هون كرمال روح مع علي لعند خليل، مش أكتر، خلّيك مركز قدّامك، بلا نظرات ما إلها طعمة🤦🏻

أمّا إسـراء، فكانت قد لمحت نظرته، وتمتمت مع نفسها بابتسامة خفيفة:شه… ليش هيك سطّل؟ كأنو أول مرّة بيشوفني!🙂
___

جهّز علي نفسه، وانطلق مع محمد باتجاه بيت خليل، طول الطريق، كان محمد شارد الذهن، وعلي يحكي معه، لكنّه لم يكن يسمع شيئًا
لاحظ علي الأمر، فرفع صوته قليلاً: محمد! محمد!
ما من جواب، فأوقف علي السيارة على جانب الطريق، ونظر إليه مستغربًا

علي:أووهه محمد، بعدك معنا؟

محمد (بدهشة): شو؟ كنت عم تحكي معي؟

علي: لا يا زلمي، كنت عم بحكي مع حالي، شو رأيك؟

محمد: آسف، والله ما كنت منتبه

علي: وين شارد؟ صرلي ساعة بحكي، وأنت ولا سامع حرف

محمد: عذرني ، خلص خلص، مش ح أشرُد، يلا نكمل طريقنا

علي (ضاحكًا): ماشي… أمري لله!

أدار علي السيارة من جديد، وبينما انطلقا، نظر محمد إليه وضرب على وجهه: ركّز بقا يا محمد، شو صايرلك؟🤦🏻
___

عند وصولهم، استقبلهم خليل بابتسامة وديّة، كان قد حضّر بعض الشاي والبسكويت، وجهّز المعركة المرتقبة على الـ"PlayStation" ، مباراة كرة قدم لا بدّ منها
لكن، قبل بداية اللعب، قرر الشباب فتح "تحقيق" صغير🤭😂

علي (مازحًا): إي خليل أفندي، خبرنا شو مخبّي؟

خليل: أني؟ مخبّي شو؟🌚

محمد: من وجهك باين، في شي!

علي: كلكن مخبّيين، بس إنت بلّشت تنكشف بالأول😒

محمد وخليل:🙂🙂🙂

خليل (بابتسامة خفيفة): صراحة، ما بعرف، بس عم بفكّر فيها

محمد: بمين؟

علي: عم تحكي عن ملك؟

خليل: إي،ملك!

محمد: أوووهاا…

خليل: عقبالكن🤣

علي: آي، شيلك منا، كرمال هيك طلبت رقمها؟

خليل: مش بالضبط، بس حبيت اطّمن عنها، بحس حالي مش مرتاح كل مرة إحكي رفقاتها بس، بلا ما أعرف منها مباشرة🙂

محمد: بس كل شي ضمن الحدود

خليل: أكيد يا محمد!

علي (ضاحكًا): يلا، بلشنا نرجع نحضر أعراس!

محمد: اي، نفرحلنا شوي

خليل: مع إنو ما بعرف إذا حتقبل تعطيني رقمها، ويمكن حتى الفكرة كلّا ما تكمل

محمد: اللي الله كاتبه بصير، حتى لو بعد سنين

خليل: خلصونا، جهّزوا حالكن للخسارة بهالماتش!

علي: منشوف، منشوف!
___

في صباح اليوم التالي، وكان يوم عطلة، لا وجود لدورات تدريبية
أرسلت إسـراء رسالة على الواتساب..

اسراء: ملك، قررتِ؟ رح تعطي رقمك لخليل؟

ردّت ملك بعد لحظات: اي

فأرسلت إسـراء الرقم لأخيها علي، وقالت له: هيدا رقم ملك، ابعته لخليل

قام علي بمراسلة خليل: بعدك بدك رقم ملك؟

خليل: أكيد، ليه؟

علي: صراحة، أختي كانت عم تقلي إنو ما قبلت تعطيك ياه

خليل:🥲

بعد دقائق، عاد علي وبعتلوا الرقم وقال: عم إمزح معك، ها رقمها🤣

خليل:تضرب بشكلك!

ضحك خليل، وأغلق المحادثة وهو يضيف رقم ملك إلى جهات الاتصال، جلس قليلاً يتأمل الاسم الجديد، وبدأ يفكر: كيف لازم بلّش الحديث؟ شو أوّل كلمة؟

وهنا تبدأ خيوط التواصل الأولى، وكأنّ سطرًا جديدًا قد كُتب في هذه الحكاية التي ما زالت تخبّئ الكثير
___

بينما كان خليل عم يحاول يصيغ أول رسالة ليبعتها لملك، رن هاتفه، نظرة وحدة على الشاشة كانت كافية يعرف إنو “الكارثة” وصلت، بلال عامل اتصال جماعي بكل الشباب

خليل (وهو يتنهّد): لا حول ولا قوة إلا بالله، هيدا بلال بيجي متل الاربعاء بنص الجمعة، بيخرب الواحد وهو بعدو ما خطط كيف بدو يحكي كلمة

ردّ عالتلفون وهو بعدو حامل التلفون بإيد والتانية عم يمسح وجهه

بلال (بحماس): يا شباب شو رأيكن نضهر شي ضهرة نغيّر جو؟!

علي: وين يعني؟

بلال: بنت جبيل! نقعد شي ساعة حد البحيرة، ومنرجع منعمل جولة بطُرُقات الجنوب، ومنتغدى بشي مطرح

حسين: شو عندك ب بنت جبيل؟

بلال: تبلشش انت ماشي بعرف هالحركات!

محمد: منيح، بس مين بدو يسوق!

عباس: مش المهم مين يسوق، المهم مين بدو يخلصنا من خناق حسين وبلال..

خليل (يحدث نفسه): طيب طيب، بنضهر وبنرجع منركّب الأفكار، يمكن الجو يساعدني!

بعد كم ساعة..

اجتمعوا الشباب كلّن، بساحة الضيعة، وكان الجو حلو، شمس خفيفة، طيور تغرّد، والقعدة مع بعض بتنعدّ من النِعَم، ركبوا السيارة، والمزح بلّش من أول الطريق

حسين: حطولنا شي نسمعو، شو رأيكن بشي هادئ

علي: شو بدك نسمّع؟

عباس: حطّ لطمية!

بلال (بضحكة طويلة): أكيد مش غنية؟!

عباس: بخّ بخّ

خليل: حط يا محمد شي لحسين خير الدين..

حسين: إي إي، هيدا الصح

بلال: حسين متل الولاد، بيفرح عاللطمية

حسين:😒😒

عباس: وانت متل الولاد بضل تنق ل تضهر

محمد: خلص خلص، ما بدنا نخلق مشكلة، خلونا نستمتع بالضهرة
2
السيارة عم تمرق من بين التلال الخضرا، والجنوب متل لوحة معلّقة بين السما والأرض، أشجار الزيتون عاليمين، وشوية بيوت قديمة عالشمال، كل شبر بالأرض عم يحكي حكاية، عن صمود، عن نَفَس باقي رغم التعب

وصلوا على البحيرة، قعدوا ع العشب، وبلّشوا يحكوا، يضحكوا، ومرّقوا قهوة يلي جابوها من الطريق.

خليل (بينه وبين نفسه) : يمكن هالضهرة كانت ضرورية، مش بس كرمال نغيّر جو، بس يمكن لحتى أهدى، وأعرف شو لازم قول...

محمد (بيقطع الصمت): شو خليل، بعدك سرحان؟

خليل : لا لا، بس عم بتأمّل، الجو بيلهم

الطبيعة كانت شاهدة على اللحظة، الهوا عم يحرّك الشجر برقة، والبحيرة ساكنة كأنها عم تسمع حواراتن، كانت ضهرة بتشبه قلوبن: بسيطة، بس مليانة حياة🤍

والحديث عن ملك؟ تركوه للمساء
لأنّه كل شي بوقتو حلو🥰
___

بينما كان الشباب عم يقضوا نهارهم بجنوب الضيعة، ضحك وسير وجمال الطبيعة، كانت الصبايا عم يخططوا لمفاجأة من العيار الثقيل

نور الزهراء (بحماسة): شو رأيكن نروح ع بعلبك نعمل مفاجأة لملك؟

مريم: إي عنجد، صرلا زمان ما شافتنا، خلينا نفرّح قلبها شوي

نرجس: وأنا أكتر وحدة مشتاقة لوجّها

الاء: بس بدنا نتحرك بكير، الطريق طويلة

إسراء: لا تاكلو هم، الاء بتسوق فينا متل السهم😁

تحركوا بكير، سيارة فيها الضحكة ما فارقتها لحظة، وقفوا ع محل صغير عالطريق، جابوا شوية تسالي: فشار، بسكويت، عصير، وكم غرض صغير تيفاجئوها أكتر، صوت لطميات كان معبّي السيارة، والطريق بين التلال والوديان عم بزيد الحماس

خيوط الشمس عم تتغلغل بين الجبال، ونسيم البرد عم يلف وجوههن بلطافة، كل وحدة منهن كانت عم تتذكر لحظة قضتها مع ملك، وكانت عم تتخيل كيف رح تكون ردة فعلها🥹

أول ما وصلوا، كان الاتفاق إنو يمرّوا أول شي من عند السيدة خولة..
دخلوا بخشوع، وجلسوا بين الدعاء والصلاة، المكان كلو كان عم يشعّ طمأنينة، وكأنّه رح يبارك مشوارن من أوله لآخره🤍

بعد ما خلصوا، توجّهوا صوب نبي شيت، على بيت ملك
السيارة وقفت قدام الباب، نرجس نزلت تطرق الباب، وباقي البنات متخبيات بالخلف😃

ملك (من ورا الباب): مين؟

نرجس: اني يا ستّي!😁

فتحت الباب، كانت عم تبتسم ابتسامة صغيرة، ولما شافتن كلن قدّاما، صارت الابتسامة دموع وضحك سوا🤗

ملك (بدهشة وفرح): لاااااااا!!! مش معقول!!!
حضنتهم وحدة وحدة♥️

دخلوا عالبيت، ونزلوا على حديقة واسعة مزروعة بالورد والنعنع،
فرشوا بطانيات، وبلّشوا يحكوا، يضحكوا، ويمزحوا، مريم بلشت تغني، نرجس عم تعمل فيديوهات، وإسراء قاعدة جنب ملك، ماسكة إيدها

ملك (بابتسامة مليانة امتنان): وجودكن اليوم هو أكبر مفاجأة بحياتي🥹♥️

قبل ما تغيب الشمس، قرروا يفلّوا.
الطريق طويلة وما بدن يوصلوا عالليل، بس ملك كان قلبها مش راضي يتركهن🥺

نرجس: ما بدك تجي تنامي عندي؟ خلّينا نكمّل السهرة سوا

ملك (بتردّد صغير): إي والله، خلوني أرجع معكن، بشتقلكن بسرعة🙂‍↔️

الكل (بصوت واحد): يسسس😃

انطلقوا بالسيارة، والفرحة كانت ع وجوههم
ملك ورا عالكراسي، حاطة راسها عكتف نرجس، والضوء البرتقالي للشمس عم يغمر الوجوه بهدوء

كانت سهرة صداقة، مفاجأة من القلب، وضحكة عم تمتد لتغطّي تعب الأيام
وكان قلب ملك، لأول مرة من زمان، دافي عن جد♥️

بالسيارة، والضحكة ما فارقت وجوه الصبايا، فجأة قطعت مريم الصمت وقالت..

مريم: يلا عبكرا بتشوفي خليل😂

ملك (خجلت): ييييي😂

نرجس: يا عيني، شكله في تطورات!

ملك: لا بعدو ما حكاني

حوراء: طيب شو متوقعة يعني؟ يبعتلك "مرحبا أنا خليل، بحبك"؟

نور الزهراء: يمكن يطلبا!😃

اسراء: أو يعترفلا عالبارد المستريح🤭😂

ملك (بهمس وارتباك): ما بعرف🙂

الاء: طيب سؤال، إنتِ بتحبّيه؟

سكتت اللحظة، الكل صار يطلع بملك
ملك (بصوت خافت، وبابتسامة خجولة): يمكن🙈
___

ووصلوا عالجنوب، الجو صار أبرد شوي، بس جوّهم كان دافي،
كل وحدة راحت عبيتها، وملك راحت مع نرجس، والليل نزل، ساكن ورايق، خليل كان لحالو، ممدد عالتخت، ماسك تليفونه، وقلبه عم يدق
صار يكتب ويمسح… يكتب ويمسح…
وأخيراً، ضغط على "إرسال"🤭.

خليل (يرسل الرسالة):
مساء الخير ملك، إن شاء الله بخير، أني خليل

انتظر... دقيقة... دقيقتين…
ملك قرأت الرسالة، وقلبه صار يدق أسرع شوي

ملك (ترد بعد تردد):
أهلا خليل، إي الحمد لله، وانت كيفك؟

خليل:
الحمد لله، منِشكر الله.
إي...

ملك:
إي؟

خليل:
إي

ملك:
إي

خليل:بعد حدا بقول "إي" بيربح معنا😂
إي شو بتخبرينا؟

ملك: ههه، ولا شي…

خليل: حلو، كيف التدريب معِك؟

ملك: الحمد لله، ماشي الحال، عم نكرر كتير عالأساسيات، بس مفيد

خليل: عبكرا بدي دربن كيف بياخدو ضغط، كرمال يضل في تركيز
ونعيد كيف نحمل المصاب عالحمالة، بس هيك بطريقة صح أكتر.

ملك:عاللّ🙂

خليل: إي ريتك معنا🙂!

ملك (ترد بعد لحظة): ممم

خليل: قصدي، مع الصبايا، عم بيفقدّولك

ملك: اه صبايا؟ إي أوكي

خليل:وإني🙂!

ملك:....

خليل: اي اخت ملك بدك شي ؟

ملك: امم لا سلامتك
خليل: الله يسلمك، منحكي نشالله، خدا حافظ

ملك: ماشي نشالله، خدا حافظ

وهون كانت البداية الفعلية، مش بس لمحادثة، بل لحكاية عم تنكتب، ببساطة، وصدق، وابتسامة صغيرة على كل طرف شاشة🩷

الحلقة انتهت على أمل أن تكون بداية لعلاقة جديدة بين خليل وملك، علاقة مليئة بالتحديات، والضحكات، وربما حتى باللحظات الصادقة التي ستجعل كل شيء يمر بسلاسة، فالحياة مليئة بالفرص، وكل لحظة جديدة تحمل معها بداية جديدة، فهل ستكون هذه البداية بداية قصة طويلة؟ أم ستظل مجرد ذكرى جميلة بين كلمات بسيطة؟ هذا ما سنكتشفه في الحلقات القادمة..

يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....

_سحر صالح
_مريم أحمد

⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
يتبع..
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛

|الـقـسـ¹⁴ـم|

في عمق الليل، وبينما كانت نسائم الجنوب الباردة تدغدغ ستائر الغرفة، كان محمد ممددًا على فراشه، بيده هاتف يتنقل بين صفحات الأدعية، يتمتم بهدوء، وصوته يكاد لا يُسمع، عيونه بدأت تغفو، روحه تترنح بين اليقظة والنوم، وإذ به يغفوا..

وبدأ يرى مناماً:

الحلم كان ثقيلًا، مشهد لبيت مهدم، دخان، ورائحة تراب محترق، طائرات الاحتـ ـلال تقصف بعشوائية، والأرض تهتز تحت قدميه صار يركض، يصرخ، يبحث عن أحد، وفجأة، من وسط الركام، ظهرت فتاة محتشمة ترتدي عباءة سوداء، واقفة بهدوء وسط كل الدمار، عيناها ثابتتان عليه

محمد (في الحلم، بصوت خافت ثم مرتفع):
يا زهراء، يا زهراء

اقتربت الفتاة أكثر، لكن ملامحها لم تكن تلك التي في ذهنه، لم تكن السيدة الزهراء كما كان يتمنى أو يتخيل، لم يعرفها، لكنها كانت مألوفة، كأنها مزيج من وجوه يعرفها وأرواح يحبها

قبل أن ينطق بكلمة أخرى، استيقظ فجأة..

محمد (يفرك عيونه، يتلفت حوله): بسم الله الرحمن الرحيم، شو هالحلم هاا؟ وشو كانت عم تعمل هالصبيّة بنص الدمار؟
(يمرّر إيده على وجهه، بنبرة نصها جد ونصها سخرية)
هيدا ل ناقص… صرت احلم ببنات كمان؟🤦🏻
يا الله، دخيلك، خليني اتوضّى وارجع نام، يمكن ببطّل شوف هالمناظر

بيقوم محمد بكسل، بيروح باتجاه الحمّام، المي الباردة بترجعو للواقع شوي، بس شي جواتو بعدو مش مرتاح، شي من هالحلم ظل معلّق براسه
____

في يومٍ الثاني، استيقظت الصبايا، وبدؤوا بتجهيز أنفسهم، كل واحدة منهم مشغولة بتحضير أغراضها ومستعدة ليوم جديد من التدريب، تجمعوا في ساحة الضيعة بانتظار بعضهم، وكانوا متحمسين للذهاب إلى المركز معًا

مريم: أنا متحمسة اليوم! 🤭

حوراء: ليش؟ شو الجديد؟

الاء: كرمال ملك معنا اليوم، متأكدة رح يكون يوم حلو! 😊

ملك (وهي تبتسم): اي أكيد، اليوم رح يكون مميز.

نرجس: الله اليوم رح ننبسط! 😂😂

اسراء:وايا😂

نور الزهراء: خليل ح يتفاجأ، خليكم مركزين اليوم

قرروا جميعًا أن يتناولوا فطورهم معًا قبل الذهاب إلى المركز، ذهبوا إلى الفرن القريب، طلبوا مناقيش وعصير، ثم انطلقوا معًا إلى المركز، حيث كان الشباب بانتظارهم بحماس أيضًا

عباس:بلال، اليوم بلا مشاكل

بلال:إيمتا عملت مشاكل أنا ولك؟ 😒

حسين: قصده مع حوراء 😁

علي: بدناش نتوتر ولا ندخل بقصص حدا تاني، لو سمحتوا

خليل: وين صارو؟

بلال: انت ليش مستعجل ع شوفتن؟ كأنو العروس معن يعني؟

خليل: بلال! بلال!

بلال: شو في، خليل؟
كلن بيعرفوا يا خليل

محمد: يلا، بس خلصنا

بلال: الحمد لله مش معن هيي، كان ضلو شارد وإحنا اللي عم نشرح

عباس: سم الله عليك، بشوفك بقول عم تشتغل

حسين: هوي بقضيها ضحك وحركات

بلال: أنّ بعض ظن إثم 🥲

حسين: 🙂🙂

علي: يلا بزيادة، صرلكن من صبح عم تحكوا

بعد بضع دقائق، بدأت الفتيات بالوصول إلى المركز، قرروا أن يدخلوا جميعًا معًا، اما ملك للدخول في النهاية، لكي تكون المفاجأة أكبر

دخلت نرجس و مريم أولاً

نرجس: سلام عليكم

علي: وعليكم السلام

ثم تبعتهما إسراء و نور الزهراء، ثم دخلت حوراء و الاء، وأخيرًا، دخلت ملك، حيث توقف الجميع للحظة

خليل: 😳

توجه خليل إلى محمد، غير قادر على تصديق ما يحدث.

خليل: محمد!

محمد: شو

خليل: اقرصني

محمد: ليش😂؟

خليل: ملك هون ولا عم اتخيل؟

محمد: مبلا مش عم تتخيل

حسين: مبين، ملك معنا

نرجس: إي، اجت اليوم

إسراء: مبارح رحنا على بعلبك ورجعت معنا

بلال: ح تبقى هون؟

حوراء: عندك مانع؟ 🙄

بلال: ليش بدو يكون عندي مانع؟ عم أسأل بس

حوراء: فكرت😒

بلال: استغفر الله العظيم

علي: أهلًا وسهلاً فيكِ، ملك

ملك: أهلًا فيك

خليل: أهلًا وسهلاً

فجأة، تحركت ملك بهدوء، وأخذت تراقب الأجواء من حولها، بينما همست لي نور الزهراء قائلة: شو في؟ حوراء كتير معصبة كأنو؟

نور الزهراء: بتكرهو لبلال، بتحبش تشوفو

نرجس: بس ما ح ضل هيك (ثم تنظر إلى حوراء وتغمزها 😂)

حوراء: بعرف شو عم تحكي، بس بأحلامكن، ماشي؟!

إسراء:وبلكي صارت

حوراء: مش ح تصير، وإذا صارت خدو لبدكن ياه

نرجس: منذكر بعض 🤌🏻

ملك: فهموني

الاء: لك حوراء كانت عم تسأل شي وهيك عن تدريب

نرجس: و بلّال استفزها بالحكي

إسراء: ف لو شوي كانت بلشت فيه ضرب

علي (وهو يرفع صوته): يلا، يا إخوان و أخوات، ح نطلع لبرا ونعمل تمرين الإسعاف بشكل عملي، لازم نركز اليوم على كيفية نقل المصاب على الحمالة، ونتأكد من قياس الضغط ودقات القلب والتنفس بشكل دقيق

خليل: وكمان ما ننسى الأوكسجين، هيدي مهمة كتير، لازم نكون جاهزين دايمًا لكل الحالات

نرجس (بتعجب):ليش كمان اليوم لازم نعملها؟

علي: كرمال ما ننساها، خاصة إذا كانت حالة المصاب حرجة

الاء:ان شاء الله، بدي أطلع بالسيارة؟

خليل: اذا بدك

الاء:🙂

حسين: بس عباس بيطلع معها!😂

عباس: حل عني😂
1
أما خليل فكان يبدو مرتبكًا، لأنه كان لا يزال يشعر بحضور ملك، والتي كانت نادرًا ما تنظر إليه بشكل مباشر، كان الجو مشبعًا بمشاعر مختلطة، وهو يحاول التظاهر بالهدوء بينما قلبه ينبض بسرعة

ثم بدأوا في تمثيل حادث وهمي داخل باحة المركز، كانت الحمالة جاهزة، وتوزع الجميع في مواقعهم

محمد (وهو يراقب الوضع): ليش ما منجبلهم تنان ونجرب فيهن ليش دايما لازم يكون في دمية!

نرجس: إي، جبولنا متل ولاد، خليهن نأسعفن

علي: مش ضروري نجيب ولاد، ثم ينظر  إلى خليل بابتسامة خفيفة، وكأن هناك مزاح بينهما

خليل: فيه بلال، مش عم يعمل شي، بتأسعفوا

نرجس تنظر إلى حوراء وتضحك...

حوراء: بنصحك يا أخ خليل، يمكن اقتله ويصير بحاجة لمين يأسعفوه، خلي قاعد عم يتفرج أحسنلو!🙂

حسين:😂😂😂

بلال :😒، يصحلك تأسعفيني

حوراء: صحلي وما بدي

علي: خلص، خلينا نركز، محمد وعباس، عندكم مشكلة؟

محمد: أنا؟ 🙂

عباس: ما عندي مشكلة

خليل: شو، محمد؟

محمد :يلا خلص، ما في مشكلة
____

ثم بدأ الجميع في التمرين، وكل واحد منهم دخل في دور الإسعاف كما لو كان الموقف حقيقيًا، محمد تمدد على الأرض، بينما بدأت إسراء بمراقبة تنفسه ودقات قلبه، حوراء كانت تقوم بتمثيل عملية الإسعاف، وكانت ملك تحمل حقيبة الإسعاف بيدها، تبدو مركزة على كل شيء من حولها اما حسين كان يساعدهم..

على الجهة الأخرى، كان عباس مستلقيًا على الأرض أيضًا، ونور الزهراء كانت تتابع حالته الطبية من خلال قياس الضغط والدقات، مريم كانت تُجري عملية الإسعاف بينما نرجس تراقب تنفسه وبلال كان يساعدهم..

الاء كانت جاهزة بجانب سيارة الإسعاف، تتحضر لنقل المصاب إذا استدعى الأمر، علي و خليل كانا يراقبان كل ما يحدث، يدققان في كل حركة ويلاحظان أي خطأ لتصحيحه

كان التمرين يسير على ما يرام، وكل شيء كان يبدو كما لو أنه حقيقي، وكان الجميع يحرص على أن تكون الأدوات الطبية والمهارات التي تعلموها في المواقف السابقة حاضرة في هذا التدريب، كانت الأجواء أكثر جدية الآن، رغم المزاح الذي كان يعكر الصفو بين الحين والآخر

إسراء: عم يتنفس، التنفس منتظم، بس بطيء شوي!

حوراء اقتربت بسرعة، ركعت قرب محمد، فتحت قميصه من الأعلى وبدأت تفحصه:

في رضوض على الجانب اليمين من القفص الصدري، يمكن كسر، بدنا نثبّت ونمنع أي حركة

ملك، واقفة خلف حوراء، فتحت الساك وسحبت منه لفة شاش، وسماعة

ملك: خدي هاي، وهاي كمان، بدك أكتر بعد.

حوراء (بدون ما ترفع راسها): لاا، هيك منيح، حطيلو وسادة تحت راسو، خلّينا نحافظ على مجرى التنفس

حسين، اللي كان عم يراقب معهم، قال بنبرة شبه جدية: بس لا تنسوا إنو محمد بيحب الدراما، يمكن يقوم يقول أنا صرت منيح فجأة😂

محمد : بلا حركات، حسّيت حالي فعليًا مصاب
____

على الطرف الثاني، عباس كان ممدد، ونور الزهراء جاثية قربه، تفتح الساك وتعدّ الأدوات..

نرجس: النبض طبيعي

مريم كانت مركّزة كتير، عم تفحص  عباس، وسألت بنبرة: حسيت بألم وقت كبست هون؟

عباس: أكتر ألم حسيته لما شفت بلال المساعد تبعي

نرجس:😂😂😂😂

بلال:بضربك شي وحدة، بتشوف الألم الحقيقي

مريم: هيدا هو المريض لي بدو راحة نفسية قبل الجسدية😂

الاء، كانت واقفة قرب سيارة الإسعاف، حاطة إيدها عالباب، تنطر إشارة من علي أو خليل

الاء:جاهزين للنقل؟

علي، واقف على الطرف، مراقب الكل، صرخ بصوت واضح: يلا، حضّرو المصابين للنقل، شوفوا إذا ممكن نحافظ على استقرار العمود الفقري، ونتابع التنفس خلال النقل

الصراخ، الحركة، أصوات الشاش وفتح الساكات، كلها امتزجت بلحظة واقعية جدًا، كأنهم فعلًا بفترة طوارئ حقيقية، بس رغم كل الجدية، كانت النظرات، التلميحات، والضحكات الصغيرة عم تعطي طراوة خاصة للمشهد، مزيج من الإنسانية، التدريب، ورفقة ما بتنشرى🤍
____

عندها قرروا يرفعوا المصابين ويضعوهم على الحمالة، كانت الأجواء مليئة بالحركة والضحك، في البداية، بدأوا بحمل محمد، وكان المشهد مليئًا بالتحديات واللحظات الطريفة

بعد أن رفعوه قليلًا عن الأرض، سقط فجأة
محمد: يا عيني، مش هيك كان بدنا! 😂

حسين، الذي كان يحاول تثبيت الحمالة، نظر إليه مبتسمًا: محمد، هلق صرت مصاب عنجد! 😂

ملك، التي كانت تراقب الوضع، قالت بابتسامة صغيرة: يلا، خلينا نجرب نرجع نحطو، خلينا نثبت الحمالة مظبوط

حوراء: دخيلك يا الله😂

أما في الجهة الثانية، كانوا يرفعوا عباس، وحسّوا بثقل الحمالة، كانت مريم أول من حملت طرف الحمالة، لكنها تذمرت بسرعة:

مريم: تقيل! كيف هيك؟🙂

خليل، الذي كان يراقب من بعيد، نظر إلى بلال وقال: بلال، أنت لي واقف معن؟

بلال:عم ساعدن! 🙂

علي: لا، لي شايفنو انو واقف منظر، ساعدن! 🙂

بعد ما قرروا أخيرًا وضع المصابين على الحمالة، كان المشهد يستمر بتحديات إضافية، اسراء، التي كانت تراقب الوضع عن كثب، صرخت: وقفوا! لازم ناخد ضغطو قبل ما نكمل، خلينا نتأكد إذا الوضع مستقر

حسين:نقزتني😂🤦🏻
1
إسراء، بعد أن أخذت القياسات، قالت بارتياح:طلع الضغط منيح، بكفي نمشي لنوصلو على سيارة الإسعاف

محمد: الحمدلله

اسراء: المصاب ما يمزح وبيضحك🙂

حوراء:😂

ثم بدأوا بالمشي نحو سيارة الإسعاف، الحمالة ثابتة، والضحك لا يفارق المجموعة، لكن على الرغم من الضحك، كانت الأجواء تحمل نوع من الجدية والتعاون بين الجميع

خليل، وهو يراقب الجميع وهم يتنقلون بحذر، قال: يلا شباب، بلا ضحك، هيدي لحظة تدريب مش مسرحية
____

بعد أن أنهوا التدريب، كان التعب واضحًا على وجوههم، جلسوا جميعًا على الأرض يرتاحون، بعضهم يمسح العرق عن جبينه، وآخرون يلتقطون أنفاسهم، الجميع شعروا بالإنجاز، لكن التعب كان ظاهرًا.

حوراء: ضحكنا كتير اليوم، بس الحمد لله خلصنا، هيدا شغل بدو صبر وتركيز

محمد: عنجد تعلمنا اليوم شغلات كتير حلوة، بس الإسعاف مش سهل، لازم تتعلم، ما فيك تتخيل كيف بتشتغل لولا التدريبات

بلال: شوفوا، إسعاف مش صعب بس في أوقات لازم تعرف كيف تضبط الوضع، هيدي مهارة مش بس شغل

حسين: إي، بس لما بتشوف العواقب، بتفهم إنو الشغلة كبيرة

بعد قليل، ذهب كل واحد منهم إلى منزله أما الشباب، فذهبوا إلى الجامع ليصلوا، ثم انتقلوا إلى بيوتهم
___

في المساء، كانو الصبايا يتحدثن في مجموعة الواتس عن ما حدث اليوم، وكيف كان التدريب، لكن في نفس الوقت كانوا جدّيين في تعلم المهارات

حوراء: عنجد الشباب مهضومين، بس لازم نضبط حالنا، مش كل شي بدنا نضحك عليه! 😂

ملك: صحيح! بس كان التدريب ممتع

إسراء:كيف حسيتِ اليوم، ملك؟

ملك:اول شي كان حماس، كنت متوترة شوي بس مع الوقت صار الموضوع أسهل
____

نعود إلى خليل، الذي قرر أخيرًا أن يفتح قلبه لملك، لكن بطريقة غير مباشرة، جلس على طرف السرير، وهو يكتب رسالة لملك، ثم مسحها، وكأنّه لا يستطيع اتخاذ القرار، بعد فترة قصيرة، قرر أن يلعب لعبة صغيرة معها😁

خليل (في قلبه):يلا، خلينا نشوف إذا في شيء بيننا، أو إذا بس أنا اللي عم أفكر هيك

وبعد أن أرسل الرسالة..

خليل: سلام عليكم

بعد تردد جاوبت ملك: وعليكم السلام

خليل: كيفك؟

ملك: الحمدلله وانت؟

خليل: منيح
فاضية شي؟

ملك: اي ليش؟

خليل: بدي احكيكي شي

ملك: تفضل

خليل: صراحة أني معجب بوحدة، بس مش متأكد إذا هي بتحبني شو رأيك؟

انتظر جواب ملك بحذر، بينما هو يراقب شاشة هاتفه بتوتر، بعد لحظات، جاء الرد:
مممم، مين هي لي بتحبها؟

خليل، وقد شعر بشيء في قلبه، قرر أن يفتح الموضوع بشكل جدي، فقال:

حقيقة، من أول ما انتصرنا في المعركة، ومن أول ما شفتك بـ التشييع، وبعدها في الروضة، وبس رحت معك ل نفتش على أثر خيك، صرت فكر فيكي، حاولت أنسى، لحد ما رجعت شفتك ب التدريب، إنتي علقتي بقلبي..
بس ما قدرت كلما شوفك، عم أتعذب أكثر، مع الوقت، صرت عم أفكر فيك أكثر، وما فيني أتحمل، وحبيت قلك إنو أني ناوي عالخير وحابب تكوني شريكة حياتي فـ شو رأيك🌚

ملك، التي كانت تراقب الرسالة في صمت، شعرت بالخجل، ولم تكن تعرف ماذا تقول..
ملك: خليل، أنا، مش عارفة كيف أجاوبك

خليل:احكي شي والله كرمال ما حس عم احكي مع حالي🥲

ثم ضحكت بلطف وقالت: أنت كمان؟ يعني مش لحالي فكرت فيك هيك؟🙈

خليل، الذي شعر أن قلبه انفجر من الفرح، ضرب كفًا على وجهه وقال بحماس:يس! يس! أخيرًا!😊

____

أما محمد، كانت أفكاره مشوشة حول الحلم الذي رآه، بعد تفكير طويل، قرر أنه لازم يخبر علي بما مرّ به، فتح هاتفه وأرسل له رسالة قصيرة، ثم اتصل به

محمد:الو، سلام عليكم

علي:اهلًا أبو حماد، كيفك؟

محمد:اهلن فيك، علي، معوزاك ب شغلة

علي: إي، قِلي، شو في؟

محمد: مبارح حلمت حلم غريب

علي:خير إن شاء الله

محمد (وهو يحاول أن يشرح ما حدث): كنت بـ بيت شبه مدمّر، وكانت اخرائيل عم تضرب، عشوائي، فجأة شفت بنت لابسة عباية، كنت عم فكر إنها سيدة زهراء، وصرخت باسمها، بس لما قربت مني، اكتشفت إنها مش هي وقبل ما يصير شي، فقت

علي: يا مشحر، إذا رح ترجع الحرب !

محمد: لا إن شاء الله لا، بس الحلم كان غريب

علي: ايوا، يعني في بنت بالقصة، ما هيك؟ 😁

محمد: علي، بلا مسخرة، عنجد

علي: طيب، قبل ما تنام شو كنت عم تفكر؟ في شي كان شاغل بالك؟

محمد (يفكر قليلًا): كنت عم أقرأ أدعية، ما كنت عم فكر ب شي

علي: ماشي، عبكرا بشوفلك شيخ يفسرلك الحلم، تهكلش الهم، إن شاء الله خير

محمد: ماشي

وبعد أن أغلق الخط، كان محمد ما زال يفكر في الحلم، وأغمض عينيه ليستسلم للنوم، لكن هذه المرة كان الحلم يعاوده من جديد، نفسه المكان المدمر، نفس الصوت الذي يأتي من الطائرات، لكن البنت كانت إسراء هذه المرة

محمد (وهو يحاول اللحاق بها)
مين هاي؟

حاول اللحاق بها، لكن فجأة عندما صار قريب منها، استيقظ، فتح عينيه في غرفته، قلبه ينبض بسرعة

محمد (بتساؤل، وهو يتنهد: شو يعني هيدا الحلم؟ ليش هيك عم خبص🤦🏻
1
وباختتام هذه الحلقة، تبقى القلوب مليئة بمشاعر مختلطة، بين التفاؤل والتساؤلات، هناك أشياء لم تُقل بعد، وطرق لم تُسلك بعد، ولكن في النهاية، كل لحظة هي خطوة نحو شيء أكبر

الحلقة انتهت على وعد بلقاء جديد، وعلى يقين أن القادم سيحمل معه الكثير من التحولات والتطورات التي ستغير كل شيء..

هل سيكون لخليل وملك بداية جديدة؟

أما محمد، هل كان حلمه مجرد خيال؟ أو ربما كانت رسالة؟

وفيما يخص إسراء، هل ستكون هي الجواب على كل تلك التساؤلات؟

يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....

_سحر صالح
_مريم أحمد

⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
2
يتبع..
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛

|الـقـسـ¹⁵ـم|

مرّت أيام، وربما أسابيع، بدأت خلالها العلاقة بين خليل وملك تنمو شيئًا فشيئًا،
كانت البداية خجولة، مترددة، لكنّها ما لبثت أن أصبحت أعمق وأدفأ، أصبحا يلتقيان أكثر، ويتحدثان أكثر، وكأنّ شيئًا خفيًا يجمع بين قلبيهما، ينسج بينهما خيطًا رفيعًا من التعلّق، من الألفة، من التفاهم الذي لا يحتاج إلى كثير كلام

أمّا محمد، فبقي على حاله، ذاك الحلم ما زال يزوره كلّما أغمض عينيه، كان مشوشًا، قلقًا، لا يدري إن كان ما يراه مجرّد خيال، أم أنّ شيئًا ما يحاول أن يهمس له من خلف حدود الوعي

ابتعد عن أصدقائه دون أن يشعر، لم يعد يزور المركز كما اعتاد، ولا يشارك في التمارين والنشاطات، بات يفضل الانزواء في البيت، يقضي وقته بين الكتب، والنوم، والشرود الطويل، لكنّ أصدقاءه شعروا بذلك، لمحوا الغياب في عينيه أكثر مما رأوه في حضوره

إلى أن جاء ذلك الإعلان...
البلدية قرّرت إقامة مهرجان صيفي في الساحة العامة، بمشاركة الفرق الشبابية والهيئات التطوعية
حركة، ألوان، أصوات
شيء يقطع الرتابة
وكان لا بدّ للجميع أن يشارك
___

نُصبت الخيم في الساحة العامة، واحدة تلو الأخرى، كأنّ البلدة تستعدّ لعرسها الكبير
كلّ خيمة كانت تحمل نكهةً مختلفة، وملامح هويةٍ لا تُشبه سواها.

خيمة للكتب والقصص، ازدانت برفوفٍ خشبية بسيطة، لكنّها كانت عامرة بالحكايات، منها ما كُتب، ومنها ما يُروى على ألسنة الحاضرين

خيمة أخرى للمونة والمأكولات البلدية، حيث فاح عبق الزعتر والسماق، وتزيّنت الطاولات بمرطبانات الزيتون والمربّى، وبأيدي نساء حنونات يعرفن سرّ الطعمة الطيّبة

أما خيمة الإسعاف والاكتفاء الذاتي، فكان فيها شباب متطوّعون، يقفون بثبات وحماسة، يشرحون لكل من يقترب استخدام الأدوات الطبية، وأساليب التدخل السريع، وكيفية مواجهة الحالات الطارئة، فهنا كان العلم ممتزجًا بالرسالة..

غير بعيد، كانت هناك خيمة لصناعة الشمع والرسم، امتلأت بضحكات الأطفال وألوانهم، بأصابع ملطّخة بالشمع الذائب، وأوراق تحمل رسومات بريئة تعبّر عن حبّهم للحياة

لكن الخيمة الأشدّ مهابة، كانت تلك التي احتضنت ما تركته الحرب خلفها، رينجر قديم لأحد الشـ ـهداء، بدلة عسكرية ممزّقة، صور مُعلّقة على الجدران، وآثار تحكي حكايات لا تُنسى
كان من يقف عندها يسمع قصة شهـ ـيد، كيف انطلق، كيف عاش، كيف سكن الذاكرة بعد أن رحل.
كلّ قصة كانت قصيدة فخر، وكلّ ذكرى كانت نبضًا في قلب من تبقّى

وفي الزاوية الأخرى، خيمة تبيع الإكسسوارات والألواح الخشبية التي يُنقش عليها الأسماء، وخيمة لصنع الخبز المرقوق والمناقيش، تفوح منها رائحة الزعتر والسماق، تجذب المارّين دون استئذان

وكانت هناك عربة صغيرة لبيع العصائر، تتزاحم حولها الضحكات، ويتبادل عندها الأصدقاء أكواب البرد في حرّ الظهيرة،
صور الشهداء كانت موزّعة في كلّ الساحة، تراقب الوجوه من صمتها الأبدي، وتبتسم لكلّ هذا الفرح الذي لم يمت بموتهم

رسّامون أيضًا وقفوا بألوانهم، يرسمون سماحة السيّد، يعبّرون عن فخرهم بالمقـ ـاومة💛

كان الناس من كلّ الضيَع، من القريب والبعيد، يأتون إلى المهرجان كمن يعود إلى بيته بعد غياب
الوجوه مفعمة بالحياة، والأمل يعلو الهامات

وكان هناك منشدون، وأناشيدهم تصدح في الساحة، ترتفع عاليةً، كأنّها تعانق السماء، الفرح كان عارمًا، والحماس واصل ل فوق💛
___

كان المهرجان في ذروته، نابضًا بالحياة، والناس توافدوا من كل القرى، وجوه مبتسمة، وأصوات مختلطة بين ضحكٍ وحديث، بين أناشيد، في إحدى الزوايا، كانت مجموعة من الفتيات يتجمعن ويتجولن بين الخيم، يتأملن التفاصيل، يلتقطن الصور، ويضحكن بمرحٍ لا يخلو من الحنين

كما كان هناك أيضًا مجموعة من الشباب يتنقّلون بخفّة، يتأملون الزوايا ويشتركون بالنشاطات، في هذه اللحظة، وقعت عينا خليل على ملك، كانت تقف قرب خيمة الشمع والرسم، ضاحكةً مع صديقاتها، تنظر حولها بعينين لامعتين

تردد خليل قليلًا، ثم اقترب منها بخطى واثقة

خليل: أهلا ملك!
رفعت رأسها، ابتسمت وقالت: أهلا خليل! شو، عجبك المهرجان؟

خليل: كتير، بس هلّق صار أحلى☺️

ضحكت، وبقيت صامتة للحظة، ثم قال: شو رأيك نبرم شوي؟

ملك: يلا، منبرم!

راحا يتمشيان بين الخيم، يتوقفان بين الحين والآخر ليستمعا إلى حكاية تُروى، أو ليشتريا شيئًا صغيرًا، كان الجوّ حولهما يعجّ بالحياة، لكنّ بينهما سكينة لطيفة، كأنّ الزمن تباطأ في خطواتهما المشتركة♥️
_

وفي جهة أخرى من الساحة، كان بلال يتجوّل مع عباس وحسين، يتأملون الخيم، ويحتسون العصير
وفجأة، لمح بلال حوراء، كانت تقف على مقربة، تتحدث مع صديقتها، تجمّد في مكانه لثوانٍ، يراقبها بصمت، التفتت حوراء، رأته، ثم أدارت وجهها بسرعة، كأنّها لم تره

تمتم بلال بصوتٍ منخفض: استغفر الله، شو قصتها هيدي!🤦🏻

لمح عباس حركته، فسأله مازحًا: خير بلال، صرت تحكي مع حالك؟🤣
ضحك حسين وأردف: شكله تأثّر بالمهرجان، ما شايف محمد كيف مسطّل من أول ما إجا؟

عباس: يييي والله مظبوط😂

بلال استدار وقال بحدّة: أصلاً اللي بيتصاحب معكن بيصير أهبل!
وغادر غاضبًا، تاركًا إيّاهما خلفه

حسين:🙂🙂

قال عباس وهو يراقبه: شو قصتن هول؟

هزّ حسين كتفيه: تعى نفتّش عَـ علي، أبصر وين غاطس

عباس: بتحسّ إنو أنا وإيّاك بكوكب، وهني بكوكب تاني

حسين: إي والله
_

أما محمد، فكان في عالمٍ مختلف تمامًا، واقف وسط الساحة، لكن ذهنه بعيد، ما زال الحلم يلاحقه، يراوده، ويثير فيه قلقًا لم يعرفه من قبل، كان شاردًا لدرجة أنّه لم ينتبه لعلي الذي وقف أمامه وهزّه بلطف

علي: خير يا محمد، بعدك بعالم برزخ؟

رفع محمد نظره وقال: والله يا علي مش مرتاح🫥

علي: خير، احكي!

محمد: أوف، شو بدي إحكي ل إحكي

علي:بلّش من الأول

وقبل أن ينطق بكلمة، مرّت إسـ ـراء أمامه، ببطء، كأنّها خرجت من الحلم نفسه
توقّف فجأة، حدّق بها بعينين متوسعتين، وقال:
هاي هيّي!😳

علي: مين؟

محمد:هاي، هاي، بس هاي!🙂

علي صار يتفتل يمين شمال: مين هاي يا خيي؟ احكي!

محمد التفت ونظر في عينيه، ثم تمتم في قلبهه: بس هاي إسـراء معقول؟ مستحيل، يا رب دخلك!

صرخ علي بنفاد صبر: محمد، بلا ما أفقعك كفّ، خلّصني احكي!

في هذه اللحظة، وصلا حسين وعباس.

عباس: شو في يا علي؟

علي: علمي علمك!

محمد: ما في شي، بس إفهم حالي، برجع بفهمكن

_

بدأت الأناشيد تعلو في الساحة، تتردّد في الأرجاء بصوت المنشدين وحماس الجمهور، وتحوّلت الساحة إلى ساحة فرحٍ جماعي، الكل يردّد، يصفّق، يضحك، وبين لحظة وأخرى، ارتفع صوت المفرقعات في السماء، ألوان تتناثر فوق الرؤوس، كأنّ السماء تشاركهم العرس🤩

عند منتصف الساحة، كانت هناك طاولة طويلة قد وُضعت خصيصًا لما أعلن عنه المنظّمون: قرعة تُجرى في ختام المهرجان، تُسحب منها اسمان، صاحبة كلّ اسم يُسحب، ستكون جائزته رحلة لزيارة الإمام الرضا عليه السلام🥹

الناس بدأت تتوافد، الكبار والصغار، البنات والشباب، الكل يقترب من الطاولة ويكتب اسمه، على أمل أن يكون هو الفائز

ثم أعلن أحد المنظمين أن "ما حدا رح يطلع من هون خسران! كلّ اسم بينسحب بياخد يا هديّة رمزية، يا جائزة مالية، بس الاسمين اللي ح ينسحبوا ، هني اللي بيروحوا الزيارة🤍

اشتدّ الحماس، وانتشرت البهجة، وعلت الضحكات في كلّ الزوايا.

في تلك اللحظة، أتى عباس من خلف محمد وربّت على كتفه بقوة

محمد: شوفيي! خير؟

عباس: لازملك انت هالزيارة عفكرة، بلكي بترجع محمد اللي منعرفو!

محمد:الله يصبّرني عليكن...

حاول محمد التهرّب، لكن الحاح الشباب غلبه، وانتهى به الأمر واقفًا أمام الطاولة يكتب اسمه

غير بعيد، كانت ملك تراقب المشهد وتضحك، اقترب منها خليل وهو يمدّ ورقة اسمه بيده

خليل: قال تخايلي أنا وياكي نربح سوا، شو بتكون رأيك؟😁

ابتسمت، وقالت: ما بعرف🌚

خليل: عال!
وضحك ضحكة خفيفة، وهو ينظر في عينيها، وكأنّه يقرأ فيها أكثر من مجرّد أمنية
____

اقترب علي من طاولة التسجيل، يدندن بأنشودة لا تزال تتردّد في أذنه، وكان يضحك مع أحد المتطوعين وهو يأخذ القلم ليكتب اسمه، لكن فجأة، وقبل أن يخطّ أول حرف، وقعت عينه على نرجس

كانت واقفة على بُعد خطوات، تضحك مع صديقتها، وتهزّ رأسها بخفّة وهي تستمع للأناشيد،وجهها مضيء بنورٍ لا يعرف له علي اسمًا

تجمّد للحظة....

أدار وجهه بسرعة، ورفع عينيه للسماء، وتمتم في قلبه: يا رب سامحني

أخذ نفسًا عميقًا، كتب اسمه بخطٍ سريع، وسلّم الورقة ثم عاد أدراجه نحو أصدقائه، يحاول أن يخفي اضطرابه بابتسامة خفيفة

وهكذا مرّت أيام المهرجان الثلاثة، مفعمة بالفرح، بالضحك، بالألوان، وبالألعاب التي لم تهدأ لحظة، كلّ ركن في الساحة حمل ذكرى، كلّ زاوية شهدت على لحظة خاصّة، وكلّ وجهٍ عاد إلى بيته محمّلًا بشيء من البهجة

إلى أن أتى آخر نهار...

الساحة امتلأت من جديد، كأنها لم تعرف تعبًا، الخيم ما زالت قائمة، والأناشيد لا تزال تُسمع، لكنّ القلوب كانت على موعدٍ مع لحظة انتظار

تجمّع الناس أمام المنصّة، أعينهم على الصندوق الشفاف الذي امتلأ بالأسماء، وعيون الأطفال تلمع، تنتظر المفاجآت والجوائز

بدأ العدّ التنازلي...

يا ترىمين رح يربح هالرحلة المباركة؟!
مين رح يكون ضيف الإمام الرضا عليه السلام؟!

يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....

_سحر صالح
_مريم أحمد

⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛

|الـقـسـ¹⁶ـم|

بدأ العدّ التنازلي...

"٣... ٢... ١!"

تعالى التصفيق، وهتف المنظّم: شو شباب وصبايا، جاهزين؟
يلا ح نبلّش بالسحب!

بلحظة، الكل تجمّع حوالين المنصّة، والوجوه كلها توتر وفرح، وكل حدا حاطط إيدو ع قلبو، ناطر يسمع اسمو بين الزوّار المباركين

المنظم تابع بحماس:
أوّل اسم رح ينسحب معنا لليوم...
مين أولكن؟

لحظة صمت...

بعدين قال:
بس لا تخافوا، كلكن ربحانين بإذن الله، بس تنين ح يكونوا ضيوف الإمام الرضا عليه السلام!

عباس، واقف وعم يتنقّل من جهة لجهة، قال بعصبيّة مضحكة:
يا حاجّ، تلعبلناش بأعصابنا، قول الاسم وخلصنا!🙂

المنظم ضحك وقال:
"بأمرك، حاضر!"

نرجس التفتت لحوراء وهمست:
"حوراء، مين أوّلك رح يربح!"

إسراء:
أنا بقول عصافير الحب اللي ورانا 😌

حوراء:😂😂 إيه، كتير ممكن بصراحة!

آلاء:ما بعرف ليش حاسة رح ينقلب كل شي فجأة...

نرجس:خلصينا، إنتي دايمًا هيك! تفاؤل صفر 😂


حسين: عباس، مش رح يطلع اسمك، حاجي موتّر حالك!

عباس:ليش ولا، شو ناقصني لا يقبلني الامام؟!

بلال:كلنا منعرف شو حظّك يا عبّوس🤣

عباس، نفش صدره وقال بثقة: حظي أحلى حظّ بيناتكن!

بلال وحسين:😂😂


عباس تابع بمزاح: تخيّلوا يربح بلال وحوراء؟! 😂

بلال:الله يجيبك يا طولة البال يا رب 😤

علي:🤣🤣

حسين: اتركونا من بلال، شوفوا محمد وين شارد، وخليل و ملك كأنهن عالم تاني!

بلال:إيه والله، محمد بعالم تاني اليوم

مرّت لحظات قصيرة، قبل ما ينادي المنظم من جديد:

يلا، جاهزين؟ بلّش السحب!

محمد، وهو واقف بساحة التفكير، قال بلا وعي :يلا يا حاجّ.

بلال: حكى بدري 😂😂

عباس:😂😂😂
----

المنظّم طلب من طفل صغير يسحب أول اسم، والكلّ سكت فجأة...

مدّ الطفل إيدو، خضّ الأوراق، وطلّع وحدة، سلّمها للحاجّ، يلي نظر فيها، وبلّش يتمايل يمين شمال كأنّه عم يعمل مشهد مسرحي

الحاجّ بصوت مشوّق: مين أوّلكن؟! يلااا...
لي ربح هوي هوي! 😂

عباس:🙂

الحاجّ تابع: أوّل اسم معنا، الأخ محمد

محمد، تجمّد بمكانه، عيونه توسّعت:😳 أني؟!

بلال: الله عليك يا محمد! يييي مبروك!

الكل صار يصفّق، ويهتف، والفرحة عم تعم الساحة🤍

حوراء: يا الله، قلت رح يقول خليل...

نرجس:يييييي، عنجد!

آلاء: شوفو كيف سطّل لما سمع اسمو! 😂

إسراء، تضحك: الله يستر من الاسم التاني 😅

نور الزهراء:😂

علي:إيواا، يا محمد، تفضّل طلبك من الإمام الرضا وصل!

عباس:معنا محمد الرضوي يا جماعة!😁

ومن أن صعد محمد على المنصّة، كانت مشاعره متخبّطة، بين المفاجأة والفرح، بين الذهول والدعاء، ما كان مصدّق إنّو أمنيته القديمة عم تتحقّق أخيرًا.
----

ملك، تراقب من بعيد، همست لخليل: خليل، حاسّيتو مش مبسوط...

خليل، بنبرة هادئة: لا، هوّي... بيفوت بنوبات انصدام، بعد شوي بيرجع لطبيعتو.

ملك:كنّا منتمنّى نكون نحنا...

خليل، ناظرًا للساحة: غيرا بغيرا... يمكن ناطرنا شي تاني، وأحلى

ملك، بابتسامة خفيفة:إن شاء الله


حسين رجع صرخ: يلا يا حاجّ، اسم تاني بدنا يلي يرافق محمد!

طفل تاني تقدّم، سحب الورقة، وسلّمها للحاج.

الحاج فتح الورقة، نظر فيها شوي، وبصوت عالي قال: والاسم التاني... إســـراء 🤍

الكل شهق!

إسراء، وضعت يدها على صدرها، وقالت بصوت منخفض: أنا؟! الإمام قبلني؟🥺

اقترب علي منها وقال: مبروككك يا اختي دعيلنااا🥹

اسراء:🥹🥹

صعدت على المنصّة، وعيونها عم تبرق، ووجهها مزيج من الدهشة والرهبة

محمد كان واقف على الطرف الآخر، نظر إلها، والتقت العيون...

نظرة ساكنة، طويلة، ما فيها كلام، بس مليانة مشاعر♥️

حسين، همس لعباس: احم... بلّشت شيك! 😂

عباس: لا تخاف

بلال: هلّق زيارة، بس بعدا العرس إن شاء الله!🤣

عباس:بيتزوجوا هونيك يا زكي 😂

علي: سكوتوا! بلا ما يسمعكن محمد

فسكتوا كلّهن وضحكوا بخبث...

وبين هالتصفيق والضحك والدعوات، كانت السما مزينة بالمفرقعات، وأصوات الأناشيد عم تعانق الغيم🤍

كان الختام مسك، وكان محمد وإسراء... ضيوف الإمام الرضا عليه السلام🥹

___

وبعدها، بدأ المنظّم بسحب الأسماء ليفوز أصحابها بجوائز رمزية، وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال الذين لم تتّسع الفرحة لوجوههم الصغيرة، فقد خرج الجميع فائزين..

ضحكات تملأ الأجواء، تصفيق متواصل، وأصوات المفرقعات تتعانق مع الأناشيد، وكأنّ السماء نفسها تحتفل معهم

وما إن انتهى الحاج من إعلان الأسماء، حتى التفت إلى محمد وإسراء وقال بهدوء:

في حملة طالعة ع إيران بهالفترة، إذا بدكن، بحجزلكن تروحوا معها، بتكون الرحلة أرتب وأسهل؟

نظرت إسراء إلى محمد، وابتسمت بخجل:أنا ما عندي مشكلة

ثم التفت الحاج إلى محمد:وإنت شو؟

كمان ما في مشكلة، أجاب محمد وهو يومئ برأسه


قال الحاج: طيب، بكرا ع بكير بحكي مع الحاج ومنتفق، وببعتلك يا محمد أيّ نهار.

ثم سألهما: معكن جوازات سفر؟

"إي، معنا." أجابا معًا

الحاج: لكن منسلم أمرنا لله
ضحك عباس وهو يقترب قائلاً: حاج، وإيمتى في قرعة تانية؟

ردّ الحاج وهو يضحك:
هلّق قربت عاشوراء، متل كلّ سنة بهالمناسبة منعمل قرعة لزيارة الأربعين، فترقبوا، رح نبعت التفاصيل عالقروب.

قال حسين بحماسة: الحمد لله، إن شاء الله منكون من الزوّار

علّق علي بهدوء: كنت عم اشتغل ع موضوع إنو روح مشّاية

ابتسم الحاج قائلاً: إن شاء الله يا أبو عليش، منكون كلنا من زوّار الأربعين، ومن أهل الدعوة

تنهّد خليل وقال: وإذا ما كُتب إلنا نروح، بلكي الله بيطعمنا متل شبابنا، ومنشوف أهل البيت سوا

بلال، وهو يهزّ برأسه، قال: يا ريت والله… خلصت الحرب، وكم يوم وبتخلص الرواية، وما استُـ ـشهدنا

ضحكت حوراء وقالت: بلا يأس! إذا كتير حابب تروح، بقتلك وبتروح

ضحك عباس بصوت عالٍ

بلال:🙂

نرجس نظرت إليهم وقالت: متخيّلين تخلص الرواية؟

آلاء:🥺💔

____

ثم عادوا جميعًا إلى بيوتهم، وقد امتلأت رؤوسهم بالتفكير.

كان محمد يفكر في الزيارة، وفي ما قد تغيّره في قلبه.
وكانت إسراء تحاول أن تستوعب كلّ ما حصل، كأنّه حلم لم تستفق منه بعد.
أما خليل وملك، فقد طالت جلستهما تلك الليلة، وكلٌّ منهما يقرأ الآخر بصمت.
بلال، كعادته، فكّر فقط في كيف سيمضي يومه التالي، ثم انقلب على جانبه، وأغمض عينيه.

ناموا جميعًا، على أملٍ...
أملٍ بزيارة، أو لقاء، أو بداية أجمل مما مضى🤍

------


وفي صباح اليوم التالي، تواصل الحاج مع صاحب الحملة، وبدأ يُنسّق التفاصيل، اتفقا على كل شيء: يوم الانطلاق، المطار، الفنادق، وتفاصيل الإقامة والتنقّل بين مشهد وقم

وكان ذلك اليوم يوم خميس، ومع طلوع الفجر، من لبنان إلى مشهد، بخمسة أيامٍ من الروحانية، ثم انتقال إلى قم لخمس ليالٍ أخرى، ثم عودة إلى الديار

في المساء، اتصل الحاج بمحمد ليُخبره بكل التفاصيل.

الحاج:هياني اتفقت مع صاحب الحملة، السفر الخميس بالليل، من بيروت عـ مشهد، والإقامة ٥ أيام، ومن بعدها بتنتقلو عـ قم كمان ٥ أيام، ورجعة ع لبنان من مطار طهران

محمد: تمام حاج، الله يعطيك العافية، ببلّغ علي ليحكي مع إسـراء.


وبالفعل، أخبر محمد علي، وبدوره تواصل علي مع إسـراء، فنقل لها الخبر...

علي، بصوت مبسوط: إسـراء، حضّري حالك، بعد يومين رح تكوني عأرض مشهد.

إسـراء، ما صدّقت: ييييييييي عنجد؟! ما بصدّق! 😭
يا ربّ، الحمد لله يا رب، قلبي ما عم يساعني من الفرحة

وبدون ما تضيع وقت، اتفقت مع رفيقاتها إنّه بكرا ينزلوا سوا يشتروا كل شي بتحتاجه للزيارة، وكل اللوازم السفر

وفي المقابل، كان محمد أيضًا يتحضّر، وبلّش ينسّق مع الشباب.

اجتمع مع عباس، حسين، وبلال، وبـقعدة خفيفة بالمركز، صار يحكيهن:

محمد: شباب، بدي كم شغلة منكن،  في كم شغلة صغيرة بدي آخدهن معي للزيارة.

بلال: تكرم عيونك، بس ما تنساني بدعوة، خصوصًا بمشهد

عباس: وبالرضا، سلّملي ع الإمام، وقلّو عندك واحد بعده متمسّك فيك وبخجل من تقصيره

حسين: إذا بتشوفلي شي دفتر أنيق من قم، بكون ممتنّك للآخر!

ضحك محمد وقال: تكرم عيونكم بس بدكن تساعدوني ل جهز كل شي

وبين التحضيرات، والدعوات، والمشاعر اللي عم تكبر، كانت الساعات تمرّ بسرعة، والقلوب تزداد شوقًا♥️

يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....

_سحر صالح
_مريم أحمد

⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
1
يتبع..
2025/10/31 15:43:09
Back to Top
HTML Embed Code: