لا يمكن أن أفسِّر لكَ أبدًا معنى الحضورِ الكاملِ الذي يُحتَّمُ الرَّحيلُ من بعدِه، ومهما ادَّعتِ اللُّغةُ السيطرةَ على المشاعر، لن تبلُغَ مقامَ القلبِ وما خُفِيَ فيه.
لقد تُرِكنا على شطٍّ لا ماء فيه، فلم نبلغْ أمانَ العيشِ ولا كفَينا حاجتَنا لنرتوِي، لقد استطعنا أن نقومَ بأمرٍ واحدٍ فقط: الانتظار والنَّدم، هذان قرِينانِ لا بدَّ لك منهما كي تكونَ إنسانًا طبيعيًّا مثلَنا، فالخارقُ حقًّا مَن استطاعَ أن يتجاوز، والقاعِدون أمثالَنا على أطرافِ الأطلالِ بكَّاؤونَ إلى الأبد.
أعرفُ بأنَّ صوتي لا يصلُ أحيانًا، وبأنَّني أختارُ السكوتَ المفاجئَ الذي لا أقدِر عليه، ذلك لأنَّني لا أملكُ شيئًا لأقولَه، فيُدفَنُ كلُّ قولٍ داخلي، كمرثيَّةٍ منسيَّةٍ تنتظرُ إنشادَها.
أخافُ مضيَّ العمرِ بهذه السرعةِ الباهتة، وأخشى كذلك البقاءَ مكاني، وأعيشُ الصِّراعَينِ والحربَين، وساحةُ المعركةِ خاليةٌ إلا من نفسي التي لطالما أردتُها ليَ فكانت عليّ، وأريدُ الغيابَ الذي لا يجدُني فيه أحد، وأقولُ لكَ الغيابَ.. ولكن أريدُ ضمنيًّا ألَّا يجدَني إلَّاك.
ـــــــــ عابدة كدور💙






●

﴿‏رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ﴾

إلهي
‏إنني مليءٌ
‏بالآمال
‏والإيمان التام
‏الموصول باليقين
‏بأنها -ستحدث-
‏يا رب ليحدث ما أوده
‏واجعل لي فيه الخير.