Telegram Web Link
#الاعجاز في المخلوقات

◼️حرب النمل .. فن القتال والتحذير والتنظيم عند النمل

يؤكد العلماء وبعد مراقبة طويلة للنمل، أن هذا العالم مليء بالأسرار ومن أهمها الخبرة القتالية لدى النمل، والإنذار المبكر، والاتصالات الذكية، لنقرأ ونسبح الخالق العظيم........

إنها معركة حقيقية يستخدم فيها الجيشان كل الوسائل الحربية المتاحة! هناك خطط حربية وأساليب يتبعها الجنود لضمان انتصاره على العدو. وقد تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أن النمل تستخدم تقنية الاتصالات الذكية، وترسل موجات كهرطيسية لتنظيم المعركة وإخبار بعضها عن نتائج المعركة وتستخدم في ذلك قرون الاستشعار التي تعتبر وسائل اتصال لاسلكية. إن كل هذا يجعلنا نفكر في حقيقة هذه المخلوقات، فهي تشهد على عظمة الخالق، فعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها تعتبر ذكية جداً وتشبه البشر في حياتها، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 388].

معركة منظمة بين فريقين من النمل، وكل فريق لديه وسائل وأجهزة إنذار وأساليب قتالية، وكل هذه الأشياء كانت مجهولة حتى زمن قريب، ولكن هناك كتاب أشار إلى مثل هذه الحقائق قبل 1400 سنة، إنه كتاب الله الذي يعلم السر وأخفى!

وهنا يا أحبتي أقف لحظة تأمل في سورة النمل وتحديداً قصة سيدنا سليمان الذي علَّمه الله منطق الطير والنمل وغيرها من الحيوانات والجن والشياطين... وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فقد حذَّرت النملة أفراد المستعمرة (مستعمرة النمل) بقولها: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 188]. فهذا التنبيه لا يصدر من مخلوق لا يدرك ولا يعلم شيئاً بأسرار الحرب، بل فيه إشارة لطيفة إلى أن النمل لديه خبرة قتالية، وخبرة بالهروب والكرّ والفرّ، وخبرة في الإنذار. 

نملتان صغيرتان تهاجمان نملة كبيرة، انظروا إلى هذه التقنية الحربية، فقد جاءت النملة الأولى لتمسك النملة السوداء الكبيرة من قرنيها لتعطل لديها حاسة الاستشعار وتشوش العمليات التي تتم في دماغها، ولكي تضمن ذلك، فقد أعطت الأمر لنملة ثانية فأمسكت النملة السوداء من رجلها الخلفية لتعطل حركتها، وبالتالي تضمن النملتان التغلب على النملة الكبيرة، ولولا هذا التنسيق والتخاطب بين النملتين لم يتمكنا من التغلب على النملة الكبيرة، هذه التقنيات الحربية نراها أمامنا بالصور. أليست هذه التقنيات تحتاج لتخطيط وتدبير، وهي تشبه ما يقوم به البشر؟ إن هذه الصورة ألا تدل على قدرة الخالق تبارك وتعالى؟

فالنمل لديه أسلحة جهَّزه الله بها وهي الفكين الذين ينقضان على الفريسة بسرعة أكبر بكثير من سرعة فكي التمساح! ولدى النمل "إنذار مبكر" وذلك قبل حدوث الخطر، ولديه اتصالات ذكية، مع بقية أفراد النمل، ولذلك جاءت الآية لتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه الخبرات التي زود الله بها النمل!!

ونقول: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم (وهو النبي الأمي)، لو كان يريد أن يصنع ديناً لنفسه (كما يدَّعون) فكيف يمكن له أن يخبرنا بمثل هذه الحقائق  على لسان النمل؟ وما هي المصلحة التي سيحققها من وراء ذلك؟ ونجيب: إن مصلحته الوحيدة هي تبليغ الرسالة بكل أمانة ودقة، وإن قائل هذه الآية هو خالق النمل وهو أعلم بأسرارها وبكلامها، وإن مثل هذه الآية تعتبر دليلاً مادياً على صدق كتاب الله جل وعلا، فهل تخشع قلوبنا أمام عظمة هذا الإعجاز؟!

🌸🍃ـــــــــஜ۩ انتهـــت ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
#الاعجاز والايمان

◼️الجسد يبلى ماعدا "عجب الذنب◼️

في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة جاء ذكر عجب الذنب على أنه الجزء من الجنين الذي يخلق منه جسده، والذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده؛ ليبعث منه من جديد، فقد أشار المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى أن جسد الإنسان يبلى كله فيما عدا عجب الذنب، فإذا أراد الله تعالى بعث الناس أنزل مطرا من السماء فينبت كل فرد من عجب ذنبه كما تنبت البقلة من بذرتها.

وفي لفظ آخر لمسلم كذلك جاء في هذا النص:"إن في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال: عجب الذنب"، وفي لفظ ثالث لمسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): 

"ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت قال: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون، كما ينبت البقل" قال: قال: "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة". 

وهذه الأحاديث النبوية الشريفة تحتوي على حقيقة علمية لم تتوصل العلوم المكتسبة إلى معرفتها إلا منذ سنوات قليلة، حين أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى باسم "الشريط الأولي" الذي يتخلق بقدرة الخالق (سبحانه وتعالى)

في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغراسها في جدار الرحم، وإثر ظهوره يتشكل الجنين بكل طبقاته وخاصة الجهاز العصبي وبدايات تكون كل من العمود الفقري، وبقية أعضاء الجسم؛ لأن هذا الشريط الدقيق قد أعطاه الله تعالى القدرة على تحفيز الخلايا على الانقسام، والتخصص، والتمايز والتجمع في أنسجة متخصصة، وأعضاء متكاملة في تعاونها على القيام بكافة وظائف الجسد.

وثبت أن هذا الشريط الأولي يندثر فيما عدا جزءا يسيرا منه، يبقى في نهاية العمود الفقري (العصعص)، وهو المقصود بعجب الذنب في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإذا مات الإنسان، يبلى جسده كله إلا عجب الذنب الذي تذكر أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن الإنسان يعاد خلقه منه بنزول مطر خاص من السماء، ينزله ربنا (تبارك وتعالى) وقت أن يشاء فينبت كل مخلوق من عجب ذنبه، كما تنبت النبت من بذرتها. 

وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائيا بالإذابة في أقوى الأحماض، أو فيزيائيا بالحرق، أو بالسحق، أو بالتعريض للأشعة المختلفة، وهو ما يؤكد صدق حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي يعتبر سابقة لكافة العلوم المكتسبة بألف وأربعمائة سنة على الأقل

بقلم د زغلول النجار

🌸🍃ـــــــــஜ۩ انتهـــت ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#فيديو التصميم المذهل للسان الضفدع سبحان الله 🎬
معجزة نبوية.. ما أسكر كثيره فقليله حرام
هل لا زلت تدخن.. إذاً شاهد ماذا سيحدث؟
#الاعجاز في المخلوقات

◼️ الحيوانات لها وعي مثل البشر!‏◼️

هل تعلم أن الحيوانات لها وعي وإدراك وقدرة على التذكر.. تتعاطف وتحب، وتحزن وتصاب بالاكتئاب، لديها قيم العدل وتشعر بالظلم.. إنها مجتمعات قائمة بذاتها....

بعد أكثر من 2500 دراسة علمية لم يجد الباحثون مفراً من الاعتراف بأن الحيوانات لها أحاسيس وعواطف ووعي.. فهي تتألم وتشعر وتتذكر وتحب وتكره وتعيش حياة اجتماعية مثل المجتمعات البشرية.. هذا ما وصل إليه البروفسور Marc Bekoffمن جامعة University of Colorado الذي يؤكد من خلال مجموعة كتب ألفها وعدو محاضرات ألقاها، وبعد ثلاثين عاماً من تجاربه على الحيوانات، أن الكثير من الكائنات التي تعامل معها لها مشاعر الحب والكراهية.

فالدببه مثلاً تظهر مشاعر التعاطف مع الآخرين، أما الذئاب فتشارك الأصدقاء أحزانهم! حتى الدودة الصغيرة تتخذ قرارات تساعدها على الاستمرار في حياتها. الخيول لها عاطفة قوية جداً وتدمع عيونها أحياناً.. فتحرز على فراق من تحب.. وكثير من الحيوانات تعرف صاحبها وتميزه!

على الرغم من الوزن الكبير لهذه الأم، إلا أنها تكون حنونة جداً مع صغارها، والذي يثير دهشة العلماء: كيف تعلمت هذه الدببة لغة العطف والحنان لدرجة أنها تضحي بنفسها من أجل أبنائها! إنها قمة الوعي والإدراك لدى هذه الكائنات. لذلك هناك علماء يفضلون تسمية هذه الحيوانات بالكائنات غير البشرية Non-Human لأن تسمية الحيوانات غير دقيقة علمياً.. وهنا لابد أن نتذكر بأن القرآن لم يطلق لفظ حيوان على هذه المخلوقات.. فقد اعتبرها أمماً وهو ما يعترف به العلماء اليوم بعد دراسات علمية مضنية وطويلة، فأيهما أدق من الناحية العلمية إذاً العلم أم القرآن؟!

الغش ظاهرة طبيعية تنتر في عالم الحيوان مثل الثعالب.. التخفي والتمويه والكذب منتشر في عالم الكائنات البحرية، وحتى الطيور تخدع! وكل التجارب أثبتت أن الكائنات الحية ذات مشاعر.. وأغرب ما في الأمر أن النباتات أيضاً لها مشاعر وعواطف، وتحب مساعدة جيرانها من النبات!!

الفيل يتمتع بذاكرة قوية جداً حيث يستطيع حفظ أماكن محددة لعدة سنوات.. فيتذكر مكان الماء الذي شرب منه قبل عدة سنوات، وربما يتفوق على البشر في هذه المهمة التي تساعده على البقاء.

كل هذه الدراسات أجبرت العلماء وبكل يقين على الاعتراف بأن هذه الكائنات (غير البشرية) لها عاطفة وذاكرة وإدراك ووعي وقدرة على التعلم.. ولذلك فهي مجتمعات قائمة بذاتها..

وهذه الحقيقة العلمية التي وصل إليها العلماء في القرن 21 أنبأ عنها القرآن في القرن السابع أي قبل 14 قرناً في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]... وأمام هذه الحقيقة القرآنية وتطابقها مع الحقيقة العلمية لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!!!

بقلم عبد الدائم الكحيل
ــــــــــــ

🌸🍃ـــــــــஜ۩ انتهـــت ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
#الاعجاز في النبات

◼️هذا خلق الله البذور الطائرة◼️

يقول تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]، لنتأمل دقة الصانع عز وجل للبذور التي خلقها وسخر لها وسائل الاستمرار ....

في هذا البحث الجديد نتعرف على اكتشاف كيف تصبح بذور القيقب كحشرات العثة؟ فعندما تهب الرياح وتسقط هذه البذور من الأشجار يظهر لها ما يشبه أجنحة العثة لتطير كالهليوكوبتر إلى مسافة تبلغ كيلومتر حتى تصل إلى قطعة أرض جديدة تهبط عليها لتبدأ فيها دورة حياة جديدة حتى تصبح شجرة. 

وقد تم تصميم بذور صناعية للقيام بالتجربة في المختبر، ويقول الباحثون إنهم سيستفيدون من التقنية المعقدة التي تستخدمها هذه البذور من أجل تطوير الطائرات، وبخاصة الرحلات الفضائية بين الكواكب، سبحان الله! حتى هذه البذرة سخرها الله لنتعلم منها فن الطيران، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

🌸🍃ـــــــــஜ۩ انتهـــت ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
#الاعجاز النفسي

◼️1◼️إزدياد نشاط الدماغ عند الوفاة بين المكتشفات العلمية وما جاء به الإسلام

وجد باحثون أميركيون مستويات مرتفعة من الموجات الدماغية لحظة الاحتضار وما بعدها بقليل[1]. ففي دراسة  نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم[2]، أن هذا الأمر يعني ظهور حالة شديدة من الوعي عند البشر.

وقالت الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، جيمو بورجيغن، من جامعة ميتشيغان: “هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا يعتقدون أن الدماغ بعد الوفاة السريرية يصبح غير نشط، أو قاصر النشاط، مع وجود نشاط أقل من حالة اليقظة، ولكننا أظهرنا أن الأمر ليس كذلك.” وأضافت: “بل إنه يكون أكثر نشاطا بكثير خلال عملية الاحتضار حتى من حالة اليقظة”.

ولمعرفة المزيد حول هذا الأمر في الحيوانات، قام علماء في جامعة متشيغان بمراقبة تسعة فئران عند الاحتضار. وفي غضون فترة 30 ثانية بعد توقف قلب الحيوان عن النبض، سجل العلماء وجود زيادة حادة في موجات الدماغ عالية التردد والتي تسمى ذبذبات غاما. وعند البشر تعد هذه النبضات إحدى السمات العصبية التي يعتقد أنها تعزز الوعي الانساني، وخاصة عندما تساعد في “ربط” المعلومات القادمة من أجزاء مختلفة من الدماغ. وقد وجدت هذه النبضات الكهربائية في مستويات أعلى عقب توقف القلب مما كانت عليه في حالة اليقظة والصحة الجيدة.

وقال جاسون بريثويت من جامعة برمنغهام إن هذه الظاهرة يبدو أنها “آخر صيحة” يطلقها الدماغ. وقال:”إن ذلك مثل اشتعال النيران في الدماغ، حيث يمكن أن يزيد النشاط في جميع أجزاء الدماغ المرتبطة بالخبرات الواعية، مما يعزز من جميع التصورات الناتجة مع وجود مشاعر وعواطف أكثر من واقعية.”

وقال: “تقدم هذه النتائج الجديدة المزيد من الدعم للفكرة القائلة إن الدماغ هو من يقود هذه المشاهدات المذهلة واللافتة للنظر.”

وقال الدكتور كريس تشامبرز من جامعة كارديف: “هذه دراسة مثيرة للاهتمام، وقد أجريت بشكل جيد، ونحن لا نعرف إلا القليل حول نشاط الدماغ خلال الموت، فضلا عن نشاط الدماغ أثناء الوعي. وتفتح هذه النتائج الباب أمام المزيد من الدراسات على البشر.” (إنتهى التقرير).

ويتراوح عدد خلايا الدماغ البشري، كما هو معروف، بين 10 بلايين و100 مليار عصبون، يكتمل عددها خلال الأشهر القليلة الأولى من الولادة. ويتعرض الدماغ اعتباراً من سن العشرين لفقدان بعض العصبونات، بنسبة لا تتعدى 10%، بحيث تموت ولا يمكن تعويضها بعد ذلك.

في عدد من الدراسات الطبية السابقة، التي تتناول روايات بعض الذين أشرفوا على الموت ثم عادوا إلى الحياة، أنهم شاهدوا أو عرضت عليهم مراحل حياتهم وأحداثها خلال فترة الاحتضار. مما قد يفسر هذا النشاط الدماغي المكثف الذي يتعرض له الدماغ أثناء الوفاة وبُعَيْدها. ويعزو بعض الروحانيين بأن هذا النشاط الدماغي المكثف سببه أن الروح تستحضر ملف أعمال الانسان بكاملها وتصطحبه معها عند خروجها من جسم المتوفي.

ومع أن الانسان لا يعتبر متوفياً من الناحية الطبية إلا إذا توقف قلبه، فإن أبحاثاً طبية أجراها أطباء من روسيا وأوكرانيا، أظهرت أن التوقف النهائي للحياة لا يصدر عن القلب بل عن موضع في الدماغ لا يزال غير محدد، بدليل أن بعض الذين تتوقف قلوبهم عن الخفقان، تعود إليهم الحياة بعد وقت معين أثناء صدمة تغسيلهم أو بعيد دفنهم.

ويمكن استشفاف ذلك من كلام الله عز وجلً، بحيث قدم البصر، الذي هو أقرب إلى الدماغ، على السمع الذي هو أقرب إلى القلب في مرحلة ما بعد الوفاة، في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)} [السجدة: 12] . بينما قدم السمع على البصر وفق ترتيب الخلق، كقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)} [النحل: 78].

لكن أغلب أمور الروح تبقى غيبية ويصعب الخوض فيها، لقول الله عزّ وجلّ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85]. وسنتقصى عن ذلك بما ورد في الكتاب الكريم وفي الحديث الشريف وما ورد عن السلف الصالح:

تلتقي البحوث والدراسات العلمية مع شرح الإسلام للحظة الاحتضار وما بعدها، ومما جاء في ذلك، قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [ق: 22].

 وفي تفسير هذه الآية يقول الإمام الشعراوي رحمه الله:( ذلك لمجرد أن تحضره سكرات الموت ويُوقِن أنه ميّت تتكشف له الحقائق ويرى ما لا نراه نحن، كما جاء في قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ}. فيتمنى الإنسان أن يرجع إلى الدنيا وهو ما يزال يحتضر، لماذا؟
◼️2◼️لأنه رأى الحقيقة التي كان ينكرها ويُكذِّب بها، والذين يشاهدون حال الموتى ساعة الاحتضار يروْنَ منهم إشارات تدلّ على أنهم يروْنَ أشياء لا نراها نحن، كُلٌّ حَسْب حالة وخاتمته

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي فَتَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةٌ، وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي فَيَكُونُ لَهُ شُكْرٌ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [4] . مما يعزز ما يرويه عدد من المرضى الذين أشرفوا على الموت ثم تعافوا من أنهم يرون شريط حياتهم يتوالى أمامهم.

وعن سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «النَّاسُ نِيَامٌ , فَإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا»[5]. وقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ، تَبْقَى عَلَيْهِ الْبَقِيَّةُ مِنَ الذُّنُوبِ، فَيُحَارَفُ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ، أَيْ: يُجازى بِهَا [6].

وفي الحديث الشريف: ” الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ”. قِيلَ هُوَ لِمَا يُعَالِجُ مِنْ شِدَّةِ الْمَوْتِ فَقَدْ تَبْقَى عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ مِنْ ذُنُوبٍ فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ وَقْتَ الْمَوْتِ لِيَخْلُصَ عَنْهَا وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْحَيَاءِ فَإِنَّهُ إِذَا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى مَعَ مَا كَانَ قَدِ اقْتَرَفَ مِنَ الذُّنُوبِ حَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ خَجَلٌ وَحَيَاءٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَعَرِقَ لِذَلِكَ جَبِينُهُ[7].

ويصف رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحظة الحرجة والخطيرة عند الوفاة، بحيث يتركز انتباه العبد على مصيره الختامي، فيقول عليه الصلاة والسلام: ” إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ” [8] .

في الختام لا يزال أمام العلم والأبحاث العلمية، على تقدمهما، الكثير لاكتشاف قدرات الأدمغة البشرية والتي سبق إليها وبقرون عديدة ما جاء في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف.

🌸🍃ـــــــــஜ۩ انتهـــت ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
2025/07/03 06:53:40
Back to Top
HTML Embed Code: