عزيزتي الحياة.
ها أنا أكتبُ لك وللمرة الأولى، وربّما هي الأخيرة.
لأنّني لست مُرتاحة، وفؤادي مقبوض ومضطرب.
شعرتُ لوهلة أنّ هناك ثُلّة من الأشياء التي أمتنّ لها. عليّ أن أُخرجها من ذاكرتي ومن صوتي الداخلي، وأقولها لأرتاح من ثقلها، ولتصل إلى شخص واحدٍ على الأقل، يقول بعد قراءتها أنّني كنت امرأة طيّبة.
ممتنّة لأول يومٍ ماطرٍ قضيته في طريق العودة من الجامعة مع صديقاتي دانة، آية، راما، وأنا.
ممتنّة لمعهد شام ، للجلسات التي كنت أحضرها من أجل نيل درجة مُستحقّة في مواد النّحو، لكتاب هدى الذي أعطتني إياه لأقرأ به، أعدتهُ لها ثمّ مع مرور السنين، هية أعادتني إليّ.
ممتنّة لشارع الصابونيّة، الذي كنت أقطعه مشياً لوحدي بعد انتهاء المحاضرات، لا أضع الموسيقى بل أتركُ الغناء لنظرات المارّين ولأزماتِ السيارات التي بلّلها المطر.
ممتنّة لشارع الجلاء، لشتائي الذي كان يكبرُ هناك ويُطعم قلبي غيمهُ ليصير شجرة، شجرة تحتملُ الرياح، والحبّ ، والقسوة، وجروح الأغصان.
ممتنّة للحديث الطويل الذي أقضيه مع أُمي، وهي تسرد لي أحاديث العائلة، وأخبارها هي،
ماذا فعلت، وماذا أحزنها، وكيف استطاعت أن تنام ليلة البارحة بهناء، وكيف تحبّنا انا واخواتي الثلاث ، وتتعبُ منّا ، التعب الذي يُشقيها
شقاء السعادة الذي تُحب.
ممتنّة لوقت المغرب، لجلب الطاولة، لصوت أبي وهو عائدٌ من عمله صاعداً سلّم البيت، "يامُعين ياكريم" .
ممتنّة لشاي بعد الغداء، لهذهِ اللمّة ، والضّحك، والود، والأمان.
لتوديعة أبي لي عند الباب، كل سبت قبل أن أعود إلى منزلي.
ممتنّة لمطبخ بيتي، الكبير ،والنظيف،
لبيتي المرتّب ، ورائحة الهامول التي أحبّ أن أعطّره بها دوماً، لمفرش السرير ، للأرائك المهذّبة.
لوسادتي وسريري، لتفاصيل بيتي الصغير.
ممتنّة لحركات جنيني، لأغراضه، لسريره الذي ملأ الغرفة بالحياة.
ممتنّة لشارع الكورنيش، للهواء النقيّ هناك.
للبقّالة دانية، التي تبتسم لي عندما أدخل لشراء حاجياتي.
ممتنّة لشارِع الدباغة، للعربات التي تشعّ بالألوان والبساطة والسعيّ والتعب.
ممتنّة لمحل دونات، للسيارة البيضاء التي رافقتني طويلاً وعلّمتني الصمود، للورد الذي أُحب، لمكتبي القديم، للمقررات التي كنت أختمها أكثر من مرّة.
ممتنّة للحياة البسيطة التي لم أطلب منها شيئاً أكثر، لكنّها لم تمنحني السعادة..
عزيزتي الحياة.
ها أنا الآن، أُسلّم السيف.
وأكتفي بما منحتني إياه، لست أخاف من الرحيل، ولا من الوحدة، ولا من الخيبات، ولا من صدمات اقرب الناس.
لستُ خائفة!
امرأة أحبّتك على بساطتك، لم تتكلّف حتى ببكلة شعرها، كانت هُنا.
وهي الآن ليست خائفة.

•|شمس جبّارو

عزيزتي إلسا.
أتساءل كيف يبدو قلبُ المرئ إذا صُفّيَ من الذكريات؟
من صوتِ طرقها، ووقْع ممرورها، وصدى توقّفها لشراءِ تركيزنا ثم الذهابَ سريعاً.
تعتقدين أنّ الخفقَ سيهدأ ؟
أعلم أنّ هذه الموسيقى الذاكريّة الشجيّة، هي عُقدتنا معاً، لأنّنا نُقيم قسطاً لسماعها، أكثر من كونها تتشكّل يومياً ومن أبسطِ أبسطِ المقومات.
لو أنّنا يا إلسا بلا ذاكرة.
هكذا بصفاء تام، من أينَ سيعثرُ علينا الزمان، ربّما لن نقع في مأزقِه أبداً، تعبنا من المآزق ! تعبنا.
لكن! في فيحاءِ ذاكرتي حصّتك الكُبرى، حِصتي منكِ، التي لا أتنازُل عنها، مهما شكى لي العُمر ضيقَ حالهِ وفراغَ جيوبه.
أأقول أنتِ ذاكرتي؟ ونندب على ذواكرنا في آن؟
هَيَ هِيَ . هذهِ هي
نقطة البداية، والفصلُ الحاسِم، وعُقدة القصّة البِكْر.
" أنّ في جميعِ ندباتنا، يوجدُ مكان صغير يتّسع لرأسين فقط، فيهِ كان يُخبزُ الصّبر، ويتنهّد الشّغف من جديد".
هذا المكان الصغير سُرعان ما احتلّ المساحة بمجملها.
أتعلمين يا إلسا؟.
أحبّ الحياة، أحبّها
إذا ما استطعتُ لوجهكِ سبيلا🌼


•|شمس جبّارو

يبدو إنك ما زلت مخلص لهالمكان

= انا ما بيطلع بإيدي إلا كون مخلص..
"أنا عموما شخص أليف"
بتعرف شو يعني أليف؟
أليف بالضبط!
في بيت للمتنبي كل ما تذكرتو بحس بمنطقة التشابه بيني وبينه
طبعا انا مين بالنسبة للمتنبي بيقول ببيت الشعر :
خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
انا هيك ..
يعني الأشياء اللي بألِفها، الناس اللي بتآلف انا وياهن
صعب عليي كتير إني فارقهن ولا بحال من الأحوال

مسلسل/ قبل الغروب
❤️

"الخبز يومي، والحُب كمان"
وداعاً لجليسِ أحلامنا الصغيرة، ومهذّب أقلامنا وعواطفنا.
وداعاً حسن سامي يوسف.💔

حاسّة
العالم
ضيّق! 🫁

بدي شاركها بعمري، معقول ما شاركها ب همومها !

- أهل الغرام/ ومالو 📺

"رح تضل في غصّة تبعدني عنَّك
فهمتني!"

- أهل الغرام..

أنا الغريقُ، فما خوفي من البلل؟.

‏"إن البشر لا يقتنعون بأسبابك وصدقك وجدّية عذابك إلا حين تموت، ما دمت حيًا فإن قضيتك مغمورة في الشك." ألبير كامو.

‏يذكرني فيها بيت المعري:
‏"تَكرمُ أوصال الفتى بعد موته
‏وهنَّ إذا طال الزمان: هباء."

بس انا مش عايِز حُبّك ليّا يبقى عبء عليكِ! .✨

•|هيبتا

" ولا أملولة، صِفر اليدين" !

أتعلمين أتعلمين.
أيُّ حزنٍ يبعثُ المطر!
لا يبرح سمعي هذا الشطر الرّنان من قصيدة السيّاب.
لأنّه عرّاب هذا الوقت من السّنة بالتحديد، ولأني أحبّ هذه الخصوصيّة.
للحزنُ أطول الجمل، وأوغل الأعماق، وأعتم الليلات، إلا أن الشّعر وحده يستطيع اختصاره ومزجه بشيءٍ من التعبير العميق ، والمشاعر الصافية التي تحمل ثقل القلبِ وتطلقُ لسانه، فيتحول شطر الحزن إلى منفد مُريح، إلى براحٍ يتّسع لما يزدحم في فؤادٍ صغير.
لذلك نحبُ الشّعر، نحبُّ الثوب الفضفاض الذي ينتظر سريرتنا المكبوتة.

أتعلمين أيّ حزنٍ يبعثُ المطر!
تُرى أيُّ حزن؟ .
وإذا كان الحزن يجلب كل هذه اللذة في ترديد الشطر فكيفَ إذا هطلَ المطر ؟ ..
للمطرِ أناسه، أفئدتهُ، سطوحه، فناجينه، ومنتظريه، للمطر رُكن ثابتُ في بيوتنا جميعاً.
مطر مطر مطر.
أتعلمين؟
أيُّ حبّ يبعث المطر؟..
تُرى أيُّ حب!
ثوب الصلاة حُب، زجاج النوافذ البارد حُب، لون السماء حُب، ذكريات أوائل الشتاء حُب، عناق أمي حُب، وجهُ أبي حُب
البيت الشتوي حُب، كلمة أحبّك حُب!
أن يعرف الانسان الحُب هو حُب!
أن نعرف الحُب هو حُب!
أن نُحبّه هو حُب!
لنعلم جميعاً أي حزنٍ يبعث المطر.
وأيّ صوتٍ يبعث المطر، وأي اهتمامٍ يبعث المطر، وأيُ عناق يبعث المطر، وأيُ حضن.. يبعث المطر♥️

•|شمس جبّارو.

أخطر عبارة قالتها مستغانمي في تاريخها الأدبي:

"هُناك شيء ما حدث في طفولتك وبدون أن تعي ذلك، كل شيء سيدور حوله حتى آخر لحظة في حياتك!"

"أحتاج إلى شخص أسكبُ فيه نفسي."

_سيليفيا بلاث