من أين أبدأ
وأين أنتهي
الكلمات تعجز
وإن لم تعجز
فلا رشاقة نفسية تكفي لوصف فصول الكارثة

مدينة غزة تُباد

منظر الأهالي وهم يفرون من المدارس المهددة في الشاطئ يبكي القلب ، كل مدرسة كانت تأوي آلاف النازحين ، في لحظة اضطروا لمغادرتها دون أن يحملو معهم شيء ، وإلى المجهول ، لقد تم قصف عديد المدارس وعدد كبير من المباني في الساعة الأخيرة ، الناس تسألني عن جدوى المسارات السياسية ، هل هناك حل في الأفق ، هل لقاء القطري والأمريكي سينتج حلًا ، هل سيتخذ أحد قرار جريء يقضي بوقف المأساة ؟

وأنا أوجه هذه الأسئلة من الناس للمعنيين
هل هناك أجوبة ؟

توثيق للغارة الأخيرة على شارع حميد بالشاطئ

مجزرة حارة الريس

توثيق للاستهدافات في الساعات الأخيرة

- مدرسة الست سورة محيط سويدي الشاطئ
- مدرسة شحيبر محيط سويدي الشاطئ
- مدرسة العالية محيط سويدي الشاطئ
- عدة منازل سكنية في محيط مركز الشرطة القديم
- عمارة كريزم ومبنى البريد القديم آخر شارع حميد
- عمارة الأشقر قرب أبراج الفيروز شمال مخيم الشاطئ
- استهداف منزل سكني في حارة الريس بحي الصبرة

بالإضافة لسلسلة استهدافات واسعة سجلت فجر اليوم ، وسجلت أيضًا عمليات نسف وتجريف في مناطق العمل البري شرق بركة الشيخ رضوان

بعد اجتماعه بالقطريين - وزير الخارجية الأمريكي سيزور تل أبيب اليوم للقاء مسؤولين إسرائيليين

الغارات امتدت لتل الهوا ، بالإضافة لإشارات إخلاء جديدة في مناطق مختلفة ، قصف المنازل لا يتوقف

إذا كان هناك حراك سياسي جاد هذه المرة فإنه سينتج وقفًا للكارثة بإعلان مفاجئ وبدون جولات تفاوض ومباحثات ومشاورات ، هذا في حال كان هناك حراك سياسي جاد يستغل الاهتزاز الذي حدث بعد ضربة الدوحة ، ويضع كل الأطراف عند مسؤولياتها لوقف هذه المعجنة بأي ثمن

كل غارة نسمعها نرى سحابتها السوداء قريبة ، لأن قُطر وجودنا المتبقي في مدينة غزة لا يتجاوز الثلاثة كيلومترات ، من أقصاه إلى أقصاه

.
.
لست وحدك !

برجًا سكنيًا و3 مراكز إيواء وأكثر من 20 بناية في مدينة غزة تمت تسويتهم في الأرض منذ صباح اليوم جراء العدوان المتصاعد على المدينة ، تشهد غزة اليوم موجات نزوح متجددة ، خيارات الناس تتقلص ، ضغط نفسي هائل على الأهالي ، وأمل كبير بالله سبحانه وتعالى

وصفها سعيد زياد بأم المعارك وتوعدتها الفصائل بالفشل والأثمان الباهظة
ويصفها كاتس بالإعصار الذي يضرب معاقل حركة حماس

تصريحات جوفاء وهمية ، والحقيقة الوحيدة أن إعصار أم المعارك يودي بالمدنيين العزّل ، فلم يستهدف الإعصار معاقل حماس كما يدّعي كاتس ، ولم نرى من حديث سعيد زياد عن أم المعارك سوى دمارنا ومقتلتنا ، ولم تقدم الفصائل أي خطة تُفشل هذا العدوان سوى مراهنتها على صمودنا

إن لحظة خوف أو حزن أو ذُل لطفل من أطفانا تساوي كل الشعارات والاعتبارات والسمفونيات الفارغة ، وإن انعدام خياراتنا هو وحده ما يدفعنا للبقاء ما استطعنا في وجه هذا العدوان وليس أي شيء آخر

حسبنا الله ونعم الوكيل

الورد اليومي

تصريحات الأمريكيين والإسرائيليين بعد اجتماعات نيويورك تحمل دلالات على ثبات الموقف الأمريكي وعدم تأثره بالهجوم على الدوحة

فُهم من تصريحات أسامة حمدان أن الدوحة تحمل ملف غزة معها نحو البيت الأبيض ، وأن حركة حماس تنتظر مخرجات هذه الزيارة

وزير الخارجية الأمريكي بعد اجتماعه بالقطريين وتزامنًا مع زيارته لنتنياهو يقول " لا يمكن أن يبقى لحماس وجود إن كان هناك إرادة للسلام " ، وأضاف بأن العمل سيتركز على ضرورة استعادة كل الأسرى ومواجهة تهديد حماس

الوزير الإسرائيلي إيلي كوهين يقول اليوم " من لم نصل إليه الآن سنصل له المرة القادمة "

نتنياهو في تصريحات رسمية يعيد التلويح حول نيته قتل قادة حماس في الدوحة بحجة أنهم يعرقلون الإتفاق على حد زعمه ، وكان قد خيّر قطر بين طردهم أو تقديمهم للمحاكمة أو أن يفعل ذلك بنفسه ، ورغم موجة الغضب الواسعة والتحشيد الكبير ردًا على مهاجمة الدوحة والتصريح برفض واشنطن لذلك ، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين مستمرون بتأكيدهم على نفس النهج ونفس النوايا في هذا الصدد

روبيو أيضًا صرّح بأن ترامب لم يعجبه ما حدث ولكنه أكد أن الهجوم على الدوحة لن يؤثر على دعم واشنطن لتل أبيب ، ما يعني أن قصف الحليف المفترض للولايات المتحدة الأمريكية وهو قطر من قبل حليف آخر وهو إسرائيل لا يعد تجاوزًا للخط الأحمر الأمريكي !

كل ذلك وأكثر ، يعني أن البيت الأبيض ليس مستعدًا لمحاباة الدوحة على حساب تل أبيب ، وهذا يضع الدوحة أمام مفترق طرق في كيفية تعاملها القادم مع ملف غزة وحركة حماس ، وهذا يضع حركة حماس أيضًا أمام اختيار صعب ومصيري ، وقد يكون الأخير قبل استهلاك كل الفرص كما لمّح رئيس الوزراء القطري في مقابلته الأخيرة

حتى هذه الدقيقة ، انفجارات هائلة تدوي في مدينة غزة ناجمة عن عمليات نسف لمناطق سكنية ، وناجمة عن قصف مزيد من الأبنية والمنازل ، ما يزيد عن 30 بناية ومأوى وبرج تم قصفهم اليوم بمدينة غزة في حصيلة غير مسبوقة ، ويتم رصد عمليات تجريف وتفجير لمنازل المواطنين بمنطقة شرق بركة الشيخ رضوان

لا إله إلا الله
محمد رسول الله

انتقل التركيز العدواني على حي تل الهوا وجنوب غرب المدينة ، تفجير مدرعات مفخخة ، قصف برج الكوثر ، إشارة إخلاء للمدارس والمآوي ، غارات لا تتوقف

سمعنا فجر اليوم إطلاق نار كثيف ومفاجئ دون أن نعي ما الذي حدث ، بعض الروايات تقول بأن إطلاق النار تم من قبل مجهولين ومشبوهين يستقلون سيارات دفع رباعي ، وانسحبو من المدينة بعد استعراضهم الناري

الناس في حالة ترقب وضغط وتوتر ، ولا زالت موجات النزوح عبر شارع الرشيد كبيرة نسبيًا ، ويلاحظ أن بعض موجات النزوح تهدف لنقل الأمتعة والممتلكات ، وعديد من الذين نقلوا ممتلكاتهم لا يزالون في غزة

المآلات تزداد سوادًا كلما مر الوقت ، الرافعة التي تم نصبها بمنطقة الزرقا تسببت بضغط إضافي على الناس في محيطها

كل يوم يمر يلقي بثقله على كاهل هذا الشعب المستضعف والمنهك ، لا يجب على الإطلاق الرهان على صمود الناس ، بل يجب الرهان على محاولات إدراكهم واللحاق بهم قبل انهايارهم ، والارتقاء لمستوى كارثتهم وأعبائهم

لا زال ما تبقى من المدينة يحتوي على كتلة عمرانية وسكانية هائلة ، ولكن الوقت يسرقها

أدركوا غزة

برج الكوثر ، أحد أكبر أبراج مدينة غزة ، تمت تسويته بالأرض هذا الصباح ، بالإضافة لموجة إخلاءات واسعة في مناطق تل الهوا وجنوب غرب المدينة ، وخاصة المآوي فيها وبعض عماراتها ، ما تسبب بترحيل وتشريد آلاف النساء والأطفال في الشوارع ، ويلاحظ أن الموجة الجوية المكثفة تستهدف منطقة تلو الأُخرى ، وتقريبًا كل أحياء مدينة غزة تعرضت لهذه الموجة

بعد تحذير برج مهنا بتل الهوا وقصفه قبل قليل ، الجيش يصدر أمر إخلاء لبرج آخر في نفس منطقة جنوب غرب المدينة ، وهو البرج الثالث منذ الصباح

لسان حال الناس من الذين نزحوا ومن الذين لم ينزحوا
يقولون لكل المتورطين بمأساتهم


" لك الويلات
مالك لا تراني ! "