Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
إعلانه الثورة على ابن زياد
لمّا بلغ خبر إلقاء القبض على هاني بن عروة إلى مسلم، أمر(عليه السلام) أن ينادى في الناس: «يا منصور أمت»، فاجتمع الناس في مسجد الكوفة.
فلمّا رأى ابن زياد ذلك، دعا جماعة من رؤساء القبائل، وأمرهم أن يسيروا في الكوفة ويخذلوا الناس عن مسلم، ويُعلموهم بوصول الجند من الشام.
فلمّا سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرّقون، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول: انصرف الناس يكفونك، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له: غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر؟! فيذهب به فينصرف، فما زالوا يتفرّقون حتّى أمسى مسلم وحيداً، ليس معه أحداً يدلّه على الطريق، فمضى على وجهه في أزقّة الكوفة، حتّى انتهى إلى باب امرأة يقال لها: طوعة، وهي على باب دارها تنتظر ولداً لها، فسلّم عليها وقال: يا أمة الله أسقيني ماءً، فسقته وجلس.
فقالت: يا عبد الله، قم فاذهب إلى أهلك؟ فقال: يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل، فهل لك في أجرٍ ومعروف ولعلّي أُكافئك بعد اليوم؟ فقالت: ومَن أنت؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، فأدخلته إلى دارها.
 
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
مقاتلته لجيش ابن زياد
وفي الصباح عرف ابن زياد مكان مسلم(عليه السلام)، فأرسل جماعة لإلقاء القبض عليه، ولكنّ مسلم أخذ يقاتلهم قتال الأبطال وهو يقول:
أقسمتُ لا أُقتلُ إلّا حرّا *** إنّي رأيتُ الموتَ شيئاً نُكرا
كلُّ امرىءٍ يوماً ملاق شرّا *** أخافُ أن أُكذب أو أُغرّا
حتّى أُثخن بالجراحات، فألقوا عليه القبض وأخذوه أسيراً إلى ابن زياد.
 
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
۱- اُنظر: معجم رجال الحديث ۱۹ /۱۶۵رقم۱۲۳۶۲، أعيان الشيعة ۱ /۵۹۱.
۲- الأمالي للصدوق: ۱۹۱ ح۲۰۰٫
۳- الإرشاد ۲ /۳۹.
۴- مثير الأحزان: ۲۱٫
۵- الإرشاد ۲ /۴۲.
۶- مثير الأحزان: ۲۶٫
۷- إبصار العين: 
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
إلى هنا قد انتهت من نقل ما جرى على ثقة الحسين مسلم بن عقيل عليهم السلام , يعلمنا مسلم كيف يكون الإنسان مطيعا ومضحيا لأمر امام زمانه , لا يدنو الموت الا عند الحب , فما فعل بمسلم نتيجة لحبه إلى الحسين
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
بليل أن شاء الله يكون البحث حول انصار الحسين الذين نالوا شرف الشهادة بين يدي الحسين عليه السلام
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
قال أهل السِّيَر : كان العبّاس بن عليّ رجُلاً وسيماً جميلاً ، بينَ عينيهِ أثرُ السّجود ، يركَبُ الفرس المُطهّم ورجلاهُ تخُطّان الأرض خَطّاً ، وكان يُقال له : قمَرُ بني هاشم ؛ لجماله ووسامته ، وكان لِواء الحسين (عليه السّلام) بيده(1) .
قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( كان عمّنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، له منزلة عند الله يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة ))(2) .
وكانت ولادة العباس سنة ست وعشرين من الهجرة(3) ، وقُتل أبوه أمير المؤمنين (عليه السّلام) وله من العمر نحو أربع عشرة سنة ، وقُتل هو بالطفّ وقد بلغ أربعاً وثلاثين سنة ، وهو آخر مَنْ قُتل من المحاربين مع الحسين (عليه السّلام) ، ولم يُقتل بعده إلاّ الأطفال(4) .
ولمّا رأى العبّاس بن علي (عليه السّلام) وحدة أخيه الحسين (عليه السّلام) أقبل يستأذنه في القتال ويقول : يا أخي , هل من رخصة ؟ فبكى الحسين (عليه السّلام) ثمّ قال : (( يا أخي , أنت حامل لوائي ، ومجتمع عسكري ، وإذا مضيت تفرّق عسكري )) .
فقال العبّاس (عليه السّلام) : قد ضاق صدري ، وسئمت من الحياة ، واُريد أن أطلب ثاري من هؤلاء المنافقين .
فقال له الحسين (عليه السّلام) : (( فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء ))(5) .
فذهب العبّاس (عليه السّلام) , ووعظهم وحذّرهم فلم ينفع الوعظ والتحذير , فرجع إلى أخيه فأخبره ، فسمع الأطفال ينادون العطش العطش ، فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات ، فأحاط به أربعة آلاف ممّن كانوا موكّلين بالفرات , ورموه بالنّبل ، فكشفهم وقتل منهم ثمانين رجلاً(5) ، وهو
للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ـ  عن كتاب سوانح الأفكار ـ للسيّد جواد شبّر ـ مخطوط
يرتجز ويقول :
 لا أرهـبُ الموتَ إذا الموت زقا(6)      ولا  أخـافُ الـشَرَّ يـوم الـمُلْتَقى
إنّـي أَنَـا الـعَبّاسُ أغـدو بـالسِّقا      نَفسي لسبْطِ المصطفى الطّهر وِقا(7)
حتّى دخل الماء ، فلمّا أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين وأهل بيته (عليهم السّلام) ، فرمى الماء(8) وملأ القربة ، وحملها على كتفه الأيمن وتوجّه نحو الخيمة ، فقطعوا عليه الطريق ، وأحاطوا به من كلّ جانب , فحاربهم ، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة ، وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فقطعها ، فحمل القربة على كتفه الأيسر وهو يقول :
 واللهِ  إنْ قَـطعْتُمُ يميني      إنّي اُحامي أبداً عَن ديني فكمن له حكيم بن الطفيل فضربه على شماله فقطعها من الزند ، فحمل القربة بأسنانه ، وجاءه سَهمٌ فأصابَ القرْبة واُريق ماؤها(9) ، ثمّ جاءه سهمٌ آخرُ فأصابَ صدره ، وضربه آخَرُ بعمود من حديد على اُمّ رأسه , فانقلب عن فرسه وصاح : يا أبا عبد الله , عليكَ منّي السّلام(10) .
للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ـ سوانح الأفكار ـ للسيّد جواد شبّر ـ مخطوط
 وصل للماي لاچن ما شرب ماي      گال شـلون ابـرّد چبدة احشاي
عگب حسين واطفاله البرجواي      عَلَيْ ماي العذب هاليوم يحرم
وعـن  إمـامٍ صادق اليَقينِ      نَجْلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ(11)
فلمّا أتاه ورآه صريعاً بكى ونادى : (( الآن انكسر ظهري , وقلّت حيلتي , وشمت بي عدوّي ))(12) .
الـيَوْمَ نـامَتْ أعـينٌ بِكَ لَمْ تَنَمْ      وَتَسهَّدتْ اُخرى فَعزَّ مَنامُها(13)(14)
للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ـ سوانح الأفكار ـ للسيّد جواد شبّر ـ مخطوط
ووقف الحسين (عليه السّلام) بجنب الخيمة ونادى : (( يا سكينة ، يا فاطمة ، يا زينب ، ويا اُم كلثوم ، عليكنّ منّي السّلام )) .
فنادته سكينة : يا أبَة , استسلمتَ للموت ؟!
فقال : (( كيف لا يستسلم للموت مَنْ لا ناصر له ولا معين ؟! )) .
فقالت : يا أبة , رُدّنا إلى حرم جدّنا .
فقال :  (( هيهات ! لو تُرِكَ القطا لنام )) .
فتصارخن النساء فسكّتهنّ الحسين (عليه السّلام)(15) .
يقول زين العابدين علي بن الحسين (عليه السّلام) : (( ضمّني والدي إلى صدره يوم قُتل والدماء تغلي ، وهو يقول : يا بُنيّ , احفظ عنّي دُعاءً علّمتنيهِ فاطمةُ (صلوات اللهِ عليها) , وعلّمها رسول الله إيّاه ، وعلّمه جبرئيلُ في الحاجةِ والمُهمّ والغَمِّ ، والنّازِلة إذا نزلتْ ، والأمرِ العظيم الفادح .
قال : ادعُ بحقّ يس والقُرآن الحكيم ، وبحقّ طه والقُرآنِ العظيم ، يا مَنْ يَقْدِرُ على حوائج السّائلين ، يا مَنْ يعلمُ ما في الضَّميرِ ، يا مُنفِّسَ عن المكروبين ، يا مُفرِّجَ عن المَغمومين ، يا راحِمَ الشَّيْخ الكبير ، يا رازقَ الطِّفْلِ الصّغير ، يا مَنْ لا يحتاجُ إلى التّفسير ، صَلِّ على محمّد وآل محمّد وافْعَلْ بي كذا وكذا ))(16) .
وفي رواية : وتقدّم نحو باب الخيمة وقال لزينب : (( ناوليني ولدي الصغير حتّى أودّعه )) . فأخذه وأومأ إليه ليقبّله ، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه(17)(18) .
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
يقول الراثي :
السيّد جواد شبّر ـ مقتل الحسين ـ للمقرّم / 272 ـ 273 .
 ومُـنْعَطِف أهوى لِتقبيلِ طِفْلهِ      فقبَّل مِنْه قَبْلَه السَّهْمُ مَنْحَرا(19)
فقال (عليه السّلام) لزينب : (( خذيه )) . ثمّ تلقّى الدم بكفّيه فلمّا امتلأتا رمى بالدم نحو السماء(20) ، ثمّ قال : (( هوّن عَلَيّ ما نزل بي أنّه بعين الله . اللّهمّ لا يكوننّ أهون عليك من فصيل ناقة صالح ))(21)(22) .
ثمّ وقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده ، آيساً من الحياة ، عازماً على الموت(23) وهو يقول :
 أنَـا  ابْـنُ [عليِّ] الـطُّهْرِ مِـنْ آلِ هـاشِمٍ      كَـفانِي بـهذا مَـفخرٌ حـين أفـخرُ
وجـدّي رسـول الله أكـرم مَنْ مشى      ونحنُ سراجُ اللهِ في الأرضِ يَزْهَرُ(24)
قال الراوي : فوالله ما رأيت مكثوراً(25) قط قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً منه(26) ! وإن كانت الرّجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب ! ولقد كان يحمل عليهم وقد تكاملوا ثلاثين ألفاً فينهزمون بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجع إلى مركزه ويقول : (( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ))(27) .
وأنشأ (عليه السّلام) هذه الأبيات :
 فَـإنْ تَـكُنِ الـدُّنْيا تُـعَدُّ نَـفيسَةً      فَـإنَّ  ثَـوابَ اللهِ أعـلى وأَنْـبَلُ
وإنْ  تَـكُنِ الأبْدانُ لِلْمَوتِ اُنشِئَتْ      فَقَتْلُ امرئ بالسيفِ في الله أفضلُ
وإنْ  تَـكُنِ الأرْزاقُ قِـسْمَاً مُقدّراً      فَقِلَّةُ  سَعْيِ المرءِ في الكَسْبِ أجْمَلُ
 وإنْ  تَـكُنِ الأمْوالُ للتركِ جَمْعُها      فما بالُ مَتروكٍ به المَرءُ يَبْخَلُ(28)
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أحد أولاد الإمام الحسن المجتبى، شارك في معركة الطف وهو غلام لم يبلغ الحلم، واستشهد يوم عاشوراء. وعندما سأله الإمام الحسين ليلة عاشوراء: كيف ترى الموت؟ قال: أحلى من العسل!
القاسم بن الحسن بن علي
شباك ضريح شهداء الطف
الاسمالقاسم بن الإمام الحسنتاريخ الوفاةيوم عاشوراء 61 هـ.مكان الميلادالمدينة المنورةمكان الدفنكربلاء - حرم الإمام الحسينالأبالإمام الحسنالأمرملة أو نفيلةالعباس بن علي(ع) • زينب الكبرى • علي الأكبر • فاطمة المعصومة • السيدة نفيسة • السيد محمد • عبد العظيم الحسني • أحمد بن موسى • موسى المبرقع
اشتهر في مجالس العزاء الحسيني قصة زواجه بإحدى بنات الإمام الحسين، لكنها لم تذكر في المصادر المعتبرة والمقاتل المعتمد عليها؛ ولذلك رفضها المؤرخون، وشككوا في صحتها.
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
لم يتحدث التاريخ والمصادر عن يوم ولادة القاسم بن الحسن، لكن وردت في السير والمقاتل آراء حول عمره عند شهادته: فذكر مقتل الخوارزمي أنه لم يبلغ الحلم.[١] وذكر لباب الأنساب أنّه كان في 16 من عمره.[٢]
وذكر الشيخ المفيد بأنّ القاسم وعبد الله وعمرو، أمهم واحدة وهي أمّ ولد.[٣] وتسمى نفيلة أو رملة؛[٤] لكن ورد في مقاتل الطالبيين: هو وأبو بكر بن الحسن من أم واحدة[٥]
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
روي في بعض المصادر أن الإمام الحسين  خطب في ليلة العاشر من المحرم، وأخبرهم بأنهم يقتلون في يوم عاشوراء، فسأل القاسمُ الإمامَ  عن مصيره، وهل هو من الشهداء؟ فقال له الإمام : كيف ترى الموت؟ قال القاسم: أحلى من العسل! فقال له الإمام : أنت من الشهداء أيضاً
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
روی مقتلَه أبو مخنف عن حُميد بن مسلم -وهو كان في جيش عمر بن سعد- أنه قال: وخرج غلام كأنّ وجهه شقة قمر، في يديه السيف عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدها ما أنسی أنها اليسری. فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: «والله لأشدنّ عليه» ... فشدّ عليه فما ولّی حتی ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماه، فجلى الحسين  كما يجلي الصقر، ثم شد شدة ليث أغضب، فضرب ابن فضيل بالسيف، فاتقاها بالساعد، فأطنها من لدن المرفق، فوطأته الخيل حتى هلك. وانجلت الغبرة، فرأيت الحسين  قائماً على رأس الغلام، وهو يفحص برجليه، والحسين  يقول: «بُعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك، ثم قال: عز - والله - على عمك أن تدعوه، فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوته. هذا يوم - والله - كثر واتره، وقل ناصره!» ثم حمله  فكأني أنظر إلی رجلي الغلام يخطّان في الأرض وقد وضع الحسين  صدره علی صدره، فجاء به حتی ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وحوله قتلی من أهل بيته. [
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
قصة زواجه يوم عاشوراء
حاول البعض إثبات قصة زواج القاسم بإحدى بنات الإمام الحسين  يوم عاشوراء، إلا أن القضية غير مذكورة في المصادر القديمة والمعتمدة عليها. يقول الشهيد المطهري في كتابه الملحمة الحسينية:
«تصوّروا ـ باللّه عليكم ـ هذا الكلام الذي كثيراً ما يتردد على ألسنة البسطاء الذين يتمنون رؤية عرس ابنهم أو ابنتهم قبل موتهم. فينسبونه إلی شخص كالحسين بن علي  و هو في خضمّ المعارك وفي ذلك اليوم التاريخي الذي لا مجال فيه حتى لإقامة الصلاة بسهولة وكأن القاسم لا همّ له إلاّ البحث عن زوجة ولا همّ لعمه إلاّ تزويجه....إنّهم يتقوّلون علی الإمام الحسين  و لأنّ هذه الحكاية التي هي اختلاق محض لا وجود لها في الكتب المعتبرة، لكنه- كما يكتب الحاج نوري- فإنّ أوّل من أدخل هذه القصة في التاريخ الحسيني المزوّر هو الملا حسين الكاشفي في كتابه (روضة الشهداء) فيما أصل القضية كذب واختلاق مائة بالمائة.»[١٢
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
مصرعُ عليٍّ الأكبر
وأوّلُ مَنْ تقدَّمَ عليُّ بنُ الحسينِ الأكبرُ عليه السلام. ولمّا عزَمَ على القتالِ، وأقبلَ مستأذِناً من أبيهِ، نظرَ إليه الحسينُ عليه السلام نَظَرَ آيِسٍ منه، وأرخَى عينَيْهِ بالدموعِ، ورفعَ سبابتيه نحوَ السماءِ وقالَ:"اللهمَّ‏ اشهَدْ على هؤلاءِ، فقد بَرزَ إليهِم أشْبهُ الناسِ خَلْقاً وخُلُقاً ومَنْطقاً برسولِك محمَّدٍ صلى الله عليه واله، وكنَّا إذا اشتقْنَا إلى رؤيةِ نبيِّكَ نظرْنَا إليه، اللهمَّ‏ امنعْهُمْ بركاتِ الأرضِ، وفرِّقهُمْ تفريقاً، ومزِّقْهُم تمزيقاً، واجعلْهُم طرائقَ قِدَداً1، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أَبَداً، فإنَّهم دَعَوْنا ليَنْصُرونا، فعدَوْا علينا يُقاتِلُونَنَا".

وصاحَ عليه السلام بعُمرَ بنِ سعدٍ: "ما لكَ يابنَ سعدٍ، قطَعَ اللهُ رَحِمَك كما قطعْتَ رَحمِي ولم تحفَظْ قرابتي من رسولِ اللهِ صلى الله عليه واله ".

ثمَّ تلا قولَه تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ*ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾2.
ولَمّا عَزَمَ على الحربَ، عزَّ فِراقُه على مُخَدَّراتِ الإمامةِ،
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
فأَحَطْنَ بهِ، وتعلَّقنَ بأطرافِه، وقُلنَ له: ارحَمْ غُربتَنا، فَلَا طاقةَ لنا على فِراقِكَ. فلمْ يَعبأْ بِهِن‏َّ. ثمَّ تَوَجَّهَ نحوَ القومِ، وشدَّ عليهم شَدّةَ الليثِ الغَضبانِ، وهو يقولُ:
 
أنا عليُّ بنُ الحســينِ بـــنِ علــي نحنُ وبيـتِ اللهِ أوْلـى بالنبيتاللهِ لا يَحْكُمُ فينا بـــنُ الدَّعِــي أَطـعنُكم بالرُمـحِ حتَّى يَنْثَـنيأَضرِبُكُمْ بالسيفِ أَحْمي عن أبيضَـرْبَ غُـلامٍ هاشــميٍّ عَلَـوي

‏ ولَمْ يَزَلْ يحمِلُ على المَيمنةِ ويُعيدُها على المَيسَرةِ، ويغوصُ في الأوساطِ حتَّى قتلَ مِنهُم مَقتلةً عظيمةً، وضجَّ الناسُ منْ كَثرةِ مَن قُتِلَ مِنْهم.
ولَمّا اشتدَّ به العطشُ، رَجَعَ إلى أبيهِ الحسينِ عليه السلام قائلاً: يا أبَهْ، العطشُ قدْ قَتَلَني، وثِقلُ الحديدِ قدْ أجْهدَني، فَهَلْ إلى شُربةِ ماءٍ من سبيلٍ أتقوَّى بها على الأعداءِ؟
 
يبــويه شــربة امــيّه الكبدي اتقوى ورد للميـــدان وحــدييبويه انفطر قلبي وحق جدي العطش والشمس والميدان والحر

فأجَابَه الحسينُ عليه السلام: "قاتِلْ قليلاً، فما أسرَعَ ما تلقى جَدَّك رسولَ اللهِ صلى الله عليه واله، فيَسقيكَ بكأسِهِ الأوفى شُربةً لا تَظمأُ بعدَها أبداً
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
ثمَّ قالَ لفِتيانِهِ منْ بني هاشمٍ: "احْمِلُوا أخاكُم".
فحملُوهُ منْ مَصْرَعِهِ، وجاؤوا بهِ إلى الفُسطاطِ الذي يُقاتِلُونَ أمامَه، فخرجَتْ زينبُ بِنْتُ عليٍّ عليه السلام مُسْرِعةً وخلفَها النساءُ والأطفالُ، وهِيَ تُنادِي: يا حبيباه، يابن أُخَيَّاه.

وانكبَّتْ عليهِ، فبكَى الحسينُ عليه السلام رَحْمةً لِبُكَائِها، وقالَ:"إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ"...
وقامَ وأخذَ بيَدِها وردَّها إلى الفُسطاط
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
فعل الأطائب من أهل بيت محمَّد وعلي صلَّى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون  ، وإياهم فليندب النادبون  ، ولمثلهم فلتذرف الدموع  ، وليصرخ الصارخون  ، ويضجَّ الضاجون  ، ويعجَّ العاجون  ، أين الحسن وأين الحسين  ، أين أبناء الحسين  ، صالح بعد صالح  ، وصادق بعد صادق  ، أين السبيل بعد السبيل  ، أين الخيرة بعد الخيرة  ، أين الشموس الطالعة  ، أين الأقمار المنيرة  ، أين الأنجم الزاهرة  ، أين أعلام الدين وقواعد العلم (
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
جاء في مقاتل الطالبيين أن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ولد في خلافة عثمان وقد روى عن جدّه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1).
    وفي معالي السبطين قال : وكان أهل المدينة إذا اشتاقوا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) نظروا إلى علي الأكبر ( عليه السلام )   ، وكان الحسين ( عليه السلام ) يحبه حباً شديداً بحيث إذا رآه فرح به وسرَّ سروراً عظيماً  ، وإذا سأله حاجة لا يردّه أبداً ولو على سبيل الإعجاز  ، قال كثير ابن شاذان : شهدت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وقد اشتهى عليه ابنه علي الأكبر عنباً في غير أوانه  ، فضرب بيده إلى سارية المسجد  ، فأخرج له عنباً وموزاً فأطعمه  ، وقال ( عليه السلام ) : ما عند الله لأوليائه أكثر (2).
    أقول : أفمن كان حبُّه لولده بهذه المثابة بحيث لا يردّه عن حاجة حتى يقضيها له ولو على سبيل الإعجاز فما حاله حين رجع هذا الولد من المعركة  ، وطلب منه جرعة من الماء  ، وهو لا يتمكَّن من أن يعطيه ويسقيه ؟ (3)
    وعُرف عن علي الأكبر ( عليه السلام ) صلابته في الدين ودفاعه عن الحق  ، وأنه لا يهاب الموت في سبيل الله تعالى  ، روى عقبة بن سمعان في مسير الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء قال : فسرنا معه ساعة  ، فخفق ( عليه السلام ) وهو على ظهر فرسه خفقة  ، ثم انتبه وهو يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون  ، والحمد لله ربِّ العالمين  ، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً  ، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال : مم حمدت الله واسترجعت ؟ قال : يا بنيَّ  ، إني خفقت خفقة  ، فعنَّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون  ، والمنايا تسير إليهم  ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا  ، فقال له : يا أبت : لا أراك الله سوءاً  ، ألسنا على الحق ؟ قال : بلى والله الذي مرجع العباد إليه  ، فقال : فإنّنا إذاً ما
Forwarded from ذَوِيْ الْأَلْبَاب ..🌱 (رضا علي)
نبالي أن نموت محقّين.
    فقال له الحسين ( عليه السلام ) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده (1).
2025/07/05 01:58:25

❌Photos not found?❌Click here to update cache.


Back to Top
HTML Embed Code: