Telegram Web Link
أخلاق حث عليه القرآن الكريم : اللين

﴿فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى﴾ [طه: ٤٤]

اللين في القول والعمل من ما حث عليه الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، فالقول اللين تلين له القلوب ويميل له الناس ، فمن اتصف باللين تجده أكثر الناس قبولًا و خُلقًا ، فاللين صِفة الأنبياء و الصالحين وليس اللين في التعامل مع المسلمين فقط بل حتى مع من كفر ، فكلمة طيبة وخُلق حسن وكلام لين قد يكون سبب في محبة غير المسلم للإسلام و رضى الله عن عبده وارتفاع درجاته في الدُنيا والآخرة .
‏« الشيطان لا يُحْرِزُ العِبادُ أنفسَهُم منه إلا بذكر الله عزَّ وجل »

• ابن القيم | الوابل الصيب صـ (٢٠٦)
لَا يَحلُّ لِأحَدٍ أن يَقنَطَ مِن رَحمَةِ اللهِ، ولَو عَظُمَت ذُنُوبُه.

ابن تيمية | مجموع الفتاوى (١٦/١٩)
﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ في أَيمانِكُم وَلكِن يُؤاخِذُكُم بِما كَسَبَت قُلوبُكُم وَاللَّهُ غَفورٌ حَليمٌ﴾ [البقرة: ٢٢٥]

تفسير السعدي:
أي: لا يؤاخذكم بما يجري على ألسنتكم من الأيمان اللاغية التي يتكلم بها العبد، من غير قصد منه، ولا كسب قلب، ولكنها جرت على لسانه، كقول الرجل في عرض كلامه: لا والله وبلى والله، وكحلفه على أمر ماضٍ يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب، وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي معتبرة في الأفعال، والله غفور لمن تاب إليه، حليم بمن عصاه حيث لم يعاجلْه بالعقوبة، بل حلم عنه، وستر، وصفح مع قدرته عليه وكونه بين يديه.
﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلوبٍ أَقفالُها﴾

العيش مع القرآن ليس فقط بقراءته وحفظه بل بتدبره وتأمل معانيه وأحكامه ، القرآن معجزة عظيمة كلما تأملها الإنسان وتدبرها وجد فيه العَجب و الهداية و الفلاح ، فالقرآن عِلم و شفاء وهداية و رحمة و سِراج ينير قلوب العباد وعقولهم ، إن اعظم خسارة قد يقع فيها المسلم هي تفويته لتأمل وتدبر القرآن .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه :« كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآن ».


المصدر: صحيح البخاري
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
سوره الكهف (.pdf
6.4 MB
قال النبي ﷺ : « مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ ». [ صحيح مسلم ]
سُنن يوم الجُمعة :
- الاغتسال و التطيب
- الصلاة على النبي ﷺ
- التسوّك
- قراءة سورة الكهف
- كثرة الدعاء و تحرِّي ساعة الاستجابة
﴿أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا﴾ [الكهف: ٩]

نحن لا نعلم من هم أصحاب الكهف ولا اسماؤهم ولا بلدانهم ولا في أي زمنٍ عاشوا ، ولكن الله يعلمهم ولا زالت قصتهم محفوظة عند الله فالأعمال الصالحة والجهود التي تبذل في سبيل الله لا تضيع سدًا بل هي عند الله عظيمة لا تُنسى فقيمة الإنسان ليست باسمه ولقبه و شكله بل بعمله و خُلقه و إيمانه ورضى الله عنه .
« اللَّهم رُدني إليك ردًا جميلًا »
﴿فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِن قَولِها وَقالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾ [النمل: ١٩]
« ينبغي أنْ يرغب الإنسان العاقل في الاستكثار من الفضائل وأعمال البِرِّ التي يستحق من هي فيه الذِّكر الجميل، والثَّناء الحسن، والمدح، وحميد الصِّفة. فهي التي تقرِّبه من بارئه تعالى، وتجعله مذكورًا عنده عزَّ وجلَّ الذِّكر الذي ينفعه، ويحصل على بقاء فائدته، ولا يبيد أبد الأبد »

ابن حزم | كتاب الأخلاق والسير في مداواة النفس
« اللَّهم إني أسألك عِلمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا مُتقبلًا »
الرحمة في قلب المسلم

قال السعدي عن عَلَامة وجود الرَّحْمَة في قلب العبد : « وعلامة الرَّحْمَة الموجودة في قلب العبد، أن يكون محبًّا لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا، وللمؤمنين خصوصًا، كارهًا حصول الشر والضرر عليهم، فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمته »

بهجة قلوب الأبرار للسعدي
« قد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب؛ فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته »
• ابن القيم | روضة المحبين ونزهة المشتاقين
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [آل عمران: ٢٠٠]
﴿مَتاعٌ قَليلٌ ثُمَّ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المِهادُ﴾ [آل عمران: ١٩٧]

مهما بلغ الإنسان من عُمره في الدُنيا ومهما كثر عمله وماله و علمه في الدُنيا ، فإن الدُنيا ستضل متاع قليل أمام الآخرة .
2025/10/23 08:08:03
Back to Top
HTML Embed Code: