يكره الرجل المرأة لوصف من أوصافها وله في إمساكها خير كثير لا يعرفه، ويحب المرأة لوصف من أوصافها وله في إمساكها شر كثير لا يعرفه، فلا ينبغي أن يجعل المعيار هواه، بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه.
وفي كتاب الله عز وجل آية كريمة تشير إلى هذا المعنى، فما هي؟
قوله تعالى: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء: ١٩


أسئلة قرآنية
https://www.tg-me.com/altaahirin

لطائف سورة الكوثر ..

من لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابِلة لسورة الماعون ..
وذلك أن الله تعالى وصف المنافق فى سورة الماعون بأمور أربعة:
البخل ..
وترك الصلاة ..
والمراءاة فيها ..
ومنع الزكاة ..

فجاءت سورة الكوثر متضمنة:
العطاء ..
والصلاة ..
والإخلاص ..
والتصدق ..

ثم ختم السورة بقوله تعالى:
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
أي أن المنافق الذى يأتى بتلك الأفعال القبيحة المذكورة فى تلك السورة سيموت ولا يبقى من دنياه أثر ولا خبر ..

أمّا أنت فيبقى لك فى الدنيا الذِّكر الجميل وفي الآخرة الثواب الجزيل ..

تفسير/ الإمام فخر الدين الرازي.

https://www.tg-me.com/soundquran77

‏شيء واحد سيمنحك الراحة ويطرد كل المخاوف ويأخذك إلى السكينة والطمأنينة:

إنه ‎القرآن

سيقول لك:
لماذا تخاف
من المرض
والخسارة
والفقد
والفقر
والموت؟!

ويخبرك باختصار:
﴿قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا﴾
﴿قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله﴾
﴿قل إن الأمر كله لله﴾

https://www.tg-me.com/soundquran77

كيف اتدبر القرآن ؟؟؟
خطوات تساعد على تدبر القرآن للمريض روحياً ..

أولاً : أن تقرأ القرآن في مكان هادئ إضاءته مناسبه ، وفي وقت لا تعاني فيه من نوم ونعاس.

ثانياً: ركز نظرك على الآيات وقلبك على المعنى والأفضل أن لا تقرأ ايّ سوره الا بعد معرفة تفسيرها ولو تفسيراً مختصر . لأنه يساعد على التدبر.

ثالثاً: احرص حين ذكر الله أن يكون دائماً بصوت مسموع وخاصه القرآن اقرأ بصوت تسمعه فهو يساعد على التدبر وعدم التملل السريع
.
‏رابعاً: اقرأ الآيات بحضور قلبك واذا ما شعرت بتدبر كرر الآيه عده مرات .

خامساً: اقرأ القرآن في بدايه يومك ولا تنتظر آخره كان العلماء يبكّرون بالاعمال الصالحة لأنهم لا يضمنون بقاءهم إلى الليل أو إلى الغد وقال تعالى إن قرآن الفجر كان مشهودا تتقوى في هذا الوقت قوه الحفظ وقدره التركيز وتحضره ملائكة الليل وملائكه النهار ‏.

سادساً : ترتيل القرآن وعدم الاسراع فالقراءة تساعد على التدبر واستحضار القلب وتستشعر كلام الله وتتذوق حلاوه القرآن ويكون تاثيره على نفسك وحياتك جليّ ~

أبو إيمان حجازي
( بتصرف )

‏ التدبر مفتاح حياة القلب
‏https://www.tg-me.com/soundquran77 ‏

لا شك أن للتدبر علامات تظهر على صاحبها فلننظر في كتاب الله ونفتش عن الأمارات التي إن وجدتها في نفسي عرفت أنني من المتدبرين .
من هذه العلامات :

امتلاء القلب بالتعجب من عظمة هذا الكلام ويكون هذا حال حضور الفكر في القراءة فتحس بشعور من الرهبة والمحبة والتعجب حين تقرأ الآيات وقد كان هذا حال الجن حين سمعوا آيات من القرآن أنصتوا إليها وعرفوا أن هذا الكلام كلام عجيب لم يسبق لهم أن سمعوا مثله .

ومن هذه العلامات أيضا :
البكاء من خشية الله ومما يتلى على المسلم من آيات الله وقد ذكر الله مثل هذا في سياق المدح و الثناء وما يتلو ذلك من زيادة الخشوع في قلب القارئ المتدبر

ومنها : زيادة الإيمان إذ أن التلاوة مع تدبر تزيد الإيمان في قلب صاحبها وكلما ازداد القارئ المتدبر من كتاب الله كلما زاد الإيمان في قلبه

ومنها : الفرح والاستبشار بما يتلوه من معان وهدايات فليس سورة من سور القرآن إلا وفيها نعمة وبشارة وفرح وهداية

ومنها : القشعريرة خوفا من الله ومن ما توعده لأعداءه وما سبق من قصصهم وإهلاكهم ثم لا تلبث هذه القشعريرة في نفس المسلم إلا قليلا ليتلوها لين وسكينة بالله وآياته .

ومنها : حاجة للسجود يجدها الإنسان في نفسه حالما تمر به آيات ربه

ومنها : العمل وهو ثمرة التدبر وغايته ودليله البين وأثره الظاهر

هذه هي أهم علامات التدبر فمن وجد منها شيئا فليبشر بأنه من المتدبرين وكلما كانت هذه العلامات أعمق وأكبر كلما كان نصيبه من التدبر أكبر إذ أن التدبر كالإيمان درجات فلينظر كل واحد منا حظه منه . 

https://www.tg-me.com/soundquran77

التناسق والتناسب بين سورتي القمر والرحمن ..

المتأمل فى السورتين الكريمتين يجد أن بينهما تناسق عجيب ..

_ فى مطلع سورة القمر قال تعالى:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) ..
وقال فى سورة الرحمن:
(فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ..

_ قال تعالى فى سورة القمر:
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) ..
وفى سورة الرحمن قال:
(عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ..
وإذا سألنا لماذا علم القرآن ؟
فالإجابة للتذكرة والخشية

_ من التناسق فى ترتيب السور أن سورة القمر جاءت فى المصحف بعد سورة النجم ..
والمعلوم أن النجم جسم غازي مشتعل ..
وجاءت بعد سورة النجم سورة القمر .. والقمر كوكب صغير صخري معتم ..
وبعد سورتي النجم والقمر جاءت سورة الرحمن فجمعت بين النجم والقمر فى قوله تعالى:
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)
والشمس نجم كبير ..

_ فى سورة القمر جاء ذكر الأقوام التى كذبت:
[كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ..
كَذَّبَتْ عَادٌ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ..
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ..] وذكر تعالى كيف كان هلاكهم جميعا ثم قال فى آخر السورة:
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) ..
وجاءت سورة الرحمن بقوله تعالى:
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ المجرمون * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) لم يقل يكذب بها الكافرون أو المشركون بل استعمل نفس اللفظ الذى جاء فى سورة القمر للربط بين السورتين ..

_ قال تعالى فى سورة القمر:
(يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) .. والسحب فيه عنف وشدة ..
وفى سورة الرحمن قال:
(يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) ..
فعبَّر بلفظ الطواف ولم يقل يسحبون كما فى سورة القمر لأن سورة الرحمن كلها رحمة حتى فى استعمال الألفاظ مع المجرمين ..

_ قال تعالى فى سورة القمر متحدثًا عن إنجاء نوح ومن معه:
(وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) .. فعبَّر عن سفينة نوح بوصفها أنها مكونة فقط من ألواح ودسر ..
وفى سورة الرحمن سورة النعم والآلاء جاء التعبير عنها بفخامة وقال عن نفس السفينة بقوله تعالى:
(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) ..
وهذا تطور عجيب .. من ألواح ودسر إلى سفن عظيمة تنشأ في البحر ..
وتعد هذه بشارة بأن صناعة السفن ستتطور .. وهذه البشارة تتلاءم مع سورة النعم والآلاء ..

_ تحدثت سورة القمر عن إهلاك الأقوام فقال تعالى عن قوم نوح:
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ) ..
وعن قوم هود:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ)
وعن قوم صالح:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ)
وعن قوم لوط؛
(وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ) ..
إذن فقد أهلك الله تعالى كل المكذبين بالرسل ..
وفى سورة الرحمن تحدث عن نهاية البشرية كلها فقال:
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) ..

_ جاء الحديث فى سورة القمر عن المتقين مختصرا فى آيتين:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)
وجاءت سورة الرحمن مفصلة فى وصف المتقين وجناتهم .. فهناك جنة للمحسنين ووصفها بقوله تعالى:
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
(ذَوَاتَا أَفْنَانٍ) ..
(فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ) ..
وحين انتهى من وصفها قال:
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) ..
لأن الحديث عن جنات المحسنين .. وهؤلاء هم الذين جاء ذكرهم فى سورة الواقعة وذكرتهم بأنهم هم السابقين: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) ..

وذكر وصف جنة أصحاب اليمين فقال:
(وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) ..
(مُدْهَامَّتَانِ) ..
(فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ) ..
وهذا تناسق بديع بين السور المتتالية فى الترتيب ..

_ قال تعالى فى آخر سورة القمر فى وصف حال المجرمين فى سقر:
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) ..
وجاءت سورة الرحمن شارحة لوصف حال هؤلاء فى جهنم من قوله تعالى:
(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) ..
إلى أن قال تعالى:
(يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) ..

هل رأيتم كيف تتلاحم السور وتتناسب؟!! ⚘️

د. محمد صافى المستغانمي.

https://www.tg-me.com/soundquran77

قال تعالى في سورة القمر بعدما أغرق الأرض بمن فيها انتصارا لنوح عليه السلام {وحملناه على ذات ألواح و دسر} الدسر هي المسامير
ولكن لماذا لم يقل الله سبحانه وحملناه على سفينة لماذا اختار سبحانه لفظ "ذات ألواح و دسر"؟
لأن الله سبحانه يريد أن يبين لنا بساطة مكونات تلك السفينة أمام الأمواج المتلاطمة
حتى نعلم يقينا أن هذه الالواح والمسامير مجرد سبب
ولولا حفظ الله لهم لما صبرت هذه السفينة على مواجهة موج كالجبال
لذا أكدّ الله على ذلك بالآية التي بعدها حيث قال سبحانه {تجري بأعيننا}
فالله وحده هو الحافظ وهو المولى الذى يتولى أمرك ومعاشك ومحياك ومماتك
مهما عجزت الأسباب واستحاله الأمور بكلمه واحدة من الله يقول للشيء مهما كان عظمته كن فيكون

https://www.tg-me.com/soundquran77

قال تعالى:{‌وخلق الإنسان ‌ضعيفا}،
وقال في آية أخرى: {إن كيد ‌الشيطان ‌كان ‌ضعيفا}،
فالضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحدٍ منهما مُعينٌ لم يظفر بصاحبه
فأمر الله الإنسان الضعيف أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف ليعصمه منه ويعينه عليه
استعن بربك على كل أمور حياتك ولا تعجز


https://www.tg-me.com/soundquran77

أول آية في الفاتحة كانت {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وجاء بعدها : {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
وأول كلمة قالها آدم عليه السلام لما خلق: الْحَمْدُ لِلَّهِ
فردّ عليه ربنا يرحمك ربك

تخيل أول حوار بين ربنا والإنسان بدأ بالحمد
وردّ ربنا كان الرحمة
يعني لما نقول؛ الحمد للَّهِ
الرحمة تتنزل علينا من أعلى من ربنا

هذا ما حدث في بداية الوجود
و هو طريقنا للجنة
الحمد لله دائمًا وأبدًا

https://www.tg-me.com/soundquran77

هل سألت نفسك يومًا لماذا سمّى الله مكان دفن الأجساد في الدنيا "القبور"
بينما يوم القيامة قال عنها "الأجداث"؟!
سرّ عجيب يفتح أمامك بابًا من التفكر فى القرآن الكريم ..

قال تعالى:
﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ﴾
﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا﴾
﴿فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ﴾
لماذا لم يقل "القبور"؟

تعال نتفكر قليلًا ونسأل ..
أين قبر الغريق الذى التهمت الأسماك جسده؟
وأين قبر الميت في البرية الذي ذَرَت الرياح عظامه؟
وأين قبر من أُحرِق جسده ونُثر رماده في الهواء أو الماء؟

إذن، "الأجداث" ليست القبور .. بل شيء آخر أعمق ..

القرآن يكشف لنا ..
يقول تعالى:
﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾
أي أن قبور الدنيا ستتحطم وتزول مع زلازل الأرض وتغير ملامحها .. وما يبقى هو "الأجداث" ..

وما هي الأجداث؟
إنها الذرات الدقيقة من خلايا الجسد التى ينبت منها الإنسان يوم البعث كما تنبت البذور بعد نزول المطر ..
يقول تعالى:
﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا… كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾

تخيّل المشهد ..
ذرة صغيرة مدفونة فى تراب الأرض .. يسقيها ماء السماء بأمر الله فتنبت منها أجساد الناس يوم القيامة تمامًا كما يُنبت الله النبات ..
يقول تعالى فى سورة نوح
﴿وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ نوح

سبحان من أتقن الخلق وأحكم التدبير..


https://www.tg-me.com/soundquran77

فى سورة الكهف:
خَيْرٌ أَمَلًا
خَيْرٌ عُقْبًا
خَيْرٌ مَّرَدًّا
ما الفرق ؟!

يقول تعالى:
(هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا) الكهف
تتحدث الآية الكريمة عن صاحب الجنتين حينما كفر بربه وأحيط بثمره وأهلكه الله تعالى كله ..
قال تعالى:
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) الكهف
فالسياق هنا يعرض عاقبة هذا الرجل الكافر وما حدث له نتيجة لكفره بالله ..
فكان من المناسب أن تكون خاتمة القصة قوله تعالى:
(خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا) ..
أي كن مع الله لتنال جزيل الثواب وخير العاقبة ..

أما قوله تعالى
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) الكهف 46
فالآية تتحدث عن الحياة الدنيا والأمل الذى يصاحب الناس فى زينتها وحطامها الفانى ..
نلاحظ أن كل الآيات التى سبقت هذه الآية تشير للأمل .. فالمال والبنون محركات باعثة للأمل وأيضا قول الرجل صاحب الجنتين كان يبعث للأمل ..
فقال تعالى:
(... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) الكهف46
ليتناسب ختام الآية مع من يأمل فى زينة الدنيا .. ولذلك قال (خَيْرٌ أَمَلًا) ..

أما موضع سورة مريم فالآيات تتحدث عن اليوم الآخر .. يوم القيامة ..
ويقول تعالى:
(وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا) مريم 71
وبعد ذلك يقول
(قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا) مريم 75
فالحديث هنا عن المردِّ الى الله سبحانه وتعالى ويبين أن مردَّنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ..
وماذا لو عدنا إلى الله؟
هنا يقول
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) مريم 76 ..
فكان من المناسب هنا أن يقول (خَيْرٌ مَّرَدًّا) وليس خير أملا أو عقبا ..

فانظروا إلى دقة القرآن وإعجازه المبهر فى استعمال المفردات ..

د. هارون جاد.

https://www.tg-me.com/soundquran77

🍒 تدبر سورة الفتح ..

🌷سورة الفتح سورة السكينة ..
إذ فيها نصف آيات السكينة الواردة فى القرآن الكريم ..

فقد وردت السكينة فى القرآن الكريم ست مرات ..
مرة فى سورة البقرة .. ومرتين فى سورة التوبة .. وثلاث مرات فى سورة الفتح ..

_ أكد الله تعالى تنزُّل السكينة على الرسول والمؤمنين بتنويع حروف الجر (فى) و (على) ..

ففى الأولى قال تعالى:
{هُوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ (فِى) قُلوبِ المُؤمِنينَ} الفتح

وفى الثانية قال تعالى:
{فَأَنزَلَ السَّكينَةَ (عَلَيهِم)} الفتح

وفى الثالثة:
{فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ (عَلى) رَسولِهِ (وَعَلَى) المُؤمِنينَ} الفتح

وتنزل السكينة (فى) القلوب يرسم صورتها وهي تتوغل فى مسامات القلوب وخلاياها وذراتها فلا تبقى منها نقطة لا تطالها هذه السكينة ..
حتى إذا استحكمت (فيها) من داخلها .. جاءت (عليها) من خارجها .. فلا مكان للخوف والاضطراب والقلق فى أي ذرة من ذرات تلك القلوب .. بل هي السكينة المطلقة (فيها) و (عليها) ..

_ تنزل السكينة فى المرة الأولى غاية ..
_ وفى المرتين الثانية والثالثة نتيجة ..

ففي الأولى (هُوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ فِى قُلوبِ المُؤمِنينَ لِيَزدادوا إيمانًا مَعَ إيمانِهِم) الفتح

وفى الثانية (فَعَلِمَ مَا فِى قُلوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِم) الفتح

وفى الثالثة أمر عجب !!
ففى الموضع الثانى نزلت السكينة فى قلوب المؤمنين نتيجة عِلم الله ما فى قلوبهم ..

أما فى الموضع الثالث فنتيجة علم الله ما فى قلوب أعدائهم:
(إِذ جَعَلَ الَّذينَ كَفَروا في قُلوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ) الفتح
إذن فقد أكد الله تنَزُّل السكينة أولا بتنويع حروف الجر ..
ثم أكدها ثانيا بالتنويع بين كونها غاية وبين كونها نتيجة !! ..

ثم أكدها ثالثا بين كونها نتيجة ما فى قلوب المؤمنين وبين كونها نتيجة ما في قلوب أعدائهم !! ..
فحتى ما تُكنّه قلوب أعداء الله من حمية يجعله سببا لتنزل السكينة فى قلوب أوليائه !! ..

_ أكد الله تعالى رسوخ السكينة بثلاثة مثبتات مختلفة ..
ففى الموضع الأول جعلها جنديًا :
(وَلِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ) الفتح

وفى الثانى ربطها بالفتح:
(فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِم وَأَثابَهُم فَتحًا قَريبًا) الفتح

وفى الثالث عطف عليها إلزام التقوى :
(وَأَلزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقوى) الفتح
وهذه المثبتات الثلاثة (والتى جعلُها جنديًا وربطها بالفتح وعطفها على إلزام كلمة التقوى) تُضاف إلى المؤكِّدات التى ذكرناها من قبل ..
فتصبح مؤكدات تنزل السكينة أربعة مؤكدات .. كلها تقول للمؤمنين:
السكينة نازلة فى قلوبكم وعليها لا محالة !! ..

ولا شك أن العاقل الفَطِن سيبحث فى سورة الفتح عن تأشيرة الدخول فى رَتْلِ المؤمنين ليستحق مثلهم السكينة والنصر بجنود السماوات والأرض ويستأهل الفتح وإلزام كلمة التقوى ..
ولا شك أن بحثه لن يطول إذ سيعلم أن الجواب فى آخر آية من سورة الفتح ..
- فهي تأشيرة الالتحاق
- وهي الجواز
- وهي بطاقة الهوية
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح ..

فاللهم افتح لنا فتحا مبينا وأنزل سكينتك فى قلوبنا وعليها وألزمنا كلمة التقوى واجعل حمِيَّة أعدائنا نصرا لنا ..
يا الله ..
يا فتاح ..
يا عليم ..

عبدالله العيسري.

https://www.tg-me.com/soundquran77

السؤال مفتاح التدبّر

إذا دقّقنا في الجنبة العمليّة التطبيقيّة للتدبّر، نجد أنّه لا يتمّ دون أن يطرح المتدبّر الأسئلة مقدّمةً لاستخراج إجاباتها من القرآن الكريم.

وقد قيل في العلم عمومًا: "مفتاح العلم السؤال".
وسُئل ابن عبّاس: "كيف أصبت هذا العلم؟"، فقال: "بلسانٍ سؤول وقلبٍ عقول".

وبخصوص تدبّر القرآن الكريم يكون هذا الأمر آكد.
عن أمير المؤمنين (ع): *«ذلك القرآن فاستنطقوه».*
و"الاستنطاق" يعني طلب النطق،
فكأنّ المتدبّر يسأل القرآن ويطلب منه أن يجيب، فتنفتح أمامه بعض الحقائق الكامنة وراء ظاهر الألفاظ ومستواها السطحيّ، وهذا هو حقيقة التدبّر.

والأسئلة التي يطرحها المتدبّر تشمل التساؤل عن كلّ حرفٍ وموقعه، وعن كلّ كلمة ومعناها، وعن كلّ تركيبٍ ودلالته، وعن الدروس والعبر وغير ذلك...
فيسأل مثلًا:
"لماذا عُطف بالفاء لا بالواو؟"
و"لماذا جاء الفعل كذا بالماضي لا بالمضارع أو العكس؟"
و"لماذا ورد الضمير كذا؟"
و"لماذا الاسم الفلانيّ معرفة وليس نكرة أو العكس؟"
و"ما معنى كلمة كذا؟"
و"ما فرقها عن الكلمة الكذائيّة؟"
و"ما دلالة هذا التعبير؟

ثمّ ينتقل للتساؤل عن الرسالة التي تحملها التعابير القرآنيّة، والتعاليم التي نتعلّمها من الآيات...
إلى غير ذلك من الأسئلة التي قد لا تنتهي، فكلّ سؤال قد يفتح الباب أمام أسئلة أخرى من مختلف الجوانب...

ثمّ إنّ طرح السؤال فنّ، كلّما أتقنه المتدبّر انفتحت أمامه آفاق أوسع،

وفي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): *«حُسْنُ السؤالِ نِصفُ العِلمِ».*
وعن أمير المؤمنين (ع):
*«مَنْ أَحْسَنَ السؤالَ عَلِمَ».*

وهذا الفنّ يكتسبه المتدبّر بالتوفيق الإلهيّ، وبالتمرّس على طرح الأسئلة، فتتطوّر هذه المهارة عنده شيئًا فشيئًا، وصولًا إلى أن تصبح ملكةً عنده يطبّقها تلقائيًّا دون تكلّف، بل قد يصل الأمر إلى أن ينتقل بسرعةٍ إلى الجواب غائصًا في بحر المعارف القرآنيّة التي لا تنتهي...

https://whatsapp.com/channel/0029VbBWHiZ0gcfSHoNWFJ02
…
https://www.tg-me.com/soundquran77