سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁶ـم✨|
بدأ العدّ التنازلي...
"٣... ٢... ١!"
تعالى التصفيق، وهتف المنظّم: شو شباب وصبايا، جاهزين؟
يلا ح نبلّش بالسحب!
بلحظة، الكل تجمّع حوالين المنصّة، والوجوه كلها توتر وفرح، وكل حدا حاطط إيدو ع قلبو، ناطر يسمع اسمو بين الزوّار المباركين
المنظم تابع بحماس:
أوّل اسم رح ينسحب معنا لليوم...
مين أولكن؟
لحظة صمت...
بعدين قال:
بس لا تخافوا، كلكن ربحانين بإذن الله، بس تنين ح يكونوا ضيوف الإمام الرضا عليه السلام!
عباس، واقف وعم يتنقّل من جهة لجهة، قال بعصبيّة مضحكة:
يا حاجّ، تلعبلناش بأعصابنا، قول الاسم وخلصنا!🙂
المنظم ضحك وقال:
"بأمرك، حاضر!"
نرجس التفتت لحوراء وهمست:
"حوراء، مين أوّلك رح يربح!"
إسراء:
أنا بقول عصافير الحب اللي ورانا 😌
حوراء:😂😂 إيه، كتير ممكن بصراحة!
آلاء:ما بعرف ليش حاسة رح ينقلب كل شي فجأة...
نرجس:خلصينا، إنتي دايمًا هيك! تفاؤل صفر 😂
حسين: عباس، مش رح يطلع اسمك، حاجي موتّر حالك!
عباس:ليش ولا، شو ناقصني لا يقبلني الامام؟!
بلال:كلنا منعرف شو حظّك يا عبّوس🤣
عباس، نفش صدره وقال بثقة: حظي أحلى حظّ بيناتكن!
بلال وحسين:😂😂
عباس تابع بمزاح: تخيّلوا يربح بلال وحوراء؟! 😂
بلال:الله يجيبك يا طولة البال يا رب 😤
علي:🤣🤣
حسين: اتركونا من بلال، شوفوا محمد وين شارد، وخليل و ملك كأنهن عالم تاني!
بلال:إيه والله، محمد بعالم تاني اليوم
مرّت لحظات قصيرة، قبل ما ينادي المنظم من جديد:
يلا، جاهزين؟ بلّش السحب!
محمد، وهو واقف بساحة التفكير، قال بلا وعي :يلا يا حاجّ.
بلال: حكى بدري 😂😂
عباس:😂😂😂
----
المنظّم طلب من طفل صغير يسحب أول اسم، والكلّ سكت فجأة...
مدّ الطفل إيدو، خضّ الأوراق، وطلّع وحدة، سلّمها للحاجّ، يلي نظر فيها، وبلّش يتمايل يمين شمال كأنّه عم يعمل مشهد مسرحي
الحاجّ بصوت مشوّق: مين أوّلكن؟! يلااا...
لي ربح هوي هوي! 😂
عباس:🙂
الحاجّ تابع: أوّل اسم معنا، الأخ محمد
محمد، تجمّد بمكانه، عيونه توسّعت:😳 أني؟!
بلال: الله عليك يا محمد! يييي مبروك!
الكل صار يصفّق، ويهتف، والفرحة عم تعم الساحة🤍
حوراء: يا الله، قلت رح يقول خليل...
نرجس:يييييي، عنجد!
آلاء: شوفو كيف سطّل لما سمع اسمو! 😂
إسراء، تضحك: الله يستر من الاسم التاني 😅
نور الزهراء:😂
علي:إيواا، يا محمد، تفضّل طلبك من الإمام الرضا وصل!
عباس:معنا محمد الرضوي يا جماعة!😁
ومن أن صعد محمد على المنصّة، كانت مشاعره متخبّطة، بين المفاجأة والفرح، بين الذهول والدعاء، ما كان مصدّق إنّو أمنيته القديمة عم تتحقّق أخيرًا.
----
ملك، تراقب من بعيد، همست لخليل: خليل، حاسّيتو مش مبسوط...
خليل، بنبرة هادئة: لا، هوّي... بيفوت بنوبات انصدام، بعد شوي بيرجع لطبيعتو.
ملك:كنّا منتمنّى نكون نحنا...
خليل، ناظرًا للساحة: غيرا بغيرا... يمكن ناطرنا شي تاني، وأحلى
ملك، بابتسامة خفيفة:إن شاء الله
حسين رجع صرخ: يلا يا حاجّ، اسم تاني بدنا يلي يرافق محمد!
طفل تاني تقدّم، سحب الورقة، وسلّمها للحاج.
الحاج فتح الورقة، نظر فيها شوي، وبصوت عالي قال: والاسم التاني... إســـراء 🤍
الكل شهق!
إسراء، وضعت يدها على صدرها، وقالت بصوت منخفض: أنا؟! الإمام قبلني؟🥺
اقترب علي منها وقال: مبروككك يا اختي دعيلنااا🥹
اسراء:🥹🥹
صعدت على المنصّة، وعيونها عم تبرق، ووجهها مزيج من الدهشة والرهبة
محمد كان واقف على الطرف الآخر، نظر إلها، والتقت العيون...
نظرة ساكنة، طويلة، ما فيها كلام، بس مليانة مشاعر♥️
حسين، همس لعباس: احم... بلّشت شيك! 😂
عباس: لا تخاف
بلال: هلّق زيارة، بس بعدا العرس إن شاء الله!🤣
عباس:بيتزوجوا هونيك يا زكي 😂
علي: سكوتوا! بلا ما يسمعكن محمد
فسكتوا كلّهن وضحكوا بخبث...
وبين هالتصفيق والضحك والدعوات، كانت السما مزينة بالمفرقعات، وأصوات الأناشيد عم تعانق الغيم🤍
كان الختام مسك، وكان محمد وإسراء... ضيوف الإمام الرضا عليه السلام🥹
___
وبعدها، بدأ المنظّم بسحب الأسماء ليفوز أصحابها بجوائز رمزية، وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال الذين لم تتّسع الفرحة لوجوههم الصغيرة، فقد خرج الجميع فائزين..
ضحكات تملأ الأجواء، تصفيق متواصل، وأصوات المفرقعات تتعانق مع الأناشيد، وكأنّ السماء نفسها تحتفل معهم
وما إن انتهى الحاج من إعلان الأسماء، حتى التفت إلى محمد وإسراء وقال بهدوء:
في حملة طالعة ع إيران بهالفترة، إذا بدكن، بحجزلكن تروحوا معها، بتكون الرحلة أرتب وأسهل؟
نظرت إسراء إلى محمد، وابتسمت بخجل:أنا ما عندي مشكلة
ثم التفت الحاج إلى محمد:وإنت شو؟
كمان ما في مشكلة، أجاب محمد وهو يومئ برأسه
قال الحاج: طيب، بكرا ع بكير بحكي مع الحاج ومنتفق، وببعتلك يا محمد أيّ نهار.
ثم سألهما: معكن جوازات سفر؟
"إي، معنا." أجابا معًا
الحاج: لكن منسلم أمرنا لله
  زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁶ـم✨|
بدأ العدّ التنازلي...
"٣... ٢... ١!"
تعالى التصفيق، وهتف المنظّم: شو شباب وصبايا، جاهزين؟
يلا ح نبلّش بالسحب!
بلحظة، الكل تجمّع حوالين المنصّة، والوجوه كلها توتر وفرح، وكل حدا حاطط إيدو ع قلبو، ناطر يسمع اسمو بين الزوّار المباركين
المنظم تابع بحماس:
أوّل اسم رح ينسحب معنا لليوم...
مين أولكن؟
لحظة صمت...
بعدين قال:
بس لا تخافوا، كلكن ربحانين بإذن الله، بس تنين ح يكونوا ضيوف الإمام الرضا عليه السلام!
عباس، واقف وعم يتنقّل من جهة لجهة، قال بعصبيّة مضحكة:
يا حاجّ، تلعبلناش بأعصابنا، قول الاسم وخلصنا!🙂
المنظم ضحك وقال:
"بأمرك، حاضر!"
نرجس التفتت لحوراء وهمست:
"حوراء، مين أوّلك رح يربح!"
إسراء:
أنا بقول عصافير الحب اللي ورانا 😌
حوراء:😂😂 إيه، كتير ممكن بصراحة!
آلاء:ما بعرف ليش حاسة رح ينقلب كل شي فجأة...
نرجس:خلصينا، إنتي دايمًا هيك! تفاؤل صفر 😂
حسين: عباس، مش رح يطلع اسمك، حاجي موتّر حالك!
عباس:ليش ولا، شو ناقصني لا يقبلني الامام؟!
بلال:كلنا منعرف شو حظّك يا عبّوس🤣
عباس، نفش صدره وقال بثقة: حظي أحلى حظّ بيناتكن!
بلال وحسين:😂😂
عباس تابع بمزاح: تخيّلوا يربح بلال وحوراء؟! 😂
بلال:الله يجيبك يا طولة البال يا رب 😤
علي:🤣🤣
حسين: اتركونا من بلال، شوفوا محمد وين شارد، وخليل و ملك كأنهن عالم تاني!
بلال:إيه والله، محمد بعالم تاني اليوم
مرّت لحظات قصيرة، قبل ما ينادي المنظم من جديد:
يلا، جاهزين؟ بلّش السحب!
محمد، وهو واقف بساحة التفكير، قال بلا وعي :يلا يا حاجّ.
بلال: حكى بدري 😂😂
عباس:😂😂😂
----
المنظّم طلب من طفل صغير يسحب أول اسم، والكلّ سكت فجأة...
مدّ الطفل إيدو، خضّ الأوراق، وطلّع وحدة، سلّمها للحاجّ، يلي نظر فيها، وبلّش يتمايل يمين شمال كأنّه عم يعمل مشهد مسرحي
الحاجّ بصوت مشوّق: مين أوّلكن؟! يلااا...
لي ربح هوي هوي! 😂
عباس:🙂
الحاجّ تابع: أوّل اسم معنا، الأخ محمد
محمد، تجمّد بمكانه، عيونه توسّعت:😳 أني؟!
بلال: الله عليك يا محمد! يييي مبروك!
الكل صار يصفّق، ويهتف، والفرحة عم تعم الساحة🤍
حوراء: يا الله، قلت رح يقول خليل...
نرجس:يييييي، عنجد!
آلاء: شوفو كيف سطّل لما سمع اسمو! 😂
إسراء، تضحك: الله يستر من الاسم التاني 😅
نور الزهراء:😂
علي:إيواا، يا محمد، تفضّل طلبك من الإمام الرضا وصل!
عباس:معنا محمد الرضوي يا جماعة!😁
ومن أن صعد محمد على المنصّة، كانت مشاعره متخبّطة، بين المفاجأة والفرح، بين الذهول والدعاء، ما كان مصدّق إنّو أمنيته القديمة عم تتحقّق أخيرًا.
----
ملك، تراقب من بعيد، همست لخليل: خليل، حاسّيتو مش مبسوط...
خليل، بنبرة هادئة: لا، هوّي... بيفوت بنوبات انصدام، بعد شوي بيرجع لطبيعتو.
ملك:كنّا منتمنّى نكون نحنا...
خليل، ناظرًا للساحة: غيرا بغيرا... يمكن ناطرنا شي تاني، وأحلى
ملك، بابتسامة خفيفة:إن شاء الله
حسين رجع صرخ: يلا يا حاجّ، اسم تاني بدنا يلي يرافق محمد!
طفل تاني تقدّم، سحب الورقة، وسلّمها للحاج.
الحاج فتح الورقة، نظر فيها شوي، وبصوت عالي قال: والاسم التاني... إســـراء 🤍
الكل شهق!
إسراء، وضعت يدها على صدرها، وقالت بصوت منخفض: أنا؟! الإمام قبلني؟🥺
اقترب علي منها وقال: مبروككك يا اختي دعيلنااا🥹
اسراء:🥹🥹
صعدت على المنصّة، وعيونها عم تبرق، ووجهها مزيج من الدهشة والرهبة
محمد كان واقف على الطرف الآخر، نظر إلها، والتقت العيون...
نظرة ساكنة، طويلة، ما فيها كلام، بس مليانة مشاعر♥️
حسين، همس لعباس: احم... بلّشت شيك! 😂
عباس: لا تخاف
بلال: هلّق زيارة، بس بعدا العرس إن شاء الله!🤣
عباس:بيتزوجوا هونيك يا زكي 😂
علي: سكوتوا! بلا ما يسمعكن محمد
فسكتوا كلّهن وضحكوا بخبث...
وبين هالتصفيق والضحك والدعوات، كانت السما مزينة بالمفرقعات، وأصوات الأناشيد عم تعانق الغيم🤍
كان الختام مسك، وكان محمد وإسراء... ضيوف الإمام الرضا عليه السلام🥹
___
وبعدها، بدأ المنظّم بسحب الأسماء ليفوز أصحابها بجوائز رمزية، وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال الذين لم تتّسع الفرحة لوجوههم الصغيرة، فقد خرج الجميع فائزين..
ضحكات تملأ الأجواء، تصفيق متواصل، وأصوات المفرقعات تتعانق مع الأناشيد، وكأنّ السماء نفسها تحتفل معهم
وما إن انتهى الحاج من إعلان الأسماء، حتى التفت إلى محمد وإسراء وقال بهدوء:
في حملة طالعة ع إيران بهالفترة، إذا بدكن، بحجزلكن تروحوا معها، بتكون الرحلة أرتب وأسهل؟
نظرت إسراء إلى محمد، وابتسمت بخجل:أنا ما عندي مشكلة
ثم التفت الحاج إلى محمد:وإنت شو؟
كمان ما في مشكلة، أجاب محمد وهو يومئ برأسه
قال الحاج: طيب، بكرا ع بكير بحكي مع الحاج ومنتفق، وببعتلك يا محمد أيّ نهار.
ثم سألهما: معكن جوازات سفر؟
"إي، معنا." أجابا معًا
الحاج: لكن منسلم أمرنا لله
ضحك عباس وهو يقترب قائلاً: حاج، وإيمتى في قرعة تانية؟
ردّ الحاج وهو يضحك:
هلّق قربت عاشوراء، متل كلّ سنة بهالمناسبة منعمل قرعة لزيارة الأربعين، فترقبوا، رح نبعت التفاصيل عالقروب.
قال حسين بحماسة: الحمد لله، إن شاء الله منكون من الزوّار
علّق علي بهدوء: كنت عم اشتغل ع موضوع إنو روح مشّاية
ابتسم الحاج قائلاً: إن شاء الله يا أبو عليش، منكون كلنا من زوّار الأربعين، ومن أهل الدعوة
تنهّد خليل وقال: وإذا ما كُتب إلنا نروح، بلكي الله بيطعمنا متل شبابنا، ومنشوف أهل البيت سوا
بلال، وهو يهزّ برأسه، قال: يا ريت والله… خلصت الحرب، وكم يوم وبتخلص الرواية، وما استُـ ـشهدنا
ضحكت حوراء وقالت: بلا يأس! إذا كتير حابب تروح، بقتلك وبتروح
ضحك عباس بصوت عالٍ
بلال:🙂
نرجس نظرت إليهم وقالت: متخيّلين تخلص الرواية؟
آلاء:🥺💔
____
ثم عادوا جميعًا إلى بيوتهم، وقد امتلأت رؤوسهم بالتفكير.
كان محمد يفكر في الزيارة، وفي ما قد تغيّره في قلبه.
وكانت إسراء تحاول أن تستوعب كلّ ما حصل، كأنّه حلم لم تستفق منه بعد.
أما خليل وملك، فقد طالت جلستهما تلك الليلة، وكلٌّ منهما يقرأ الآخر بصمت.
بلال، كعادته، فكّر فقط في كيف سيمضي يومه التالي، ثم انقلب على جانبه، وأغمض عينيه.
ناموا جميعًا، على أملٍ...
أملٍ بزيارة، أو لقاء، أو بداية أجمل مما مضى🤍
------
وفي صباح اليوم التالي، تواصل الحاج مع صاحب الحملة، وبدأ يُنسّق التفاصيل، اتفقا على كل شيء: يوم الانطلاق، المطار، الفنادق، وتفاصيل الإقامة والتنقّل بين مشهد وقم
وكان ذلك اليوم يوم خميس، ومع طلوع الفجر، من لبنان إلى مشهد، بخمسة أيامٍ من الروحانية، ثم انتقال إلى قم لخمس ليالٍ أخرى، ثم عودة إلى الديار
في المساء، اتصل الحاج بمحمد ليُخبره بكل التفاصيل.
الحاج:هياني اتفقت مع صاحب الحملة، السفر الخميس بالليل، من بيروت عـ مشهد، والإقامة ٥ أيام، ومن بعدها بتنتقلو عـ قم كمان ٥ أيام، ورجعة ع لبنان من مطار طهران
محمد: تمام حاج، الله يعطيك العافية، ببلّغ علي ليحكي مع إسـراء.
وبالفعل، أخبر محمد علي، وبدوره تواصل علي مع إسـراء، فنقل لها الخبر...
علي، بصوت مبسوط: إسـراء، حضّري حالك، بعد يومين رح تكوني عأرض مشهد.
إسـراء، ما صدّقت: ييييييييي عنجد؟! ما بصدّق! 😭
يا ربّ، الحمد لله يا رب، قلبي ما عم يساعني من الفرحة
وبدون ما تضيع وقت، اتفقت مع رفيقاتها إنّه بكرا ينزلوا سوا يشتروا كل شي بتحتاجه للزيارة، وكل اللوازم السفر
وفي المقابل، كان محمد أيضًا يتحضّر، وبلّش ينسّق مع الشباب.
اجتمع مع عباس، حسين، وبلال، وبـقعدة خفيفة بالمركز، صار يحكيهن:
محمد: شباب، بدي كم شغلة منكن، في كم شغلة صغيرة بدي آخدهن معي للزيارة.
بلال: تكرم عيونك، بس ما تنساني بدعوة، خصوصًا بمشهد
عباس: وبالرضا، سلّملي ع الإمام، وقلّو عندك واحد بعده متمسّك فيك وبخجل من تقصيره
حسين: إذا بتشوفلي شي دفتر أنيق من قم، بكون ممتنّك للآخر!
ضحك محمد وقال: تكرم عيونكم بس بدكن تساعدوني ل جهز كل شي
وبين التحضيرات، والدعوات، والمشاعر اللي عم تكبر، كانت الساعات تمرّ بسرعة، والقلوب تزداد شوقًا♥️
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
ردّ الحاج وهو يضحك:
هلّق قربت عاشوراء، متل كلّ سنة بهالمناسبة منعمل قرعة لزيارة الأربعين، فترقبوا، رح نبعت التفاصيل عالقروب.
قال حسين بحماسة: الحمد لله، إن شاء الله منكون من الزوّار
علّق علي بهدوء: كنت عم اشتغل ع موضوع إنو روح مشّاية
ابتسم الحاج قائلاً: إن شاء الله يا أبو عليش، منكون كلنا من زوّار الأربعين، ومن أهل الدعوة
تنهّد خليل وقال: وإذا ما كُتب إلنا نروح، بلكي الله بيطعمنا متل شبابنا، ومنشوف أهل البيت سوا
بلال، وهو يهزّ برأسه، قال: يا ريت والله… خلصت الحرب، وكم يوم وبتخلص الرواية، وما استُـ ـشهدنا
ضحكت حوراء وقالت: بلا يأس! إذا كتير حابب تروح، بقتلك وبتروح
ضحك عباس بصوت عالٍ
بلال:🙂
نرجس نظرت إليهم وقالت: متخيّلين تخلص الرواية؟
آلاء:🥺💔
____
ثم عادوا جميعًا إلى بيوتهم، وقد امتلأت رؤوسهم بالتفكير.
كان محمد يفكر في الزيارة، وفي ما قد تغيّره في قلبه.
وكانت إسراء تحاول أن تستوعب كلّ ما حصل، كأنّه حلم لم تستفق منه بعد.
أما خليل وملك، فقد طالت جلستهما تلك الليلة، وكلٌّ منهما يقرأ الآخر بصمت.
بلال، كعادته، فكّر فقط في كيف سيمضي يومه التالي، ثم انقلب على جانبه، وأغمض عينيه.
ناموا جميعًا، على أملٍ...
أملٍ بزيارة، أو لقاء، أو بداية أجمل مما مضى🤍
------
وفي صباح اليوم التالي، تواصل الحاج مع صاحب الحملة، وبدأ يُنسّق التفاصيل، اتفقا على كل شيء: يوم الانطلاق، المطار، الفنادق، وتفاصيل الإقامة والتنقّل بين مشهد وقم
وكان ذلك اليوم يوم خميس، ومع طلوع الفجر، من لبنان إلى مشهد، بخمسة أيامٍ من الروحانية، ثم انتقال إلى قم لخمس ليالٍ أخرى، ثم عودة إلى الديار
في المساء، اتصل الحاج بمحمد ليُخبره بكل التفاصيل.
الحاج:هياني اتفقت مع صاحب الحملة، السفر الخميس بالليل، من بيروت عـ مشهد، والإقامة ٥ أيام، ومن بعدها بتنتقلو عـ قم كمان ٥ أيام، ورجعة ع لبنان من مطار طهران
محمد: تمام حاج، الله يعطيك العافية، ببلّغ علي ليحكي مع إسـراء.
وبالفعل، أخبر محمد علي، وبدوره تواصل علي مع إسـراء، فنقل لها الخبر...
علي، بصوت مبسوط: إسـراء، حضّري حالك، بعد يومين رح تكوني عأرض مشهد.
إسـراء، ما صدّقت: ييييييييي عنجد؟! ما بصدّق! 😭
يا ربّ، الحمد لله يا رب، قلبي ما عم يساعني من الفرحة
وبدون ما تضيع وقت، اتفقت مع رفيقاتها إنّه بكرا ينزلوا سوا يشتروا كل شي بتحتاجه للزيارة، وكل اللوازم السفر
وفي المقابل، كان محمد أيضًا يتحضّر، وبلّش ينسّق مع الشباب.
اجتمع مع عباس، حسين، وبلال، وبـقعدة خفيفة بالمركز، صار يحكيهن:
محمد: شباب، بدي كم شغلة منكن، في كم شغلة صغيرة بدي آخدهن معي للزيارة.
بلال: تكرم عيونك، بس ما تنساني بدعوة، خصوصًا بمشهد
عباس: وبالرضا، سلّملي ع الإمام، وقلّو عندك واحد بعده متمسّك فيك وبخجل من تقصيره
حسين: إذا بتشوفلي شي دفتر أنيق من قم، بكون ممتنّك للآخر!
ضحك محمد وقال: تكرم عيونكم بس بدكن تساعدوني ل جهز كل شي
وبين التحضيرات، والدعوات، والمشاعر اللي عم تكبر، كانت الساعات تمرّ بسرعة، والقلوب تزداد شوقًا♥️
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
❤1
  سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁷ـم✨|
تجهّزوا جميعًا صباحًا، وخرج كلٌّ من محمد وإسراء ليشتريا ما يحتاجانه من لوازم السفر.
الأسواق كانت تعجّ بالناس، والوجوه تتنقّل بين المحال، تبحث عن العبايات، الشالات، الحقائب الصغيرة، وكلّ ما يُعين على زيارة طويلة مفعمة بالروحانية🤍
وهناك، وسط الأسواق، التقوا ببعضهم، تبادلوا السلام والضحكات، وتشاركوا الحماس والتجهيزات
____
وبعد أيام، أطلّ يوم الخميس المنتظر، في ساعات الفجر، رافق الشباب محمد وإسراء إلى مطار بيروت
ودّعوهم واحدًا تلو الآخر، وكلّ منهم حمّله دعوة وأمنية:
عباس: دعوة عند الإمام، بس هيك... من قلبك، إنو الله يهدينا🤍
نرجس:وإذا بتشوفولي شريطة خضرا من مشهد، بكون ممنونة!🥹
بلال، مازحًا: بس إذا دعيتوا لبعض، لا تنسوا تدعوا إنو ترجعوا بلا مشاكل! 😅
ضحك الجميع، وعانقوهم بحرارة
ثم دخل محمد وإسراء صالة الانتظار.
جلسا كلٌّ في مكانه، وفيما كان النداء يقترب، التفت محمد إليها وسألها:
_أول مرة بتطلعي بالطيارة، صح؟
إسراء: إي والله
بتخوّف شي؟
محمد: لا عادي، ما بتحسّي بشي
إسراء:ماشي...
إن شاء الله خير، طيب إنت رايح قبل هيك شي مرة؟
محمد:ولا مرّة، هاي أول مرة إلي كمان
إسراء بدهشة: إي وشو عرفك إنو ما بصير شي؟
محمد ضحك وقال: لأنو ما بيصير شي، هلّق بس تطلعي بتتأكّدي من كلامي.
مرّت اللحظات سريعًا، ثم حان وقت الصعود إلى الطائرة.
استقلّاها، لكن لم يكونا جالسَين بجانب بعض، فجلس كلّ منهما في مقعد بعيد، وكلّ واحد منهما كان ينظر من النافذة، يفكر، يتأمل، ويهمس لنفسه بأمنية.
____
وبعد ساعات من التحليق، حطّت الطائرة في مطار مشهد.
بمجرّد أن استقلّوا "الڤان" نحو الفندق، بدأت مشاعر الشوق تُغمر قلوبهم.
ومن نافذة السيارة، تراءت لهم القبة الذهبية، مشرقة كالشمس، تسكنها هيبة لا توصف، وتستدرّ دموع العاشقين قبل حتى أن تلامسها الأقدام.
لكن صاحب الحملة طلب منهم أن يتوجّهوا أولًا إلى الفندق، للراحة بعد الرحلة، على أن يكون أوّل لقاء مع الإمام الرضا عليه السلام بعد أذان الظهر
وصلوا إلى الفندق، وزّعهم المنظّمون على الغرف.
كلّ واحد منهم دخل غرفته، وضع أمتعته، وجلس بصمت
إسراء، أول ما فتحت الشنطة، حملت تلفونها واتصلت بصديقاتها:
"وصلت ع مشهد! إي عنجد...
ما بعرف شو حسّيت أول ما شفت القبة، رح إبكي!🥹💔
ثم خيّم الصمت...
بعضهم غلبه النعاس فاستراح، وآخرون ظلّوا على السرير، يعدّون الدقائق شوقًا للّحظة اللقاء
___
وبعد لحظات، دقّ باب كلّ غرفة.
كان صاحب الحملة ينادي:
"تجهّزوا، رح نروح ع المقام."
قاموا جميعًا.
توضّؤوا، لبسوا، واستعدّوا لمرافقة الحملة إلى الحضرة الرضويّة.
وساروا...
وهناك، حيث يتوق القلب إلى الطمأنينة، هناك حيث القبة لا تلمع بالذهب بل بنور الإمامة، هناك حيث يُروى العاشقون ببكاءٍ صامت،
ويُجبر الضعفاء بدعاءٍ هادئ، ويُشفَى القلب من جراحه دون أن يُقال شيء...
هناك، كان الإمام الرضا عليه السلام ينتظرهم، كما ينتظر الأب أبناءه بعد غيابٍ طويل.
كان المكان أكثر من مقام... كان حضنًا دافئًا للقلوب المكسورة، ومحرابًا للسرائر النقيّة.
خرج الجميع من الفندق وهم بكامل وقارهم، خطواتهم هادئة، وقلوبهم ترتجف شوقًا، الشارع المؤدي إلى مقام الإمام الرضا عليه السلام كان مكتظًا بالزوّار، من كلّ الجنسيات، بألوان مختلفة من العباءات والقلوب، لكنّهم جميعًا يشتركون في شيءٍ واحد: الحنين.
حين وصلوا إلى ساحة الحرم، وقبل أن يدخلوا، أشار أحد المشرفين إلى طريق كلّ مجموعة:
قال محمد بهدوء وهو يلتفت لإسراء:
_ إنتو النسوان بتفوتوا من هونيك، بوابة النساء،
ونحنا منفوت من هون، من باب الرجال."
هزّت إسراء رأسها:
ماشي، منلتقي وقت دعاء
_ ان شاء الله
افترقا بهدوء، وكلّ واحد منهما دخل بعالمه الخاص.
لا كلمات إضافية، لا نظرات طويلة، فقط رهبة المقام ونية الزيارة، تُظلّلهما دون أي تصنّع.
عند العتبة، توقّف محمد لحظة، نظر نحو القبة،
ثم همس في داخله:
هالزيارة لأجلي… لأعرف أنا وين، ولارجع شوي على حالي، وبلكي بيعطيني اشارةة عن حلمي
وبالجهة الأخرى، كانت إسراء تمشي بخطى هادئة،
وفي قلبها أمنية أن تُفتح لها أبواب القرب من أهل البيت، وتُكتب زيارتها في سجلّ المقبولين
دخلا إلى الباحة الداخلية للحرم.
رائحة الطهر في الهواء، أصوات الزوّار تهمس بـ"السلام عليك يا عليّ بن موسى الرضا"،
كلّ تفصيل في المكان كان يُشعرهم أنّهم بين يدي السماء
____
عند الموعد المحدد، للصلاة الجماعية.
اصطفّ الرجال في جهة، والنساء في جهة أخرى
المحراب كان مضيئًا، والقلوب مستعدّة.
رفع المؤذّن صوته،
وأذّن بصوتٍ رخيم، تردّد صداه في كلّ الزوايا…
ثم كبّر الإمام، وبدأت الصلاة...
ركعة تلو ركعة، وسجدة تلو أخرى،
وكان محمد يسجد وفي قلبه كلام كثير لم ينطقه.
كان يبكي بلا صوت، فقط دمعة خفيفة هبطت على سجاد المقام، فغسلت كلّ ما مضى
  زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁷ـم✨|
تجهّزوا جميعًا صباحًا، وخرج كلٌّ من محمد وإسراء ليشتريا ما يحتاجانه من لوازم السفر.
الأسواق كانت تعجّ بالناس، والوجوه تتنقّل بين المحال، تبحث عن العبايات، الشالات، الحقائب الصغيرة، وكلّ ما يُعين على زيارة طويلة مفعمة بالروحانية🤍
وهناك، وسط الأسواق، التقوا ببعضهم، تبادلوا السلام والضحكات، وتشاركوا الحماس والتجهيزات
____
وبعد أيام، أطلّ يوم الخميس المنتظر، في ساعات الفجر، رافق الشباب محمد وإسراء إلى مطار بيروت
ودّعوهم واحدًا تلو الآخر، وكلّ منهم حمّله دعوة وأمنية:
عباس: دعوة عند الإمام، بس هيك... من قلبك، إنو الله يهدينا🤍
نرجس:وإذا بتشوفولي شريطة خضرا من مشهد، بكون ممنونة!🥹
بلال، مازحًا: بس إذا دعيتوا لبعض، لا تنسوا تدعوا إنو ترجعوا بلا مشاكل! 😅
ضحك الجميع، وعانقوهم بحرارة
ثم دخل محمد وإسراء صالة الانتظار.
جلسا كلٌّ في مكانه، وفيما كان النداء يقترب، التفت محمد إليها وسألها:
_أول مرة بتطلعي بالطيارة، صح؟
إسراء: إي والله
بتخوّف شي؟
محمد: لا عادي، ما بتحسّي بشي
إسراء:ماشي...
إن شاء الله خير، طيب إنت رايح قبل هيك شي مرة؟
محمد:ولا مرّة، هاي أول مرة إلي كمان
إسراء بدهشة: إي وشو عرفك إنو ما بصير شي؟
محمد ضحك وقال: لأنو ما بيصير شي، هلّق بس تطلعي بتتأكّدي من كلامي.
مرّت اللحظات سريعًا، ثم حان وقت الصعود إلى الطائرة.
استقلّاها، لكن لم يكونا جالسَين بجانب بعض، فجلس كلّ منهما في مقعد بعيد، وكلّ واحد منهما كان ينظر من النافذة، يفكر، يتأمل، ويهمس لنفسه بأمنية.
____
وبعد ساعات من التحليق، حطّت الطائرة في مطار مشهد.
بمجرّد أن استقلّوا "الڤان" نحو الفندق، بدأت مشاعر الشوق تُغمر قلوبهم.
ومن نافذة السيارة، تراءت لهم القبة الذهبية، مشرقة كالشمس، تسكنها هيبة لا توصف، وتستدرّ دموع العاشقين قبل حتى أن تلامسها الأقدام.
لكن صاحب الحملة طلب منهم أن يتوجّهوا أولًا إلى الفندق، للراحة بعد الرحلة، على أن يكون أوّل لقاء مع الإمام الرضا عليه السلام بعد أذان الظهر
وصلوا إلى الفندق، وزّعهم المنظّمون على الغرف.
كلّ واحد منهم دخل غرفته، وضع أمتعته، وجلس بصمت
إسراء، أول ما فتحت الشنطة، حملت تلفونها واتصلت بصديقاتها:
"وصلت ع مشهد! إي عنجد...
ما بعرف شو حسّيت أول ما شفت القبة، رح إبكي!🥹💔
ثم خيّم الصمت...
بعضهم غلبه النعاس فاستراح، وآخرون ظلّوا على السرير، يعدّون الدقائق شوقًا للّحظة اللقاء
___
وبعد لحظات، دقّ باب كلّ غرفة.
كان صاحب الحملة ينادي:
"تجهّزوا، رح نروح ع المقام."
قاموا جميعًا.
توضّؤوا، لبسوا، واستعدّوا لمرافقة الحملة إلى الحضرة الرضويّة.
وساروا...
وهناك، حيث يتوق القلب إلى الطمأنينة، هناك حيث القبة لا تلمع بالذهب بل بنور الإمامة، هناك حيث يُروى العاشقون ببكاءٍ صامت،
ويُجبر الضعفاء بدعاءٍ هادئ، ويُشفَى القلب من جراحه دون أن يُقال شيء...
هناك، كان الإمام الرضا عليه السلام ينتظرهم، كما ينتظر الأب أبناءه بعد غيابٍ طويل.
كان المكان أكثر من مقام... كان حضنًا دافئًا للقلوب المكسورة، ومحرابًا للسرائر النقيّة.
خرج الجميع من الفندق وهم بكامل وقارهم، خطواتهم هادئة، وقلوبهم ترتجف شوقًا، الشارع المؤدي إلى مقام الإمام الرضا عليه السلام كان مكتظًا بالزوّار، من كلّ الجنسيات، بألوان مختلفة من العباءات والقلوب، لكنّهم جميعًا يشتركون في شيءٍ واحد: الحنين.
حين وصلوا إلى ساحة الحرم، وقبل أن يدخلوا، أشار أحد المشرفين إلى طريق كلّ مجموعة:
قال محمد بهدوء وهو يلتفت لإسراء:
_ إنتو النسوان بتفوتوا من هونيك، بوابة النساء،
ونحنا منفوت من هون، من باب الرجال."
هزّت إسراء رأسها:
ماشي، منلتقي وقت دعاء
_ ان شاء الله
افترقا بهدوء، وكلّ واحد منهما دخل بعالمه الخاص.
لا كلمات إضافية، لا نظرات طويلة، فقط رهبة المقام ونية الزيارة، تُظلّلهما دون أي تصنّع.
عند العتبة، توقّف محمد لحظة، نظر نحو القبة،
ثم همس في داخله:
هالزيارة لأجلي… لأعرف أنا وين، ولارجع شوي على حالي، وبلكي بيعطيني اشارةة عن حلمي
وبالجهة الأخرى، كانت إسراء تمشي بخطى هادئة،
وفي قلبها أمنية أن تُفتح لها أبواب القرب من أهل البيت، وتُكتب زيارتها في سجلّ المقبولين
دخلا إلى الباحة الداخلية للحرم.
رائحة الطهر في الهواء، أصوات الزوّار تهمس بـ"السلام عليك يا عليّ بن موسى الرضا"،
كلّ تفصيل في المكان كان يُشعرهم أنّهم بين يدي السماء
____
عند الموعد المحدد، للصلاة الجماعية.
اصطفّ الرجال في جهة، والنساء في جهة أخرى
المحراب كان مضيئًا، والقلوب مستعدّة.
رفع المؤذّن صوته،
وأذّن بصوتٍ رخيم، تردّد صداه في كلّ الزوايا…
ثم كبّر الإمام، وبدأت الصلاة...
ركعة تلو ركعة، وسجدة تلو أخرى،
وكان محمد يسجد وفي قلبه كلام كثير لم ينطقه.
كان يبكي بلا صوت، فقط دمعة خفيفة هبطت على سجاد المقام، فغسلت كلّ ما مضى
وما إن انتهت صلاة الجماعة، حتى ساد السكونُ في أرجاء الرواق،
ذلك السكون الثقيل الذي لا يولده الفراغ، بل التجلّي، جلس كلٌّ في زاويته، متوجّهًا بقلبه وروحه نحو الضريح، هناك حيث المرقد الشريف للإمام الرضا عليه السلام،
وهناك، بدأت الحكايات الصامتة تتسرّب من العيون إلى السماء.
انحنى محمد قليلًا، وضع جبينه على السجادة،
وبدأ يهمس…
لم يكن يطلب شيئًا محددًا،
بل كان يرجو إشارة، علامة، طريقًا يُفتح له من بين العتمات.
يا إمام… يا غريب طوس…
إن كنت ترى، دلّني، وإن كنت تسمع، طهّرني،
وإن كنت تشفع، فلا تجعلني أعود كما كنت…
كانت دموعه تسيل ببطء، لا من وجعٍ مباشر، بل من خجلٍ أمام النور
أما إسراء، فجلست قرب الجدار، تشدّ عباءتها وتبكي في صمت،
كان بكاؤها هادئًا، لا صوت له، كأنّه توبة انسكبت لا عن ذنبٍ واحد،
بل عن تعبِ عمرٍ بأكمله.
همست في قلبها:
يا إمام… ما جئت لأنّي أستحق،
بل لأنّي لم أعد أطيق نفسي كما هي…
خذ بيدي، واجعلني أخرج من هنا بقلبٍ جديد...
وبعد لحظات، بدأ الزوّار يتوزّعون لأداء ركعتي زيارة،
كلٌّ نوى الركعتين عن روح عزيز، عن مريضٍ أو غائب،
أو عن من أوصاه بالدعاء قبل السفر...
____
وما إن انتهوا، حتى خرج الجميع إلى باحة المقام، حيث الهواء مختلف، تحت السماء المفتوحة والقبة الذهبية التي تلمع كأنّها قلب الزمان.
اجتمع أفراد الحملة بهدوء، وجلسوا على الأرض المبلّطة،
كلٌّ أمسك بمصحفٍ صغير، أو بدفتر أدعية، أو جلس فقط يغمض عينيه، كأنّه يُنصت لما يجري في داخله
بدأ أحد المشرفين بقراءة دعاء الندبة، بصوتٍ رخيمٍ حنون:
أين الحسن؟ أين الحسين؟ أين أبناء الحسين؟💔
وترتّجف القلوب.
ردّد البعض خلفه، وذرفت الدموع من جديد،
بين من يشتاق، ومن يرجو، ومن لا يعلم ما يريد تمامًا، لكنه يجد نفسه يبكي…
في تلك الباحة، لم يكن أحد غريبًا،
فكلّهم أبناء الإمام، وكلّهم يفتّشون عن حقيقته فيهم🤍
وعند غروب الشمس، كانوا لا يزالون هناك،
مغمورين بدفء الغيب، متشبّثين بنورٍ أضاء لهم شيئًا لم يكن مرئيًا قبل هذه الزيارة.
____
بعد ساعات من الخشوع والدعاء، عاد محمد وإسراء مع الحملة إلى الفندق لتناول الطعام والراحة
تلك الليلة كانت مفعمةً بالصمت، كأنّ الأرواح ما تزال معلّقةً عند باب المقام، تأبى أن تغادره وإن غادرت الأجساد.
قضوا خمسة أيّامٍ في مشهد، تنقّلوا خلالها بين الحرم الرضوي، الأسواق الشعبية، والمجالس الدعائية التي كانت تُقام في محيط الضريح
في كل يوم، كانوا يعودون إلى المقام أكثر شوقًا، وأكثر ارتباكًا من شدّة الشعور،
فالقلب كلّما اقترب من النور، شعر بخجلٍ أكبر✨
في ساعات الصباح الأولى، جمع الزائرون أمتعتهم، ووقفوا أمام باب المقام للمرة الأخيرة،
وجوههم متّجهة نحو القبة،
قلوبهم تُقبّل عتبة الإمام، وتستودعه السلام، والرجاء، وأمانة العودة♥️
همس محمد وهو ينظر إلى الضريح:
يا إمامي، جئنا ضيوفًا، فاجعلنا من خدامك،
وسامح تقصيرنا، وخذنا في الرجعة إن شئت، أو خذ أرواحنا هنا، إن رضيت، وفقنا ل زيارة الحسين عليه السلام
أما إسراء، فكانت تمسح دموعها بصمت،
ثم قالت في سرّها:
خلّيت بقلبنا مطرح لإلك… مش رح ننسى مشهد،
مش رح ننسى هالرحمة💔
___
من هناك، انطلقت القافلة نحو قم المقدسة،
إلى مقام السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، أخت الإمام الرضا، وابنة الكاظم، وأخت العلم والطهر والكرامة
دخلوا المدينة قبيل المغيب، وتوجّهوا مباشرةً إلى المقام الشريف، حيث سادت أجواء السكينة من جديد
جلسوا للحظات في ساحة الضريح، يتأمّلون، يدعون، ويستحضرون مكانة السيّدة الجليلة، التي ما إن تُذكر، حتى يلين القلب، وتترقّ روح الزائر
ثم عادوا إلى الفندق، استعدادًا لبداية أيامٍ أخرى من الزيارة...
في تلك الليلة، وبينما الجميع غارق في النوم،
استيقظ محمد فجأة من نومه، وجهه شاحب، ونفسه متقطّع
لقد رأى الحلم نفسه من جديد، ذلك الحلم القديم الذي كان يأتيه مرارًا، لكنّه في هذه الليلة، صار واضحًا.
ففي قلب الحلم، ظهرت له فتاة تُشعّ بالنور، تمدّ يدها نحوه، وفي هذه المرّة، كان وجهها واضحًا تمامً، وكانت اسراء..
نهض فورًا، توضّأ على عجل، وقف على سجادة الصلاة في عتمة الغرفة، وصلّى ركعتين،
وفي سجوده الطويل، قال:
"يا إمامي…
إن كان هذا من الله، فاجعل لي فيه خيرًا، وإن لم يكن، فخذه من قلبي ولا تترك فيه شبهة أو ظنًّا."
ثم عاد إلى فراشه، ووضع رأسه على الوسادة، ولم تمضِ سوى دقائق، حتى غرق في نوم عميق...
___
مرّ يومٌ أو اثنان، وكان قلب محمد لا يهدأ، فقرّر أن يحدّث إسراء بالحلم، لا بحثًا عن جواب، بل فقط ليضع أمامها ما رآه
وعند زيارتهم الجديدة لضريح السيدة المعصومة، اقترب منها بعد خروجهم من المقام، وقال بهدوء:
_إسراء… بدي إحكي شغلة إذا ما بتزعجك
_تفضّل
_أنا كم مرّة كنت عم شوف حلم، ما كنت عارف شو يعني،
بس من كم ليلة، شفته بوضوح، كنت شوف بنت، تمدّلي إيدها، ووجهها ما كنت شوفو، بس بهالحلم، كان وجهك
  ذلك السكون الثقيل الذي لا يولده الفراغ، بل التجلّي، جلس كلٌّ في زاويته، متوجّهًا بقلبه وروحه نحو الضريح، هناك حيث المرقد الشريف للإمام الرضا عليه السلام،
وهناك، بدأت الحكايات الصامتة تتسرّب من العيون إلى السماء.
انحنى محمد قليلًا، وضع جبينه على السجادة،
وبدأ يهمس…
لم يكن يطلب شيئًا محددًا،
بل كان يرجو إشارة، علامة، طريقًا يُفتح له من بين العتمات.
يا إمام… يا غريب طوس…
إن كنت ترى، دلّني، وإن كنت تسمع، طهّرني،
وإن كنت تشفع، فلا تجعلني أعود كما كنت…
كانت دموعه تسيل ببطء، لا من وجعٍ مباشر، بل من خجلٍ أمام النور
أما إسراء، فجلست قرب الجدار، تشدّ عباءتها وتبكي في صمت،
كان بكاؤها هادئًا، لا صوت له، كأنّه توبة انسكبت لا عن ذنبٍ واحد،
بل عن تعبِ عمرٍ بأكمله.
همست في قلبها:
يا إمام… ما جئت لأنّي أستحق،
بل لأنّي لم أعد أطيق نفسي كما هي…
خذ بيدي، واجعلني أخرج من هنا بقلبٍ جديد...
وبعد لحظات، بدأ الزوّار يتوزّعون لأداء ركعتي زيارة،
كلٌّ نوى الركعتين عن روح عزيز، عن مريضٍ أو غائب،
أو عن من أوصاه بالدعاء قبل السفر...
____
وما إن انتهوا، حتى خرج الجميع إلى باحة المقام، حيث الهواء مختلف، تحت السماء المفتوحة والقبة الذهبية التي تلمع كأنّها قلب الزمان.
اجتمع أفراد الحملة بهدوء، وجلسوا على الأرض المبلّطة،
كلٌّ أمسك بمصحفٍ صغير، أو بدفتر أدعية، أو جلس فقط يغمض عينيه، كأنّه يُنصت لما يجري في داخله
بدأ أحد المشرفين بقراءة دعاء الندبة، بصوتٍ رخيمٍ حنون:
أين الحسن؟ أين الحسين؟ أين أبناء الحسين؟💔
وترتّجف القلوب.
ردّد البعض خلفه، وذرفت الدموع من جديد،
بين من يشتاق، ومن يرجو، ومن لا يعلم ما يريد تمامًا، لكنه يجد نفسه يبكي…
في تلك الباحة، لم يكن أحد غريبًا،
فكلّهم أبناء الإمام، وكلّهم يفتّشون عن حقيقته فيهم🤍
وعند غروب الشمس، كانوا لا يزالون هناك،
مغمورين بدفء الغيب، متشبّثين بنورٍ أضاء لهم شيئًا لم يكن مرئيًا قبل هذه الزيارة.
____
بعد ساعات من الخشوع والدعاء، عاد محمد وإسراء مع الحملة إلى الفندق لتناول الطعام والراحة
تلك الليلة كانت مفعمةً بالصمت، كأنّ الأرواح ما تزال معلّقةً عند باب المقام، تأبى أن تغادره وإن غادرت الأجساد.
قضوا خمسة أيّامٍ في مشهد، تنقّلوا خلالها بين الحرم الرضوي، الأسواق الشعبية، والمجالس الدعائية التي كانت تُقام في محيط الضريح
في كل يوم، كانوا يعودون إلى المقام أكثر شوقًا، وأكثر ارتباكًا من شدّة الشعور،
فالقلب كلّما اقترب من النور، شعر بخجلٍ أكبر✨
في ساعات الصباح الأولى، جمع الزائرون أمتعتهم، ووقفوا أمام باب المقام للمرة الأخيرة،
وجوههم متّجهة نحو القبة،
قلوبهم تُقبّل عتبة الإمام، وتستودعه السلام، والرجاء، وأمانة العودة♥️
همس محمد وهو ينظر إلى الضريح:
يا إمامي، جئنا ضيوفًا، فاجعلنا من خدامك،
وسامح تقصيرنا، وخذنا في الرجعة إن شئت، أو خذ أرواحنا هنا، إن رضيت، وفقنا ل زيارة الحسين عليه السلام
أما إسراء، فكانت تمسح دموعها بصمت،
ثم قالت في سرّها:
خلّيت بقلبنا مطرح لإلك… مش رح ننسى مشهد،
مش رح ننسى هالرحمة💔
___
من هناك، انطلقت القافلة نحو قم المقدسة،
إلى مقام السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، أخت الإمام الرضا، وابنة الكاظم، وأخت العلم والطهر والكرامة
دخلوا المدينة قبيل المغيب، وتوجّهوا مباشرةً إلى المقام الشريف، حيث سادت أجواء السكينة من جديد
جلسوا للحظات في ساحة الضريح، يتأمّلون، يدعون، ويستحضرون مكانة السيّدة الجليلة، التي ما إن تُذكر، حتى يلين القلب، وتترقّ روح الزائر
ثم عادوا إلى الفندق، استعدادًا لبداية أيامٍ أخرى من الزيارة...
في تلك الليلة، وبينما الجميع غارق في النوم،
استيقظ محمد فجأة من نومه، وجهه شاحب، ونفسه متقطّع
لقد رأى الحلم نفسه من جديد، ذلك الحلم القديم الذي كان يأتيه مرارًا، لكنّه في هذه الليلة، صار واضحًا.
ففي قلب الحلم، ظهرت له فتاة تُشعّ بالنور، تمدّ يدها نحوه، وفي هذه المرّة، كان وجهها واضحًا تمامً، وكانت اسراء..
نهض فورًا، توضّأ على عجل، وقف على سجادة الصلاة في عتمة الغرفة، وصلّى ركعتين،
وفي سجوده الطويل، قال:
"يا إمامي…
إن كان هذا من الله، فاجعل لي فيه خيرًا، وإن لم يكن، فخذه من قلبي ولا تترك فيه شبهة أو ظنًّا."
ثم عاد إلى فراشه، ووضع رأسه على الوسادة، ولم تمضِ سوى دقائق، حتى غرق في نوم عميق...
___
مرّ يومٌ أو اثنان، وكان قلب محمد لا يهدأ، فقرّر أن يحدّث إسراء بالحلم، لا بحثًا عن جواب، بل فقط ليضع أمامها ما رآه
وعند زيارتهم الجديدة لضريح السيدة المعصومة، اقترب منها بعد خروجهم من المقام، وقال بهدوء:
_إسراء… بدي إحكي شغلة إذا ما بتزعجك
_تفضّل
_أنا كم مرّة كنت عم شوف حلم، ما كنت عارف شو يعني،
بس من كم ليلة، شفته بوضوح، كنت شوف بنت، تمدّلي إيدها، ووجهها ما كنت شوفو، بس بهالحلم، كان وجهك
تجمّدت نظرات إسراء للحظة، ثم قالت بصوت خافت:
_مش عارفة شو قول، بس إن شاء الله خير
_إيه أن شاء الله، مش ناطر منك جواب، بس حبيت خبرك شو عم بحلم، لأنّي حسّيت لازم تعرفي
هزّت رأسها بصمت، ومشت إلى جانب الحملة دون أن تُضيف شيئًا،
لكنّ تعبير وجهها بقي متأثّرًا حتى نهاية اليوم
وهكذا مضت الأيام الخمس الأخيرة في قم، ما بين زيارة المقام، والمجالس، والدعاء
وقبل المغادرة، وقف الجميع أمام الضريح، ودّعوا السيّدة الطاهرة كما ودّعوا الإمام الرضا من قبل، وأوصوها أن تحمل السلام منهما إلى أخيها، وأن تحفظ الدعوات التي أُطلقت هناك، في المكانَين، بروحٍ واحدة🤍
___
وفي اليوم التالي، انطلقت القافلة نحو المطار.
عادت العيون إلى الغربة، لكن القلوب لم تعد كما كانت.
وحين أقلعت الطائرة عائدةً إلى لبنان، كان في كلّ راكبٍ جزءٌ من النور، كأنّه ما زال جالسًا عند عتبة الضريح، يهمس باسمٍ، أو يدعو برجاء، أو يبتسم لأنه طهر قلبه قليلًا…
فقط قليلًا، لكنّه كافٍ ليبدأ من جديد..
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
_مش عارفة شو قول، بس إن شاء الله خير
_إيه أن شاء الله، مش ناطر منك جواب، بس حبيت خبرك شو عم بحلم، لأنّي حسّيت لازم تعرفي
هزّت رأسها بصمت، ومشت إلى جانب الحملة دون أن تُضيف شيئًا،
لكنّ تعبير وجهها بقي متأثّرًا حتى نهاية اليوم
وهكذا مضت الأيام الخمس الأخيرة في قم، ما بين زيارة المقام، والمجالس، والدعاء
وقبل المغادرة، وقف الجميع أمام الضريح، ودّعوا السيّدة الطاهرة كما ودّعوا الإمام الرضا من قبل، وأوصوها أن تحمل السلام منهما إلى أخيها، وأن تحفظ الدعوات التي أُطلقت هناك، في المكانَين، بروحٍ واحدة🤍
___
وفي اليوم التالي، انطلقت القافلة نحو المطار.
عادت العيون إلى الغربة، لكن القلوب لم تعد كما كانت.
وحين أقلعت الطائرة عائدةً إلى لبنان، كان في كلّ راكبٍ جزءٌ من النور، كأنّه ما زال جالسًا عند عتبة الضريح، يهمس باسمٍ، أو يدعو برجاء، أو يبتسم لأنه طهر قلبه قليلًا…
فقط قليلًا، لكنّه كافٍ ليبدأ من جديد..
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
❤1
  سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁸ـم✨|
بعد أيامٍ من الرجعة… |
كانت القرى هادئة كعادتها، والهواء المسائي يمرّ خفيفًا بين البيوت الحجرية والحدائق الصغيرة.
لكن في داخلهما شيء لم يعد كما كان.
محمد…
جلس على سطح المنزل، مسندًا ظهره إلى الجدار، وعيناه تتأملان سماءً ليلها غامق مرصّع بالنجوم.
لم يكن يفكر في أمرٍ كبير… لكن صور الضريح كانت تعود إليه.
يتذكّر تلك اللحظة حين وقف عند العتبة، والدموع هبطت دون أن يعرف السبب.
يتذكّر رائحة السجاد، وصوت الدعاء الخافت الذي استقرّ في قلبه.
أمامه كوب شاي ساخن، وفي يده سبحة خضراء جاء بها من مشهد.
يقلب حباتها قليلًا ثم يتركها جانبًا، فيشعر بشيء داخله يلين… كجرحٍ قديم ذبل وصار أرقّ.
لا يُحدّث أحدًا عن ذلك… لكنه يبقى حاضرًا في خاطره.
أما إسراء…
في غرفتها، تجلس قرب النافذة، يضيء بجانبها مصباح أصفر خافت.
فتحت حقيبتها الصغيرة، وأخرجت منها شريطةً خضراء اشترتها من السوق القريب من الحرم.
تلمسها بأصابعها، وعيناها تسرحان بعيدًا.
تستعيد في قلبها البلاط البارد للحرم، حين جلست تبكي بصمت، ونظرتها الطويلة إلى القبة… وكيف همست في سرّها: «يا رب… فقط ابقَ قريبًا».
لا تفكر بما تريده… ولا تسأل شيئًا محدّدًا…
لكن في داخلها هدوءٌ جديد، يشبه قطرة ماءٍ نزلت على قلبٍ كان يابسًا.
لم تكن هناك وعودٌ كبيرة، ولا خططٌ واضحة… لكن هناك شيء تغيّر في روحيهما بصمت.
وفي كل ليلةٍ صامتةٍ من ليالي الجنوب، كلٌّ منهما على حدة…
أمام مصباحٍ خافت، أو تحت السماء الرحبة… يستعيد تلك اللحظة، رائحة الحضرة، ودمعةً نزلت وحدها…
ربما لا يعرفان كيف يفسّران ذلك، لكنّهما يعلمان أنّ شيئًا بقي…
وبقي بصمتٍ جميل...
____
في صباحٍ دافئٍ من صباحات الجنوب، كان مقرّ الشباب يعجّ بالحركة.
رائحة القهوة السوداء تختلط برائحة التراب الرطب، وصوت خطواتٍ سريعة على البلاط الخشن يكسر صمت المكان...
في الزاوية، يقف «الحاج» بثيابه البسيطة ووجهه الذي يحمل خطوط التعب والأمل معًا، يراقبهم بعينٍ حادّة تعرف ماذا تريد.
كان هناك عملٌ مستعجل، لا مجال للتأجيل: تجهيز معدّات، تحضير حقائب، تفقّد أجهزة اتصال، وتوضيب بعض الحاجيات في الصناديق الخشبية...
وصل الشباب تباعًا إلى المقرّ.
وجوههم جادة، خطواتهم سريعة، وفي عيونهم تلك المعرفة الصامتة بأنّ الوقت لا ينتظر أحدًا.
كان عليهم أن يُفرغوا جزءًا من المستودع ويعيدوا توضيب معدّات الأسـ ـلحة وبعض الصناديق المخبّأة بعناية في غرفةٍ جانبية.
لم يكن الأمر مجرّد ترتيبٍ روتيني… بل تحرّكٌ فرضته معلومة وصلت للحاج في الليلة الماضية.
فقد بلغه، عبر طريقٍ موثوق، أنّ أحد العملاء المتسلّلين في إحدى القرى قد لمح حركةً للشباب حول المكان، ودسّ عنهم خبرًا لم يُعرَف بعد مدى دقّته أو خطورته.
في الداخل، وقف الحاج بوجهه الهادئ الظاهر وصوته العميق الذي يختزن الكثير:
_يا شباب… في عيون علينا، والمكان ما بقا آمن متل قبل، لازم نرتّب ونغيّر مواقع هالعدة فورًا.
_تمام حاج، منبلّش من الغرفة الداخلية؟
_إيه، ومنتأكد ما يضل شي ملفت للنظر.
تحرّكوا بخفةٍ معتادة، وكأنّ أجسادهم حَفظت لغة السرعة والحذر...
انطلق بلال على عجل ليجلب «الجيب» الذي يستعملونه عادةً لنقل الصناديق الثقيلة.
وفي الداخل، كان علي وخليل وحسين ومحمد يعملون بصمتٍ مشوبٍ بالتركيز: يُوضبون الأسـ ـلحة والذخـ ـيرة وأجهزة الاتصال في صناديق خشبية متينة.
كانوا يلفّون كل قطعةٍ بقطعة قماشٍ خشنة حتى لا تُصدر صوتًا، ثم يرصّونها بعناية حتى لا تتحرّك في الطريق...
أما بلال وعباس، فوقفا قرب السيارة، يراقبان باب المقر وينتظران خروج الصناديق الأولى، وكلٌّ منهما يراقب الطريق بعينٍ يقِظة.
الوقت كان ضيّقًا، لكنهم اعتادوا هذه السرعة الصامتة: لا كلمات زائدة، فقط إشاراتٌ قصيرة وهمساتٌ ضرورية
الهواء في الغرفة كان ثقيلًا برائحة المعدن والزيت، وأصوات الأدوات وهي تُنقَل تتردّد بين الجدران الصامتة.
في تلك اللحظة، لم يكن في قلوبهم خوفٌ صريح… لكن كان هناك ذلك التوتر النبيل الذي يعرفه كل من سار في درب المقـ ـاومة: أنّ الخطأ الصغير قد يجرّ خيطًا طويلًا من الخطر، وأنّ اليقظة واجب لا يسقط بالتعب..
قال الحاج، وهو يتابعهم بعينين لا تفوّتان تفصيلًا:
_انتبهوا على الأسـ ـلحة الفردية… وهالصندوق خلوه يكون أول شي يننقل.
_تمام حاج
في الزاوية، سحبوا قطعة قماشٍ قديمة غطّت بعض القـ ـنابل اليدوية والذخـ ـيرة، أعادوها بيدين ثابتتين وخطواتٍ محسوبة.
لم يكن هذا مجرّد عملٍ مادي… بل التزامٌ أعمق: أن تُخفي ما قد يحمي قريةً كاملة من خطرٍ متسلل...
خارج الغرفة، كان ضوء الصباح يمرّ من شقوق الجدران، يرسم خطوطًا شاحبةً على البلاط القديم، لكن لا أحد انتبه إلى جمال الضوء… فقد كانت عيونهم مركّزةً على ما بين أيديهم، وعقولهم مشغولةٌ بسؤالٍ واحد: «هل تأخرنا؟ أم ما زال أمامنا متّسع؟»
  زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁸ـم✨|
بعد أيامٍ من الرجعة… |
كانت القرى هادئة كعادتها، والهواء المسائي يمرّ خفيفًا بين البيوت الحجرية والحدائق الصغيرة.
لكن في داخلهما شيء لم يعد كما كان.
محمد…
جلس على سطح المنزل، مسندًا ظهره إلى الجدار، وعيناه تتأملان سماءً ليلها غامق مرصّع بالنجوم.
لم يكن يفكر في أمرٍ كبير… لكن صور الضريح كانت تعود إليه.
يتذكّر تلك اللحظة حين وقف عند العتبة، والدموع هبطت دون أن يعرف السبب.
يتذكّر رائحة السجاد، وصوت الدعاء الخافت الذي استقرّ في قلبه.
أمامه كوب شاي ساخن، وفي يده سبحة خضراء جاء بها من مشهد.
يقلب حباتها قليلًا ثم يتركها جانبًا، فيشعر بشيء داخله يلين… كجرحٍ قديم ذبل وصار أرقّ.
لا يُحدّث أحدًا عن ذلك… لكنه يبقى حاضرًا في خاطره.
أما إسراء…
في غرفتها، تجلس قرب النافذة، يضيء بجانبها مصباح أصفر خافت.
فتحت حقيبتها الصغيرة، وأخرجت منها شريطةً خضراء اشترتها من السوق القريب من الحرم.
تلمسها بأصابعها، وعيناها تسرحان بعيدًا.
تستعيد في قلبها البلاط البارد للحرم، حين جلست تبكي بصمت، ونظرتها الطويلة إلى القبة… وكيف همست في سرّها: «يا رب… فقط ابقَ قريبًا».
لا تفكر بما تريده… ولا تسأل شيئًا محدّدًا…
لكن في داخلها هدوءٌ جديد، يشبه قطرة ماءٍ نزلت على قلبٍ كان يابسًا.
لم تكن هناك وعودٌ كبيرة، ولا خططٌ واضحة… لكن هناك شيء تغيّر في روحيهما بصمت.
وفي كل ليلةٍ صامتةٍ من ليالي الجنوب، كلٌّ منهما على حدة…
أمام مصباحٍ خافت، أو تحت السماء الرحبة… يستعيد تلك اللحظة، رائحة الحضرة، ودمعةً نزلت وحدها…
ربما لا يعرفان كيف يفسّران ذلك، لكنّهما يعلمان أنّ شيئًا بقي…
وبقي بصمتٍ جميل...
____
في صباحٍ دافئٍ من صباحات الجنوب، كان مقرّ الشباب يعجّ بالحركة.
رائحة القهوة السوداء تختلط برائحة التراب الرطب، وصوت خطواتٍ سريعة على البلاط الخشن يكسر صمت المكان...
في الزاوية، يقف «الحاج» بثيابه البسيطة ووجهه الذي يحمل خطوط التعب والأمل معًا، يراقبهم بعينٍ حادّة تعرف ماذا تريد.
كان هناك عملٌ مستعجل، لا مجال للتأجيل: تجهيز معدّات، تحضير حقائب، تفقّد أجهزة اتصال، وتوضيب بعض الحاجيات في الصناديق الخشبية...
وصل الشباب تباعًا إلى المقرّ.
وجوههم جادة، خطواتهم سريعة، وفي عيونهم تلك المعرفة الصامتة بأنّ الوقت لا ينتظر أحدًا.
كان عليهم أن يُفرغوا جزءًا من المستودع ويعيدوا توضيب معدّات الأسـ ـلحة وبعض الصناديق المخبّأة بعناية في غرفةٍ جانبية.
لم يكن الأمر مجرّد ترتيبٍ روتيني… بل تحرّكٌ فرضته معلومة وصلت للحاج في الليلة الماضية.
فقد بلغه، عبر طريقٍ موثوق، أنّ أحد العملاء المتسلّلين في إحدى القرى قد لمح حركةً للشباب حول المكان، ودسّ عنهم خبرًا لم يُعرَف بعد مدى دقّته أو خطورته.
في الداخل، وقف الحاج بوجهه الهادئ الظاهر وصوته العميق الذي يختزن الكثير:
_يا شباب… في عيون علينا، والمكان ما بقا آمن متل قبل، لازم نرتّب ونغيّر مواقع هالعدة فورًا.
_تمام حاج، منبلّش من الغرفة الداخلية؟
_إيه، ومنتأكد ما يضل شي ملفت للنظر.
تحرّكوا بخفةٍ معتادة، وكأنّ أجسادهم حَفظت لغة السرعة والحذر...
انطلق بلال على عجل ليجلب «الجيب» الذي يستعملونه عادةً لنقل الصناديق الثقيلة.
وفي الداخل، كان علي وخليل وحسين ومحمد يعملون بصمتٍ مشوبٍ بالتركيز: يُوضبون الأسـ ـلحة والذخـ ـيرة وأجهزة الاتصال في صناديق خشبية متينة.
كانوا يلفّون كل قطعةٍ بقطعة قماشٍ خشنة حتى لا تُصدر صوتًا، ثم يرصّونها بعناية حتى لا تتحرّك في الطريق...
أما بلال وعباس، فوقفا قرب السيارة، يراقبان باب المقر وينتظران خروج الصناديق الأولى، وكلٌّ منهما يراقب الطريق بعينٍ يقِظة.
الوقت كان ضيّقًا، لكنهم اعتادوا هذه السرعة الصامتة: لا كلمات زائدة، فقط إشاراتٌ قصيرة وهمساتٌ ضرورية
الهواء في الغرفة كان ثقيلًا برائحة المعدن والزيت، وأصوات الأدوات وهي تُنقَل تتردّد بين الجدران الصامتة.
في تلك اللحظة، لم يكن في قلوبهم خوفٌ صريح… لكن كان هناك ذلك التوتر النبيل الذي يعرفه كل من سار في درب المقـ ـاومة: أنّ الخطأ الصغير قد يجرّ خيطًا طويلًا من الخطر، وأنّ اليقظة واجب لا يسقط بالتعب..
قال الحاج، وهو يتابعهم بعينين لا تفوّتان تفصيلًا:
_انتبهوا على الأسـ ـلحة الفردية… وهالصندوق خلوه يكون أول شي يننقل.
_تمام حاج
في الزاوية، سحبوا قطعة قماشٍ قديمة غطّت بعض القـ ـنابل اليدوية والذخـ ـيرة، أعادوها بيدين ثابتتين وخطواتٍ محسوبة.
لم يكن هذا مجرّد عملٍ مادي… بل التزامٌ أعمق: أن تُخفي ما قد يحمي قريةً كاملة من خطرٍ متسلل...
خارج الغرفة، كان ضوء الصباح يمرّ من شقوق الجدران، يرسم خطوطًا شاحبةً على البلاط القديم، لكن لا أحد انتبه إلى جمال الضوء… فقد كانت عيونهم مركّزةً على ما بين أيديهم، وعقولهم مشغولةٌ بسؤالٍ واحد: «هل تأخرنا؟ أم ما زال أمامنا متّسع؟»
وبعد أن انتهوا من توضيب كل شيءٍ داخل الصناديق، حملوها الواحد تلو الآخر، ونقلوها إلى الجيب المركون قرب الباب، وضعوها في الخلف بإحكام، وأغلقوا الباب الحديدي
حينها، ناول بلال المفاتيح إلى علي وقال بهدوء:
_خد إنت وخليل ودّوهن عالمقر التاني.
هزّ علي رأسه:
_تمام.
ركب علي مكان السائق، وخليل جلس إلى جانبه.
أدار علي المحرك، وانطلقت السيارة بهدوءٍ مدروس نحو الطريق الترابي الذي يبعد المقرّ الأول عن الثاني.
خلفهم، بقي بلال وعباس ينظران حتى غابت السيارة عن العين، ثم تبادلا نظرةً قصيرة، كأنّهما يتأكدان في صمتٍ أنّ المهمّة سارت كما يجب، وعادا إلى الداخل ليتفقّدا إن بقي شيءٌ قد يُثير الشبهة...
بعد أن دخل بلال وعباس… |
كان الحاج واقفًا في وسط الغرفة، يداه خلف ظهره وعيناه تجولان بتفحّصٍ بين الوجوه والصناديق.
الحاج:
_شو شباب؟ مشي الحال؟
بلال:
_إي حاج، خَلَّصنا توضيب ونقلنا كل شي.
الحاج:
_يلا زبّطوا المكان، ما يضل شي يلفت النظر
حسين:
_بأمرك يا حاج
الحاج، بصوتٍ أكثر حزمًا:
_ولهلّق، ما بدي حدا من أهل القرية يسكن هون، لحتى نشوف شو رح يصير بعدين
محمد:
_حاج… ما عرفت مين اللي دسّ علينا؟
هزّ الحاج رأسه قليلًا، وصوته بدا أثقل:
_في كتير عملاء…
وهاي عايشناها بأيام الحرب الماضية، وبعد ما خلصت الحرب، بقيت تحرّكات مشبوهة، وتنساش الخطر اللي كان… الخطر ما بيروح كليًا.
حسين:
_صح يا حاج… إن شاء الله خير
ابتسم الحاج ابتسامةً قصيرة وقال:
_يقينًا… كله خير.
__
ما إن وصل علي وخليل إلى المقرّ الثاني حتى أوقفا السيارة بمحاذاة سورٍ حجريّ قديم.
كان الطريق ضيقًا، وحركة الناس في الشارع ظاهرة؛ كثافة سكانية وأصوات أطفال وحركة محالّ.
تبادل الاثنان نظرةً سريعة، ثم اتفقا بصوتٍ منخفض:
_واحد بينقل الغراض، والتاني بيراقب الطريق.
بدأ علي بنقل الصناديق من الجيب إلى الداخل، فيما وقف خليل قرب السيارة يتظاهر بتفقّد الإطار، لكن عيناه تراقبان الشارع والأرصفة.
حاول الاثنان ألّا يلفتا الأنظار، يُبطئان الحركة أحيانًا، ويبتسمان بخفّة إذا مرّ أحد المارّة.
وبعد أن انتهيا من إنزال الصناديق، اقترب منهما رجلٌ من أهل الضيعة، ملامحه ودودة ونظرته حذِرة قليلًا:
👤: السلام عليكم
علي وخليل، معًا:
_وعليكم السلام.
👤: مضيعين شي؟ بدكن شي مساعدة؟ كأنكن جديد بالضيعة…
خليل في قلبه، وهو يضغط على نفسه كي لا يظهر ارتباكه:
_فتح تحقيق ها، استغفر الله العظيم🤦🏻
ابتسم علي وقال بهدوء:
_لا يا خيي… مش مضيعين شي، ولا حتى بدنا مساعدة، بس قلنا نريّح السيارة شوي، ومنرجع منكفّي طريقنا.
👤: إي متل ما بدكن، يعطيكن العافية
خليل:
_الله يعافيك.
👤: بالإذن…
وبعد أن ابتعد الرجل، تنفّس خليل الصعداء، ثم التفت إلى علي وهو يهمس مازحًا:
_يعني على شوي كنت قتلته يا زلمي
ضحك علي بخفة، ومسح العرق عن جبينه:
نفرزني قد ما سأل، حسّيتو بدّو يعرف كل شي!
خليل، وهو ينظر حوله:
_يلا، خلينا نرجع عند الشباب
علي: يلا
ركبا الجيب مجددًا، وأدار علي المحرك بهدوء، ثم انعطفا في الطريق الترابي المؤديّ إلى المقرّ الأول..
وقلبيهما مرتاحان أنّ المهمة انتهت بلا ضجيج
عاد علي وخليل إلى المقرّ، حيث كان الحاج واقفًا ينتظرهم بعينين مترقّبتين.
أخبروه أنّ كلّ شيءٍ سار كما ينبغي، وأنّ الصناديق أُخفيت في المقرّ الثاني دون لفت الانتباه
أومأ الحاج برأسه، وقال لهم بهدوء:
_الحمد لله، الله يقوّيكن يا شباب.
وبعد أن انتهت مهمتهم، خرجوا جميعًا نحو حديقةٍ صغيرة في قلب القرية، جلسوا على المقاعد الحجرية تحت شجرةٍ عالية، تنفّسوا الصعداء، كأنّ ثقل النهار انزاح قليلًا عن صدورهم.
ضحك بلال وقال: شو، خفتوا يا شباب؟
عباس: بتعرفوا، لما دقّ الحاج وقال بدّي ياكن بسرعة بالمركز، قلت بيني وبين حالي: خلص، رجعت الحرب
بلال : عباس، هَيَّاها راجعة، ما تفكّر إنزالت، إخرائيل بعدا موجودة
محمد:بظهور صاحب الزمان (عج) بتزول، إن شاء الله
أضاف علي: المهمّ نحاول ما نتردّد كتير لهونيك، نكون حذرين أكتر.
خليل: علي معه حق، يعني هالمرة رحنا نحنا، بعدين بدو يروح حدا تاني منكم
حسين: شو رأيكن نستأجر بيت هونيك؟ هيك ما حدا بيشكّ فينا إذا صرنا نروح ونجي
بلال: فكرة حلوة، شو رأيكم؟
محمد، وهو ينهض : منفكّر فيها بعدين، هلّق خلينا نرجع ع بيوتنا، أحسن شي
مسح بلال العرق عن جبينه :عنجد، ع توتر، عرقت لدرجة مش طبيعية!
عباس: شو جبان!
بلال: فَشَرْت!
حسين: ياه…🤣
ثم التفت محمد إلى علي وقال
_يلا، امشي نروح.
علي، وهو ينهض: إي يلا
وهكذا مضى نهارهم بين توتّرٍ حقيقي وسخريةٍ خفيفةٍ تكسر ثقل المسؤولية…
حتى حلّ الليل، وعاد كلّ واحدٍ منهم إلى بيته، يحمل في قلبه صمتًا يشبه التعب… وصحبةً تُخفّف شيئًا من ثقل الطريق.
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
  حينها، ناول بلال المفاتيح إلى علي وقال بهدوء:
_خد إنت وخليل ودّوهن عالمقر التاني.
هزّ علي رأسه:
_تمام.
ركب علي مكان السائق، وخليل جلس إلى جانبه.
أدار علي المحرك، وانطلقت السيارة بهدوءٍ مدروس نحو الطريق الترابي الذي يبعد المقرّ الأول عن الثاني.
خلفهم، بقي بلال وعباس ينظران حتى غابت السيارة عن العين، ثم تبادلا نظرةً قصيرة، كأنّهما يتأكدان في صمتٍ أنّ المهمّة سارت كما يجب، وعادا إلى الداخل ليتفقّدا إن بقي شيءٌ قد يُثير الشبهة...
بعد أن دخل بلال وعباس… |
كان الحاج واقفًا في وسط الغرفة، يداه خلف ظهره وعيناه تجولان بتفحّصٍ بين الوجوه والصناديق.
الحاج:
_شو شباب؟ مشي الحال؟
بلال:
_إي حاج، خَلَّصنا توضيب ونقلنا كل شي.
الحاج:
_يلا زبّطوا المكان، ما يضل شي يلفت النظر
حسين:
_بأمرك يا حاج
الحاج، بصوتٍ أكثر حزمًا:
_ولهلّق، ما بدي حدا من أهل القرية يسكن هون، لحتى نشوف شو رح يصير بعدين
محمد:
_حاج… ما عرفت مين اللي دسّ علينا؟
هزّ الحاج رأسه قليلًا، وصوته بدا أثقل:
_في كتير عملاء…
وهاي عايشناها بأيام الحرب الماضية، وبعد ما خلصت الحرب، بقيت تحرّكات مشبوهة، وتنساش الخطر اللي كان… الخطر ما بيروح كليًا.
حسين:
_صح يا حاج… إن شاء الله خير
ابتسم الحاج ابتسامةً قصيرة وقال:
_يقينًا… كله خير.
__
ما إن وصل علي وخليل إلى المقرّ الثاني حتى أوقفا السيارة بمحاذاة سورٍ حجريّ قديم.
كان الطريق ضيقًا، وحركة الناس في الشارع ظاهرة؛ كثافة سكانية وأصوات أطفال وحركة محالّ.
تبادل الاثنان نظرةً سريعة، ثم اتفقا بصوتٍ منخفض:
_واحد بينقل الغراض، والتاني بيراقب الطريق.
بدأ علي بنقل الصناديق من الجيب إلى الداخل، فيما وقف خليل قرب السيارة يتظاهر بتفقّد الإطار، لكن عيناه تراقبان الشارع والأرصفة.
حاول الاثنان ألّا يلفتا الأنظار، يُبطئان الحركة أحيانًا، ويبتسمان بخفّة إذا مرّ أحد المارّة.
وبعد أن انتهيا من إنزال الصناديق، اقترب منهما رجلٌ من أهل الضيعة، ملامحه ودودة ونظرته حذِرة قليلًا:
👤: السلام عليكم
علي وخليل، معًا:
_وعليكم السلام.
👤: مضيعين شي؟ بدكن شي مساعدة؟ كأنكن جديد بالضيعة…
خليل في قلبه، وهو يضغط على نفسه كي لا يظهر ارتباكه:
_فتح تحقيق ها، استغفر الله العظيم🤦🏻
ابتسم علي وقال بهدوء:
_لا يا خيي… مش مضيعين شي، ولا حتى بدنا مساعدة، بس قلنا نريّح السيارة شوي، ومنرجع منكفّي طريقنا.
👤: إي متل ما بدكن، يعطيكن العافية
خليل:
_الله يعافيك.
👤: بالإذن…
وبعد أن ابتعد الرجل، تنفّس خليل الصعداء، ثم التفت إلى علي وهو يهمس مازحًا:
_يعني على شوي كنت قتلته يا زلمي
ضحك علي بخفة، ومسح العرق عن جبينه:
نفرزني قد ما سأل، حسّيتو بدّو يعرف كل شي!
خليل، وهو ينظر حوله:
_يلا، خلينا نرجع عند الشباب
علي: يلا
ركبا الجيب مجددًا، وأدار علي المحرك بهدوء، ثم انعطفا في الطريق الترابي المؤديّ إلى المقرّ الأول..
وقلبيهما مرتاحان أنّ المهمة انتهت بلا ضجيج
عاد علي وخليل إلى المقرّ، حيث كان الحاج واقفًا ينتظرهم بعينين مترقّبتين.
أخبروه أنّ كلّ شيءٍ سار كما ينبغي، وأنّ الصناديق أُخفيت في المقرّ الثاني دون لفت الانتباه
أومأ الحاج برأسه، وقال لهم بهدوء:
_الحمد لله، الله يقوّيكن يا شباب.
وبعد أن انتهت مهمتهم، خرجوا جميعًا نحو حديقةٍ صغيرة في قلب القرية، جلسوا على المقاعد الحجرية تحت شجرةٍ عالية، تنفّسوا الصعداء، كأنّ ثقل النهار انزاح قليلًا عن صدورهم.
ضحك بلال وقال: شو، خفتوا يا شباب؟
عباس: بتعرفوا، لما دقّ الحاج وقال بدّي ياكن بسرعة بالمركز، قلت بيني وبين حالي: خلص، رجعت الحرب
بلال : عباس، هَيَّاها راجعة، ما تفكّر إنزالت، إخرائيل بعدا موجودة
محمد:بظهور صاحب الزمان (عج) بتزول، إن شاء الله
أضاف علي: المهمّ نحاول ما نتردّد كتير لهونيك، نكون حذرين أكتر.
خليل: علي معه حق، يعني هالمرة رحنا نحنا، بعدين بدو يروح حدا تاني منكم
حسين: شو رأيكن نستأجر بيت هونيك؟ هيك ما حدا بيشكّ فينا إذا صرنا نروح ونجي
بلال: فكرة حلوة، شو رأيكم؟
محمد، وهو ينهض : منفكّر فيها بعدين، هلّق خلينا نرجع ع بيوتنا، أحسن شي
مسح بلال العرق عن جبينه :عنجد، ع توتر، عرقت لدرجة مش طبيعية!
عباس: شو جبان!
بلال: فَشَرْت!
حسين: ياه…🤣
ثم التفت محمد إلى علي وقال
_يلا، امشي نروح.
علي، وهو ينهض: إي يلا
وهكذا مضى نهارهم بين توتّرٍ حقيقي وسخريةٍ خفيفةٍ تكسر ثقل المسؤولية…
حتى حلّ الليل، وعاد كلّ واحدٍ منهم إلى بيته، يحمل في قلبه صمتًا يشبه التعب… وصحبةً تُخفّف شيئًا من ثقل الطريق.
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁹ـم✨|
بعد أيامٍ، خططت الصبايا لنزهة صغيرة باتجاه قلعة قديمة في إحدى التلال المجاورة، الجو كان لطيفًا، والضحك يملأ الطريق..
ملك، نرجس، نور الزهراء، حوراء، آلاء، وإسراء، كلهنَّ انطلقن بحماسٍ، وكنّ يظننّ أنهنّ سيقضين وقتًا جميلاً بين الطبيعة والأحاديث الدافئة
لكن الأمور لم تسر كما خُطّط لها
بينما كنّ يتجولن في محيط القلعة، لفت نظرهن ممر صغير بين الصخور، مدفوعة بالفضول، دخلنهُ واحدات تلو الأخرى، وما إن قطعن مسافة بسيطة، حتى وجدن أنفسهنّ في غابة كثيفة الأشجار، لا تشبه الطريق الذي دخلن منه شيئًا
ساد الصمت، وبدأ الخوف يتسلّل شيئًا فشيئًا إلى قلوبهنّ💔
نرجس: عنجد ما عم بفهم كيف وصلنا لهون، ما كنا ماشيين هيك، صح؟
نور الزهراء: يلا بسيطة، متل الأفلام، مغامرة صغيرة ومنرجع😅
حوراء: إيه بس المشكلة إنو مش عم نعرف نرجع، وهون كل الطريق متشابه!🙂
آلاء حملت هاتفها ورفعت إيدها: ما في إرسال! شو هالمكان!😬
إسراء بسرعة حاولت تتصل بعلي: يا الله، كمان ما عم يعلق الخط، خلصوا المي من الشنطة، نحنا وين أصلاً؟!🥺
ملك: عنجد بلشنا نقلق، لازم نلاقي مطرح نقعد فيه
جلسن على صخرةٍ كبيرة، والعرق يتصبب من جباههنّ، تعب، خوف، وعطش...
وكل شيء بدا وكأنه مغلق بوجههنّ، رفعن أيديهنّ إلى السماء، وبدأت همسات التوسل تتعالى:
"يا صاحب الزمان، ساعدنا، دبرنا بطريق نرجع فيه، يا رب احمينا..."
____
وفي مقلبٍ آخر من البلدة، كان الشباب مجتمعين في بيت بلال؛
المباراة بدأت، وأجواء الحماس تعلو، الضحك يملأ المكان، والتعليقات لا تتوقف
بلال : يلاااااااااا! عمول معروف، شو هالدفش؟ فوت عالمرمى!
محمد: ولو بلال، ركّز ع اللعب مش ع السب!😂
عباس :قولوا الحمد لله إنو نحن عم نلعب، مش متل فريقكن يلّي بيكسر راسه كل ماتش!
خلال الفاصل الإعلاني، نهض بلال وقال: يلاااااا، قومو شتغلو شي، حدا يعمل أركيلة وحدا يولّع الفحم!
علي بدأ يولّع الفحم، ومحمد بلّش يحضر راس الأركيلة، عباس راح عالبراد وجاب مشروبات باردة، وحسين وخليل ظلوا قاعدين، يتابعوا التفاصيل
فجأة، حمل علي تلفون، نظر إلى الساعة، تمتم:
"ستّة العصر..."
محمد: خير إن شاء الله؟
علي: ولا شي، بدي شوف إذا أختي رجعت، كانت طالعة هيي والصبايا
خليل دغري قام راح عالشرفة، مسك تليفونه واتصل بملك، بس الخط ما كان يعلق، رجع جرب، وكمان ما مشي الحال
خليل: علي، جرب إنت، أنا عم دق لملك وما عم يمشي الخط، ما في إرسال!
علي: جربت، نفس الشي، ما في شي عم يمشي! 😟
خليل: يا رب دخيلك، الله يستر.
محمد: روقوا يا شباب، امرار بيختفي الإرسال وبيرجع، ما تكبروا الموضوع
عباس: شو بتحبو، دغري تفاولوا!
خليل: ما فاولت، بس عم قول...
بلال: خلّص، بس يصير عندن إرسال، أكيد ح يتصلوا، بلا هلع
علي: خليل، وقفتنا هيك وتطليعتنا ببعض مش ح تفيد!
بلال وهو يصرخ من المطبخ: علي، استغفر الله، انتبه عالفحم ح يدوبوا!😶
حسين: لا حول ولا قوة إلا بالله، بالك بالفحم!🤦🏻😂
بلال: بشو بدي فكّر؟ صرلنا شي؟ تعوا خلينا نكمل الماتش، لو صار شي معن كنا سمعنا🙂
لكن عيون علي وخليل كانت شاردة
قلقهم ما كان سهل، وقلوبهم معلقة بصبايا لا يُدرى أين هنّ.
جلسوا بصمت، لكن عقولهم لم تكن حاضرة مع شباب، بل كانت تائهةً معهنّ، بين تلك الأشجار المجهولة
____
في الغابة، حيث بدأت الظلمة تُخيّم، والصدى يتلاعب بالأصوات بين الأشجار...
🌲
حوراء: شو بدنا نضل هون ل بليل؟🥺
إسراء: لااا كيف هيك؟ إذا هلّق بعدنا قادرين نشوف قدامنا شوي، بعد شوي ما رح نعرف وين نحط إجرينا!
ملك : صلّوا عالنبي…
إن شاء الله ما بيصير شي، هلق منروق ومنشوف شو منعمل.
نور الزهراء: سمعتو هالصوت؟!
آلاء: نور! ما تبلّشي بوسوَاسِك! 😣
لكن الصوت تكرّر… كأنّ أحدهم يدوس على أوراق الأشجار اليابسة، قريبًا… قريبًا جدًا.
👣👣
كلّ واحدة نظرت إلى الثانية، وبلحظة صمتٍ قصيرة، انتقلت النظرات إلى أقدامهن…
ثمّ إلى الطريق المظلم خلفهم
وانطلقت الأرجل، وراحت كل وحدة تهرب ، تصرخ وتضحك وتبكي بنفس اللحظة، والغابة تصير كأنها ساحة مطاردة💔
____
بعد لحظات من سكون المساء، وقف خليل فجأة وقال:
خليل: أنا رايح نبش عليهن.
علي: وأنا معك، هني تأخّروا، والجو ما بطمن
وقف محمد، وتبعهم حسين بلا كلام، وبلال وعباس..
ثم التفت بلال وقال: انتو بتعرفو وين راحوا؟
خليل: إي…
تقريبا، بعرف المنطقة يلي قالوا رح يروحوا عليها، بس مش دقيق
بلال: لا كملت! كمان نضيع نحن وعم ندور عليهن؟!
حسين :خلصنا يا بلال! روح عالبيت إذا ما بدك، نحن منفتّش.
بلال :لا بديش! إجري ع إجركن!
عباس: سِدّوا! ما بدي أسمع حسّك طول طريق!
بلال:😒
محمد : يلا امشوا، منشوف شو بيصير معنا…
ما منتركهم لو شو ما صار
🌒
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ¹⁹ـم✨|
بعد أيامٍ، خططت الصبايا لنزهة صغيرة باتجاه قلعة قديمة في إحدى التلال المجاورة، الجو كان لطيفًا، والضحك يملأ الطريق..
ملك، نرجس، نور الزهراء، حوراء، آلاء، وإسراء، كلهنَّ انطلقن بحماسٍ، وكنّ يظننّ أنهنّ سيقضين وقتًا جميلاً بين الطبيعة والأحاديث الدافئة
لكن الأمور لم تسر كما خُطّط لها
بينما كنّ يتجولن في محيط القلعة، لفت نظرهن ممر صغير بين الصخور، مدفوعة بالفضول، دخلنهُ واحدات تلو الأخرى، وما إن قطعن مسافة بسيطة، حتى وجدن أنفسهنّ في غابة كثيفة الأشجار، لا تشبه الطريق الذي دخلن منه شيئًا
ساد الصمت، وبدأ الخوف يتسلّل شيئًا فشيئًا إلى قلوبهنّ💔
نرجس: عنجد ما عم بفهم كيف وصلنا لهون، ما كنا ماشيين هيك، صح؟
نور الزهراء: يلا بسيطة، متل الأفلام، مغامرة صغيرة ومنرجع😅
حوراء: إيه بس المشكلة إنو مش عم نعرف نرجع، وهون كل الطريق متشابه!🙂
آلاء حملت هاتفها ورفعت إيدها: ما في إرسال! شو هالمكان!😬
إسراء بسرعة حاولت تتصل بعلي: يا الله، كمان ما عم يعلق الخط، خلصوا المي من الشنطة، نحنا وين أصلاً؟!🥺
ملك: عنجد بلشنا نقلق، لازم نلاقي مطرح نقعد فيه
جلسن على صخرةٍ كبيرة، والعرق يتصبب من جباههنّ، تعب، خوف، وعطش...
وكل شيء بدا وكأنه مغلق بوجههنّ، رفعن أيديهنّ إلى السماء، وبدأت همسات التوسل تتعالى:
"يا صاحب الزمان، ساعدنا، دبرنا بطريق نرجع فيه، يا رب احمينا..."
____
وفي مقلبٍ آخر من البلدة، كان الشباب مجتمعين في بيت بلال؛
المباراة بدأت، وأجواء الحماس تعلو، الضحك يملأ المكان، والتعليقات لا تتوقف
بلال : يلاااااااااا! عمول معروف، شو هالدفش؟ فوت عالمرمى!
محمد: ولو بلال، ركّز ع اللعب مش ع السب!😂
عباس :قولوا الحمد لله إنو نحن عم نلعب، مش متل فريقكن يلّي بيكسر راسه كل ماتش!
خلال الفاصل الإعلاني، نهض بلال وقال: يلاااااا، قومو شتغلو شي، حدا يعمل أركيلة وحدا يولّع الفحم!
علي بدأ يولّع الفحم، ومحمد بلّش يحضر راس الأركيلة، عباس راح عالبراد وجاب مشروبات باردة، وحسين وخليل ظلوا قاعدين، يتابعوا التفاصيل
فجأة، حمل علي تلفون، نظر إلى الساعة، تمتم:
"ستّة العصر..."
محمد: خير إن شاء الله؟
علي: ولا شي، بدي شوف إذا أختي رجعت، كانت طالعة هيي والصبايا
خليل دغري قام راح عالشرفة، مسك تليفونه واتصل بملك، بس الخط ما كان يعلق، رجع جرب، وكمان ما مشي الحال
خليل: علي، جرب إنت، أنا عم دق لملك وما عم يمشي الخط، ما في إرسال!
علي: جربت، نفس الشي، ما في شي عم يمشي! 😟
خليل: يا رب دخيلك، الله يستر.
محمد: روقوا يا شباب، امرار بيختفي الإرسال وبيرجع، ما تكبروا الموضوع
عباس: شو بتحبو، دغري تفاولوا!
خليل: ما فاولت، بس عم قول...
بلال: خلّص، بس يصير عندن إرسال، أكيد ح يتصلوا، بلا هلع
علي: خليل، وقفتنا هيك وتطليعتنا ببعض مش ح تفيد!
بلال وهو يصرخ من المطبخ: علي، استغفر الله، انتبه عالفحم ح يدوبوا!😶
حسين: لا حول ولا قوة إلا بالله، بالك بالفحم!🤦🏻😂
بلال: بشو بدي فكّر؟ صرلنا شي؟ تعوا خلينا نكمل الماتش، لو صار شي معن كنا سمعنا🙂
لكن عيون علي وخليل كانت شاردة
قلقهم ما كان سهل، وقلوبهم معلقة بصبايا لا يُدرى أين هنّ.
جلسوا بصمت، لكن عقولهم لم تكن حاضرة مع شباب، بل كانت تائهةً معهنّ، بين تلك الأشجار المجهولة
____
في الغابة، حيث بدأت الظلمة تُخيّم، والصدى يتلاعب بالأصوات بين الأشجار...
🌲
حوراء: شو بدنا نضل هون ل بليل؟🥺
إسراء: لااا كيف هيك؟ إذا هلّق بعدنا قادرين نشوف قدامنا شوي، بعد شوي ما رح نعرف وين نحط إجرينا!
ملك : صلّوا عالنبي…
إن شاء الله ما بيصير شي، هلق منروق ومنشوف شو منعمل.
نور الزهراء: سمعتو هالصوت؟!
آلاء: نور! ما تبلّشي بوسوَاسِك! 😣
لكن الصوت تكرّر… كأنّ أحدهم يدوس على أوراق الأشجار اليابسة، قريبًا… قريبًا جدًا.
👣👣
كلّ واحدة نظرت إلى الثانية، وبلحظة صمتٍ قصيرة، انتقلت النظرات إلى أقدامهن…
ثمّ إلى الطريق المظلم خلفهم
وانطلقت الأرجل، وراحت كل وحدة تهرب ، تصرخ وتضحك وتبكي بنفس اللحظة، والغابة تصير كأنها ساحة مطاردة💔
____
بعد لحظات من سكون المساء، وقف خليل فجأة وقال:
خليل: أنا رايح نبش عليهن.
علي: وأنا معك، هني تأخّروا، والجو ما بطمن
وقف محمد، وتبعهم حسين بلا كلام، وبلال وعباس..
ثم التفت بلال وقال: انتو بتعرفو وين راحوا؟
خليل: إي…
تقريبا، بعرف المنطقة يلي قالوا رح يروحوا عليها، بس مش دقيق
بلال: لا كملت! كمان نضيع نحن وعم ندور عليهن؟!
حسين :خلصنا يا بلال! روح عالبيت إذا ما بدك، نحن منفتّش.
بلال :لا بديش! إجري ع إجركن!
عباس: سِدّوا! ما بدي أسمع حسّك طول طريق!
بلال:😒
محمد : يلا امشوا، منشوف شو بيصير معنا…
ما منتركهم لو شو ما صار
🌒
❤1
  وهكذا…
خرجوا واحدًا تلو الآخر نحو الطريق المحاذي للغابة، وعيونهم تحاول اختراق الظلمة، وقلوبهم تدقّ على إيقاع القلق والخوف،والنية ويتوسلون بالله..
في عمق الغابة، بعد ما ركضت الصبايا، والليل عم ينزل متل غطاء ثقيل فوق رؤوسهنّ
🍂🌌🌲
وقفوا يتلفتوا حوالين بعض، يتنفسوا بسرعة، والقلوب عم تدقّ بقوة.
حوراء :يا الله قلبي طلع من محلو...
منين طلع هالصوت؟!😥
إسراء: أنا عنجد ما بقا قادرة، ضيّعنا، ضيّعنا كتير😭
نور الزهراء: الشجر عم تهتز لحالها...
حدا سمع شي تاني؟!
اسراء: من الهوا
ملك: أنا سامعة شي،
متل حدا عم يتنفّس من قريب
كلّهنّ تجمّدن
صوت تنفّس ثقيل.
ثم خربشة، ثم دعسة
آلاء: في شي ورا الشجرة!!!
وكلنّ ركضن من جديد، هالمرة ما في صراخ، بس تنفّس متقطّع وبكاء مخنوق، ركضوا إلى أن وصلوا لمنطقة فيها صخور مرتفعة، وفتحة صغيرة بين الشجر تؤدّي لممر ضيّق
دخلوا فيه، والظلمة زادت…
صوت الطيور الليلية... حفيف ورق… غصن تكسر وراهم
جلسوا على الأرض، حاطين ضهرهم عالحجر، وعيونهم عم تدمع من التعب والخوف
إسراء: قولوا يا رب... قولوا يا صاحب الزمان، إذا ما لقينا حدا، نحن رح نموت هون!
نور الزهراء: يا رب نجّينا، بس هيك، نجّينا
بس بعد لحظة...
صوت شيء عم يتحرك بين الأشجار.
شيء مو طبيعي… ثقيل… قريب…
بالمقابل، كان الشباب قد بدأوا يقتربون من طرف الغابة، كان الجو رطب، والعتمة تزداد.
🍃🕷️
علي: من هون، أنا متأكّد إنو الطريق بيودّي للمنطقة يلي حكيت عنها اسراء
خليل: بس في كذا درب هون، لازم نضل سوا.
محمد: انتبهوا، الصوت بينعكس هون، ما ح نعرف من وين بالضبط عم يجي.
بلال (وقف بمكانه، لا يتحرّك): أنا، مش مرتاح لهالمكان
عباس: لك إنت من ايمتين كنت مرتاح ب شي
حسين: بلا مزح، حدا يحكي شي جدي، إذا عن جد ضاعوا البنات هون، يعني نحن كمان بخطر.
بلال :سمعتو؟! سمعتو متل صرخة؟!
علي: سكّتوا! حدا سمع شي؟
حسين: لك شو بدك ب بلال عم يتخيل
محمد: ما سمعنا شي
همس.
صوت صرخة بعيدة.
خليل: صوت بنت!
بلال، أنا... أنا بمشي وراكن، إذا صار شي برجع على الضيعة بجيب عالم!
عباس: قوم! قوم بلا تهابل! هلق البنات بيكونوا مش أكتر من عشرين متر قدّامنا!
حسين: من وين بتسمعو انتو، لا سمعت صرخة ولاشي
بلال: من راسنا، يعني من وين الواحد بيسمع
خليل: بلّشوا مشي، وخلّونا نكبر قلوبنا، ما بعرف ليه، بس حاسس إنو الليلة ما رح تكون عاديّة.
عباس: واحد بيتخايل اصوات، وتاني ببشرنا بس توقعاتو
بلال: استغفر الله منا ليلة
ومع كل خطوة كانوا ياخدوها…
كانت الغابة تصير أعمق، والهوا أبطأ، والنبض أسرع…
هل يلتقون؟
هل ما يسمعونه حقيقي؟
أم أن في الغابة سرّاً آخر…؟
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
خرجوا واحدًا تلو الآخر نحو الطريق المحاذي للغابة، وعيونهم تحاول اختراق الظلمة، وقلوبهم تدقّ على إيقاع القلق والخوف،والنية ويتوسلون بالله..
في عمق الغابة، بعد ما ركضت الصبايا، والليل عم ينزل متل غطاء ثقيل فوق رؤوسهنّ
🍂🌌🌲
وقفوا يتلفتوا حوالين بعض، يتنفسوا بسرعة، والقلوب عم تدقّ بقوة.
حوراء :يا الله قلبي طلع من محلو...
منين طلع هالصوت؟!😥
إسراء: أنا عنجد ما بقا قادرة، ضيّعنا، ضيّعنا كتير😭
نور الزهراء: الشجر عم تهتز لحالها...
حدا سمع شي تاني؟!
اسراء: من الهوا
ملك: أنا سامعة شي،
متل حدا عم يتنفّس من قريب
كلّهنّ تجمّدن
صوت تنفّس ثقيل.
ثم خربشة، ثم دعسة
آلاء: في شي ورا الشجرة!!!
وكلنّ ركضن من جديد، هالمرة ما في صراخ، بس تنفّس متقطّع وبكاء مخنوق، ركضوا إلى أن وصلوا لمنطقة فيها صخور مرتفعة، وفتحة صغيرة بين الشجر تؤدّي لممر ضيّق
دخلوا فيه، والظلمة زادت…
صوت الطيور الليلية... حفيف ورق… غصن تكسر وراهم
جلسوا على الأرض، حاطين ضهرهم عالحجر، وعيونهم عم تدمع من التعب والخوف
إسراء: قولوا يا رب... قولوا يا صاحب الزمان، إذا ما لقينا حدا، نحن رح نموت هون!
نور الزهراء: يا رب نجّينا، بس هيك، نجّينا
بس بعد لحظة...
صوت شيء عم يتحرك بين الأشجار.
شيء مو طبيعي… ثقيل… قريب…
بالمقابل، كان الشباب قد بدأوا يقتربون من طرف الغابة، كان الجو رطب، والعتمة تزداد.
🍃🕷️
علي: من هون، أنا متأكّد إنو الطريق بيودّي للمنطقة يلي حكيت عنها اسراء
خليل: بس في كذا درب هون، لازم نضل سوا.
محمد: انتبهوا، الصوت بينعكس هون، ما ح نعرف من وين بالضبط عم يجي.
بلال (وقف بمكانه، لا يتحرّك): أنا، مش مرتاح لهالمكان
عباس: لك إنت من ايمتين كنت مرتاح ب شي
حسين: بلا مزح، حدا يحكي شي جدي، إذا عن جد ضاعوا البنات هون، يعني نحن كمان بخطر.
بلال :سمعتو؟! سمعتو متل صرخة؟!
علي: سكّتوا! حدا سمع شي؟
حسين: لك شو بدك ب بلال عم يتخيل
محمد: ما سمعنا شي
همس.
صوت صرخة بعيدة.
خليل: صوت بنت!
بلال، أنا... أنا بمشي وراكن، إذا صار شي برجع على الضيعة بجيب عالم!
عباس: قوم! قوم بلا تهابل! هلق البنات بيكونوا مش أكتر من عشرين متر قدّامنا!
حسين: من وين بتسمعو انتو، لا سمعت صرخة ولاشي
بلال: من راسنا، يعني من وين الواحد بيسمع
خليل: بلّشوا مشي، وخلّونا نكبر قلوبنا، ما بعرف ليه، بس حاسس إنو الليلة ما رح تكون عاديّة.
عباس: واحد بيتخايل اصوات، وتاني ببشرنا بس توقعاتو
بلال: استغفر الله منا ليلة
ومع كل خطوة كانوا ياخدوها…
كانت الغابة تصير أعمق، والهوا أبطأ، والنبض أسرع…
هل يلتقون؟
هل ما يسمعونه حقيقي؟
أم أن في الغابة سرّاً آخر…؟
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
👏2
  سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ²⁰ـم✨|
لم يكن الظلام وحده ما يُرعب، بل ذلك السكون الذي يُقطَع بين الحين والآخر بأصوات لا تُفهم... همسات؟ خشخشة أوراق؟ دقّات قلبٍ مرتجف؟ لا أحد يعرف…
حوراء: شو؛
بدنا نضل هون لبكرا؟🥺
إسراء: لاا، أكيد حدا ح يجي يفتّش علينا أكيد!
ملك: صلّوا عالنبي، بس خلينا نضل سوا
نور الزهراء: سمعتوا هالصوت؟!
آلاء: نور، ما تبلّشي😖
في تلك اللحظة، انقطعت الأصوات، خيّم الصمت للحظة، ثم... وقعُ أقدامٍ خفيفة يُسمع من بين الشجر، كأنّ أحدًا ما يراقب، يقترب، أو ربما يطارد! صرخة خافتة أفلتت من إسراء، فتشبّثت ملك بذراع نور، فيما أمسكت حوراء بيد آلاء، وركضن جميعًا مع اتجاه الريح، لا يدرين إلى أين.
أقدامهنّ كانت تلهث فوق التراب الرطب، أصوات أنفاسهن تتعالى، والخوف صار يلهث خلفهنّ أسرع من أي شيء آخر...
ومن الجهة الأخرى، كان الشباب ما زالوا يشقّون طريقهم بصعوبة في الغابة
كلّهم كانوا يحملون نورًا صغيرًا في يدهم، وبعضهم مجرّد هواتف، تخترق بضيائها الخافت تلك العتمة المخيفة
الغابة كانت موحشة بشكل غريب تلك الليلة، كلّ غصن يتحرّك، وكلّ ورقة تسقط، كانت تبدو وكأنها رسالة تحذير من شيءٍ لا يُرى
وحده محمد، وهو يمشي، تذكّر فجأة الحلم الذي رآه، نفس هذه الغابة، نفس هذا الطريق، نفس الخوف...
هل هو ترابط؟ هل ما رآه مجرّد حلمٍ فعلاً؟ أم أنّ للقدر طريقة غريبة في التلميح؟
وفي لحظة شرود، لمح عباس نظرة بلال، الذي كان ينظر خلفه كلّ لحظة.
غمز لي حسين، ولم يفهم الأخير سوى بعد ثانية...
حسين: 🤔
ثم فجأة، صرخ حسين في وجه بلال بصوتٍ عالٍ!
صرخة مدوّية جعلت الجميع يقفز من مكانه.
بلال: شو أهبَل انت؟!
محمد: استغفر الله ربي🤦🏻
خليل: شباب، بلا مزح بهالوقت!
بلال: هوّي لي بلّش يا خليل! تحكيش بجمع! أصلًا أني شو كان بدّي بهالمجوة! 😡
أما الفتيات، فكنّ يلهثن في الجهة الأخرى من الغابة، وعندما توقّفت إسراء لتلتقط أنفاسها، زاغ بصرها للحظة إلى العتمة، واستحضر خيال محمد في ذهنها، لم تعرف لماذا، فقط خطر لها فجأة، فابتسمت رغم الخوف.
ثم نكزت نفسها: ما أهبلك يا إسراء، بعزّ الخوف بمين عم تفكّري؟! 🤦🏼♀️
وما هي إلّا دقائق، حتى تقاطعت طرق الغابة...
وصرخة عالية أطلقتها نور الزهراء، سرعان ما ردّ عليها صوتٌ معروف:
_ "ملك؟! إسراء؟!"
وهنا... كانت لحظة اللقاء المفاجئ، وسط الظلام، والقلوب لا تزال في حالة رجفان...
____
لحظة اللقاء كانت فجائية ومحمّلة بالرعب والارتياح معًا، وسط الظلام والقلوب التي لا تزال ترتجف، الشباب بدأوا بالركض نحو الصوت، أما الصبايا فتجمّدن في مكانهن من الذهول
نرجس: كأنّو في حدا معنا؟
إسراء: متل صوت علي!
وها هو اللقاء قد تمّ، أخيرًا، بعد لحظاتٍ من التيه والخوف، اجتمع الجميع وسط الغابة، والأنفاس المتقطعة لا تزال تلهث من أثر ما حدث، سارع الفتيان بسؤالهنّ عمّا جرى، وبدأت الفتيات تروي كلٌّ منهنّ ما عاشته من لحظة الضياع وحتى سماع الصرخة، في حوارٍ ارتجف له قلب من سمعه، وذهل له الشباب، إذ لم يتخيّلوا حجم ما مرّت به الصبايا🥺
وبينما المشهد لا يزال مشحونًا، قال عباس: يلا، خلّونا نرجع
نرجس: خلص الماي، وكتير عطشانين
بلال رمقهم وقال: ونحنا ما معنا ماي
علي: واسوا الإمام الحسين بعطشكن، بس بس نرجع عالبيت بتشربوا قد ما بدكن
حوراء: يعني ما في مجال نشرب شي هلّق؟
بلال: لا، إلا إذا الله نبتلك ماي من تحت إجريكي، بس ما بتزبط معك، إنتِ مش هاجر 😂
حوراء:مهضوم!🥴
بلال ابتسم وقال: بعجبك!
ثم فجأة، أدرك ما قاله، فضرب كفّه على فمه بخجل واضح..
خليل تدخّل ليعيد التركيز إلى المسير: ما علينا، هلّق خلّينا نمشي، وإذا لقينا ماي عالطريق منشرب
ملك أومأت بهدوء:ماشي!
اقترب خليل منها بخطوات ثابتة، سألها بصوت منخفض:
_ إنتِ منيحة؟
ملك، بصوتٍ خافت: إي، بس... خفنا كتير🥺
خليل، وعيناه لا تفارقان نظرتها: ما تخافي، أنا حدّك، وراح ضلّني حدّك طول عمري، بس تحتاجيني، حتلاقيني دغري🥹
رمقته ملك بنظرة طويلة، صامتة، ثم حرّكت رأسها بخفة وأكملا المسير
____
وبينما الجميع يخطو فوق تراب الغابة المبلل بندى الليل، لمحت الأعين بيتًا مهدّمًا، أطلالٌ مائلة كأنّها تتكلّم بلسان الحرب
بلال وقف للحظة وقال: شو ها البيت؟ ليش هيك؟
عباس: شكلو من أيّام الحرب
آلاء: بس كتير مرعب!
أما إسراء، فوقفت تنظر إلى محمد، الذي كان قد تجمّد في مكانه، شارد الذهن، ينظر إلى البيت المهدّم، وكأنّ الزمن توقّف عند تلك العتبة.
تذكرت حينها حلمه، الذي رواه لها ذات يوم
علي: يلا امشوا، ما توقفوا هون
وما إن تحرّكوا، حتى توقّف محمد فجأة عن المشي
توقّف الجميع تلقائيًا، مستغربين
خليل: محمد، في شي؟
علي نظر إليه: محمد، وين عم تطلّع؟
محمد، وقد بدا متوتّرًا: في بنت...
هونيك!
وأشار إلى جهة
التفت الجميع إلى الاتجاه الذي أشار إليه، لكنهم لم يروا شيئًا.
  زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ²⁰ـم✨|
لم يكن الظلام وحده ما يُرعب، بل ذلك السكون الذي يُقطَع بين الحين والآخر بأصوات لا تُفهم... همسات؟ خشخشة أوراق؟ دقّات قلبٍ مرتجف؟ لا أحد يعرف…
حوراء: شو؛
بدنا نضل هون لبكرا؟🥺
إسراء: لاا، أكيد حدا ح يجي يفتّش علينا أكيد!
ملك: صلّوا عالنبي، بس خلينا نضل سوا
نور الزهراء: سمعتوا هالصوت؟!
آلاء: نور، ما تبلّشي😖
في تلك اللحظة، انقطعت الأصوات، خيّم الصمت للحظة، ثم... وقعُ أقدامٍ خفيفة يُسمع من بين الشجر، كأنّ أحدًا ما يراقب، يقترب، أو ربما يطارد! صرخة خافتة أفلتت من إسراء، فتشبّثت ملك بذراع نور، فيما أمسكت حوراء بيد آلاء، وركضن جميعًا مع اتجاه الريح، لا يدرين إلى أين.
أقدامهنّ كانت تلهث فوق التراب الرطب، أصوات أنفاسهن تتعالى، والخوف صار يلهث خلفهنّ أسرع من أي شيء آخر...
ومن الجهة الأخرى، كان الشباب ما زالوا يشقّون طريقهم بصعوبة في الغابة
كلّهم كانوا يحملون نورًا صغيرًا في يدهم، وبعضهم مجرّد هواتف، تخترق بضيائها الخافت تلك العتمة المخيفة
الغابة كانت موحشة بشكل غريب تلك الليلة، كلّ غصن يتحرّك، وكلّ ورقة تسقط، كانت تبدو وكأنها رسالة تحذير من شيءٍ لا يُرى
وحده محمد، وهو يمشي، تذكّر فجأة الحلم الذي رآه، نفس هذه الغابة، نفس هذا الطريق، نفس الخوف...
هل هو ترابط؟ هل ما رآه مجرّد حلمٍ فعلاً؟ أم أنّ للقدر طريقة غريبة في التلميح؟
وفي لحظة شرود، لمح عباس نظرة بلال، الذي كان ينظر خلفه كلّ لحظة.
غمز لي حسين، ولم يفهم الأخير سوى بعد ثانية...
حسين: 🤔
ثم فجأة، صرخ حسين في وجه بلال بصوتٍ عالٍ!
صرخة مدوّية جعلت الجميع يقفز من مكانه.
بلال: شو أهبَل انت؟!
محمد: استغفر الله ربي🤦🏻
خليل: شباب، بلا مزح بهالوقت!
بلال: هوّي لي بلّش يا خليل! تحكيش بجمع! أصلًا أني شو كان بدّي بهالمجوة! 😡
أما الفتيات، فكنّ يلهثن في الجهة الأخرى من الغابة، وعندما توقّفت إسراء لتلتقط أنفاسها، زاغ بصرها للحظة إلى العتمة، واستحضر خيال محمد في ذهنها، لم تعرف لماذا، فقط خطر لها فجأة، فابتسمت رغم الخوف.
ثم نكزت نفسها: ما أهبلك يا إسراء، بعزّ الخوف بمين عم تفكّري؟! 🤦🏼♀️
وما هي إلّا دقائق، حتى تقاطعت طرق الغابة...
وصرخة عالية أطلقتها نور الزهراء، سرعان ما ردّ عليها صوتٌ معروف:
_ "ملك؟! إسراء؟!"
وهنا... كانت لحظة اللقاء المفاجئ، وسط الظلام، والقلوب لا تزال في حالة رجفان...
____
لحظة اللقاء كانت فجائية ومحمّلة بالرعب والارتياح معًا، وسط الظلام والقلوب التي لا تزال ترتجف، الشباب بدأوا بالركض نحو الصوت، أما الصبايا فتجمّدن في مكانهن من الذهول
نرجس: كأنّو في حدا معنا؟
إسراء: متل صوت علي!
وها هو اللقاء قد تمّ، أخيرًا، بعد لحظاتٍ من التيه والخوف، اجتمع الجميع وسط الغابة، والأنفاس المتقطعة لا تزال تلهث من أثر ما حدث، سارع الفتيان بسؤالهنّ عمّا جرى، وبدأت الفتيات تروي كلٌّ منهنّ ما عاشته من لحظة الضياع وحتى سماع الصرخة، في حوارٍ ارتجف له قلب من سمعه، وذهل له الشباب، إذ لم يتخيّلوا حجم ما مرّت به الصبايا🥺
وبينما المشهد لا يزال مشحونًا، قال عباس: يلا، خلّونا نرجع
نرجس: خلص الماي، وكتير عطشانين
بلال رمقهم وقال: ونحنا ما معنا ماي
علي: واسوا الإمام الحسين بعطشكن، بس بس نرجع عالبيت بتشربوا قد ما بدكن
حوراء: يعني ما في مجال نشرب شي هلّق؟
بلال: لا، إلا إذا الله نبتلك ماي من تحت إجريكي، بس ما بتزبط معك، إنتِ مش هاجر 😂
حوراء:مهضوم!🥴
بلال ابتسم وقال: بعجبك!
ثم فجأة، أدرك ما قاله، فضرب كفّه على فمه بخجل واضح..
خليل تدخّل ليعيد التركيز إلى المسير: ما علينا، هلّق خلّينا نمشي، وإذا لقينا ماي عالطريق منشرب
ملك أومأت بهدوء:ماشي!
اقترب خليل منها بخطوات ثابتة، سألها بصوت منخفض:
_ إنتِ منيحة؟
ملك، بصوتٍ خافت: إي، بس... خفنا كتير🥺
خليل، وعيناه لا تفارقان نظرتها: ما تخافي، أنا حدّك، وراح ضلّني حدّك طول عمري، بس تحتاجيني، حتلاقيني دغري🥹
رمقته ملك بنظرة طويلة، صامتة، ثم حرّكت رأسها بخفة وأكملا المسير
____
وبينما الجميع يخطو فوق تراب الغابة المبلل بندى الليل، لمحت الأعين بيتًا مهدّمًا، أطلالٌ مائلة كأنّها تتكلّم بلسان الحرب
بلال وقف للحظة وقال: شو ها البيت؟ ليش هيك؟
عباس: شكلو من أيّام الحرب
آلاء: بس كتير مرعب!
أما إسراء، فوقفت تنظر إلى محمد، الذي كان قد تجمّد في مكانه، شارد الذهن، ينظر إلى البيت المهدّم، وكأنّ الزمن توقّف عند تلك العتبة.
تذكرت حينها حلمه، الذي رواه لها ذات يوم
علي: يلا امشوا، ما توقفوا هون
وما إن تحرّكوا، حتى توقّف محمد فجأة عن المشي
توقّف الجميع تلقائيًا، مستغربين
خليل: محمد، في شي؟
علي نظر إليه: محمد، وين عم تطلّع؟
محمد، وقد بدا متوتّرًا: في بنت...
هونيك!
وأشار إلى جهة
التفت الجميع إلى الاتجاه الذي أشار إليه، لكنهم لم يروا شيئًا.
بلال، وهو يربّت على كتف محمد مازحًا:
هيدا من الخوف يا صاحبي، صرت عم تتخيّل، ما في شي
محمد: لا، هييّ، عم تطلّع فينا!
علي نظر من جديد إلى محمد، ثم إلى المكان، بعينين مليئتين بالشكّ.
ملك: ما في شي...
نحن ما عم نشوف شي
إسراء: صح، بتكون عم تتخيّل
نور الزهراء: هيدا رعب، والخوف اللي عشناه خلى عقولنا تتخيّل قصص مش موجودة
لكن محمد، وقد بدأ العرق يتصبّب من جبينه، تمتم: هييّ... عم تمشي ناحيتي
بلال: محمد، حبيبي، ما تخوّفناش، إذا عم تعمل مقلب، دافناك هون!
حينها، فرك محمد عينيه بيديه، ثم أعاد النظر إلى المكان، لم يرَ شيئًا.
تنفّس بعمق وقال: خلص، خلّونا نفل
لكن، رغم قوله، بقي كلّ من خليل وعلي غير مرتاحين، وكأنّ ظلالًا أخرى بدأت تسكن هذه الغابة
____
تابعوا السير بصمت، خطواتهم بطيئة، كأنّ الأرض تثقل تحتهم، والهواء صار أثقل، والأنفاس متقطّعة...
ما حدا عم يحكي، بس الكل عم يسمع صوت قلبه.
نور الزهراء، وهي تلتفت بهدوء لإسراء: حاسّة إنو الغابة عم تتغيّر، متل كأنّها مش نفس الطريق اللي إجينا منّو
إسراء تمسكت بإيد ملك: أنا كمان، في شي مش طبيعي
خليل: بعد شوي منوصَل، خلّونا نضل ماشين، ما بقى في مجال نوقف
بلال، يحاول يخفف الجوّ: بس عنجد…
إذا هيدي مغامرة، فأنا بفضّل أرواح عالأفلام!
ضحكة خفيفة طلعت من حوراء، لكن كانت مبتورة، كأنّ الخوف خنقها
قطعوا مسافة قصيرة، وإذا بنور خفيف عم يلمع بين الشجر، كأنّو في ضوّ
خليل: شايفين؟ في ضوّ قدّام، يمكن طلعنا من الغابة
ملك، بخوف:او يمكن، مش ضوّ طبيعي
بلال: لو شو ما كان، خلّينا نروّح
ركضوا شوي، وأخيرًا، خرجوا من بين الأشجار، ولقوا حالهم ع أطراف تلة صغيرة، وتحتها، قرية قديمة، بيوتها مهدّمة، وشوارعها ترابية
عباس تمتم: هيدي مش قريتنا!
محمد: أنا... بعرف هالمكان
الاء: كيف يعني؟
محمد نظر إليهم: هيدا... هيدا المكان شفتو بحلمي
سكت الكل. توتر، رهبة، نظرات بين بعض
حسين: محمد، بلا هالحكي...
نحنا بدنا نرجع عالبيت، مش نكفّي كوابيس!
بس فجأة، وهنّي عم ينزلوا التلّ، سمعوا صوت صرخة، أنثوية، بعيدة، مخنوقة.
ملك توقفت وصرخت: سمعتو؟!
نرجس تمسكت بيد اسراء: أنا سمعت...
في حدا عم يصرخ!
عباس: منرجع، هلق منرجع، بلا ما نكمّل
لكن محمد، وكأنّو شي عم يشدّه، صار يركض باتجاه الصوت، ما عم يسمع حدا
علي: محمد!! وقف! ما تطلع لحالك!!
ركضوا وراه، وكل ما يقترب، الصوت يخفّ...
ليوصل محمد على بوابة بيت مهدّم، شبه مفتوح، وإيده عم ترتجف وهو يمدّها ليزيح الباب.
وفتح الباب...
____
كان الداخل مظلم، بس ريحة قديمة، وغبار، وركن مكسور فيه صورة معلقة، ممزقة النص، بس ملامح الوج واضحة...
نور الزهراء: ليش هالمكان مألوف؟! حاسة، شايفتو قبل
ملك همست: كلنا حاسين هيك
وهنّي واقفين، بيسمّع خليل صوت خطوات ، ورا البيت
خليل: في حدا...
ورا!
وما إن التفتوا، حتى لمحوا ظلّ أنثوي، طويل، بعباءة سوداء، عم تمشي ورا البيت ببطء، من غير صوت.
صرخت آلاء:
كأنو هيدا نفس اللي قال عنها محمد انو شافها!
وبلحظة، صارت تركض الظلّة بين البيوت، فركض محمد وراها من غير تفكير، الكلّ ركض وراه، والغبرة كانت تعمي العيون، ونبضهم صار يدق أسرع من خطواتهم.
انتهى الطريق ببركة ميّ راكدة، محاطة بأحجار، وهناك… وقفت الفتاة.
استدار محمد بسرعة، لكن لمّ يلمح وجهها، كان عبارة عن ضباب، ملامح غير واضحة.
صرخ محمد: مين إنتِ؟!
وفجأة، لم يكد صدى صوته يخبو، حتى بدا ظلّ رجلٍ آخر يظهر من العتمة، مهيبًا، مطمئنًا، يسطع وجهه بنورٍ لا يشبه أي نور رأوه من قبل.
عباس همس بدهشة وهو يتراجع خطوة إلى الوراء: يلا كملت، كنا ببنت، صرنا بزلمي!
تبادل الشبّان نظراتٍ قلقة، وقد توزّعت أعينهم بين الفتاة والرجل، وبين البركة والضوء، كل شيء بدا فوق التصوّر
عندها، أعاد محمد سؤاله، هذه المرّة بنبرةٍ حازمة: مين إنتو؟!
اقترب الرجل منهم بهدوء، وقال بنبرة فيها وقار لا يُقاوَم: ليش، ضروري تعرفونا؟ لكن...
هناك في البركة، ماءٌ سمعنا أنكم عطشى...
وهذه البركة، ستُلبّيكم
بلال: مش حنشرب، لحتى نعرف انتو مين!
حوراء: إي، بلكي عم تخدعونا؟
نرجس: قولوا مين إنتو! لنعرف إذا منوثق فيكن ولا لأ!
خليل :كيف سمعتونا أصلًا؟ نحنا بالغابة!
ملك همست: لتكونوا، انتو كنتوا عم تخوّفونا؟
نور الزهراء نظرت للرجل بعينين متسائلتين: معقول؟
عندها، رفع الرجل يده بهدوء، وقال بصوتٍ عميق مطمئن:
انتظروا، سوف نُخبركم من نحن
ثم التفت إلى الفتاة، وتبادل معها نظرة عميقة، صامتة، هزّت فيها رأسها بخفّة، كلّ العيون الآن كانت معلّقة عليهما، ينتظرون جوابًا يكشف الغموض، والقلوب تكاد تتوقّف من فرط الترقّب.
عندها، قال الرجل:
"اني الإمام المهدي.."
وصلني خبرٌ من جدّي الحسين عليه السلام، أنكم عطشى...
فقال لي: اسقِهم وساعدهم
وكما تعلمون، أنا حيث أكون، أرى كل شيء، وأعلم ما يجري، وأساعد، ولكن بغير طريقة مباشرة
هيدا من الخوف يا صاحبي، صرت عم تتخيّل، ما في شي
محمد: لا، هييّ، عم تطلّع فينا!
علي نظر من جديد إلى محمد، ثم إلى المكان، بعينين مليئتين بالشكّ.
ملك: ما في شي...
نحن ما عم نشوف شي
إسراء: صح، بتكون عم تتخيّل
نور الزهراء: هيدا رعب، والخوف اللي عشناه خلى عقولنا تتخيّل قصص مش موجودة
لكن محمد، وقد بدأ العرق يتصبّب من جبينه، تمتم: هييّ... عم تمشي ناحيتي
بلال: محمد، حبيبي، ما تخوّفناش، إذا عم تعمل مقلب، دافناك هون!
حينها، فرك محمد عينيه بيديه، ثم أعاد النظر إلى المكان، لم يرَ شيئًا.
تنفّس بعمق وقال: خلص، خلّونا نفل
لكن، رغم قوله، بقي كلّ من خليل وعلي غير مرتاحين، وكأنّ ظلالًا أخرى بدأت تسكن هذه الغابة
____
تابعوا السير بصمت، خطواتهم بطيئة، كأنّ الأرض تثقل تحتهم، والهواء صار أثقل، والأنفاس متقطّعة...
ما حدا عم يحكي، بس الكل عم يسمع صوت قلبه.
نور الزهراء، وهي تلتفت بهدوء لإسراء: حاسّة إنو الغابة عم تتغيّر، متل كأنّها مش نفس الطريق اللي إجينا منّو
إسراء تمسكت بإيد ملك: أنا كمان، في شي مش طبيعي
خليل: بعد شوي منوصَل، خلّونا نضل ماشين، ما بقى في مجال نوقف
بلال، يحاول يخفف الجوّ: بس عنجد…
إذا هيدي مغامرة، فأنا بفضّل أرواح عالأفلام!
ضحكة خفيفة طلعت من حوراء، لكن كانت مبتورة، كأنّ الخوف خنقها
قطعوا مسافة قصيرة، وإذا بنور خفيف عم يلمع بين الشجر، كأنّو في ضوّ
خليل: شايفين؟ في ضوّ قدّام، يمكن طلعنا من الغابة
ملك، بخوف:او يمكن، مش ضوّ طبيعي
بلال: لو شو ما كان، خلّينا نروّح
ركضوا شوي، وأخيرًا، خرجوا من بين الأشجار، ولقوا حالهم ع أطراف تلة صغيرة، وتحتها، قرية قديمة، بيوتها مهدّمة، وشوارعها ترابية
عباس تمتم: هيدي مش قريتنا!
محمد: أنا... بعرف هالمكان
الاء: كيف يعني؟
محمد نظر إليهم: هيدا... هيدا المكان شفتو بحلمي
سكت الكل. توتر، رهبة، نظرات بين بعض
حسين: محمد، بلا هالحكي...
نحنا بدنا نرجع عالبيت، مش نكفّي كوابيس!
بس فجأة، وهنّي عم ينزلوا التلّ، سمعوا صوت صرخة، أنثوية، بعيدة، مخنوقة.
ملك توقفت وصرخت: سمعتو؟!
نرجس تمسكت بيد اسراء: أنا سمعت...
في حدا عم يصرخ!
عباس: منرجع، هلق منرجع، بلا ما نكمّل
لكن محمد، وكأنّو شي عم يشدّه، صار يركض باتجاه الصوت، ما عم يسمع حدا
علي: محمد!! وقف! ما تطلع لحالك!!
ركضوا وراه، وكل ما يقترب، الصوت يخفّ...
ليوصل محمد على بوابة بيت مهدّم، شبه مفتوح، وإيده عم ترتجف وهو يمدّها ليزيح الباب.
وفتح الباب...
____
كان الداخل مظلم، بس ريحة قديمة، وغبار، وركن مكسور فيه صورة معلقة، ممزقة النص، بس ملامح الوج واضحة...
نور الزهراء: ليش هالمكان مألوف؟! حاسة، شايفتو قبل
ملك همست: كلنا حاسين هيك
وهنّي واقفين، بيسمّع خليل صوت خطوات ، ورا البيت
خليل: في حدا...
ورا!
وما إن التفتوا، حتى لمحوا ظلّ أنثوي، طويل، بعباءة سوداء، عم تمشي ورا البيت ببطء، من غير صوت.
صرخت آلاء:
كأنو هيدا نفس اللي قال عنها محمد انو شافها!
وبلحظة، صارت تركض الظلّة بين البيوت، فركض محمد وراها من غير تفكير، الكلّ ركض وراه، والغبرة كانت تعمي العيون، ونبضهم صار يدق أسرع من خطواتهم.
انتهى الطريق ببركة ميّ راكدة، محاطة بأحجار، وهناك… وقفت الفتاة.
استدار محمد بسرعة، لكن لمّ يلمح وجهها، كان عبارة عن ضباب، ملامح غير واضحة.
صرخ محمد: مين إنتِ؟!
وفجأة، لم يكد صدى صوته يخبو، حتى بدا ظلّ رجلٍ آخر يظهر من العتمة، مهيبًا، مطمئنًا، يسطع وجهه بنورٍ لا يشبه أي نور رأوه من قبل.
عباس همس بدهشة وهو يتراجع خطوة إلى الوراء: يلا كملت، كنا ببنت، صرنا بزلمي!
تبادل الشبّان نظراتٍ قلقة، وقد توزّعت أعينهم بين الفتاة والرجل، وبين البركة والضوء، كل شيء بدا فوق التصوّر
عندها، أعاد محمد سؤاله، هذه المرّة بنبرةٍ حازمة: مين إنتو؟!
اقترب الرجل منهم بهدوء، وقال بنبرة فيها وقار لا يُقاوَم: ليش، ضروري تعرفونا؟ لكن...
هناك في البركة، ماءٌ سمعنا أنكم عطشى...
وهذه البركة، ستُلبّيكم
بلال: مش حنشرب، لحتى نعرف انتو مين!
حوراء: إي، بلكي عم تخدعونا؟
نرجس: قولوا مين إنتو! لنعرف إذا منوثق فيكن ولا لأ!
خليل :كيف سمعتونا أصلًا؟ نحنا بالغابة!
ملك همست: لتكونوا، انتو كنتوا عم تخوّفونا؟
نور الزهراء نظرت للرجل بعينين متسائلتين: معقول؟
عندها، رفع الرجل يده بهدوء، وقال بصوتٍ عميق مطمئن:
انتظروا، سوف نُخبركم من نحن
ثم التفت إلى الفتاة، وتبادل معها نظرة عميقة، صامتة، هزّت فيها رأسها بخفّة، كلّ العيون الآن كانت معلّقة عليهما، ينتظرون جوابًا يكشف الغموض، والقلوب تكاد تتوقّف من فرط الترقّب.
عندها، قال الرجل:
"اني الإمام المهدي.."
وصلني خبرٌ من جدّي الحسين عليه السلام، أنكم عطشى...
فقال لي: اسقِهم وساعدهم
وكما تعلمون، أنا حيث أكون، أرى كل شيء، وأعلم ما يجري، وأساعد، ولكن بغير طريقة مباشرة
❤1
  تجمّد الجميع في أماكنهم، الصدمة رسمت على وجوههم لوحاتٍ من الذهول والإيمان، وارتجفت أيديهم من شدّة ما سمعوه
تابع الرجل، وأشار إلى الفتاة الواقفة عند البركة:
وهذه المرأة... هي الزهراء عليها السلام، أليست هي التي تتوسّلون بها؟ فهل تظنّون أنّ من يتوسّل بها، لا تُجيبه؟
أغمض محمد عينيه، والدمعة سالت دون استئذان، خليل وضع يده على وجهه، وقد خانته قوّته
نور الزهراء : السيدة الزهراء، إجت لعنا نحن؟!
أما الباقون، فقد غرقوا بين الرجفة والدمع، بين الذهول واليقين، بين خجلهم من أنفسهم، وفرحهم بما نالوه من رحمة🥺💔
ثم أكمل الرجل: اشربوا الآن من الماء، لأنّه عندما نغادر، ستختفي هذه البركة، وسوف نرافقكم إلى طريق العام، وعندما تصلون إلى قريتكم نرحل
___
كانوا لا يزالون تحت تأثير الدهشة، لكنّهم، ببطء، اقتربوا من البركة، وبدأوا يشربون، كانت المياه باردة، منعشة، كأنّها تغسل أرواحهم لا أجسادهم فقط، كل واحد منهم، ويده على صدره، وقلبه يخفق بقوّة، لم يكونوا خائفين، لكنّهم غارقون بالتساؤل:
مين نحن، لحتى الإمام المهدي والسيدة الزهراء يساعدونا؟
الدموع لم تتوقّف، كانت فرحة، ووجعًا مقدّسًا
وحين انتهوا من الشرب، نظروا إلى حيث كان الرجل والمرأة، لكنهم لم يجدوا لهما أثرًا، بحثوا بأعينهم بين الأشجار، خلف الصخور، في كل زاوية، ثم التفتوا إلى البركة...
فلم تكن موجودة!
لكن في المكان نفسه، لاح ضوءٌ هادئ، جميل، يشعّ بنعومة على الطريق، كأنّه يرشدهم.
ساروا خلف الضوء...
كلّهم صامتون، لكن في داخلهم ضجّة من المشاعر، وقلوبهم تغنّي بدمعٍ لا يُرى.
وصلوا إلى قريتهم بسلام، لكن كل واحد منهم كان يفكر ب كل شيء حصل معهم..
وهكذا، لم تكن تلك الليلة مجرّد لحظة خوف وضياع، بل كانت موعدًا مع الرحمة، واللطف الإلهيّ الخفيّ...
ليلةٌ ساروا فيها بين ظلال الغابة، فوجدوا أنفسهم على عتبة الغيب، ورأوا بعين القلب من لا يُرى، وشربوا من ماءٍ لم يكن ماءً فقط، بل كرامة🤍
عادوا إلى قريتهم، لكن لم يعودوا كما خرجوا، في داخل كلٍّ منهم شيء تبدّل، شيء اشتعل، كأنّ أرواحهم تنفّست للمرة الأولى
ولن ينسوا أبدًا أن من يتوسّل بالسيدة الزهراء، لا يُردّ، ومن يُنادِي يا مهدي، يُجاب، ولو كان نداءه وسط الغابة، دون صوت...
فيا من ضاقت بك السُبل، وارتجف قلبك من التيه والخوف، لا تنسَ أن هناك من يراك، ومن يُدرك عطشك، حتى لو لم تتكلّم.
توسّل… وانتظر.
لأنّ الزهراء لا تردُّ من قصدها،
ولأنّ صاحب الزمان، لا ينسى أحدًا من محبّيه🕊️✨
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
سلام عليكم؛
جهّزوا أنفسكم للحلقة الأخيرة من روايتنا، والتي ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة
غدًا، لن يتم إرسال أي حلقة، فانتظرونا يوم السبت، حيث سنوافيكم بالخاتمة التي طال انتظارها
نتمنّى أن تكون روايتنا قد نالت إعجابكم، وأنها لامست قلوبكم كما لامست قلوبنا...
لقد عشنا تفاصيلها وكأننا نعيشها واقعًا، لا مجرد سردٍ على الورق.
بل إنّ كثيرًا من أحداثها تجسّدت في حياتنا فعلًا: من مشاهد التحرير، إلى وقع الحرب، إلى مواقفٍ طبعتها البطولة، والصداقة، والحب، والوفاء.
نعم، تأخّرنا في إنهائها، ونعتذر منكم على هذا التأخير...
لكننا واصلنا، وكملنا المسير، وها نحن نصل إلى النهاية التي تستحق الانتظار.
كانت رواية، لكنها أصبحت جزءًا منّا، ومن ذاكرتنا، شكرًا لكم لأنكم رافقتمونا في كلّ فصل، وشاركتمونا كلّ شعور🥹🥹
وأخيرًا...
دمتم في رعاية الله وحفظه🤍
إلى اللقاء في الحلقة الأخيرة
ـ سَـ
تابع الرجل، وأشار إلى الفتاة الواقفة عند البركة:
وهذه المرأة... هي الزهراء عليها السلام، أليست هي التي تتوسّلون بها؟ فهل تظنّون أنّ من يتوسّل بها، لا تُجيبه؟
أغمض محمد عينيه، والدمعة سالت دون استئذان، خليل وضع يده على وجهه، وقد خانته قوّته
نور الزهراء : السيدة الزهراء، إجت لعنا نحن؟!
أما الباقون، فقد غرقوا بين الرجفة والدمع، بين الذهول واليقين، بين خجلهم من أنفسهم، وفرحهم بما نالوه من رحمة🥺💔
ثم أكمل الرجل: اشربوا الآن من الماء، لأنّه عندما نغادر، ستختفي هذه البركة، وسوف نرافقكم إلى طريق العام، وعندما تصلون إلى قريتكم نرحل
___
كانوا لا يزالون تحت تأثير الدهشة، لكنّهم، ببطء، اقتربوا من البركة، وبدأوا يشربون، كانت المياه باردة، منعشة، كأنّها تغسل أرواحهم لا أجسادهم فقط، كل واحد منهم، ويده على صدره، وقلبه يخفق بقوّة، لم يكونوا خائفين، لكنّهم غارقون بالتساؤل:
مين نحن، لحتى الإمام المهدي والسيدة الزهراء يساعدونا؟
الدموع لم تتوقّف، كانت فرحة، ووجعًا مقدّسًا
وحين انتهوا من الشرب، نظروا إلى حيث كان الرجل والمرأة، لكنهم لم يجدوا لهما أثرًا، بحثوا بأعينهم بين الأشجار، خلف الصخور، في كل زاوية، ثم التفتوا إلى البركة...
فلم تكن موجودة!
لكن في المكان نفسه، لاح ضوءٌ هادئ، جميل، يشعّ بنعومة على الطريق، كأنّه يرشدهم.
ساروا خلف الضوء...
كلّهم صامتون، لكن في داخلهم ضجّة من المشاعر، وقلوبهم تغنّي بدمعٍ لا يُرى.
وصلوا إلى قريتهم بسلام، لكن كل واحد منهم كان يفكر ب كل شيء حصل معهم..
وهكذا، لم تكن تلك الليلة مجرّد لحظة خوف وضياع، بل كانت موعدًا مع الرحمة، واللطف الإلهيّ الخفيّ...
ليلةٌ ساروا فيها بين ظلال الغابة، فوجدوا أنفسهم على عتبة الغيب، ورأوا بعين القلب من لا يُرى، وشربوا من ماءٍ لم يكن ماءً فقط، بل كرامة🤍
عادوا إلى قريتهم، لكن لم يعودوا كما خرجوا، في داخل كلٍّ منهم شيء تبدّل، شيء اشتعل، كأنّ أرواحهم تنفّست للمرة الأولى
ولن ينسوا أبدًا أن من يتوسّل بالسيدة الزهراء، لا يُردّ، ومن يُنادِي يا مهدي، يُجاب، ولو كان نداءه وسط الغابة، دون صوت...
فيا من ضاقت بك السُبل، وارتجف قلبك من التيه والخوف، لا تنسَ أن هناك من يراك، ومن يُدرك عطشك، حتى لو لم تتكلّم.
توسّل… وانتظر.
لأنّ الزهراء لا تردُّ من قصدها،
ولأنّ صاحب الزمان، لا ينسى أحدًا من محبّيه🕊️✨
يتبع إن شاء الله إنتظِرونا....
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
سلام عليكم؛
جهّزوا أنفسكم للحلقة الأخيرة من روايتنا، والتي ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة
غدًا، لن يتم إرسال أي حلقة، فانتظرونا يوم السبت، حيث سنوافيكم بالخاتمة التي طال انتظارها
نتمنّى أن تكون روايتنا قد نالت إعجابكم، وأنها لامست قلوبكم كما لامست قلوبنا...
لقد عشنا تفاصيلها وكأننا نعيشها واقعًا، لا مجرد سردٍ على الورق.
بل إنّ كثيرًا من أحداثها تجسّدت في حياتنا فعلًا: من مشاهد التحرير، إلى وقع الحرب، إلى مواقفٍ طبعتها البطولة، والصداقة، والحب، والوفاء.
نعم، تأخّرنا في إنهائها، ونعتذر منكم على هذا التأخير...
لكننا واصلنا، وكملنا المسير، وها نحن نصل إلى النهاية التي تستحق الانتظار.
كانت رواية، لكنها أصبحت جزءًا منّا، ومن ذاكرتنا، شكرًا لكم لأنكم رافقتمونا في كلّ فصل، وشاركتمونا كلّ شعور🥹🥹
وأخيرًا...
دمتم في رعاية الله وحفظه🤍
إلى اللقاء في الحلقة الأخيرة
ـ سَـ
❤4
  سَــرْدٌ عَــلى وَقْــعِ الــبَنادِقْ|🕊️:
زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ²¹ـم✨|
مع أول خيوط الفجر، كانت القرية ما زالت تغطّ في سكونها المعتاد، الطريق الذي دخلوا منه إلى القرية كان هادئًا، وكأن شيئًا لم يحدث في الليلة الماضية…
لكن في قلوبهم، العاصفة ما زالت تهدر...
ملك كانت تمشي وهي تمسك مسبحتها الصغيرة، تمرّر حبّاتها بين أصابعها كأنها تخشى أن تفلت من بين يديها الذكر الذي عاشت به تلك اللحظة، خليل يسير بجانبها، يتظاهر بالهدوء، لكن عينيه تلمعان كلما تذكّر نظرة الإمام المهدي وهو يحدّثهم
بلال، بعفويته المعتادة، حاول أن يكسر الجوّ:
_ يعني عنجد يا جماعة…
مش قادر أستوعب! نحن كنا راح نموت عطش، وفجأة صرنا ضيوف الإمام والسيدة الزهراء!
ضحكت حوراء بخفة، لكنها مسحت دمعة صغيرة قبل أن يلاحظ أحد، إسراء كانت صامتة، لكن في داخلها سؤال واحد يدور: ليش نحن تحديدًا؟ شو الرسالة اللي لازم نفهمها؟
محمد كان أكثرهم شرودًا، مشهد الفتاة ذات الوجه الضبابي، والرجل ذو النور، كان يطارد مخيلته بلا توقف، وفي كل لحظة، كان يشعر أن ما حدث لم ينتهِ بعد، بل ربما كانت البداية
عندما وصلوا إلى بيوتهم، ودّع كل منهم الآخر، لكن لم يكن وداعًا عاديًا، كان في أعينهم اتفاق غير معلن: لا أحد سينسى هذه الليلة، ولا أحد سيتحدث عنها إلا مع من عاشها
الأيام التالية بدت طبيعية للآخرين، لكن قلوبهم كانت مشغولة..
نور الزهراء، أثناء سقيها للزهور في حديقة بيتها، توقفت فجأة عند بركة الماء الصغيرة…
تذكّرت البركة الراكدة في الغابة، وكيف اختفت، فابتسمت ابتسامة حزينة، وهمست:
_ لن أنسى…!
أما محمد، فقد بدأ يستيقظ قبل الفجر كل يوم، يذهب إلى أطراف القرية وينظر إلى الأفق، وكأنه ينتظر إشعارًا بموعد جديد…
____
مرت أسابيع قليلة على تلك الليلة في الغابة، والأيام أخذت تعود إلى مجراها الطبيعي…
لكن في قلب كلٍّ منهم، بقيت الذكرى حية، مثل شعلة لا تنطفئ، وفي وسط هذا الهدوء، كان خليل قد اتخذ قراره الكبير: سيطلب ملك من أهلها🥰
اختار يومًا مشمسًا، دافئًا، والنسيم يمرّ على الحقول برفق، جلس مع عائلته، وأخبرهم:
_ "خلص…
هيدا وقتها، أني رايح أطلب ملك رسمي"
فرحت الأم، وابتسم الأب بفخر، ثم اتصل ب أصدقائه واخبرهم، فرحوا أيضاً🤍
قبل أيام من عاشوراء، قرروا أن تكون الخطوبة في يوم الغدير، لما يحمله من بركة وفرح، كان الاتفاق أن تُقام الخطوبة في باحة البيت الكبير، تحت شمس ما بعد الظهيرة، وأمام الأصدقاء والعائلة..
اللحظة المنتظرة، جلس الجميع بانتظار العروس…
وفجأة، خرجت ملك من باب البيت، مشرقة، جميلة، ترتدي عباءة بيضاء تشع نورًا، والابتسامة تملأ وجهها..
همست نرجس لإسراء وهي تلمع عينيها بالدموع:
_ بتجنّن؛
سبحان الله شو طالع عليها النور🥹🥹
اسراء: اي يا مشاء الله 🥹
وقف "الشيخ عبد المنعم قبيسي"، بابتسامته الهادئة، وألقى كلمة عن معنى يوم الغدير، وعن المودة والرحمة في الزواج، ثم التفت إلى ملك قائلاً:
_ هل تقبلي أن أكون وكيلك لِـ ازوجك من هذا الشاب؟
ملك، بابتسامة خفيفة :
_ نعم ، انتَ وكيلي☺️
ثم نظر الشيخ إلى خليل:
_ هل تقبل أن أكون وكيلك؟
خليل، بابتسامة واثقة وصوت قوي:
_ نعم، إنت وكيلي🥰
ارتفعت الزغاريد، وتعالت التصفيقات، بينما ابتسمت ملك بخجل، وخليل ينظر إليها وكأنه يعاهدها أمام الجميع: رح ضل حدك طول العمر🥹🤍
جلس الأصدقاء معًا، والضحك يملأ المكان، بلال ما ترك فرصة للمزاح:
_ يعني يا جماعة…
إذا خليل هيك بيعمل خطبة، كيف رح يكون العرس؟ بدنا نعمله بملعب الضيعة🤣
حسين: يا بلال، هيدا إذا ما جرّهم عالغابة ويعمل عرسه هونيك!😅
كان الفرح يعم المكان، لكن في قلوبهم جميعًا، كان في إحساس غريب…
كأن شيئًا ما يقترب…
شيء سيعيدهم مجددًا إلى مسار لم يختاروه، لكنه ينتظرهم.
___
لكن…
وسط الضحكات، شعر محمد فجأة بقشعريرة غريبة تسري في جسده، توقف عن الكلام، ونظر نحو السماء.
في البعيد، بدا وكأن غيمة صغيرة مضيئة تتحرك ببطء… ثم سمع في داخله همسًا خافتًا، لم يفهمه تمامًا، لكنه كان مألوفًا
التفت علي إلى خليل وقال: حسّيت شي؟
خليل، وعيناه تحدّقان في البعيد:
_ ايه… متل صوت… متل نداء…
ساد صمت قصير، وكأن الجميع شعروا للحظة بشيء ما يمرّ فوقهم.
ابتسم بلال بخفة محاولًا كسر الجو:
_ لك شباب، ما تبلشوا ، رجعتوا قصص الغابة؟🤣
لكن قلب كل واحد منهم كان يخفق أسرع🥹
___
فجأة…
اهتزت الأرض اهتزازًا خفيفًا، لا يشبه الزلازل، بل كأن شيئًا عظيمًا يقترب، سكت الجميع، وتوجهت الأنظار إلى السماء، حيث كانت غيمة مضيئة تقترب بسرعة، والنور يتسع شيئًا فشيئًا حتى غمر المكان
صوت جهوري عميق، يسمعه كل واحد منهم في قلبه قبل أذنه، قال:
_ يا أهل الأرض… قد جاء وعد الله الحق
ارتجف محمد، ودموعه سالت بلا إرادة💔
علي أمسك يد خليل وقال بصوت مبحوح:
_ خليل… هيدا… هيدا يومه!🥹🥹🥹
  زمَـن الــنَــعِــيــمْ✌️💛
|✨الـقـسـ²¹ـم✨|
مع أول خيوط الفجر، كانت القرية ما زالت تغطّ في سكونها المعتاد، الطريق الذي دخلوا منه إلى القرية كان هادئًا، وكأن شيئًا لم يحدث في الليلة الماضية…
لكن في قلوبهم، العاصفة ما زالت تهدر...
ملك كانت تمشي وهي تمسك مسبحتها الصغيرة، تمرّر حبّاتها بين أصابعها كأنها تخشى أن تفلت من بين يديها الذكر الذي عاشت به تلك اللحظة، خليل يسير بجانبها، يتظاهر بالهدوء، لكن عينيه تلمعان كلما تذكّر نظرة الإمام المهدي وهو يحدّثهم
بلال، بعفويته المعتادة، حاول أن يكسر الجوّ:
_ يعني عنجد يا جماعة…
مش قادر أستوعب! نحن كنا راح نموت عطش، وفجأة صرنا ضيوف الإمام والسيدة الزهراء!
ضحكت حوراء بخفة، لكنها مسحت دمعة صغيرة قبل أن يلاحظ أحد، إسراء كانت صامتة، لكن في داخلها سؤال واحد يدور: ليش نحن تحديدًا؟ شو الرسالة اللي لازم نفهمها؟
محمد كان أكثرهم شرودًا، مشهد الفتاة ذات الوجه الضبابي، والرجل ذو النور، كان يطارد مخيلته بلا توقف، وفي كل لحظة، كان يشعر أن ما حدث لم ينتهِ بعد، بل ربما كانت البداية
عندما وصلوا إلى بيوتهم، ودّع كل منهم الآخر، لكن لم يكن وداعًا عاديًا، كان في أعينهم اتفاق غير معلن: لا أحد سينسى هذه الليلة، ولا أحد سيتحدث عنها إلا مع من عاشها
الأيام التالية بدت طبيعية للآخرين، لكن قلوبهم كانت مشغولة..
نور الزهراء، أثناء سقيها للزهور في حديقة بيتها، توقفت فجأة عند بركة الماء الصغيرة…
تذكّرت البركة الراكدة في الغابة، وكيف اختفت، فابتسمت ابتسامة حزينة، وهمست:
_ لن أنسى…!
أما محمد، فقد بدأ يستيقظ قبل الفجر كل يوم، يذهب إلى أطراف القرية وينظر إلى الأفق، وكأنه ينتظر إشعارًا بموعد جديد…
____
مرت أسابيع قليلة على تلك الليلة في الغابة، والأيام أخذت تعود إلى مجراها الطبيعي…
لكن في قلب كلٍّ منهم، بقيت الذكرى حية، مثل شعلة لا تنطفئ، وفي وسط هذا الهدوء، كان خليل قد اتخذ قراره الكبير: سيطلب ملك من أهلها🥰
اختار يومًا مشمسًا، دافئًا، والنسيم يمرّ على الحقول برفق، جلس مع عائلته، وأخبرهم:
_ "خلص…
هيدا وقتها، أني رايح أطلب ملك رسمي"
فرحت الأم، وابتسم الأب بفخر، ثم اتصل ب أصدقائه واخبرهم، فرحوا أيضاً🤍
قبل أيام من عاشوراء، قرروا أن تكون الخطوبة في يوم الغدير، لما يحمله من بركة وفرح، كان الاتفاق أن تُقام الخطوبة في باحة البيت الكبير، تحت شمس ما بعد الظهيرة، وأمام الأصدقاء والعائلة..
اللحظة المنتظرة، جلس الجميع بانتظار العروس…
وفجأة، خرجت ملك من باب البيت، مشرقة، جميلة، ترتدي عباءة بيضاء تشع نورًا، والابتسامة تملأ وجهها..
همست نرجس لإسراء وهي تلمع عينيها بالدموع:
_ بتجنّن؛
سبحان الله شو طالع عليها النور🥹🥹
اسراء: اي يا مشاء الله 🥹
وقف "الشيخ عبد المنعم قبيسي"، بابتسامته الهادئة، وألقى كلمة عن معنى يوم الغدير، وعن المودة والرحمة في الزواج، ثم التفت إلى ملك قائلاً:
_ هل تقبلي أن أكون وكيلك لِـ ازوجك من هذا الشاب؟
ملك، بابتسامة خفيفة :
_ نعم ، انتَ وكيلي☺️
ثم نظر الشيخ إلى خليل:
_ هل تقبل أن أكون وكيلك؟
خليل، بابتسامة واثقة وصوت قوي:
_ نعم، إنت وكيلي🥰
ارتفعت الزغاريد، وتعالت التصفيقات، بينما ابتسمت ملك بخجل، وخليل ينظر إليها وكأنه يعاهدها أمام الجميع: رح ضل حدك طول العمر🥹🤍
جلس الأصدقاء معًا، والضحك يملأ المكان، بلال ما ترك فرصة للمزاح:
_ يعني يا جماعة…
إذا خليل هيك بيعمل خطبة، كيف رح يكون العرس؟ بدنا نعمله بملعب الضيعة🤣
حسين: يا بلال، هيدا إذا ما جرّهم عالغابة ويعمل عرسه هونيك!😅
كان الفرح يعم المكان، لكن في قلوبهم جميعًا، كان في إحساس غريب…
كأن شيئًا ما يقترب…
شيء سيعيدهم مجددًا إلى مسار لم يختاروه، لكنه ينتظرهم.
___
لكن…
وسط الضحكات، شعر محمد فجأة بقشعريرة غريبة تسري في جسده، توقف عن الكلام، ونظر نحو السماء.
في البعيد، بدا وكأن غيمة صغيرة مضيئة تتحرك ببطء… ثم سمع في داخله همسًا خافتًا، لم يفهمه تمامًا، لكنه كان مألوفًا
التفت علي إلى خليل وقال: حسّيت شي؟
خليل، وعيناه تحدّقان في البعيد:
_ ايه… متل صوت… متل نداء…
ساد صمت قصير، وكأن الجميع شعروا للحظة بشيء ما يمرّ فوقهم.
ابتسم بلال بخفة محاولًا كسر الجو:
_ لك شباب، ما تبلشوا ، رجعتوا قصص الغابة؟🤣
لكن قلب كل واحد منهم كان يخفق أسرع🥹
___
فجأة…
اهتزت الأرض اهتزازًا خفيفًا، لا يشبه الزلازل، بل كأن شيئًا عظيمًا يقترب، سكت الجميع، وتوجهت الأنظار إلى السماء، حيث كانت غيمة مضيئة تقترب بسرعة، والنور يتسع شيئًا فشيئًا حتى غمر المكان
صوت جهوري عميق، يسمعه كل واحد منهم في قلبه قبل أذنه، قال:
_ يا أهل الأرض… قد جاء وعد الله الحق
ارتجف محمد، ودموعه سالت بلا إرادة💔
علي أمسك يد خليل وقال بصوت مبحوح:
_ خليل… هيدا… هيدا يومه!🥹🥹🥹
وفجأة، ظهر رجل من بين النور، وجهه يسطع كالشمس، وهيبته تملأ المكان، وخلفه رايات خضراء ترفرف، وأصوات ملائكية تهتف، ومعه عدد من رجال من بينهم الشهداء✨
_ أنا بقية الله…
جئت لأقيم العدل، وأملأ الأرض قسطًا كما مُلئت جورًا🤍
جثا الجميع على ركبهم، والدموع تنهمر🥺
ملك أمسكت يد خليل بقوة، وقلبها ينبض بشعور لم تعرفه من قبل
ابتسم الإمام ونظر إليهم:
_ يا أنصار الحق… قد آن أوان العمل🥹🥹
وهكذا… بدأ اليوم الذي انتظره المؤمنون منذ قرون، يوم لم يكن فرح الخطبة فيه سوى مقدّمة لفرح أعظم… يوم ظهور الإمام المهدي "عج"
ساد الصمت بعد أن غمر النور المكان، وكأن الزمن توقّف احترامًا لتلك اللحظة، الإمام وقف بينهم، ملامحه المضيئة تشع طمأنينة وهيبة، وصوته ينساب كالماء العذب:
_ يا أحبتي…
جئت اليوم لأشهد فرحكم، ولأبارك هذا العقد الذي رُبط على المحبة والصدق، ولأذكّركم أن أيام الفرح الحقيقية ستكون حين يجتمع الحق وأهله🥹
اقترب من خليل وملك، ووضع يده برفق على رأسيهما، فشعر الاثنان بحرارة إيمانية تسري في قلوبهما، ودموعهما تنهمر بلا وعي, التفت الإمام إلى الحاضرين:
_ كونوا مع الحق دائمًا، فإن النصر قريب، وأنتم من الذين استجاب الله دعاءهم وأعدّهم لأيامه💛
أصوات التكبير والتهليل ارتفعت، وأجواء الخطبة تحوّلت إلى ساحة عهد وولاء، الأطفال يركضون نحو النور، النساء يجهشن بالبكاء، والرجال يقفون بخشوع لم يعتادوه
وبينما كان الإمام يستعد للرحيل، قال بصوت يملأ القلوب رجاءً:
_ "سنلتقي قريبًا… واللقاء سيكون يوم النصر الأكبر✨"
اختفى النور تدريجيًا، لكن القلوب بقيت مضاءة، وكأن هذا اليوم لم يكن مجرد فرح بخطبة، بل بداية عهد جديد..
___
ومرّت أيّام الفرح، حتى جاء النداء العظيم…
أعلن الإمام المهدي (عج)، أن اليوم التالي سيكون بداية المعركة الفاصلة، يوم إزالة الأعداء من أرضنا وتطهيرها من الظلم، اصطفّ رجال الحق، ومن بينهم خليل، علي، محمد، بلال، عباس، وكلّ الرجال، الكل قرر أن يقاتل حتى آخر رمق، غير آبهين بالموت، لأنهم كانوا يعلمون أن النصر سيكون حليفهم✨
انطلقت المعركة، وصوت التكبير يدوّي في السماء، عشرون يومًا من القتال المستمر، عشرون يومًا من الصبر والثبات، وشهدت الأرض دماء الأبطال، وارتقاء الشهداء، لكن راية الحق لم تسقط💛
وقف الإمام المهدي بينهم، وعيناه تلمعان بنور الرضا، وقال:
_ هكذا يكون النصر… بالصبر، والثبات، والإيمان🤍
رفعت الرايات، وهتف الجميع بصوت واحد:
لبّيك يا صاحب الزمان!
وهكذا نطوي آخر صفحات قصتنا، في "زمن النعيم" ، زمن الوفاء لدماء الشهداء، نحن الذين شهدنا أوّل تحريرٍ للجنوب، ورأينا رايات النصر ترفرف فوق التلال، نُقسم أن تبقى العهود على دربهم، حتى يأتي اليوم الموعود، فنرى بعيوننا طلعة الإمام المهدي عليه السلام، ونمضي خلفه صفوفًا موحّدة، حتى يُمحى كيان الباطل وتعلو رايات الحق في كل الأرض…
كما وعدنا الله، وكما بشّرنا أنبياؤه وأولياؤه، وكما رسم شهداؤنا بدمائهم الطاهرة طريق الفرج والنصر💛
وهذا السلاح الذي تودّون نزعه منّا، سيبقى في أيدينا حتى يظهر الحجّة ابن الحسن (عج)، ويزول به الأعداء، وتُطهَّر الأرض من رجسهم..
الفاتحة إلى أرواح شهدائنا العظام..
تمت..
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
  _ أنا بقية الله…
جئت لأقيم العدل، وأملأ الأرض قسطًا كما مُلئت جورًا🤍
جثا الجميع على ركبهم، والدموع تنهمر🥺
ملك أمسكت يد خليل بقوة، وقلبها ينبض بشعور لم تعرفه من قبل
ابتسم الإمام ونظر إليهم:
_ يا أنصار الحق… قد آن أوان العمل🥹🥹
وهكذا… بدأ اليوم الذي انتظره المؤمنون منذ قرون، يوم لم يكن فرح الخطبة فيه سوى مقدّمة لفرح أعظم… يوم ظهور الإمام المهدي "عج"
ساد الصمت بعد أن غمر النور المكان، وكأن الزمن توقّف احترامًا لتلك اللحظة، الإمام وقف بينهم، ملامحه المضيئة تشع طمأنينة وهيبة، وصوته ينساب كالماء العذب:
_ يا أحبتي…
جئت اليوم لأشهد فرحكم، ولأبارك هذا العقد الذي رُبط على المحبة والصدق، ولأذكّركم أن أيام الفرح الحقيقية ستكون حين يجتمع الحق وأهله🥹
اقترب من خليل وملك، ووضع يده برفق على رأسيهما، فشعر الاثنان بحرارة إيمانية تسري في قلوبهما، ودموعهما تنهمر بلا وعي, التفت الإمام إلى الحاضرين:
_ كونوا مع الحق دائمًا، فإن النصر قريب، وأنتم من الذين استجاب الله دعاءهم وأعدّهم لأيامه💛
أصوات التكبير والتهليل ارتفعت، وأجواء الخطبة تحوّلت إلى ساحة عهد وولاء، الأطفال يركضون نحو النور، النساء يجهشن بالبكاء، والرجال يقفون بخشوع لم يعتادوه
وبينما كان الإمام يستعد للرحيل، قال بصوت يملأ القلوب رجاءً:
_ "سنلتقي قريبًا… واللقاء سيكون يوم النصر الأكبر✨"
اختفى النور تدريجيًا، لكن القلوب بقيت مضاءة، وكأن هذا اليوم لم يكن مجرد فرح بخطبة، بل بداية عهد جديد..
___
ومرّت أيّام الفرح، حتى جاء النداء العظيم…
أعلن الإمام المهدي (عج)، أن اليوم التالي سيكون بداية المعركة الفاصلة، يوم إزالة الأعداء من أرضنا وتطهيرها من الظلم، اصطفّ رجال الحق، ومن بينهم خليل، علي، محمد، بلال، عباس، وكلّ الرجال، الكل قرر أن يقاتل حتى آخر رمق، غير آبهين بالموت، لأنهم كانوا يعلمون أن النصر سيكون حليفهم✨
انطلقت المعركة، وصوت التكبير يدوّي في السماء، عشرون يومًا من القتال المستمر، عشرون يومًا من الصبر والثبات، وشهدت الأرض دماء الأبطال، وارتقاء الشهداء، لكن راية الحق لم تسقط💛
وقف الإمام المهدي بينهم، وعيناه تلمعان بنور الرضا، وقال:
_ هكذا يكون النصر… بالصبر، والثبات، والإيمان🤍
رفعت الرايات، وهتف الجميع بصوت واحد:
لبّيك يا صاحب الزمان!
وهكذا نطوي آخر صفحات قصتنا، في "زمن النعيم" ، زمن الوفاء لدماء الشهداء، نحن الذين شهدنا أوّل تحريرٍ للجنوب، ورأينا رايات النصر ترفرف فوق التلال، نُقسم أن تبقى العهود على دربهم، حتى يأتي اليوم الموعود، فنرى بعيوننا طلعة الإمام المهدي عليه السلام، ونمضي خلفه صفوفًا موحّدة، حتى يُمحى كيان الباطل وتعلو رايات الحق في كل الأرض…
كما وعدنا الله، وكما بشّرنا أنبياؤه وأولياؤه، وكما رسم شهداؤنا بدمائهم الطاهرة طريق الفرج والنصر💛
وهذا السلاح الذي تودّون نزعه منّا، سيبقى في أيدينا حتى يظهر الحجّة ابن الحسن (عج)، ويزول به الأعداء، وتُطهَّر الأرض من رجسهم..
الفاتحة إلى أرواح شهدائنا العظام..
تمت..
_سحر صالح
_مريم أحمد
⚠️غير مسامح شرعاً إزالة اسم الكاتبة أو التصرف بمحتوى القصة..
