أيُّها البعِيد عنّي،
جدًا في آخرِ المدىٰ،
كيفَ صنعت من اللا وجوْدِ، وجودك؟
ورُغم كلّ هذا الفرَاغ حولِي، كيفَ أحطْتَ بي؟ كيف يُكون فِي غيابكَ، كل هذا الحُضور؟
جدًا في آخرِ المدىٰ،
كيفَ صنعت من اللا وجوْدِ، وجودك؟
ورُغم كلّ هذا الفرَاغ حولِي، كيفَ أحطْتَ بي؟ كيف يُكون فِي غيابكَ، كل هذا الحُضور؟
وجهها كالعَاج، لا حياة فِيه، وذلك الحُزن العَمِيق الجامدُ في عينَيها الواسعتين، كأنَّ أحزانَ البشريِّة وآلامها تُحدِّق إليّ من خلف أهدابِها، لاتتحركان، لكنهما أعمقُ من اللُّجة، لا انتِقام فيها ولا ثورَةٌ ولا مرارة.
حُزنٌ لا قرار له، وهذهِ المرأة هي أقنُوم الحزنِ والسُّكوت، يخيّل إلي أنها لو فتحَتْ فاها لتفجّر الحُزن من عينيها كالسيْل، لكنّها ساكِنة.
دَعيني أُحِبُّكِ، كي أتخلّصَ من فائِض الحُزن داخلي، وكي أتحَرر من زمنِ القُبح والظلمات.
دَعيني أنامُ بجوفِ يديكِ قليلًا، أيا أعذبَ الكائنات.
دَعيني أنامُ بجوفِ يديكِ قليلًا، أيا أعذبَ الكائنات.
كانتْ تَرفع شعرهَا دائمًا، وكانت جمِيلةَ المُحيَّا، كَما لو أنّ الحُروب لم تكُن مَوجودة.
القُلوب التِي أعرِفها، وتجْهلُني، لاذنبَ لها في فضولِي واهتمامِي
إنّه ذنبي أنا، أحبُّ أن أراهَا دون أن ترانِي، أن أسمعُ عنها ولا تسمعُني، أن أعرِفها أكثر، مِن بعيد.
إنّه ذنبي أنا، أحبُّ أن أراهَا دون أن ترانِي، أن أسمعُ عنها ولا تسمعُني، أن أعرِفها أكثر، مِن بعيد.