📌 شـــرح الحـــديث:
• هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله فيه ما يدل على تحريم الرجوع في الهبة يعني أنك إذا أعطيت إنسانا شيئا مجانا تبرعا من عندك فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه سواء كان قليلا أم كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العائد في هبته بالكلب، الكلب يقيء ما في بطنه ثم يعود فيأكله وهذا تشبيه قبيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته بهذا تقبيحا له وتنفيرا منه، ولا فرق بين أن يكون الذي وهبته من أقاربك أو من الأباعِد عندك، فلو وهبت لأخيك شيئا ساعة أو قلما أو سيارة أو بيتا فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه إلا أن ترضي لنفسك أن تكون كلبا ولا أحدا يرضي لنفسه أن يكون كلبا، وكذلك الابن لو وهب لأبيه شيئا فإنه لا يرجع فيه كرجل غني له أب فقير فوهبه بيتا، فإنه لا يجوز له أن يرجع في الهبة، ولو كان أباه، أما العكس لو أن الرجل وهب ابنه شيئا فلا بأس أن يرجع فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب إلا الوالد فيما يعطي ولده » لأن الوالد له الحق أن يأخذ من مال ولده الذي لم يهبه له، ما لم يضره
• ثم ذكر أيضا حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حَمل على فرس في سبيل الله يعني أعطى رجلا فرسا يقاتل عليه فأضاعه الرجل وأهمله فظن عمر رضي الله عنه أنه يبيعه برخصٍ وأنه ليس قادرًا على تحمل مؤونته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم » لأنك أخرجته لله ولا يمكن للإنسان أن يشتري صدقته لأن ما أخرجه الإنسان لله لا يعود فيه ولهذا قال: « العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه » فتركه عمر رضي الله عنه
• هذا إذا قبض الموهوب له الهبة أما قبل قبضها فهذا لا يحرم عليه أن يعود لكن يوفي بوعده كما لو قال شخص لآخر سوف أعطيك ساعة مثلا ولكنه لم يسلمها له فله أن يرجع لكن ينبغي أن يفي بوعده لأن الذي لا يفي بما وعد فيه خصلة من خصال النفاق ولا يجوز للإنسان أن يتحلى بخصال المنافقين والله الموفق.
و الله أعلـــــم ☝🏻
العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله 🎙️
المرجع: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
• هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله فيه ما يدل على تحريم الرجوع في الهبة يعني أنك إذا أعطيت إنسانا شيئا مجانا تبرعا من عندك فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه سواء كان قليلا أم كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العائد في هبته بالكلب، الكلب يقيء ما في بطنه ثم يعود فيأكله وهذا تشبيه قبيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته بهذا تقبيحا له وتنفيرا منه، ولا فرق بين أن يكون الذي وهبته من أقاربك أو من الأباعِد عندك، فلو وهبت لأخيك شيئا ساعة أو قلما أو سيارة أو بيتا فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه إلا أن ترضي لنفسك أن تكون كلبا ولا أحدا يرضي لنفسه أن يكون كلبا، وكذلك الابن لو وهب لأبيه شيئا فإنه لا يرجع فيه كرجل غني له أب فقير فوهبه بيتا، فإنه لا يجوز له أن يرجع في الهبة، ولو كان أباه، أما العكس لو أن الرجل وهب ابنه شيئا فلا بأس أن يرجع فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب إلا الوالد فيما يعطي ولده » لأن الوالد له الحق أن يأخذ من مال ولده الذي لم يهبه له، ما لم يضره
• ثم ذكر أيضا حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حَمل على فرس في سبيل الله يعني أعطى رجلا فرسا يقاتل عليه فأضاعه الرجل وأهمله فظن عمر رضي الله عنه أنه يبيعه برخصٍ وأنه ليس قادرًا على تحمل مؤونته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم » لأنك أخرجته لله ولا يمكن للإنسان أن يشتري صدقته لأن ما أخرجه الإنسان لله لا يعود فيه ولهذا قال: « العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه » فتركه عمر رضي الله عنه
• هذا إذا قبض الموهوب له الهبة أما قبل قبضها فهذا لا يحرم عليه أن يعود لكن يوفي بوعده كما لو قال شخص لآخر سوف أعطيك ساعة مثلا ولكنه لم يسلمها له فله أن يرجع لكن ينبغي أن يفي بوعده لأن الذي لا يفي بما وعد فيه خصلة من خصال النفاق ولا يجوز للإنسان أن يتحلى بخصال المنافقين والله الموفق.
و الله أعلـــــم ☝🏻
العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله 🎙️
المرجع: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
📌 شـــرح الحـــديث:
•أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمَّتَه بكَثيرٍ من أُمورِ الغيْبِ؛ تَنبيهًا وعِظَةً لها.
• وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: « يكونُ » ، أي: سيَحدُثُ هذا في المستقبَلِ وسيُوجدُ « قوْمٌ يَخْضِبون » ، أي: يُغيِّرون لوْنَ شَعْرِهم ولِحاهم أو أحَدِهما، وذلك « في آخِرِ الزَّمانِ » ، أي: قبَيْلَ قيامِ السَّاعَةِ بقليلٍ، « بالسَّوادِ » ، أي: باللَّونِ الأسْوَدِ، « كحَواصِلِ الحَمامِ » ، أي: لوْنُ شَعْرِهم أسوَدُ كصُدورِ الحَمامِ، فلَوْنُها أسْوَدُ في الغالِبِ، « لا يَريحُون رائحَةَ الجنَّةِ » ، أي: هؤلاء القَومُ، وقيل: هذا إخْبارٌ عن هؤلاء القوْمِ وصِفَتِهم؛ كما حدَثَ مع الخوارِجِ، والإخْبارِ عنهم بحَلْقِ الرَّأسِ، فهنا كذلك أيضًا.
• وذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قد أمَرَ بتغيِيرِ الشَّيْبِ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ [ وهو له لوْنٌ أصْفَرُ ] ونَهَى عن نتْفِه، ونهى عن صَبْغِ الشَّعْرِ باللَّونِ الأسْوَدِ؛ لأنَّ فيهِ تغْريرًا وخِداعًا.
• وفي الحَديثِ: مُعجِزَةٌ ظاهِرَةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، حيثُ أخبَر بأمورٍ في المستقْبَلِ ووقعتْ كما أخبَر.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
•أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمَّتَه بكَثيرٍ من أُمورِ الغيْبِ؛ تَنبيهًا وعِظَةً لها.
• وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: « يكونُ » ، أي: سيَحدُثُ هذا في المستقبَلِ وسيُوجدُ « قوْمٌ يَخْضِبون » ، أي: يُغيِّرون لوْنَ شَعْرِهم ولِحاهم أو أحَدِهما، وذلك « في آخِرِ الزَّمانِ » ، أي: قبَيْلَ قيامِ السَّاعَةِ بقليلٍ، « بالسَّوادِ » ، أي: باللَّونِ الأسْوَدِ، « كحَواصِلِ الحَمامِ » ، أي: لوْنُ شَعْرِهم أسوَدُ كصُدورِ الحَمامِ، فلَوْنُها أسْوَدُ في الغالِبِ، « لا يَريحُون رائحَةَ الجنَّةِ » ، أي: هؤلاء القَومُ، وقيل: هذا إخْبارٌ عن هؤلاء القوْمِ وصِفَتِهم؛ كما حدَثَ مع الخوارِجِ، والإخْبارِ عنهم بحَلْقِ الرَّأسِ، فهنا كذلك أيضًا.
• وذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قد أمَرَ بتغيِيرِ الشَّيْبِ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ [ وهو له لوْنٌ أصْفَرُ ] ونَهَى عن نتْفِه، ونهى عن صَبْغِ الشَّعْرِ باللَّونِ الأسْوَدِ؛ لأنَّ فيهِ تغْريرًا وخِداعًا.
• وفي الحَديثِ: مُعجِزَةٌ ظاهِرَةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، حيثُ أخبَر بأمورٍ في المستقْبَلِ ووقعتْ كما أخبَر.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
👌1
📌 شـــرح الحـــديث:
• قَدَّر اللهُ سُبحانه وتَعالَى مَقاديرَ كلِّ شَيءٍ، وكَتَب على ابنِ آدَمَ حَظَّه في الدُّنيا والآخرةِ قبْلَ أنْ يَخلُقَه، وهي كِتابةُ عِلمٍ وإحاطةٍ بما سيَكونُ، وليْست كِتابةَ جَبرٍ وإكراهٍ، وقدْ أمَرَ سُبحانه الخلْقَ بأنْ يَعمَلوا وَفْقَ شرائعِه، ويَسَّر الأمورَ لهم، وخُيِّروا بيْنَ الإيمانِ باللهِ فيَسْعَدوا، أو الكفرِ والعِصيانِ فيَشْقُوا.
• وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دُعِيَ إلى صَلاةِ جَنازةٍ على صَبيٍّ ماتَ مِنَ الأَنصارِ [ وهُم أهلُ المدينةِ ] ، والصَّبيُّ مَن كان دونَ سِنِّ البلوغِ والتَّكليفِ، فقالتْ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها: «يا رَسولَ اللهِ، طُوبى لِهَذا» أي: فَرَحٌ، وقُرَّةُ عينٍ له، وقيل: طوبى اسمُ الجنَّةِ.
• «عُصفورٌ» أي: هو طَيرٌ صَغيرٌ مِن عصافيرِ الجنَّةِ، فهوَ مثلُها مِن حيثُ إِنَّه لا ذَنبَ عليهِ، ويَنزلُ في الجنَّةِ حيثُ يَشاءُ؛ «لم يَعملِ السُّوءَ» أيِ: الذَّنبَ، «ولم يُدركْه» أي: ولم يَلحَقْه السُّوءُ لكَونِه مات قبل سِنِّ التَّكليفِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أَوَغيرَ ذلكَ يا عائشَةُ؟» أي: أَتعتَقِدينَ ما قُلت، والحقُّ غيرُ ذلك، وهوَ عدمُ الجزم بكَونِه مِن أَهلِ الجنَّةِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ اللهَ خَلَقَ للجنَّةِ أَهلًا» يَدخُلونَها، ويَتنعَّمونَ بِها؛ وقدْ «خَلَقَهم لَها» أي: قَدَّر ذلك في اللَّوحِ المحفوظِ «وهُم في أَصلابِ آبائِهم» جمعُ صُلبٍ، وهو وسَطُ الظَّهرِ، وهو أصلُ تكوينِ الإنسانِ، ولعلَّه يُشيرُ إلى ما جاء عندَ أبي داودَ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَق آدَمَ، ثمَّ مسَحَ ظَهره بيَمينِه، فاسْتَخرَجَ منه ذُرِّيَّةً، فقال: خلَقْتُ هؤلاء للجنَّةِ، وبعَملِ أهلِ الجنَّةِ يَعمَلون، ثمَّ مَسَح ظَهره فاستَخرَجَ منه ذُرِّيَّةً، فقال: خَلَقتُ هؤلاء للنَّارِ، وبعَمَلِ أهلِ النَّارِ يَعمَلون»، ويَحتمِلُ أنَّه يُشيرُ إلى صُلبِ أبِ كلِّ مَولودٍ، «وخَلَق للنَّارِ أَهلًا خَلَقَهم لَها، وهُم في أَصلابِ آبائِهم» وإنَّما يَظهَرُ مِنهم منَ الأَعمالِ ما قُدِّرَ في الأَزلِ، ولعلَّ مُرادَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هذا الحَديثِ نَهْيُها عن المُسارعة إلى القَطْعِ من غير أن يَكون عِندها دَليلٌ قاطِعٌ؛ لِما فيه من الحُكْمِ بالغَيب، والجَزم بإيمانِ أصلِ الوَلَدِ؛ لأنَّها أشارَت إلى طِفلٍ مُعيَّنٍ، فالحُكْمُ على شَخصٍ مُعيَّنٍ بأنَّه من أهْلِ الجَنَّةِ لا يَجوزُ من غيرِ وُرودِ النَّصِّ؛ لأنَّه مِن عِلمِ الغَيبِ.
• وفي الحديثِ: صَلاةُ الميِّتِ على أطفالِ المسْلِمين.
• وفيهِ: بَيانُ عِلمِ اللهِ الأَزليِّ.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
• قَدَّر اللهُ سُبحانه وتَعالَى مَقاديرَ كلِّ شَيءٍ، وكَتَب على ابنِ آدَمَ حَظَّه في الدُّنيا والآخرةِ قبْلَ أنْ يَخلُقَه، وهي كِتابةُ عِلمٍ وإحاطةٍ بما سيَكونُ، وليْست كِتابةَ جَبرٍ وإكراهٍ، وقدْ أمَرَ سُبحانه الخلْقَ بأنْ يَعمَلوا وَفْقَ شرائعِه، ويَسَّر الأمورَ لهم، وخُيِّروا بيْنَ الإيمانِ باللهِ فيَسْعَدوا، أو الكفرِ والعِصيانِ فيَشْقُوا.
• وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دُعِيَ إلى صَلاةِ جَنازةٍ على صَبيٍّ ماتَ مِنَ الأَنصارِ [ وهُم أهلُ المدينةِ ] ، والصَّبيُّ مَن كان دونَ سِنِّ البلوغِ والتَّكليفِ، فقالتْ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها: «يا رَسولَ اللهِ، طُوبى لِهَذا» أي: فَرَحٌ، وقُرَّةُ عينٍ له، وقيل: طوبى اسمُ الجنَّةِ.
• «عُصفورٌ» أي: هو طَيرٌ صَغيرٌ مِن عصافيرِ الجنَّةِ، فهوَ مثلُها مِن حيثُ إِنَّه لا ذَنبَ عليهِ، ويَنزلُ في الجنَّةِ حيثُ يَشاءُ؛ «لم يَعملِ السُّوءَ» أيِ: الذَّنبَ، «ولم يُدركْه» أي: ولم يَلحَقْه السُّوءُ لكَونِه مات قبل سِنِّ التَّكليفِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أَوَغيرَ ذلكَ يا عائشَةُ؟» أي: أَتعتَقِدينَ ما قُلت، والحقُّ غيرُ ذلك، وهوَ عدمُ الجزم بكَونِه مِن أَهلِ الجنَّةِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ اللهَ خَلَقَ للجنَّةِ أَهلًا» يَدخُلونَها، ويَتنعَّمونَ بِها؛ وقدْ «خَلَقَهم لَها» أي: قَدَّر ذلك في اللَّوحِ المحفوظِ «وهُم في أَصلابِ آبائِهم» جمعُ صُلبٍ، وهو وسَطُ الظَّهرِ، وهو أصلُ تكوينِ الإنسانِ، ولعلَّه يُشيرُ إلى ما جاء عندَ أبي داودَ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَق آدَمَ، ثمَّ مسَحَ ظَهره بيَمينِه، فاسْتَخرَجَ منه ذُرِّيَّةً، فقال: خلَقْتُ هؤلاء للجنَّةِ، وبعَملِ أهلِ الجنَّةِ يَعمَلون، ثمَّ مَسَح ظَهره فاستَخرَجَ منه ذُرِّيَّةً، فقال: خَلَقتُ هؤلاء للنَّارِ، وبعَمَلِ أهلِ النَّارِ يَعمَلون»، ويَحتمِلُ أنَّه يُشيرُ إلى صُلبِ أبِ كلِّ مَولودٍ، «وخَلَق للنَّارِ أَهلًا خَلَقَهم لَها، وهُم في أَصلابِ آبائِهم» وإنَّما يَظهَرُ مِنهم منَ الأَعمالِ ما قُدِّرَ في الأَزلِ، ولعلَّ مُرادَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هذا الحَديثِ نَهْيُها عن المُسارعة إلى القَطْعِ من غير أن يَكون عِندها دَليلٌ قاطِعٌ؛ لِما فيه من الحُكْمِ بالغَيب، والجَزم بإيمانِ أصلِ الوَلَدِ؛ لأنَّها أشارَت إلى طِفلٍ مُعيَّنٍ، فالحُكْمُ على شَخصٍ مُعيَّنٍ بأنَّه من أهْلِ الجَنَّةِ لا يَجوزُ من غيرِ وُرودِ النَّصِّ؛ لأنَّه مِن عِلمِ الغَيبِ.
• وفي الحديثِ: صَلاةُ الميِّتِ على أطفالِ المسْلِمين.
• وفيهِ: بَيانُ عِلمِ اللهِ الأَزليِّ.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
👍5❤2
📌 شــــرح الحــــديث:
• على المُؤمِن الصادِقِ أنْ يكونَ دائمًا وقَّافًا عندَ حُدودِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يَتجرَّأُ على الإقْدامِ على المُحرَّماتِ.
• وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ » ، أي: مَن كان يُؤمِنُ باللهِ الَّذي خَلَقَهُ إيمانًا كامِلًا اعتقادًا وعَمَلًا، ويُؤمِنُ باليومِ الآخِرِ الَّذي إليهِ مَعادُه، وهذا أُسلوبُ تَرْغيبٍ وتَرْهيبٍ للنَّهيِ عن فِعْلٍ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « فلا يَدخُلِ الحَمَّامَ بغَيرِ إزارٍ » ، أي: لا يَدخُلِ الحَمَّامَ بغَيرِ إزارٍ يَستُرُ عَورَتَه، والمُرادُ بالحمَّامِ: المكانُ العامُّ الذي يُجتمَعُ فيه الرِّجالُ أو النِّساءُ للاستِحمامِ، لأنَّ مِثلَ تلك الحمَّاماتِ مَحِلٌّ لتكشُّفِ العَوْراتِ، والرَّجُلُ والمرأةُ مَأْمورانِ بسَتْرِ العَوْراتِ وحِفظِها عن الأجانِبِ...
• « ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُدخِلْ حَليلَتَه الحَمَّامَ » ، أي: لا يَأذَنُ لها بالدُّخولِ، وحَليلَتُه هي زَوجَتُه، ويَدخُلُ في ذلك أيضًا أُمُّه وبِنتُه وأُختُه وغيرُها، ممَّن يَكُنَّ تحت حُكمِه، ويُنهَى الرَّجُلُ أنْ يُعطِيَها أُجرَةَ الحَمَّامِ؛ حتى لا يكونَ مُعينًا لها على ذلك...
• « ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يَجلِسْ على مائِدَةٍ تُدارُ عليها الخَمْرُ » ، أي: لا يَجلِسْ على مائِدَةٍ يُشرَبُ عليها الخَمرُ؛ حتى لو كان لا يَشرَبُ؛ لأنَّه لو جَلَسَ عليها وغيرُه يَشرَبُ لوَجَبَ عليه أنْ يَنْهاهم، فإذا جَلَسَ ولم يَنْهَهم لا يكونُ مُؤمِنًا كامِلًا. وقد تَكرَّر ذِكرُ الإيمانِ باللهِ وذِكرُ الإيمانِ باليومِ الآخِرِ في كلِّ واحدةٍ مِن هذه
•المَنْهيَّاتِ؛ وذلِك لأنَّ الإيمانَ باللهِ تعالى أساسُ الإيمانِ، وكلُّ ما يُؤمَنُ به بعدَ الإيمانِ باللهِ تابِعٌ للإيمانِ باللهِ تعالى، وذُكِرَ اليومُ الآخِرُ مع الإيمانِ باللهِ تَذكيرًا بالمعادِ، وتَذكيرًا بالثَّوابِ والعِقابِ في اليَومِ الآخِرِ الذي هو يَومُ الجزاءِ، وهو هنا مِن بابِ التَّرْهـ. يبِ والتَّحذيرِ مِن تلك الأعْمالِ؛ لِئَلَّا يُعـ. ذَّبَ ويُعـ. اقَبَ عليها في اليَومِ الآخِرِ.
• وفي الحديثِ: الحَثُّ على تَركِ المُنكَراتِ التي فيها ذَهابُ الحَياءِ والعِفَّةِ والعَقْلِ، والبُعدِ عن مَواطِنِ الشُّبُهاتِ.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
• على المُؤمِن الصادِقِ أنْ يكونَ دائمًا وقَّافًا عندَ حُدودِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يَتجرَّأُ على الإقْدامِ على المُحرَّماتِ.
• وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ » ، أي: مَن كان يُؤمِنُ باللهِ الَّذي خَلَقَهُ إيمانًا كامِلًا اعتقادًا وعَمَلًا، ويُؤمِنُ باليومِ الآخِرِ الَّذي إليهِ مَعادُه، وهذا أُسلوبُ تَرْغيبٍ وتَرْهيبٍ للنَّهيِ عن فِعْلٍ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « فلا يَدخُلِ الحَمَّامَ بغَيرِ إزارٍ » ، أي: لا يَدخُلِ الحَمَّامَ بغَيرِ إزارٍ يَستُرُ عَورَتَه، والمُرادُ بالحمَّامِ: المكانُ العامُّ الذي يُجتمَعُ فيه الرِّجالُ أو النِّساءُ للاستِحمامِ، لأنَّ مِثلَ تلك الحمَّاماتِ مَحِلٌّ لتكشُّفِ العَوْراتِ، والرَّجُلُ والمرأةُ مَأْمورانِ بسَتْرِ العَوْراتِ وحِفظِها عن الأجانِبِ...
• « ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُدخِلْ حَليلَتَه الحَمَّامَ » ، أي: لا يَأذَنُ لها بالدُّخولِ، وحَليلَتُه هي زَوجَتُه، ويَدخُلُ في ذلك أيضًا أُمُّه وبِنتُه وأُختُه وغيرُها، ممَّن يَكُنَّ تحت حُكمِه، ويُنهَى الرَّجُلُ أنْ يُعطِيَها أُجرَةَ الحَمَّامِ؛ حتى لا يكونَ مُعينًا لها على ذلك...
• « ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يَجلِسْ على مائِدَةٍ تُدارُ عليها الخَمْرُ » ، أي: لا يَجلِسْ على مائِدَةٍ يُشرَبُ عليها الخَمرُ؛ حتى لو كان لا يَشرَبُ؛ لأنَّه لو جَلَسَ عليها وغيرُه يَشرَبُ لوَجَبَ عليه أنْ يَنْهاهم، فإذا جَلَسَ ولم يَنْهَهم لا يكونُ مُؤمِنًا كامِلًا. وقد تَكرَّر ذِكرُ الإيمانِ باللهِ وذِكرُ الإيمانِ باليومِ الآخِرِ في كلِّ واحدةٍ مِن هذه
•المَنْهيَّاتِ؛ وذلِك لأنَّ الإيمانَ باللهِ تعالى أساسُ الإيمانِ، وكلُّ ما يُؤمَنُ به بعدَ الإيمانِ باللهِ تابِعٌ للإيمانِ باللهِ تعالى، وذُكِرَ اليومُ الآخِرُ مع الإيمانِ باللهِ تَذكيرًا بالمعادِ، وتَذكيرًا بالثَّوابِ والعِقابِ في اليَومِ الآخِرِ الذي هو يَومُ الجزاءِ، وهو هنا مِن بابِ التَّرْهـ. يبِ والتَّحذيرِ مِن تلك الأعْمالِ؛ لِئَلَّا يُعـ. ذَّبَ ويُعـ. اقَبَ عليها في اليَومِ الآخِرِ.
• وفي الحديثِ: الحَثُّ على تَركِ المُنكَراتِ التي فيها ذَهابُ الحَياءِ والعِفَّةِ والعَقْلِ، والبُعدِ عن مَواطِنِ الشُّبُهاتِ.
و الله أعلـــــم ☝🏻
مصدر الشرح: الدُّرر السَّنية ✓
❤2👍1