"إنْ كانتِ الحَياةُ مُتعِبة، هلُمَّ إلىٰ القرآن حتَّىٰ تَسقُطَ الباء" ❤️
مجلس التلاوة المسائيّة 🌙
مجلس التلاوة المسائيّة 🌙
{وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
تفسير سورة النبأ
" عم يتساءلون "
عن أي شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟
" عن النبإ العظيم "
يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن , وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن البعث
" الذي هم فيه مختلفون "
الذي شك فيه كفار قريش وكذبوا به
" كلا سيعلمون "
ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون, سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم , ويظهر لهم ما الله فاعله بهم يوم القيامة
" ثم كلا سيعلمون "
ثم سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
" ألم نجعل الأرض مهادا "
ألم نجعل الأرض ممهدة لكم كالفراش؟
" والجبال أوتادا "
والجبال رواسي. كي لا تتحرك بكم الأرض؟
" وخلقناكم أزواجا "
وخلقناكم أصنافا ذكرا وأنثى؟
" وجعلنا نومكم سباتا "
وجعلنا نومكم راحة لأبدانكم , تهدؤون وتسكنون؟
" وجعلنا الليل لباسا "
وجعلنا الليل لباسا تلبسكم ظلمته وتغشاكم, كما يستر الثوب لابسه؟
" وجعلنا النهار معاشا "
وجعلنا النهار معاشا تنتشرون فيه لمعاشكم, وتسعون فيه لمصالحكم؟
" وبنينا فوقكم سبعا شدادا "
وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا فطور؟
" وجعلنا سراجا وهاجا "
وجعلنا الشمس سراجا وقادا مضيئا؟
" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "
وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصبا بكثرة,
" لنخرج به حبا ونباتا "
لنخرج به حبا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدواب ,
" وجنات ألفافا "
وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟
" إن يوم الفصل كان ميقاتا "
إن يوم الفصل بين الخلق, يوم القيامة, كان وقتا وميعادا محدثا للأولين والآخرين,
" يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا "
يوم ينفخ الملك في " القرن " إيذانا بالبعث فتأتون أمما, كل أمة مع إمامهم.
" وفتحت السماء فكانت أبوابا "
وفتحت السماء , فكانت ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.
" وسيرت الجبال فكانت سرابا "
ونسفت الجبال بعد ثبوتها, فكانت كالسراب.
" إن جهنم كانت مرصادا "
إن جهنم كانت يومئذ ترصد أهل الكفر الذين أعدت لهم,
" للطاغين مآبا "
للكافرين مرجعا,
" لابثين فيها أحقابا "
ماكثين فيها دهورا متعاقبة لا تنقطع
" لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا "
لا يطعمون فيها ما يبرد حر السعير عنهم , ولا شرابا يرويهم,
" إلا حميما وغساقا "
إلا ماء حارا , وصديد أهل النار ,
" جزاء وفاقا "
يجازون بذلك جزاء عادلا; موافقا لأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا.
" إنهم كانوا لا يرجون حسابا "
إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له,
" وكذبوا بآياتنا كذابا "
وكذبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا,
" وكل شيء أحصيناه كتابا "
وكل شيء علمناه وكتبناه في اللوح المحفوظ,
" فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا "
فذوقوا -أيها الكافرون- جزاء أعمالكم, فلن نزيدكم إلا عذابا فوق عذابكم.
" إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا "
إن الذين يخافون ربهم ويعملون صالحا, فوزا بدخولهم الجنة.
" حدائق وأعنابا "
إن لهم بساتين عظيمة وأعنابا,
" وكواعب أترابا "
ولهم زوجات حديثات السن , نواهد مستويات في سن واحدة,
" وكأسا دهاقا "
ولهم كأس مملوءة خمرا
" لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا "
لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول , ولا يكذب بعضهم بعضا.
" جزاء من ربك عطاء حسابا "
لهم كل ذلك جزاء ومنه من الله وعطاء كثيرا كافيا لهم.
" رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا "
إنه رب السموات والأرض وما بينهما , رحمن الدنيا والآخرة, لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه,
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا "
يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفين , لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة, وقال حقا وسدادا.
" ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا "
ذلك اليوم الحق الذي لا ريب في وقوعه, فمن شاء النجاة من أهواله فليتخذ إلى ربه مرجعا بالعمل الصالح.
" إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "
إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم, ويقول الكافر من هول الحساب: يا ليتني كن
" عم يتساءلون "
عن أي شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟
" عن النبإ العظيم "
يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن , وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن البعث
" الذي هم فيه مختلفون "
الذي شك فيه كفار قريش وكذبوا به
" كلا سيعلمون "
ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون, سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم , ويظهر لهم ما الله فاعله بهم يوم القيامة
" ثم كلا سيعلمون "
ثم سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
" ألم نجعل الأرض مهادا "
ألم نجعل الأرض ممهدة لكم كالفراش؟
" والجبال أوتادا "
والجبال رواسي. كي لا تتحرك بكم الأرض؟
" وخلقناكم أزواجا "
وخلقناكم أصنافا ذكرا وأنثى؟
" وجعلنا نومكم سباتا "
وجعلنا نومكم راحة لأبدانكم , تهدؤون وتسكنون؟
" وجعلنا الليل لباسا "
وجعلنا الليل لباسا تلبسكم ظلمته وتغشاكم, كما يستر الثوب لابسه؟
" وجعلنا النهار معاشا "
وجعلنا النهار معاشا تنتشرون فيه لمعاشكم, وتسعون فيه لمصالحكم؟
" وبنينا فوقكم سبعا شدادا "
وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا فطور؟
" وجعلنا سراجا وهاجا "
وجعلنا الشمس سراجا وقادا مضيئا؟
" وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "
وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصبا بكثرة,
" لنخرج به حبا ونباتا "
لنخرج به حبا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدواب ,
" وجنات ألفافا "
وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟
" إن يوم الفصل كان ميقاتا "
إن يوم الفصل بين الخلق, يوم القيامة, كان وقتا وميعادا محدثا للأولين والآخرين,
" يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا "
يوم ينفخ الملك في " القرن " إيذانا بالبعث فتأتون أمما, كل أمة مع إمامهم.
" وفتحت السماء فكانت أبوابا "
وفتحت السماء , فكانت ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.
" وسيرت الجبال فكانت سرابا "
ونسفت الجبال بعد ثبوتها, فكانت كالسراب.
" إن جهنم كانت مرصادا "
إن جهنم كانت يومئذ ترصد أهل الكفر الذين أعدت لهم,
" للطاغين مآبا "
للكافرين مرجعا,
" لابثين فيها أحقابا "
ماكثين فيها دهورا متعاقبة لا تنقطع
" لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا "
لا يطعمون فيها ما يبرد حر السعير عنهم , ولا شرابا يرويهم,
" إلا حميما وغساقا "
إلا ماء حارا , وصديد أهل النار ,
" جزاء وفاقا "
يجازون بذلك جزاء عادلا; موافقا لأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا.
" إنهم كانوا لا يرجون حسابا "
إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له,
" وكذبوا بآياتنا كذابا "
وكذبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا,
" وكل شيء أحصيناه كتابا "
وكل شيء علمناه وكتبناه في اللوح المحفوظ,
" فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا "
فذوقوا -أيها الكافرون- جزاء أعمالكم, فلن نزيدكم إلا عذابا فوق عذابكم.
" إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا "
إن الذين يخافون ربهم ويعملون صالحا, فوزا بدخولهم الجنة.
" حدائق وأعنابا "
إن لهم بساتين عظيمة وأعنابا,
" وكواعب أترابا "
ولهم زوجات حديثات السن , نواهد مستويات في سن واحدة,
" وكأسا دهاقا "
ولهم كأس مملوءة خمرا
" لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا "
لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول , ولا يكذب بعضهم بعضا.
" جزاء من ربك عطاء حسابا "
لهم كل ذلك جزاء ومنه من الله وعطاء كثيرا كافيا لهم.
" رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا "
إنه رب السموات والأرض وما بينهما , رحمن الدنيا والآخرة, لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه,
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا "
يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفين , لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة, وقال حقا وسدادا.
" ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا "
ذلك اليوم الحق الذي لا ريب في وقوعه, فمن شاء النجاة من أهواله فليتخذ إلى ربه مرجعا بالعمل الصالح.
" إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "
إنا حذرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم, ويقول الكافر من هول الحساب: يا ليتني كن
تفسير سورة النازعات
" والنازعات غرقا "
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا
" والناشطات نشطا "
والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق
" والسابحات سبحا "
والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها,
" فالسابقات سبقا "
فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه ,
" فالمدبرات أمرا "
فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب,
" يوم ترجف الراجفة "
يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة,
" تتبعها الرادفة "
تتبعها نفخة أخرى للإحياء.
" قلوب يومئذ واجفة "
قلوب الكفار يومئذ مضطربة من شدة الخوف,
" أبصارها خاشعة "
أبصار أصحابها قليلة من هول ما ترى.
" يقولون أئنا لمردودون في الحافرة "
يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنرد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟
" أئذا كنا عظاما نخرة "
أنرد وقد صرنا عظاما بالية؟
" قالوا تلك إذا كرة خاسرة "
قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذا خائبة كاذبة.
" فإنما هي زجرة واحدة "
فإنما هي نفخة واحدة,
" فإذا هم بالساهرة "
فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها.
" هل أتاك حديث موسى "
هل أتاك- يا محمد- خبر موسى؟
" إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى "
حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك " طوى " ,
" اذهب إلى فرعون إنه طغى "
فقال له: اذهب إلى فرعون , إنه قد أفرط في العصيان؟
" فقل هل لك إلى أن تزكى "
فقل له: أتود أن تطهر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان,
" وأهديك إلى ربك فتخشى "
وأرشدك إلى طاعة ربك , فتخشاه وتتقيه؟
" فأراه الآية الكبرى "
فأرى موسى فرعون العلامة العظمى: للعصا واليد,
" فكذب وعصى "
فكذب فرعرن نبي الله موسى عليه السلام, وعصى ربه عز وجل ,
" ثم أدبر يسعى "
ثم ولى معرضا عن الإيمان مجتهدا في معارضة موسى.
" فحشر فنادى "
فجمع أهل مملكته وناداهم ,
" فقال أنا ربكم الأعلى "
فقال: أنا ربكم الذي لا رب فوقه ,
" فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة , وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين.
" إن في ذلك لعبرة لمن يخشى "
إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظه لمن يتعظ وينزجر.
" أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها "
أبعثكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟
" رفع سمكها فسواها "
رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور ,
" وأغطش ليلها وأخرج ضحاها "
وأظلم ليلها بغروب شمسها, وأبرز نهارها بشروقها.
" والأرض بعد ذلك دحاها "
والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها ,
" أخرج منها ماءها ومرعاها "
وفجر فيها عيون الماء, وأنبت فيها ما يرعى من النباتات,
" والجبال أرساها "
وأثبت فيها الجبال أوتادا لها
" متاعا لكم ولأنعامكم "
خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. (إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء , وكله على الله هين يسير)
" فإذا جاءت الطامة الكبرى "
فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية,
" يوم يتذكر الإنسان ما سعى "
عندئذ يعرض على الإنسان كل عمله من خير وشر , فيتذكره ويعترف به ,
" وبرزت الجحيم لمن يرى "
وأظهرت جهنم لكل مبصر ترى عيانا.
" فأما من طغى "
فأما من تمرد على أمر الله,
" وآثر الحياة الدنيا "
يفضل الحياة الدنيا على الآخرة,
" فإن الجحيم هي المأوى "
فإن مصيره إلى النار.
" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "
وأما من خاف القيام بين يدي الله للحساب , ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة,
" فإن الجنة هي المأوى "
فإن الجنة هي مسكنه.
" يسألونك عن الساعة أيان مرساها "
يسألك المشركون يا محمد- استخفافا- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها
" فيم أنت من ذكراها "
لست في شيء من علمها ,
" إلى ربك منتهاها "
بل مرد ذلك إلى الله عز وجل ,
" إنما أنت منذر من يخشاها "
وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها من يخافها.
" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا, لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس , أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.
" والنازعات غرقا "
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا
" والناشطات نشطا "
والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق
" والسابحات سبحا "
والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها,
" فالسابقات سبقا "
فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه ,
" فالمدبرات أمرا "
فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب,
" يوم ترجف الراجفة "
يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة,
" تتبعها الرادفة "
تتبعها نفخة أخرى للإحياء.
" قلوب يومئذ واجفة "
قلوب الكفار يومئذ مضطربة من شدة الخوف,
" أبصارها خاشعة "
أبصار أصحابها قليلة من هول ما ترى.
" يقولون أئنا لمردودون في الحافرة "
يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنرد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟
" أئذا كنا عظاما نخرة "
أنرد وقد صرنا عظاما بالية؟
" قالوا تلك إذا كرة خاسرة "
قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذا خائبة كاذبة.
" فإنما هي زجرة واحدة "
فإنما هي نفخة واحدة,
" فإذا هم بالساهرة "
فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها.
" هل أتاك حديث موسى "
هل أتاك- يا محمد- خبر موسى؟
" إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى "
حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك " طوى " ,
" اذهب إلى فرعون إنه طغى "
فقال له: اذهب إلى فرعون , إنه قد أفرط في العصيان؟
" فقل هل لك إلى أن تزكى "
فقل له: أتود أن تطهر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان,
" وأهديك إلى ربك فتخشى "
وأرشدك إلى طاعة ربك , فتخشاه وتتقيه؟
" فأراه الآية الكبرى "
فأرى موسى فرعون العلامة العظمى: للعصا واليد,
" فكذب وعصى "
فكذب فرعرن نبي الله موسى عليه السلام, وعصى ربه عز وجل ,
" ثم أدبر يسعى "
ثم ولى معرضا عن الإيمان مجتهدا في معارضة موسى.
" فحشر فنادى "
فجمع أهل مملكته وناداهم ,
" فقال أنا ربكم الأعلى "
فقال: أنا ربكم الذي لا رب فوقه ,
" فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة , وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين.
" إن في ذلك لعبرة لمن يخشى "
إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظه لمن يتعظ وينزجر.
" أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها "
أبعثكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟
" رفع سمكها فسواها "
رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور ,
" وأغطش ليلها وأخرج ضحاها "
وأظلم ليلها بغروب شمسها, وأبرز نهارها بشروقها.
" والأرض بعد ذلك دحاها "
والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها ,
" أخرج منها ماءها ومرعاها "
وفجر فيها عيون الماء, وأنبت فيها ما يرعى من النباتات,
" والجبال أرساها "
وأثبت فيها الجبال أوتادا لها
" متاعا لكم ولأنعامكم "
خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. (إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء , وكله على الله هين يسير)
" فإذا جاءت الطامة الكبرى "
فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية,
" يوم يتذكر الإنسان ما سعى "
عندئذ يعرض على الإنسان كل عمله من خير وشر , فيتذكره ويعترف به ,
" وبرزت الجحيم لمن يرى "
وأظهرت جهنم لكل مبصر ترى عيانا.
" فأما من طغى "
فأما من تمرد على أمر الله,
" وآثر الحياة الدنيا "
يفضل الحياة الدنيا على الآخرة,
" فإن الجحيم هي المأوى "
فإن مصيره إلى النار.
" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "
وأما من خاف القيام بين يدي الله للحساب , ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة,
" فإن الجنة هي المأوى "
فإن الجنة هي مسكنه.
" يسألونك عن الساعة أيان مرساها "
يسألك المشركون يا محمد- استخفافا- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها
" فيم أنت من ذكراها "
لست في شيء من علمها ,
" إلى ربك منتهاها "
بل مرد ذلك إلى الله عز وجل ,
" إنما أنت منذر من يخشاها "
وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها من يخافها.
" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا, لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس , أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار.