للعابثين بالوصل، الظانين ظن السوء أنهم لا زالوا مهمين، عليكم دائرة الهجر، وسلامٌ عليكم لا نبتغي المتلوّنين

مع مرورِ الزمن، يتخلى المرءُ عن محبةِ الناس، يتوقفُ عن تبديدِ العاطفة، و يصبح أكثرَ حذرًا وأشدَ إنتقائية.

"‏أعرفُ جيدًا كيف أغفر ومتى تحديدًا عليّ القيام بذلك، العاطفة لا تستدرجني."

سأظلُّ أَنسحبُ من كلِّ مكانٍ لا أشعرُ بالانتماءِ إليه، ومن علاقاتٍ لا تُشبهُني،حتى لو قضيتُ عُمري مُنسحبةً فقط.
سأتحدّثُ مرارًا عن الأشياء التي لا تروقني، حتى أنالَ مُرادي .. سأتركُ الأماكن، والكتب، والأشخاص، حتى أجدَ شبيهاتِي من الأشياءِ كلِّها .. أنا شديدةُ الصبر، لكن في أماكنَ أنتمي إليها حقًّا، ومع أشخاصٍ يُقدّرون هذا.أضحّي بمئاتِ الأشياء، على أن تهدأ نفسي، ولا تُصارعني كلَّ يومٍ بسؤال: "لماذا أنتِ هنا إلى الآن؟"

في نهاية المطاف الإنسان يعتاد.

"بارعة في طيّ الأسى، وإحالته إلى سلوى."

"لا يحقُ لك إستعادة الأشياء التي لم تشعُر بِقيمتها إلا بعد فوات الأوان، نصيبك مِن الإستيقاظ المتأخر هو مُشاهدتها تبتعِد."

مشكلتك الاولى أنك تستميت لتكون كل شيء لكل الذين حولك، وتنسى أن تكون شيئًا واحدًا لنفسك.

يا ربّ
وكلتُك
كل أموري
ومعهم قلبي
فأعطِني الخير من كل شيء.

‏ربما تحصل على مُبتغاك في مرحلةٍ مُتأخّرةٍ جدًا، لكن من خلال هذا التأخُّر، تكون قد قطعت صِلتك بأفكارك اليائسة، وتدرَّبت على الصبر حتى صار جزءًا مُتأصِّلًا من صفاتك، واكتسبتَ نفْسًا قوية اعتادت على مَشقّة الاحتياج، فإنّ ثمرة التأخُّر؛ أن تفرح بنفسك القوية أكثر من حصولك على مُبتغاك.

"والتجربة التي لا تتعلم منها، ستعود بشكل أقسى حتى تفرض دروسها بالقوة."

والله مزاج ونفسية لا أتمناها لألد أعدائي.

سبحان الله، الإنسان هو هو، نفسيته المطمئنة تتيح له إنجاز مليارات الأشياء، ونفسيته القلقة تصيبه بالشلل! اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

"كل الأشياء الّتي أقدّمها للجميع هي تَحديدًا ما وَددتُ أن تُقدّم لي."

١٤٤٧ هـ
اللهُم عامًا تركض فيه الأقدار السعيدة في طريقنا، اللهُم عام تتغير فيه أقدارنا إلى أجمل ما نتمنى.