لو كنتَ في رمضان الخير مبتغياً
أجراً لآويت بالمعروف أشعاري

لكن تثاقلت شعري أنه كذبٌ
في ظنه بك خيراً فاحتطب ناري

إن امرأً لا يرى قدراً لمهجته
في عينه مستحقٌّ لطخ أحباري

لو شئت سمّيته لكنني رجلٌ
من صلب صيدٍ من الأدران أطهارِ

يا أرض ضاقت بنا الأقطارُ عن سعةٍ
للفضل حتى ولو قيست بأشبارِ
العصر من شاعر الفصحى على طَرَفِ
بما جناه على الفصحى ذووا الخَرَفِ

من كل هلباجةٍ يلقي بأحرفه
شتى كما اختلط الأبعار بالعلفِ

إذا رأى كوخ أعلاجٍ بكى ؛ وإذا
رأى طلول الحمى ولّى ولم يَقِفِ

والشاعر النبطيُّ اعتمّ عمّته
ونال ما شاء من حظٍّ ومن زُلَفِ

إن المدائح بالفصحى بلا ثمرٍ
حتى يعود إلى الدنيا أبو دُلَفِ
‌‌شبّب بأطلال العقيق وغرّدِ
أعهدتَ من حلّوه أو لم تعهَدِ

ما بالعقيق وإنما بظبائه
وطري فإن أبعدنه فليبعدِ

لي مسند بحمى الطلول فحدّثا
عني إلى أطلال برقة ثهمد

وعلى ابن بجدتها الخبير وقعتما
فكأنما في الجاهليّة مولدي

القارئ الأشعار أبجدَ هوّزٍ
كقراءة الرازين حرفَ الجُلْمُدِ

معنىً لعمركما خبأت دفينه
لا يهتدي إياه غير الهُدهُدِ

مضت الليالي والصرار بضرعها
وعُوَيدُها بلسان حالي المجتدي

وأزال أنتظر الذي من أجله
أنسأتُ بهجة ما بيومي للغد

كم جبتُ أرمي أسوداً في أبيضٍ
حينا وأرمي أبيضاً في أسودِ

حتى امترقتُ من الرفاق جميعهم
سيفاً بوجه مدافع لم يُغمَدِ

فلئن تَسَاقط كلُّ بيرق حيلةٍ
من غير بارقةٍ لمضرب موعدِ

فلخيبة النفس الطموح أعزُّ من
برد الرضا بسكون عيش القعددِ

ضُرِبَتْ عليّ دوائرٌ مدحوّةٌ
بمقادري أقَعَدْتُ أو لم أقعدِ

ولربما أبدو إليك مقيّداً
ومُحَلَّقي بالغيبِ غيرُ مقيَّدِ

حلّق بنفسك فالمقادر إن تنم
أو لم تنم تجري فحُلّ أو اعقِدِ

ما ضرّ نفسك لو تغمِّضُ ساعةً
ورأيت أنك ترتدي ما ترتدي

قام اعتذاري للعلا أني امرؤٌ
دئِبٌ يحدّث نفسَهُ بالسؤدد

بزمان تربيع اسم كل مصوّرٍ
بسجلّ دلِّيلى يقصُّ و يهتدي

فيه القصائد كالسوائب خضرمت
آذانها بشفار أصهب أمرد

سالمتُ ظاهري القرير لهم وفي
طيّ الضمير سحاب صعقة أربد

ومن الحصافة أن تُسِرَّ ولا تُرِي
والنفس مولعةٌ بمحسوس اليد

سِمَةُ النجابة في الوجوه تُرَى كما
للسيل يعرف مصدرٌ من مورد

كم مُجهَدٍ بالعيش يحلب درَّهُ
لينال زبدته الذي لم يَجهَدِ

رهواً دع الأيام غير مكلّفٍ
ما لم ترده وحيث تُرزَقُ فاعمِدِ

وتعسُّفُ الأطماعِ في استنزالها
للرزق إن يُمهَدْ وإن لم يُمْهَدِ

كتعسُّفِ الشُرَّاحِ في تأويلهم
ما لم تشا الشعراءُ أو لم تقصدِ
‏زُرتَ المَحِلََّةَ من جرعاء فيحانِ
فما تعرَّفتَ من قاصٍ ولا دانِ

كأنّ عينَك في استحياء معرفةٍ
منها ؛ تَقَلَّبُ في أسفارِ سِريانِ

أَمْلَتْ ملائكةُ الوسمي ديمتَهُ
فخطت السيل من أحبار وديان

كانت مراتع أهواءٍ ترود بها
من جِنّة الإنس رَودٌ قَيدُ أعيانِ

تلهو بناظرها من غير مُحتَرَسٍ
فخلتَها أيّماً لا أمّ صبيان

سرعان ما قبّحوا في العين منذ دَعَوا
دعوى البنين وهم في غُرّ ألوانِ

دَعَوا سبهللةَ الجلباب منخنثاً
عن معصمٍ خَضِرِ الأعراق ريّانِ

في وجهها شهرةٌ من غير سابقةٍ
سوى تراشق أجفان لأجفانِ

لا تنزع العين عن مملوح صورتها
إلا وتغلظ فيها كل أيمانِ

من المغيرات بالأرواح آخذةً
بها إلى حيث لا تحيا بأذهانِ

إذا تدهده في مهواتها أحدٌ
نَجَى عشيّة يُشوى الذئب للضان

توكأ العِتقُ في أعراق قامتها
حتى تخثّر منها كلُّ تبيانِ

كأنها دُرّةٌ مما تخيّرها
من حائر البحر غوّاصُوا سليمانِ

إذا رأيتَ تثنِّيها بمشيتها
ظننتَها خلقت من سُمّ ثُعبانِ

نشوى تَبَخترُ تِيهاً من محاسنها
تبختر الظبي في بستان سُلطانِ

تضارب الغنجُ منها في تعففها
ضرب الأناجيل إيماناً بكفرانِ

ليست بقانعة إلا تأمُّلَها ؛
حتى تزعزع مني رُكنَ ظبيانِ

هما اطِّرَاحَان خُيِّرناهما فأبى
عليّ واعظي الناهي سوى الثاني

إما اطِّراحيَ من دنياي آخرتي
أو اطِّراحيَ إياها بهجرانِ

قبضتُ من ظلها ما تستظل به
أوابدٌ لم يصبها سهمُ إنسانِ

إلا فتىً يده تعطو أناملُها
من القصائد أعلى كل قنوانِ

يلوح شعري في عصري على شرفٍ
كما يلوح سهيل في خراسان

خفّ المتاقُ إلى ميعاد طلعته
بحيث لا إبلٌ ترعى بسعدان

وما عليّ إذا ضلّت عيونهم
محجّتي أنها منضودُ صَمّان

ليس الطريق إذا غُمّت معالمُهُ
بمذنبٍ إن يغب عن عين حيرانِ

في الريح والجدي والجوزاء ألويةٌ
مُظَفَّرَاتٌ بيمنى كُلّ تَيْهان

كم مُنهِكٍ عينَ صالٍ من هواجِره
مُبخَّل القار يجري بين كثبان

تظل تغسله بالآل مرتقصاً
شمسٌ كأن بها أحقاب أضغانِ

إن تغمض العينُ لم يغمض توهّجها
في الجفن حتى ترى بَرَّانَ جَوَّانِ

ما زال يقرض عيني أن تسير به
حتى قضيت حقوقي في حزيران

جاوزتُهُ وأخذت الصبر منه على
ما بين شطريه من صُمٍّ وعُمْيانِ

على عَصِيٍّ إذا همّت شويعرةٌ
بنعته زمّ منها أنف غضبانِ

فضّاح أخيلةٍ تنزو جخادبُها
عن كل عُودٍ من الأنواء عُريان

في مستقرٍّ من الأثمان باعتُهُ
ورفعةٍ أن يسوموه بخسران

كأنه من توالي كل ملتفتٍ
إليه منتفلٌ في دَير رهبان

تسمو الرقاب إليه وهو مرتفعاً
كصوت مئذنةٍ فيها أذانانِ

أحب أن يلج الإسلامَ صانعُهُ
جزاء إحسانه فينا بإحسانِ

مازال يعتسف الظِرّان هيكله
حتى تمعدد ميلافاً لثهلانِ

مُرقّماً حرف هاءٍ خَطَّ دائرةً
على اسم معشوقةٍ محطومُ جثمانِ

أرى القوافي متى ترضى مطاوعةً
وتشمعلُّ معانيها بتهتانِ

فليت شعري وعيني غير غافلةٍ
عن الجواب سوى استضحاكِ خلّاني

أمن يهوديةٍ في الشعر بيع به
كسبي بابل مبخوساً بأثمانِ؟!

لم يَحقُر الشعرُ أن العصر مبخلةٌ
أنّى وما فيه لم يُعهد بحسبانِ

لكن تكرّه أقوامٌ أوائلهم
وأعضلُ الجهل جهل المبغض الشاني

أعاجمُ اللبّ لا تقرأْ أساميَهم
فقد شروا إرث قحطان وعدنان

الناهتون من المنظوم أوضعَهُ
كأنه لغةٌ ما بين قِرْدانِ

حاشى نواجذ أفواه معرّبةٍ
أن لا تؤاخذ فيه كلَّ لحّانِ

أُوتيتُ مقمعةً في الشعر جاب بها
في الصخر كل ثموديٍّ وداداني

أليس كفراً بزيد الله ضيعتُهُ
في كل هيّان أفهامٍ وبيّانِ

تجري سفينة نوحٍ بي وأخرقها
وقد توقّر منها كلُّ طوفانِ

ذُمُّوا الأشحة إن عادت سفائننا
من بحرها دون ياقوت ومرجانِ

أروا القوافيَ أين الأسخياءُ فما
أرى لهم في الدجى تلويحَ نيرانِ

إن لا يكن في يد بذلٌ فواعجباً
من قولهم ما نرى أشباه غيلانِ

ذودي حوافلُ ألبانٍ بلا مِنَنٍ
وإن نَقِمْنَ مُثفِّاتٌ بأذقانِ
تذكر من أبيه غداة أحمت
به الحمّى شمائل صالحاتِ

وما أمّلت بعدك من حياةٍ
سوى أربٍ تسرّ به حصاتي

لعلك في ضيافة كل جدٍّ
من الصيد الجحاجح والكُماةِ

تقص عليهم بِدَعَ الليالي
وهم ما بين خذ مني وهاتِ
اللهم حمداًً حمدا وشكرا شكرا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فتح الله علينا أن نقيم دورةً تعني بعلوم كتابة الشعر وفق معاني العرب وتراكيبهم

وهي خاصة بمن بدأ في كتابة الشعر وقد تجاوز علوم البحور والأوزان

فنسأل الله أن يعييننا وإياكم على كل علم نافع

وبقية أفكار الدورة ستجدونها
في الرابط المرفق

فحيا الله من أراد الانتفاع
صلّى عليك مجيدُ العرش زاجلةً
صلاة من عَرْشُهُ منهم على كَتَدِ

كنتَ اليتيم فأنت اليوم في كنفٍ
من المفدّين بالآباء والولَدِ

كم والد منك في ظلٍّ ووالدةٍ
لولاك لم ينعموا بالبرّ من أحدِ

لا يعدمون بأمرٍ أنت ترشدهم
إليه من بركات الروح والجسدِ

إذا أطاعوك لم تبطئ منافعُهمْ
ويُرجأون -إذا زَلُّوا- إلى أمَدِ

اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد
وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما صليت وباركت على ابراهيم
وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
دعوتُ سعداً فوفّى غير مُكتَرِثٍ
بما نبحتَ علينا نبحَ مجنونِ

وأنت تحسدني سعداً فخُذْ حَجَراً
ونحِّ أمك إن نصّبتها دوني

إني الأصمُّ فمُتْ غيظاً وقد وَرِمَتْ
عُروقُ جوفك مُنكَبّاً على هُونِ
تسوّل مني ما تسوّل قبله
بنو قوم لوط كل غاد ورائحِ

فلما رآني قد تقذّرت مسّه
تكشّر لي عن فكّ أبقع نابحِ

يقول وضيعٌ للمدائح هاترٌ
وما العارُ أني هاترٌ للمدائحِ؟

أجلُّ مكاناً من مكانك إن تبت
بليلة فسق ساجداً للقبائحِ

أتمدحُ شيئاً لا يقال على الملا
وتسخر من مدح الكرام الجحاجحِ؟!
أهاجك من ذكرى الظعينة منزلُ
به كل طيف للصبابة ينزلُ

يقولون لا تسخف بذكراك منزلاً
مضى عصر من يبكي عليه ويسألُ

وماعلموا أن المنازل ما بنت
أمانيَ قلبي لا حديدٌ وجندلُ
حبذا بالحجاز مهبط قلبي
من جناح الأميال والأصقاع

علم الله أنني لثراها
أبد الدهر لست بالمبتاع

أنا في تُربها أهيم اشتياقا
ثملاً بين قُورها والقاع

فأعدني إلى حماها قريراً
يا مغيث الموجوع والملتاع

أنا من فقدها مقيمٌ بجسمٍ
ليس جسمي وناكرٌ أضلاعي
ألا ليت مكثي بالحجاز يطولُ
وكل مدى دون الحجاز يزولُ

وكنت غنيّاً من عليل نسيمها
فها أنا من فقد النسيم عليلُ

فيا همّةً ما قط خانت عزيمتي
لك الله حَسْبٌ كافلٌ ووكيلُ

تَواصَيْ بنفس للحجاز نشيجها
يُهيبُ بوُرْق الأيك حين تقيلُ

بكفرك بالدمام مؤمنةً به
سبيلاً إليه الأمنيات تؤولُ

ورجْمِك ما استدبرتُ من كل مذهبٍ
سواه بصَرْمٍ ليس عنه عدولُ

فما الروح إلا بالحجاز قريرةٌ
وغربتها دون الحجاز تهولُ

وما حمق من أذكى على ماله اللظى
بأفحش ممن بالحجاز يكيلُ

يكيل بها ما دونها من مدائنٍ
وما لصباح في الحجاز مثيلُ

وإني بمحيي الأرض من بعد موتها
على كَرَّتي نحو الحجاز مُحِيلُ
إني إلى طيفك هتّاكُ = وإن تمكّنتُ لفتّاكُ !
جفوتني رجاء أن أنتهي = عنك وما للصبِّ إدراكُ !
وقد غرستِ بيننا غربةً = والوقتُ من غرسك أشواكُ !
فلتغرسي مشكورةً إنني = بعود هذا الشوكِ أستاكُ
‏حَشَتْ عينَك الآفاتُ ما بَرَقَتْ لها
قصائدي الزهراءُ فوق الكواكبِ

وحَمْدِلْ بأن العصر عصر مقيّدٌ
خطى كل ذي فتكٍ لنفسك غاصبِ

فإني لك استنقعتُ في السمّ صارماً
سأعلوك يوماً حدَّهُ غير كاذبِ

تلفّتْ فقد تغشاك مني غدرةٌ
وفي العُرْبِ غدرٌ يا ابن كلب الأكالبِ

شظى بدمي الشيطانُ حتى تطايرت
شرارةُ غيظي من عروق الحواجبِ

لعل الذي يلقي إلى الليث رزقَهُ
سيلقيك لي يوماً كريهَ العواقبِ
أقدحُ من ساهر نار غُرْمِ
متى ذعرتُ عينَهُ بنجمي
شبّ عليّ بشرار يرمي
حتى انتهى دخانه بعظمي
مستنسخاً رسماً كمثل رسمي
أوصي سعوداً وعبدالله ويحكما
إن تنسيا طلعتي لا تنسيا بُرَحي

أبوكما كان ممن يلتوي مضضاً
مما جنته عباد العجل في رَفَح

كذاك كان أبي من قبلها فعلى
صَفَاته نارُ صدري ذاتُ مقتَدَحِ

أما المساجد فالأحياء عامرةٌ
بها وآبارنا في كل مُطَّرَحِ

وإنما وقفي المرجوّ نائلُهُ
أن تعمقا ليهود حفرة التَرَح

إن لم تطيقاه أوصوا من يلونكما
حتى يحققها منهم ذوو الفَلَحِ
بإذن الله تبدأ اليوم الساعة ٩ مساءً دورة الشعر حول تأسيس النظم والتركيب
فحيا الله الجميع وهي مشرعة الأبواب لمن شاء .
بإذن الله اليوم نبدأ الساعة ٩ مساءً
2024/05/11 10:46:08
Back to Top
HTML Embed Code: