Telegram Web Link
لا لشيء معنى ولا لشيء بقاء، لا سخطي عليك ولا تسليمي إليك، و لا لردود فعلي و عبئك بي، ولا عبث ماكان، ولا قصد ما يكون، انا ادرك أنك لا تستحق كل لحظة تشغل بها دماغي، ولا تستحق ان تَظهَر كصورة تأخذ حيزًا في رأسي، بل لا تستحق ان تكون فكرة في ذهن ذبابة رغم أنها تفقد ذاكرتها كل عشرون ثانية.
ولا... تلكئت يدي عن هذا ولكن رأسي لا يتصور غيره، آه على وقع قدري وأنا أهنئ الحشرة على قصور عقلها.
آه ما اقل حيلتي وما ازرى ليلتي، إنني الأن احسد تلك الذبابة، ليتني منها سليل، وانا ذو الجدين، وصاحب الفخرين، و أحسد ذبابة! ليت للعاطفة رأس فأقطعه، حتى كأنها تذهب عن بني الإنسان قاطبة، ليبقى كُل ذي لُب بلُبه، لا يأخذه مِنه شيء، ولست اقصد بان لا تستحق، ان اقلل منك شيء، إنما اريد من ذلك ان لو كنتَ اخرًا، يسمع ويعي! و لا يفسد، تبًا لذاكرتي اللعينة، كدت انسى انني اشد منك عليِّ على غيرك، نعم أشد فضاضة عند سواك، إنما أنت عقابي العظيم على كل من احبوني الذين تركتهم خلفي، و انا اعتذارت الدهر لك.

ليت أنني أستطيع ان اختم هذا الحديث، ليت أنني اُخبر او اقول، ليت أن كل شيء يمكن قوله، ليت أن لساني يشبه طباعك.

في ساعة ما إنني اللعنك لعنا، و آشتم كل شيء يشبهك، حتى كأنني لم اكره سواك قط، حتى كأنني كُل أدم وأنت كل قضمته، حتى كأنني لم أعرف كيف يُكرَهُ إنسان سواك، ما أشد صرفي بأسنانيَّ الأن حنقًا عليك.

تبًا ليدي هي تعرف وانت تعرف ورأسي يعرف وعيني تعرف إنني لم اطق يومًا كذبا، وما وجدته عذبا، حتى خيالاتي البغيضة تهاجمني الأن، حتى وجهك الطري تصلب، إنهم يدركون كذبي، إنني لم أحقد عليك يومًا، و لا يملك دماغي ذلك حتى الساعة، يعلم كل شيء فيَّ ما انت ولا َتعلم أنت ما أنا، تبًا لكل تلك الأشياء العظيمة التي ؤدتها قبل مولدها، و أقحمت كفك في رحمها تخرج أحشائها لئلا تكون جنينا كاملا.
تلك الأشياء التي شوهتها بيديك، ثم ولد منها ما أفلت منك، فذهب يربيه آخرون ويشمئز منه مارون، فما يعود إلا عليَّ يجانبني بجلوسه في مرآة السكوت، وليس لي أن أُجمله إلا بان أخبره أن الملامح المتجهمة والعيون الميتة والشفاه المغلقة والأسماع المعطوبة والأجفان المسودة، كل تلك صفات عظيم مضى وبارقات جمال لم يكن لأحد غيرك يولد بها، يا قضمة أدم، يا حنيذ إبراهيم، ما وصلت إليك أيدي مَّن كوتك النار لأجلهم.
آه على تلك الأشياء العظيمة في الجمال، وعظيمة في القبح.

وليس قولي هذا بُكاءًا ولا نواحًا، فما كنت بَكاءًا ولا نواح، إنما هو عبث أعبثه، لست بمُستطب، إنني لا أفصح عن شيء حتى تشفى نفسي مِنه، على أعتاب النهايات مع أغلاقة الباب الأخير، عندما لا أُريد من قولي أي نتيجة، ولا أكتب هذا زهوًا ولملمة روح تبعثرت، ولكنما إيضاحًا، لأشد مَّن عرف ذلك عني، إنني أمسك لساني حتى تكاد توشم أصابعي عليه، وإنما أبالغ في الوصف هربًا وما بالغ إمرأ مثلي بوصف إلا لوجود أمر لا يجوز قوله.

إن خلف كُل عبارة ثائرة خيالاً هادئا، وخلف كل تبرءة كتف وصدر، وخلف كل ليلة صوتك.
وعند كُل آرق إحضان روحك.
صوتك...
صوتك. ذلك الكائن اللئيم، المراوغ الذي لا أحتاج أذان لأسمعه، الذي ينساب في جذور روحي كما ينساب الماء في سواقي الريف وجذور العشب، نبرتك التي لو أفلتتها بين رقبتي وأذني تخبرني أنك تقبض روحي، لـقلت أفعل.
هلا أخرجت يدك مِن تحت أضلعي وأفلتت قلبي من كفك!؟

أما الأن فكما عرفت، ستقرأ ما أكتبه ولن تراه.
٢٠٢٥/٥/٢١

سـ جاد ياسـر
Listen while you read
يا حزني السعيد انتهينها وتودعنا
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
ان الناس يزدهون بامراضهم وانا ازدهي بامراضي، بل وافتقدها ان خبتت، فتبا لكل الاطباء الذين يريدون تفريقنا..
2025/07/13 01:18:02
Back to Top
HTML Embed Code: