التغابِي أو التغافُل المحمود هو ما حملَ في طيَّاته معنى السماحَة واللِّين وغضِّ الطرف، فإنه كلما افتقَر التغابِي إلى هذا المعنى، فإنه سيُصبِحُ حينئذٍ جزءًا من المشاكل لا جزءًا من الحُلول. وهذا سرُّ كثيرٍ من الخُصومات والأحقاد والتربُّص بالآخرين. فإنه ليس من الفُتُوَّة التشبُّث بزلاَّت الآخرين، والفرحُ باستِحصالها على وجه التتبُّع، والحرث في أرض النوايا، وحملها أكثر مما تحتمِل. ناهِيكم عن إغلاق أبواب الأعذار والاعتِذار، وحمل الأخطاء والزلاَّت على أقلِّ الوجوه سوءًا في الظنِّ، وغُلوًّا في النوايا، والشقِّ عن القلوب..
كُلُّ مَنْ تعترفُ له بخطئك تجاهه فإنك تخشى انتقامه، إلا اعترافك لله فإنك لا ترقب به سوى رحمته، وفي الحديث القدسي: "..عَلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له.." رواه البخاري.
مهما كان لديك من قوة وذكاء ومال وجاه فلن تستطيع فتح أفئدة الناس لك إلا بمفتاحها الأصيل مفتاح الخُلُق فهو سيّدُ مفاتيح القلوب وفاتحُ أقفالها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول النبيُّ ﷺ: (ما من يومٍ يُصْبِح فيه الناسُ إلَّا وينزل ملكان، يقول أحدُهما: اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقول الثاني: اللهم أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)
مِن سوء ضمير المرء أن يَجعلَ النصيحةَ تعييراً والاعتبارَ شماتة، فإن هاتين السوأتين ما اجتمعتا في قلب أحدٍ إلا كرِهَ الناسُ ذِكْرَه واتقوا قُربَه.