سليمان العبودي:

فما أعجب طبيعة هذا الإنسان، وما أغرب ما جُبِل عليه من النفور ممَّن يلين له، والولع بمن يظهر الاستغناء عنه!

جاسم الصحيح:

إنِّي لأسمعُ في المِشكاةِ غرغرةً
يا آخِرَ الزَّيتِ، لا تَغدِرْ بِمِشكاتي!

حذيفة العرجي:

وما بيَ يأسٌ منَ الحُلمِ، لكن
يُزهّدُ بالشيءِ طولُ انتظارِه..

أبو عثمان الجاحظ:

ما ضاءَ لي نهارٌ، ولا دجا لي ليلٌ مذ فارقتُك، إلا وجدتُ الشّوقَ إليك قد حزَّ في كبِدي، والأسَفَ عليكَ قد أُسقِطَ في يدي، والنِّزاعُ نحوكَ قد خان جلَدي، فأنا بينَ حَشًا خافقةٍ ودمعةٍ مُهراقة، ونَفسٍ قد ذبُلَت بما تُجاهِد، وجوانِحَ قد أُبلِيَت بما تُكابِد.
أسأل اللهَ أن يقرنَ آياتِ سروري بالقرب منك، ولينَ عَيْشي بسرعةِ أوبَتِك.

ابن فارض:

بكُلِّ قَبِيلٍ كمْ قتيلٍ بها قضَى
أسىً لم يَفُزْ يوماً إِليها بِنَظرةِ

وكم في الوَرَى مِثلي أماتتْ صَبَابَةً
ولوْ نَظرتْ عطْفَاً إليهِ لأحْيَتِ

شكري الحسني:

ولي من صفاتِ الماءِ طبعٌ إذا رأى
طريقًا وإنْ كانت على النَّار سارَها

إسلام الردان:

إن كان يُضنيك الكلامُ، ولم تَعُدْ
تقوَىٰ على حُلوِ الحديثِ ومُرِّهِ

فاجلسْ إليَّ فقد تشابَهَ حالُنا
فأنا المُفَوَّهُ في السكوتِ وسَرْدِهِ!

كثيِّر عَزَّة:

يوَدُّ بأنْ يُمسِي سَقِيمًا لعَلَّهَا..
إذَا سَمِعتْ عَنهُ بِشَكوَىٰ تُرَاسِلُهْ.

أحمد إبراهيم إسماعيل:

المزاح لا يمرِّر الخسائر، والهواياتُ لا تنقذُ من الوحدة، والشغلُ لا يُنسِي الحُزن، واللامبالاة ليست مرادفًا للقوة، واعتيادُ الوقوع لا ينفي ألمَ تكراره، وكثرة التجارب لا تخفُّف ثقل تجربةٍ جديدة..

ولا أحد ينجو وحدَه..

تميم البرغوثي:

أرقُّ الناس قلبًا، أشرسهم قتالًا..
حارِبوا بالمحبين تُنصَروا، فإنهم يرون الموت راحة والنجاة تأجيلًا وطول السلامة عارًا، وتتجلى لهم وجوه أحبابهم كأنها ضماد لا يبلى مع كل ألم يجدّ عليهم. هل تتخيلون أيًّا من الأقماع ذوي الرتب والنياشين، الرؤساء الماشين مشي البطاريق يتهادون بين صفوف العساكر والزنازين، عشّاقا؟ هل ترضى امرأة تحترم مرآتَها أن تشاركهم فنجان قهوة على النيل؟ حارِبوا بالمحبين، فهم لا يحسبونها، فكلهم قُتِل من قبل، والإنسان لا يُقتَل مرتين.

عبد القادر بكور:

بينما يمشي العبد محسنًا بنفسه الظَّنَّ، يُخيَّل إليه أنَّه حاز مفاتح الصِّدق، وارتفع في منازل اليقين، وجمع أزمَّةَ الثبات، وأغلق منافذ الشَّيطان، إذا بربِّه يُسقطه في أدنى اختبار ويحجب عنه برًّا كان يؤتى أضعافه...
وماذاك إلا ليكسر غروره ويبصرَّه بضعفه اللَّازم، ويذكرَّه بافتقاره الأصلي، وأنَّه لاحول له ولاقوة إلَّا بمولاه.

..

مرثية: دموعًا همَتْ عيناي يوم التباعد ـ أحمد بن عمعوم
إلقاء: سهيل بن مهران

أبو نواس:

فليْتَ الناسَ أُعمُوا عنكَ غيري
فآمَنَ أن يَروكَ كما أراكا

وليْتكَ كلَّما كلَّمتَ غيري
رُمِيتَ بخَرسِهِ ومَنعتَ فاكا

أحبُّكَ، لا ببَعضي بل بكُلِّي
وإنْ لم يُبقِ حبُّكَ لي حَراكا

أبو العَيناء إِلَى أبي الْوَلِيد بن أبي دواد:

جُعلت فدَاك، مسَّنا وأهلَنا الضّر، وبضاعتُنا الْمَوَدَّة وَالشُّكْر؛ فَإِن تُعْطِنَا أكن كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
أَنا الشهَاب الَّذِي يحمي دِيَاركُمْ
لَا يخمد الدَّهْرَ إِلَّا ضوؤُه يَقِدُ

وَإِن لم تفعل فلسنا مِمَّن يَلْمِزك فِي الصَّدقَات؛ " فَإِن أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لم يُعْطَوا مِنْهَا إِذا هم يسخطون ".

ابن حجر عن أخته:

"كانت بي برّة رفيقة محسنة وهي أمي بعد أمي أصبت بها في هذه السنة (798هـ) جزاها الله تعالى عني خيرا"

وَلَقَد نَظَرتُ وَليس تغني نَظرَة..
في اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ

فعَلَيكِ مِن صَلَواتِ رَبِّكِ كُلَّما..
نَصِبَ الحَجيجُ مُلَبِّدينَ وَغاروا

ابن حجر يرثي أخته:


وَقيل تَصَبرَّ قلت هَيهات إِنَّها
غزَتني بِجَيش من هموميَ مصطَفِّ

ثبتُّ وَقَد لاقيتُ حربَ فراقها
فَيا ليت أَنّي قَد فررت من الزحفِ

مصطفى صادق الرافعي:

وكأنّ الذِي يقبضُ الروحَ في كفِّـه حينَ موتِها؛ هُوَ الذي يلمسُها عِند الفِراقِ بأطرافِ أصَابِعه.

مالك بن نبي:

البذرة التي يقدر لها أن تنبت، يجب أولًا أن تدفن في التراب.

ابن عمعوم:

لقد عشتُ أيَّامًا بها كُنتَ صاحِبي
فمرَّت على قلبِي مُرورَ ثوانِ

وطافَ خيالٌ مِنكَ بي ذاتَ رَقدةٍ
فصرتَ تراءَىٰ لي بكلِّ مكانِ

ويا ليلةً أرسلتَ فيهَا رِسالةً
ثأرتَ بهَا لي مِن صُروفِ زمانِي

لَقِيطُ بن يَعْمُر:

يا قــــــــومِ! إنَّ لكم من إرثِ أوَّلِكُم
مجدًا قدَ اشْفَقْتُ أن يفنى وينقَطِعا