Telegram Web Link
*عبدالباقي*
يمكن حاليا الكل مفتكر اني انسان سئ خنتا صحبي وماحافظتا على الاماانه، بس القلب مابيدنا ومانحنا البنتحكم فيه ومانحنا البنختاار يمكن المشكله الوحيده هي اني كنتا اناني عجبتني حكاية انها تفتكر انو تحب الكتب الورق انا الكتبتو ولصقتو في الكتاب صح الكلام كلام عمار المشاعر مشاعر عمار والافكار واي شي والحب من اساسو بيخص عمار بس سارة حبت الانسان الكتب ليها الورق في الكتاب يعني انا ماعمار أنا ذاتي ضعت بين السطور، بين الحروف الكتبتها بإيدي وبقلب ما ليهو في الموضوع غير وساوسو. كل يوم كنتا بقنع نفسي إنو دا واجب، إنو بعملو عشان صاحبي، عشان أساعدو يرجع حبيبتو، لكن الحقيقة؟ الحقيقة يا سارة، إنتي ما قريتي ورق، إنتي قريتي قلبي.

بديتي تردي، تكتبي في الكتاب الخاص تعليقات على الكلام، تقتبسي، تبكي، تضحكي، وتحتضني الورق كأنو حضن حبيب. وقتها، حصل شي جواي ما قدرتا أسيطرو، شي حرك الحته البي ما مفروض تتحرك... وبدت أفكاري تتغير.

كنت بمشي ليك بي ورق جديد داخل الكتاب وألصق الكلام البرتقالي، وأناديك وأقول: كلام يدخل قلبك وكنتِ بتاخديه بحماس، وأنا بقيف أتفرج عليك، ما عشان بتقري، لكن عشان بتعيشي الكلام. في اللحظة ديك، ما كنت عمار، كنت أنا، عبدالباقي، الزول الداير يلقى حبه وسط أكاذيب صادقه.

لكن كنت بعرف، بعرف إنو كل دا حرام... خيانة، مو بس لصاحبي، لكن كمان ليك إنتي. لأنو حبيتِ زول ما كان أنا، حبيتِ حلم اتبنى على كلام من قلب ما لي.

وجاني اليوم القاسي، اليوم القالي فيهو عمار:
"حبيت الإنسانة الوحيدة الأنَا بحبها؟"

ما قدرت أجاوب... لأني لو اتكلمت، كنتا حا اعترف بجرم، اعتراف أكبر من طعنة في الظهر. ساكت، عيوني في الأرض، وقلبي في الركب. ما عايز أكذب، وما قادر أقول الحقيقة.

وهو طلع، وأنا بقيت قاعد، في جرحين... واحد في رجلي، والتاني في ضميري.
كنت ممدد على السرير، وعيني في السقف، بس عقلي... عقلي في مكان تاني خالص. من وقت ما دخل عمار، واتكلم معاي بالطريقة دي، حسيت كأنو في شي انكسر جواي. نظرتو ليا، كلامو، وجعو، كل حاجة كانت بتكسر فيني أكتر من الجرح الحسي.

أنا فعلاً ما قصدتا أوجعو... لكن زي ما قلت، القلب ما بيدنا.

أيوه، عمار هو الكتبا، هو الحسا، وهو العاشا من زمان. بس أنا... أنا اللسا كنت بقرا الكلمات دي كأنها أول مرة، كأنها طالعة من قلبي، وأنا اللسا كنت بترجف لمن أشوف رد فعلها، لمن تبتسم وهي تقرا، لمن عيونها تلمع بالحياة. أنا اللسا كنت بتمنى تكون ليا، رغم إنو ما حقي.

حسيت بنفسي حقير؟ كتير.

أناني؟ أكتر من أي وقت.

لكن لأول مرة في حياتي... كنت عايز أعيش شي بيخصني، حتى لو بدايته كذبة. حتى لو النهاية فيها وجع.

قمتا بصعوبة، ومشيتا ناحية المرآة الصغيرة في الغرفة. عاينت في عيوني، وشفت الزول الكنتا بعرفو، والزول البيحاول يهرب من إحساسو بالذنب. همست لي صورتي:

"أها، فرحت؟ بقت تحبك؟ بس انت ذاتك عارف إنها ما بتحبك انت... بتحب فكرة زول كتب ليها، فهمها، لمس وجعها. بتحب عمار."
قعدتا في السرير لمن الباب دق وقلتا اتفضل سارة طاوقت براحه وقالت ممكن ادخل؟ قلتا ليها اتفضلي جات داخله وقفلت الباب وقفت جنبي وابتسمت وقالت
"كيف حاسس نفسك احسن؟"
قلتا ليها
"الحمدلله"
قالت لي
"انت طالما عارف انو جرحك ممكن ينذف او تتعب اذا تحركت متحرك مالك مش نحنا قلنا ليك ماتعب نفسك ودكتور عمار بجي؟"
قلتا ليها
"خفتي علي؟"
قالت لي
"امي اتخلعت لمن انت وقعتا كدا وقالت لي اجي اطمن عليك"
قلتا ليها
"ما اي شي تلصقي في امك سألتك سؤال معين خفتي علي؟ السؤال موجه ليك انتي"
حسيتها اتوترت وبقيت تتلفت وماقدرت ترد فقلتا ليها
"ابتسمي ياذات الابتسامه المشرقه وانيري لمن حولك فالعالم ينقصه جمال🧡"
رفعت راسها عاينت لي بخلعه قالت ك ك كيف كدا الكلام دا كان مكتوب في اول رسالة، عاينت لي تاني بصدمه.. قالت لي
"يعني انت..؟"
هزيت ليها راسي وانا مبتسم يعني اي انا، لمحتا ابتسامه خجوله في وشها وماقالت شي تاني وطلعت طوالي رميت وقتها شعور تأنيب الضمير الجاني للحظه وعملتا على انو اعمل كدا واكون انا البطل الخيالي الهي منتظراهو
_______
*سماح*
كنتا واقفه مع الدكتور بسجل في الملاحظات البيقولها لمن تلفوني دقا بقا يتصل مكالمه ورا مكالمه وانا بقفل والدكتور زهج قال لي
“You think you can play doctor while checking your phone?”
“Focus or get out.”
“No phones in my rounds. Ever.”

طلعتا من الغرفه وعاينتا للتلفون لقيتها سارة فطلعتا ورديت ليها وقلتا

"سارة انا في التدريب برجع ليك بعدين"
وقفلتا بدون اسمع ردها قفلتا المكالمة ونفستا تنهيدة تقيلة، وحاولتا أركز تاني في المريض البعديهو، لكن قبل ما أمسك الملف، سمعت صوت خبطة شديدة جوه العنبر. الجلبة كانت من غرفة العناية المتوسطة. لفيت بتركيز، ولقيت المريضة رقية حسين، بت الشيخ الكبير، قاعدة تحاول تقوم من السرير وهي مربوطة بجهاز المحلول وجهاز مراقبة الضغط.
واضح إنها كانت في حالة هياج.

الجنايني العجوز الفي العنبر، كان بيصيح من بعيد:

"الحقواااهااااااااااا!!"



قربت من رقية بسرعة، وكنت شايفة في عيونها خوف ما طبيعي. حاولت أهدّيها بالكلام:

– "يا خالتي رقية، أهدأي شوية، ما في شي حصل... نحنا هنا معاك، أرجعي على السرير الله يرضى عليك."

لكن كانت مصرة تقوم، وقالت بصوت عالي:

"أنا ما قاعدة هنا... أنا داير أمشي، في ناس دايرين يقتلوني!!"



الدكتور البرازيلي الجاي يدربنا قرب وبدأ يتنرفز وقال لي:

"Call the security! This is a psychiatric crisis."



لكن أنا لاحظتا شي غريب. عيون رقية كانت موجهة لحاجة تحت السرير، وكانت ماسكة جنب بطنها.

نزلتا في الأرض بسرعة، ولقَيت إنو جهاز القسطرة مأخوذ بطريقة غلط، وفي نزيف خفيف. فهمتا إنو الخوف بتاعها ما هذيان نفسي، لكن بسبب ألم حاد. التمريض كانوا قاعدين يتفرجوا، والدكتور كان بيصرخ.

رفعت صوتي وقلت: – "دكتور، المريضة ما في حالة نفسية... النزيف هو البخوفها. محتاجين نربط مصدر النزيف ونثبتها قبل ما تفقد وعيها."

الدكتور كان مستغرب من هدوئي، لكن اقتنع بكلامي، وقال لي:

"Ok, go ahead."



جريت على أدوات الإسعاف، وجبت الشاش واللاصق الطبي، وساعدت المريضة ترجع على السرير، وكل دا وأنا بكلمها بهدوء:

– "ما تخافي، أنا هنا معاك، والدم وقف خلاص. شدي حيلك يا خالتي."

بدأت أراقب المؤشرات الحيوية، واستقر الضغط تدريجياً. وقتها بس، الدكتور وقف ساكت، وقال لي:

"Good job, intern. You saved a panic episode from turning into a code red."
ابتسمتا وحسيت بالفخر من نفسي بالجد
_____
*وسام*
كنتا قاعد بعاين للراجل القدامي دا
في غرفة صغيرة مضاءة بنور خافت داخل مقهى مهجور في أطراف المدينة...

[الراجل التركي الغامض]:
"Geç kaldın, Wesam. Zaman bizim düşmanımız."
(تأخرت يا وسام. الزمن عدونا.)

[وسام] (بصوت هادئ لكنه واثق):
"Gecikmek bazen dikkat dağıtmak demektir. Takip edilip edilmediğimi kontrol ettim."
(التأخير أحياناً يكون للتمويه. تأكدت إذا كنت مراقب ولا لا.)

[الراجل الغامض] (ينحني للأمام ويضع ملفاً على الطاولة):
"Yeni hedef. Kod adı: Şebeke."
(هدفنا الجديد. الاسم الرمزي: الشبكة.)

[وسام] (يأخذ الملف ويفتحه، عيونه تضيق وهو يقرأ):
"Bu bir hükümet kurumu değil... Özel bir organizasyon gibi görünüyor."
(دي ما مؤسسة حكومية... شكلها منظمة خاصة.)

[الراجل الغامض] (بصوت منخفض):
"Resmiyetin ötesinde. Kara para, insan ticareti, dijital silahlar. Hiçbir yerde isimleri yok ama her yerde etkileri var."
(أبعد من الرسمية. غسل أموال، تجارة بشر، أسلحة رقمية. ما عندهم اسم في أي مكان، لكن أثرهم في كل مكان.)

[وسام] (ينظر إلى صورة داخل الملف):
"Kim bunlar? Türk bağlantısı var mı?"
(الناس ديل منو؟ في علاقة بتركيا؟)

[الراجل الغامض] (يشير إلى رمز على الصورة):
"Bu sembol. Sadece İstanbul'daki eski bir arşivde bulundu. Kod kırıcıların bile başaramadığı bir şifre içeriyor."
(الرمز دا. اتوجد بس في أرشيف قديم في إسطنبول. فيه شيفرة حتى كاسري الشيفرات ما قدروا يفكوها.)

[وسام]:
"Senden ne istiyorsun?"
(عايز شنو مني؟)

[الراجل الغامض]:
"İçlerine sızmanı. Onların sistemine bir solucan yerleştirmeni. Sana bir IP vereceğim. Onlara kadar seni götürecek."
(تتسلل ليهم. تزرع دودة إلكترونية في نظامهم. حأديك IP يوصلك ليهم.)

[وسام] (بدهشة وخوف بسيط):
"Bu... çok büyük bir risk."
(دي مخاطرة كبيرة.)

[الراجل الغامض] (يبتسم بسخرية):
"Özgürlük riskle başlar. Ya onların kölesi olacağız, ya da onları içten çökerteceğiz."
(الحرية بتبدأ بالمخاطرة. يا نكون عبيد ليهم، يا نخربهم من جوة.)

[وسام] (يسحب اللابتوب الصغير من حقيبته):
"IP’yi gönder. Onlarla tanışmak istiyorum."
(أرسل لي الـ IP. داير أتعرف عليهم.)

الراجل طلع ملف وختاهو قدام وسام ووسام بدا يتصفح بس فجاءة (يتوقف عن تصفح الملف فجأة، يرفع عينه بنظرة فيها شك):
"Beni nereden tanıyorsun? Neden ben? Bu kadar adam varken..."
(عرفتني من وين؟ وليه أنا؟ مع إنه في آلاف غيري...)

[الراجل الغامض] (ينظر إليه بهدوء شديد، ثم يرد بصوت منخفض):
"Berlin’deki o banka saldırısı... senin elin vardı. İzlerini çok iyi sakladın, ama biri seni mutlaka izliyordu."
(الهجوم على البنك في برلين... كان ليك يد فيه. أخفيت آثرك كويس جدًا، لكن في زول كان بيراقبك.)

[وسام] (تتجمد ملامحه لثواني، ثم يهمس):
"Benimle oynuyorsun."
(إنت بتلعب معاي.)
[الراجل الغامض] (يبتسم بهدوء لكن ببرود):
"Senin geçmişin, bizim geleceğimiz. Doğru ellerde, sen bir silah olabilirsin. Yanlış ellerde... sadece bir tehdit."
(ماضيك... هو مستقبلنا. في الأيادي الصحيحة، إنت ممكن تكون سلاح. لكن في الأيادي الغلط... مجرد تهديد.)

[وسام] (ينظر له بحدة):
"Ben bir araç değilim."
(أنا ما أداة في يد زول.)

[الراجل الغامض] (يميل للأمام ويقول ببطء):
"Artık seçme şansın yok, Wesam. Zaten seçildin."
(ما عندك خيار يا وسام. الإختيار اتعمل بالفعل.)
(يحاول يضبط نبرة صوته لكنه ما قادر يخفي توتره):
"Peki... ya ben kabul edersem, ne kazanacağım? Bu işin bana getirisi ne?"
(طيب... لو قبلت، أنا حأستفيد شنو؟ المقابل شنو بالضبط؟)

[الراجل الغامض] (يرجع ظهره للمقعد ويبتسم ابتسامة باردة):
"Sen hâlâ pazarlık yapabileceğini sanıyorsun. Biz seninle ilgili her şeyi biliyoruz, Wesam. Aileni, geçmişini... ve şu anda kiminle yaşadığını."
(إنت لسه مفكر إنك تقدر تفاوض؟ إحنا عارفين عنك كل شي يا وسام. عائلتك، ماضيك... وحتى الشخص القاعد معاه هسة.)

[وسام] (ينتفض، يحاول يخفي رد فعله):
"Kardeşimle ne alakan var?"
(أخوي مالو؟ عايز شنو منو؟)

[الراجل الغامض] (يحدق فيه بعيون جامدة):
"Onu çok seviyorsun, değil mi? İşte o yüzden seçeneğin yok. Kabul etmezsen... onu kaybedersin. Ve özgürlüğünü de. Berlin'deki olay, hatırladın mı?"
(إنت بتحبه شديد، صح؟ عشان كدا ما عندك خيار. لو رفضت... حتفقدو. وحتفقد حريتك. فاكر الحاصل في برلين؟)

[وسام] (يهمس وكأنو فقد صوته):
"Bu bir tehdit."
(دي تهديد؟)

[الراجل الغامض] (بصوت بارد جدًا):
"Hayır. Bu bir gerçek."
(لا. دي حقيقة.)
قام مني وهو مبتسم بخباثه
_______
*سارة*
كنتا قاعده وماعارفه نفسي حاسه بشنو بس فرحت لاني اخيرا عرفت منو الكان بكتب بس ماكان ظاهر عليه عبدالباقي كنتا كل شويه ابتسم وقلبي بدق سرريع 💕 يعني الليله الفرحه فرحتين شفتا امي واقفه على رجلينها♡وعرفتا منو المعجب الخفي طلع في انسان بحبني زي ماانا ♡ وبقيت قاعده في كراسي الانتظار مبسوطه ومزاجي رايق جا عبدالباقي قعد جنبي وقال لي

"لو عارفك حتفرحي كدا كان وريتك من زمان"
ابتسمتا بس ماعرفتا ارد فقال لي
"حاسس انو المشاعر متبادله وطالما كدا ليه نأخر الزمن خلينا نعمل خطوه رسميه مباشرة ونتزوج"

اتخلعتا وعاينتا ليه هو ليه مستعجل كدا انا متين عرفت اساسا..


يتبع....
*#في_اول_الحكايات14*
*#بقلم_سارة_بشرى🖊️*

قال الله تعالى""إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون." [سورة الحجرات: 15]



*عبدالباقي*
كنتا بعاين ليها وهي مستغربه قلتا ليها
"مالك ليه بتعايني كدا"
قالت لي
"سكتا الفترة دي كلها ماعارفه ليه الليله تحديدا قررتا تتكلم وطالما قررت ليه مستعجل كدا قول بسم الله انا يادوب عرفت اديني فرصه استوعب"
قلتا ليها
"عايزه كم عشان تستوعبي كم يوم يعني او كم من الزمن"
قالت لي
"كأنك بتضغط زياده"
قلتا ليها
"لا تمام اخدي راحتك اعتبريني ماقلتا شي"
قاعد معاها كدا جا عمار ماري عاين لينا وواصل مشيه بس سارة نادتو عاينتا ليها مستغرب بتناديه ليه وقفت ومشت عليه وقالت ليه

"دكتور عمار شكرا ليك ماقصرتا معانا ابدا الليله قدرتا اشوف امي واقفه على رجلينها شكرا"
والدكتور قال ليها
"امك كمان ماقصرت معاي علمتني قرتني نصحتني وبسبب نصايحها انا وصلتا هنا دا اقل واجب ممكن اعملو ليها وماحارتاح ولا تغمض لي عين لا اشوفها عديلل ماشه بدون مساعده"

ابتسمت وبدون تردد قالت ليهو تحضر حفله؟ صحبتي شغاله في مشغل تطريز قالو لي تعزمي الدايراهو وانا عايزاك تجي معانا حتعجبك شدييد صدقني ابتسم وقال ليها ان شااءالله ومشا، جاتني راجعه قلتا ليها
"كان تواصلو راجعه ليه؟ليه عزمتيه على الحفله انا قاعد جنبك ماقلتي لي تعال ليه تعزميه هو؟"
قالت لي
"عبدالباقي الحفله في مشغل ام مهدي يعني في محل مهدي صحبك اكييد انت عارف قبلي كيف اعزمك على مكان انت عارف بيه اصلا"
عبدالباقي (ضحك خفيف وهو يحاول يخفف الجو)
"يعني كدا بس... حفلة ومشغل وتطريز وعمار؟ وأنا ساي أقعد أتفرج؟"

سارة (ابتسمت بنص شفايفها، لكن عيونها فيها استغراب)
"يا زول ما تقول كدا، أنا ما قصدت أبعدك. الحفلة أصلاً في مشغل أم مهدي، يعني أنت والمكان دا أصحاب من زمان... ما حسيت إنو محتاج أعزمك رسمي."

عبدالباقي (هز راسو ببطء، وهو يفتش في عينها)
"لكن الدعوة ذاتا مرات بتفرق، بتخلي الواحد يحس إنو محسوب، موجود... حتى لو عارف المكان، كلمة (تعال) دي مرات بتبقى أهم من المكان نفسو."

سارة (سكتت لحظة، بعدين قالت بهدوء)
"يمكن انت عندك حق... أنا استعجلت، وفرحت، وشايلة هم حاجات كتيرة. بس برضو... ما نسيتك."

عبدالباقي (بابتسامة خفيفة)
"ما مشكلة يا سارة... أنا بس بحاول أفهم، لو في شي متغير، لو إحساسي غلط... ولا بس قلبي بيفكر بزيادة."

سارة (نزلت نظرها وقالت بهدوء فيه حنية)
"لا، قلبك ما غلطان... بس إحنا الاتنين فينا كلام ما قلناهو... وكل ما نجي نقول، بنلقى نفسنا ساكتين."

عبدالباقي (ابتسم بخفة)
"يمكن الحفلة تكون بداية كويسة للكلام... لو لسة عايزة تدعيني."

سارة (نظرت ليهو بعيون فيها اعتذار ودفء)
"بدعيك يا عبدالباقي... تعال. وأنا حأكون مبسوطة لو جيت."

عبدالباقي (ابتسم بهدوء وقال وهو يقوم)
"خلاص... نشوفكم هناك."
_______
*مهدي*
كنتا في المشغل بزين مع العمال لانو اي شي لازم يكون جاهز قبل ما الحفله تبدا بكرا جات ملاذ قالت لي

"اوو حضرة المسؤول شايفاك مشغول شدييد وماعندك زمن تحك راسك"
ابتسمتا وانا بتلفت عليها وقلتا ليها
"الموظفه الكسلانه اتأخرتي 10دقايق عن موعد حضورك"

قالت"لا يا رغم اني استعجلت خلاص اديني حاجه اعملها اساعدكم "
بقيت اتلفتت بقيت أتلفّت وأنا عامل نفسي ما سامع، قربت منّي وقالت وهي ترفع حاجبها:

"والله إلا أرجع البيت لو ما أدّيتني شغل."

ضحكت وقلتا ليها:

"طيب، شوفي الستانات الجنب المكنة دي، رتّبيهم حسب الألوان، وبعدها ساعدي ندى في لفّ الطرح، تمام؟"

قالت وهي تمد إيدها للستان:

"تمام يا حضرة المدير… بس المرة الجاية جيب لي قهوة أول، عشان أشتغل بنشاط."

قلتا ليها:

"إنتي نشاطك مربوط بالقهوة؟ ما كأنو بقيتي مدمنة؟"

قالت وهي تضحك:

"مدمنة؟ أنا؟ لا يا راجل… بس القهوة بتفك لي مزاجي."

واصلنا الشغل، والمكان بقى مليان حركة وضحك خفيف بين البنات… رشة بخور جات من الجهة التانية، عرفت إنو خالتي امي وصلت.

ملاذ مشيت عليها، سلّمت، وقالت ليها:

"خالتي نهاد، نورتي المشغل… ريحتك جات قبل خطواتك."

قالت وهي تضحك وتصفق بإيدها:

" انتي يابت مصره تعمليني عجوز المهم الحفلة دي تطلع عديل،

ملاذ قالت

"مابقدر اناديك باسمك ساي، اطمني، الليلة نلمعوا المشغل لمعة ما حصلت، والحفلة دي حتبقى حديث الناس."
المشغل كان شبه خلية نحل… البنات كل واحدة ماسكة زاوية، وريحة البخور متسلّلة في الجو، عاملة هالة من الدفء كأنها بتقول: "في مناسبة كبيرة جاية."

الساتين والأقمشة المطرزة متعلقة في الحيطان زي لوحات فنية… الذهبي، العنابي، التركواز، وحتى الأخضر الفسفوري، كله مرتب بنظام، والعيون تتخطف عليه.

أنا كنت واقف في النص، ماسك اللستة، أراجع:
"الأنوار اتعلّقت؟"
ندى قالت: "أيوة، جبنا سلاسل إضاءة LED، ركّبناها في السقف وعلى الستاير، أول ما تتفتح، بتبرق زي النجوم."
"والأركان؟"
ملاذ ردّت وهي بتعدل في الزينة: "زاوية التصوير خلّصناها، فيها ستاند ورد طبيعي، مع خلفية قماش أبيض مطرز، والبنات جربوا يصوروا، طلعت فخمة شديد."

الديوان الجنب المكنة تحوّل لمكان جلسة شرقية: فرشناه بمخدات مطرزة، وحطّينا مجمرة في النص، تنفث ريحة العود والجاوي، ورافعين فوانيس نحاسية صغيرة فيها شموع.

صينية العصائر اتجهزت: موية نعناع، عصير كركديه مثلّج، وآخر بالليمون والزنجبيل… كلهم في قوارير زجاجية، مربوطة بخيوط خيش وعليها بطاقة مكتوب فيها بخط عربي: "لكِ منّا بهجة."

وملحقة بيهم صينية صغيرة فيها تمر ملفوف في ورق دانتيل أبيض، وعليهم وردة بلدي ناشفة… منظر يخليك تقول سبحان الله.

ملاذ كانت لابسة مريولها الوردي، لكن لفت طرحتها بطريقة أنيقة، وقالت وهي بتراجع ترتيب الطاولات:

"أنا شايفة نضيف شوية ورود هنا، الزاوية دي ناقصة روح."

قلتا ليها:

"عندك نظرة يا ملاذ… ختي ورد أبيض وياسمين، حيديها لمسة هادئة، وسط الألوان الصاخبة."

جات فطوم، شايلة صندوق فيه بروشات على شكل وردات مطرزة بخيط حرير… وزّعتهم للبنات عشان يلبسوهم زي توحيد للشكل… كل واحدة تلبس بروش بلون مختلف.

والموسيقى؟ كنا مجهزين سماعة بلوتوث كبيرة، شغّلت فيها أنغام تراثية ناعمة أولاً، عشان ما نشتّت الشغل… بس لاحقاً، بنقلبها على أغاني تراث بنات فيها دف وتمتمة.

وطبعاً، ما نسينا لوحة الترحيب، كتبتها بخطي:

أهلاً وسهلاً بكم في ليلة من خيوط الحُب… حيث الفن يتنفس، والقلوب تحتفل.

علّقنا اللوحة عند الباب، وحطّينا تحتها إناء من الفخار فيه نعناع أخضر وفروع زهر ليمون.

وقفت لحظة وسط كل الزحمة، وشميت ريحة القهوة الجاية من ركن الضيافة، وضحكت:

"لو دي تجهيزات بس، الحفلة ذاتا حتكون كيف؟"

كلنا حسينا بالحماس، الليلة دي حتبقى ليلة ما تتنسى، والحكايات فيها لسه في بدايتها.
'_______
*يوسف*
جاني اتصال من مهدي رديت سألني عن مكاني قلتا ليهو
"في الجمعيه انت وعبدالباقي شكلكم نسيتو انو في جمعيه نحنا دايرنها ولازم زول يكون متواجد؟"

قال لي
"اي والله كلامك صح اهملنا الجمعيه بأخر فترة كنتا عايزه اسألك اذا جاهز الحفله بكرا ان شااءالله من الصبااح"

قلتا ليهو
"عاارف ومتذكر"
قال لي
"جيب معاك وسام ماتنسى انا في احتمال مااجي الليله حامشي مع امي ابوي دايرني"
قفلتا منو ورجعتا كنت قاعد في مكتبي في الجمعية الخيرية، أوراق متكومة قدامي، ونفسي أتقسم بين الإحصائيات وتقارير الدعم الشهرية. لكن في اللحظة دي، في صوت برّة شق السكون… جوطة كأنها خناقة صغيرة.

سمعت صوت الموظف نزار، صوتو عالي ومتعصّب:

– "قلت ليك يا ولد ما تدخل كده ساكت! ده مكتب، ما ملعب كورة!"

قمت فوراً وفتحت الباب. قدامي كان المشهد غريب وجميل في نفس الوقت.

ولد صغير واقف عند الباب، هدومه مشرّطة ومغبرة، وراسو فيه لطخة تراب كأنو وقع في كوم رملة. رجلو الحافية فيها جروح صغيرة ناشفة، لكن عينو… عينو تلمع بشي غريب، شي ما فيهو خوف… فيهو إصرار!

نزار واقف قدامو بيأشر ليهو بعصبية:

– "يا أستاذ يوسف، الولد ده دخل جاري، ما سلّم، ما استأذن، وأنا ما عارف داير شنو!"

رفعت يدي:

– "خلاص فضل بتتنهر في الشفع كمان؟والله دا الفضل ، خلّيني أتكلم معاه… أمشي شوف الورق الجبته من الإدارة."

نزار اتنفس بغيظ ومشى، وأنا نزلت على ركبتي قدام الولد الصغير:

– "اسمك منو يا بطل؟"

رد بفخر كأنه راجل كبير:

– "أنا اسمي معاوية…"

ضحكت بخفة:

– "معاوية؟ اسم كبير على زول صغير زيك… داير شنو يا معاوية؟"

قال وهو بيعض شفتو السفلى:

– "سمعت الجيران بقولوا في جمعية بتدي الناس أكل… أمي قالت لي ما تمشي، لكن أنا جيت جاري… أنا داير شوية رز عشان أطبخ ليها، هي تعبانة وما فطرت."

يا الله.

الكلام وقع علي زي جبل. حسّيت بعيني بتحرّق، لكن تماسكت.

مسكت يده الوسخانّة بلطافة وقلت ليهو:

– "إنت ولد شجاع… وأمك محظوظة بيك. تعال، تعال معاي، نختار ليك شوية حاجات من المخزن… بس لازم توعدني ما تجري تاني كده، جيتنا بالحيل."

هز راسو بثقة وقال:

– "بوعدك، بس بسرعة قبل أمي تقوم تفتّشني."

ضحكت وضمّيتو في صدري لحظة، حسّيت فيها الدنيا كلها رجعت لصوابها… مشيت معاه وأنا حاسس إنو الليلة جميلة اديتو اكل وربطة قروش كان ماشي مسكتو من قميصو جريتو علي قلتا ليهو
"في حاجتين اول"
بقا يعاين لي قلتا ليهو
"الاولى انا حامشي معاك حاليا واطمن عليك لمن تصل ونشتري ملابس جديده،والتانيه تقول لامك تدعي لي انو في البالي تبقى من نصيبي♡"
ابتسم وقال لي هو في واحده بترفضك؟ضحكتا ومسكتو وطلعنا سواا
_____
*سماح*
بعد ما خلّصت اليوم الطويل في المستشفى، رجعت البيت وأنا حاسة بإرهاق ما عادي. الكتف واجعني من الشنطة ، ورجلي من المشي، وكأني شايلة الدنيا فوق ظهري. أول ما دخلت الشارع، شميت ريحة تراب ممزوجة بريحة وردة جاكمان مزروعة جنب الباب، دايمًا بحس الريحة دي بترجعني لي طفولتي.

وقفت قدام بيت ناس سارة، دقيت الباب بلطف، ثلاث دقات متتاليات. لكن ما في رد. دقيت تاني، قلبت عيني على الشبابيك، ضوء ما في. فجأة افتكرت إنو اليوم خالتي تقوى عندها مقابلة حيبدو ليها جلسات العلاج، وسارة أكيد معاها. قلتا أرجع البيت أنوم شوية، جسمي خلاص ما قادر.

دخلت، لبست لبسة خفيفة، ورميت نفسي على السرير. المخدة كانت باردة ومريحة بطريقة خلتني أتنفس تنهيدة ارتياح. ما حسّيت بنفسي، نمت كأني ما نمت من شهور.

صحيت على صوت حبوبة… بصوتها الرخيم المليان عتاب وحنية:

– "يا بت قومي… معقولة نومك دا؟ دا كلو نوم؟ نوم المغارب كعب… قولي بسم الله وقومي."

فتحت عيوني بشق الأنفس، وأنا بجر اللحاف علي، لسة حاسة إنو جسمي اتكوّر من التعب. حبوبة كانت واقفة عند راسي، لابسة توبها الأزرق الموشّى بالبياض، وعينها بتلمع بلهفة، كأنها بتقول لي: انتي ما بتتذكري إنك جزء من طقوس البيت؟

– "ما عارفه يا حبوبة… النوم جرّني، قعدت من بدري، لكن جسمي كان مهدود."

– "جسمك المهدود دا ما بنصلّحوا بالنوم وقت المغرب… دا نوم الشياطين، قومي توضّي وصلي… ما عايزه البلاوي تطق فينا بسبب نومك دا."

ضحكت بخفة، ما قادرة أرد، بس قلبي دافي بكلامها. مشيت الوضاية، غسلت وشي، حسّيت ببرودة الموية تصحي فيني الحياة من جديد. صليت العصر أول، وبعدين المغرب، وأنا براجع في دعواتي، حمدت ربنا على وجود حبوبة، على بساطتها، وعلى كلامها اللي دايمًا فيهو دعوة مستترة للحياة.

دخل خالي مصطفى بعد ما خلّص شغله، شايل معاه شنطة صغيرة وحاطط مفتاح العربية على طاولة المدخل. شفتو من بعيد، وقلت ليهو وأنا طايرة عليه:

– "خاالي… شفت لي ناس سارة؟ رجعوا؟"

رد وهو بيشرب موية من الكوب:

– "تقريبًا لا… الباب لسه مقفول، ما بان لي زول داخل."

– "ياااي، كنا متفقين نطلع اليوم… وكان وعدتني تجيب لي فستان كمان، ما نسيت؟"

خالي مصطفى ضحك، رفع حاجبو بطريقة دلع وقال:

– "أنا؟ أنسى؟! دا أنا لو نسيتك أنسى اسمي… الفستان حنمشي نجيبو، وبطلعك انتي وصحباتك كلكم، ما تطلعي براكي."

عيوني لمعت، وانفجرت من الفرح:

– "جِد؟! تعنيها يعني؟"

– "إي والله، لمي البنات، ولبسي أحلى لبسة عندك… الليلة دي حنمشي نعمل جو وتجيبو فساتينكم."

من سعادتي، قلبي كان بيرقص. قمت بسرعة، فتحت دولابي، وبدأت أقلب في اللبسات. التوب الأصفر؟ ولا البلوزة الحريرية البيج؟ ولا الجينز السكيني؟ كلهم كانوا بينادوني، لكن عقلي كان في الفستان الجديد.

رنيت على ملاذ، وقلت ليها:

– "ملاذ قومي لبسي بسرعة، خالي طالع بينا مشوار، وبالمرة نمرّ على سارة لو رجعت."

ملاذ كانت بتضحك من الطرف التاني:

– " انا اتوقعتا خالك ماحيجي الليله وماحنقدر نمشي نجيب الفساتين بس ما تطلعينا آخر دقيقة وتقولوا نسيتونا."

– "أبدًا والله، الليلة الحفلة الحقيقيه عندنا إحنا، يلا استعجلي."

قمت، مسكت الميك أب بخفة، حطّيت مسكارا، لمسة بلاشر، وجلوس شفاف… وعلّقت حلق فضة بسيط. كنت محتاجة أرجع أشعر إني عايشة، مبسوطة، بنت صغيرة في لحظة فرح عابرة.

وأنا بجهّز، سمعت خالي بينده لي:

– "يلا يا سماح، خلّينا نلحق نشتري حاجة ناكلها قبل نمرّ بي سارة."

نزلت أجري، حافية حتى، وشعري متطاير، بس الابتسامة كانت مغطية وجهي كله.جيت طالعه لقيت ملاذ منتظرانا ومشينا على سارة كان ظاهر عليهم يادوب جو وباين عليهم التعب فسارة قالت مابتقدر تمشي فنحنا قررنا نمشي ونجيب ليها فستان على زوقنا واتحركنا على السوق وصلنا السوق بعد صلاة العشاء، شارع النيل كان مزدحم شوية، لكن الجو كان عليل نسبيًا، والنسمة بتداعب طرف الطرح كأنها داخلة في اللعبة. دخلنا من بوابة السوق الكبير، "سوق سندس"، معروف بإنو فيه كل جديد وراقي، من فساتين المناسبات لحد الإكسسوارات المصنوعة يدويًا.

مصطفى مشى قدامنا بخطوات واثقة، لكن كان باين عليه من البداية إنو متحسب للمشوار دا.

قال وهو بيهزر:

– "أنا داخل معاكم المعركة دي، ربنا يعديها على خير."

ضحكنا، وبدينا أول محل. فساتين على التلاجات، وألوان تملا العين: من النبيتي العميق، للتركواز الفاتح، للموف المائل للرمادي. فساتين بتطريز ناعم وأخرى بالدانتيل اللامع، في القصير والطويل، الضيق والمنفوش.

أنا أول واحدة شدتني فستان بلون "باذنجاني"، قماشه ناعم، وفيه فتحة بسيطة من الجنب، مع تطريز فضي على الأكتاف. جرّبتو، وطلع شكلي فيه كأنو طالع من قصة رومانسية قديمة.

– "ملاذ، دا شكلي فيه كيف؟"
قالت وهي بتطالعني من فوق لتحت:
– "عليكي بجنن! لو لفيتي عليه طرحة فضي، ولا حتى بيج فاتح، بتبقي أميرة والله."
محل أول، رفوف مليانة فساتين لامعة، لكن أغلبها كاشف، يا فتحة كبيرة من فوق، يا شفاف من الجنب.

ملاذ رفعت حاجبها، وقالت وهي بتقلب في الفساتين:

– "دي حفلة مشغل، مش عرض أزياء… دا ما بنفع."

ضحكت وقلت:

– "والله، لو سارة جات وشافت الحاصل دا، كانت قالت: طلعنا نشتري قماش، ما فستان."

خالي مصطفى واقف ورانا، شايل يده في جيبه، لكن واضح التعب بدأ يبان عليه.

– "يا بنات، دا أول محل… لو لفيتوا باقي السوق كدا، أنا حأشتري لي كرسي أقعد."

انتقلنا لمحل تاني، كانت صاحبته سودانية لابسة توب أنيق، أول ما شافتنا ضحكت وقالت:

– "تعالوا تعالوا… عندي فساتين ساترة، وعليها شغل يد نضيف."

هنا بدأنا نتحمّس. الفساتين كانت مختلفة، في منها من القطن المطرز، وفي شيفون خفيف مبطّن، والتطريز كان يدوي، ناعم ومرتب. الألوان كانت هادية: وردي ترابي، أزرق سماوي، نبيتي غامق، وأخضر زيتوني.

أنا اخترت فستان وردي ترابي، كم طويل، واسع من تحت، وعليه تطريز ذهبي ناعم حوالين الأكمام والصدر. قلت لملاذ:

– "أظنو دا بيلبق ليك… ومع طرحة سادة بيج؟"

ملاذ لمست القماش بحنان وقالت:

– "دا شغل يد أصلي… وبيفتح اللون، أنا ممكن أزود عليه شوية خرز حوالين الذيل… بسيطة، وأنا بشتغلها."

لقيت فستان تاني ممكن يناسبني، نبيتي، بتفصيل ناعم، زي القفطان، ومطرّز بخيوط فضية من الرقبة للخصر، مع طرحة رصاصية بتكسر حدة اللون.
محل، لكن الفساتين كانت يا قصيرة يا بدون أكمام، وملاذ على طول قالت:

– "مافي داعي نضيع وقتنا هنا، نحنا دايرين حاجة ساترة، وفيها أناقة."

طلعنا، مشينا محل تاني، استقبلتنا البائعة بابتسامة ودخلتنا جوة:

– "عندنا تشكيلة فساتين حفلات أنيقة وراقية وبتناسب البنات المهذبات."

ملاذ قربت من ركن معين وسحبت فستان زيتي داكن، من قماش جورجيت ثقيل، بياقة عالية وتطريز نحاسي بسيط حوالين الأكمام والخصر، وقالت:

– "داااا... دا أنا عاجباني قصتو. راقي وساتر، وفيهو شياكة بدون تكلف."

أنا شُديت من فستان تاني، لونه وردي ناعم، بأكمام دانتيل طويلة وتطريز ورد صغير موزّع على الصدر:

– "ملاذ شوفي دا؟ ناعم كيف؟ بتحسيه أنثوي وحلو."
كان سمح بس عارفين انو سارة ماحتحبو
سماح ماشّة قدام بخطا سريعة، وملاذ وراها ماسكة شنطتها الصغيرة، وهي بتقلب بعين خبيرة في كل واجهة محل.

ملاذ: (بتهمس لسماح)
– "أنا شايفة فساتين كتار، لكن مافي واحد فيهم قال لي: أنا الفستان حق سارة!"

سماح: (مستغربة)
– "يعني في فستان ممكن يتكلم؟!"

ملاذ: (بثقة)
– "أيوه… الفنانة تحس، ما تختار ساي."

دخلوا محل أنيق، فيه واجهة زجاج، والفساتين معروضة كأنها لوحات. البائع جاهم بابتسامة، لكن ملاذ قطعت عليه بلطف:

– "عايزين فستان لحفلة مشغل، لازم يكون ساتر، ما كاشف… ونضيف، شيك، وفيهو روح."

بدأوا يقلبوا… فستان وردي فاتح، ما ناسب؛ الأزرق فيه لمعة زايدة؛ الأخضر… "لااا، ما بيجي مع لون سارة."
وسماح قالت وهي بتمسك واحد لونه نحاسي:

– "دا شكلو ظريف؟"

ملاذ: (عاملة وش ساخط)
– "ممكن يلبسوه في مسرحية تاريخية، لكن مو حفلة!"

وفي نص الحيرة، سمعوا صوت وراهم:

"تجربوا دا؟"

التفتوا فجأة… كان واقف قدامهم زول غريب ماعرفو، ببدلته الكاجوال، وسماح اتفاجأت:

– "عفوا؟"
جا جنبنا وقال انا عمار والله كنت بجّيب هدية من محل قريب، سمعت صوتكم… وحسّيت بالحيرة في الجو."

ضحك بخفة، ومشى ناحيتهم. ممكن اشوف شكل الحابين تجيبو ليها الفستان، ملاذ فتحت تلفونها وورتو صورة سارة ابتسم لمن شافها وهمس باسمها البنات عاينو لبعض وقالو ليه بتعرفها؟ ابتسم ولمّ نظره على الفساتين، وقلب كمّ واحد… بعد لحظات، سحب فستان نازل بلون كريمي هادي، بطرحة ناعمة بلون أوف وايت رمادي خفيف، ومطرّز تطريز صغير في الخصر والأكمام.

قال بهدوء:

– "دا… مناسب لبشرتها، يديها نور من غير ما يغطي جمال لونها. تطريزو خفيف، ما مزعج، واللون حيخلي عيون الناس توقف في التفاصيل."

سماح: (بعينين مندهشات)
– "واااو… أنا ما شفتو دا، كيف فاتنا؟!"

ملاذ: (بابتسامة إعجاب)
– "زوقك رهيب والله يا عمار… الفستان كأنو نُقش مخصوص لي سارة."

عمار: (بابتسامة خجولة)
– "أنا بعرفها كويس… وبعرف اللي بيشبهها."

وقفوا قدام المراية، وشافوا الفستان على المانيكان… الكل سكت لحظة، كأنهم سمعوا موسيقى خفيفة في الخلفية.

ملاذ:
– "خلاص… دا هو. نشتريهو، ومافي تردد."

سماح: (بضحكة)
– "وعمار يختار لينا فساتين حفلاتنا الجاية كمان."
قال ليهم
"جدا ماغندكم مشكله"
سألو بيعرفها من وين فقال معرفه قديمه
___
*وسام*
كنتا قاعد في البيت فاتح اللابتوب شغال عليه بتركيز شدييد وقافل الباب علي لمن جاتني رسالة في التلفون وشكلها من زولنا الغامض الماعرفني على نفسو للان كان كاتب
"Önemli bir şeyi göstereceğimi unuttum, birisi bize yardım ediyor ve sen onunla iletişime geçip sana yardım etmesini sağlarsın. O Sudanlı, ama uzun zamandır bize yardımcı oluyor. Adresini göndereceğim, gidip görüş."
"نسيت اوريك شي مهم انو في زول بيساعدنا وانت اتواصل معاه عشان يساعدك هو سوداني بس بيساعدنا من زمان حارسل ليك عنوانو وامشي ليه"

فتحتا العنوان الرسلو وزادت دقات قلبي لمن شفتو قربتا الشاشه عشان اتأكد من الشايفو دي دي الجمعيه الشغال فيها يوسف اخوي معقوله يوسف برضو لالا يوسف لا مستحيل منو فيهم منو فيهم ممكن يكون برضو ليهو يد في الشغل دا...




يتبع....
*#في_اول_الحكايات15*
*#بقلم_سارة_بشرى🖊️*

قال الله تعالى"قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
– سورة الحجرات، الآية 16

*الكاتبه*
شمس يوم جديد أشرقت، وصباح جديد ابتدا. كانو كلهم بيجهزوا، وكل زول متحمّس للحفلة بطريقتو. مهدي كان موجود، بيرتّب في التفاصيل الأخيرة مع أمه، وبينسق بين الناس بابتسامته الهادية.

المكان كان متزين بأنوار ناعمة، ورود طبيعية، وطاولات بسيطة عليها لمسات من الشغل اليدوي. البنات بدأن يجو وحدة ورا التانية، والضحك والونس غطّى المكان.

وفي لحظة كأنها مأخوذة من مشهد سينمائي… دخلت ملاذ، والفستان الوردي الترابي محتضنها كأنو مفصل مخصوص ليها. كمّو الطويل والتطريز الناعم حوالين الصدر والكمّان، مع الطرحة البيج السادة، خلاها تمشي زي القصيدة… لا، زي الحلم.

مهدي كان واقف في الزاوية، بيكمل آخر التجهيزات، لكن في اللحظة البتشبه السِحر، رفع راسو.

وعينوه وقعت عليها.

اتجمد.

كل الضجة، والناس، والموسيقى… اختفت.
بقى في المشهد بس هي.

كانت ماشّة نحوه، وهو ما قدر يشيل عيونو منها. ما طرف، ما رمش، ما اتنفس يمكن.

ولما وصلت قدامو، ابتسم وعيونو لسه معلقة بيها، وقال بصوت خافت كأنو بيعاتبها بحنية:

– الله يسامحك يا ملاذ… على الذنوب الخليتيني أشيلها أسّي.

هي فتحت عيونها بدهشة:
– "شنو؟ ما فهمت؟"

قرب منها خطوة، وقال وهمس بي سحر:

– كيف قدرتي تكوني بالجمال دا كلو؟
ملاذ اتلخبطت... قلبها دق بطريقة غريبة، نظرتو كانت عميقة وجادة لدرجة خلتها تنسى وين واقفة. حاولت تتماسك، بس صوتها طلع مرتبك شوية:

– "إنت بتضحك معاي؟"

ضحك مهدي بهدوء، بس ضحكتو دي ما فيها أي سخرية… كانت مليانة إعجاب، وعيونو ما زالت بتلاحق تفاصيل وجهها، الطرحة، نظرتها الخجولة.

– "لو الضحك بيخلي عيوني تشوفك كده… كان ضحكت طول عمري."

حمر خدها، وعضّت شفتها السُفلى بخفة، وهي بتحاول تتجاوز اللحظة. رفعت عيونها ليهو، وفيها لمعة حيرة وفرح مع بعض:

– "إنت دايماً بتقول كلام كده ولا الليلة بس؟"

قرب أكتر، صوته ناعم كأنو بينادي قلبها:

– "الليلة انتي مختلفة… زي ملاك نازل من السماء للحفلة دي… وأنا الزول الحصل ليه الشرف أول واحد يشوفك."

في اللحظة دي، جاتهم أمه، مقاطعة اللحظة الساحرة:

– "مهدي! قوم شوف الضيافة لسة ما جات كلها!"

رجع مهدي للحظة، لكن قبل ما يتحرك، قال ليها وهو بيرمش ليها بمكر خفيف:

– "ما حأبعد كتير… الليلة حفلة، بس أنا حاسي إني في حكاية."

وخطا بعيد، لكن عيونه... كانت لسه عندها.
_
يوسف كان طالع وسايق وسام جنبو بعد تعب قدر يجرو ويسوقو ماشين على الحفله، يوسف كان لابس بدلة رمادية فاتحة، وقميص أبيض من غير كرافتة، مفتّح الزرار الأول عشان يدي راحة، مع ساعة جلدية بنية في إيدو، وشعره مصفف بعناية كعادته.

وسام اختار بدلة كحلية غامقة، وكرافتة خمريّة ناعمة، وقميص سكّري، مع شنو؟ حذاء جلد أسود يلمع من النظافة، وكان لابس نضارة شمسية شالها أول ما دخل المكان.وصلو مكان الحفل طبعا وسام كان متوتر لدرجة انو ظاهر فيه ويوسف كان بفتش بعيونو على سماح جا مهدي سلم عليهم وخلاهم يتفضلو ودخلو الاجواء كانت فرايحيه لغاااية ماجا عبدالباقي معاهو سارة وسماح، لحظتها، زي شرارة كهربا في الهوا، عيون يوسف وقعت على سماح.

وقف في مكانو.

كأنو الزمن وقف، وكأنو صخب الحفلة خمد فجأة.

كانت لابسة فستان بلون النعناع الهادئ، ناعم وبسيط، يديها وقار وأناقة، شعرها ملموم بخفة، وطرحتها منسدلة بنعومة على كتفها. إطلالتها ما فيها تكلف، لكن كانت كافية تخلي قلب يوسف يفقد توازنو.

مهدي لمح التغير في وجه صاحبو، قرب منو وهمس ليه بمزاح:

– "هوي، ما تتنفس بسرعة كده، دي حفلة ما إسعافات أولية."

يوسف ردّ بنظرة توسل وابتسامة باهتة:

– "إنت شايفها؟ شفت كيف؟"

مهدي ضحك، وقال ليهو:

– "أها، عرفنا السر في توترك الليلة."

في اللحظة دي، كانت سماح بتضحك على كلام سارة، وما كانت شايفة يوسف. لكن عبدالباقي لمحهم، وساق البنتين ناحيتهم.

سماح أول من سلمت، بخفة دمها المعتادة:

– "ياخي ما تقولوا جيت متأخرة! دي كانت أزمة مواصلات مش حفلة!"

يوسف ضحك، وقال:

– "الزول البيجي مع عبدالباقي مستحيل يكون متأخر."

سارة دنقرت وهي بتقول بخجل بسيط:

– "مساء الخير."

ردو ليها

– "مساء النور…"
الحفلة كانت في أوج حيويتها. المكان كانت أضواءه تلمع بألوان دافئة، وزينة الورود الطبيعية لامت المكان بطابعها الأنيق. الطاولات كانت بسيطة لكنها تحمل لمسات رائعة من الشغل اليدوي الذي يضيف لمسة فنية للمكان. الناس كانوا في حالة من البهجة، والضحك يملأ المكان، وكل واحد كان عايش اللحظة بطريقته.

وفي الزمان دا، دخل عمار… ولكن دخلة غير.
الكل كان مشغول في الحديث والضحك، لكن فجأة، أضاء المكان وكأنو كل الأضواء اتجهت نحوه. كان لابس بدلة زرقاء غامقة، وقميص أبيض فاقع، مع كرافتة سوداء ضيقة، وحذاء لامع يخطف الأنظار. شعره الأسود كان مرتب بشكل يضفي عليه طابع من الرقي، وعيناه كانتا تحدقان في الحضور بإحساس من القوة والهدوء في ذات الوقت.

كلما تقدم خطوة للأمام، كان صوته يتناغم مع الموسيقى الخلفية، ويختلط مع الضحكات الخفيفة حوله، ولكنه كان يملك حضورًا لا يُخطئ. الناس كانت تلاحظه وتبتسم، بعضهم يشير له بالتحية، وآخرون كانوا يحاولون لفت انتباهه، لكن هو كان يتجه مباشرة نحو مكانه.سارة كانت واقفة في الزاوية تتأمل الحضور، عيونها مشغولة في كل زاوية من المكان، في الضحكات، في الأنوار الهادئة، وفي الأجواء الدافئة التي كانت تغلف المكان. في اللحظة دي، كانت أنفاسها تتسارع، وصوت قلبها ينبض بشكل غريب. لأنها في اللحظة دي، شافت عمار.

دخل مكان الحفله وكأنو كل شيء حوله سكت. كان طويل، بنيته متناسقة، ولونه الأسمر الداكن أضفى عليه هالة من الجاذبية. عيناه كانتا مليئتين بتلك النظرة الهادئة، لكن في عيونهم كان فيه سرّ… كان فيه شيء يخلي قلب أي شخص ينبض بسرعة. وكان لابس بدلة أنيقة سوداء، أضافت له لمسة من الأناقة والرصانة.
واللي أكتر لفت انتباه سارة، كانت الساعة التي ارتداها على معصمه. ساعة فاخرة، كانت محاطة بمعصمه وكأنها قطعة فنية تعكس ذوقه الرفيع. وفي تلك اللحظة، سارة شافت حاجه ما كانت متوقعتها، رائحة عطرو الفواح كان سابب لها حالة من الانجذاب العميق. كان عطره خفيف، ولكن لاذع، يدخل الأنف ويعلق في الذاكرة، كأنو كل ما تتنفس كانت بتشم رائحة الأمل.
وحين دخل… عيون سارة وقعت عليه، وضعت يدها على قلبها، وشعرت بشيء مختلف جواها، شيء خلى قلبها ينبض بشدة كأنها أول مرة تحس بالشعور ده.

عمار اتجه مباشرة نحوها، خطوة بخطوة، والجو كان مليء بالسكون، كانه المدى بينه وبينها توقف للحظة. قلب سارة بدأ يخفق أكثر، ما قدرت تشيل عيونها عنو، حتى لو حاولت.
وعندما وقف أمامها، ابتسم ابتسامة واسعة، وحينها، كأنما الزمان توقف:

"سارة… أنا جيت."


صوته كان مليئًا بالطمأنينة، وعيناه لم تبتعد عن عيونها. سارة، اللي كانت دايمًا تتجنب الشعور ده، لسه كانت عاجزة عن الرد، وكلها مشاعر متضاربة بين الخوف والدهشة والفرح.

ومع تلك اللحظة، انسحرت سارة… مش بس بكلمات عمار، ولكن بالحضور ذاته، اللي كان فيه شيء غير طبيعي.
___
*وسام*
كنتا واقف لمن جات بت داخله اول ماشفتها حسيت الدم اتجمد في عروقي، دي نفس البت الضربتني وبسببها رجلي يوم كامل ماقدرتا اتحرك بيها بقيت احمر ليها لمن جات مارة بي ختيت رجلي عشان اعتر ليها بس رفعت رجلها ومشت عادي وقالت لي غيرك كان اشطر ومشت مباشرة على طاولة البنات بقت تسلم عليهم اتغظتا واتمليت منها، بس جيتها ماخلت الافكار الفي بالي تروح واحد من الشغالين في جمعية الخيرات مهتم في الشغل دا، اساسا مافي خيار غير يوسف لانو الزول دا تركي مااعتقد في زول حيقدر يتفاهم معاهو غير يوسف كنتا بعاين ليهم ال3وهم واقفين مع بعض وجواي شك كبيير تجاه يوسف اخوي بس خايف اني لمن امشي اقابل الزول يطلع دا يوسف ماعارف حاتصرف كيف بس دقيقه اذا فعلا كان يوسف اخوي هو المقصود فاكييد هو بيعرف اني بشتغل الشغل دا معقولا هو يكون ممثل مبدع كدا فجاءة شفتو رافع لي يدو فمشيت عليهم ختا يدو في كتفي وقال لي واقف براك مالك ماعاجباك الاجواء ولاشنو هزيت راسي بس فجاءة تلفونو دقا فردا وقال ايوا وصلتو طيب خليكم في الباب حاجي ادخلكم قفل وعاين لمهدي قال ليهو اسف لاني عملتا حاجه بدون اذنك مهدي قال ليهو عملتا شنو، يوسف ابتسم واتحرك على الباب وطلع بعد شويه جا داخل ومعاهو كمية شفع جايطين شايلين بوالين وجو جااريين دخلو وهم بيصرخو مهدي ضحك وقال ليهو دي احلى حاجه عملتها يوسف قال شفتهم مالين فقلتا افرحهم معانا وبدت الحفله من هنا بالجد خصوصي وقت اشتغلت اغنية تامر حسني "سنوحي وحادي وتيتي شري"💕 الشفع برقصو والبا الكريهه في نصهم لمن نادتها سماح تسابيح تعالي هنا واتحركو هناا، قلتا انا ناقصاني دي كمان، اتلفتا وزحيت بعيد منهم لمن انتهت اغنية تامر ماشااءالله الشفع حافظينها بدت اغنية طه سليمان" رجعنا تاني نحب بعض انا وحبيبي💕"مليت من اغاني الشفع دي فطلعتا برة في شافع مسكني من البطلون قال لي ياعمو ارقص معاي نفطتا رجلي منو وقلتا ليهو عمك بوين؟ بعدين يدك دي ماشايفها وسخانه ماسك بطلوني لييه؟
الشافع كان لسه واقف حزين وعيناه مليانات دموع، لما جات تسابيح بخطوات سريعة وعينها فيها غضب ظاهر، وقفت قدام وسام وقالت بصوت حاد:

– إنت جادي؟ دا شافع صغير، شنو يعني لو مسك بطلونك؟! دا طفل!

وسام رفع حاجبو واتكلم بنبرة مضغوطة من الغضب:

– طفل ولا ديناصور، يلمسني كدا؟ انتو قايلين الناس لعبة؟

تسابيح قربت أكتر، وقالت بصوتها العالي اللي خلا بعض الناس يلفوا عليهم:
– إنت بس شايف نفسك كبير؟ الكبير بفعله يا اخينا، ما بتتكلم مع شافع بالطريقة دي. دا كان فرحان، وشايفك وعايز يشاركك الفرحة، تقوم تفش فيه غبينتك؟!

وسام عض على شفته، ووجهه بقى أحمر، وصوته بقى أوطى لكنه أكثر حدة:

– ما ترفعي صوتك عليّ، ما إنتي اللي تقومي تعلميني كيف أتصرف!

تسابيح ضحكت بسخرية:

– وأنا فعلاً ما حاعلمك، لأنك واضح ما بتتعلم… بس لو ما قادر تفرق بين شافع وراجل، يبقى انت المشكلة، ما هو.

وسام حس بالإهانة... الإحساس ده كان زي كف نزل على وشه قدام الناس. عيونه اتعلقت في عيونها لحظة، كان فيها مزيج من الغضب، والانكسار، والوجع. قال بصوت منخفض بس كلماته كانت تقيلة:

– أنا غلطان إني وقفت هنا، وغلطان أكتر إني ضايعتا معاك وقتي حاليا

واستدار ومشى، خطواته كانت تقيلة، وكتافه نازلة كأنو شايل هم الدنيا كلها.

تسابيح لفت وجهها للشافع ومسحت دموعه وقالت ليه:

– ما تزعل، عمك بس كان مضايق، لكنك عملت شي جميل… ورقصك كان رهيب.
______
عبدالباقي كان واقف لمن جا عمار وقف جنبو فعبدالباقي قال

"شايفك ماصدقتا لمن عزموك طوالي جيت"
عمار قال
"جيت اشوف اذا صحبي حيستمر في حركاتو لسه اولا
عبدالباقي
" طلبتها للزواج اذا وافقت حاتكلم مع ابوها"
عمار قال
"انت كيف بقيت كدا ماكنتا كدا ياعبدو"
ما ردا فعمار اتحرك من جنبو، جات حنين ووقفت جنب عبدالباقي لمن شافها ابتسم وقعد ليها تحت وقال ليها
"اشتقتا ليك♡اساسا حاسس انو انتي الشي الوحيد النظيف في حياتي"
قربها حضنها بلطف♡حسا كأنو همومو انزاحت وهي بتضمو بيدينها الصغيره♡
ساقتو وبقو يرقصو مع كلمات الاغنيه،عبدالباقي لاحظ لعمار واقف مع سارة وبتكلمو وبيضحكو سواا،كان بعااين ليهم وهو متضايق ومزعوج بتمنى يقيف في النص يعرف البضحكهم شنو عبدالباقي وهو بيرقص مع حنين، حس فجأة بجوفو بينقبض، عيونه ما قدرت تفك من عمار وسارة. كانوا بيضحكوا ببراءة، سارة حركت يدها وهي بتحكي، وعمار مال عليها وقال ليها حاجة خلتها تضحك من قلبها.

المنظر دا وجعو.

كأنو في حجر اتدحرج جواتو… رغم إنو حنين لاصقة فيهو، ضامراه، وهو بيحاول يكون معاها بكل مشاعرو، لكن عقلو كان هناك… معاهم.

قرب وجهو من شعرها وهمس ليها:

– "إنتي عارفة؟… مرات الناس بتضحك من قلبها، بس بتجرح غيرها بدون ما تحس."

حنين رفعت راسها ونظرت في وجهه، وبراءتها كانت كافية تكسر كل الحيطان:

– "إنت زعلان؟"

ابتسم ليها عبدالباقي ابتسامة باهتة، ومسح على ضهرها وقال:

– "لا يا حبيبتي، بس تعبان شوية."

سكتت لحظة، وبعدين سألتو بصوت ناعم:

– "تعبان عشان عمّو عمار؟"

اللحظة دي خلتو يتجمد… الطفل البجري في الدنيا دي مرات بيكون شايف أكتر من الكبار.

– "ما عشان عمار، يا روحي… عشان نفسي."

شدها ليه أكتر، ولف بيها وسط أنغام الأغنية البطيئة، وقال:

– "أوعك تكوني زيي لما تكبري… ما تخلي قلبك يتعلق بحاجات ما بتعرف تبادلك نفس الإحساس."

وهي حضناه قالت ببساطة:

– "أنا بحبك… وانت أحسن زول."

الكلمات دي كانت كأنها مرهم على جرح قديم… شدّها ليه أكتر، وهمس:

– "وأنا كمان بحبك يا حنين… أكتر مما تتخيلي."

لكنه لمّا رجع بعينو على عمار وسارة… لقاهم خلاص اتفرقوا، لكن أثر الضحكة… لسه في وجهها.
____
ملاذ ومهدي سماح ويوسف كانو الاربعه قاعدين في طاوله واحده ملاذ خاته يدها في خدها وقالت

"يعني اسي افهم انو سماح حب طفولتك؟"
مهدي قال ليها
"اتخيلي بس المشكله انو الذكرى بتاعتهم مابتفرح"
سماح قالت
"كيف مابتفرح هو ماقدر يرميني بس انا رميتو مفرحه بالنسبه لي"
يوسف قال
"حنيت عليك لانك حتيتونه وللان كدا"
بقت تحاكي فيهو فكلهم ضحكو مهدي عاين لحاجات التطريز وقال لملاذ
"اسي ياملاذ انتي كيف بتجيكي فكرة التطريز او جاتك من وين مثلاا" سماح جاوبت سريع وقالت
"ملاذ مبدعه بالجد لمن تمسك الابرة والخيط تاني خلاص اعرف انو في ابداع جاي"
...مهدي حرك كرعيتو وقال وهو بيضحك:
– "أنا ذاتي مرات بفتش في الحته البتطرز فيها، بحس فيا حنين غريب..."

سماح ضحكت وقالت:
– "عشان فيها روح... أنفاس ملاذ باينه في كل غرزة."

ملاذ كانت ساكتة لحظة، بعدين رفعت عيونها وابتسمت:
– "عارفين؟ أنا لمن كنت صغيرة، كنت بقعد جنب حبوبة، وأتفرج فيها وهي بتطرز. كانت تقص عليّ حكايات، وكل مرة تشتغل غرزة تقول: (دي عقدة الحزن، ودي خيط الفرح)..."

مدت يدها على الطاولة، وفتحت قطعة قماش مطرزة بعناية:
– "شوفوا دي... دي فيها قصة زول سافر وما رجع، لكن في خيوط في النص بتحكي كيف الناس فضلت تستناه."

يوسف كان ساكت، بس عيونو معلقة عليها...
– "يعني دي مش بس شغل يد... دا شغل قلب كمان."

سماح بصت ليه بسرعة، وحركت حاجبها بمكر وقالت:
– "ياخي أخير تقول الكلام ده لملاذ بدل ما تلمحو لي زي الشفع!"

ضحك مهدي بصوت عالي، وملاذ غطّت وشها بيدها وقالت:
– "والله انتو كلكم مجانين! لكن بحبكم."
يوسف قال ليها وهو بيحاول يتكلم بثبات:
– "أنا ما كنت عارف إنو التطريز ممكن يكون فيهو كمية دي من المشاعر..."

ملاذ بصت ليه بنظرة هادية وقالت:
– "يمكن لأنك ما جربت تحكي بحاجات ما بتتكلم... زي الخيط والإبرة."

سماح قطعت الصمت وقالت:
– "بس والله الخيوط دي كانت شاهدة على حاجات كتيرة… زي الأيام الصعبة، والدنيا البتغير الناس."

مهدي مال براسو وسألها:
– "سماح… لو في غرزة بتحكي عنك، تكون شنو؟"

سماح رفعت حاجبها وفكرت شوية وقالت:
– "غرزة عميقة… لونها أحمر… فيها وجع، بس قوية، ما بتتفك بسهولة."

يوسف اتنحنح وقال فجأة:
– "أنا… غرزة زرقاء، ساكتة، لكن ثابتة."

ملاذ قالت وهي تضحك:
– "يا جماعة الليلة حفلة ولا كورس تطريز؟!"

ضحكوا كلهم، وضحكتهم دي كانت صادقة… فيها ألف راحة وألف وجع ساكن جواهم. الجو كان دافي، والطاولة دي بقت كأنها قلب كبير بيجمعهم، كل واحد بخيطو الخاص… وكلهم مربوطين بنفس الحكاية.
___
خلصت الحفله وكللهم كانو مبسوطين منها يوسف ركب الشفع في الحافله وكان بودع فيهم وبتمنى انهم يكونو فرحو في الرحله دي، اثناء توديعو سميه مديرة الميتم نادت عبدالباقي فاتحرك عليها ووقفو طرف كداا وقالت ليهو
"لسه ماقررتا تسوقها وتسكنها معاك"
قال ليها
"منو؟"
قالت ليهو
"انت فاهمني كوويس ماتتغابى قصدي حنين بتك"

... يتبع
*#في_اول_الحكايات16*
*#بقلم_سارة_بشرى🖊️*

قال الله تعالى""يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
(سورة الحجرات، الآية 17)

*عبدالباقي*
لمن قالت لي الجمله دي بقيت اتلفتت اتأكد انو مافي زول سمعها وقلتا ليها
"ليه بتفتحي السيرة دي تاني"
قالت لي
" البت دي ذنبها شنو؟ لا أمها لا أبوها ما يدوروها، وأنت شايف حالتها كيف، كل مرة تحاول تضحك وتمشي مع الشفع، لكن نظرتها بتفضحها… الوجع ساكن فيها ساكن، ومافي زول بيفكر ياخدها حضن حنين ويقول ليها (انتي بتستاهلي تكوني في مكان آمن)."
قلتا ليها
"انتي وريتيها انو انا ابوها؟"
قالت
"لا"
قلتا ليها
"طيب معناها مافي مشكله هدا انا مهتمي فيها على الاقل ماعملتا زي امها وخليتها ومشيت مهتم اذا حصل معاها اي شي بكون عارف"
قالت
"سبحان الله انو البت تتربى يتيمه واهلها عايشين"
عبدالباقي بصوت متوتر، وعينو متجنبة عيونها:

– "أنا ما بنكر الحاصل… لكن كمان ما حاعترف، لأنو الاعتراف حيفتح وجع كبير…"

سكت لحظة، كأنو بيتذكر حاجة، ثم قال بصوت أهدى:

– "أنا كنت عمري 18، وهي كانت أكبر مني، وسميرة... كانت ما دايرة أطفال. لما حملت، قفلت الباب في وشي، وقالت ما دايراني ولا دايرة البت… ولما ولدت، جابتني يوم وسلّمتني البنت، وشالت ورقها وسافرت، من سكات."

رفعت حاجبها بدهشة:

– "وسكت؟ ختيت البت في الميتم ومشيت؟!"

هز راسو بتثاقل، وقال بصوت مكسور:

– "كنت صغير… ما عارف أربي نفسي، كيف أربي طفلة؟ عمري 19، شغال في ورشة، ساكن في بيت عزابة… خفت أظلمها، فمشيت ختّيتها هناك، وقلت حأرجع ليها يوم، لمن أكون زول يستاهل."

رمشت وهي بتحاول تستوعب، الدموع في عيونها:

– "وإسّا؟ رجعت ليها؟"

قال بي مرارة:

– "رجعت وشفتها… بس من بعيد. عرفت إنها حنينة… زي اسمها. ساكنة ساكته، بتكتب في دفتر صغير، وعيونها… عيوني أنا."

سكتت لحظة، بعدين مشيت نحوه، قالت ليه:

– "البنت دي مستنياك… انتا الوحيد الممكن تملأ الفراغ الجواها، حتى لو ما عرفت تسميهو، هي حاسة بيهو."

التفت ليها، وصوتو بيترجّف:

– "أنا خايف… أخاف ما تلقاني الأب ال هي بتتخيلو… أخاف أرجع وجرّحها من جديد."

– "الوجع الحقيقي إنها تفضل تفتش ليك وما تلقاك."
قال بصوت مبحوح فيه مزيج من الغضب والحزن:

– "أنا ما بنكر إنو قلبي بينكسر كل مرة أشوفها ساكته… ساكته ، بدون ما تقول حاجة… لكن دا ما معناهو إنو هي بنتي! البت دي جات للدنيا في وقت غلط… وما كان مفروض تكون!"

رفعت صوتها عليه، وعينها فيها رجفة وجع:

– "ما كان مفروض تكون؟! انت بتسمع نفسك؟ البت دي عندها قلب… وعندها مشاعر… وجات للدنيا ما باختيارها! انت المسؤول، وانت الزول الوحيد الممكن يفهمها!"

– فلاش باك –

الزمان: قبل 10 سنين
المكان: أطراف مدينة دنقلا

كان عبدالباقي عمره 18 سنة، شغال في محل سباكة صغير مع خاله. كان شاب طيب، خجول، وعينو دايمًا في الأرض.

دخلت عليهم سميرة، مدرّسة جاية من العاصمة، مختلفة في كل شيء… كلامها ناعم، لباسها أنيق، وعندها نظرة بتقول إنها شايلة هم كبير.

كانت بتجي للمحل بحجج بسيطة، مرة ماسورة، مرة طلمبة… لكن الحقيقة إنها كانت دايرة تهرب من فراغها، ولقت في عبدالباقي أذن صاغية وقلب طيب.

في لحظة من الضعف، الحب، والوحدة، اتزوجو سرًا بعقد شرعي.

لكن ما مر شهرين إلا وبدأت سميرة تتغيّر… لما عرفت إنها حامل، قلبت الدنيا.

قالت ليه بصراحة:

– "أنا ما دايرة البت… ما عايزة طفل يربطني… دا ما كان جزء من الخطة."

حاول يمنعها… حاول يرضيها… لكنها كانت مصرة على إنها تتخلص من الحمل.

وفي واحدة من المحاولات، كانت حتأذي نفسها والبنت… لكن لطف الله أنقذهم.

ولما ولدت، سلمتو الطفلة وقالت ليه:

– "أنا عملت أكتر من اللازم… دي مسؤوليتك. ورقة الزواج معاي، ودي نهايتنا."

سافرت سميرة، وعبدالباقي بقى واقف مع طفلة رضيعة في حضنو، عنده 19 سنة، وما عارف يعمل شنو.

خاف، تهرّب، لف كتير… وفي النهاية، مشى الميتم وسجّلها هناك، وسماها حنين.

قلبو اتقطع، لكن حس إنو دا أأمن مكان ليها.

ومن يومها، كان بيراقبها من بعيد… يشوفها، يساعد بالخفاء، لكن ما قدر يواجهها.

– نهاية الفلاش باك –

رجع للحاضر، وصوته اتكسر:

– "أنا ما كنت جاهز أكون أب… وما كنت بقدر أحميها… لكن هسي… بعد 10 سنين… أنا ما عارف أبدأ من وين."

قالت ليه، بصوت دافي:

– "ابدأ من اسمك… قل ليها (أنا أبوك)، وشوف كيف الدنيا كلها حتتغيّر ليك وليها."

التفت عنها ومشى، لكن خطوتو كانت تقيلة، كأنو شايل جبال.

وبصوت خافت قال:
– "حنين... سامحيني."
____
*سارة*
كنتا في البيت لمن وصلتني رسالة من دكتور عمار كاتب لي
"يمكن تعليقي جا متأخر…
بس أنا كنت محتاج ألقى الكلام المناسب.
ما كنت عاوز أقول إنك جميلة وبس،
لأنك كنتي (أكتر من كدا)… كنتي كالملكة بالفستان الكريمي…
ناقصك التاج؟
أنا شايف التاج في هدوءك، في لمعة عيونك، وفي طريقة مشيتك…
بس لو أصرّيتي على التاج…
فأنا جاهز أكونه."

(يرسل بعدها صورة وردة بيضاء مع ملاحظة):
"دي للنقاء الجواك…
🤍
سارة كانت شايلة التلفون، وعينها في الشاشة، ما قادرة تمسح الابتسامة من وشها.
رسالة عمار لسه معلقة في ذهنها، فكتبت ليه بخجل ظاهر:

سارة:
"كلامك بيحرّجني يا دكتور…
أنا ما متعودة على المجاملة اللطيفة دي،
بس… شكراً."

ما لحقت ترفع عينيها، إلا والتلفون رن.
"عمار بيتصل…"

دقات قلبها بدت تعلو، وبقت تتحاشى الشاشة كأنها فيها نار،
قعدت تحدق في الاسم، وصباعها قريب من زر الرد،
لكن سحبت يدها بسرعة، وهمست لنفسها:

– "اتكلمي شنو؟ تقولي ليه شنو؟
إنتي جاهزة تسمعي صوتو؟
ولا حتتلخبطي وتقولي كلام ما ليهو معنى؟"

رنّة…
ورَنّة تانية…

وهي لسه ساكتة،
وشّها محمّر، وطرحتها نصها في الأرض،
وتلفونها بيرن بين إيدينها المرتجفات.

لكنها ما ردّت.

ووقف الاتصال.

اتنفّست بعمق، وحطت التلفون على الطاولة،
وهمست بصوت خافت:

– "عمار… بتتصل كتيير كدا مالك؟"

بعد دقيقة، جاها منه رسالة:

عمار:
"كنت بس داير أسمع صوتك…
بس يمكن استعجلت.
لما تكوني جاهزة، أنا هنا."
دخلت سارة الواتساب، ولسّا قلبها بيرقّص على وتر كلام عمار. كتبت في القروب البناتي اللي فيه سماح وملاذ:

سارة:
"هيي... سؤال جدي بالله، القلب ممكن يحب اتنين؟"

ردّت ملاذ بضحتها المعهودة، ولسّا حايمة جوّا راس سارة:
ملاذ:
😹😹😹 سارةاااااا! ماتخرفي ساي، قلب شنو اللي بقسم اتنين؟!

سارة (بجدية):
"ملاذ جد والله بسألك... ما تضحكي. أنا محتارة."

دخلت سماح، كأنها كانت في الانتظار:
سماح:
"ما ممكن طبعا. حتى مستحيل، سارة. القلب لو صادق، بحب مرة واحدة بس، والباقي مجرد ارتباك أو تعلّق."

حست سارة كأنها داخلة اختبار، والإجابات قدامها، لكن عقلها وقلبها ما متفقين.

سارة:
"عمار رسل لي تعليق على فستاني..."

ملاذ (مستغربة):
*"اتأخر أصلاً عشان يعلق! كان لازم من بدري، دا فستان هو اختارو بي نفسو يا شيخة!"
وأرفقت قلب برتقالي.
صدمه.
سارة وقفت...
سارة:
*"شنو؟؟؟"
عينها فتحت، والتلفون كان بيطيح من يدها.

سارة (بدهشة):
"عمار… هو الاختار الفستان؟؟"

ملاذ (بكل بساطة):
"أيوةااا! ما قلتي ليك؟ كنا في المحل بنختار ليك ومحتارين شدييد وفجاءة جا صوت من ورانا وكان هو وماعارفينو بيعرفك بس قبلنا مساعدتو، وأنا وسماح ورّيناه صورك، وهو قال ده الفستان المناسب ليك… وقال: (ده حيعجب سارة لأنو بسيط وراقي... زيها)."

سارة حطت يدها على فمها، وعينيها غرّقن دموع ما معروف أصلها من الدهشة ولا من الحنين.

سارة (تهمس):
"كان شايفني ملكة... من قبل أشوف روحي."

سماح:
"وإنتي فعلاً كنتي ملكة، والفستان ما لبستيهو ساي... لبستي كلامو، واختياره، ونظرتو ليك."

لحظة سكون، وسارة حست قلبها بيخبط خبط مختلف.

رجعت تقرأ رسالتو القديمة:
"ناقصك التاج؟ أنا شايف التاج في هدوءك، في لمعة عيونك، وفي طريقة مشيتك…"
___
*وسام*
كان لازم امشي الجمعيه بعد دا ضربتا لانس وقلتا ليهو اجهز بكرا ان شااءالله حنمشي مشوار سواا،قال لي تمام.. كان لازم بعد دا امشي الجمعيه واعرف دا منو من جمعية يوسف معانا قلبي كان ماكلني شدييد من الموضوع دا.. خايف انو يوسف يطلع هو الشغال معاهم.. كنا كللنا قاعدين وصامتين مهدي كان بعااين لينا واحد واحد وقال
"على الاقل علقو على الحفله انا تعبتا فيها يااخ"
كلنا عاينا ليه وظاهر انو اي زول فينا عقلو مشغول بحاجه وبنفكر مهدي قال
"حاسس انو انا الوحيد المبسوط ومزاجي رايق هنا"
وسام (في سرّه، وهو شايل كاسة العصير وقاعد يهز رجلو):
والله الحالة دي ما بتسر عدو لا صديق. مهدي بيحاول يضحكنا، لكن نحنا تلاتتنا غرقانين في همومنا. أنا ذاتي ما قادر أركّز، قلبي ماكلني من موضوع الجمعية، والشكوك دايرة في راسي زي المروحة…

مهدي (يضحك ويحاول يخفف التوتر):
– يا جماعة ما تقولوا حفلتنا كانت ميتة ساي كدا، على الأقل قولوا لي شنو عجبكم؟

وسام (يبص ليه ويهز كتفو):
– Valla çok güzeldi ama biz robot gibiydik!
– (والله كانت جميلة لكن كنا زي الروبوتات!)

مهدي (يرفع حاجبو باستغراب):
– يا زول انت لسه بترطن لينا تركي؟

وسام (يضحك):
– أيوه، يعني الحفلة حلوة بس نحنا ما عندنا روح، ساكت قاعدين زي الآلات!

يوسف (يحاول يمسك الضحكة):
– والله دا حقيقي... وسام بس ناقص تقول لينا "Çıldıracağım!"

وسام (يفتح عيونو ويمثل بجديّة):
– "Çıldıracağım!" يعني أنا حأجن!

عبدالباقي (يبتسم بخفة):
– يا زول، انت ما طبيعي، لسه فيك طاقة للضحك؟
وسام (ينفخ ويضحك):
– Ben pozitif enerji taşıyorum arkadaşlar!
– (أنا بحمل طاقة إيجابية يا أصدقاء!)

يوسف (يرفع كفّو كأنه مستسلم):
– أنا طاقتي راحت مع سماح في أول رقصة.

عبدالباقي (ينظر في الفراغ في سرو):
– وأنا قلبي رجع يشوف حنين...

وسام (بصوت منخفض، يرجع للتفكير):
بس الجمعية… لازم أعرف دا منو… لو طلع يوسف… أنا ذاتي ما حأعرف أتصرف كيف.
... في صباح اليوم التاني اتجهزتا بقميص ابيض وبطلون كحلي وفريمي المعتاد وركبتا عربيتي وقفتا جنب حلة ناس انس لمن جا طالع وركب قلتا ليهو
"مافي سلام"
قال لي
"سلام كيفك"
قلتا ليهو
"تمام وانت"
قال
"تمام"
اتحركنا على الجمعيه وانا دقات قلبي سريعه كنتا بسوق العربيه براحه على الطريق عايز أاخر المسافه يمكن ماالقى شي يصدمني لمن وصلتا الجمعيه بقيت قاعد اضغط على الدريكسون بيدي واديت انس التلفون قلتا ليهو
"في واحد هنا نحنا حنقابلو عشان شغلنا الحكا ليك عنو منتصر ادخل قابلو واحكي لي الحيحصل"
قال لي
"مش لازم تتلاقى معاهو انت؟"
قلتا ليهو
"انت حتناقشني؟"
هزا راسو ونزل ودخل وانا كنتا متوتر شدييد شوية وجات عربية يوسف وراي نزلو هم ال3ودخلو على الجمعيه كنتا بعاين ليوسف وبقول

"ماتكون انت ماتكون انت يااخوي"
___
*ملاذ*
كنتا شغاله نظافه مع البنات في المشغل بعد انتهت الحفله كان يوم سمح شدييد
ملاذ كانت مشغولة وسط الزحمة في المشغل بعد الحفلة. اليوم دا كان مختلف، كله ضحك وحيوية. البنات جايين ومجتمعين في الزوايا، البعض كان بيغني، والبعض كان بيعلق على كيف كانت الحفلة، وكان فيه شوية ضحك وسط الشغل. لكن ملاذ كانت في حالتها الخاصة، مشغولة في ترتيب المكان، وتنظيف الفوضى اللي تركوها بعد الحفل. هي دايمًا تحب تكون في الجو دا، لأنو كان يحسسها بالحياة والطاقة.

بينما هي كانت بترتب الأغراض على الطاولة، سمعت صوت أم مهدي جاي من وراها:

– "أها يا ملاذ، ما في كباية شاي؟ بتشربي معانا اليوم ولا مشغولة بي الشغل؟"

ملاذ اتلفت بسرور وابتسمت، بحبها الكبير لأم مهدي اللي زي الأم لها، قالت بسرعة:

– "والله يا خالتي، كيف يعني مافي شاي؟! الشاي دي ما يمكن أقول لا ليهو، بس كنت مشغولة شوية في ترتيب المكان."

أم مهدي كانت لابسة عباية خليجيه فضفاضه محجبه، بلطف، وكانت تحاول تدير المكان بصبر وحب. لما قربت من ملاذ، شدت على كتفها وقالت:

– "أنا دايمًا عارفة إنك بتعرفي تتعاملي مع كل حاجة، بس لازم تريحي شوية، خلاص تلمي معانا، أنا عايزاك تتفضلي معانا عشان نكمل المشروب."

ملاذ ابتسمت وقالت:

– "والله يا خالتي، أنا لو أعرف إنو فيه كباية شاي حتكون معانا، كنت جبتها قبل ما أبدأ في الشغل. لكن طبعًا معاكم بكون في السعادة."

أم مهدي ضحكت، وبقيت تراقبها وهي تتأمل كل حركة منها. ثم قالت بصوت هادئ:

– "أنا عارفة إنك شاطرة في كل حاجة، بس إنتِ أكتر حاجة حبيتها عندك إنك دايمًا بتقدري الناس وتعرفي كيف توازن بين الجد واللعب."

ملاذ توقفت عن شغلها لحظة وابتسمت وقالت:

– "إنتِ دايمًا عندك حُكم صادق. والله، إنتِ اللي علمتيني الصبر. من يوم ما جيتِ هنا، حسيت إني لقيت بيت ثاني."

أم مهدي نظرت ليها بنظرة دافئة وقالت بصوت منخفض:

– "وأنا كمان حبيتك زي بنتي. أنتِ أكتر واحدة هنا عارفة تلمع مكانك وسط الناس. وده سبب إنو ولدي مهدي زيك، ما بيقدر يصدق أي حاجة إلا إذا شافها قدام عينيه."

ملاذ قلبها ارتعش مع الكلام ده، وحست بشي غريب في قلبها. ما كانت عارفة إذا كانت قادرة تتكلم أو ترد. لكن كانت متأكدة من شيء واحد: أن قلبها ارتاح للأم دي، وكأنها أم ثانية ليها.قالت ليها
"يابتي لو اديتك شغله حتعمليها؟"
قلتا ليها
"تقولي يابتي وتسأليني اذا بعملها طوالي اطلبي"
قالت
"حاعمل اكل لمهدي ممكن تودي ليهو الليله مشا الجمعيه"
قلتا
"ممكن"
أم مهدي ابتسمت براحة كأنها كانت بتنتظر الإجابة دي، وقالت وهي بتحاول تخفي فرحتها:

– "أنا عارفة إنك ما حترديني. بس قلت أقولها كدا بي طريقتي."

ملاذ ضحكت وهي تمسح إيدها في طرحتها، وقالت:

– "إنتِ عارفة مهدي بيحب أكلك كيف، وأنا ذاتي بيجيني الشرف أوديه ليهو."

قامت أم مهدي ومشت ناحيه المطبخ، وبدت تحضر في الصحون، وملاذ جات وراها تساعدها. كانت بتجهز الأطباق وبتلف السفرة في كيس نظيف، وقلبها كل شويه يرجف من كلام أم مهدي، وكأنو كل لمحة فيها معاني أكبر من بس "ودي الأكل".

بعد شوية، خلصوا التجهيز، وقالت أم مهدي وهي بتربط الكيس:

– "خلي بالك في الطريق، وقولي ليهو إنو في شوربة عدس مخصوصة ليهو."

ملاذ خدت الكيس، وشالت طرحتها من على الكرسي، ولبستها، وقالت:

– "وصل، وحأقول ليهو كل كلمة."

وهي طالعة من باب المشغل، كانت الشمس نازلة شوية، والجو فيه نسمات خفيفة. مشيت بخطا واثقة لكن قلبها فيه دقّات ما مفهومة. ما عارفة هل السبب الأكل؟ ولا في سبب تاني
لمن وصلت الجمعية، شافت عربيات واقفة برا، كان في عربية رمادية بتعرفها، بتاعة يوسف. لمحت عربيه تانيه واقفه قدام بيضاء فيها وسام تقريبا بس مااهتمت ودخلت

دخلت الجمعية، والناس كانت بتحرك جوة، صوت، نقاشات، وفي الزاوية لمحت مهدي واقف بيضحك مع عبدالباقي ويوسف. لفت عليها عيونه أول ما شافها، وتغيرت ملامحه كأنو ما متوقع يشوفها.

قال ليها باندهاش:

– "ملاذ؟!"

قالت وهي ترفع الكيس:

– "سلام... أمك قالت أجيب ليك دا."

مدّ يدو وأخذ الكيس، لكن عيونه كانت ماسكة فيها أكتر من الكيس. صمت لحظة، وقال:

– "تعبتي نفسك... شكراً."

قالت وهي تحاول تبعد عن الحرج:

– "لا تعب لا شي... دا واجب."
مهدي قال
"الليله الاكل طعمو حيكون مختلف بدايتاا لانو من يد امي ولانو مسكتيه بيدك لغااية وصلتيه"
يوسف وعبدالباقي كانو بيضحكو ملاذ ابتسمت وقالت:

– "الله يسلمك، أنا برجع المشغل، عندي شغل هناك."

مهدي قال بصوت خافت:

– "ملاذ... بعدين ممكن نتكلم؟"

وقفت لحظة، ونظرت في عيونه، لقت فيها سؤال كبير ما نقال. حركت راسها بهدوء وقالت:

– "أكيد...ممكن"
كانت ماشه لمن سمعت اسمها بصوت عاالي ملاااااذ وقفت بخلعه اتلفتت شافت انس واقف بحمر ليهاا..
____
*سماح*
كنتا في التدريب وسرحانه اتذكرتا موقف حصل مع يوسف في الحفله امباارح، كان يادوب جينا داخلين أنا وسارة مع عبدالباقي، هم دخلو سوا وأنا وقفت لحظة أعاين لأجواء الحفلة، الموسيقى شغالة، الأضواء خافتة، والناس متجمعة في مجموعات تضحك وتتونس.

فجأة سمعت صوت صفارة خفيفة من وراي، واتلفت بسرعة.

يوسف كان واقف، لابس قميص أبيض وبنطلون أسود، شعره مصفف تمام، وبعيونه اللامعة قال:

– "ياخي ماممكن... في زول بيبقى كدا؟!"

ضحكت، وأنا شايلة شنطتي وواقفة بطرف القاعة، حسيت إني متشافة، لكن ما متفاجئة.

قلت ليهو وأنا مميلة راسي:

– "شنو يعني كدا؟"

قال وهو قرب خطوة، صوته واطي وكأنو بيهمس:

– "يعني، لما الناس كلها جايه تزّين المكان... إنتي جيتي غيرتي الجو."

قلت ليهو وأنا عيوني على عيونو:

– "بتبالغ ساي."

رد سريع:

– "ما ببالغ، أنا بس وصفت الحقيقة، وشايفك واقفة كأنك نجمة طالعة من فيلم، ما من الشارع دا."

ابتسمت، حسيت بكلامو زي نغمة حلوة في أذني، لكني لفيت وجهي بخفة وقلت:

– "بعدين بتنزل الأرض... ما تنسى، أنا سماح."

قال وهو يضحك:

– "إنتي سماح، ودا الشي الخلاني أجي الحفلة دي كلها."
ابتسمت، رجعتا للواقع وضحكتي زادت لمن الدكتور قال لي ضحكينا معاك ياسماح في شنو بيضحك؟ قلتا ليهو لالا معليش قال لي انتبهي هنا
___
*وسام*
كنتا قاعد في العربيه زهجان ومتوتر ومنتظر انس يجي يوريني طلع منو لمن باب عربيتي فتح وجات بت ركبت جنبي استغربت قلتا ليها انتي؟! قالت لي دا ما وقت استغراب نفذتا المهمه المقدمه ليك؟ قدرتا تتواصل مع المساعد السوداني؟ قلتا ليها انتي؟ قالت لي حتقعد تنصدم فيني كدا كتيير ايوا انا تسابيح المشهورة بغرام واحده من اهم الشخصيات في شبكة الهاكر والعالم المظلم والان اختصر نفذتا المهمه بقيت اعاين قدامي وانا ماقادر استوعب...




يتبع...
انا قررتا انو اخلي الزول المن الجمعيه تعرفوه في الحلقه الاخيررة😄ولوقتها خليكم في توقعاتكم اساسا باقي4حلقات للنهاية..
*#في_اول_الحكايات17*
*#بقلم_سارة_بشرى🖊️*

قال الله تعالى""إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"صدق الله العظيم. سورة الحجرات. الايه18


انس قرب من ملاذ، وجهو كان مشدود، وعيونو مولعة زي نار:

– "ملاذ؟! إنتي بتعملي شنو هنا؟!"

قالها بصوت عالي خلّى الناس تلفّ تتلفّت. عبدالباقي همس ليوسف:
– "دا أخوها؟"

ملاذ اتراجعت خطوة، قالت بهدوء وهي بتحاول تهدي الجو:
– "جبت حاجة لمهدي من أمو... بس كدا."

انس قرب أكتر، صوته علي وبقى مشحون:
– "جبتي حاجة؟ وتوقفي مع تلاتة شباب في نص جمعية؟! في شنو؟ ما لقيتي وقت غير دا؟"

مهدي خطى خطوة للأمام، نبرته هادية لكن فيها حسم:
– "أخوي انس... ما في داعي للأسلوب دا. ملاذ ما غلطت. دا اكل من امي وأنا طلبتو."

انس عيونه اتقدّت، وقال وهو بيقرب أكتر من مهدي:
– "وأنت وامك منو عشان تطلبو منها تجيب ليك حاجة؟ ولا هي شنو بالنسبة ليكم؟لا وكمان اكل مرتك وانا ماعارف"

يوسف حاول يتدخل:
– "يا جماعة... المكان عام، خلونا نهدا."

لكن انس ما كان سامع، قلبو كان بيغلي:
– "أنا جاي ألقي أختي واقفة وسط شباب... وإنت تقول لي اهدا؟!"

ملاذ بصوت خافت:
– "انس بالله اهدى... أنا بس جيت أسلم الحاجة وراجعه المشغل."

مهدي ناظر انس بثبات، وقال بصوت واضح قدام الناس كلها:
– "ملاذ أمانة... واحترامها واجب، وأنا عمري ما حسمح لي زول يقلل من قيمتها... حتى لو كان أخوها."

اللحظة دي كانت زي الصدمة، الكل سكت... وعيون انس ولعت أكتر. قرب من مهدي وقال بين أسنانو:
– "إنت بالذات... أنا ما خلّصت معاك."
مهدي ردّ بثبات:
– "ولو عايز تخلص معاي، خلص بعيد عن ملاذ... الكلام بيني وبينك."

يوسف مد إيدو على كتف انس وقال:
– "تعال نهدى جوة، والله ما في داعي للفضائح هنا."

لكن انس شال يدو وقال:
– "ما بتهدى إلا لما تعرف إنو في حدود... أختي دي الموقفه معاكم شنو!"

عبدالباقي لمح من بعيد وسام نازل من العربية، وشكله لاحظ التوتر، قرب منهم وقال:
– "في شنو؟ دايرين تجمعوا الناس؟"

ملاذ كانت واقفة في النص، قلبها بيرجف، لكن حافظة كرامتها بصمت.

فجأة... صوت أنثوي جه من وراهم:
– "الحاصل شنو هنا؟"

كانت تسابيح، لابسة عباية سوداء ومربطة شعرها، واقفة بهيبة غريبة، والكل اتلفت ليها.

انس اتفاجأ بيها وقال:
– "وانتي منو كمان؟"

قالت بابتسامة باردة:
– "أنا الزولة الظهرها قوي... والليلة شايفة في شباب كتار بتكلموا عن احترام البنات، لكن بتصرفوا بالعكس."

مهدي قرب وقال ليها:
– "نحنا اسفين يااستاذه الموضوع حيتحلى اسي."

تسابيح قالت:
– "كلمة (يتحلى) دي بتنقال لما يكون في احترام متبادل... أما لما الزول يرفع صوته على أخته قدام الناس، فالموضوع بقى عام."

الناس بدأت تتجمع أكتر، الجو سخن، وعبدالباقي همس ليوسف:
– "دي منو بالله؟ شكلها بتاعة مشاكل."

يوسف قال:
– "أنا شفتها قبل كدا... بس وين؟"


---

هنا وقفت تسابيح قدام انس، وقالت ليهو بهدوء مريب:
– "لو بتخاف على أختك... خاف عليها بذكاء. ما كل وقفة مع شباب معناها غلط، لكن كل صراخ في الناس بيقلل من قدرها."

انس قال ليها بغضب:
– "إنتي بتتكلمي كتير... ما عرفناك."

قالت بابتسامة خفيفة:
– "ما مهم تعرفني هسي... لكن حتعرفني قريب. قريب جداً."

مهدي لمح لمعة غريبة في عيونها، وتساءل مع نفسو:
"الزولة دي منو؟ وليه قلبت الجو كلو؟"
عاينت ليهم وقالت
"طلبتو شريكه بت معاكم في الجمعيه وانا جيت"
يوسف قال
"ها الشريكه"
مهدي ما اهتم، عيونو في عيون انس، ما هابو، وما تراجع، قال ليهو بهدوء:

– "الكرامة ما بتنقاس بالصوت العالي يا انس... بتحفظها بالأفعال."

انس شهق ضحكة قصيرة لكنها مليانة غضب:

– "بتقيف قدامي وتقول لي كلام زي دا؟ عشان منو؟ عشان أختي؟"

عبدالباقي قرب خطوة، حاسس إنو الجو بيخرج عن السيطرة، وقال:

– "يا جماعة الخير... الكل هنا يعرف احترام مهدي للبنات، وملاذ زولة محترمة. خلونا نكون عقلانيين."

لكن انس نظر ليه بحدة:

– "أنت مالك؟ أخوها أنا... وبتكلم زي ما داير."

ملاذ قربت، وجهها أحمر من الخجل، وعينيها فيها دمعة حابسة نفسها، لكن صوتها طلع ثابت:

– "انس، أنا ما غلطت، ولا عملت حاجة تخليك تتكلم معاي كدا قدام الناس. لو عندك شيء، نتفاهم في البيت."

انس لفّ ليها وقال:

– "في البيت؟ انتي هنا واقفة في نص شباب، والناس بتتفرج! دا ما عيب؟"

وقبل ما مهدي يرد، جاء صوت تسابيح قوي تاني:

– "العيب الحقيقي إنك تفضح أختك قدام الناس... ما إنها جات الجمعية."



تسابيح كملت وهي تمشي ليهم بخطى واثقة:

– "أنا شوفت ملاذ من أول ما دخلت، ما شفت منها إلا الاحترام. لو كان في حاجة غلط، أنا أول وحدة حأوقفها. لكن اللي شفتو هو أخ بيهين أخته، وسط زملاءها، ودا مرفوض."

انس اتفاجأ بيها، وقال:

– "وإنتي منو ياخي عشان تدخلي؟حشريتك زادت"

تسابيح وقفت قبالو وقالت:
– "أنا المسؤولة عن الجمعية... وسلوك زي دا ما بنسمح بيه هنا. إحنا بنعلّم احترام المرأة قبل أي شيء. لو ما عارف تتفاهم باحترام، فالأفضل تمشي."

يوسف وعبدالباقي نظروا لبعض، والناس بدت تهمس.

مهدي بصوت هادي:

– "بس خلاص يا انس... كفاية."

انس اتلفت لملاذ وقال ليها بجفاف:

– "قدامي على البيت هسي."

لكن ملاذ وقفت بثبات لأول مرة، وقالت:

– "ما راجعة... حأكمل شغلي، ولما أخلص، أجي البيت... زي أي بني آدم محترم."

الناس اتنفسوا الصعداء... وتسابيح لمحت لمهدي بعينها:
كويس إنك ثبت الموقف... لكن الحكاية ما خلصت.
انس حمر لملاذ بعيونو وقال ليها ماتكبري المشكله،فاضطرت تمشي قدامو وهو لحقها وطلعو
______
*عمار*
كنتا واقف في العيادة، بمسك في ورقة تقرير أشعة كنت بمراجعا للمرة التانية. المريض كان منتظرني برا، وكنت بحاول أختصر الزمن وأشوف كل حاجة قبل ما أدخلو. فجأة تلفوني رن، لمحت اسم عبدالباقي ظاهر في الشاشة. استغربتا. شنو تاني فاضل بيناتنا؟ ما كملنا الحكاية دي؟ ولا في جديد؟
رديت بتردد خفيف:
– "السلام عليكم يا عبدالباقي."
رد علي بصوته المعروف الهادي:
– "عليك السلام... لو عندك زمن فاضي، خلينا نتقابل شوية."
قلتا ليهو وانا بمسك القلم بين صوابعي:
– "هسي زمن فطور، وباكل دايمًا في المكتب... إلا تطلع معاي دقيقة في الكافيه القريب."
قال لي:
– "تمام، دقيقة كفاية، بس ضروري نتكلم."

قفلنا المكالمة، وقلبي بادي يوجّ في ضرباته. شنو العاجبوا يخليهو يصر إنو يقابلني؟
خلصتا مراجعة الملف، ودخلت للمريض بسرعة، أدّيتو التعليمات، واتأكدت من كل حاجة، وبعدين رجعت المكتب.
قعدتا شويه، لمن جات مساعدتي، رفعت حاجباها وسألتني بابتسامة عفوية:
– "حتطلع للفطور؟ ولا أجيبو ليك هنا كالعادة؟"
قلتا ليها وأنا بقوم من الكرسي:
– "لا طالع، المرة دي طالع."

طلعت، وقلبي داير يشوف الحاصل.
مشيت الكافيه القريب من المستشفى، الجو كان هادي، ورائحة البن ماليه المكان.
لقيت عبدالباقي قاعد في ركن داخلي، حابس نفسو بين طاولة وحيطة، كأنو ما داير أي زول يشوفو.

مشيت ليهو بخطوات هادية، وقلبي بيتنقل بين الريبة والفضول.
– "السلام عليكم."
مد لي يدو:
– "وعليكم السلام، كيفك يا دكتور؟"
قلتا ليهو وانا بقعد:
– "الحمدلله... قول لي، شنو الحاصل؟"

ابتسم ابتسامة صغيرة كأنها من النوع البينقح في الوجع:
– "أكيد عارف حنتكلم في ياتو موضوع، صح؟"
رفعت حاجبي وقلتا ليهو بنبرة مباشرة:
– "لو ما عارف، ما كنت جيت، فـ اتفضل، أحكي."
اتنهد، وسحب نفس عميق، كأنو لاقى الكلام صعب يطلع:
– "أنا شايفك في الحفلة... كنت مازح، والضحكة ما فارقتكم... هي مبسوطة، وأنا واقف بتفرج، بس قلبي ما مطاوعني أسكت."
رمقني بنظرة حادة، وقال:
– "هي حاليا بتعرف إني أنا الكتبت ليها الورق... يعني أنا، البتحبو."
سكت شوية، ثم أضاف بصوت أخف:
– "أكيد ما حتوريها إنك الكاتب الأصلي، صح؟ ما حتلخبط مشاعرها؟"

ضحكت، ضحكة خفيفة ما فيها سخرية، لكن فيها فهم عميق لحيرتو.
قلتا ليهو بهدوء وأنا برفع الكوب:
– "ما تخاف... أنا ما ناوي أقول ليها، ولا حأفتح سيرة. هي مبسوطة... ودي حاجه تكفي."

ردّدت كلامي براسي وأنا بتأمل في وشو... زول واقف على حافة، بين خسارة وبين تمسّك. ما كان ساهل عليا أشوفو كدا، لكن في نفس الوقت، ما بقدر أزوّر مشاعري.

نزلت عيني للكوب، قلت ليهو بنبرة أخيرة حاسمة:
– "الحب الحقيقي، ما فيهو تزوير... ولا استعجال... وأحيانًا، الصمت أنضج من الكلام."
رفع عبدالباقي عينو ليّ، وكان في نظرتو شي ما قدرت أحددوا...
يمكن وجع، يمكن قبول، ويمكن بس تعب زول ما قدر يقاوم أكتر.
لكن الواضح إنو ما جاي يتخانق، ما جاي ينكر، جاي يودّع بطريقة أنضج من أي شي كان ممكن أتوقعو منو.

اتنهد، ومسح كفّو في البنطلون كأنو بيمسح بقايا إحساس ما قادر يتخلّص منو، وقال بصوت مكسور شويّة:

– "أنا ما حا أضغط عليها... بس كنت محتاج أسمع الكلام دا منّك... أسمع إنك فاهم، وإنك ما حتتلاعب بيها."
سكت لحظة، وبعدا رفع عينو تاني، وقال:
– "هي بتستاهل زول يكون صادق معاها، حتى في سكوتو."

نظرت ليهو وأنا حاسس بصدقو، وقربتو الغريبة اللي ما كانت في يوم من الأيام عداء حقيقي...
كانت منافسة صامتة بين اتنين بيحبو نفس البنت، وكل واحد شايف نفسو أحق، وكل واحد عندو طريقته.
لكن الزمن... والزمن ما بيكذب.

قلت ليهو بنبرة هادئة:

– "صدقني، أنا يوم ما دخلتا حياتها، دخلتا بنية واضحة... ما كان عندي نية ألعب دور زول تاني، ولا أستفيد من غلطاتك. بس حصل، وقدّر الله... وقلوب الناس ما بتتأمر."

قام ببطء، كأنو ما داير يطوّل الجلسة أكتر:
"انا ماحاتخلى وياريت انت تبعد وماتعمل ليها لخبطه"
مدّ لي يده مرة أخيرة، وسحبها بسرعة بعد السلام، وقال:

– "ما حأقول أكتر من كدا.."
وطلّع من الكافيه، خطوتو تقيلة كأنها شايلة وراها قصة طويلة ما كملت، بس انتهت.
قعدت بعدو، ما استعجلت أمشي.
نظرت للكوب الفاضي، وفكرت في كمية الهدوء البقى بينا، بعد ما كانت الساحة دي مليانة ظنون وكلمات ما اتقالت.
هو اختار يمشي... وأنا اخترت أبقى، لكن بدون حركة. بدون سعي.
لأنو مرات... أقسى الحاجات، إنك تحب وتختار الصمت.

هي...
لو رجعت، تكون رجعت بقلبها.
ولو ما رجعت، فدا قرارها...
وأنا، ما حأكون عقبة، لا ليها، لا ليهو.
ربنا يختار البناسب، وأنا حأقبل.
_______
*عبدالباقي*
طلعت من الكافيه وقررت اطمن نفسي انو عمار ماحيتدخل تاني بيناا كان لازم أتأكد من شيء، كان لازم أطمئن على الموضوع كله. لما ردّت سارة، صوتها كان هادي زي العادة، لكن كان فيه حاجة خفية، زي إحساس غير مريح.

قلت لنفسي، "دي فرصتي عشان اقرب منها واشيل اي حواجز اذا كانت في"

"كيفك؟" كانت أول كلمة قالتها، ونبرة صوتها كانت ما بين الرغبة في السكون وبين التعب.

"تمام، الحمدلله، إنتِ كيفك؟" رديت بسرعة.

"بخير، الحمدلله، ما في جديد. إنت كيف؟"


ابتسمت وأنا أحاول أبسط الموضوع. على الرغم من الأجواء المليانة بالشكوك في داخلي، حاولت أبقى هادي.

"بخير، الحمدلله. عندك زمن فاضي؟ في مشوار عايز أسوقك ليه."


صمتت شوية، بعدها قالت: "قاعده مع أمي، ما بقدر أخليها."

كان واضح إنها مشغولة، وكان في صوتها شيء يبين إنها ما حابة تترك مكانها في اللحظة دي. لكن لازم أسوقهاا

"ما في مشكلة، حاوري يوسف ونوظف واحدة لوالدتك، عشان لو حبيتي تطلعي، تقدري تخرجي في أي وقت."


لكن فجأة، كان في تغير واضح في نبرة صوتها، وكأنها تلقت شيء مفاجئ، أو حتى هجوم في كلامي. فاجأتني، وكان صوتها صار واضحًا، فيه نوع من الغضب المكبوت:

"كيف يعني؟ ما فهمت! إنت منو القال ليك إنو أمي هم بالنسبة لي؟ وأنا عايزه أخلص؟"


الحقيقة، الكلام دا كان مفاجئ لي. ما كنت متوقع رد فعل زي دا. صوتها كان بيقول لي إنها حسّت إني مسّيت نقطة حساسة، نقطة فكر فيها كثير قبل كده، وفي نفس الوقت كانت بتتساءل إذا كنت شايفها بالشكل الصح.

سكت شوية، قلبي بَدأ يدق بشكل أسرع. مافيش مجال دلوقتي لقول أي كلمة غلط، لازم أفهمها.

"سارة، ما كان قصدي أجرحك. أنا بس كنت بحاول أساعد. لكن لو كلامي أثر فيك، أنا آسف."


كنت عارف إني أخطأت في اختيار كلماتي، وأنه لازم أرجع وأوضح. لكن كمان كنت عارف إن الموقف دا كان أكبر من مجرد كلمات عابرة.

"أنا ما كان قصدي أقول إنك مش قادرة تهتمي بأمك. لكن شفت إنه ممكن أساعدك بإنك تلاقي شخص يساعدك إذا كنت محتاجة وقت لنفسك. ممكن ما كنت في مكانك عشان أفهم كل التفاصيل، لكن دا كان مجرد اقتراح."


في سكوتي، كنت حاسس إن بينا حاجات ما تقدر الكلمات تعبر عنها، لكن كنت برضو عارف إنها حاجة لازم أقولها.

سكتت شوية، ما ردّت، وأظنها كانت بتحاول تهضم الكلام. أنا حسّيت بشيء غريب، زي في داخلي، عندي رغبة إني أكون موجود ليها، لكن في نفس الوقت ما قادر أخليها تحس إنني بجبرها على شيء.

بعد فترة طويلة من الصمت، قالت بصوت أقل حدة:

"ممكن يكون عندك حق في بعض الكلام. لكن، في نفس الوقت، دا ما قرارك، ولا لازم يكون على حسابي. الموضوع مش بالساهل."


ولما قالت "الموضوع ما بالساهل"، عرفت إنو دا مش بس رد فعل من سارة، دا كان جزء من كل شي كانت بتحاول تحمله لوحدها.

"أفهمك، وأنا معاك. أنا هنا لو احتجتي أي مساعدة. لكن ما تخليني أكون سبب في أي توتر ليك."

قفلت الخط في وشي بدون سابق انذار فعرفتها زعلانه، قررتا امشي دار الايتام اشوف حنين
___
*مهدي*
كنت قاعد في الجمعية، لكن قلبي ما مستقر. توتري ظاهر، وكل لحظة بتمر كنت بحس فيها إني حأفقد السيطرة. ملاذ، البنت الهادية، الطيبة، دخلت حياتي زي نسمة، وأنا ما داير أي زول يأذيها... خصوصًا أخوها.

يوسف لاحظ حالتي، قال لي وهو بيهز في راسو:

"عليك الله يا مهدي قوم امشي، والله توترك دا بنقل فينا كلنا."

ما صدقت، فتحت المفتاح وطلعت جاري، ركبت العربية وأنا ماعارف وين بالضبط داير أمشي، لكن رجلي جابتني لحدي بيتهم. وقفت بعيد شوية، خايف أسبب ليها مشكلة أكبر. أخوها ممكن يكون موجود، وأنا ما مستعد أواجهه من غير حكمة.

يدي راحت على الموبايل، واتصلت على أمي... ما بس أمي، هي صاحبة قلبي، ملجأي وقت الحيرة.

ردّت بسرعة، كأنها حاسة بي:

"مهدي؟ خير ولدي، مالك؟"

قلت ليها بصوت مرجوج:

"يا أمي، أنا... أنا ماعارف أعمل شنو. ملاذ جابت لي الأكل في الجمعية، وأنس شافها واقفة معاي، وزعل، عمل مشكلة، وأنا جيت جنب بيتهم، خايف أعمل تصرف يأذيا أو يخلّي أهلها يمنعوها حتى تطلع."

سكت شوية، وبكيت بصمت، صوتي ما قادر يطلع.

أمي سكتت، وكنت متأكد إنها بتفكر كويس قبل ما ترد. بعد لحظات، قالت بصوت مليان حنية وقوة:

"ولدي، إنت قلبك طيب، ونيّتك صافية، لكن الدنيا ما بتمشي بالنية بس. في ناس بتفسّر الطيبة ضعف، أو بتفهمها غلط. ما لازم تدخل في خط بين ملاذ وأهلها، خصوصًا أخوها. دا موضوع حساس، والناس دي عندها تقاليدها، ونظرتها للأمور مختلفة."

سكتت لحظة، ثم تابعت:
"أسمعني كويس، امشي بيتكم، صلّ ركعتين، وادعي ربك يوجّهك. لو ملاذ بتحس بأمان معاك، بتلقى طريقة توصّلك دا. ما تتسرع، وخلِّيها هي تحدد شكل العلاقة بينكم. إنت دورك بس تكون سند، من بعيد، بدون ضغط، ولا تدخل مباشر."

كلماتها دخلت قلبي زي البلسم. مسحت دموعي، قلت ليها:

"شكراً يا أمي... دا الكلام البريح قلبي."

قالت لي بابتسامة حسّيتها رغم بعد المسافة:

"ربنا يكتب ليك الخير يا مهدي... وخليك دايمًا كريم في حبك، وهادئ في فعلك."

قفلت الخط، وشعرت براحة، يمكن لأول مرة من زمن. شغلت العربية، ورجعت بيتي، وأنا مقرّر أدي الدنيا فرصتها، وأدي ملاذ الأمان من غير ما أضيق عليها.لمن رجعت البيت، كنت قاعد في الصالون، ساكت، بعصر في أصابع يدي من القلق. كلام أمي هداني، لكن قلقي على ملاذ لسه ما فارقني. ما داير أضغط عليها، ولا أخليها تدخل في صراع مع أهلها عشاني.

جريت في راسي حلول كتيرة، لكن أكتر واحد حسيتو مناسب، هو إني أطمن عليها من بعيد... من غير ما تحس إنها تحت المراقبة.قمت مشيت لجهاز التلفون، وقلبي بيدق. دخلت على جهات الاتصال، وطلعت رقم يوسف، اتصلت ورد

"ألو يوسف، كيفك؟"

قال لي بصوتو المرح كعادتو: "والله كويس، إنت مالك صوتك دا؟ حصل شنو؟"

قلتا ليه بتردد: "مافي حاجة كبيرة، بس كنت بسأل... سماح، عندك رقمها؟صح"

سكت شوية، وبعدين قال: "عندي انت حصل معاك شنو لقيت ملاذ؟"

ضحكت ضحكة خفيفة: "ماحصل شي بس رسل لي رقم سماح؟"

قال لي: "طيب، أها أرسلته ليك في واتساب."

ما استنيت كتير، طوالي فتحت الرقم واتصلت. قلبي كان بيرجف، ما عارف سماح حتقول لي شنو، لكن كنت محتاج أعرف، محتاج أطمئن.

ردت بعد الرنة التانية: "ألو، سماح معاك."

قلتا ليها بأدب: "مساء الخير، آسف على الإزعاج. أنا مهدي، من متطوعي الجمعية. يوسف رسل لي رقمك."

قالت لي بلطف: "أهلاً مهدي، حصل خير، في حاجة؟"

ترددت شوية، لكن بعدين قلتا بصراحة: "أنا بس... كنت داير أعرف، ملاذ كويسة؟ ما قدرت أرتاح بعد الحاصل قدامي، وما داير أكون سبب في زعلها."

سكتت شوية، بعدين قالت بصوت هادي فيه نبرة طيبة: "هي بخير، لكن متأثرة شوية. أنس عامل ضغط في البيت، وهي بتحاول تكون قوية قدامهم."

تنفست بعمق، شعرت بحمل طاح من على صدري. "شكراً ليك يا سماح، والله ما قصّرتي. ما حأتدخل، بس لو احتاجت أي شي، قولي ليها أنا موجود."

قالت لي: "حقك محفوظ، وأنا حأوصل ليها الكلام بالطريقة المناسبة. خليك مطمئن، هي بتقدّر وجودك."
'_______
*تسابيح*
كنتا قاعده في المكتب الاختاروهو لي في الجمعيه لمن جاني وسام داخل بدون لا احم لا دستور قلتا ليهو
"في شي اسمو باب لو مابتعرفو اعرفكم على بعض باب وسام وسام الباب"
قال لي
"حنعمل شنو انا للان ماعرفتا الشخص المطلوب وخايف يكون يوسف اخوي"
قلتا ليهو
"المدير قرر انك ماتعرف حاليا وانو الزول اساسا مافاضي الفترة دي قال لمن يفضى بظهر ليك"
قال لي
"انتظرو لمن يفضى يعني"
قلتا ليهو
"تنتظر ومرة تانيه ماتجيني لو زول شاف وشك ماحارحمك"
دنقر فيني وعاين لي من فوق لتحت باستفزاز وقال
"حتعملي شنو مثلا ياسنفورة؟"
قمتا من المكتب وجيت وقفتا جنبو وضميت يدي على شكل بوكس وضربتو لمن راسو لفا وضربتو في نص بطنو لمن قعد على رجلينو في الارض وقلتا ليهو
"ماتفتكر كل البنات بتخاف واوعكك تفكر تتكلم معاي بلاسلوب دا تااني فاهم المرة الجايه حيكون حسابي معاك مختلف.."
كان بعاين لي نظرات غضب بس مااهتميت ابدا..



يتبع...
2025/06/28 01:29:24
Back to Top
HTML Embed Code: